فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند علماء أهل السنَّة والامامية / الجزء الثاني
 كتب أخرى

الكتب المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند علماء أهل السنَّة والامامية / الجزء الثاني

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر محمد العسكري تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٧/٢٦ المشاهدات المشاهدات: ١١١٠٧ التعليقات التعليقات: ٠

المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند علماء أهل السنَّة والاماميَّة / الجزء الثاني

تأليف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمَّد العسكري

الفهرس

البَابُ الثاني وَالعِشرُون
البَابُ الثالِث وَالعشرُون
بعض ما رويَ في قتل النفس الزكيَّة في كُتبِ علماءِ أهلِ السنَّة
البَابُ الرابع وَالعشرُون
البَابُ الخامِس وَالعِشرُون
البَابُ السَادسُ والعِشرُون
البَابُ السَابعُ والعِشرُون
البَابُ الثامِن وَالعِشرُون
البَابُ التَاسع وَالعِشرُون
بعضُ ما رويَ في يأْجوجَ ومأْجوجَ
البَابُ الثَّلاثون
الخَاتِمة

بسم الله الرحمن الرحيم
البَابُ الثاني وَالعِشرُون

بعض ما رويَ عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في أنَّ سلطان ولده المهدي (عليه السلام) يبلغ المشرق والمغرب، وأنَّ المهدي (عليه السلام) يملك الأرض.
١- في فرائد السمطين، لإبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، في آخر الجزء الثاني، أخرج بسنده المتَّصل عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عباس، قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إنَّ خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أوَّلُهم أخي، وآخرهم ولدي، قيل: يا رسول الله: ومن أخوك؟: قال: علي بن أبي طالب، قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي، الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يومٌ واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربِّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف أخرجه جمعٌ كثير من علماء أهل السنَّة، وعلماء الإماميِّة، وقد ورد مضامينه في أحاديث عديدة أوردناها في أبوابها.
راجع قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي ولدي) في الباب (١)، وراجع قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (يصلِّي عيسى بن مريم خلف المهدي (عليه السلام)).
وأمَّا الأحاديث التي رويَ فيها أنَّ خلفاء النبي وأوصيائه اثنا عشر، فقد أخرجناها في كتابنا (عليّ والوصيّة)، راجع ذلك ترى ما تقرّ عينك ويقوِّي عقيدتك، وراجع ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، وراجع إلزام الناصب، ج١، ص١٨٧ الطبعة الثانية، وراجع غاية المرام، ص٤٣، ص٦٩٢.
٢- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس، ص٥٣، باب (١٨٤)، الطبعة الأُولى، سنة ١٣٦٧ قال: وفيما ذكره نعيم من بعث المهدي - ولم يسمِّه - الجيش، فيملك الهند وما بين المشرق والمغرب، [قال]: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عمَّن حدَّثه عن كعب، قال:
(يَبعث مَلِكٌ في بيت المقدس [وهو المهدي (عليه السلام)] جيشاً إلى الهند، فيفتحها فيطأ أرض الهند، ويأخذ كنوزها، فيصيِّره ذلك الملك حِلْيةً لبيت المقدس، ويَقْدِم عليه ذلك الجيش (بملوك الهند) مغلَّلين، ويفتح لهم بين المشرق والمغرب، ويكون مقامهم في الهند إلى خروج الدجَّال).
المؤلِّف:
ومن جملة الأحاديث التي أُشير فيها أنَّ المَلِك الذي في بيت المقدس هو المهدي (عليه السلام)، حديث أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ص٥٣، في الباب (١٨٢)، قال:
فيما ذكره نعيم من أنَّ مُلْك خليفة بني هاشم - المهدي - أربعون سنة، ويفتح قسطنطينيَّة وروميِّة، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بني أُميِّة، عن محمَّد بن الحنفيِّة، قال:
(ينزلُ خليفة من بني هاشم بيت المقدس، يملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يُبْنَ مثله، يملك أربعين سنة...).
٣- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٥٤، الباب (١٨٦)، أخرج بسنده عن نعيم قال: حدَّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمر الشيباني، عن عمر بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) الدجَّال، فقالت له أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:
(ببيت المقدس، يخرج حتَّى يحاصرهم، وإمام المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالح، فيقال له: صلِّ الصبح، فإذا كبَّر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم [من السماء]، فإذا رآه ذلك الرجل [أي: الإمام] عرفه، فرجع [الإمام] القهقرى، فيتقدَّم، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: صلّ فإنّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: افتحوا الباب [أي: باب بيت المقدس]، فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهوديّ، كلُّهم ذو ساج وسيف مُحلَّى، فإذا نظر [الدجَّال] إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء [أي: من خوفه؛ لأنَّه يدري أنَّ عيسى (عليه السلام) قاتله]، ثمَّ يخرج [الدجَّال] هارباً فيقول عيسى: أنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيدركه فيقتله، فلا يبقى شيءٌ ممّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ، لا حجر ولا شجر ولا دابَّةٌ، إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فاقتله، إلاَّ [شجر] الغرقد، [هو القضا، وهو العوسج]، فإنّها من شجرهم فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمّتي حكَماً عدلاً، وإماماً مُقْسِطاً، ويدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، ولا يسعى على شاةٍ، وتُرفع الشحناء والتباغُض، وينزع حمَّة كلِّ دابَّةٍ، حتَّى يُدخل الوليد يده في فم الحنش [الحيّة] فلا يضرّه، وتَلْقى الوليدة الأسد فلا يضرّها، ويكون في الإبل كأنّه كلبها، والذئب في الغنم كأنَّه كلبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مُلكهُم، ولا يكون ملكٌ إلاَّ للإسلام، وتكون الأرض كفاتور الفضّة، وتنبت نباتها كما كانت على عهد آدم، ويجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمّانة، ويكون الثور بكذا وكذا [أي: يغلو] من المال، ويكون الفرس بالدريهمات [أي: يرخص؛ لعدم الحاجة إليه]).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف أو ما بمعناه ذُكر في أبواب عديدةٍ من الكتاب بالمناسبة.
منها -: ما في باب صلاة عيسى خلف الإمام (عليه السلام) في باب (٢٩).
ومنها -: ما في باب فتوحات الإمام (عليه السلام)، كفتح بيت المقدس، وروميَّة وغيرهما.
٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣٦٩) من الباب (٩)، قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي، قال:
(ويتوجَّه [المهدي (عليه السلام)] إلى الآفاق، فلا تبقى مدينة وطأها ذو القرنين إلاَّ دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبَّار إلاَّ هلك على يديه، ويشفي الله قلوب أهل الإسلام، ويحمل حُليَّ بيت المقدس... ويأتي مدينة فيها ألف سوق، في كلِّ سوق مئة دكان، فيفتحها، ثمَّ يأتي مدينة يقال لها: القاطع، وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمر الله عزّ وجلّ، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خَمسمئة ميل، فيكبّرون الله عزَّ وجلَّ ثلاث تكبيرات؛ فتسقط حيطانها، فيقتلون بها ألفَ ألفَ مُقاتلٍ، ويقيمون فيها سبع سنين، ويبلغ الرجل في تلك المدينة مثل ما صحَّ معه من سائر بلد الروم، ويولد لهم الأولاد، يعبدون الله تعالى حقَّ عبادته، ويبعث المهدي إلى أُمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكانٍ واحدٍ، ويلعب الصبيان بالحيَّات والعقارب لا يضرّهم شيء، ويذهب الشرُّ ويبقى الخير، ويزرع الإنسان مُدّاً يخرج به سبعمئة مُدٍّ، ويذهب الوباء والزنا وشرب الخمر [وأكل] الرِّبا، وتُقبل الناس على العبادة والمشروعات، والديانة والصلاة في الجماعة، وتطول الأعمار، وتؤدّى الأمانة، وتحمل الأشجار [فوق عادتها]، وتتضاعف البركات، ويهلك الأشرار، ويبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت (رضي الله عنهم...)).
الحديث، وله تتمَّة ذكرناها في باب ما يقع قبل ظهوره، وبعد ظهوره في الباب (٣٠)، وفي الحديث رقم (١٣)، وقد أخرج ابن حجر الهيتمي بعض مضامين الحديث في كتابه (القول المختصر)، عندما يذكر الأربعين أمراً التي تقع عند ظهور الإمام، راجع رقم (٣٨) منه.
٥- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٢، ص٩٨ نقلاً من فتن السليلي، قال: حدَّثنا خالد، حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي ومطر، عن أبي الصدِّيق، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله)، أنَّه ذُكر المهدي (عليه السلام)، فقال:
(تُملأ الأرض ظلماً وجوراً، ثمَّ يَخرج رجلٌ من عترتي يملكها [أي: يملك الأرض] سبعاً - أو تسعاً - فيملأها قسطاً وعدلاً).
المؤلِّف:
ورد في الأحاديث المرويَّة في الإمام المهدي (عليه السلام) بمضمون هذا الحديث، أحاديث عديدة بألفاظ مختلفة، ومضمون الجميع أنَّه (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً.
وأمثال هذه الأحاديث تثبت أنَّ مُلكه وسُلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [أي: جميع الأرض حتَّى يتمكَّن من أن يملأها عدلاً.
وفي بعض الأحاديث ورد التصريح بأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، وأمثال هذه الأحاديث أيضاً كثيرة مرويَّة في كُتب الفريقين، أهل السنَّة والإماميَّة.
منها -: ما في فرائد السمطين آخر ج٢، وقد أخرج ذلك علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، وإليك لفظ الحمويني في الفرائد:
أخرج بسنده عن أحمد بن حنبل، قال: حدَّثنا أبو نصر، قال: حدثنا أبو معاوية شيبان، عن مطر بن طهَّار، عن أبي الصدِّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(لا تَقوم الساعة حتَّى يَملِك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي، أَجْلَى، أَقْنَى، يملأ الأرض عدلاً، كما مُلئت قَبْلَه ظلماً، يكون سبعَ سنين).
المؤلِّف:
في العرف الوردي، ج٢، ص٦٣، أخرج حديثاً بمضمونه عن أبي نعيم، وعن أحمد بن حنبل، وسيأتي لفظه في رقم (٨).
ومنها -: ما في عقد الدُّرر، الحديث (١٥) من الباب (١)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(مَلَك الأرض أربعة: مؤمنان، وكافران، فالمؤمنان: ذو القرنين، وسليمان، والكافران: بخت نصر، ونمرود، وسَيَملِكُها خامسٌ من أهل بيتي).
أخرجه أبو عبد الله [بن] الجوزي في تاريخه، وأخرجه جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٨١، وقال: أخرجه ابن الجوزي في تاريخه عن ابن عباس، ولفظيهما واحد، وفيهما تقديم وتأخير لبعض ألفاظ الحديث.
٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٦) من الباب (١)، أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: - وهو قاعدٌ في أصل منبرِ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) - وله حنين، قلت: ما يُبْكيك؟ قال: تذكَّرت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ومقعده على هذا المنبر، وقوله:
(إنَّ مِن أهل بيتي فتىً يَلِي الأرض، وقد مُلئت جوراً وظلماً، فيملؤها قسطاً وعدلاً، يعيش هكذا، وأومأ بيده سبعاً، أو تسعاً).
أخرجه أبو عمرو، وعثمان بن سعيد المُقْري في سُننه، والحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.
المؤلِّف:
من المُسلَّم المعلوم لدى علماء الحديث أنَّ سلطان المهدي (عليه السلام) يَصِل إلى المشرق والمغرب، وبعضهم روى الأحاديث المرويَّة في ذلك، وبعضهم ذكر مضامين الأحاديث ولم يذكر لفظ الحديث، ومن جملتهم الشبلنجي الشافعي، فإنَّه ذكر في نور الأبصار، ج١، ص١٥٥، في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) أموراً كثيرةً في فوائده، وذكر في الفائدة السابعة أنَّ سلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [و] تظهر له الكنوز، [و] لا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ عمَّره، إلى غير ذلك من أعماله وأقواله وأوصافه (عليه السلام).
٧- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص١٢٦ وص١٢٧، قال:
جاء في رواياتٍ أنَّه عند ظهوره (عليه السلام) - ينادي مَلَكٌ فوق رأسه: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه - فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر.
وقال ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، بهامش ص ١٢٩ من نور الأبصار: أنَّه ورد في بعض الآثار: أنَّه يخرج في وترٍ من السنين، سنةَ إحدى، أو [سنةَ] ثلاث، أو [سنةَ] خَمْس، أو [سنةَ] سبع، أو [سنةَ] تسع.
وأنَّه (عليه السلام) بعد أن تُعقد له البيعة بمكَّة، يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار، وأنَّ السنة من سنيِّه عشر سنين، [أي: يوافق عشر سنين]، وأنَّه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ يُعمِّره.
المؤلِّف:
إنَّ ابن الصبَّان ذكر في كلامه هذا أموراً ورد فيها أحاديث خاصَّة، وقد أخرجنا تلك الأحاديث في أبوابها.
فذكرنا نداء المَلَكِ فوق رأسه (عليه السلام) في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده.
وذكرنا محبَّة الناس له (عليه السلام) في باب صفاته (عليه السلام).
وذكرنا مُبايعة أصحابه له - الذين عددهم كعدد أصحاب بدر - في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده.
وذكرنا إرساله الجيوش وتفريقه جنوده في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده أيضاً.
وما ذُكر في إسعاف الراغبين مذكور - مع زيادةٍ - في نور الأبصار للشبلنجي الشافعي، ص١٥٥، وسيأتي بعضه في رقم (٩) من هذا الباب.
٨- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٣، أخرج بسنده من مسند أحمد بن حنبل، ومن فتن أبي نعيم، قالا: روى أبو سعيد الخدري وقال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(لا تنقضي الدنيا حتَّى يَملِك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما مُلئت قَبْله جوراً، يملك سبع سنين).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٥) حديث بمضمونه مع اختلاف بعض ألفاظه، نقلاً من فرائد السمطين، ومن كنز العمَّال.
٩- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص١٢٩ أيضاً، قال: وفي الصواعق المحرقة لابن حجر: الأظهر أنَّ خروج المهدي قبل نزول عيسى، وقيل: بعده، قال:
وقد تواترت الأخبار عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) بخروجه، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملأ الأرض عدلاً، وأنَّه يساعد عيسى على قتل الدجَّال بباب له بأرض فلسطين، وأنَّه (عليه السلام) يؤمُّ هذه الأُمّة، ويصلِّي عيسى خلفه، وأكثر الروايات متَّفقة على تحقُّق مُلْكِه سبع سنين، والشكُّ في الزيادة إلى تمام تسع، وفي روايةٍ تحقُّق ستٍّ.
المؤلِّف:
الشكُّ من الرواة؛ فإنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لم يكن شاكَّاً فيما بيَّنه لأصحابه، فإنَّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) معصوم من الشكِّ والخطأ والنسيان، فكلُّ ترديد تراه في أحاديث مُدَّةِ مُلْكه (عليه السلام) من الرواة ليس من النبي، ولا من أهل بيته، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، والشكُّ رجسٌ لا يقع منهم (عليهم السلام).
المؤلِّف:
أخرج الشبلنجي الشافعي ما ذكره في إسعاف الراغبين، ونقلناه منه في رقم (٨)، ورقم (٩)، وفيه زياداتٌ نافعة، وإليك نصُّه:
١٠- وفي نور الأبصار، ص١٥٥، للشبلنجي الشافعي، قال: أخرج عبد الله بن عمر، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال:
(يخرج المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ فيها مَلكٌ يُنادي: هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).
ثمَّ ذكر أحاديثَ عديدةٍ في أحوال الإمام (عليه السلام)، ثمَّ قال: فوائد:
الأُولى: قال في الصواعق المحرقة - لابن حجر الهيتمي الشافعي -: الأظهر أنَّ خروج المهدي قبل نزول عيسى (عليه السلام).
الثانية: تواترت الأخبار عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، أنَّه (عليه السلام) من أهل بيته وأنَّه يملأ الأرض عدلاً.
الثالثة: تواترت الأخبار على أنَّه يعاون عيسى على قتلِ الدجَّال، بباب له بأرض فلسطين بالشام.
الرابعة: جاء في بعض الآثار أنَّه (عليه السلام) يخرج في وترٍ من السنين، [أي: سنةَ إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع].
الخامسة: إنَّه بعد أن تُعقد له البيعة بمكَّة يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجُند إلى الأمصار.
السادسة: إنَّ السنة من سنيِّهِ مقدار عشر سنين.
السابعة: إنَّ سلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [أي: يملك الدنيا جميعاً] وتظهر له الكنوز [المدفونة في الأرض وغيرها]، ولا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ عمَّره.
ثمَّ قال الشبلنجي: وهذه علاماتُ قيام القائم، [أي: ما يقع قبل ظهوره]، ثمَّ ذكر حديثاً رواه عن أبي جعفر [الإمام الباقر (عليه السلام)]، وذكرنا الحديث في رقم (٥٨)، في باب ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام) وبعده.

البَابُ الثالِث وَالعشرُون

١- في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، ص٣٣٠، طبع إيران، أخرج الكنجي الشافعي بسنده المتَّصل، عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يَخرجُ المهدي وعلى رأسه مَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).
ثمَّ قال الكنجي: هذا حديثٌ حسنٌ روته الحفَّاظ والأئمَّة من أهل الحديث، كأبي نعيم، والطبراني وغيرهما.
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف، أخرجه جمعٌ كثير من علماء أهل السنَّة في كتبهم المعتبرة، وإليك أسماء بعضها بحذف السند، ونذكر اسم الكتاب ومؤلِّفه:
أخرج الحديث جلال الدين السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٦١، وقال: أخرجه أبو نعيم، والخطيب في تلخيص التشابه، عن ابن عمر، قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يخرج المهدي وعلى رأسه مَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
أخرجه السيوطي عن عبد الله بن عمرو، وهو غير عبد الله بن عمر، ثمَّ ذكر بعد نقله الحديث ما هذا نصُّه، قال: أخرج ابن أبي شيبة، عن عاصم بن عمر البجلي قال:
ليُناديَّن باسم رجلٍ من السماء لا يُنكِره الدليل، ولا يُمنع منه الذليل.
٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦١، أخرج حديثاً آخر عن أبي نعيم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرج المهدي وعلى رأسه غمامةٌ، فيها منادٍ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
أخرج الشبلنجي الشافعي في نور الأبصار، ص١٥٥، بسنده عن عبد الله بن عمر، قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة، فيها مَلكٌ يُنادي: هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
وفي فرائد السمطين آخر الجزء الثاني، أخرج الحديث بسنده عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرجُ المهدي وعلى رأسِه غمامةٌ، فيها منادٍ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
وأخرج الحديث أيضاً - ولفظه يساوي لفظ الكنجي - في كتاب البيان، وأخرج ابن الصبَّاغ الحنفي الحديث في الفصول المهمَّة، ولفظه يساوي لفظ السيوطي في العرف الوردي، كما في رقم (٢)، وفيه زيادة، ويأتي لفظه في رقم (٤).
٣- وفي فرائد السمطين، وأخرجه من الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، قال: أخرج أبو نعيم، عن ابن عمر قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرج المهدي، وعلى رأسه مَلَكٌ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
اختلاف لفظ السيوطي في العرف الوردي مع لفظ الشبلنجي من الرواة، وفي بعض ألفاظ الحديث أُسقِط لفظ - خليفة الله – وذلك أيضاً من تصرُّف الرواة؛ وذلك لأنَّ راوي الحديث واحد، والاختلاف من الرواة عنه، وبالتأمُّل في حديث الباب ترى أنَّ الحديث أُسقِط منه كلمة: (ألا) قبل (هذا)، وذلك من إسقاط الرواة أيضاً، وسيأتي الحديث مع (ألا) في الأرقام الآتية فتبصَّر.
وللحديث تتمَّة ذكرها في إسعاف الراغبين، ويأتي الحديث مع التتمَّة في رقم (٦)، ويمكن أن يقال: إنَّ التتمَّة من اجتهاد الرواة؛ ولذلك لا يذكرها الجميع، والله أعلم.
٤- وفي الفصول المهمَّة، لابن الصبَّاغ الحنفي الفصل الثاني عشر، أخرج بسنده عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرج المهدي وعلى رأسه غمامةٌ، فيها مَلَكٌ يُنادي: ألا إنَّ هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
أخرج إبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، في كتابه فرائد السمطين، في آخر الجزء الثاني، حديث عبد الله بن عمر، ولفظه هذا: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرجُ المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ فيها منادٍ: ألا إنَّ هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
وروى الحديث بسند آخر، عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرجُ المهدي وعلى رأسه مَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).
٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٢)، باب (٦)، قال: أخرج الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي، عن عبد الله بن عمر قال:
قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يَخرجُ المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ، فيها ملكٌ يُنادي: هذا هو المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في كتاب تاريخ الخميس،ج٢، ص٣٢٢، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر، ثمَّ قال: أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام).
٦- وفي إسعاف الراغبين للشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي بهامش ص ١٢٧ – ١٢٨ من نور الأبصار، قال:
وجاء في الروايات أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس، ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام ونجباء مصر، وعصائب أهل الشرق.
والحديث مفصَّل أخرجناه في رقم (٣٥) من الأحاديث التي ذُكِر فيها ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام) وبعده في الباب (٣٠).
٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث ٤٩، من الباب (٣)، أخرج بسنده عن حُذيفة بن اليمان، عن رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال: - في قصَّة السفياني وما يفعله من الفجور والقتل -:
(... فعند ذلك يُنادي منادٍ من السماء: يا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع عنكم مُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، ووليكم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فالحقوه بمكَّة، فإنَّه المهدي، واسمه: أحمد بن عبد الله، قال حذيفة بن اليمان: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: كيف لنا بهذا حتَّى نعرفه؟ فقال: هو رجلٌ من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءَتان قطوانيَّتان، كأنَّ وجهه الكوكبَ الدريُّ في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود [وهو] ابن أربعين سَنة...).
المؤلِّف:
يأتي حديثين من عقد الدُّرر، ومن الملاحم والفتن لابن طاووس فيه مضامين الحديث، راجع رقم (١١) من أحاديث الباب.
٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٠١، نقلاً من فتن أبي صالح السليلي، أخرج بسنده عن ربعي بن خراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(إذا كان رأس الخمسين والثلاثمئة - وذكر كلمةً - [قال]: نادى منادٍ من السماء: ألا يا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع مُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأتباعهم، ووليكم الجابر خير أُمَّة محمَّد، الحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله. قال عمران بن الحصين: صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله؟ فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله): إنَّه رجلٌ من ولدي كأنَّه من رجال بني إسرائيل، يخرج عند جَهْدٍ من أُمَّتي وبلاء، عربي اللون، ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دريٌّ، يَملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يملك عشرين سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلِّها، قسطنطينيَّة وروميَّة، يخرج إليه الإبدال من الشام وأشباههم - كأنَّ قلوبهم زُبَر الحديد، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار - وأهل اليمن، حتَّى يأتونه فيُبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكَّة متوجِّهاً إلى الشام، يفرحُ به أهل السماء، وأهل الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في البحر).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، (الحديث ١٢٨)، وفيه زيادات مهمَّة عمَّا في الملاحم، والحديث مروي عن حذيفة بن اليمان، ويأتي الحديث في رقم (١١)، وهو غير ما في عقد الدرر، الحديث (١٢٨)، بل نَقَل منه مقدار الحاجة، وتمام الحديث ذُكر في رقم (٢١) من أحاديث أنَّه (عليه السلام) (من وُلدي) في الباب (١).
وقد أخرج الحديث جلال الدين في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٨١، وفيه زيادات واختلاف مع ما في عقد الدُّرر، وسيمرُّ عليك الحديث بلفظ العرف الوردي في رقم (١٧) من أحاديث الباب.
٩- وفي حديثٍ أخرجه في تاريخ ابن الخشَّاب قال:
(ويكنَّى [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] أبو القاسم، وهو ذو الاسمين، خلف، ومحمَّد، يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غَمامة تُظلِّله من الشمس، تدور معه حيث ما دار، تُنادي بصوتٍ فصيح: هذا المهدي).
المؤلف:
أخرج الحديث في ينابيع المودَّة، ص٤٩١ طبع إسلامبول، سنة ١٣١٢، قال: عن ابن الخشَّاب أنَّه ذكر في كتاب (مواليد أهل البيت) قال:
حدَّثنا أبو القاسم الطَّاهر بن هارون بن موسى الكاظم، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال سيِّدي جعفر بن محمَّد:
(الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي، اسمه محمَّد، وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأُمِّه: نرجس، وعلى رأسه غَمامة تُظلِّله عن الشمس، تدور معه حيث ما دار، تُنادي بصوتٍ فصيح: هذا المهدي فاتَّبعوه).
وأخرج الحديث في غاية المرام للسيِّد العلاَّمة السيِّد هاشم، ص٧٠١، نقلاً من ابن الخشَّاب، ولفظه يساوي ما تقدَّم على هذا الحديث، وفيه زيادةُ قوله:
(ويقال لأُمِّه: (صيقل)، وفي روايةٍ: (حليمة)، وفي رواية: (نرجس)، وفي روايةٍ: (سوسن))، انتهى باختصار.
١٠- وفي فرائد السمطين آخر ج٢، أخرج بسنده عن الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) حديثاً مفصَّلاً في أحوال الإمام المنتظر (عليه السلام)، وفي ضمنه ذَكرَ وقال:
(... فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يَظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوى له [ولأصحابه] الأرض، ولا يكون له ظلٌّ، وهو الذي يُنادي منادٍ من السماء - يسمعه جميع أهل الأرض ويفهمونه بالدعاء إليه - يقول [في النداء]: ألا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ فيه ومعه، وهو قول الله: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)).
المؤلِّف:
ذكرنا الحديث بكماله وتمامه في باب أوصافه (عليه السلام)، في الباب (١٩)، وذكرنا أنَّ الحديث الشريف أخرجه السيِّد هاشم في غاية المرام، ص٦٩٦، وهو الحديث (٣٣) من الأحاديث التي أخرجها في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد أخرج الشيخ سليمان الحنفي الحديث في ينابيع المودَّة، ص٤٤٨، باب (٧٨)، بسنده عن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أنَّه قال:
(لا دين لمن لا ورع له، وإنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم، أي: أعملكم بالتقوى، ثمَّ قال [عليه السلام]: إنَّ الرابع من ولدي ابن سيِّدة الإماء، يُطهِّر الله به الأرض من كلِّ جورٍ وظلم، وهو الذي يَشكُّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربِّها، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوي له الأرض، ولا يكون له ظلٌّ، وهو الذي يُنادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: ألا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ فيه ومعه، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)، وقول الله عزَّ وجلَّ: (يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)، أي: خروج ولدي القائم المهدي [عليه السلام]).
المؤلِّف:
الحديث المذكور أخرجه في فرائد السمطين، وفيه زيادات مهمَّة، وقد ذكرنا بعضه بمناسبة المقام، وتمامه يأتي إن شاء الله في باب أنَّ المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في الباب (١٣).
١١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٨)، من الفصل الثاني، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن حذيفة وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إذا خرجت السودان طلبت العرب...)، ثمَّ ذكر حديثاً مفصَّلاً ومن جملته:
(فعند ذلك يُنادي من السماء منادٍ: أيُّها الناس إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قطع عنكم مُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، وولاَّكُم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فالحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله)، قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: صِفْهُ لنا حتَّى نعرفه؟ قال:
هو رجلٌ من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءَتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدُّري في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة، فتخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، فيأتون مكَّة فيبايعونه بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج متوجّهاً إلى الشام، وجبرائيل على مقدّمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهلُ السماء، وأهلُ الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته...) الحديث.
وقد أخرجناه كاملاً في أحاديث أنَّه (عليه السلام) من ولد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في الباب (١) رقم (٢١).
المؤلِّف:
وأخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج٣، ص١٠٤، نقلاً من فتن السليلي، أنَّه أخرج بسنده عن ربعي بن خراش قال: سمعتُ من حذيفة بن اليمان حديثاً ذكر فيه السفياني وقصَّته، إلى أن قال:
(فيضرب [أي: السفياني] أعناق من فرَّ إلى بلدِ الروم بباب دمشق، فإذا كان ذلك؛ نادى منادٍ من السماء: ألا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع عنكم مُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، ووليكم خيرُ أُمَّة محمَّد، فالحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله...). الحديث.
وقد تقدَّم حديث عن ربعي بن خراش في رقم (٨)، وفيه مضامين هذا الحديث، وفيه زيادة: ولعلَّ الحديث واحدٌ اختصره السيِّد (رحمه الله)، وحديث الملاحم مفصَّل تقدَّم نقله في أنَّه (عليه السلام) من أولاد فاطمة سيِّدة النساء (عليها السلام)، في باب (٥)، في رقم (١٦).
١٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص١٠٠، نقلاً من فتن السليلي قال: أخرج بسنده عن المغيرة بن عبد الرحمان، عن أُمِّه - وكانت امرأة قديمة - قال: قلتُ لها:
(لِمَ كانت فتنةُ ابن الزبير؟ والله إنَّ هذه الفتنة يَهلكُ فيها الناس! قالت: كلاَّ يا بنيَّ، ولكن تكون بعدها فتنةٌ يَهلكُ فيها الناس، لا يستقيم أمرهم على أحدٍ حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: عليكم بفلان ابن فلان)، [أي: بالمهدي بن الحسن].
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٧، حديث المغيرة بن عبد الرحمان، نقلاً من فتن نعيم وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى التميمي، عن المغيرة بن عبد الرحمان، عن أُمِّه - وكانت قديمة - قال: قلت لها - في فتنةِ ابن الزبير -:
(إنَّ هذه الفتنة تُهلك الناس؟ فقالت: كلاَّ يا بنيَّ، ولكن بعدها فِتنةٌ تُهلكُ الناس، لا يستقيم أمرهم حتَّى يُنادي منادي السماء: عليكم بفلان).
المؤلِّف:
تقدَّم أحاديث عديدة فيها لفظ: (فلان) أو (فلان بن فلان) وفسَّروه بالمهدي (عليه السلام)، ويناسب هذا الحديث أن يُغيَّر بما فَسَّر الأحاديث المتقدِّمة.
١٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٢، ص١٠٠، أخرج بسنده من فتن السليلي وقال: أخرج بسنده عن عبد الله بن موسى، قال: أخبرنا عنبسه بن سعيد، عن سمير قال:
(يظهر في رمضان صوت، وفي شوال هَمْهَمْة - أو مَهْمَهْة - وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحِجَّة يُسلب الحاجُّ، وفي المُحرَّم لو أخبرتُكم بما في المُحرَّم! قلنا له: وما بالمُحرَّم؟ قال: يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ فلاناً [أي: المهدي] خِيَرة الله من خلقه، فاسمعوا له وأطيعوا).
المؤلِّف:
يأتي في رقم (١٧) نقلاً من كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ – ٢٦١، حديث فيه بعض ألفاظ هذا الحديث.
١٤- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال:
(تكون فُرقةٌ واختلافٌ، حتَّى تَطلع كفٌّ من السماء، ويُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان).
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ الحديث، ولفظه يساوي لفظ ابن طاووس في الملاحم والفتن، وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٦)، من الباب (٤)، نقلاً من كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، عن الزهري قال:
(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يسمعون من السماء صوتاً: ألا إنَّ أولياء الله من أصحاب فلان يعني: المهدي).
ثمَّ قال الزهري: قالت أسماء بنت عُميس: (إنَّ أمارة ذلك اليوم: أنَّ كفَّاً من السماء مدلاَّة ينظر إليها الناس).
المؤلِّف:
في الملاحم والفتن، ص٣٨، أخرج حديث الزهري عن أسماء بنت عُميس، ولفظه يساوي ما في عقد الدُّرر. وفي عقد الدُّرر في الحديث (١٤٧)، أخرج حديثاً عن ابن عباس قال:
(لا يخرج المهدي حتَّى تَطلع مع الشمس آيةٌ)، المؤلِّف: وهو الكفُّ.
المؤلِّف:
وأخرج جلال الدين الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٦، وهذا نصُّه: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الزهري قال:
(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يُسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، يعني: المهدي).
قالت أسماء بنت عُميس: (وإنَّ أمارة ذلك اليوم: أنَّ كفَّاً من السماء مدلاّة ينظر إليها الناس).
ثمَّ أخرج حديثاً آخر في الباب، وقال: في ج٢، ص٧٦ أيضاً، أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الحكم بن نافع قال:
(إذا كان الناس بمنى وعرفات، نادى منادٍ - بعد أن تتحارب القبائل -: ألا إنَّ أميركم فلان، ويتبعه صوت آخر: ألا إنَّه قد صدق، فيقتتلون قتالاً شديداً، وجلُّ سلاحهم البرادع، وعند ذلك يرون كفَّاً مُعلَّمةً في السماء، ويشتدُّ القتال حتَّى لا يبقى من أنصار الحقَّ إلاَّ عدَّةُ أهل بدر، فيذهبون حتَّى يبايعوا صاحبهم).
١٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٣)، من الباب (٤)، أخرج بسنده من كتاب أبي الحسن أحمد بن جعفر المنادي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
(انظروا الفرج في ثلاث، قلنا: يا أمير المؤمنين: وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، واختلاف الرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أوما سمعتم قول الله عزَّ وجلَّ في القرآن: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) وهي آيةٌ تُخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان).
أخرجه أبو الحسن أحمد بن جعفر المنادي.
المؤلِّف:
يأتي في رقم (١٧)، نقلاً من كتاب كنز العمَّال، حديث فيه بعض مضامين هذا الحديث - والراوي ابن المنادي - رواه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وفيه ما ليس في هذا الحديث، ويمكن أن يقال: أنَّه حديثٌ آخر رواه ابن المنادي، عن مولى المتَّقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام).
ويأتي في رقم (١٩) حديث عن الإمام محمَّد بن علي (عليهما السلام) في بيان الصوت الذي يقع في شهر رمضان، وفي لفظه زيادة واختلاف عمَّا في الحديث المذكور.
١٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٦) من الباب (٢)، أخرج بسنده عن جابر بن يزيد الجُعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
(يا جابر: إلزم الأرض، ولا تحرِّك يداً ولا رجلاً حتَّى ترى علامات أذكرها لك - إن أدركتها - أوَّلها: اختلاف بني العبَّاس، وما أراك تُدرِك ذلك، ولكن حدِّث به بعدي، [ومن جملة ما ذكره (عليه السلام)] قال: منادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق، ويُخسف بقريةٍ من قُرى الشام تسمَّى الجابية...) والحديث مفصَّل نقلناه في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) من أولاد الحسين في الباب (٧)، رقم (٣).
وقال في آخر الحديث: (ويبعث السفياني بَعْثاً إلى المدينة، فيفرُّ المهدي منها إلى مكَّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنَّ المهدي قد خرج إلى مكَّة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يُدرِكه حتَّى يدخل مكَّة خائفاً يترقَّب على سُنَّة موسى بن عمران (عليه السلام)، قال: وينزلُ جيش السفياني البيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا بيداء: أبيدي القوم، فيُخسف بهم، فلا يَفْلت منهم إلاَّ ثلاثة نفرٍ، يحوِّل الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم من كلب [أي: من عشيرة كلب] قال: فيجمع الله أصحابه ثلاثمئة وثلاث عشرَ رجلاً، على غير ميعاد، قُزعاً كقُزع السَّحاب، فيُبايعونه [عليه السلام] بين الركن والمقام). الحديث.
وهو مفصَّل ذكرنا منه مقدار الحاجة.
١٧- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١، قال: أخرج أبو عمر الدَّاني في سُننه وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إذا خرجت السودان طلبت العرب مكشوفون، حتَّى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال: ببطن الأردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستِّين وثلاثمئة راكب، حتَّى يأتي دمشق، فلا يأتي عليهم شهرٌ حتَّى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً، فيبعث جيشاً إلى العراق، فيقتل بالزوراء مئة ألف، وينجرُّون إلى الكوفة فينهبونها، فعند ذلك؛ تخرج راية من المشرق، يقودها رجل من بني تميم، يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة، ويقتلهم، ويَخرج جيشٌ آخر من جيوش السفياني إلى المدينة، فينهبونها ثلاثة أيَّام، ثمَّ يسيرون إلى مكَّة، حتَّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عزَّ وجلَّ جبريل فيقول: يا جبريل: عذِّبهم، فيضربهم برجله ضربةً يخسف الله عزَّ وجلَّ بهم، فلا يبقى منهم إلاَّ رجلان، فَيقدِمان على السفياني فيُخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله! ثمَّ إنَّ رجالاً من قريش يهربون إلى قسطنطينيَّة، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم: أن يبعث بهم في المَجَامِع، فيبعث بهم إليه، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق، قال حذيفة: حتَّى إنَّه يُطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب [الواحد] على مجلسٍ مجلسٍ، حتَّى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه، وهو في المحراب قاعد، فيقوم رجل مسلم من المسلمين فيقول: ويْحَكم! أكفرتم بالله بعد إيمانكم؟ إنَّ هذا لا يحلُّ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق، ويقتل كلَّ من شايعة على ذلك، فعند ذلك؛ ينادي منادٍ من السماء: أيُّها الناس: إنَّ الله عزَّ وجلَّ قطع عنكم مدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، وولاَّكُم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فالحقوا به بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله، قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله كيف لنا حتَّى نعرفه؟ قال: هو رجل من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل [أي: طويل القامة] عليه عباءَتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدريُّ في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة، فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة، فيُبايَع له بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج [عليه السلام] متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مقدِّمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير والوحوش والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمدُّ الأنهار، وتُضعِف الأرض أهلها، وتُستخرج الكنوز، فيقدم الشام، فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبريَّة، ويقتل كلباً [أي عشيرة كلب]، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): فالخائب من خاب يوم كلب، ولو بعقال، قال حذيفة: يا رسول الله: كيف يحلُّ قتالهم وهم موحِّدون؟ فقال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): يا حذيفة: هم يومئذٍ على ردَّة، يزعمون أنَّ الخمر حلال، ولا يصلُّون...).
المؤلِّف:
تقدَّم بعض ألفاظ الحديث في رقم (١١)، نقلاً من عقد الدُّرر، وفيه اختلاف عمَّا في حديث العرف الوردي، وذكرنا الحديث كاملاً في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) من أولاد النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وفيه نقصٌ واختلاف لِما في كتاب العرف الوردي.
وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (ابن أربعين سنة) أي: يُرى كذلك، وإلاَّ فله (عليه السلام) من العمر أزيد من ألف سنة.
وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (تخرج رايةٌ من المشرق يقودها رجلٌ من تميم يقال له: شعيب بن صالح).
ففي كتاب العرف الوردي، ج١، ص٦٨ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الحسن قال:
(يخرج بالريِّ [وهو من بلاد الشرق] رجل رُبْعة أسمر من بني تميم، محروم كوسج، يقال له: شعيب بن صالح في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدِّمة المهدي [عليه السلام] لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه).
وقوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (يخرج السفياني).
ففي مشارق الأنوار، ص١٠٢، من الفصل الأوَّل، من الباب الرابع - الذي ذَكر فيه علامات الساعة - قال:
السفياني رجل من ذرِّية أبي سفيان بن حرب الأُموي، يظهر [أوَّلاً] باليمن [و] يسير بالناس سيرةً حسنةً، إلى أن يظهر أمره ويستقرَّ شأنه، ثمَّ ينعكس على الناس بشؤم، فيقتل أهل الأسواق، ويحتقر الصلحاء والعلماء والأعيان، ويسير في الناس سيرة سيِّئة، ويخرج بجيوش عظيمة هائلة، إلى أن ينتهي إلى الشام، وتجتمع عليه قبيلة تسمَّى بني كلب، وهم أخواله، وهم أكثر الناس عدداً.
وقال القرطبي في (تذكرته):
وعندما يصل السفياني إلى الشام، يبعث جيشاً إلى الكوفة فيه خمسة عشرَ ألفَ فارس، ويبعث جيشاً آخر إلى مكَّة لمحاربة المهدي ومَن معه ممَّن اتَّبعه.
فأمَّا الجيش الأوَّل فإنَّه يصل إلى الكوفة فيتغلَّب عليها، ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال، ويقتل الرجال، ويأخذ ما يجد فيها من الأموال، ثمَّ يرجع، فتقوم ضجَّة بالمشرق، فيتبعهم أمير من أُمراء بني تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من السبيِّ ويرُدَّه إلى الكوفة.
وأمَّا الجيش الثاني، فإنَّه يصل إلى مدينة الرسول [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم] فيقاتلونها ثلاثة أيَّام ثمَّ يدخلونها عُنوة، ويسبون ما فيها من الأهل والولد، ثمَّ يسير نحو مكَّة لمحاربة المهدي ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسخهم الله أجمعين، وذلك قول الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ).
المؤلِّف:
يناسب هذا الحديث أن يُذكر في باب أحوال السفياني، وقد أخرجنا هناك حديثاً مفصَّلاً في أحواله من عقد الدُّرر، وذكرنا بأنَّنا ذكرنا حديثاً آخر في أحواله في باب النداء السماوي.
وقال في مشارق الأنوار:
فأمَّا السفياني فيبعث جيشاً من الشام [لمحاربة الإمام المهدي (عليه السلام)] فيُخسَف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] إلى السفياني، وهو رجل من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخمُ الهامة، بوجهه الجُدري، وبعينه نكتةٌ بيضاء، يخرج من ناحية دمشق، وعامَّة من يتبعه من بني كلب، وهم أخواله، يفعل الأفاعيل، ويقتُل قبيلة قيس، فيُريح الله المسلمين منه بظهور المهدي.
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث ١٢٥، في الباب (٤)، وفيه مضامين الحديثين وزيادة، راجع رقم (٥)، ورقم (٦) من أحاديث أحوال السفياني.
وفي مشارق الأنوار قال: ذكر النسفي أنَّ أصحاب السفياني ثلاث فرق:
فِرقة تبقى بالكوفة، وفِرقة تسير نحو الرَّي، وفِرقة تأتي المدينة - أي: مدينة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون المدينة فيدخلونها، فيَقتُل بالمدينة مقتلةً عظيمةً، حتَّى يبلغ الدم الرأس المقطوع، ويُقتل من أهل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) جماعة، منهم: رجل وامرأة؛ اسم الرجل: محمَّد، واسم المرأة: فاطمة، ويطلقونهما عارييِّن [أي: يتركونهما عارييِّن]، فعند ذلك يشتدُّ غضب الله عليهم، ويبلغ الخبر المهدي فيخرج في ثلاثين رجلٍ، فيَبْلغ المؤمنين في العالم - بواسطة النداء السماوي - فيأتونه أصحابه من أقطار الأرض بطيِّ الأرض، ويحنُّون إليه كما تَحنُّ الناقة إلى فصيلها، فيُبايعونه بين الركن والمقام، فإذا فرغ من بيعة الناس بعث خيلاً [جيشاً] إلى المدينة، عليهم رجل من أهل بيته، فيقاتل الزهري، فَيُقتل من كِلاَ الفريقين مقتلةً عظيمةً، ويرزق الله وليَّه [الهاشمي] الظفر، فيَقتل الزهري ويقتل أصحابه [وهم من بني كلب] فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة بني كلب [وهم أخوال السفياني] ولو بعقال.
قال: فإذا بلغ الخبر - بأنَّ الزهري وأصحابه قُتِلوا - خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداء عسكره، وهو يريد قتال وليِّ الله، وخراب بيت الله، قال: فبينما هم كذلك بالبيداء إذ تفِرُّ فرسُ رجلٍ من العسكر [أي: عسكر السفياني] فخرج الرجل في طلبه، فبعث الله [فيبعث الله] جبرائيل فضرب الأرض برجله [فيضرب الأرض برجله] فخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه [فيخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه] ورجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبرائيل (عليه السلام) فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ فيضربه جبرائيل بجناحه فيتحوَّل وجهه مكان القفا، فيمشي القهقرى.
انتهى ما أردنا نقله من مشارق الأنوار، ولا يخفى أن ما ذكرناه نقلاً من مشارق الأنوار ينقل كثيراً منها في كتاب إسعاف الراغبين لمحمَّد بن حسَّان الشافعي، المطبوع بهامش نور الأبصار ص١٢٢.
وفي كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس (عليه الرحمة) في، ج٢، ص١٠٨، الطبعة الأُولى، أخرج أحاديث كثيرة في أحوال السفياني وأصحابه وفيما ينزل بهم.
ومن جملة ما ذكره قال:
سأل الأحنف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: ومِن أيِّ قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
(هو من بني أُميَّة، وأخواله كلب [أي: بني كلب]، وهو [أي: اسمه]: عنبسه بن مرَّة بن كلب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة بن عبد شمس، أشدُّ خلق الله شرَّاً، وألعنُ خلق الله حيَّاً، وأكثرُ خلق الله ظلماً، فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه، ومعه مئة ألفٍ وسبعون ألفاً، فينزِلُ بحيرة طبريَّة، [قال (عليه السلام)]: ويسير إليه المهدي عن يمينه جبرائيل، وعن شماله ميكائيل، وعزرائيل أمامه، فيسيرُ بهم في الليل، ويَكْمن بالنهار، والناس يتَّبعونه من الآفاق، حتَّى يواقع السفياني [أي: يحارب] على بحيرة طبريَّة، فيغضب الله على السفياني، فترشفهم الطير بأجنحتها، والجبال بصخورها، والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعة حتَّى يُهلكَ الله أصحاب السفياني كلَّهم، ولا يبقى على الأرض غيره وحده، فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مُدلاَّة على بحيرة طبريَّة، ويملك مدينة دمشق...)، الحديث.
بيان:
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان، ج٢، ص٨٠:
إنَّ لعيسى (عليه السلام) وأصحابه حرب مع الدجَّال على قرب بحيرة طبريَّة، فيقتلُ أصحابُ عيسى جميع أصحابِ الدجَّال، وقال: إنَّ أصحاب الدجَّال هم يأجوج ومأجوج، وهم أربعة عشر أُمَّة، قال: فينصر الله أصحاب عيسى حتَّى يبيدوا جميع أصحاب الدجَّال.
المؤلِّف:
يظهر من أحاديث عديدة أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يساعد عيسى (عليه السلام) في قتل الدجَّال، وهو السفياني.
راجع رقم (١٦) من أحاديث صلاة عيسى خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، في الباب (٢٩)، فإنَّ فيها: أنَّه (عليه السلام) يخرج ويساعد عيسى على قتل الدجَّال، والسفياني من الدجَّالِين.
وفي معجم البلدان، ج٢، ص٨٠، قال:
بحيرة طبريَّة هي [في] نحو من عشرة أميال طُولها، في ستَّة أميال عرضها، قال: وغَوْر مائِها علامةٌ لخروج الدجَّال.
قال: ورويَ أنَّ عيسى (عليه السلام) إذا نزل بالبيت المقدَّس ليقتل الدجَّال، عندها يظهر يأجوج ومأجوج. [قال]: وقد رأيتها مراراً وهي كالبركة يحيط بها الجبل، ويصبُّ فيها فضلات أنهُرٍ كثيرة تجيء من بانياس والساحل والأُردن الأكبر، وينفصل منها نهرٌ عظيمٌ فيسقى أرض الأُردن الأصغر، وهو بلاد الغَوْر، ويصبُّ في البحيرة المُتْنة قرب أريحا.
ومدينة طبريَّة في لحف الجبل مشرفة على البحيرة، مائها عذب شروب، ليس بصادق الحلاوة ثقيل، وفي وسط هذه البحيرة حَجَرٌ ناتئ، يزعمون أنَّه قبر سليمان بن داود (عليهما السلام)، وبين البحيرة والبيت المقدَّس نحو خمسين ميلاً.
وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٨، نقلاً من فتن نعيم، أخرج بسنده عن الزهري قال:
إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذٍ يسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، [يعني المهدي]، هذا لفظ الحديث.
المؤلِّف:
وقد رويَ الحديث بلفظ آخر فيما تقدَّم، وفي الملاحم والفتن أيضاً، ج١، ص٤٢، أخرج بسنده من فتن نعيم، عن الزهري أنَّه قال:
يخرج المهدي من مكَّة - بعد الخسف بأصحاب السفياني في البيداء - في ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أصحاب بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتهم البرادع، وقال: إنَّه يومئذٍ يُسمع صوت منادٍ من السماء ينادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان [أي: المهدي]، فتكون الدائرة على أصحاب السفياني.
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ ما تقدَّم من حديث الزهري، وفيه زيادة واختلاف، وأخرج السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ أيضاً ما أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن من فتن نعيم، عن الزهري أنَّه قال:
يخرج المهدي بعد الخسف في ثلاثمئة وأربعةَ عشرَ رجلاً عدد أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي جُنَّتهم البرادع [يعني: أتراسهم]، ويقال: إنَّه يُسمع يومئذٍ صوت من السماء ينادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان [يعني: المهدي]، فتكون الدائرة على أصحاب السفياني، فيقتلون لا يبقى منهم إلاَّ الشريد، فيهربون إلى السفياني فيُخبِرونه، ويخرج المهدي إلى الشام، فيتلقى السفيانيُ المهديَّ ببيعته، ويُسارع الناس إليه من كلِّ وجه، ويملأ الأرض عدلاً.
المؤلِّف:
وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨، قال: فيما ذكره نعيم - عن المنادي بعد الخسف - إنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: حدَّثنا نعيم بسنده، عن ابن رومان، عن علي (عليه السلام) قال:
(بعد الخسف يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، في أوَّل النهار: ثمَّ يُنادي منادٍ في آخر النهار: إنَّ الحقَّ في ولد عيسى، وذلك نخوةُ من الشيطان).
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن عباس أنَّه قال:
(يبعث صاحب المدينة إلى الهاشميّين بمكَّة جيشاً فيهزموهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام، فيقطع إليهم بعثاً فيهم ستِّمئة غريب (عريف)، فإذا أتوا البيداء فينزلونها في ليلة مُقْمِرة، أقبل راعٍ ينظر إليهم ويعجب [من كثرتهم] فيقول: يا ويح أهل مكَّة ما جاءهم! فينصرف إلى غنمه، ثمَّ يرجع فلا يرى أحداً، فإذا هُم قد خُسِف بهم، فيقول: سبحان الله ارتحلوا في ساعةٍ واحدةٍ! فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خُسِف ببعضها وبعضها على ظهر الأرض، فيعالجها فلايطيقها، فيعلم أنَّه قد خُسِف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة فيُبشِّره، فيقول له صاحب مكَّة: الحمد لله، هذه العلامةُ التي كنتم تُخبَرون، فيسيرون إلى الشام).
المؤلِّف:
الردُّ من صاحب مكَّة [المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام)].
وفي العرف الوردي، ص٧١ أيضاً قال: ورويَ عن أبي قبيل أنَّه قال:
(لا يَفلت منهم أحد [أي: من الجيش الذي أرسله السفياني لمحاربة الهاشميِّين في مكَّة بمكَّة] إلاَّ بشيراً ونذيراً، فأمَّا الذي هو بشير: فإنَّه يأتي المهدي - بمكَّة - وأصحابه، فيُخبِرهم بما كان من أمرهم... [أي: من أمر جيش السفياني]، والثاني... [أي: النذير]: يأتي السفياني فيُخبِره بما نزل بأصحابه... قال: وهما رجلان من كلب [أي: البشير والنذير رجلان من عشيرة كلب]).
وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، قال:
(يعوذ عائذٌ في البيت، فيُبعث إليه جيش، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، فلم يَفلت منهم إلاَّ رجلٌ يخُبِر عنهم).
المؤلِّف:
في الحديث تصحيف، والصحيح: (لم يَفلت منهم إلاَّ رجلان يُخبِران عنهم)، وذلك كما يأتي في الأحاديث الآتية:
وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨، نقلاً من فتن نعيم، عن أبي جعفر قال:
(إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكيَّة - وهو الذي كُتب عليه - فيهرب عامَّة المسلمين من حرم رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إلى مكَّة، فإذا بلغه ذلك بَعث جُنداً إلى المدينة عليهم رجل من كلب، حتَّى إذا بلغوا البيداء خُسِف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان من كلب، اسمهما: وبر، ووبير، تحوَّل وجوههما في أقفيتهما).
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ الراوي اشتبه في قوله: (بعث جُنداً إلى المدينة) فأراد أن يقول: (إلى مكَّة) فأشتبه عليه، أو أنَّ الطبَّاع اشتبه.
وعلى كلٍّ، الجُند الذين يُخسف بهم هم: جندٌ يقصدون مكَّة المكرَّمة لقتال من بمكَّة من الهاشمييِّن فيُخسف بهم.
بعض ما رويَ في قتل النفس الزكيَّة في كُتبِ علماءِ أهلِ السنَّة:
في الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٧، قال: الباب (١٢٠) فيما ذكره نعيم من قتل النفس الزكيَّة وأخيه، والمنادي من السماء: أميركم فلان [أي: المهدي (عليه السلام)]، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:
(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - بمكَّة ضيعة - ينادي منادٍ من السماء: أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقَّاً وعدلاً).
المؤلِّف:
في عقد الدُّرر، الحديث (١٥٨)، من الفصل (٤)، قال الراوي: سألت عبد الله [أي: ابن مسعود] عن النفس الزكيَّة؟ قال: (هو رجل من أهل البيت، وعند قتله ظهور المهدي (عليه السلام)).
المؤلِّف:
إنَّ قتل النفس الزكيَّة بمكَّة المكرَّمة؛ رويَ فيها أحاديث كثيرة في كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة (رضوان الله عليهم)، وإليك بعضها من كتب أهل السنَّة.
أخرج السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي في أخبار المهدي، ج٢، ص٦٥، وقال: أخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد قال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب النبي [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم] -:
(أنَّ المهدي لا يخرج حتَّى تقتل النفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النفس الزكيَّة؛ غضب عليهم مَن في السماء ومَن في الأرض، فأتى الناس المهدي فزفُّوه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، وتنعم أُمَّتي في ولايته نعمةً لم تنعمها قطُّ).
المؤلِّف:
يأتي إنشاء الله تعالى باب نذكر فيه بعض ما عثرنا عليه من أحوال النفس الزكيَّة الذي يُقتل ظلماً وعدواناً.
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن عمَّار بن ياسر قال:
(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - يقتل بمكَّة ضيعة - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض خصباً وعدلاً).
المؤلِّف:
هذا الحديث هو الحديث الذي أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، وقد وقع فيه تصحيف من الرواة أو من الطبّاع، والصحيح ما في الملاحم ج١ ص٣٧، وأخرجه في كتاب عقد الدُّرر في الباب (١) من الفصل الثالث الحديث (١٠٩)، ولفظه عن عمَّار بن ياسر قال:
(إذا قُتل النفس الزكيَّة وأخوه - بمكَّة ضيعة - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي يملأ الأرض حقّاً وعدلاً).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
وفي نور الأبصار للشبلنجي الشافعي، ص١٥٥، أخرج حديثاً مفصَّلاً بسنده عن أبي جعفر [الإمام ا لباقر (عليه السلام)] وفيه أخبر (عليه السلام) عن علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، قال:
ومن جملتها: (قتل غلام من آل محمَّد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بين الركن والمقام [أي: في المسجد الحرام بمكَّة بمكَّة]، وصاح صائح من السماء: بأنَّ الحقَّ معه [أي: مع المهدي (عليه السلام)] ومع أتباعه).
والحديث مفصَّل أخرجناه بتمامه في باب (٣٠) ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام).
وفي الملاحم والفتن ج١ ص٣٦، أخرج بسنده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وينادي منادٍ من الأرض: ألا إنَّ الحقَّ في آلِ عيسى (أو قال: في آل العباس، الشاكُّ الراوي أبو عبد الله) قال: وإنَّما الصوت [الثاني] الأسفل من الشيطان يُلبِّس على الناس [الحقَّ]).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في كتاب العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أبي جعفر قال:
(يُنادي من السماء... - وذكر الحديث، وقال في آخره -:... وإنَّما الصوت الأسفل كلمة الشيطان، والصوت الأعلى [أي: الذي من السماء] كلمة الله العليا).
وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ – ٢٦١، أخرج أحاديث في الباب.
ومنها ما نقله من سُنن ابن أبي شيبة أنَّه أخرج بسنده عن عاصم بن عمر البجلي، أنَّ أبا أُمامة قال:
(ليُنادينَّ باسم رجل من السماء، لا ينكره الدليل، ولا يمنع منه الذليل).
المؤلِّف:
هذا الحديث هو الحديث المفصَّل الذي تقدَّم نقله في رقم (١) نقلاً من العرف الوردي.
وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ – ٢٦١ قال: أخرجه نعيم في الملاحم والفتن، وأخرجه ابن المنادي عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(إذا نادى المنادي من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه فلا يكون لهم ذكر غيره).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٦) في الحديث الذي أخرجه محمَّد بن الصبَّان في إسعاف الراغبين بعض ألفاظ هذا الحديث، والظاهر أنَّه اختصر الحديث وذكر بعض ألفاظه، وقد تقدَّم في رقم (١٥) حديث ابن المنادي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وفي لفظه اختلاف وحديثه مفصَّل فيه مطالب مهمَّة، راجع الحديث.
وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٩، أخرج بسنده من فتن نعيم، عن شهر بن حوشب قال:
يكون في رمضان صوت، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله تعالى من خلقه فلان [أي: المهدي (عليه السلام)] فاسمعوا له وأطيعوا.
المؤلِّف:
يأتي في رقم (٣٥) حديث أخرجه في كنز العمَّال، ج٧، ص٣٦٠، نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، وفيه اختلاف في بعض ألفاظ الحديث.
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (١٣) حديثاً بمعناه نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، بسنده عن سمير، وفي لفظه اختلاف وزيادة.
١٨- وفي عقد الدُّرر، في الباب (٦)، الحديث (١٨٣)، أخرج بسنده نقلاً من معجم الطبراني، ومن مناقب المهدي (عليه السلام) لأبي نعيم، ورواه الحافظ أبو نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن قال:
إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يخرج المهدي (عليه السلام).
وأخرجه في الباب (٤)، في الحديث (١٤٥)، وفي لفظه اختلاف يسير لا يغيِّر المعنى.
المؤلِّف:
أخرج في الباب الرابع، في الحديث (٦٧) من كتاب عقد الدُّرر حديثاً فيه بعض مضامين الحديث المتقدِّم وقال: أخرجه الإمام أحمد بن الحسين بن جعفر المنادي في كتاب الملاحم، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، ولفظ الحديث هذا عن سعيد بن المسيِّب (رض) قال:
(تكون بالشام فتنة أوَّلها مثل لعبة الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب آخر، فلا تتناهى حتَّى ينادي منادٍ من السماء:
ألا إنَّ أميركم فلان).
ثمَّ قال ابن المسيِّب: فذلك الأمير، فذلك الأمير، فذلك الأمير، ثلاثاً، كنَّى عن اسمه ولم يذكره، وهو المهدي (عليه السلام).
وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن سعيد بن المسيِّب قال:
تكون فتنة كان أوَّلها لعب الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب آخر، فلا تتناهى حتَّى ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ أميركم فلان، ذلكم الأمير حقّاً، ثلاث مرَّات.
المؤلِّف:
أخرجنا لفظ جلال الدين في العرف الوردي؛ لِمَا فيه من الاختلاف ولو يسيراً، وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٦، ص٦٣، وفي مجمع الزوائد، ج٧، ص٣١٦، أخرج الحديث بسنده عن طلحة بن عبد الله، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وقال: رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٦ الطبعة الأُولى في النجف الأشرف، سنة ١٣٦٦هـ.
١٩- وفي عقد الدُّرر، في الحديث (١٤٤) من الباب (٤) قال: وعن محمَّد بن علي (رض) [هو الإمام الباقر (عليه السلام)] قال:
(... الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة... فاسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنَّ فلاناً قُتِل مظلوماً [وإنَّ هذا الصوت] ليشكِّك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكٍّ متحيِّر!... [قال (عليه السلام)]: فإذا سمعتم الصوت في رمضان [يعني: الصوت الأوَّل] فلا تشكُّوا أنَّه صوت جبرائيل، وعلامة ذلك؛ أنَّه ينادي باسم المهدي وباسم أبيه).
٢٠- وفي عقد الدُّرر، في الحديث (١٤٨)، من الباب (٤) قال: وعن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(إذا رأيتم ناراً من المشرق ثلاثة أيَّام - أو سبعة - [الراوي الشاكّ] فتوقعوا فرج آل محمَّد [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم] إنشاء الله، ثمَّ قال: [و] ينادي من السماء منادٍ باسم المهدي، فيُسمع مَن بالمشرق والمغرب حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، ولا قاعدٌ إلاَّ قام على رِجليه فزعاً، فرحم الله عبداً سمع ذلك الصوت فأجابه، فإنَّ الصوت الأوَّل صوت جبرائيل الروح الأمين (عليه السلام)...).
المؤلِّف:
والصوت الثاني: صوت إبليس اللعين كما تقدَّم في رقم (١٩).
٢١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٩)، من الباب (٤) قال: وعن أبي هريرة، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تكون هِدَّة في شهر رمضان [أي: صوت] تُوقظ النائم، وتُفزع اليقظان، ثمَّ تظهر عصابةٌ في شوال، ثمَّ مَعْمعة في ذي الحجَّة، ثمَّ تُنتهك المحارم في المحرَّم، ثمَّ يكونُ موتٌ في صفر، ثمَّ تتنازع القبائل في الربيع، ثمَّ العجب كلَّ العجب بين جمادي ورجب، ثمَّ ناقةٌ مقتَّبةٌ خيرٌ من دسكرة تقلُّ مئة ألف).
أخرجه الإمام أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.
المؤلِّف:
إنَّ هذا الحديث فيه إجمال، ويُعرف بعض ذلك من الحديث الآتي رقم (٢٣)، وفي رقم (٢٤)، وقد أخرجنا الحديث بألفاظ مختلفة مفصَّلة ومختصرة في الأحاديث التي ذُكر فيها علائم ظهور الإمام في رقم (١٠) في الباب (٣٠).
٢٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٠)، من الفصل (٣) قال: وعن كعب الأحبار قال:
(تكون في رمضان هِدَّة تُوقظ النائم، وتُفزع اليقظان، وفي شوال مَهْمهة، وفي ذي القعدة المَعْمعة (تحارب القبائل)، وفي ذي الحجَّة يُسلب الحاجُّ، والعجب كلَّ العجب بين جمادي ورجب! قيل: وما هو؟ قال: خروج (أهل) المغرب على البراذين الشُّهب، يسبون بأسيافهم حتَّى ينتهوا إلى المجون، وخروج السفياني (و) يكون له وقعةٌ بقرقيسا ووقعة بعاقر قون، يسيء فيها الولدان، ويُقتل فيها مئة ألف، كلُّهم أمير، صاحب سيف مُحلَّى)
أخرجه الإمام الحافظ أبو عمر الداني في سُننه.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر أحاديث عديدة يُعرف منها إجمال الحديث المتقدِّم، ومنها الحديث الآتي في رقم (٢٣).
٢٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥١)، من الفصل (٣) قال: وعن عمر بن شعيب، عن ربيعة، عن جدّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(... تحازب القبائل [في مِنَى] وعامئذٍ يُنهب الحاجُّ، فتكون ملحمةٌ بِمِنى، فيكثُر فيها القتلى، وتُسفك فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، حتَّى يَهرب صاحبهم [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] فيُؤتى بين الركن والمقام... فيبايعه مثل عدَّة أهل بدر، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض).
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر بعد هذا الحديث حديث آخر يظهر منه إجمال الحديث المتقدِّم، وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، عن عمر بن شعيب، ولفظه يقرُب من لفظ عقد الدُّرر وفيه اختلاف وزيادة، وقد أخرجناه في الأحاديث المبيِّنة لمحلِّ خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في رقم (٩)، في الباب (٢٧)، وأخرجنا هناك أحاديث عديدة بمعناه من كتب عديدة، فراجع واغتنم.
٢٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٢)، من الفصل الثالث، قال أبو يوسف: حدَّثني محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، [الحديث]، وقال:
(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً... فبينما هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضها على بعض، فاقتتلوا حتَّى تسيل العَقَبة دماً، فيفزعون إلى خَيْرِهم، فيأتونه وهو مُلصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي، [قال]: [و] كأنَّي أنظر إلى دموعه، فيقولون: هلمَّ فلنُبايعك، فيقول: ويْحَكُم كم عهدٍ نقضتموه، وكم دمٍ سفكتموه؟! فيُبايَع كرهاً، [قال]: فإذا أدركتموه فبايعوه، فإنَّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).
أخرجه عبد الله الحاكم في مستدركه، ج٤، ص٥٠٣، وأخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
الحديث الآتي يفسِّر إجمال هذا الحديث، راجع رقم (٢٤)، وقد أخرج السيِّد الحديث في الملاحم والفتن، ج١ ص٣٨ بسنده المتَّصل عن عبد الله بن عمر، وقال:
(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً على غير إمام، فبينا هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضهم إلى بعض، حتَّى تسيل العَقَبة دماً، فيفزعون إلى خَيْرِهم، فيأتونه وهو مُلصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي، كأنَّي أنظر إلى دموعه تسيل، فيقولون: هلمَّ ولَّيناك، فيقول: ويْحَكم كم مِن عهدٍ نقضتموه، وكم مِن دمٍ سفكتموه! فيُبايَع كرهاً، [قال]: فان أدركتموه فبايعوه؛ فإنَّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).
وقال: - في حديث آخر -: (ليُستَخرج المهدي كارهاً [وهو] من ولد فاطمة [عليها السلام] فيُبايع).
٢٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٨) من الفصل الثالث، قال: وعن أبي أُمامة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يكونُ في رمضان صوت! قالوا: يا رسول الله في أوَّله، أو في وسطه، أو في آخره؟ قال: لا، بل في النصف من شهر رمضان، إذا كانت النصف ليلة الجمعة، يكونُ صوتٌ من السماء، يُصْعَق له سبعون ألفاً، وتُفتَق فيه سبعون ألف عذراء، (ويَعْمى سبعون ألفاً)! قالوا: فمن السالم يا رسول الله؟ قال: من لَزِم بيته، وتعوَّذ بالسُّجود، وجَهَر بالتكبير، قال: ويتبعه صوتٌ آخر! فالصوت الأوَّل: صوت جبريل، والصُّوت الثاني: صوت الشياطين، فالصوت في رمضان، والمَعْمَعَة في شوال، وتميُّز القبائل في ذي القعدة، ويُغار على الجاجِّ في ذِي الحجَّة والمحرَّم، وأمَّا المحرَّم! أوَّله بلاء، وآخره فرجٌ على أُمَّتي، راحلةٌ في ذلك الزمان ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة تغلُّ مئة ألف).
أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقري في سُننه هكذا، وأخرجه الإمام أبو الحسن أحمد بن جعفر المُنادي من حديث ابن الديلمي، وزاد فيه بعد قوله: (يُصعق له سبعون ألفاً): (ويعمى سبعون ألفاً)، وذكر الباقي بمعناه.
المؤلِّف:
بالتأمُّل في هذا الحديث الشريف المروي عن الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يظهر لك: أنَّ الأحاديث المتقدِّمة - التي فيها ما في هذا الحديث - أحاديث مرويَّة، غير أنَّ الرواة أسقطوا الإسناد وذكر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) للاختصار أو لأمرٍ آخر، وفي الحديث الآتي في رقم (٢٥) شرح وبيان للأحاديث المتقدِّمة.
٢٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٩) من الفصل الثالث قال: وعن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوةَ الله من خلقه فلان [أي: المهدي (عليه السلام)]، فاسمعوا له وأطيعوا، في سَنَةِ الصوت والمَعْمعة). وأخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
تقدَّم عن شهر بن حوشب حديثٌ بمعناه في رقم (١٧)، ويأتي حديث عن ابن مسعود في رقم (٢٦) فيه بيان لِما تقدَّم من الأحاديث المُجملة، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٧ وقال: الباب (١١٩) فيما ذكره نعيم عن المنادي في المحرَّم: (إنَّ صفوة الله من خلقه فلان)، قال:
حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد بن مسلم بن عنبسه القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):... إلخ، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر.
المؤلِّف:
وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٩ حديثاً آخر بسنده عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(... وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنْتَهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء:...).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث في رقم (١٧)، وفيه زيادات نافعة، ولعلَّ ذلك سَقطَ من الملاحم للسيِّد (رحمه الله)، ويأتي الحديث بلفظ آخر في رقم (٢٧) وفيه زيادات مهمَّة نافعة.
٢٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٠) من الفصل (٣) قال: وعن عبد الله بن مسعود قال:
(إذا كانت صيحة في رمضان فإنَّه يكون مَعْمعةٌ في شوال، وتميُّز القبائل في ذي القعدة، وتُسفك الدماء في ذي الحجَّة، والمحرَّم وما المحرَّم! يقولها ثلاثاً، هيهات هيهات، يُقتل الناس فيها هرجاً هرجاً، قال [ابن مسعود]: قلنا: وما الصَّيحة يا رسول الله؟ قال: هِدَّةٌ في النصف من رمضان، ليلة جُمعة، وتكون هِدَّةٌ تُوقظ النائم، وتُقعد القائم، وتُخرج العواتق من خُدورِهنَّ، في ليلة جمعة من سنةٍ كثيرة الزلازل، فإذا صلِّيتم الفجر من يوم الجمعة فأدخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسُدُّوا كواكم، ودثِّروا أنفسكم، وسُدُّوا آذانكم، فإذا أحْسَسْتم بالصّيحة فخرِّوا لله تعالى سجَّداً وقولوا: سبحان القدُّوس، سبحان القدُّوس... فإنَّه من فعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف يُعرف منه كثير من إجمال الحديث المتقدِّم في رقم (٢٤) وهو: حديث أبو أُمامة، وفيه زيادات عمَّا في ذلك الحديث، ويأتي حديث عن شهر بن حوشب في رقم (٢٧) غير الحديث المتقدِّم في رقم (٢٥) فيه تفصيل، وبه يظهر إجمال بعض ألفاظ الأحاديث السابقة المُجملة، فتدبَّر ذلك واغتنم.
٢٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤١)، من الفصل (٣): وعن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (سيكون في رمضان صوت وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وعلامتُه يُنهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمِنى، يكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على الجمرة [أي: جمرة العقبة] [و] حتَّى يهرب صاحبهم [وهو المهدي (عليه السلام)] فيُؤتى بين الركن والمقام [في مسجد الحرام]، فيبايع وهو كاره، ويقال له: إنْ أبيت ضربنا عنقك [و] يرضى به [أي: بالمهدي (عليه السلام)] ساكنُ السماء وساكنُ الأرض).
لأنَّه (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت جوراً وظلماً.
أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سُننه.
المؤلِّف:
وفي الحديث الآتي في رقم (٢٨) بيان وشرح لإجمال ما تقدَّم في الحديث رقم (٢٤)، حيث قال:
(وفي المحرَّم أوَّله بلاءٌ وآخره فرجٌ على أُمَّتي)، وقد تقدَّم عن شهر بن حوشب أحاديث عديدة وفي جميعها اختصار واختلاف، راجع رقم (١٧)، ورقم (٢٥)، ورقم (٢٧) وهو هذا، فيه ذكر الحديث أحسن من جميع الأرقام؛ فإنَّ فيه غنىً وكفايةً لمَن كان طالباً للعلم والحقائق الصحيحة الواضحة، ويأتي الحديث نقلاً من المستدرك للحاكم في رقم (٣٧) ولفظه يخالف ما ذكروه.
٢٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٢) قال: وعن أبي هريرة قال:
(يُسمع في شهر رمضان صوت من السماء، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تحزب فيه القبائل [تحارب القبائل]، وفي ذي الحجَّة يُسلب الحاجُّ، وفي المحرَّم الفرج).
أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي.
المؤلِّف:
المراد بالفرج: ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، (فإنَّ في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: باتِّباعه وإطاعته).
ففي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج٢، ص٣٧ قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد بن مسلم بن عنبسه القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(في المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان [أي: المهدي (عليه السلام)] فاسمعوا له وأطيعوا...).
وقد أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٦، ولفظه يساوي لفظ ابن طاووس، وزاد في آخره: (أنَّ ذلك النداء يكون في سَنةِ الصوت والمَعْمعة).
٣٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٣)، من الفصل (٣) قال: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
(انظروا الفرج في ثلاث، [قال الراوي]: قلنا: يا أمير المؤمنين: وما هي؟ قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل: ما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أوَ ما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) وهي آيةٌ تُخرِج الفتاةَ من خِدرِها، وتُوقِظ النائم، وتفزع اليقظان).
أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي.
٣١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٣)، من الفصل (٣)، قال: وعن بِشْر بن مرَّة الحضرمي قال:
(آية الحوادثِ في رمضان علامةٌ في السماء، بعدها اختلاف في الناس، فإذا أدركتها فأكثر من الطعام ما استطعت). أخرجه نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
بالرجوع إلى الأحاديث المتقدِّمة تَعرِف المراد من: (علامة في السماء تظهر في رمضان).
وأمَّا مقصود الراوي من كثرة الطعام هو: أنَّه عندما تظهر العلامة يلزم على من عرفها أنْ لا يخرج من داره حتَّى يأتي الفرج، فعليه يتَّخذ الاحتياط من الطعام لما يحتاجه طيلة ذلك الزمان الذي يبقى في داره.
وقد تقدَّم في حديث رقم (٢٦) الأمر بلزوم الدار، وعدم الخروج منه وفيه: أنَّ من خرج من الدار وخالف ما أمر به هلك.
٣٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٤)، من الفصل (٣) قال: وعن سيف بن عمير قال: كنت عند أبي جعفر المنصور [العباسي]، فقال لي ابتداءً: يا سيف بن عمير:
لابدَّ من منادٍ من السماء باسم رجلٍ من ولد أبي طالب، [قال سيف]: فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟! قال [المنصور]: أي والذي نفسي بيده لَسَماعُ أُذُناي له، [قال سيف]: فقلت: يا أمير المؤمنين إنَّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا! فقال [المنصور]: يا سيف: إنَّه الحقَّ، وإذا كان [إذا كان النداء من السماء] فنحن أولى مَن يُجيبه، أما إنَّ النداء إلى رجل من بني عمِّنا، فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال [المنصور]: نعم يا سيف، لولا إنَّي سمعته من أبي جعفر محمَّد بن علي [الباقر (عليه السلام)] وحدَّثني به أهل الأرض كلُّهم ما قبلته، ولكنَّه محمَّد بن علي (عليهما السلام).
المؤلِّف:
أخرج الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة حديث سيف، وأخرجه الكليني في الروضة للكافي، مع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث، وأخرجه الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد بسندٍ عن علي بن بلال المُهلبي، وأخرج في عقد الدُّرر حديثاً آخر في رقم (١٥٧) فيه إشارة إلى النداء والصيحة التي تقع قبل ظهور الإمام الحجَّة المهدي (عليه السلام)، وإليك نصُّه.
٣٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٧)، من الفصل (٣) قال: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(للمهدي [أي: لخروج المهدي (عليه السلام)] خَمْسُ علاماتٍ [تقع قبل ظهوره وفي عصره] السفياني، واليماني، والصَّيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتلُ النفس الزكيَّة).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٢٠) نقلاً من عقد الدُّرر حديثٌ عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) فسَّر فيه الصيحةَ السماويَّة وما يقول في صيحته وندائه.
٣٤- وفي (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، تأليف ابن حجر الهيتمي الشافعي، ذكر نداء السماء، والصيحة، وذكر قتل النفس الزكيَّة.
أمَّا النداء فذكره في (٦٣) علامة التي ذكرها الباب في الأوَّل من الكتاب وقال:
الثانية والعشرون: (ستكونُ فِتنةٌ لا يهدأ منها جانب إلاَّ جاشَ منها جانبان، حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان)، [أي: المهدي (عليه السلام)].
قال: والثالثة والعشرون: (يخرج المهدي (عليه السلام) وعلى رأسه غمامة فيها منادٍ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
قال: والرابعة والعشرون: (يخرج المهدي (عليه السلام) وعلى رأسه مَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث الأوَّل في رقم (١٨)، والحديث الثاني في رقم (٣ و٤)، والحديث الثالث في رقم (١و٢و٣)، وذَكَر النداء في (السادسة والخمسون) وقال:
يخرج [المهدي (عليه السلام)] (في المحرَّم ومنادٍ يُنادي من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان [يعني: المهدي] فاسمعوا له وأطيعوا).
وقد تقدَّم هذا الحديث الشريف في رقم (١٧) في آخره، وقال ابن حجر - في الباب الثالث -: نذكر في هذا الباب ما جاء فيه من التَّابعين وتابعيهم فقال:
الأُولى: يُنادى باسمه من السماء، لا ينكر الدليل، ولا يُمنع منه الذليل.
المؤلِّف:
هذا النداء تقدَّم في رقم (١) نقلاً من كتاب العرف الوردي، وفي آخر رقم (١٧) نقلاً من كتاب كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ – ٢٦١، عن أبي أُمامة، وأبو أُمامة صحابي يروي حديث الصيحة والنداء من النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)! وابن حجر الهيتمي يقول:
نذكر في الباب الثالث ما جاء من التابعين! وأبو أُمامة (رضي الله عنه) من أصحابه الكرام، فالحديث مروي من الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بواسطة الصحابة الكرام لا بواسطة التابعين وهذا القول يدلُّ على قلَّة اطِّلاع ابن حجر، وعلى عدم تميزه بين الصحابة والتابعين.
وقال ابن حجر: في الباب الثالث عند تعداده ما يقع عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).
قال: الأربعون: (تكون فتنةٌ... فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الأمير فلان)، ذلكم الأمير حقَّاً، ثلاث مرَّات.
قال: الحادي والأربعون: يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، ويُنادي منادٍ من الأرض: ألا إنَّ الحقَّ في آل عيسى (أو قال: في آل العباس)، والأسفل كلمة الشيطان، والأعلى كلمة الله العليا.
قال: الثانية والأربعون: يكون فُرقةٌ واختلاف، حتَّى يَطلُع كفٌّ من السماء، وينادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان.
قال: الثالثة والأربعون: إذا التقى المهدي والسفياني للقتال سُمع صوتٌ من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، يعني: المهدي.
قال: الرابعة والخمسون: يُنادي منادٍ من السماء باسمه، فيَسمعُ مَن بالمشرق ومَن بالمغرب، حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ.
المؤلِّف:
تقدَّم ما ذكره في عدد (٤٠) في رقم (١٨)، وما ذكره في عدد (٤١) في رقم (١٧)، وما ذكره في عدد (٤٢) في رقم (١٤)، وما ذكره في عدد (٤٣) في رقم (١٤)، وما ذكره في عدد (٥٤) في رقم (٢٠) وغيرهم.
المؤلِّف:
قال ابن حجر: نذكر في الباب الثالث ما رواه التابعين وتابع التابعين، وإنَّك أيُّها الطالب للحقِّ، وإنَّك أيُّها المتبِّتع لو راجعت الأرقام التي أشار إليها، وقلنا: إنَّ الحديث بتفصيله مذكور هناك لعرفت أنَّ رواة الأحاديث كلَّهم من الصحابة، وهم من أهل البيت وأهل العبا (عليهم السلام) ومن غيرهم.
وابن حجر يقول: إنَّ رواة هذه الأحاديث التابعين أو تابع التابعين! والحال أنَّ الروايات أكثر رواتها الصحابة، وروتها عنهم التابعين وتابع التابعين، وهذا أيضاً يدلُّ على عدم اطِّلاع ابن حجر على حال الرواة فلم يُميِّز بين الصحابي والتابعي، وهو عند أهل السنَّة من العلماء الأعلام المطَّلعين على الأحاديث ورواتها! فلو راجعت رواة حديث عدد (٤٠)، وعدد (٤١)، وعدد (٤٣)، وعدد (٥٤)، لوجدت أنَّ أغلب رواتها من الصحابة الكرام وليسوا من التابعين.
٣٥- وفي الخاتمة - للقول المختصر في علامات المهدي المنتظر - قال:
وعن الزهري:
يبايع بعد المهدي لمخزومي، فيمكث زماناً، ثمَّ يُنادي منادٍ من السماء - ليس بأنسٍ ولا جانٍّ -: بايعوا فلاناً ولا تَرجِعوا على أعقابكم بعد الهجرة، فلا يعرفونه، ثمَّ يُنادي ثلاثاً: يُبايع المنصور، فيسير للمخزومي فينصره الله عليه ويقتله ومن معه.
المؤلِّف:
للإمام المهدي (عليه السلام) أسامي عديدة منها: (المنصور)، وعليه لا يبعد أن يكون المراد في الحديث: المهدي (عليه السلام) على فرض صحَّة الحديث.
٣٦- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص٣٦ الطبعة الأُولى في النجف الأشرف قال: وفيما ذكره نعيم بن حمَّاد وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد ورشيدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) قال:
(وإذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه، فلا يكون لهم ذكر غيره).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في ألفاظ الحديث تَعرف الاختلاف مع الحديث المتقدِّم.
٣٧- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٧ قال: الباب (١١٨) فيما ذكره نعيم أيضاً (من منادي السماء عليكم بفلان ويطلع كفٌّ يُشير)، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى، عن محمَّد بن بِشْر بن هشام، عن ابن المسيِّب قال:
(تكون فتنةٌ بالشام، كأنَّ أوَّلها لعب الصبيان، ثمَّ لا يستقيم أمر الناس على شيء، ولا تكون لهم جماعة، حتَّى ينادي منادٍ من السماء: عليكم بفلان، وتطلع كفٌّ تُشير).
المؤلِّف:
وأخرج الحديث بسندين آخرين وقال: قال نعيم: حدَّثنا أبو وهب، عن عياض بن عبد الله الفهري، عن محمَّد بن زيد بن المهاجر، عن ابن المسيِّب نحوه، إلاَّ أنَّه قال: (ينادي منادٍ من السماء: أميركم فلان).
وقال عياض: وأخبرنا محمَّد بن المكندر أنَّه سمع عبد الملك بن مروان يذكر عن رجلٍ من علمائهم نحوه.
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث بلفظيه في رقم (١٨) مع اختلاف وزيادة من كتب عديدة، مِن كتاب الملاحم لأحمد المنادي، ومن العرف الوردي مع اختلاف، ومن كنز العمَّال، وفي ألفاظ الجميع اختلاف لِمَا تقدَّم من الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله) ولأجل ذلك ذكرناه.
وأمَّا قوله: (ويطلع كفُّ يُشير)، فقد رويَ فيه أحاديث خاصَّة تقدَّمت في رقم (١٤)، نقلاً من الملاحم والفتن لابن طاووس، ومن العرف الوردي، ومن عقد الدُّرر، وفي ألفاظ الجميع اختلاف.
٣٨- وفي المستدرك للصحيحين للحاكم النيسابوري، ج٤، ص٥٠٤، أخرج بسنده المتَّصل عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر، فينهب الحاجُّ، فتكونُ ملحمةٌ بِمِنى، يكثُر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، يقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، يبايعه مثل عدَّة أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكن السماء، وساكن الأرض).
ثمَّ قال الحاكم: قال أبو يوسف: فحدَّثني محمَّد بن عبد الله، عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:
(يحجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً على غير إمام، فبينما هم نزول بِمِنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضها إلى بعض، واقتتلوا حتَّى تسيل العقبة دماً، فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه، وهو مُلصِقٌ وَجهَهُ إلى الكعبة يبكي، كأنَّي انظر إلى دموعه [تسيل] فيقولون: هلم فلنبايعك، فيقول: ويحكم كم [من] عهدٍ قد نقضتموه، وكم [من] دمٍ قد سفكتموه، فيُبايع كرهاً، [قال]: فإذا أدركتموه فبايعوه؛ فإنَّه المهدي في الأرض والمهدي في السماء).
المؤلِّف:
تقدَّم هذا الحديث بألفاظ مختلفة من كتبٍ عديدةٍ، وليس فيما تقدَّم لفظٌ بهذا التفصيل، وفيه زيادات ليست في غيرها، وقد أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨- ٣٩ حديث أبا يوسف، وفيه اختلاف لِما في المستدرك، وذكرنا ما زاده في الملاحم بين هلالين.
٣٩- وفي كنز العمَّال لعلي المتَّقي الحنفي، ج٧، ص٢٦١، في كتاب القيامة من قسم الأفعال، قال: في كتاب الملاحم لابن المنادي، وفي كتاب الملاحم لسعد، عن سعد الإسكاف، بسنده عن الأصبغ بن نُباتة (رحمه الله) قال: خطب [مولانا] علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال:
(أيُّها الناس: إنَّ قريشاً أئمَّة العرب، أبرارها لأبرارها، وفُجَّارُها لفُجَّارِها، ألا ولا بدَّ من رحىً تطحن على ضلالة وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدَّتها، ألا إنَّ لطحينها روقاً، وروقها حدَّتها، وفلُّها على الله، ألا وإنِّي وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغاراً، وأحلم الناس كباراً، معنا راية الحقِّ [ركيَّة الحقِّ - نسخه -] من تقدَّمها مَرَق، ومَن تخلَّف عنها محق، ومَن لزمها لحق، إنَّا أهل الرحمة [بيت الرحمة]، وبنا فُتِحت أبواب الحكمة، وبحكم الله حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادِق سمعنا، فإن تتَّبعونا تنجوا، وإن تتولَّوا يُعذِّبكم الله بأيدنا، بنا فكَّ الله ريق الذُّل من أعناقكم، وبنا يختم لا بكم، وبنا يلحق التالي، والينا يفيء الغالي، فلولا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمرٍ قد سبق في البشر، لحدَّثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب، ونُبَذٍ من الشيوخ كالملح في الزاد، وأقلُّ الزاد الملح، فينا معتبر، ولشيعتنا منتظر، إنَّا وشيعنا نمضي إلى الله بالبطن والحمى والسيف، إنَّ عدوَّنا يهلك بالداء والدبيله، وبما شاء الله من البليَّة والنقمة وأيمُ الله الأعزُّ الأكرم، أن لو حدَّثتكم بكلِّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب وأرحم! ولو انتقيت منكم مئةً قلوبهم كالذهب، ثمَّ انتخبت من المئة عشرة، ثمَّ حدَّثتهم فينا أهل البيت حديثاً ليِّناً لا أقولُ فيه إلاَّ حقَّاً، ولا أعتمدُ فيه إلاَّ صدقاً، لخرجوا وهم يقولون: عليٌ من أكذب الناس! ولو اخترتُ من غيركم عشرةً، فحدَّثتهم في عدوِّنا وأهلَ البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون: عليٌ من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، وحاصر صاحب القصب، وبقيت القلوب منها تَقلَّب، فمنها مُشغب، ومنها مُجذب، ومنها مُنصب، ومنها مسيب، يا بَنِيَّ: لَيِبِر صغارُكم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغُواة الجُفاة الذين لم يتفقَّهوا في الدين، ولم يعطوا في الله محض اليقين، كبيضٍ بِيضَ في أداحي، ويحٌ لفراخٍ فراخ آل محمَّد من خليفةٍ جبَّارٍ عتريفٍ مُترفٍ، مُستخفٍ بِخَلَفي وخَلَف الخَلَف، وبالله لقد علمتُ تأويلَ الرسالات، وإنجازَ العدات، وتمامَ الكلمات، وليكوننَّ من يَخْلُفني في أهلَ بيتي رجلٌ يأمر بالله، قويٌّ يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمانٍ مُكلحٍ مُفضحٍ، يشتدُّ فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويُقبل فيه الرشاء، فعند ذلك؛ يَبعث الله رجلاً من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد على سفك الدماء، قد كان في سترٍ وغطاءٍ، فيقتل قوماً وهو عليهم غضبان شديد الحقد حرَّان، في سنة بختنصر، يسومهم خسفاً، ويسقيهم كأساً، مصيره سوطُ عذابٍ وسيفُ دمارٍ، ثمَّ يكون بعده هِناتٍ، وأمورٌ مشتبهات، إلاَّ من شطِّ الفرات إلى النجفات باباً إلى القطقطانيات، في آياتٍ وآفاتٍ متوالياتٍ، يُحْدِثنَ شكَّاً بعد يقينٍ، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الأُمم، يَنفُذها شخصَ البصر، وطَمح النظر، وعنت الوجوه، وكشفت البال، حتَّى يُرى مُقبلاً مُدبراً، فيا لهفي على ما أعلم، رجب شهر ذكرٍ، رمضان تمام السنين، شوال يُشال فيه أمرُ القوم، ذي القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجَّة الفتح من أوَّل العشر، ألا إنَّ العجب كلَّ العجب بعد جمادي ورجب، جمعُ أشتات، وبعثُ أمواتٍ، وحديثاتٍ هوناتٍ هوناتٍ بينهنَّ موتاتٍ، رافعةً ذيلها، دايةً عولها، معلنةً قولها، بدجلةَ أو حولها، ألا إنَّ منَّا قائماً، عفيفةً أحسابه، سادةً أصحابه، يُنادى - عند اصطلام أعداء الله - باسمه واسم أبيه، في شهر رمضان ثلاثاً، بعد هرجٍ وقتالٍ، وضنكٍ وخبال، وقيام من البلاء، على وإنِّي لأعلم إلى مَن تُخرِج الأرض ودائعها، وتُسلِم إليه خزائنها، ولو شئتُ أن أضرب برجلي فأقول: أخرُجي من ها هنا بِيضاً ودروعاً، كيف أنتم يابن هنات إذا كانت سيوفكم بإيمانكم مصلتاتٍ، ثمَّ رملتم رملات ليلة البيات؟! ليستخلفنَّ الله خليفةً يُثيب على الهدى، ولا يأخذ على حكمه الرُّشى، إذا دعى دعواتٍ بعيدات المدى، دامغاتٍ للمنافقين، فارجاتٍ على المؤمنين، ألا إنَّ ذلك كائنٌ على رغم الراغمين، والحمد لله ربِّ العالمين وصلواته على سيِّدنا محمَّد خاتمَ النبيِّين، وآله وأصحابه أجمعين).
المؤلِّف:
لا يخفى على أهل العلم والفضل أنَّ هذا الحديث الشريف حديث صحيح على اصطلاح علماء أهل السنَّة؛ لوجوده في المعجم الكبير للطبراني الذي جميع أحاديثه صحيحة، وإنَّما نقلنا هذا الحديث الشريف لِما فيه من قضيَّة النداء الذي يحتوي هذا الباب على أحاديثه، وهذا الحديث الشريف - علاوةً على احتوائه للنداء السماوي - يحتوي على علوم نافعة أخبر بها سيِّد الوصيِّين (عليه السلام) من الأُمور الغيبيِّة التي تقع في آخر الزمان وقد تقدَّم في رقم (١٣) النداء الذي في شهر رمضان بلفظ آخر، وفي رقم (١٥)، ورقم (١٩)، ورقم (٢١)، ورقم (٢٢)، ورقم (٢٤)، ورقم (٢٦)، ورقم (٢٧)، ورقم (٢٨)، بألفاظٍ مختلفة من رواة عِدَّة، وفي جميعها أنَّ الصوت الذي يقع في شهر رمضان مرَّة، وفي هذا الحديث قال:
(يُنادي في شهر رمضان ثلاثاً)، [أي: ثلاث مرَّات]، وفي بعضها عيَّن الليلة التي يقع فيها الصوت وقال: (إنَّها ليلةُ الجمعة من نصف شهر رمضان)، وفي بعضها أنَّه يكون بعده صوت آخر من الشيطان... إلخ.
٤٠- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٥ نقلاً من كتاب فصل الخطاب قال: أخرج بسنده عن ابن عمر أنَّه قال: سمعت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(مَلكٌ من السماء يُنادي ويحثُّ الناس عليه [أي: على الإمام الحجة (عليه السلام)] ويقول: إنَّه المهدي فأجيبوه).
٤١- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤ نقلاً من (الدرُّ النظير) أنَّ فيه:
وإنَّ من أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) منادٍ يُنادي: ألا إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يَخرج في شوال، في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دار مُلْكِه الكوفة، ويُبني له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.
٤٢- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤ قال:
ومن أمارات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) خروج السفياني، وهو يُرسل ثلاثين (ألفاً) إلى مكَّة، وفي البيداء تَخسِفهم الأرض، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان، وتكون مدَّة حكمه ثمانية أشهر، وظهور المهدي (عليه السلام) في هذه السنة، قال مُقاتل في تفسيره: والصيحة التي تكون في شهر رمضان تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي (عليه السلام) عَقِبه في شوال.
المؤلِّف:
تقدَّم أحاديثُ عديدة أنَّ الصيحة في شهر رمضان تكون في ليلة الجمعة، وفي ليلة النصف من شهر رمضان، راجع رقم (٢٤)، ورقم (٢٦) من أحاديث الباب، قال مقاتل في الصيحة:
ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) منادٍ يُنادي: ألا إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان، فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وأنْ يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبابٌ لا كهلَ فيهم، ويكون دار مُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.
المؤلِّف:
يمكن أنْ يقال: إنَّ النداء في شهر رمضان المبارك يتكرَّر في ليلة النصف من الشهر، وفي ليلة الثالث عشر منها أيضاً، وقد تقدَّم في رقم (٤٠) أنَّ النداء في شهر رمضان يكون ثلاث مرَّات.

البَابُ الرابع وَالعشرُون

١- في الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، باب (٩١)، ص٣٠ قال: فيما ذكره نعيم بن حمَّاد من دخول السفياني الكوفة، وإقامته بها ثمانية عشر ليلة، ويقتل من أهلها ستِّين ألفاً، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عن جرَّاح، عن أرطأة قال:
(إنَّ السفياني يدخل الكوفة فيسبها ثلاثة أيَّام، ويقتل من أهلها ستِّين ألفاً، ويقيم فيها ثمانية عشرة ليلة، يقسِّم أموالها، ثمَّ ذكر باقي الحديث... إلى أن يبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف رويَ بألفاظٍ مختلفة ٍمختصرةٍ ومفصَّلةٍ، وسيمرُّ عليك إنشاء الله جميع ما عثرنا عليه.
٢- وفي الملاحم والفتن، باب (٩٢)، ص٣٠، أخرج بسنده عن محمَّد بن الحنفيَّة قال:
(تخرج رايةٌ سوداء لبني العبَّاس، ثمَّ تخرج من خراسان أُخرى سوداء، قلانِسُهم سود، وثيابهم بيض، على مقدّمتهم رجلٌ يقال له: شعيب بن صالح - أو صالح بن شعيب - من تميم، يهزمون أصحاب السفياني حتَّى ينزل بيت المقدس، يوطِّئ للمهدي سلطانه، يمدّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً). أي: ستُّ سنين.
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر ابن طاووس حديثاً عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد الله، ذكر فيها بكاء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) على أهل بيته لمّا رأى فتيةً منهم، وقد أخرجنا الحديث في الأحاديث التي قال فيها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي من أهل بيتي)، في الباب (٢)، في رقم (١١٧)، وفيه أنَّه:
يأتي قومٌ من نحو المشرق، أصحاب راياتٍ سودٍ يَسألون الحقَّ - إلى أن قال فيه -: أنَّه يسلِّمون الحقَّ إلى المهدي (عليه السلام).
ويأتي الحديث في رقم (١٥) وما بعده بألفاظٍ عديدة من كتب متعدِّدة.
وذكر ابن حجر في (القول المختصر) وقال:
العاشر: - من مقدِّمات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) - أنَّه يخرج قَبْله خيل السفياني إلى الكوفة، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ على مقدِّمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو والسفياني في باب اصطخر، فيكون بينهم ملحمةٌ عظيمة، فتظهر الرايات السود ويهرب خيل السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى الناس المهدي ويطلبونه.
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، أخرج حديثاً نحو حديث ابن حجر في القول المختصر، نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد، ويأتي في رقم (٤) حديث محمَّد بن الحنفيَّة، نقلاً من الصواعق المحرِقة لابن حجر، ولفظه يَقرُب الملاحم والفتن.
٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (٩٤)، ص٣١، أخرج بسنده عن ثوبان قال:
(إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قِبَل خراسان، فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي (عليه السلام)).
المؤلِّف:
يأتي الحديث في رقم (٢٠) نقلاً من كتاب الفصول المهمَّة، ومن أربعين الحافظ أبو نعيم، وهو الحديث (٢٦) من أحاديثه، وقد أخرج السيِّد جميعها في غاية المرام عند ذكر الأحاديث الدالَّة على إمامة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، وأخرجه يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (١٦٤)، وفي لفظه اختلاف يسير وهذا نصُّه: عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إذا رأيتم الرايات السود وقد أقبلت من خُراسان، فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي). أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي هكذا، وأخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وأخرجه أبو عمرو في سُننه، ونعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٢، ولفظه عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قِبَل خراسان فأتوها؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).
(حم، ك، عن ثوبان)، الحديث (١٩٢٧).
٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (٩٥)، ص٣١ قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه، عن الحسن قال:
يَخرج بالريِّ رجلٌ رُبْعةٌ أسمر - مولى لبني تميم - كوسج، يقال له: شعيب بن صالح، في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون مقدِّمةً للمهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه.
المؤلِّف:
ذكر ابن حجر الهيتمي في (القول المختصر) ما ذكره في الملاحم، وهذا نصُّه: قال: الباب الثالث فيما جاء فيه [أي: في الإمام المهدي (عليه السلام)] عن التابعين، ثمَّ ذكر أموراً ثلاثة وقال:
الرابعة: أنَّه يخرج قَبله راياتٌ سود لبني العباس، ثمَّ أُخرى من خراسان، قلانِسُهم سود، وثيابهم بيض، يقدِمُهم شعيب بن صالح التميمي، يهزمون أصحاب السفياني حتَّى ينزل بيت المقدس، يوطِّئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً.
٥- وفي الملاحم والفتن، ج١، باب (٧٦)، ص٣١، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر قال:
(المهدي على لوائه شعيب بن صالح).
المؤلِّف:
هذا الشخص الذي على لواء المهدي: هو الذي يأتي من خراسان ويحارب أصحاب السفياني ويهزمهم، ويأخذ منهم النساء اللاَّتي أُخذنَ من الكوفة، ثمَّ يأتي الإمامَ المهدي (عليه السلام) ويسلِّم جيشه إليه؛ فيجعله الإمام على لوائه، وهذه الأُمور أُشير إليها في روايات عديدة ذُكرت في الباب وفي غيرها من الأبواب الثلاثين من هذا الكتاب، راجع ما تقدَّم وما يأتي ليتَّضح لك ما ذكرنا وزيادة.
٦- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (٧٧)، ص٣١، أخرج بسنده عن جابر عن [الإمام] أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يخرج شابٌ من بني هاشم - بكفِّه اليمنى خالٌ - من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم).
المؤلِّف:
ذكر ابن حجر في (القول المختصر) هذا الحديث مع الاختصار وقال:
التاسعة - ممَّا يكون قبل مجيء الإمام المهدي (عليه السلام) -:
أنَّه تخرج راياتٌ سود تقاتل السفياني، فيهم شابٌ من بني هاشم في كفِّه اليُسرى خال، وعلى مقدِّمته شعيب بن صالح التميمي.
٧- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١ باب، (٩٩) ص٣٢، أخرج بسنده عن كعب [الأحبار] قال:
(إذا ملك رجلٌ بالشام وآخر بمصر، فاقتتل الشامي والمصري، وسبى أهلُ الشام قبائلَ من مصر، وأقبل رجلٌ من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة إلى المهدي).
المؤلِّف:
ذكر ابن حجر في (القول المختصر) في الباب الثالث وقال:
السادسة عشر: يقاتل قَبْله [أي: قبل ظهوره (عليه السلام)] مَلكُ مصر وملك الشام، ويسبي أهل الشام قبائل مصر، ويُقبل رجل من المشرق برايات سود قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة للمهدي.
٨- وفي الملاحم والفتن، ج١ باب (١٠٠)، ص٣٢ الطبعة الأُولى، أخرج بسنده عن الحسن، أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، (حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله حتَّى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي فيولّوه أمرهم، فيؤيِّده الله وينصره).
المؤلِّف:
في هذا الحديث وقع تغيرٌ وتحريف، وقد أخرج الحديث يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في رقم (١٧٤) ولفظه هذا:
وعن الحسن، أنَّ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، (حتَّى يبعث اللهُ رايةً من المشرق سوداء، مَن نصرها نصره الله، ومَن خذلها خذله الله، حتَّى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيولُّونه أمرهم، فيؤيِّده الله وينصره)، أخرجه نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، ولفظه ولفظ السيِّد سواء، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد عن الحسن [وهو الحسن البصري] على فرض صحَّةِ الحديث، والأَولى أن يقال: أنَّ الحديث محرَّف في الكتابين.
٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (١٠١)، ص٣٣، أخرج بسنده عن عمر بن مرَّة الجُهني صاحب رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(لتَخرُجنَّ من خراسان رايةٌ سوداء، حتَّى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين (بيت لهيا) و(حرستا)، [قال]: قلنا: ما نرى
بين هاتين زيتونة؟ قال: سَيَصِيرُ بينهما زيتونٌ حين ينزلها أهلُ تلك الراية، فتربِط خيولها بها).
١٠- وفي الملاحم والفتن، ج١، باب (١٠٢)، ص٣٣، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(خرج من المشرق راياتٌ سودٌ لبني العبَّاس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرج راياتٌ سودٌ صغار، تُقاتِل رجلاً من ولد أبي سفيان وأصحابه من قِبَل المشرق، ويؤدُّون الطاعة للمهدي).
المؤلِّف:
في هذا الحديث وأمثاله أُشير إلى أبي مسلم الخراساني، الذي حارب للعباسيِّين حتَّى ملكوا الدنيا، ثمَّ يُشير إلى الجيش الذي يُحارب السفياني وأصحابه، فيهزمونهم ويأخذون المُلْك من أيدي الظالمين، ويسلِّموها إلى أهلها من الهاشميِّين، وهو الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) الذي يخرج في مكَّة المكرَّمة.
١١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، باب (١٠٤)، ص٣٣، أخرج بسنده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(تنزِلُ الرايات السود - التي تَخرجُ من خُراسان - الكوفة، فإذا ظهر المهدي [عليه السلام] بمكَّة بعثت إليه بالبيعة).
المؤلِّف:
أخرج يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر الحديث في رقم (١٧٢) بسنده عن أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام) قال:
(تنزِلُ الرايات السود - التي تُقبِل من خُراسان - الكوفةَ، فإذا ظهر المهدي بمكَّة، بَعَثتْ بالبيعة إلى المهدي)، وقال: أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، ولفظه ولفظ السيِّد في الملاحم سواءٌ.
١٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (١٠٥)، ص ٣٣، أخرج بسنده عن كعب قال:
(إذا دارت رحى بني العبَّاس، وربَط أصحابُ الرايات السود خيولهم بزيتون الشام، ويُهلك الله لهم الأصهب، ويَقتله وعامَّة أهل بيته على أيديهم، حتَّى لا يبقى أُموي منهم إلاَّ هاربٌ ومختفٍ، ويَسقط السعفتان: بنو جعفر وبنو العبَّاس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويَخرج البربر إلى سرة الشام، فهو علامةُ خروج المهدي).
المؤلِّف:
قوله: (علامةُ خروج المهدي) أي: تكون مقدِّمةً لخروج الإمام المهدي (عليه السلام) كما يظهر ذلك من كثير من أحاديث الباب وغيره.
١٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (١٢٨)، ص٤٠، أخرج بسنده عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا هَزمت الرايات السود خيلَ السفياني - التي فيها شُعيب بن صالح - تمنَّى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكَّة ومعه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فيصلِّي ركعتين - بعد أن ييأس الناس من خروجه لمَّا طال عليهم من البلاء - فإذا فرغ من صلاته انصرف، فقال: أيُّها الناس: ألحَّ البلاء بأُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وبأهل بيته خاصَّة، قُهرنا وبُغيَ علينا).
المؤلِّف:
فيخرج الإمام المهدي (عليه السلام) بعد بيعة أصحابه الخاصَّة معه، وبعد خسفِ جيش السفياني في البيداء، ووصول خبرهم إليه، وقوله: (هذا الذي كنَّا ننتظره).
١٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله) ج١ باب (١٢٩)، أخرج بسنده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(ثمَّ يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، ومعه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وقميصه، وسيفه، وعلامات ونور وبيان، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أُذكِّركم الله أيُّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحُجَّة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، يأمرُكم أن لا تشركوا به شيئاً، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراً على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنى فناؤها وزوالها، وأَذِنت بالوداع، وإنِّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سُنَّته، فيظهر في ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أهل بدرٍ، على غير ميعادٍ قُزعاً كقُزع الخريف، رهبانٌ بالليل، أُسدٌ بالنهار فيفتح الله أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن [في المدينة] من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جنوده إلى الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيَّة).
المؤلِّف:
يأتي هذا الحديث الشريف بلفظ آخر في رقم (٢٣) نقلاً من (القول المختصر) لابن حجر الهيتمي الشافعي المخطوط، ونسخته توجد في مكتبة أمير المؤمنين في النجف الأشرف عندنا، ويُطبع إنشاء الله في ذيل هذا الكتاب.
١٥- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، باب (١٣٢)، ص٤١، أخرج بسند عن رزين، عن علي (عليه السلام) قال:
(يُرسل الله على أهل الشام مَن يُفرِّق جماعتهم حتَّى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، وعند ذلك يخرج رجلٌ من أهل بيتي في ثلاث رايات، المُكْثِر يقول: خمسةَ عشرَ ألفاً، والمُقْلِل يقول: اثني عشر ألفاً، أمارتهم: أَمت أَمت، على رايةٍ منها رجلٌ يطلب المُلْك، أو يُبْتَغى له المُلْك، فيقتلهم الله جميعاً، ويردّ الله على المسلمين أُلفَتهم وفاصتهم وبزارتهم).
قال ابن ليهعة: وأخبرني إسرائيل بن عبَّاد، عن محمَّد بن علي مثله، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا رشدين، حدَّثنا ابن لهيعة قال: وأخبرني عبد الرحمان بن سالم، عن أبيه، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام)، الحديث، إلاَّ أنَّه قال: (تسع راياتٍ سودٍ)، [أي: مكان ثلاثِ راياتٍ في الحديث].
المؤلِّف:
الحديث مرَّ ذكره في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي رجلٌ من أهل بيتي)، في الباب (٢) في رقم (١١٠)، ورقم (١١١)، نقلاً من كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٧، ومن المستدرك للحاكم، ج٤، ص٥٥٣ ط حيدر آباد الدكن، والحديثين فيهما اختلاف في الألفاظ مع حديث الفتن، وفيهما مقدِّمة لم تُذكر في الفتن والله أعلم بسبب النقص والاختلاف.
وأخرج الحديث علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٣، نقلاً من المستدرك والملاحم والفتن، وأخرج الحديث ابن خلدون في كتابه المعروف (بمقدِّمة ابن خلدون، ص٢٦٧)، ولفظه يَقرُب لفظ مجمع الزوائد ولا يساويه، راجع الباب (٢) تجد اللفظين بنصِّهما.
١٦- وفي ينابيع المودَّة، ص١٩٣، أخرج بسنده من مسند أبي حاتم، وصحيح ابن حبَّان، وكتاب ابن السري بأسانيدهم عن ابن مسعود مرفوعاً أنَّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال:
(... إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله - تعالى - لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي سيلقون بعدي إثرةً وشدَّةً وتطريداً في البلاد، حتَّى يأتي قومٌ من ها هنا - وأشار إلى المشرق - أصحابُ راياتٍ سودٍ، فيسألون حقَّهم فلا يُعطَوْنه - مرَّتين أو ثلاثاً - فيقاتلون فَيُنصَرُون، فيعطون ما شاؤوا فلا يقبلونها، حتَّى يدفعونها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي، فَيَملَؤها عدلاً بعدما مُلئت ظلماً، فمن أدرك ذلك [منكم] فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج).
المؤلِّف:
في الحديث اختصار، ويأتي في رقم (١٧) الحديث كاملاً، وقد أخرجه كاملاً ابن خلدون في المقدِّمة، وأخرجه الحاكم كاملاً، وأخرجه الذهبي كاملاً، ويأتي الحديث عن غيرهم.
١٧- وفي سُنن ابن ماجه، ج٢، ص٥١٨، طبع مصر، سنة ١٣٤٩، أخرج الحديث المتقدِّم بسندٍ متَّصل عن عبد الله بن مسعود - وله مقدِّمة - وهذا نصُّه:
بحذف السند عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إذ أقبلَ فتيةٌ من بني هاشم، فلمَّا رآهم النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) اغرورقت عيناه، وتغيَّر لونه قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال:
(إنَّا أهلُ بيتٍ اخْتارَ الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتَّى يأتي قومٌ من قِبَل المشرق معهم راياتٌ سودٌ، فيسألون الخير فلا يُعْطَوْنه، فَيُقاتِلون فيَنُصَرُون فَيُعطَونَ ما سألوا فلا يَقْبلونه، حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي، فَيَمْلَؤُهَا قسطاً كما مَلَئُوهَا جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج).
المؤلِّف:

في الأربعين لأبي نعيم، أخرج نحوه، وقال فيه:
(حتَّى يأتي قومٌ من المشرق ومعهم راياتٌ سود، فيسألون الحقَّ فلا يُعْطَوْنه...). الحديث، وقال في آخره: (ومن استطاع منكم فليأتهم ولو حبواً).
١٨- وفي الصواعق المُحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي، ص١٠٠ طبع مصر، سنة ١٣٠٨ هـ، أخرج حديث عبد الله بن مسعود مع المقدِّمة، نقلاً من سُنن ابن ماجة بسنده عن عبد الله قال:
بينما نحن عند رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إذ أقبلَ فتيةٌ من بني هاشم، فلمَّا رآهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) اغرورقت عيناه وتغيَّر لونه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال:
(إنَّا أهلُ بيتٍ)، وذكر الحديث.
ولفظه يساوي لفظ ابن ماجة إلى قوله: (فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج)، وزاد فيه: (فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
يظهر من لفظِ حديثِ ابن حجر في الصواعق أنَّه الحديث الذي في ينابيع المودَّة، وفي نفس السُنن أسقط منه قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).
هذا وقد أخرج الحديث في عقد الدُّرر - تأليف الشافعي - وفيه زيادات كثيرة، وإليك لفظه في الرقم الآتي.
١٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٦٢)، من الفصل (٤)، أخرج بسنده عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود قال: أتيتا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فخرج إلينا مُستبشراً، يُعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيءٍ إلاَّ أخبرنا به، ولا سكتنا إلاَّ ابتدأنا، حتَّى مرَّت فئةٌ من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلمَّا رآهم خبر بممرهم، وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله: ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه، فقال:
(إنَّا أهلُ البيت اخْتار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّه سَيَلْقى أهلُ بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتَّى تُرفع راياتٌ سودٌ من المشرق، فيَسألون الحقَّ فلا يُعْطَوْنه، ثمَّ يَسألونه فلا يُعْطَونه، فيُقاتِلون فَيُنصَرَون، فمَن أدركه منكم ومِن أعقابكم فليأتِ إِمامَ أهلَ بيتي، ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّها راياتُ هدىً يدفعونها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً).
أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله في مستدركه هكذا، ورواه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، والإمام أبو عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجه، والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد، كلُّهم بمعناه.
المؤلِّف:
يأتي في رقم (٢٩) الحديث من مستدرك الحاكم مع اختلافٍ، ويأتي بقيَّةُ ألفاظه من كتبٍ عديدة بعد رقم (٢٩).
المؤلِّف:
تقدَّم لفظ ابن ماجه، ولفظ ابن حجر، ولفظ ينابيع المودَّة، وليس فيها ما في هذا الحديث من الألفاظ النافعة المهمَّة، ومنه يُعرف أنَّ ألفاظ الحديث في الكتب المتقدِّمة وقعَ فيها تغييرٌ أو تحريف.
وأخرج الحديث في كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، ص٣١٥، ولفظه يساوي لفظ ابن ماجه القزويني الشافعي، وأخرج الحديث ابن الصبَّاغ المالكي في كتاب الفصول المهمَّة في الفصل (١٢)، ص٢٧٦ – ٢٧٧، ولفظه يقرب لفظ ابن ماجه في سُننه وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم، ثمَّ ذكر بعده حديثاً آخر مختصر مضمونه فيه ما في الحديث السابق، وأخرجه الحاكم في المستدرك، ج٤، ص٥٥٣، وقد تقدَّمت ألفاظهم، ويأتي في رقم (٢٩) لفظ الحاكم وغيره، ولفظ السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص١١٧، راجع رقم (٣٣).
٢٠- وفي الفصول المهمَّة الفصل (١٢)، ص٢٧٧، الطبعة الثانية، النجف، سنة ١٣٦٩ قال: وروى الحافظ أيضاً بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(إذا رأيتم الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
أخرج أبو نعيم حديث ثوبان في الأربعين حديث الذي جمعه في أحوال الإمام المنتظر (عليه السلام)، وذكر السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠ جميع الأربعين حديث، ومن جملتها حديث ثوبان، ولفظه يساوي لفظ ابن الصبَّاغ.
وأخرجه يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر في الحديث (١٧٣)، ولفظه عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تجيءُ الرايات السود من قِبَل المشرق، كأنَّ قلوبهم زُبَرَ الحديد، فمن سَمِع بهم فليأتهم فيبايعهم، ولو حَبْواً على الثلج).
أخرجه الإمام أبو نعيم في صفةِ المهدي، وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠ هذا الحديث بلفظه نقلاً من الأربعين حديث لأبي نعيم وقال فيه: (كأنَّ قلوبهم من حديد...). الحديث، وهو الحديث (١٠٤) من الأحاديث التي جمعها في الإمام المهدي (عليه السلام).
وأخرج ذلك جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٣، ولفظه يساوي لفظ ابن الصبَّاغ المالكي في الفصول المهمَّة.
٢١- وفي الأربعين حديث للحافظ أبي نعيم في الحديث (٣١) من الأحاديث التي أخرجها السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠، فقد أخرج بإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(يَقْتتل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير [الأمر] إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تجيء الرايات السود من قِبَل المشرق، فيقتلونهم قتلاً لا يُقاتله قومٌ... ثمَّ يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
أخرج يوسف بن يحيى الشافعي حديث ثوبان في كتابه عقد الدُّرر، الحديث (٨٩)، ولفظه يخالف لفظ أبا نعيم، وهذا نصُّه: عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَقْتَتِل عند كَنْزِكُم ثلاثة، كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تَطْلع الرايات السود من قِبَل المشرق، فيقاتلونهم قتالاً لم يُقاتِله قومٌ - ثمَّ ذكر شيئاً، فقال -: إذا رأيتموه فبايعوه، ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
أخرجه الحافظ عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يُخرجاه.
وأخرج أبو نعيم بمعناه وقال: موضع قوله: (ذَكَر شيئاً): (ثمَّ يجيء خليفة الله المهدي)، وأخرج الحديث في رقم (٩٢) ولفظه لفظ الأربعين لأبي نعيم وقال في آخره: (ثمَّ يجيء خليفة رسول الله المهدي)، ثمَّ قال: أخرجه أبو نعيم هكذا، وأبو عمرو الدَّاني في سُننه، وسيأتي الحديث في رقم (٢٦)، وفي لفظه زيادةٌ واختلاف نفهم منه معنى الحديث.
٢٢- وفي الأربعين حديث للحافظ أبي نعيم، وهو الحديث (٣٣) من الأربعين حديث، قال: وعن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تجيءُ الراياتُ السودُ مِن قِبَل المشرق، كأنَّ قُلوبَهم مِن حديدٍ، فمَن سَمِع بهم فليأتِهم ولو حَبْواً على الثلج).
المؤلِّف:
تقدَّم حديث عن ثوبان في رقم (٢٠) ولفظه يقرُب هذا اللفظ، وفيه زيادةٌ واختلافٌ لا يغيِّر المعنى.
المؤلِّف:
الحديث مُفصّل اختصره أبو نعيم، وقد أخرجه في كتاب البيان، ص٣١٣ مفصَّلاً، ويأتي لفظه في رقم (٢٦)، وأخرجه في مقدِّمة ابن خلدون، ص٢٦٧، وتكلَّم في رجالِ الحديث؛ لأنَّهم ليسوا على مذهبه وفيهم من يتشيَّع، وأخرجه ابن ماجه في سُننه، ج٢، ص٢٦٩، ويأتي لفظه في رقم (٢٧) إنشاء الله.
٢٣- وفي كتاب (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) تأليف ابن حجر الهيتمي الشافعي قال:
الرابعة والعشرون: - من علامات الإمام المهدي (عليه السلام) - يظهر من مكَّة عند العشاء، معه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وقميصُه، وسيفُه، وعلامات، ونور، وبيان، فإذا صلَّى العشاء خطبَ خطبةً طويلة، ودعى الناس إلى طاعةِ الله وطاعةِ رسوله، فيفتح له أرض الحجاز، ويُخرِج مَن في السجن من بني هاشم، ويبعث الرايات السود إليه من الكوفة، ويبعث جنوده في الآفاق.
المؤلِّف:
وذكر ابن حجر قبل هذا الحديث في العدد (١٨) وقال: ينزل قبل رايات سود من خراسان بالكوفة فإذا ظهر [وليُّ الله الحُجَّة (عليه السلام)] بمكَّة بعث إليه بمكَّة.
٢٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٧٦) قال: وعن الحسين قال:
(يَخرجُ بالريِّ رجلٌ رُبْعةٌ أَشَمُّ، مولى لبني تميم، كوسج، يقال له: شُعيب بن صالح، في أربعةِ آلافٍ، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدِّمة المهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فَلَّه).
أخرجه أبو عبد الله في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث في رقم (٤) نقلاً من كتاب الملاحم والفتن، ص٣١، ولفظه يُخالف هذا اللفظ، وقال: رواه عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه، عن الحسن والظاهر، أنَّ في أحدِ الحديثين تحريف.
٢٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٣)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال:
(انظروا الفرج في ثلاث، قلنا: يا أمير المؤمنين: وما هي؟ قال: اختلاف أهلِ الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان! فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ قال: أوَ ما سمعتم قول الله عزَّ وجلَّ في القرآن: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)، وهي آيةٌ تُخرِج الفتاةَ من خِدرها، وتُوقظ النائم، وتُفزع اليقظان!).
أخرجه أبو الحسن أحمد بن جعفر المُنادي.
٢٦- وفي كتاب البيان للكنجي الشافعي، ص٣٣٦، طبع إيران، سنة ١٣٢٢ هـ، أخرج بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يُقتل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تجيء الرايات السود، فيقتلونهم قتلاً لم يَقتُله قومٌ، ثمَّ يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
أخرج العلاَّمة السيِّد هاشم البحراني الحديث في غاية المرام، ص٧٠١ نقلاً من كتاب البيان للكنجي الشافعي، وفي لفظه اختلاف وزيادة، ويظهر منه: أنَّ الحديث - في طبع إيران - فيه سَقْط، وهذا نصُّ ما في غاية المرام: عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يقتتل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا تصير إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تطُلع الرايات السود مِن قِبَل المشرق فيقتلونهم قتلاً لم يَقتُله قومٌ - ثمَّ ذكر شيئاً لا احتفظه، ثمَّ قال النبي (صلَّى الله عليه وآله): فإذا رأيتم أميرهم فبايعوه ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله المهدي). أخرجه الحافظ ابن ماجه.
المؤلِّف:
بالتأمُّل في هذا الحديث الشريف يتَّضح لك الحديث المتقدِّم في رقم (٢٠)، ورقم (٢١)، ورقم (٢٢)، وأخرج الكنجي الحديث أيضاً في الباب الرابع من كتاب البيان، ص٣١٣، طبع إيران، وهذا لفظه عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يُقتل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا تَصير [الخلافة] إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تطُلع الرايات السود من قِبَل المشرق، فيقتلوهم قتلاً لم يقتله قوم - ثمَّ ذكر شيئاً لا أحفظه - قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
تأمَّل دقيقاً لعلَّك تعرف الفرق بين اللفظ الذي أخرجه في غاية المرام، واللفظ الذي في كتاب البيان، ثمَّ قال الكنجي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أخرجه الحافظ ابن ماجه القزويني في سُننه كما سُقناه.
المؤلِّف:
ثمَّ أخرج الكنجي الحديث بسند آخر، ولفظه فيه اختصار واختلاف، وهذا نصُّه: عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يُقتل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ، ثمَّ يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه وبايعوه؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
ثمَّ قال الكنجي: قلت: رواه عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذّاء نحوه، إلاَّ أنَّه قال في حديثه:
(تجيء راياتٌ سودٌ مِن قِبَل المشرق كأنَّ قلوبهم زُبَر الحديد - فمن سَمِع بهم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج - حتَّى يأتوا مدينة دمشق، فيهدمونها حَجَراً حَجَراً ويقتلون بها أبناء الملوك).
رواه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام) عن الطبراني، رُزِقْناه عالياً بحمد الله.
٢٧- وفي سُنن ابن ماجه، ج٢، ص٢٦٩، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَقتَتِل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يَصير إلى واحدٍ منهم، ثم تَطلُع الرايات السود مِنْ قِبَل المشرق، فَيقْتلُونكم قتلاً لم يُقْتَلْهُ قومٌ - ثمَّ ذكر شيئاً لا أحفظه - فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبْواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
المؤلِّف:
ذكر أبو الحسن محمَّد بن عبد الهادي الحنفي نزيل المدينة، سنة ١١٣٨ عند شرحه للحديث في الهامش ص٢٦٩، ج٢، من سُنن ابن ماجه قوله: (عند كَنْزِكُم): أي: مُلْكِكِم.
وقال ابن كثير: الظاهر أنَّ المراد بالكنز المذكور [في الحديث] كنز الكعبة، [قال]: وقوله: (ثمَّ تطلع الرايات السود).
قال ابن كثير: هذه الرايات السود ليست هي التي أقبلَ بها أبو مُسلم الخُراساني فاستلب بها دولة بني أُميَّة، بل راياتٌ سودٌ أُخرى تأتي صحبة المهدي.
قال: وقوله: (خليفة الله المهدي)، كذا ذكره السيوطي، قال: وفي الزوائد، أي زوائد المسند، هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، ورواه الحاكم في المستدرك، ج٤، ص٤٦٣، ويأتي لفظه في رقم (٢٨) إنشاء الله.
المؤلِّف:
قال جلال الدين السيوطي في كتابه العرف الوردي، ص٦٠، أخرج أحمد، والترمذي، ونعيم بن حمَّاد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تَخرجُ مِن خُراسان راياتٌ سودٌ، فلا يَرُدَّها شيءٌ حتَّى تُنْصب بإيلياء).
قال ابن كثير: هذه الرايات ليست هي التي أقْبل بها أبو مسلم الخُراساني، فاستلب بها دولةَ بني أُميَّة، بل راياتٌ سودٌ أُخرى تأتي صحبة المهدي.
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين في كتاب العرف الوردي - قَبل نقلِه هذا الحديث - حديثاً عن أحمد بن حنبل، والترمذي، والطبراني بأسانيدهم عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَخرج ناسٌ مِن المشرق [خراسان] فَيُوطِّئون للمهدي سُلطانه).
وهم أهل الرايات السود المذكورين في الحديث، وهم الذين أمر النبي (صلَّى عليه وآله وسلَّم) بمبايعة الناس مع أميرهم، وهو المهدي (عليه السلام).
المؤلِّف:
وقع اختلاف في المصادر في كلمة: (كَنْزِكُم)، ففي مقدِّمة ابن خلدون قال: عند (كِبَرِكُم)، وفي نسخةٍ للبيان قال: عند (كَرْبِكُم)، وفي الأكثر عند (كَنْزِكُم)، والظاهر أنَّ الصحيح هو هذا، وعليه وافقت الشرَّاح للحديث، والله أعلم.
٢٨- وفي المستدرك للصحيحين - البخاري ومسلم - للحاكم النيسابوري الشافعي، ج٤، ص٤٦٣، أخرج بسنده عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يَقْتَتِل عند كَنْزِكُم ثلاثةٌ كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يصير إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تَطلُع الرايات السود مِن قِبَل المشرق، فيقاتلونكم قتالاً لم يُقاتِلْه قومٌ - ثمَّ ذكر شيئاً - فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبواً على الثلج، فإنَّه خليفة الله المهدي).
ثمَّ قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين.
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف، أخرجه جماعةٌ من الحُفَّاظ وعلماء الحديث في كتبهم المعتبرة، وقد تقدَّم ذِكْرُ بعضهم في رقم (٢٦)، وقد أخرجوه بألفاظٍ مختلفةٍ مفصَّلةٍ ومختصرةٍ وهم جماعة.
منهم: ابن الصبَّاغ المالكي في الفصول المهمَّة في الفصل الثاني عشر في ص٢٧٧، وقد تقدَّم لفظه في رقم (٢٠).
منهم: الحافظ أبو نعيم في أربعينه، وقد تقدَّم لفظه في رقم (٢١).
منهم: يوسف بن يحيى الشافعي، وقد أخرجه في عقد الدُّرر، وقد تقدَّم لفظه في رقم (٢١) (٢٣) أيضاً.
ومنهم: ابن حجر الهيتمي، فإنَّه أخرجه في الصواعق المحرقة، ص ١٠٠، ولفظه يَقرُب لفظ ابن الصبَّاغ المالكي في الفصول المهمَّة.
ومنهم: علي المتَّقي الهندي الحنفي، أخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦، الحديث (١٩٣٢)، نقلاً من سُنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم عن ثوبان وقد تقدَّم لفظ ابن ماجه في رقم (٢٧)، ولفظ الحاكم في رقم (٢٨)، وفي لفظيهما اختلاف يسير.
ومنهم: السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٣.
ومنهم: القندوزي في ينابيع المودَّة، ص٤٣١، وقال: أخرجه أحمد، والبيهقي في دلائل النبوَّة.
ومنهم: علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٧، أخرج بسنده من مسند الفردوس للديلمي أنَّه قال:
عن ثوبان: (سَتطْلُع عليكم راياتٌ سودٌ من قِبَل خُراسان، فأتوها ولو حَبواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله تعالى المهدي). الديلمي عن ثوبان.
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث في رقم (٣)، ورقم (٢٠) من كُتبٍ عديدة لعلماء أهل السنَّة، وليس في ألفاظهم هذا اللفظ.
ومنهم: الشبلنجي في نور الأبصار، ص١٥٤ من أربعين أبي نعيم، ولفظه يساوي لفظ ابن الصبَّاغ، وقد تقدَّم في رقم (٢٠).
ومنهم: السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣١، باب (٩٤)، وقد تقدَّم في رقم (٣).
٢٩- وفي المستدرك للحاكم، ج٤، ص٤٦٤، أخرج بسنده عن عبد الله بن مسعود قال:
أتينا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، فخرج إلينا مُستبْشِراً يُعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيءٍ إلاَّ أخبرنا به، ولا سكتنا إلاَّ ابتدأنا، حتَّى مرَّت فِتيةٌ من بني هاشم فيهم الحسن والحسين، فلمَّا رآهم التزمهم وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟!
فقال: (إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّه سَيلْقى أهلُ بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتَّى تَرتَفِع راياتٌ سودٌ من المشرق، فيَسألُون الحقَّ فلا يُعْطُونه، ثمَّ يَسألونه فلا يُعْطُونه، ثمَّ يسألونه فلا يُعْطُونه، فيقاتلون فَيُنصَرون، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمامَ أهلِ بيتي ولو حَبْواً على الثلج، فإنَّها راياتُ هدىً يدفعونها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي).
٣٠- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٣، أخرج الحديث المتقدِّم من جواهر العقدين وقال: ولابن ماجه عن طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال:
بينا نحن عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اغرورقت عيناه وتغيَّر لونه، فقلت: يا رسول الله: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟! فقال:
(إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي سَيَلْقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتَّى يأتي قومٌ من قِبَل المشرق معهم راياتٌ سودٌ، فيَسألون الخير فلا يُعْطُونه، فيُقاتلِون فَيُنْصَرون، فيُعْطَون ما سألوه فلا يَقْبلونه، حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهلِ بيتي فيملأها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في العرف الوردي عن ابن أبي شَيْبة في سُننه، [وعن] نعيم بن حمَّاد في الفتن، وعن ابن ماجه في سُننه، وأبي نعيم، عن ابن مسعود، وزاد في آخره بعد قوله: (ولو حبواً على الثلج)، (فإنَّه المهدي).
وقال السيوطي: فيه دلالةٌ على أنَّ المهدي يكون بعد دولة بني العبَّاس.
المؤلِّف:
من الغريب أن يخفى على جلال الدين السيوطي المتوفَّى سنة ٩١١ أنَّ ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) بعد انقضاء دولة العباسيين وغير العباسيين، وأمَّا الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في سُننه، ج٢، ص٢٦٩ فحديثين، تقدَّم أحدُهما في رقم (٢٧)، والحديث الآخر هذا بحذف السند عن علقمة، عن عبد الله قال:
(بينما نحن عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، إذ أقبل فِتيةٌ من بني هاشم...). الحديث، ولفظه يساوي لفظ الحديث المنقول من جواهر العقدين فيما تقدَّم بلا اختلافٍ وبلا زيادةٍ.
المؤلِّف:
قال شارح السُنن: (اغرورقت) أي: غَرِقتا بالدموع.
وهذا الحديث الشريف أخرجه الحاكم في المستدرك، وأخرجه غيره، فهو حديثٌ ثابتٌ رواته من رواة الصحاح، كالجامع للترمذي، والسُنن لأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، ومن رواةِ صحيح مُسلم، وفيهم من يتشيَّع، أي: يُقدِّم أمير المؤمنين في الفضل على غيره؛ ولأجل ذلك توقَّف بعض المُتعصِّبين عن روايته.
وقد تقدَّم نقلُ الحديث من كتاب البيان للكنجي الشافعي، ومن سُنن ابن ماجه، ومن الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي، وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن الحديث بلفظ آخر كما في ج١، ص٣٢ راجع الحديث الآتي.
٣١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٢، قال:
الباب (١٠٠) فيما ذكره نعيم - مِن نصرِ الذي اسمه اسم النبي (عليه السلام) برايةٍ من المشرق - قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن مروان، عن العلاء بن عقبة، عن الحسن:
(أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) ذَكَرَ بلاءً يلقاه أهل بيته، حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نَصَرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتَّى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيولُّوه أمرهم، فيؤيِّده الله ويَنصُره).
المؤلِّف:
قد تقدَّم الحديث في رقم (٨)، وعلَّقنا عليه وقلنا: إنَّ الحديث في روايته تصحيف، والرواية عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، عن النبي، كما في عقد الدُّرر، الحديث رقم (١٧٤) من الباب (٥)، ولفظُه يساوي لفظَه.
المؤلِّف:
إنَّ هذا الحديث هو الحديث السابق المروي في كُتبٍ عديدة، ولكنَّ الراوي اختصره كما هو عادةُ الرواة، وهو أمرٌ غير صحيح؛ لأنَّه يوجب الإجمال وعدم الوصول إلى معنى الحديث.
المؤلِّف:
ويأتي في باب أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) أحاديث عديدة ذُكر فيها الرايات السود، وأنَّهم من أصحابه وأنصاره، غير أنَّهم يتقدَّمون عليه، وعند انتصارهم يُسلِّمون الأمر إليه.
وقد ذُكر من أوصافهم أنَّ راياتِهم سودٌ صغارٌ، وقلانِسُهم سود، وثيابهم بيض، وهم على خلاف الجيش الذي حارب بني أُميَّة وأخذ السلطة منهم وسلَّمها إلى بني العبَّاس، وهم أصحاب أبي مسلم الخراساني.
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٨ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الحسن:
(أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ذكر بلاءً يلقاه أهلُ بيته، حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتَّى يأتي رجلٌ اسمه كاسمي، فيولُّونه أمرهم، فيؤيِّده الله وينصره).
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ المراد من الحسن في هذه الرواية - وغيرها - هو: الحسن البصري على اصطلاح علماء أهل السنَّة.
٣٢- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨، نقلاً مِن مسند علي (عليه السلام)، قال: وعن أبي الطفيل، أنَّ علياً (عليه السلام) قال له:
(يا عامر: إذا سمِعتَ الرايات السود مُقبلة مِن خُراسان، فكنت في صندوقٍ مُقْفلٍ عليك، فاكْسر ذلك القفل، وذلك الصندوق، حتَّى تُقتل تحتها! [أي: تحت الرايات السود] فإن لم تستطع [أي: أن تمشي] فتدحرج حتَّى تُقْتلَ تحتها [أي: تحت الرايات السود]).
قال السيوطي: - بعد نقل الحديث - قال: أخرجه أبو الحسن علي بن عبد الرحمان بن أبي السري البكالي في جزء من حديثه.
٣٣- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس، ج١، ص١١٧ قال: أخرج زكريا في الفتن، بسنده عن عبد الله، قال:
بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، إذ مرَّ فِتيةٌ من قريش، فتغيَّر لونه، فقلنا: يا رسول: الله إنَّا لا نزال نرى في وجهك شيئاً نَكرَهُهُ؟! قال:
(إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي هؤلاء سيُصيبُهم بعدي بلاءٌ، وتطريدٌ، وتشريدٌ، حتَّى يَخرُج قومٌ مِن ها هنا - وأومأ بيده نحو المشرق - معهم راياتٌ سودٌ، يَسألون الحقَّ فلا يُعْطَوْنه، ويَسألون فلا يُعْطَوْن، فيُقاتِلون ويصبِرون، فيُعْطونَ ما سألوا، فلا يقبلُونه، حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي، يملأها قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً، فمن أدركهم فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث من كُتبٍ عديدةٍ وألفاظ الجميع تُخالف لفظ السيِّد في الملاحم والفتن؛ ولذلك أخرجناه.

البَابُ الخامِس وَالعِشرُون

١- في عقد الدُّرر، الحديث (١٢٢) من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال:
(السفياني: من وُلْدِ خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجلٌ ضخمُ الهَامةِ، بوجهه آثار جُدري، بعينه نُكتةُ بياضٍ، يَخرُج من ناحيةِ مدينة دمشق، في وادٍ يقال له: الوادي اليابس، يَخرُج في سبعةِ نفرٍ، مع رجلٍ منهم لواءٌ معقود، يُعرَفون به في النصر، يَسيرُ بين يديه على ثلاثين ميلاً، لا يَرى ذلك العلم أحدٌ يريده إلاَّ انهزم).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في الفتن.
المؤلِّف:
أخرج ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار في ص١٢٧ حديثاً مفصَّلاً في علامات الإمام المهدي (عليه السلام)، والنداء السماوي، أخرجنا أوَّله في أحاديث النداء في رقم (٦).
وذَكرَ في آخره من كتاب (المسائل الظريفيِّة) للشيخ مجدولي: أنَّ السفياني رجلٌ من وُلدِ خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخم الهامة، بوجهه أثرُ الجُدري، وبعينه نكتهٌ بيضاء، يخرج من ناحية دمشق، وعامَّة من يَتْبعه من كلب [اسم عشيرة]، يفعل الأفاعيل، ويقتل قبيلةَ قيسٍ.
[ثمَّ قال]: وإنَّ المهدي يستخرج تابوتَ السكينة من غار أنطاكية، وأسفار التوراة من جبلٍ بالشام، يُحاجُّ به اليهود فيُسْلِم كثيرٌ منهم [قال]: وإنَّه يكون بعد موت المهدي القحطاني: رجلٌ من أهل اليمن، يَعدِل في الناس، ويسير فيهم بسيرة المهدي، يمكث مدَّة ثمَّ يُقتل.
المؤلِّف:
يأتي في رقم (٤٥)، حديث نور الأبصار - الذي فيه علامات الإمام المهدي (عليه السلام) - بتفصيله، راجع واغتنم أيُّها الطالب.
٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٣)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَخرجُ رجلٌ يُقال له: السفياني، في عمق دمشق، وعامَّة من يَتْبعه من كلب [أي: من عشيرة كلب]، فيَقتلُ حتَّى يَبْقر بطون النساء، ويَقْتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها، حتَّى لا يمنع ذنب تلعة، ويَخرجُ رجلٌ من أهل بيتي في الحرم [أي: مكَّة] فيبلغ [إلى] السفياني [خروجه] فيبعث إليه من جُنْدِه فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتَّى إذا جاز بِبَيْدَاءَ مِن الأرض خُسِف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر عنهم).
أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، ولم يُخرجاه.
المؤلِّف:
أخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، نقلاً من المستدرك للحاكم، عن أبي هريرة، وهذا نصُّه:
(يَخرج رجلٌ يُقال له: السفياني، في عُمقِ دمشق، وعامَّة من يَتْبعه من كلب، فيَقتُل حتَّى يبقر بطون النساء، ويقتلُ الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها، حتَّى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجلٌ من أهل بيتي في الحرَّة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جُنْداً من جُنْدهِ فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمِن معه، حتَّى إذا صار بِبَيْدَاءَ من الأرض خُسف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر عنهم).
(ك، عن أبي هريرة).
٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٤) من الباب (٤)، عن المهاجر بن القبطيَّة قال: سمعت أُمَّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) تقول: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(ليُخْسفَنَّ بقومٍ يغزون هذا البيت بِبَيْدَاءَ من الأرض، فقالت أُمُّ سلمة: يا رسول الله: أرأيت إن كان فيهم الكاره؟ قال: يُبعث كلُّ رجلٍ على نيَّته).
أخرجه أبو عمرو الدَّاني في سُننه.
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر بعد هذا الحديث حديثاً آخر عن أُمِّ سلمة بمعناه، وقال: أخرجه أبو عبد الله بن ماجه القزويني في سُننه، ويأتي الحديث عن أُمِّ سلمة بلفظ آخر من صحيح مسلم، ج٢، ص٤٩٤ في رقم (١٤)، وفي رقم (١٤) أيضاً عن عائشة، وفي رقم (٢٦) عن أُمِّ حبيبة زوجة النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم).
وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠، أخرج بسنده من فتن نعيم عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(إذا ظَهرَ أمرُ السفياني لم ينجُ من ذلك البلاء إلاَّ مَن صَبرَ على الحِصَار).
المؤلِّف:
المراد من البلاء: قتل السفياني لمن خالفه من الرجال والنساء، وقد ذُكر في الأحاديث المتقدِّمة، وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٧ من فتن نعيم عن، عمَّار بن ياسر قال:
(إذا رأيتم الشام اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان؛ فالحقوا بمكَّة).
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ المراد بابن أبي سفيان: السفياني؛ فإنَّ خروجه بالشام، ويتصرَّف في الشام، ويصادف خروجه في الشام خروج الإمام المهدي في مكَّة، فالذي يريد النجاة والفوز في الدارين فليلحق بالإمام الحقَّ في مكَّة، وهو: صاحب العصر والزمان (عليه السلام).
٤- وفي عقد الدُّرر ضمن الحديث (١٢٥) قال: ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره، في معنى قوله عزَّ وجلَّ في سورة سبأ: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ)، ثمَّ قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): وذكر فتنةً تكون بين أهل المشرق والمغرب، (فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني، من الوادي اليابس في فوره ذلك، حتَّى ينزل دمشق، فيبعث جيشين، جيشاً إلى المشرق، وجيشاً إلى المدينة، حتَّى إذا نزلوا بأرضِ بابل، في المدينة الملعونة، والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويَبقُرون بها أكثر من مئةِ امرأةٍ، ويقتلُون بها ثلاثمئة كبشٍ مِن بني العبَّاس، ثمَّ ينحدرون إلى الكوفة، فيُخرِّبون ما حولها، ثمَّ يخرجون متوجِّهين إلى الشام، فتخرج رايةُ هدىً من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش منها على مسيرة ليلتين، فيقتلونهم، لا يَفلُت منهم مُخبِرٌ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحلُّ جيشه الثاني بالمدينة، فينهبونها ثلاثةَ أيَّام ولياليها، ثمَّ يخرجون متوجّهين إلى مكَّة، حتَّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عزَّ وجلَّ جبريل، فيقول: يا جبريل: اذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربةً يَخسف الله بهم). وذلك قوله عزَّ وجلَّ في سورةِ سبأ....
المؤلِّف:
ذكرنا في أحاديث النداء حديثاً مفصَّلاً فيه مضامين هذا الحديث، راجع رقم (١٧) حتَّى تعرف إجمال هذا الحديث.
٥- قال يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر في ضمن الحديث (١٢٥) من الباب (٤)، وذكر أبو بكر محمَّد بن الحسين النقَّاش المُقْري في تفسيره: نزلت - يعني هذه الآية - في السفياني؛ وذلك أنَّه يخرج من الوادي اليابس في أخواله، وأخوالُه من كلب، يخطبون على منابر الشام، فإذا بلغوا عين التمر محا الله تعالى الإيمان من قلوبهم، فتجوز حتَّى ينتهوا إلى جبل الذهب، فيقاتلون قتالاً شديداً، فيقتل السفياني سبعين ألف رجلٍ، عليهم المُحلاَّة والمناطق المُفضَّضة.
ثمَّ يدخل الكوفة، فيصير أهلُها ثلاثةُ فرق: فِرقةٌ تلحق به، وهم أشرُّ خلق الله تعالى، وفِرقةٌ تُقاتله، وهم عند الله تعالى شهداء، وفِرقةٌ تلحق الأعراب، وهم العصاة.
ثمَّ يَغلِب على الكوفة فيفتضَّ أصحابه ثلاثين ألف عذراء، فإذا أصبحوا كشفوا شعورهنَّ، وأقاموهنَّ في السوق يبيعونهنَّ؛ فعند ذلك كم مِن لاطمةٍ خدَّها، كاشفةٍ شعرها، بدجلة أو على شاطئ الفرات، فيبلغ الخبر أهل البصرة، فيركبون إليهم في البر والبحر، فيستنقذون أولئك النساء من أيديهم.
فيصيرون - أصحاب السفياني - ثلاث فِرق، فِرقةٌ تسير نحو الري، وفِرقةٌ تبقى في الكوفة، وفِرقةٌ تأتي المدينة [المنورة] وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون أهل المدينة فيقبلون جميعاً.
فَيقتلُ بالمدينة مقتلةً عظيمةً، حتَّى يبلغ الدم الرأس المقطوع، ويُقتل رجلٌ من أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وامرأة، واسم الرجل: محمَّد، ويقال: اسمه علي، والمرأة فاطمة، فيصلبونهما عُراةٍ.
فعند ذلك يشتدُّ غضب الله تعالى عليهم، ويبلغ الخبر إلى وليَّ الله تعالى [الحُجَّة المنتظر (عليه السلام)]، فيخرج من قريةٍ من قرى جرش [في أطراف مكَّة] في ثلاثين رجلاً، فيبلغ المؤمنين [أي: أصحابه الخاصِّون الثلاثمئة وثلاثة عشر] خروجه [عليه السلام]، فيأتونه من كلِّ أرضٍ، يحنُّون إليه كما تَحنُّ الناقة إلى فصيلها.
فيجيء [عليه السلام] فيدخل مكَّة، وتُقام الصلاة، فيقولون: تقدَّم يا وليَّ الله، فيقول: لا أفعل، أنتم الذين نكثتم وغدرتم، فيصلِّي بهم رجلٌ، ثمَّ يتداعون عليه بالبيعة تداعي الإبل الهيمِ يوم وردوها حياضها، فيبايعونه.
فإذا فرغ من البيعة تبعه الناس، ثمَّ يبعث خيلاً إلى المدينة، عليهم رجلٌ من أهل بيته، ليقاتل الزهري [وهو رئيس جيش السفياني] و[يقتل] فيقتل أصحابه.
فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة كلب ولو بعقال، [ويبلغ] فإذا بلغ الخبر السفياني [أي: خبر قتل جيشه ورئيسهم الزهري] [فيخرج] خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداء وعسكر بها - وهو يريد قِتالَ وليِّ الله [الحُجَّة المهدي (عليه السلام)] وخراب بيت الله - فبينما هم كذلك بالبيداء، إذ نَفَرَ فرسٌ لرجلٍ من العسكر، فخرج الرجلٌ في طلبه، وبعث الله إليه [فيبعث الله] جبريل [عليه السلام] فضرب الأرض برجله ضربةً، فيخسف الله تعالى بالسفياني وأصحابه، ويرجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبريل (عليه السلام) فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ فيضربه جبرائيل (عليه السلام) بجناحه فيتحوَّل وجهه مكان القفا، ثمَّ يمشي القهقرى.
المؤلِّف:
أسقطنا من الحديث كلمات وهي بعد قوله: (فيقولون: تقدَّم يا وليَّ الله)؛ لأنَّه ليست من الحديث، ولكن أُدخِل فيه، وفي آخر الحديث وقع تحريف؛ ولذلك لا يُفهم معناه، ولكن يُعرف معنى الحديث من غيره من الأحاديث المرويَّة في أحوال السفياني وأصحابه الذين يُخسف بهم.
المؤلِّف:
أخرج في مشارق الأنوار، ص١٠٣ من الفصل الأوَّل من الباب الرابع بعض مضامين حديث عقد الدُّرر، وأخرجنا الحديث في باب النداء من السماء (باب ٢٣)، رقم (١٧)، وفي الأحاديث المُبيِّنة لمحلِّ البيعة مع الإمام (عليه السلام)، في رقم (٢٤) في الباب (٢٧) من مشارق الأنوار بكامله.
٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٠)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن محمَّد بن علي [الباقر (عليهما السلام)] قال:
(إذا سَمَع العائذ بمكَّة بالخسف، خرج في اثني عشرَ ألفاً، فيهم الأبدال، حتَّى يأتي إيليا، فيقول الذي بعث الجيش - حين يَبْلُغه الخبر - بإيليا: لعمر الله، لقد جعل الله في هذا الرجل عبرةً، بعثت إليه ما هيَّأت، فساحوا في الأرض، إنَّ في هذا لعبرةً وبصيرةً، فيؤدِّي إليه السفياني الطاعة، ثمَّ يخرج حتَّى يلقى كلباً، وهم أخواله، فيعيِّرونه ويقولون: كساك الله قميصاً فَخَلَعْته، فيقول: ما ترون، أستقيله البيعة؟ فيقولون: نعم، فيأتيه إلى إيليا، فيقول: أقلني، فيقول: إنِّي غير فاعل، فيقول: بلى، فيقول له: أتحبّ أن أقيلك؟ فيقول: نعم، فيقيله، ثمَّ يقول: هذا رجلٌ قد خلع طاعتي، فيأمر به عند ذلك فيُذبح على بلاطةِ إيليا، ثمَّ يسير إلى كلب فينهبهم، فالخائب مَن خاب يومَ نهبِ كلب).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
يأتي حديث في رقم (٤٠) فيه مضامين هذا الحديث وأغلب ألفاظه، والحديث عن محمَّد بن علي، وهو الإمام الباقر (عليه السلام)، وفيه زيادة في اللفظ والمعنى.
راجع واغتنم وبالمراجعة إلى اللفظين تعرف بعض ما فيهما من الإجمال؛ ولعلَّ الحديثين حديث واحد إلاَّ أنَّ الرواة بتصرُّفاتهم في الحديث ونقله بالمعنى سبَّبَ الاختلاف فُجعِل حديثاً آخر.
٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣١)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عباس قال:
(إذا خُسِف بجيشِ السفياني قال صاحب مكَّة: [وهو المهدي (عليه السلام)] هذه العلامة التي كنتم تُخبَرون بها، فيسيرون إلى الشام، فَيبْلُغ صاحبَ دمشق [وهو السفياني] فيُرسل إليهم ببيعته، ويُبايَعه، ثمَّ تأتيه كلب بعد ذلك، فيقول: ما صنعت؟ انطلقت إلى بيعتنا فخلعتها وجعلتها له؟! [أي: للإمام المهدي (عليه السلام)] فيقول: ما أصنع؟ أسْلَمَني الناس، فيقولون: فإنَّا معك، فاسْتَقِلْ بيعتك، فيُرسل إلى الهاشمي، فيستقيله البيعة، ثمَّ يقاتلونه، فيهزمُهم الهاشمِي، فيكون يومئذٍ من رَكَزَ رمحه على حيٍّ من كلب كانوا له، فالخائب مَنْ خاب مِنْ غنيمةِ كلب).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد، في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٦) من كتاب عقد الدُّرر، الحديث (١٣٠)، حديثٌ عن الإمام الباقر (عليه السلام)، يحتوي مضامين هذا الحديث، وفيه ما ليس في هذا الحديث، وهو: أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يَقْتُلَه بعد أن استقال بيعته، ويَقتل أخواله بني كلب، ويستولي عليهم فيأخذ أموالهم غنيمة، وكثيراً ما يعبَّر عنه بغنيمة كلب، ويقال: الخائب من خاب يوم كلب ولم يحصِّل شيئاً من غنائم ذلك اليوم، أي: يوم انتصار المسلمين على بني كلب وأخذهم أموالهم غنيمة.
٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٣)، من الباب (٤)، عن أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(السفياني والمهدي في سنةٍ واحدةٍ).
المؤلِّف:
وأخرج قَبْل هذا الحديث حديثاً آخر عن أبي جعفر (عليه السلام)، وفيه أنَّ السفياني إذا استولي على الكُورِ الخَمْس: دمشق، وفلسطين، والأردن، وحِمْص، وحلب، [خرج الإمام المهدي (عليه السلام)]، أي: يكون سنةَ خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، وسنةَ استيلاء السفياني على الكُوَرِ الخَمْس في سنةٍ واحدة، وتكون الغلبة والنصرة أخيراً للإمام (عليه السلام) وأصحابه، والخذلان والخيبة للسفياني وأصحابه، بعد قتالٍ شديدٍ، وبعد أن يُقتل من الطرفين جمعٌ كثير، ولكنَّ المقتولين من جيش السفياني وأصحابه أكثر وأكثر، ويؤيِّد ذلك الحديث الآتي في رقم (٩)، وفي رقم (٤)، ورقم (٥) من هذا الباب.
٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٤)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
(يظهر السفياني على الشام، ثمَّ يكون بينهم وقعةٌ بقرقيسيا، حتَّى تَشبعَ طيرُ السماء وسبُاع الأرض من جيفهم، ثمَّ ينفتق عليهم فتقٌ من خلفهم، فتُقبل طائفةٌ منهم حتَّى يدخلوا أرض خُراسان، وتُقبل خيلُ السفياني في طلب أهلِ خُراسان، ويَقتُلون شِيعةَ آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يخرج أهلُ خُراسان في طلب المهدي).
أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.
المؤلِّف:
أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠ الحديث، وهذا نصُّه: عن علي (عليه السلام) قال:
(يظهر السفياني على الشام، ثمَّ يكون بينهم وقعةٌ بقرقيسياء، حتَّى يَشبع طيرُ السماء وسباعُ الأرض من جيفهم، ثمَّ يُفتقُ عليهم فتقٌ مِن خَلفِهم، فَتُقتل طائفةٌ منهم حتَّى يدخلوا أرضَ خُراسان، وتُقبل خيل السفياني في طلب أهل خُراسان... في طلب المهدي).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في هذا الحديث تَعرف أنَّ حديث عقد الدُّرر وقع فيه تحريفٌ وحذفٌ غيَّرَ المعنى، ولم يُفهم معنى الحديث، وقد ذكر في أحاديث الرايات السود حديثاً مفصَّلاً في رقم (٣٥)، عن عمَّار بن ياسر، وفيه ذِكْرُ تفصيل هذا الحديث، وبه يُعرف الحديث.
١٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٥) عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(إنَّ لله مائدةً - وفي روايةٍ: مأدُبةً - بقرقيسيا، يَطلع مُطَّلعٌ من السماء، فينادي: يا طير السماء: ويا سباع الأرض: هلمُّوا إلى الشبع من لحوم الجبَّارين).
١١- وفي إسعاف الراغبين الباب الأوَّل، بهامش ص١٢٦ من نور الأبصار، قال:
وجاء في رواياتٍ: أنَّه عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس، ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أُوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خُراسان براياتٍ سودٍ، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة.
والجمع ممكن، [و] أنَّ الله [يؤيَّده] - نسخة المشارق - يمُدَّه بثلاثة آلاف من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه، وأنَّ على مقدِّمة جيشه رجلاً من تميم، خفيف اللحية، يقال له: شعيب بن صالح.
وأنَّ جبرائيل على مقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وأنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فَيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه السفياني بمن معه، ويسير إلى السفياني بمن معه، فتكون النُصْرة للمهدي ويذبح السفياني.
المؤلِّف:
ذكرنا في أحاديث النداء في الباب (٢٣) حديثاً مفصَّلاً محتوي على مضامين هذا الحديث، وفيه زيادةٌ يُعرف منها إجمال هذا الحديث، راجع حديث (١٧) منها.
١٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٦)، من الباب (٤)، أخرج بسنده من كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، عن الزهري قال:
(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يؤمئذٍ يسمعون من السماء صوتاً: ألا إنَّ أولياءَ الله من أصحاب فلان، يعني: المهدي [ثمَّ قال]: قال الزهري: قالت أسماء بنت عُميس: إنَّ أمارةَ ذلك اليوم: أنَّ كفَّاً من السماء مُدَلاَّت ينظر إليها الناس).
المؤلِّف:
في كنز العمَّال، ج٧، ص٦٤، قال: وعن الزهري، قال: في خروج السفياني تُرى علاماتٌ في السماء.
١٣- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، أخرج بسنده من سُنن أبي شيبة، ومن المعجم الكبير للطبراني، ومن تاريخ ابن عساكر، عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يُبايَع لرجلٍ من أُمَّتي بين الركن والمقام كعدَّة أهل بدر، فتأتيه عُصَبُ العراق وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قريش أخواله كلب، فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائب من خاب غنيمة كلب).
(ش، طب، كر عن أُمَّ سلمة).
المؤلِّف:
تقدَّم في حديث رقم (٦) حديثٌ بمعناه برواية عقد الدُّرر في حديث (١٣٠) وفيه زيادة.
١٤- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، أخرج بسنده من كتاب المُتَّفِق والمُفْترِق للخطيب البغدادي عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يعوذُ عائذٌ في البيت، فَيُبعث إليه جيش، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، فلم يَفلُت منهم إلاً رجلٌ يُخبِر عنهم).
(الخطيب، عن أُمَّ سلمة).
المؤلِّف:
أخرج في صحيح مسلم، ج٢، ص٤٩٤ هذا الحديث عن أُمِّ سلمة، ولفظه هذا: إنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(سَيَعُوذُ بهَذا البَيتِ - يَعنِي الكعبةَ - قَوْمٌ لَيسَت لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلا عَدَدٌ وَلا عدَّة يُبعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ حتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الأَرضِ خُسِفَ بِهِم).
ورواه في صحيح مسلم بلفظ آخر، وهذا نصُّه، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(... الْعَجَبُ أنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالبَيتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيشٍ قَد لَجَأَ بِالبَيتِ حتَّى إِذَا كانُوا بِالبَيدَاءِ خُسِفَ بِهِم...).
انتهى بتصرُّف وله تتمَّة، ويأتي الحديث بألفاظٍ مختلفة في رقم (٣٠) وما بعده، والكلُّ برواية مسلم في صحيحه.
١٥- وفي نور الأبصار، ص١٥٥، أخرج الشبلنجي حديثاً مفصَّلاً ذكر فيه علامات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) ومن جملتها:
قال أبو جعفر: - [الإمام الباقر (عليه السلام)] - (وخرجَ السُّفياني من الشام، واليمَاني من اليمن، وخَسْفٌ بالبيداء بين مكَّة والمدينة...).
الحديث مفصَّل وفيه أمور مهمَّة، أخرجنا جميعه في الباب الذي ذكرنا فيه ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام)، وبعده في رقم (٥٨)، في الباب (٣٠).
١٦- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد وعمر بن شيبة، عن عبد الله بن عمرو، قال:
(إذا خُسِف بالجيش بالبيداء فهو علامةُ خروج المهدي).
المؤلِّف:
يأتي في رقم (٥١) نقلاً من العرف الوردي، ج٢، ص٧٤، أنَّ المهدي (عليه السلام) يخرج بعد الخسف بجيشه الخاص الذين عددهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدد أهل بدر، الحديث، وله بقية، راجع واغتنم.
وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٥، باب (١١١)، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر - الصحابي - قال:
(علامة [خروج] المهدي إذا انساب عليكم الترك، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف صغيراً، فيُخلع بعد سنتيَّن من بيعته، ويُخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفرٍ بالشام، وخروج أهل المغرب إلى مصر، وتلك أمارات السفياني).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في أحاديث الملاحم يُعرف أنَّ خروج السفياني وظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في سنةٍ واحدةٍ، فكلُّ علامة لخروج السفياني هو علامة لخروج الإمام (عليه السلام)، وكلُّ علامةٍ لخروج الإمام المهدي (عليه السلام) علامةٌ لخروج السفياني، غير أنَّ الإمام المهدي يغلب السفياني وكلَّ باطل.
وقد أوردنا حديثين نقلاً من عقد الدُّرر وهو الحديث (٦٩)، والحديث (٨١) في باب الرايات السود في باب (٢٤)، وفيها مضامين هذا الحديث وزيادات نافعة.
راجع رقم (٣٥)، ورقم (٣٦)، ورقم (٣٧) من الباب ترى ما تُحب.
١٧- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(إذا ظهر السفياني على الأبقع، والمنصور اليماني، خرج التُّرك والروم، فيظهرُ عليهم السفياني). كذا في فتن نعيم، وسُنن بن أبي شيبة.
١٨- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(إذا ظهر السفياني على الأبقع، وعلى المنصور والكندي والترك والروم، خرج وسار إلى العراق، ثمَّ يَطلُع القرن، ثمَّ السعا؛ فعند ذلك هلاك عبد الله، ويخلع المخلوع، وينسب أقوامٌ في مدينة الزوراء على جهل، فيظهر الأخوص على مدينة الزوراء عُنوةً، فَيَقتُل بها مقتلةً عظيمةً، ويَقتلُ ستَّة أَكْبُشٍ من آل عبَّاس، ويَذبَح فيها ذبحاً صبراً، ثمَّ يَخرُج إلى الكوفة).
من فتن نعيم.
المؤلِّف:
يأتي في رقم (٢٢) من هذا الباب حديث يُشير فيه إلى قتال السفياني مع الترك.
١٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٥، باب (١٠٩)، من فتن نعيم، عن أبي هريرة قال:
(تكون بالمدينة [عند خرج السفياني] وقعةٌ تَغرق فيها أحجار الزيت، ما الحرَّة عندها إلاَّ كضربة سوطٍ، فَيُنّحَى من المدينة قَدْرَ بريدين، ثمَّ يبايع المهدي [عليه السلام]).
٢٠- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٤٩ باب (١٦٣) قال:
(إذا بلغ السفياني الذي بمصر [خروج المهدي (عليه السلام)] بعث جيشاً - إلى الذي بمكَّة - فيخرِّبون المدينة أشدَّ من الحرَّة، حتَّى إذا بلغوا البيداء خُسف بهم).
٢١- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٤٩، باب (١٦٤)، أخرج عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يبعث إلى مكَّة بجيشٍ من الشام [وهو جيش يُرسله السفياني]، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم).
المؤلِّف:
ثمَّ أخرج حديثاً آخر بمعناه، وفي آخره قال: وهو من علامات خروج المهدي (عليه السلام).
٢٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨٤ قال: أخرج نعيم، عن الحكم بن نافع قال:
(يقاتل السفياني الترك، ثمَّ يكون استئصاله على يدِ المهدي، وأوَّل لواءٍ يعقده المهدي يبعثه إلى الترك).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (١٨): أنَّ السفياني يُقاتل التُّرك.
٢٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٠، أخرج عن ابن مسعود [أنَّه] قال:
[إنَّ السفياني] يبعث جيشاً إلى المدينة فيخسف بهم بين الجماوين [الأرض القفراء]، ويقتل النَفس الزكيَّة).
المؤلِّف:
على ما يظهر من أحاديث الباب أنَّ الجيش الذي يبعثه السفياني يأتي أوَّلاً المدينة، ويفعل فيها ما يشاء، ثمَّ يخرج إلى مكَّة فيُخسف بهم في البيداء، وهو أرض الجماوين.
٢٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٢٨، نقلاً من فتن نعيم، عن ابن قبيل قال:
(يملك رجلٌ من بني هاشم، فيقتل بني أُميَّة، فلا يبقى منهم إلاَّ اليسير لا يَقتُل غيرهم، ثمَّ يخرج رجلٌ من بني أُميَّة [وهو السفياني]، فيقتل بكلِّ رجلٍ رجلين، حتَّى لا يبقى إلاَّ النساء، ثمَّ يخرج المهدي [عليه السلام]).
المؤلِّف:
في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥، أخرج حديثاً نحوه.
٢٥- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٢٤ قال: وعن عبد السلام بن سلمه أنَّه سمع أبا قبيل يقول:
(يبعث السفياني جيشاً إلى المدينة، فيأمر بقتلِ كلِّ من كان فيها من بني هاشم، حتَّى الحُبالى؛ وذلك لِمَا يصنع الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من المشرق، يقول [السفياني]: ما هذا البلاء كلِّه وقتل أصحابي إلاَّ من قِبَلِهم، فيأمر بقتلهم، فيقتلون حتَّى لا يعرف بالمدينة أحد [من بني هاشم] ويفترقوا منها هاربين إلى البوادي والجبال، وإلى مكَّة، حتَّى نساؤهم، ويضع جيشه فيهم السيف أيَّاماً، ثمَّ يَكفُّ عنهم، ولا يظهر بينهم إلاَّ خائفٌ، حتَّى يظهر أمر المهدي بمكَّة، فإذا ظهر بمكَّة، اجتمع كلُّ من شذَّ منهم إليه بمكَّة).
المؤلِّف:
تقدَّم في الأحاديث السابقة الهاشمي الذي يَقُتل بني أُميَّة في مدَّة ثمانية أشهُر وهو من أهل البيت.
٢٦- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٤، أخرج بسنده عن أُمِّ حبيبة قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يأتي ناسٌ من قِبَل المشرق يريدون رجلاً عند البيت، حتَّى إذا كانوا ببيداءَ من الأرض خُسف بهم، فيلحق من تخلَّف، فيصيبهم ما أصابهم، قالت: قلت: يا رسول الله: كيف بمَن كان أُخرج مُستَكرَهاً؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس، ثمَّ يبعث الله كلَّ امرئٍ على نيَّته).
أخرجه الطبراني في الأوسط، وأخرج مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣، الحديث بمضمونه عن أُمِّ سلمة.
٢٧- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٤، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة قالت:
بينا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) مضطجعاً في بيتي إذ احتفز جالساً وهو يسترجع، قلت: بأبي أنت وأُمِّي ما شأنك تسترجع؟ قال:
(لِجيشٌ من أُمَّتي يجيئون من قِبَل الشام، يؤمُّون البيت لرجلٍ يمنعهم، حتَّى إذا كانوا بالبيداء من ذي الحليفة خُسف بهم، ومصادرهم شتَّى، قلت: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله: كيف يُخسف بهم ومصادرهم شتَّى؟ قال: إنَّ منهم مَن جُبِر، إنَّ منهم مَن جُبِر، إنَّ منهم من جُبِر).
رواه أبو يعلى، وهو حسنُ الحديث، وروى بإسناده عن عائشة، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال بمثله، ورجاله ثقات، وأخرج الحديث عن عبد الله بن مسعود في أحوال السفياني، والرايات السود، وهذا نصَّه.
المؤلِّف:
أخرج مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣ – ٤٩٤، هذه الأحاديث بلفظ آخر.
٢٨- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تجيء راياتٌ سودٌ من قِبَل المشرق وتخوض الخيل في الدماء إلى ثندوتها). [أي: إلى ثديها].
المؤلِّف:
ثمَّ أخرج الحديث عن أنس: أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) كان نائماً في بيت أُمِّ سلمة فانتبه وهو يسترجع، فقلت: يا رسول الله: مِمَّ تسترجع؟ قال:
(مِن قِبَل جيشٍ يجيء من قِبَل العراق في طلبِ رجلٍ من المدينة يمنعه الله منهم، فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم، فلا يُدرك أعلاهم أسفلهم، ولا يُدرك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيامة، ومصادرهم شتَّى، قال: إنَّ فيهم - أو منهم - من جُبِر).
رواه البزَّار.
٢٩- في العرف الوردي، ج٢، ص٤٨، قال: أخرج ابن عساكر عن خالد بن معدان قال:
(يَهزِم السفياني الجماعة [المحاربين معه] مرَّتين، ثمَّ يهلك، ولا يخرج المهدي حتَّى يُخسف بقريةٍ بالغوطة تُسمَّى: حرستا).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٢٦)، من الفصل (٢)، عن كعب الأحبار قال:
(لا يَعبر السفياني الفرات إلاَّ وهو كافرٌ).
أخرجه أبو عمرو الداني في سُننه، وأبو الحسن محمَّد بن عبيد الكسائي في قصص الأنبياء.
المؤلِّف:
يظهر من هذا الحديث وأمثاله أنَّ السفياني وإن كان في أوَّل أمره يُظهِر الإيمان، ولكن في آخر أمره يُظهر الكفر، ويموت - أو يُقتل - وهو كافر، وفي أكثر الأخبار أنَّه يُقتل.
وفي عقد الدُّرر في الحديث (١٣٦)، من الفصل (٢)، يُشير إلى كفره، ويأتي الحديث في رقم (٣٤) بتمامه وكماله إن شاء الله تعالى.
٣٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٣)، أخرج بسنده من صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: عَبَث رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) في منامه، فقلنا: يا رسول الله: صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله؟! فقال:
(العجب أنَّ ناساً من أُمَّتي يؤمُّون بالبيت برجلٍ من قُريشٍ، قد لجأ بالبيت، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، قلنا: يا رسول الله: إنَّ الطريق قد تجمع الناس، فقال: نعم، فيهم المُستبصِر والمجبور وابن السبيل، يَهلكون مَهلكاً واحداً، ويصدرون مصادر شتَّى، يبعثهم الله تعالى على نيَّاتهم).
أخرجه مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣.
المؤلِّف:
قد تقدَّم لفظه في رقم (١٤) وليس فيه هذه الكلمات، ولعلَّ الراوي نقلَ الحديث بالمعنى فسبَّب الاختلاف في اللفظ.
٣١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٤)، من الباب (٢) قال: وعن عبد الله بن صفوان قال: أخبرتني حفصة [بنت عمر] أنَّها سمعت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(ليؤمَّنَّ هذا البيت جيشٌ يغزونه، حتَّى إذا كانوا ببيداءَ من الأرض يُخسف بأوسطهم، ويُنادي أوَّلهم آخرهم، ثمَّ يُخسف بهم فلا يبقى إلاَّ الشريد الذي يُخبر عنهم).
فقال رجلٌ: أشهد عليك أنَّك لم تَكذِب على حفصةَ، وأشهد على حفصةَ أنَّها لم تكذِب على النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم).
أخرجه مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣.
المؤلِّف:
وبالحديث الآتي أيضاً يُعرف بعض ألفاظ الحديث الثاني.
٣٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٥)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عطيِّة [قبطيِّة] قال: دخل الحرث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان - وأنا معهما - على أُمِّ سلمة - أُمِّ المؤمنين - فسألاها عن الجيش الذي يُخسف به، وكان ذلك في أيَّام [عبد الله] ابن الزبير، فقالت: يقول رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: فَكَيْفَ بِمَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ: يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نيَّته، وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: هِيَ بَيْدَاءُ الْمَدِينَةِ).
أخرجه مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣، [قال]: وفي روايةٍ فيه: فلقيت أبا جعفر فقلت: إنَّها إنَّما قالت: (ببيداءَ مِن الأرض)، قال: (كلاَّ والله إنَّها بيداء المدينة).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (١٤) حديثٌ من صحيح مسلم يتضمَّن بعض ألفاظ هذه الأحاديث الثلاثة، وتقدَّم في رقم (٢٧) حديث عن أُمِّ سلمة يتضمَّن معنى الحديث رقم (٣٠) من الباب، والأحاديث الثلاثة أخرجها مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣ – ٤٩٤، وفي ألفاظه اختلاف مع ما أخرجه الشيخ يوسف الشافعي في عقد الدُّرر؛ ولعلَّ ذلك الاختلاف لأنَّه نقل الحديث بالمعنى.
٣٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٩)، من الباب ()، من الفصل (٢)، أخرج بسنده عن علقمة قال: قال ابن مسعود: قال لنا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(أُحذِّركُم سبعَ فتنٍ تكون بعدي، فِتنةٌ تُقبل من المدينة، وفِتنةٌ بمكَّة، وفِتنةٌ تُقبل من اليمن، وفِتنةٌ تُقبل من الشام، وفِتنةٌ تُقبل من المشرق، وفِتنةٌ تُقبل من المغرب، وفِتنةٌ من بطن الشام، وهي السفياني). قال: فقال ابن مسعود: منكم من يُدرك أوَّلها، ومن هذه الأُمَّة من يُدرك آخرها.
قال الوليد بن عيَّاش: فكانت فِتنةُ المدينة من قِبَل طلحة والزبير، وفِتنةُ مكَّة من قِبل عبد الله بن الزبير [لمَّا تحصَّن بمكَّة في بيت الله؛ فأحرق يزيد بن معاوية البيت وهدمه]، وفِتنةُ الشام من قِبل بني أُميِّة، وفِتنةُ المشرق من قِبل هؤلاء [أي: السفيانيِّين].
أخرجه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك للصحيحين وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
٣٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٣٦)، من الفصل الثاني قال: ورويَ عن جابر بن يزيد الجُعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
(يا جابر: إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً، حتَّى ترى علامات أذكرها لك - إن أدركتها - أوَّلها اختلاف بني العبَّاس - وما أراك تُدرك ذلك - ولكن حدِّث به بعدي، ويُنادي منادٍ من السماء، يحكم الصوت من ناحية دمشق الأيمن، ومارقةٌ تَمرقُ من ناحيةِ الترك، ويعقبها هرج الروم، وتنزل الترك الجزيرة، وتنزل الروم الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلافٌ كثيرٌ في كلِّ أرض، ويختلف في أرض الشام ثلاثُ راياتٍ، رايةُ الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلقى الأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن معه، ثمَّ يقتل الأصهب، ثمَّ لا يكون لهم همٌّ إلاَّ الإقبال نحو العراق، وتَمرُّ جيوشه بقرقيسيا، فيقتتلون بها، فَيُقتل من الجبَّارين مئة ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدَّتُهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً، وصلباً وسبياً، فبينما هم كذلك إذ أقبلت راياتٌ من خُراسان، تطوي المنازل طيَّاً حثيثاً، وهم نفرٌ من أًصحاب المهدي (عليه السلام)، فيخرج رجلٌ من موالي أهل الكوفة، في ضعفتها، فيقتله أمير جيش السفياني بين الكوفة والحيرة، ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة، فَيَنْفُر المهدي منها إلى مكَّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنَّ المهدي قد خرج إلى مكَّة، فيبعث جيشاً على أثره، فلا يُدْرِكه حتَّى يدخل مكَّة خائفاً يترقَّب، على سُنَّةِ موسى بن عمران (عليهما السلام)، وينزل أمير جيش السفياني بالبيداء، فينادي منادٍ من السماء: يا بيداء: أبيدي القوم، فَيُخسف بهم، فلا يَفلُت منهم إلاَّ ثلاثُ نفرٍ، يحوِّل الله تعالى وجوههم إلى أقفيتهم، وهم كلب، قال: فيجمع الله تعالى للمهدي أصحابه، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، يجمعهم الله تعالى على غيرِ ميعادٍ، وقُزَع كقُزِع الخريف، فيبايعونه بين الركن والمقام، قال (عليه السلام): والمهدي يا جابر من ولد الحسين).
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر، الحديث (١٣٧)، من الفصل (٢)، حديثاً مفصَّلاً فيه أمورٌ مهمِّة من علائم ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، ومن أمورٍ كثيرةٍ راجعة إلى ما يقع في آخر الزمان، ومنها قضيَّة السفياني وأصحابه، ومحلِّ خروجه وبعض ما يفعله بعد ظهوره، إلى أن يقول: فسأله رجلٌ عن اسمه، فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في جواب السائل ما يأتي في رقم (٣٥).
٣٥- وفي حديث أخرجه في عقد الدُّرر بسنده عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهما السلام)، فقال لمَن سأله عن اسم السفياني:
(هو: حرب بن عنبسة بن مُرَّة بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أُميِّة بن عبد شمس، ملعونٌ في السماء، ملعونٌ في الأرض، أشرُّ خلق الله عزَّ وجلَّ أباً، وألعن خلق الله جدَّاً، وأكثر خلق الله ظلماً، قال: ثمَّ يخرج إلى الغوطة، فما يبرح حتَّى يجتمع الناس إليه، وتتلاحق به أهل الضغائن، فيكون في خمسين ألفاً، ثمَّ يبعث إلى كلب [أي: عشيرة كلب] فيأتيه منهم مثل السيل [قال]: ويكون في ذلك الوقت رجالُ البربر يُقاتلون رجالَ المَلِك مِن ولد العبَّاس، فيفاجئهم السفياني في عصائب أهل الشام، فتختلف الثلاث رايات، رجالُ ولد العبَّاس هم الترك والعجم، وراياتهم سوداء، ورايةُ البربر صفراء، وراية السفياني حمراء، فيقتتلون ببطن الأُردن قِتالاً شديداً، فَيُقتل فيما بينهم ستُّون ألفاً، فيغلب السفياني، وإنَّه لَيَعدلُ فيهم حتَّى يقول القائل: والله ما كان يقال فيه إلاَّ كَذِبٌ، والله إنَّهم لكاذبون، لو يعلمون ما تلقى أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) منه ما قالوا ذلك، فلا يزال يَعدِل حتَّى يسير ويعبر الفرات [فإذا عبر الفرات]... ثمَّ يرجع إلى دمشق وقد دان له الخلق، فيجيّش جيشين: جيشٌ إلى المدينة [مدينة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)]، وجيشٌ إلى المشرق، فأمَّا جيشُ المشرق فَيَقْتُلون بالزوراء [بغداد] سبعين ألفاً، ويبقرون بطون ثلاثمئة امرأة، ويخرج الجيش [من الزوراء] إلى الكوفة، فَيَقْتُل بها خلقاً، وأمَّا جيشُ المدينة [بعد أن يفعلوا بالمدينة ما أحبُّوا، يخرجون منها إلى مكَّة و] إذا توسَّطوا البيداء صاح بهم صائح - وهو جبرئيل (عليه السلام) - فلا يبقى منهم أحدٌ إلاَّ خَسَف الله به، ويكون في آخر الجيش رجلان يقال لهما: بشيرٌ [أي: يُبشِّر الإمام المهدي (عليه السلام)]... والآخر نذيرٌ، فيرجع إلى [أمير] السفياني فَيُخبره بما نالَ الجيش عند ذلك، قال: وعند جُهينة الخبر اليقين لأنَّهما [أي: البشير والنذير] من جُهينة [قال]: ثمَّ يَهرب قومٌ مِن ولدِ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) [يسمعون بمجيئه، أي: السفياني إلى العراق] إلى بلد الروم، فيبعث السفياني إلى مَلِك الروم: رُدَّ إليَّ عبيدي، فيُردَّهم إليه؛ فيضرب أعناقهم على الدَّرج، شرق مسجد دمشق، فلا يُنْكَرُ ذلك عليه، ثمَّ يسير في سبعين ألفٍ نحو العراق والكوفة والبصرة، ثمَّ يدور الأمصار والأقطار، ويَحِلُّ عُرى الإسلام عروةً بعد عروةً، ويَقْتُل أهل العلم، ويَخرِق المصاحف، ويُخرِّب المساجد، ويستبيح الحرام، ويأمر بضرب الملاهي والمزاهر في الأسواق، والشرب على قوارع الطرق، ويُحِلُّ لهم الفواحش، ويحرِّم عليهم كلَّ ما افترضه الله عزَّ وجلَّ عليهم من الفرائض، ولا يرتدع عن الظلم والفجور، بل يزداد تَمرُّداً وعتوُّاً وطغياناً، ويَقتُل من كان اسمه محمَّداً، وأحمدَ، وعليِّاً، وجعفرَ، وحمزةَ، وحسناً، وحسيناً، وفاطمة، وزينب، ورقيَّة، وأُمَّ كلثوم، وخديجة، وعاتكة، حنقاً وبغضاً لبيت آل رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، [قال]: ثمَّ يبعث فيجمع الأطفال، ويغلي الزيت لهم، فيقولون: إن كان آباؤنا عَصوْك فنحن ما ذنبنا؟ فيأخذ منهم اثنين اسمهما: حسناً وحسيناً، فيصلبهما [قال]: ثمَّ يسير إلى الكوفة، فيفعل بهم كما فعله بالأطفال، ويَصلِب على بابِ مسجدٍ طفلين، أسماؤهما: حسن، وحسين، فتغلي دماؤهما كما غلى دمُ يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، فإذا رأى ذلك أيقن بالهلاك والبلاء، فيخرج هارباً منها، متوجِّهاً إلى الشام، فلا يرى في طريقه أحداً يخالفه، فإذا دخل دمشق اعتكف على شرب الخمر والمعاصي، ويأمر أصحابه بذلك، [قال]: ويخرج السفياني وبيده حربةٌ، فيأخذ امرأةً حاملاً، فيدفعها إلى بعض أصحابه، ويقول: افجر بها في وسط الطريق، فيفعل ذلك، ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أُمَّه، فلا يقدر أحدٌ أن يغيِّر ذلك، فتضطرب الملائكة في السماء، فيأمر الله عزَّ وجلَّ جبريل (عليه السلام) فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أُمَّة محمَّد، قد جاءكم الغوث يا أُمَّة محمَّد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي (عليه السلام)، خارج من مكَّة، فأجيبوه.
ثمَّ ذكر أوصاف الإمام (عليه السلام)، واسمه، وذكر أوصاف أصحابه وعددهم، وذكر أوصاف السيِّد الحسني الذي يبايع هو وأصحابه معه، بعدما يرون منه المعجزة والكرامة، إلى أن يقول:
وتقع الضجَّة بالشام: ألا إنَّ أعراب الحجاز قد خرجوا إليكم، فيجتمعون إلى السفياني بدمشق، فيقولون: أعراب الحجاز قد جمعوا علينا، فيقول السفياني لأصحابه: ما تقولون في هؤلاء القوم؟ فيقولون: هم أصحاب نبلٍ وإبلٍ، ونحن أصحاب العدِّة والسلاح، اخرج بنا إليهم، فيرونه قد جَبُنَ، وهو عالمٌ بما يُراد منه، فلا يزالون به حتَّى يُخرجوه، فيخرج بخيله ورجاله وجيشه، في مئتي ألفٍ وستِّين ألفاً، حتَّى ينزلوا ببحيرة طبريِّة، فيسير المهدي (عليه السلام) بمن معه، لا يُحدث في بلدٍ حادثةً إلاَّ الأمن والأمان والبُشرى، وعن يمينه جبريل، وعن شماله ميكائيل (عليهما السلام)، والناس يلحقونه من الآفاق، حتَّى يلحقوا السفياني على بحيرة طبريِّة، ويغضب الله عزَّ وجلَّ على السفياني وجيشه، ويغضب سائر خلقه عليهم، حتَّى الطير في السماء فترميهم بأجنحتها، وإنَّ الجبال لترميهم بصخورها، فتكون وقعةٌ يُهلِك الله فيها جيش السفياني، ويمضي هارباً، فيأخذه رجلٌ من الموالي اسمه صباح، فيأتي به إلى المهدي (عليه السلام) وهو يصلِّي العشاء الآخرة فيُبشِّره، فيخفف في الصلاة ويخرج، ويكون السفياني قد جُعلت عمامته في عنقه وسُحِب، فيوقفه بين يديه، فيقول السفياني للمهدي: يا بن عمّي، مُنَّ عليَّ بالحياة أكون سيفاً بين يديك، وأجاهدُ أعداءك، والمهدي جالس بين أصحابه، وهو أَحْيى من عذراء، فيقول: خَلُّوه، فيقول أصحاب المهدي: يا بن بنت رسول الله تَمُنُّ عليه بالحياة وقد قتلَ أولاد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟! ما نصبر على ذلك، فيقول: شأنكم وإيَّاه، اصنعوا به ما شئتم، وقد كان خلاَّه وأفلته، فيلحقه صباح في جماعةٍ إلى عند السدرة، فيضجعه ويذبحه، ويأخذ رأسه، ويأتي به المهدي، فينظر شيعته إلى الرأس، فيكبِّرون ويهلِّلون، ويحمدون الله تعالى على ذلك، ثمَّ يأمر المهدي بدفنه). الحديث.
وله بقيَّة، وقد تركنا من أوَّل الحديث ووسطه وآخره، وذكرنا ما هو راجع إلى السفياني، والحديث بتمامه وكماله ذكرناه في رقم (١٦) من الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد سيِّدة النساء فاطمة (عليها السلام)، في الباب (٥)، وهو حديث مفصَّل لم يُذكر في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) حديث بهذا التفصيل، وقد ذُكر مضامينه في أحاديث منفردة ذكرنا كلَّ حديثٍ في بابه هذا وآثار الصحَّة في الحديث لائحةٌ، وقد رُويَ مضامين هذا الحديث عن أمير المؤمنين وعن أولاده المعصومين (عليهم السلام).
٣٦- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠، نقلاً من فتن نعيم، بسنده عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا اختلف أصحاب الرايات السود خُسِف بقريةٍ من قُرى أرم، ويَسقُط جانبُ مسجدها الغربي، ثمَّ يخرج بالشام ثلاث رايات: الأصهب، والابقع، والسفياني، فيخرج السفياني من الشام، والابقع من مصر، فيظهر السفياني عليهم).
* بيان:
في معجم البلدان قال: إرم، قيل: هي الإسكندريِّة، وقيل: دمشق، وأُرم بالضم: صَقْع وبلدة من نواحي طبرستان، وأهلها شيعة، وأُرْم: بالضم والسكون، صَقْع بأذربيجان، وقيل غير ذلك.
٣٧- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٧، نقلاً من فتن نعيم، قال: أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:
(إنَّ لأهل البيت بينكم أمارات، فالزموا الأرض حتَّى ينساب الترك في خلافة رجلٍ ضعيف! فَيُخلع بعد سنتين من بيعته، ويخالف الترك بالروم، ويخسف بغربي مسجد دمشق، ويخرج ثلاثةُ نفرٍ بالشام، ويأتي هلاك مُلْكِهم من حيث بدأ، ويكون بدء الترك بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيتبع عبد الله عبد الله، فيلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر، فيكون قتالٌ عظيمٌ، ويسير صاحب المغرب، فيقتُل الرجال، ويسبي النساء، ثمَّ يرجع في قيسٍ، حتَّى ينزل الجزيرة إلى السفياني، فيتبع اليماني، فيقتل قيساً بأريحا، ويحوز السفياني ما جمعوا، ثمَّ يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يظهر السفياني بالشام على الرايات الثلاث، ثمَّ يكون كلُّهم وقعةٌ بقرقيسياء عظيمة، ثمَّ ينفتقُ عليهم فتقٌ من خلفهم، فيقتل طائفة منهم حتَّى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل، فلا تمرُّ بشيءٍ إلاَّ أهلكته وهدمته، حتَّى يدخلوا الكوفة، فيقتلون شيعة آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يطلبون أهل خُراسان في كلِّ وجهٍ، ويخرج أهلُ خُراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه).
المؤلِّف:
تقدَّم أحاديثُ فيها إشارة إلى جيش السفياني بالإجمال، وفي هذا الحديث بيَّن بعض أحواله أكثر من غيره، فبه يُعرف إجمال الأحاديث السابقة في أحاديث جيش السفياني في رقم (٩)، وفي غيره.
المؤلِّف:
قرقيسيا: بلدةٌ على نهر الخابور قربَ الرحبة، على ستَّة فراسخ، وعندها مصبُّ نهر الخابور في الفرات، فهي بين الخابور والفرات.
وأمَّا خُراسان: فهي اسم مقاطعة كبيرة واسعة، أحد حدودها العراق، وحدُّها الآخر ممَّا يلي الهند، سمِّيت بخراسان باسم أحد أولاد سام بن نوح (عليه السلام)، وفُتِحت في زمان عثمان بن عفان، وكان الفاتح لها عبد الله بن عامر بن كَرِيز، من معجم البلدان، ج٣، ص٤٠٧.
وقد أخرج الحديث المتقدِّم - حديث عمَّار - في عقد الدُّرر، الحديث (٦٩)، من الباب (٤) من الفصل الأوَّل، وفي لفظه زيادةٌ واختلافٌ، وإليك لفظه في الحديث الآتي.
٣٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٦٩)، من الباب (٤) من الفصل الأوَّل عن عمَّار بن ياسر (رض)، قال:
(إذا انسابت عليكم التُّرك، وجهَّزت الجيوش إليكم، وماتَ خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويَستخلِفُ من بعده رجلاً ضعيفاً، فَيُخلع بعد سنتين، وتخالف الروم والترك، وتظهر الحروب في الأرض، ويُنادي منادي على سورِ دمشق: ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، ويُخسف بِغَربِ مسجدِها، حتَّى يَخرَّ حائِطُها، ويخرج ثلاثةُ نفرٍ بالشام كلُّهم يطلب المُلْك، رجلٌ أبقع، ورجلٌ أصهب، ورجلٌ من أهلِ بيتِ أبي سفيان، يَخرجُ ومعه كَلْب، ويَحصر الناس بدمشق، ويخرج أهل المغرب، وينحدرون إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قَبْل ذلك مَن يدعوا لآل محمَّد، وينزل الترك الجزيرة، وينزل الروم فلسطين، ويقبل صاحب المغرب فَيقتُل الرجال، ويسبي النساء، ثمَّ يسير حتَّى يَنزِلَ الجزيرةَ إلى السفياني).
أخرجه أبو عمرو الداني في سُننه.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر في الحديث (٨١)، من الباب (٤)، حديثاً فيه بعض مضامين هذا الحديث، ويمرُّ عليك الحديث في رقم (٣٧) من هذا الباب، والحديث عن عمَّار بن ياسر أيضاً.
المؤلِّف:
وأخرج في عقد الدُّرر، الحديث (٧٣)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أبي جعفر محمَّد بن علي الباقر (عليهما السلام) قال [مخاطباً لجابر]:
(الزم الأرض، ولا تُحرِّك يداً ولا رجلاً، حتَّى ترى علاماتٍ أذكرها لك - وما أراك تُدرك ذلك - اختلاف بني العبَّاس، ومنادٍ يُنادي من السماء، وخَسفُ قريةٍ من قرى الشام، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كلِّ أرضٍ حتَّى تَخرب الشام، ويكون سبب خرابه ثلاثُ راياتٍ، منها رايةُ الأصهب، ورايةُ الأبقع، ورايةُ السفياني).
المؤلِّف:
هذا الحديث يُفسِّر بعض ما في الحديث السابق من الإجمال، وان كان فيه إجمالٌ أيضاً.
٣٩ – وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨١) من الباب الرابع من الفصل الأوَّل، قال: وعن عمَّار بن ياسر قال:
(علامة خروج المهدي انسياب الترك عليكم [أي: دخولهم عليكم]، [أو رجوعهم إليكم]، وأن يموت خليفتكم الذي يجمع لكم الأموال، ويستخلفَ من بعده رجلاً ضعيفاً، فَيُخلع بعد سنتين، ويُخسفُ بغربي مسجدِ دمشق، وخروج ثلاثةِ نفرٍ بالشام، وخروج أهل المغرب إلى مُضر، وتلك أمارة خروج السفياني).
قال أبو قبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام):
(إذا نادى مُنادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون ذِكْره، فلا يكون لهم ذِكْرٌ غيره).
أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتاب الملاحم، وأخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وانتهى حديثه إلى قوله: (فتلك أمارة خروج السفياني).
وأخرجه أبو عمرو الداني في سُننه من حديث عمَّار.
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث من عقد الدُّرر في رقم (٣٦)، عن عمَّار، وفيه زيادةٌ واختلاف، وقال: أخرجه أبو عمرو الداني في سُننه.
٤٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٤، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أرطأة قال:
(يدخل الصخري [وهو السفياني] الكوفة، ثمَّ يبلغه ظهور المهدي بمكَّة، فيبعث إليه من الكوفة بعثاً، فَيُخسف به، فلا ينجو منهم إلاَّ بشيرٌ إلى المهدي، ونذيرٌ يُنْذِر الصخري، فَيُقبل المهدي من مكَّة، والصخري من الكوفة نحو الشام، كأنَّهما فَرَسَا رِهانٍ، فيسبقه الصخري، فيقطع بعثاً آخر من الشام إلى المهدي، فيلقون المهدي بأرض الحجاز فيبايعونه بيعة الهدى، ويُقبلون معه حتَّى ينتهوا إلى حدِّ الشام - الذي بين الشام والحجاز - فَيُقيم بها، ويقال له: أنفذ، فيكره الحجاز، ويقول: أكتبُ إلى ابن عمِّي فإنْ يخلع طاعته، فأنا صاحبكم، فإذا وصل الكتاب إلى الصخري سلَّم له وبايع، وسار المهدي حتَّى ينزل بيت المقدس، فلا يترك المهدي بيد رجلٍ من الشام فتراً من الأرض إلاَّ ردَّها على أهل الذمَّة، وردَّ المسلمين جميعاً إلى الجهاد، فيمكث في ذلك ثلاث سنين، ثمَّ يخرج رجلٌ من كلب [اسم عشيرة] يقال له: كنانة يعينه كوكب في رهطٍ من قومه، حتَّى يأتي الصخري فيقول: بايعناك ونصرناك حتَّى إذا ملكت بايعت عدوَّنا، لَتَخرُجنَّ فلَنُقاتِلنَّ، فيقول: فيمن أخرج؟ فيقول: لا تبقى عامريِّة أُمُّها أكبر منك إلاَّ لحقتك، ولا يتخلَّفُ عنك ذاتُ خُفٍّ ولا ظَلَفٍ، فيرحل، وترحل معه عامر بأسرها، حتَّى ينزل بيسان(١) ويوجِّه إليهم المهدي رايةً، وأعظمُ رايةٍ في زمان المهدي مئةُ رجلٍ، فينزلون على فاثور إبراهيم، فَتَصفُّ كلبٌ خيلها، وإبلها، وغنمها، فإذا تشامت الخيلان، ولَّت كلبٌ أدبارها، وأُخِذَ الصخري، فيذبح على الصفا - المعترضة على وجه الأرض، عند الكنيسة التي في بطن الوادي، على طرف درج طور زيتا [سينا] القنطرة التي على يمين الوادي، على الصفا المعترضة على وجه الأرض، عليها يُذبح - كما تُذبح الشاة، فالخائب من خاب يوم كلب، حتَّى تُباع الجارية العذراء بثمانية دراهم).
٤١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٢، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الوليد بن مسلم، قال: حدَّثني مُحدِّث:
(أنَّ المهدي والسفياني وكلب [اسم عشيرة] يقتتلون في بيت المقدس، حتَّى يستقيله البيعة، فيُؤتى بالسفياني أسيراً، فيأمر به فَيُذبح على باب الرحمة، ثمَّ تُباع نساؤهم وغنائمهم على درج دمشق).
٤٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٢ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الوليد بن مسلم، عن محمَّد بن علي قال:
(إذا سمع العائذ الذي بمكَّة [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] بالخسف [أي: خسف جيش السفياني في البيداء] خرج [عليه السلام] مع اثني عشر الفاً فيهم الأبدال، حتَّى ينزلوا إيلياء(٢)، فيقول الذي بعث الجيش - حين يبلغه الخبر من بإيلياء -: لعمرو الله لقد جعل الله في هذا الرجل عبرةً، بعثتُ إليه ما بعثت فساخوا في الأرض، إنَّ في هذا لعبرةً وبصيرةً، ويؤدِّي إليه السفياني الطاعة، ثمَّ يخرج، حتَّى يلقى كلباً وهم أخواله، فيُعيِّرونه بما صنع، ويقولون: كساك الله قميصاً فخلعته؟ فيقول: ما ترون أستقيله البيعة؟ فيقولون: نعم، فيأتيه إلى إيلياء فيقول: أقلني، فيقول: إنِّي غير فاعل، فيقول: بلى، فيقول له: أتحبُّ أن أقيلك؟ فيقول: نعم، فيقيله، ثمَّ يقول: هذا رجلٌ خلع طاعتي، فيأمر به عند ذلك فيُذبح على بلاطةِ إيليا، ثمَّ يسير إلى كلب، فالخائب من خاب يوم نهب كلب [أي: يوم نهب عشيرة كلب]).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٦) حديثٌ فيه بعض ألفاظ هذا الحديث، ولعلَّ الحديثين حديث واحد غيَّر فيهما الرواة.
٤٣- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ قال: أخرج نعيم، عن الحكم بن نافع [أنَّه] قال:
(يُقاتل السفياني الترك، ثمَّ يكون استئصالهم على يديِ المهدي [عليه السلام]، وهو أوَّل لواءٍ يعقده المهدي [عليه السلام]، يبعثه إلى الترك).
٤٤- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ من فتن نعيم، ومن سُننن ابن أبي شيبة، قال: رُويَ عن أبي جعفر [الإمام الباقر (عليه السلام)] أنَّه قال:
(إذا ظهر السفياني على الأبقع، والمنصور اليماني، خرج الترك والروم، فيظهر عليهم السفياني).
٤٥- وفي كنز العمَّال أيضاً، ج٦، ص٦٨، من فتن نعيم، أخرج بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(إذا ظهر السفياني على الأبقع، وعلى المنصور، والكِنْدي، والترك، والروم، خرج وسار إلى العراق، ثمَّ يَطلُع القرن، ثمَّ السعا، فعند ذلك هلاك عبد الله، ويُخلع المخلوع، وينسب أقوام في مدينة الزوراء على جهل، فيظهر الأخوص على مدينة الزوراء عُنْوةً، فيقتل بها مقتلةً عظيمةً، ويقتُل ستَّةَ أكبُشٍ من آل عبَّاس، ويذبح فيها ذبحاً صبراً ثمَّ يخرج إلى الكوفة).
٤٦- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن الزهري قال:
(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذٍ يُسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي - قال الزهري: وقالت أسماء بنت عميس: إنَّ أمارةَ ذلك اليوم، أنَّ كفَّاً من السماء مُدلاَّة ينظر إليها الناس).
٤٧- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش ص١٢٧ – ١٢٨ من نور الأبصار قال:
جاء في رواياتٍ: أنَّه عند ظهوره [عليه السلام] يُنادي فوق رأسه مَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فيُذعن له النّاس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يَملكُ الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الّذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خُراسان براياتٍ سود [نصرةً له]، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام - وفي روايةٍ إلى الكوفة، والجمع ممكن - وأنَّ الله يَمُدَّه [يؤيِّده] بثلاثة آلاف من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.
قال السيوطي: وحينئذٍ فُسِّر تأخيرهم إلى هذه المُدَّة إكرامهم بشرف دخولهم في هذه الأُمَّة، أي: وإعانتهم للخليفة الحقَّ.
وأنَّ على مقدِّمةِ جيشه رجلاً من تميم، خفيف اللحية، يقال له: شعيب بن صالح، وأنَّ جبرائيل على مقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته....
وأنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فَيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه السفياني بمَن معه، ويسير إلى السفياني بمن معه، فيكون النُّصرةُ للمهدي [عليه السلام].
ويذبح السفياني، وهو - كما في المسائل الظريفيِّة للشيخ مجدولي -: رجلٌ من ولدِ خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، وبعينه نكتةٌ بيضاء، يخرج من ناحية دمشق وعامَّة من يتبعه من كلب [اسم عشيرة] يفعل الأفاعيل، ويقتل قبيلة قيس، وأنَّ المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، وأسفار التوراة من جبلٍ بالشام، يُحاجُّ به اليهود، فيُسلِم كثيرٌ منهم، وأنَّه يكون بعد موت المهدي القحطاني رجلٌ من أهل اليمن، يعدل في الناس، ويسير فيهم بسيرة المهدي، يمكث مُدَّةً، ثمَّ يُقتل.
المؤلِّف:
أخرج هذا الحديث في مشارق الأنوار، ص١٠٦، وفيه بعض الاختلاف أشرنا إليه وجعلناه بين هلالين، وفيه اختصار في مشارق الأنوار، وأخرج بعضه في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ بلفظ آخر.
٤٨- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤، طبع إسلامبول سنة ١٣٠١هـ قال:
ومن أمارات ظهور الإمام المهدي [عليه السلام] خروج السفياني، وهو يرسل ثلاثين ألفاً إلى مكَّة [لمحاربة الإمام المهدي (عليه السلام)] وفي البيداء [يُخسف بهم] تخسفهم الأرض، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان، وتكون مُدَّة حكمه ثمانيةَ أشهرٍ، وظهور المهدي [عليه السلام] في هذه السنة.
قال مقاتل في تفسيره: والصيحة التي تكون في شهر رمضان، تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي [عليه السلام] عَقِيبَهُ في شوال.
٤٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٥٧)، من الفصل (٣)، قال: وعن أبي عبد الله الحسين بن علي (رضي الله عنهما) أنَّه قال:
(للمهدي [أي: خروج المهدي] خَمْس علامات [تقع قبل ظهوره وفي عصره]: السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكيَّة).
٥٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن عباس أنَّه قال:
(يبعث صاحب المدينة [من طرف السفياني] إلى الهاشميين بمكَّة جيشاً فيهزمونهم [أي: الهاشميين]، فيسمع بذلك الخليفة بالشام، فيقطع إليهم بعثاً فيهم ستمئة غريب [عريف]، فإذا أتوا البيداء فينزلها في ليلةٍ مُقمرِة، أقبل راعي ينظر إليهم ويعجب [من كثرتهم] ويقول: يا ويحَ أهل مكَّة ما جاءهم! فينصرف إلى غنمه، ثمَّ يرجع [إليهم] فلا يرى أحداً، فإذا هم قد خُسف بهم، فيقول: سبحان الله ارتحلوا في ساعةٍ واحدةٍ! فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خُسف ببعضها، وبعضها على ظهر الأرض، فيعالجها، فيعلم أنَّه قد خُسف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة فيُبشِّره، فيقول صاحب مكَّة: الحمد لله هذه العلامة التي كنتم تُخْبَرُون، فيسيرون إلى الشام).
المؤلِّف:
ثمَّ يروي في العرف الوردي حديثاً آخر يأتي في رقم (٤٨) فراجعه فإنَّ فيه الإستفادة وفهم الحديث.
٥١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ قال: رويَ عن أبي قبيل أنَّه قال:
(لا يَفلِت منهم أحدٌ [من جيشٍ أرسله السفياني لمحاربة الهاشميِّين بمكَّة] إلاَّ بشيرٌ ونذيرٌ، فأمَّا الذي هو بشير فإنَّه يأتي المهدي - بمكَّة - وأصحابه، فيخبرهم بما كان من أمرهم [أي: خَسفِهم في البيداء] والثاني [النذير] يأتي السفياني فيُخبِرَه بما يؤول بأصحابه، [وهو خسفهم في البيداء] [قال]: وهما [أي: البشير والنذير] رجلانِ من كلب [أي: من عشيرة كلب]).
٥٢- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨، نقلاً من فتن نعيم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنَّه قال:
(إذا بلغ السفياني قتلَ النفس الزكيَّة - وهو الذي كُتِب عليه - فهرب عامَّة المسلمين من حرم رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إلى حرم الله تعالى بمكَّة، فإذا بلغه [السفياني] ذلك؛ بعث جُنداً إلى المدينة [ومنها إلى مكَّة] عليهم رجلٌ من كلب [أي: من عشيرة كلب] حتَّى إذا بلغوا البيداء خُسِف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان من كلب اسمهما وبر ووبير، تحوَّل وجوههما في أقفيتهما).
٥٣- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، أخرج حديثاً فيه مضامين الحديث المتقدَّم، وهذا نصُّه، قال:
(يعوذ عائذٌ في البيت [أي: بيت الله الحرام] فيبعث إليه جيش، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم فلم يَفلِت منهم إلاَّ رجلٌ يُخبِر عنهم).
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ الراوي أو الطابع اشتبها، فأرادا أنْ يقولا: رجُلين - كما في الحديثين السابقين - فاشتبها فقالا: رجل، أو أرادا من الرجل: المُخبِر، وهما رجلان، وأمَّا النفس الزكيَّة - المقتول ظلماً - فقد ذكرنا بعض أحواله في باب النداء السمائي في الباب (٢٣)، فلا نعيده هنا.
٥٤- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٤، أخرج بسنده عن نعيم بن حمَّاد، عن الزهري [أنَّه] قال:
يخرج المهدي بعد الخسف في ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً عدد أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي جُنَّتهم البرادع [قال]: ويقال: إنَّه يُسمع يومئذٍ صوت من السماء يُنادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي - فتكون الدائرة على أصحاب السفياني، فيقتلون لا يبقى منهم إلاَّ الشريد، فيهربون إلى السفياني فيُخبِرونه، ويخرج المهدي إلى الشام، فيتلقى السفياني المهدي ببيعته، ويُسارع الناس إليه من كلِّ وجهٍ، ويملأ الأرض عدلاً.
المؤلِّف:
أخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٤٢، ما أخرجه السيوطي في العرف الوردي، ولفظُه يساوي لفظَه، غير أنَّه قال بعد قوله: (وجُنَّتهم البرادع) قال:
إنَّه يؤمئذٍ يُسمع صوتٌ من السماء، منادياً يُنادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان [أي: المهدي] فتكون الدائرة على أصحاب السفياني.
وقال في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨ من فتن نعيم عن الزهري، قال:
إذا التقى السفياني والمهدي للقتال، يُسمع صوتٌ من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي -. فعليه قول السيوطي: فيقال: (إنَّه يُسمع يومئذٍ صوتٌ) فيه اشتباه من الراوي، أو الطابع، أو من السيوطي.
٥٥- وفي مشارق الأنوار، ص١٠٢ من الفصل الأوَّل، من الباب الرابع قال:
السفياني رجلٌ من ذُريِّة أبي سفيان بن حرب الأُموي، يظهر أوَّلاً باليمن، ويسير بالنّاس سيرةً حسنةً، إلى أن يظهر أمره ويستقرَّ شأنُه، ثمَّ ينعكس على الناس بشؤم، فيقتل أهل الأسواق، ويحتقر بالصلحاء، والعلماء والأعيان، ويسير في الناس سيرةً سيِّئةً، ويخرج بجيوشٍ عظيمةٍ هائلةٍ، إلى أن ينتهي إلى الشام، ويجتمع عليه قبيلة تُسمَّى بنو كلب [وهم] أخواله، وهم أكثر الناس عدداً.
قال القرطبي في تذكرته: وعندما يصل السفياني إلى الشام يبعث جيشاً إلى الكوفة، فيه خمسة عشر ألف فارس، ويبعث جيشاً آخر إلى مكَّة؛ لمحاربة المهدي ومن معه.
فأمَّا الجيش الأوَّل: فإنَّه يصل إلى الكوفة فيتغلَّب عليها، ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال ويقتل الرجال، ويأخذ ما يجد فيها من الأموال، ثمَّ يرجع، فتقوم ضجَّة بالمشرق، فيتبعهم أمير من أُمراء بني تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من السبي ويردَّه إلى الكوفة.
وأمَّا الجيش الثاني: فإنَّه يصل إلى مدينة الرسول (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيقاتلونها ثلاثة أيَّام، ثمَّ يدخلونها عُنْوةً ويسبون ما فيها من الأهل والوِلْد، ثمَّ يسير نحو مكَّة لمحاربة المهدي ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسخهم الله [خسف بهم الله أجمعين]، وذلك قول الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيب).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف أوضحَ حديثاً رويَ في أحوال السفياني مع اختصاره، وقال في مشارق الأنوار - بعد نقله الحديث المتقدَّم -: وأمَّا السفياني فيبعث جيشاً من الشام [أي: لمحاربة الإمام المهدي (عليه السلام)] فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه.
وقال في مشارق الأنوار: السفياني هو: رجلٌ من وِلد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخم الهامة، بوجهه الجدري، وبعينه نكتة بيضاء، يخرج من ناحية دمشق، وعامَّة من يتبعه من بني كلب [وهم أخواله]، يفعل الأفاعيل، ويقتل قبيلة قيس، فيريح الله المسلمين منه بظهور المهدي (عليه السلام).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٢٥)، من الباب (٤)، وفيه زيادةٌ عمَّا تقدَّم، وقد تقدَّم الحديث في رقم (٥)، ورقم (٦) بألفاظ مختلفة، راجع واغتنم.
٥٦- وفي مشارق الأنوار، ص١٠٢ من الفصل الأوَّل، من الباب (٤)، قال: ذكر النسفي:
أنَّ أصحاب السفياني [يكونون] ثلاثُ فِرقٌ، فِرقةٌ تبقى بالكوفة، وفِرقةٌ تسير نحو الري، وفِرقةٌ تأتي المدينة [أي: المدينة المنورة]، وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون المدينة فيدخلونها، فيُقتل بالمدينة مقتلةٌ عظيمةٌ، حتَّى يبلغ الدم الرأس المقطوعة.
ويُقتل من أهل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) جماعة، منهم رجل وامرأة، اسم الرجل: محمَّد، واسم المرأة: فاطمة، ويطلقونهما عاريِّين؛ فعند ذلك يشتدُّ غضب الله عليهم، ويبلغ الخبر المهدي، فيخرج في ثلاثين رجلاً، فيبلغ المؤمنين [أي: في العالم بواسطة النداء السمائي، أو غيره] فيأتونه من أقطار الأرض [بطيِّ الأرض، أو غيره] ويَحنُّون إليه كما تَحِنُّ الناقة إلى فصيلها [فيُبايعونه بين الركن والمقام].
فإذا فرغ من بيعة الناس بعث خيلاً إلى المدينة عليهم رجلٌ من أهل بيته، فيُقاتل الزهري، فيُقتل من كِلاَ الطرفين [الفريقين] مقتلةً عظيمةً، ويرزق الله وليَّه الهاشمي الظفر، فيَقتُل الزهري، ويقتل أصحابه [وهم بني كلب]، فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة بني كلب، [الذين هم أخوال السفياني] ولو بعقال.
[قال]: فإذا بلغ الخبر [إلى السفياني، بأنَّ الزهري وأصحابه قُتلوا] خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداءَ عسكره وهو يريد قِتالَ وليِّ الله، وخراب بيت الله.
[قال]: فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نَفَرَ فرسُ رجلٍ من العسكر [أي: عسكر السفياني]، فخرج الرجل في طلبه، فبعث الله (فيبعث الله) جبرئيل فضرب الأرض برجله، (فيضرب الأرض برجله) فخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه (فيخسف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه)، ورجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبرئيل (عليه السلام) فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ فيضربه جبرئيل بجناحه فيتحوَّل وجهه مكان القفاء، فيمشي القهقرى.
المؤلِّف:
انتهى كلام مؤلِّف مشارق الأنوار، ولا يخفى أنَّ أغلب ما ذكره في مشارق الأنوار أخرجه في نور الأبصار، وأكثر ما في نور الأبصار أخرجه في الفصول المُهمِّة لابن الصبَّاغ، وأخرجه غيره.
ولا يخفى أنَّ عدد أصحاب السفياني أكثر من سبعين ألفٍ، كما في حديث أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج٣، ص١٠٨، الطبعة الأُولى، وقد أخرج أحاديث كثيرة في أحوال السفياني وأصحابه، وفيما يَنزِل بهم، وذكر عدد أصحاب السفياني، وقال: سال الأحنف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وقال:
من أيِّ قوم السفياني؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هو من بني أُميَّة، وأخواله كلب [أي: بنو كلب] وهو [أي: اسمه]: عنبسة بن مُرَّة بن كلب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة بن عبد شمس، أشدّ خلق الله شرّاً، وألعن خلق الله حيّاً وأكثر (خلق الله ظلماً).
فيخرج بخيله وقومه ورَجِلِه وجيشه مئة ألفٍ وسبعون ألفاً، فينزل بُحيرة طبريَّة، فيسير إليه المهدي، عن يمينه جبرائيل، وعن شماله ميكائيل، وعزرائيل أمامه، فيسير بهم في الليل، ويكمُن بالنهار والناس يتَّبعونه، حتَّى يواقع السفياني [أي: يحاربه] على بحيرة طبريَّة.
فيغضب الله على السفياني؛ فترشفهم الطير بأجنحتها، والجبال بصخورها، والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعةٌ حتَّى يُهلك الله أصحاب السفياني كلَّهم، ولا يبقى على الأرض غيره وحده، فيأخذه المهدي فيذبحه، تحت الشجرة التي أغصانها مُدلاَّةٍ على بحيرة طبريَّة، ويملك مدينة دمشق... الحديث.
المؤلِّف:
تقدَّم حديثٌ بهذا المضمون نقلاً من عقد الدُّرر، للشيخ يوسف بن يحيى الشافعي، راجع رقم (٥) من الباب.
٥٧- وفي ضمن حديث مفصَّل أخرجه في عقد الدُّرر، الحديث (١٣٦)، عن جابر الجُعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (... ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعِدَّتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينما هم كذلك إذ أقبلت راياتٌ من نحو خُراسان تطوي المنازل طيِّاً حثيثاً، وهم نفرٌ من أصحاب المهدي عليه السلام، فيخرج رجلٌ من موالي أهل الكوفة في ضعفتها، فيقتله أمير الجيش السفياني بين الكوفة والحيرة، ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة، فيَنْفِر المهدي منها إلى مكَّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنَّ المهدي قد خرج إلى مكَّة، فيبعث جيشاً على أَثَره فلا يُدركه حتَّى يدخل مكَّة خائفاً يترقَّب، على سُنَّةِ موسى بن عمران عليهما السلام، وينزل أمير جيش السفياني بالبيداء، فيُنادي منادٍ من السماء: يا بيداء: أبيدي القوم، فيُخسف بهم، فلا يَفلُت منهم إلاَّ ثلاثةُ نفرٍ يحوِّل الله وجوههم إلى أقفيتهم، وهم كلب، قال: فيجمع الله تعالى للمهدي أصحابه، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً يجمعهم الله على غير ميعاد، وقُزع كقُزعِ الخريف، فيبايعونه بين الركن والمقام، قال: والمهدي يا جابر من ولد الحسين (عليه السلام)...).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث بتفصيله في رقم (٣٤).
٥٨- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١، أخرج حديثاً مفصَّلاً فيه أحوال السفياني والنداء السماوي، ويحتوي على كثيرٍ من مضامين الحديث المتقدَّم في رقم (٥٣)، مع اختلافٍ في ألفاظه، وإليك بعض ألفاظه، وتمام الحديث أخرجناه في أحاديث النداء، رقم (١٧).
أخرج أبو عمرو الداني في سُننه وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إذا خرجت السودان طلبت العرب، ينكشفون حتَّى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال: ببطن الأُردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني، في ستِّين وثلاثمئة راكب، حتَّى يأتي دمشق، فلا يأتي عليه شهر حتَّى يبايعه من كلب [أي: بني كلب] ثلاثون ألفاً، فيبعث جيشاً إلى العراق، فيقتل بالزوراء مئة ألف، وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها؛ فعند ذلك تخرج دابَّةٌ من المشرق، يقودها رجلٌ من تميم يقال له: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة، ويقتلهم، ويخرج جيشٌ آخر من جيوش السفياني إلى المدينة، فينهبونها ثلاثة أيَّامٍ، ثمَّ يسيرون إلى مكَّة، حتَّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عزَّ وجلَّ جبريل عليه السلام، فيقول: يا جبريل: عذِّبهم، فيضربهم برجله ضربةً فيَخِسفُ الله عزَّ وجلَّ بهم، فلا يبقى منهم إلاَّ رجلان، فيقدمان على السفياني، فيخبرانه خسف الجيش، فلا يهوله، ثمَّ إنَّ رجالاً من قريش يهربون إلى قسطنطينيِّة، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن ابعث بهم في المجامع، قال: فيبعث بهم إليه، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق).
قال حُذيفة: حتَّى إنَّه يُطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب [أي: من غيرِ سترٍ] على مجلسٍ مجلس، حتَّى تأتي فَخِذ السفياني فتجلس عليه، وهو في المحراب قاعد، فيقوم رجلٌ من المسلمين، فيقول: ويحكم، أكفرتم بالله بعد إيمانكم، إنَّ هذا لا يَحلُّ فيقوم [السفياني] فيضرب عُنقه في مسجد دمشق، ويَقتُل كلَّ من شايعه على ذلك....
والحديث مُفصَّل أخرجناه بألفاظه كاملاً في باب النداء، في الحديث (١٧)، في الباب (٢٣) من هذا الكتاب.
٥٩- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ نقلاً من المستدرك للصحيحين للحاكم [ج٤، ص٥٢٠، طبع حيدر آباد الدكن] عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يخرج رجلٌ يقال له: السفياني في عُمق دمشق(٣) وعامَّة من يتبعه من كلب [أي: بني كلب] فيَقتُل حتَّى يبقر بطون النساء، ويَقتُل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها، حتَّى لا يمنع [منه] ذنب تلعه، ويخرج رجلٌ من أهل بيتي في الحرَّة [أي: حرَّة المدينة المنوَّرة] فيبلغ السفياني، خروجه [أي: الهاشمي] فيبعث إليه جُنداً من جُنْدِه فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتَّى إذا صار ببيداءَ من الأرض خسُف بهم فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر عنهم).
قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه، أي: البخاري ومسلم.
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٦٥ ما أخرجه الحاكم عن أبي هريرة، ولفظُه يساوي لفظَه، وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٧، أخرج عن الخطيب في المُتَّفِق والمُفْترِق حديثاً عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يحبس الروم على والٍ من عترتي، اسمه يواطئ اسمي، فيقبلون بمكان يقال له: العماق، فيَقتتلِون، فيُقْتَلُ من المسلمين الثلث أو نحو ذلك، ثمَّ يقتتلون يوماً آخر، فيُقتَل من المسلمين نحو ذلك، ثمَّ يقتتلون اليوم الثالث، فيكون على الروم [أي: يغلبونهم] فلا يزالون حتَّى يفتحوا القسطنطينيَّة، فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ: أنَّ الدجَّال قد خلفكم في ذراريكُم).
٦٠- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ من فتن نعيم بسنده عن محمَّد بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(سيكون عائذٌ بمكَّة، يُبعث إليه سبعون ألفاً، عليهم رجلٌ من قيسٍ، حتَّى إذا بلغوا الثنيِّة(٤) دخل آخرهم ولم يخرج منهم أوَّلهم، [أي: خسف بهم أجمع] نادى جبرئيل: يا بيداء: يا بيداء: يا بيداء: - يسمع به مشارقها ومغاربها - خذيهم، فلا خير فيهم، فلا يظهر على هلاكهم إلاَّ راعي غنمٍ في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا، فيُخبِر بهم، فإذا سَمِع العائذ بهم خرج).
المراد بالعائذ: الإمام المهدي (عليه السلام).
٦١- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ نقلاً من فتن نعيم قال: أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة، بعث في طلب أهل خُراسان، ويخرج أهل خُراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ، على مقدِّمته شُعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر(٥) ، فتكون بينهم ملحمةٌ عظيمةٌ، فتظهر الرايات، وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنَّى الناس المهدي ويطلبونه).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧، وفيه زياداتٌ مهمَّة، وإليك نصَّه في رقم (٥٩).
٦٢- وفي العرف الوردي ج٢، ص٦٧ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(إذا هزمت الراياتُ السودُ خيل السفياني - التي فيها شعيب بن صالح - تمنَّى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكَّة ومعه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيصلِّي ركعتين، بعد أن يئس الناس من خروجه؛ لِمَا طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيُّها الناس: ألحَّ البلاء بأُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وبأهل بيته خاصَّة، قُهِرنا وبُغِي علينا).
المؤلِّف:
كأنَّ في لفظ جلال الدين تحريف أصلحناه بالنظر إلى الحديث السابق في رقم (٥٨).
٦٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٠، باب (٩١)، قال:
(إنَّ السفياني يدخل الكوفة فيسبيها ثلاثةَ أيِّام، ويقتل من أهلِها ستِّين ألفاً، ويقيم فيها ثمانية عشر ليلة يقسِّم أموالها).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ الحديث، وفيه زياداتٌ نافعة، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن أرطأة [أنَّه] قال:
(يدخل السفياني الكوفة فيستلَّها (فيسبيها) ثلاثةَ أيَّام، ويَقتل من أهلِها ستِّين ألفاً، ثمَّ يمكث فيها ثمانِ عشرةَ ليلة، يُقسِّم أموالها، ودخول الكوفة بعد ما يُقاتل الترك والروم بقدفنسيا، ثمَّ يَبعث عليهم خَلْفَهُم فِتَن، فتَرجِع طائفةٌ منهم إلى خُراسان، فُيَقتُل - السفياني - ويَهدِم الحصون حتَّى يدخل الكوفة، ويَطلب أهل خُراسان، ويظهر بخُراسان قومٌ تُذعِن إلى المهدي، ثمَّ يبعث السفياني إلى المدينة، فيأخذ قوماً من آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، حتَّى يؤدِّيهم إلى الكوفة، ثمَّ يخرج المهدي ومنصور هاربين، ويبعث السفياني في طلبهما، فإذا بلغ المهدي ومنصور الكوفة، نزل جيش السفياني إليهما فيُخسف بهم [بعد أنْ ينزلوا البيداء] ثمَّ يخرج المهدي [من مكَّة] حتَّى يَمُرَّ بالمدينة، فيستنقذَ من كان فيها من بني هاشم، وتُقبل الراياتُ السودُ حتَّى تنزل على الماء، فيبلُغ مَن بالكوفة مِن أصحاب السفياني نزولهم؛ فيهربون، ثمَّ يَنزِل الكوفةَ، حتَّى يستنقذ مَن فيها من بني هاشم، ثمَّ يخرج قومٌ من سوادِ الكوفة يقال لهم: العصب، ليس معهم سلاح إلاَّ قليل، وفيهم بعض أهل البصرة قد تركوا أصحاب السفياني، فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتَبعَثُ الراياتُ السودُ بالبيعة إلى المهدي (عليه السلام)).
المؤلِّف:
لا يخلو الحديث من تشويش في ألفاظه، وبالتأمُّل في أحاديث الباب يُعرف إجمال هذا الحديث.
٦٤- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٦٤ من فتن نعيم، عن الزهري، أنَّه قال:
(في خروج السفياني تُرى علامات في السماء).
٦٥- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠، أخرج من فتن نعيم، بسندٍ عن علي (عليه السلام)، قال:
(إذا ظهر أمر السفياني لم ينجُ من ذلك البلاء إلاَّ من صبر على الحِصَار).
٦٦- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
(بعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد، فيبلغه فزعه مِن وراء النهر من أرض خُراسان، فتُقبل أهل المشرق عليهم قتلاً، ويذهب نجيهم، فإذا بلغه ذلك بعث جيشاً عظيماً إلى إصطخر، عليهم رجلٌ من بني أُميَّة، فيكون لهم وقعةٌ بتونس، ووقعةٌ بدولاب الريِّ، ووقعةٌ بتخوم زريح، فعند ذلك تُقبل الراياتُ السودُ من خُراسان على جميع الناس، شابٌ من بني هاشم بكفِّه اليُمنى خالٌ، ُسهَّل الله أمره وطريقه، ثمَّ تكون له وقعةٌ بتخوم خُراسان، ويسير الهاشمي في طريق الريِّ، فيبرح رجلٌ من بني تميم من الموالي يقال له: شعيب بن صالح إلى إصطخر، إلى الأُموي، فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاءَ إصطخر، فتكون بينهما ملحمةٌ عظيمةٌ.... عليهم رجلٌ من بني عدي، فيُظهِر الله أنصاره وجنوده، ثمَّ تكون واقعةٌ بالمدائن بعد وقعة الريِّ وفي عاقرقوفا [عاقرقرها] وقعةٌ صلمية، يُخبِر عنها كلُّ ناجٍ [صلمية تحير بها، نسخة] ثمَّ يكون بعدها ذبحٌ [ريح] عظيمٌ ببابل، ووقعةٌ في أرضٍ من أرضِ نصيبين، ثمَّ يخرج على الأحوص قومٌ من سوادهم وهم العُصَب، عامَّتُهم من الكوفة والبصرة، حتَّى يستنقذوا ما في يديه من سبي كوفان).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨ حديثاً آخر بسندٍ عن أبي جعفر (عليه السلام)، فيه بعض مضامين هذا الحديث وهذا نصُّه، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن أبي جعفر [أنَّه] قال:
(يَخرج شابٌّ من بني هاشم، بِكفِّه اليُمنى خالٌ، من خُراسان، براياتٍ سودٍ، بين يديه شعيب بن صالح، يُقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم).
وتقدَّم في رقم (٥٨) حديثٌ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يحتوي على بعض مضامين هذا الحديث رقم (٦٣)، المروي عن أبي جعفر (عليه السلام).
وأخرجنا في الأحاديث المُبيِّنة لمحلِّ خروج الإمام (عليه السلام)، رقم (٢٢)، حديثاً مفصَّلاً يَذكر فيه:
أنَّه (عليه السلام) في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، لا في كفِّه؛ ولعلَّ ذلك حديث آخر والله أعلم.
المؤلِّف:
وأخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩ حديثاً آخر فيه مضامين الحديث المتقدَّم، وفيه تحريفٌ على الظاهر؛ لبعضِ كلماتِ الحديث، وهذا نصُّه:
في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(تخرج راياتٌ سودٌ تُقاتل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليُسرى خالٌ، وعلى مُقدِّمته رجلٌ من تميم يدعى: شعيب بن صالح، فيهزم أصحابه).
المؤلِّف:
لعلَّ الراوي أراد أن يقول: في كفِّه اليُمنى فغلط فقال: في كفِّه اليُسرى.
٦٧- وفي الفصول المُهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، طبع النجف الأشرف، أخرج بسنده عن علي بن يزيد الأزدي، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام):
(بين يديِّ القائم موتٌ أحمر، وموتٌ أبيضٌ، وجرادٌ في حينه، وفي غيرِ حينه، كألوان الدم، فأمَّا الموتُ الأحمر: فالسيف، وأمَّا الموتُ الأبيض: فالطاعون).
[ثمَّ قال]: وعن جابر الجُعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي:
(إلزم الأرض، ولا تحرِّك يداً ولا رجلاً، حتَّى ترى علاماتٍ أذكرها - وما أراك تُدرك ذلك -: اختلاف بني العبَّاس، ومنادٍ يُنادي من السماء، وخسفُ قريةٍ من قُرى الشام تسمَّى الجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ أرضٍ، حتَّى تَخرَب الشام، ويكون خرابُها اجتماع ثلاثِ راياتٍ فيها: رايةُ الأصهب، ورايةُ الأبقع، وراية السفياني).
وأمَّا السنَة التي يقوم فيها القائم، واليوم الذي يُبعث فيه، فقد جاءت فيه آثارٌ، وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله [الصادق (عليه السلام)] [أنَّه] قال:
(لا يخرج القائم إلاَّ في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، عن نعيم بنت حمَّاد، عن كعب قال:
(إذا دارت رحى بني العبَّاس، وربط أصحابُ الراياتِ خيولهم بزيتون الشام، ويُهْلِك الله لهم الأصهب، ويقتله وعامَّة أهل بيته على أيديهم، حتَّى لا يَبْقى امرؤٌ منهم إلاَّ هاربٌ أو مختفٍ، ويَسقط الشعبتان: بنو جعفر، وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويَخرج البَربر إلى سرة الشام؛ فهو علامةُ خروج المهدي).
٦٨- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٤ ص٢١٥، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة [أنَّها] قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرج من بني هاشم، فيأتي مكَّة، فيستخرِجُه الناس من بيته، بين الركن والمقام، [فيبايعونه] فيُجهَّز إليه جزء من الشام، [من شخصٍ] أخواله من [بني] كلب، فيُجهِّز إليه [المهدي (عليه السلام)] جيش، فيهزمهم الله، فتكون الدائرةُ عليهم، فذلك يومُ كلب [أي: يوم مغلوبيَّة بني كلب، أصحاب السفياني] الخائب من خابَ غنيمةِ كلب [أي: من غنيمة بني كلب المغلوبين] فيَستفتِح [الإمام المهدي (عليه السلام)] الكنوز [التي بمكَّة] ويُقسِّم الأموال ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع، أو قال: تسع).
رواه في المعجم الأوسط الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
المؤلِّف:
عرفنا بهذا الحديث الشريف المُراد من يوم كلب، المشار إليه في كثير من الأخبار، وعرفنا أنَّ الكنوز التي يُقسِّمها الإمام هي كنوز مكَّة التي أراد عمر بن الخطاب أن يُقسِّمها فمنعه من ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال له:
(سيأتي من يُقسِّمها في آخر الزمان).
وهذا الحديث أخرجناه في كتابنا (علي والخلفاء)، طبع النجف الأشرف، وسيمُرُّ عليك إنْ شاء الله تعالى في رقم (٦٩) حديث عن أُمِّ سلمة بمعنى هذا الحديث، مع اختلافٍ في بعض ألفاظه.
٦٩- وفي الجمع بين الصحاح الستَّة، أخرج بإسناده عن أُمِّ سلمة زوج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَث إليه بَعثٌ من الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك؛ أتاه أبدال الشام، وعصائب أهلِ العراق، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قريش [وهو السفياني] أخواله كلب، [أي: بنو كلب] فيبعث إليهم بعثاً فيَظهَرون عليهم، وذلك بَعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم [الإمام المهدي (عليه السلام)] المالَ، ويعملُ في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيَلبَث سبعَ سنين).
قال: وقال بعض الرواة - عن هشام -: [يلبث] (تسعَ سنين).
المؤلِّف:
تقدَّم أحاديثُ عديدة بمضمون هذا الحديث، وهذا الحديث أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٦٩٧، نقلاً من الجمع بين الصحاح الستَّة، ونحن أخرجناه منه لاختلافه في بعض ألفاظه مع ما تقدَّم.
وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٢، نقلاً من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، حديثاً عن أُمِّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولفظه يُساوي ما في الجمع بين الصحاح الستَّة إلاَّ في بعض ألفاظه، والظاهر أنَّ ذلك من الطابع أو من الرواة، وزاد في آخره: (ثمَّ يُتَوفَّى ويُصلِّي عليه المسلمون).
المؤلِّف:
ورد في الأحاديث المرويِّة عن الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وعن أهل البيت (عليهم السلام): أنَّه (عليه السلام) يُقتل، وتَقتُله امرأة.
٧٠- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٩٠، عن ابن عباس، أنَّ معاوية قال له:
(هل لكم دولةٌ؟ قال: نعم، وذلك في آخر الزمان، قال [معاوية]: فمن أنصاركم؟ قال: أهل خراسان، قال [ابن عباس]: ولبني أُميَّة من بني هاشم نَطَحات، ولبني هاشم من بني أُميَّة نَطَحات، ثمَّ يخرج السفياني).
نعيم، أي: أخرجه نعيم في الفتن.
٧١- وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشافعي، ج٢، ص١٧٩، المطبوع بمصر - في أربعة أجزاء - قال: ومن خطبه له (عليه السلام) - التي أخرجها السيِّد الرضي قدِّس سرُّه - [قال: (عليه السلام)]
(فانظروا أهلَ بيتِ نبيِّكم، فإنْ لَبَدوا فالبِدوا، وإنْ استنصروكم فانصروهم، فلَيُفَرِجَنَّ الله الفتنة برجلٍ منَّا أهلَ البيت بأبي ابن خِيَرة الإماء، لا يعطيهم إلاَّ السيف، هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتِقِه ثمانيةَ أشهرٍ حتَّى تقول قُريشٌ: لو كان هذا من وُلد فاطمةَ لرحِمنا، يُغريه الله ببني أُميَّة حتَّى يجعلهم حُطاماً ورفاتاً، (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً).
قال ابن أبي الحديد: فإن قيل: فمَن يكون من بني أُميَّة في ذلك الوقت موجوداً؟ حتَّى يقول (عليه السلام) في حقِّهم وفي أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم، حتَّى يَوَدُّوا لو أنَّ علياً (عليه السلام) كان المتولِّي لأمرهم عوضاً عنه (عليه السلام)؟.
فأجاب بجوابٍ لا نحتاج إليه، بل الجواب: أنَّ في عصره وعند ظهوره يخرج السفياني، ويستولي على كثيرٍ من بلادِ المسلمين، ويفعل ما يُقرح القلوب، ولو راجعت أحوال السفياني في هذا الباب لظهر لك الجواب؛ وعرفت أنَّه (عليه السلام) إنَّما ينتقم من السفياني وهو من بني أُميَّة، وينتقم من أتباعه، ويَقتُل منهم مقتلةً عظيمةً حتَّى يقولوا لو كان هذا من وُلد فاطمة لرحِمنا.
وقد ذكر ابن أبي الحديد هذا الجواب في آخر كلامه وقال: ورد في الأخبار أنَّه يخرج رجلٌ اسمه محمَّد، ويكون خروجه بعد أنْ يستولي - على كثير من ممالك الإسلام - مَلِكٌ من أعقاب بني أُميَّة، وهو السفياني الموعود به في الأحاديث النبويَّة، وهو من وُلد أبي سفيان بن حرب بن أُميَّة، وأنَّ الإمام (عليه السلام) يقتُلَه ويقتُل أشياعه من بني أُميَّة وغيرهم.

البَابُ السَادسُ والعِشرُون

١- في كتاب عقد الدُّرر، الحديث (١٠٧) من الباب الرابع، أخرج بسنده عن أبي جعفر [محمَّد بن علي الباقر (عليه السلام)] أنَّه قال:
(يظهر المهدي [عليه السلام] في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِل فيه [جدِّه] الحسينُ بن علي [عليهما السلام] [قال]: وكأنَّي به يومَ السبت العاشر من المُحرَّم قائمٌ بين الركن والمقام، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ويصير إليه شيعته [أي: أتباعه إليه] من أطرافِ الأرض، تطوي لهم طيَّاً، حتَّى يُبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً).
المؤلِّف:
ذكر ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين بعد ذكره أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) بهامش ص١٢٩ من نور الأبصار وقال: في كلام المجدولي، (إنَّ ظهوره [عليه السلام] يكون في يوم عاشوراء).
المؤلِّف:
في كتاب كشف الأستار، ص١٨١، عن محمَّد بن مسلم قال: سأل رجل أبا عبد الله [الصادق (عليه السلام)] متى يظهر قائمكم؟ قال (عليه السلام):
(إذا كثُرتِ الغِواية وقلَّت الهداية - [إلى أنَّ يقول (عليه السلام)] -: فعند ذلك يُنادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهرِ رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء...). الحديث.
٢- وفي إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين، تأليف الشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي المُتوفَّى سنة ١٢٠٦ هـ، المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي قال: في هامش ص١٢٩، طبعة مصر سنة ١٣٢٢، ورد في بعض الآثار أنَّه (عليه السلام) يخرج في وترٍ من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع وأنَّه (عليه السلام) بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود [منها] إلى الأمصار، وأنَّ السنَة من سِنِيِّه تكون مقدار عشرَ سنين، وأنَّ سلطانه يبلُغ المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى خرابٌ في الأرض إلاَّ عمَّره. [ثمَّ ذكر أموراً غيرها].
المؤلِّف:
إنَّ محمَّد بن الصبَّان أخذ ما بيَّنه من الشبلنجي الشافعي؛ فإنَّه أخرج في كتاب نور الأبصار، ص١٥٥، طبع سنة ١٣٢٢، ما يكون قبل ظهور الإمام، ويوم ظهوره، وسنة ظهوره، ومن جملةِ ما بيَّنه: أنَّ خروج المهدي (عليه السلام) يكون قبل نزول عيسى من السماء وقال:
قد تواترت الأخبار أنَّه (عليه السلام) من أهل بيته، لا من الأُمويِّين، ولا من العبَّاسيِّين، ولا من غيرهم، ثمَّ ذكر ما ذكره ابن الصبَّان، وهذه الأمور وغيرها ذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه (المختصر في أحوال المهدي المنتظر)، وقد عثرنا عليه وعليه خطِّ ابن حجر وإجازته، ونقلنا منها في هذا المختصر - بالمناسبة - في رقم (١٢) من الأحاديث التي تُشير لِما يقع قبل ظهوره (عليه السلام)، وقد وصل أرقامها - إلى يوم (٢٥) من شوال سنة ١٣٨٧ - (٦٦)، وستزيد إنْ شاء الله تعالى.
٣- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، قال: قال مقاتل في تفسيره:
والصيحة التي تكون في شهر رمضان، تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي (عليه السلام) عَقِبَهُ في شوال، [ثمَّ قال]: ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام):
منادٍ يُنادي: إلاَّ إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان [قال]: فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويُبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من الأخيار، كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دارُ مُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألفُ باب.
المؤلِّف:
لا مُنافاة بين هذه الأخبار وبين ما تقدَّم؛ لإمكان التوجيه بينهما.

البَابُ السَابعُ والعِشرُون

١- أخرج الحاكم النيسابوري الشافعي في كتاب مستدرك الصحيحين البخاري ومسلم، ج٤، ص٥٥٤ بسنده المُتَّصل عن أبي الطفيل، عن محمَّد بن الحنفيَّة (عليه السلام) قال:
كنَّا عند علي (عليه السلام) فسأله رجل، عن المهدي (عليه السلام) - أي: سأله عن ظهوره - فقال علي (رضي الله عنه):
(هيهات - ثم عقد بيده سبعاً - فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله [أي وحَّد الله وأنكر غيره] قُتِل، فيجمع الله تعالى له قوماً (أنصاراً) قُزعٌ كقُزِع (الخريف) السحاب، يؤلِّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون (فلا يستوحشون) إلى أحد، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم (بأحد دخل فيهم) (عدَّتهم) على عدَّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوَّلون ولا يُدرِكهم الآخِرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر).
قال أبو الطفيل، قال ابن الحنفية [محمَّد]: أتريده؟ [أي: أتريد ملاقاته؟]، قلت: نعم، قال:
إنَّه يَخرج من بين هذين الخشبتين، قلت: لا جرم والله لا أريهما حتَّى أموت بها - يعني مكَّة - قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [البخاري ومسلم] ولم يخرجاه.
المؤلِّف:
ذكر في نهاية اللغة، ج٣، ص٢٨٣: وفي حديث علي (عليه السلام): (يجتمعون إليه كما يجتمع قُزع الخريف) أي: قطع السحاب المتفرِّقة.
وفيه أيضاً الأخشبان: الجبلان المطيفان (بمكَّة)، وهما: أبو قُبيس، والأحمر. هذا وقد أخرج ابن خلدون ما أخرجه الحاكم مع اختلاف في بعض ألفاظه جعلناه بين هلالين، وذكر ذلك في ج١، ص٢٦٧ ويأتي نصَّه في رقم (٢).
٢- وفي مقدِّمة ابن خلدون، ج١، ص٢٦٧ أيضاً قال: وفي رواية عمَّار الذهبي - وهو شيعي - وثَّقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم.
وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢١٩) من الباب الرابع، وفي الفصل الثاني منه، نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد قال: وعن أبي هريرة أنَّه قال:
(يُبايع للمهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظ نائماً، ولا يُريق دماً).
أخرجه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦، أخرج حديث أبي هريرة، ولفظُه يساوي لفظ عقد الدُّرر، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد.
وأخرجه السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٩، الطبعة الأُولى، عن أبي هريرة قال:
(يُبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يُوقِظُ نائماً، ولا يَهرِيق دماً).
المؤلِّف:
تأمَّل في الحديث حتَّى تعرف الفرق بين لفظ جلال الدين السيوطي، ولفظ السيِّد ابن طاووس (رحمه الله).
٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٧) من الباب (١) قال: وعن أُمِّ سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يُبَايِعُ لِرجلٍ من أُمَّتي - بين الرُّكن والمقام - كعدَّة أهل بدر، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قريش أخواله كلب [اسم عشيرة]، فيهزمهم الله تعالى، قال: وكان يقال: إنَّ الخائب يومئذٍ مَن خاب مِن غنيمة كلب).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.
المؤلِّف:
في الحديث تشويش وتعقيد، يُعرف ذلك بما ذكرناه من الأحاديث التي ذُكرت في باب خسف جيش السفياني، ومنها الحديث (١١٦) من هذا الباب (٢)، ففيه عن أُمِّ سلمة حديثٌ مفصَّل نذكره في رقم (٤) ليُمكن الإشارة إليه.
٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٦) من الباب (٢)، عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال، (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج [المهدي الذي هو] رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيخرجونه وهو كارهٌ، فيُبايعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليه بَعثٌ من الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايعونه، ثمَّ ينشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبعث إليهم بعثاً فيَظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخَيبة لمَن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويَحمِل في الناس بُسنِّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بِجِرانه إلى الأرض، فيلبث سبعَ سنين، ثمَّ يُتوفَّى، ويصلِّي عليه المسلمون).
[ثمَّ قال]: أخرج هذا الحديث جماعةٌ من أئمَّة الحديث في كُتبهم.
منهم: أبو داود السجستاني في سُننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننه، وأبو عبد الرحمان النسائي في سُننه، وأبو بكر البيهقي في كتابه البَعْثُ والنشور.
وفي رواية لأبي داود بدلَ: (يلبث سبعَ سنين)، قال: (يلبث تسعَ سنين).
ومنهم: ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق، ص١٠٢ وسيمرُّ عليك لفظه في رقم (٧).
المؤلِّف:
في الأحاديث التي تقع قَبل ظهور الإمام، وفي عصره في الباب (٣٠)، أخرجنا الحديث من كُتبٍ عديدةٍ بألفاظٍ مختلفةٍ مفصَّلةٍ ومختصرة وإليك الإشارة إلى بعض مصادره بالاختصار فإن أحببت فراجعها.
منها: ما في كتاب البيان في، ص٣١٧.
ومنها: ما في غاية المرام، ص٦٩٧.
ومنها: ما في تاريخ ابن أعثم الكوفي.
ومنها: ما في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦ لعلي المتَّقي الحنفي.

ومنها: ما في ينابيع المودَّة، ص٤٣١، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، وألفاظ الجميع مذكورة في باب الأحاديث التي تقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وبعد ظهوره، في الباب (٣١)، فلا نُطيل الكلام بإخراجها.
وقد أخرجه علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٦، ص٣٢، ولفظه يَقرب لفظ عقد الدُّرر في الحديث (١١٦) الذي رواه عن أُمِّ سلمة، وفيه اختلاف؛ ولذلك نذكره في رقم (٢٦) من هذا الباب، فراجعه واغتنم.
وبالتأمُّل في الحديث رقم (٤) تَعرف النقص الذي وقع في الحديث رقم (٣) وسبَّب تشويش الحديث.
٥- وفي كتاب العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي (عليه السلام)، تأليف جلال الدين السيوطي الشافعي، في ج٢، ص٦١ قال: أخرج الطبراني في الأوسط، والحاكم، عن أُمِّ سلمة [أنَّها] قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يُبايِعُ لرجلٍ بين الركن والمقام عدَّةُ أهل بدر، فيأتيه عصائب أهل العراق، وأبدال أهل الشام، فيَغزو جيش من أهل الشام، حتَّى انتهوا بالبيداء خُسِف بهم).
المؤلِّف:
اختصر جلال الدين الحديث، وذكره بمعناه، ولم يذكر جميع مصادر الحديث.
المؤلِّف:
يظهر من هذا الحديث الشريف أنَّ جملةَ: (فيغزو جيشٌ من أهل الشام) سقط من الحديث رقم (٤)، فسبَّب تشويش الحديث.
٦- وفي كتاب الفتوحات المكِّية، باب (٣٦٣) قال - عند ذكره أحوال الإمام المهدي المنتظر -:
المهدي من وُلد فاطمة، يوافق اسمه اسم النبي - وإنَّ جدَّه الحسن بن علي بن أبي طالب - يُبايع بين الركن والمقام.
المؤلِّف:
من الممكن أنَّ نقول: أنَّ صاحب الفتوحات اشتبه في قوله: (أنَّ جدَّه الحسن)، أو نقول: أنَّ الطابع اشتبه في النقل؛ فإنَّ عبارة الفتوحات كما نُقل في غير هذا الكتاب هي: (أنَّ جده الحسين)، وإليك نصُّ بعض ما نُقل من الفتوحات:
ففي مشارق الأنوار، ص١٠٤ قال: قال الشيخ القطب الغوث سيِّدي محي الدين بن العربي في الفتوحات: اعلموا أنَّه لا بدَّ من خروج المهدي، لكن لا يَخرج حتَّى تُملأ الأرض جوراً وظلماً؛ فيملأها قسطاً وعدلاً.
وهو من عترة الرسول (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، من وُلد فاطمة، جدُّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام الحسن العسكري، ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن الإمام محمَّد التَّقي - بالتاء - ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمَّد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي، ابن الإمام الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، يُبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يُشبه رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)... الحديث. وله تتمَّة.
وممَّا يؤيِّد أنَّ في طبع الفتوحات وقع الاشتباه، ما نقله في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار، ص١٣١، حيث نقل ما ذكره في الفتوحات وقال:
قال: إنَّ جدَّه الحسين، ووالده الحسن العسكري، إلى آخر الحديث المذكور في مشارق الأنوار، وقال في إسعاف الراغبين بهامش ص١٢٩ من نور الأبصار: إنَّه [عليه السلام] بعد أنَّ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.
وذكر الشبلنجي في نور الأبصار، ص١٥٥ ما ذكره ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين وقال: إنَّه بعد أنْ تُعقد له البيعة (بمكَّة) يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار.
وفي نور الأبصار أيضاً ذكر في ضمن حديث مفصَّل ذكر فيه أشراط ظهوره (عليه السلام) وعلاماته [قال]:
فإنَّه (عليه السلام) إذا ظهر - أو إذا خرج - (أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ثمَّ يقول: أنا بقيِّة الله وخليفته، وحُجَّتُه عليكم، فلا يُسلِّمُ عليه أحدٌ إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّةَ الله في الأرض). الحديث وله تتمَّة.
٧- وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي، ص١٠٢، طبع سنة ١٣٠٨هـ، قال: وصحَّ أنَّه (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيخرج رجلٌ من المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجونه وهو كاره، فيُبايِعونه بين الرُّكن والمقام، ويُبعث إليهم بَعْثٌ من الشام، فيُخسَف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك؛ أتاه أبدال أهل الشام، وعصائب أهل العراق فيُبايِعونه، ثمَّ يَنشأ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبْعَث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يَشهد غنيمةَ كلب، فيُقسِّم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) ويُلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض...).
المؤلِّف:
في النهاية وغيره: الجِران: باطن العنق، ولعلَّ مُراده (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) من هذا البيان: أنَّ الإسلام والمسلمين يَخلُصون من أيدي المنافقين والكافرين، فيستريحون كما تستريح الناقة عند وضعها جِرانِها، وهو: باطن عُنُقها على الأرض.
هذا؛ والحديث الذي أخرجه في الصواعق - هو الحديث المتقدِّم في رقم (٤) - عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وحيث إنَّ الحديث المتقدِّم كان فيه نقصٌ وتحريفٌ وتبديل لبعض كلمات الحديث، أخرجنا الحديث من الصواعق؛ ليُعلمَ به الصحيح من الغلط.
وقد ذكرنا أنَّ هذا الحديث أخرجه جماعةٌ من مؤلِّفي الصحاح الستَّة عند أهل السنَّة، كالترمذي، وابن ماجة، وأبي داوود وغيرهم.
وأخرجه علي المتَّقي في كنز العمُّال، ج٧، ص٣٦ بسنده من كتبٍ عديدةٍ، كمسند أحمد، ومستدرك الحاكم، وسنن أبي داوود، وفي لفظه زيادةٌ عمَّا تقدَّم.
وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ أيضاً، ولفظه ما يأتي في رقم (٨).
٨- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يُبايِعُ لِرجُلٍ من أُمَّتي - بين الركن والمقام - كعدَّةِ أهلِ بدرٍ، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدال الشام، فيأتيهم جيشٌ من الشام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم، ثمَّ يَسير إليه رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائبُ من خاب غنيمةِ كلبٍ [اسم عشيرة]).
(ش، طب، كر عن أُمِّ سلمة).
أي: أخرجه ابن عساكر، ومُحب الدين الطبري في المعجم الكبير، وابن أبي شيبة في مسنده، أو سُننه.
المؤلِّف:
هذا الحديث هو الحديث الذي مرَّ في رقم (٣) مشوشاً؛ لِما فيه من نقصِ جملةِ: (فيأتيهم جيشٌ من الشام) قَبل كلمة: (حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم).
٩- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ قال: روى عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر؛ فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى... وحتى يَهرب صاحبُهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايعُ وهو كارهٌ... يُبايعه مثل عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكن الأرض).
(نعيم بن حمَّاد في الفتن (ك)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه)، أي: أخرجه نعيم والحاكم في المستدرك.
المؤلِّف:
أخرج الحاكم في المستدرك - ج٤، ص٥٠٣، طبع حيدر آباد الدكن - حديث عمرو بن شعيب، وفيه اختلافٌ وزيادةٌ، وهذا نصُّه - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر، فيُنهب الحاجُّ؛ فتكون ملحمةٌ بِمِنى يكثر فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام، فيُبايع وهو كاره، يقال له: إنْ أبيتَ ضربنا عُنقك، يُبايعه مثلُ عدَّةِ أهل بدرٍ، يرضى عنهم ساكنُ السماء، وساكنُ الأرض). وفيه أيضاً حديث آخر.
المؤلِّف:
في العرف الوردي، ج٢، ص٨٢، أخرج الحديث بسندٍ آخر من سُنن أبي عمرو الداني، وفي لفظه زيادةٌ واختلافٌ، ويأتي في رقم (١٧).
١٠- وفي مستدرك الحاكم، ج٤، ص٥٠٤ - بحذف السند - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(يحجُّ الناس معاً، ويُعرِّفون معاً على غيرِ إمامٍ، فبينما هم نزولٌ بِمِنى إذ أخذهم كالكلب؛ فثارت القبائل بعضها إلى بعض واقتتلوا، حتَّى تسيل العقبة دماً [أي: على العقبة] فيفزعون إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي - كأنِّي انظر إلى دموعه (تسيل) - فيقولون: هَلُمَّ فُلْنُبعايك (هَلُمَّ ولَّيناك) فيقول: ويْحَكُم؛ كم مِن عهدٍ نقضتموه (كم من عهدٍ قد نقضتموه)، وكم دمٍ قد سفكتموه (وكم من دمٍ قد سفتكتموه) فيُبَايَع كرهاً، فإذا أدركتموه فبايعوه فإنِّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).
المؤلِّف:
أخرج الحديث السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨ من باب (١٢٤)، ولفظه يَقرُب لفظ الحاكم مع اختلافٍ في بعض ألفاظه أشرنا إليه وجعلناه بين هلالين فلا تغفل.
وأخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٥٢) من الفصل (٣)، ولفظه يساوي لفظ الحاكم مع اختلاف، وقد أخرجناه في أحاديث النداء السماوي قبل ظهور الإمام (عليه السلام) في رقم (٢٣) في الباب (٢٣).
١١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرج المهدي من المدينة إلى مكَّة، فيستخرجه الناس من بينهم، فيُبابعونه بين الركن والمقام، وهو كارهٌ).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في هذا الحديث تعرف الرجل الذي يخرج من المدينة هارباً إلى مكَّة، فإنَّ قتادة أظهر اسمه بلا خوفٍ، ولكنَّ غيره أخفى اسمه وعبَّر عنه بـ (رجلٍ)، وفي الحديث الآتي تعرف المكان الذي يُستخرج منه (بمكَّة) فيُبايَع كرهاً.
١٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٩، باب (١٢٦) قال: وعن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنَّه سمع ابن عباس يقول:
(يبعث الله المهدي بعد أياسٍ [من الناس] وحتى يقول الناس: لا مهدي، وأنصاره من أهل الشام، عدَّتُهم ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدَّة أصحاب بدرٍ، يسيرون إليه من الشام، حتَّى يستخرجوه من بطن مكَّة، من دارٍ عند الصفا، فيُبايعونه كرهاً، فيُصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثمَّ يصعد المنبر).
قال: وروى حديثاً آخر عن أبي ثور وعبد الرزاق وابن معاذ، عن مُعمَّر، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): [قال فيه]:
(تأتيه عَصَائِب العراق، وأبدال الشام، فيُبايعونه بين الركن والمقام).
المؤلِّف:
لا يخفى على المطالع ما في الحديثين من التعقيد والتشويش، وبالمراجعة إلى ما في العرف الوردي، ج٢، ص٨١ تعرف بعض ما في الحديثين من التعقيد والتشويش.
هذا، وقد أخرج في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٨، باب (١٢٥) أيضاً:
[أنَّ المهدي (عليه السلام)] ليُسْتَخْرَج كارهاً، [وهو] من وُلد فاطمة (عليها السلام)، فيُبايع [أي: يستخرج من داره بمكَّة].
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١ قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن قتادةَ [أنَّه] قال:
(يُجاء إلى المهدي وهو في بيته، والناس في فتنةٍ تُهْرَاقُ فيها الدماء، فيقال له: قُمْ علينا، فيأبى، حتَّى يُخوَّف بالقتل، فإذا خُوِّف بالقتل قام عليهم، فلا يُهْرَاق في سببه مَحْجَمةَ دمٍ).
وأخرج في العرف الوردي، ص٧٦، ج٢، حديث أبان بن عقبة، وفيه اختصارٌ واختلاف.
١٣- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٧ من نور الأبصار قال:
وجاء في الروايات أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدرٍ، ثمَّ يأتيه أبدال الشام... الحديث، وله تتمَّة.
المؤلِّف:
ذكرنا في باب النداء السماوي باسم الإمام المهدي (عليه السلام) في باب (٢٣) بأنَّه يُنادي ملكٌ من السماء: بأنَّه (عليه السلام) خليفة الله فاتَّبعوه.
وأوردنا ألفاظ النداء ومصادره من رقم (١) إلى آخر الأرقام، وهو رقم (٤١)، فراجع ذلك أيُّها الطالب وأخرجنا في ذلك الباب أحاديث عديدةٍ فيها إشارةٌ إلى محلِّ خروجه، ومحلِّ بيعةِ الناس معه (عليه السلام) بعد ظهوره، وهي كثيرة، منها ما يأتي في رقم (١٤).
١٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج٣، ص١٠١، الطبعة الأُولى، أخرج حديثاً مفصَّلاً ذكرناه في رقم (٨) من أحاديث النداء في باب (٢٣)، ونذكر لك هنا بعض الحديث، وهو الذي يُبيِّن لك محلَّ مُبايعة الناس له (عليه السلام).
قال عمران بن الحصين لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): صف لنا يا رسول الله هذا الرجل؟ [أي: الرجل يُسمَّى باسمه] فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله):
(إنَّه رجلٌ من وُلدي، كأنَّه من رجالِ بني إسرائيل، يخرج عند جَهْدٍ من أُمَّتي وبلاءٍ، عربيُ اللون، ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دُرِّي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يملك عشرين سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلِّها [أي: يفتحها كلَّها]: قسطنطينيَّة وروميَّة، يخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، كأنَّ قلوبهم زُبر الحديد، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار، وأهل اليمن [أي: من أنصاره أهل اليمن]، حتَّى يأتونه فيُبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكَّة متوجهاً إلى الشام، يفرح به أهلُ السماء والأرض، والطير في الهواء، والحيتان في البحر).
١٥- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن أبي جعفر [الإمام الباقر (عليه السلام)] قال:
(يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وقميصه وسيفه، وعلاماتٍ ونور وبيان، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكِّركم الله أيُّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحجر، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أنْ لا تشركوا به شيئاً، وأنْ تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأنْ تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراء على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بانصرام [بالوداع]، فإنِّي أدعوكم إلى الله والى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل وإحياء سُنَّتة، فيظهر في ثلاثمئةَ وثلاثةَ عشرَ رجلاً عدد أهل بدرٍ على غير ميعادٍ، قزعاً كقزع الخريف، رهبانٌ بالليل أُسدٌ بالنهار، فيتفح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جُنوده إلى الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيَّة).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٤٠، الطبعة الأُولى، سنة ١٣٦٨ الحديث من فتن نعيم، بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام)، ولفظُه يساوي لفظَه بلا اختلاف، ثمَّ ذكر حديثاً آخر.
وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ أخرج حديثاً آخر عن ابن عباس، فيه إشارةٌ إلى الجيش الذي يبعثه السفياني إلى الهاشميين المنهزمين من المدينة، والعائذين بالبيت الحرام، فيَخسف الله بهم ولا يبقى منهم أحدٌ، ويُخبر بخسفِهم راعي غنمٍ كان هناك، فعندما يسمع من الراعي قضيَّة خسفهم، يقول:
(الحمد لله، وقال لأصحابه: هذه العلامة التي كنَّا نُخبَر بها، فيسيرون بعد خسفهم إلى الشام).
ويأتي لفظ الحديث في رقم (٤٠) في آخر الباب.
١٦- وفي مشارق الأنوار، ص١٠٣، قال:
يؤخذ من أحاديث [كثيرة] أنَّه (عليه السلام) يخرج من المشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.
المؤلِّف:
قال ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٥ من نور الأبصار:
إنَّ المهدي (عليه السلام) يظهر من الشرق من بلاد الحجاز، والقول بأنَّه يخرج من المغرب لا أصل له، كما نبَّه عليه العلقمي.
المؤلِّف:
من راجع الأحاديث المبيِّنة لمكان بيعة أصحابه (عليه السلام) معه، وغير ذلك من الأحاديث المبيِّنة لِما يقع قبل ظهوره وبعد ظهوره، عرف أنَّ خروجه (عليه السلام) بعد غيبته الطويلة - أي: الغيبة الكبرى - يكون في المشرق في بلاد الحجاز، ومن مكَّة المكرَّمة.
هذا أوَّلاً، وثانياً: من الممكن أن نقول أنَّ الذي يخرج من المغرب - حيث أنَّه يدَّعوا إليه - سمِّي باسمه، فالجمع بين الأحاديث مهما أمكن أولى من الطرح.
١٧- وفي كتاب العرف الوردي، ج٢، ص٨٢ قال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(سيكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل وعلامته ينهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمنى تكثر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دمائهم على الجمرة، (و) حتَّى يهرب صاحبهم، فيؤتى بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، ويقال له: إنْ أبيت ضربنا عنقك، (يبايعه مِثْل عدَّةِ أهل بدر) يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض).
المؤلِّف:
تقدَّم حديثان في رقم (٩)، ورقم (١٠) من هذا الباب براوية عمرو بن شُعيب، وفيهما اختلاف في الألفاظ ومشاركةٌ في معنى الحديث، وفيهما زيادةٌ ونقصان، وبالمراجعة إليهما تعرف ذلك.
وقد أخرج الشيخ يوسف في عقد الدُّرر، الحديث (١٤١)، من الفصل (٣) هذا الحديث عن شهر بن حوشب مع اختلاف قليل، وفي آخره قال: أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سُننه.
وقد أخرجنا الحديث في باب أحاديث النداء، في باب (٢٣) في رقم (٢٧)، وذكرنا في باب أحاديث النداء في رقم (١٧)، ورقم (١٨)، ورقم (٢١)، أحاديث ذُكر فيها بعض مضامين حديث شهر بن حوشب، وبمراجعتها تعرف مضامين الأحاديث؛ فإنَّ الأحاديث تفسِّر بعضها بعضاً، وعلى الأخصِّ أحاديث آخر الزمان، ومن جملتها أحاديث الملاحم، فإنَّ إجمالها وتعقيدها لا ينحلُّ إلاَّ بعد مراجعة كثيرٍ من أحاديث الملاحم والفتن.
١٨- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٧ من نور الأبصار قال:
وجاء في رواياتٍ أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره ينادي فوق رأسه مَلَك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حبَّه، وأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خراسان براياتٍ سود، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة، والجمع ممكن، وأنَّ الله تعالى يَمُدَّه بثلاثة آلافٍ من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.
ثمَّ قال ابن الصبَّان: وإنَّ على مُقدِّمة جيشه رجلاً من تميم خفيف اللحية، يقال له: شُعيب بن صالح، وإنَّ جبرئيل على مُقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وإنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه السفياني بمَن معه، فتكون النصرة للمهدي (عليه السلام)، ويذبح المهدي (عليه السلام) السفياني.
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين في العرف الوردي، ص٦٦ حديثاً عن محمَّد بن الحنفيَّة، فيه إشارةٌ إلى بعض مضامين هذه الرواية، وهذا نصُّه:
١٩- في العرف الوردي، ج٢، ص٦٦ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن محمَّد بن الحنفية [أنَّه] قال:
(تخرج راياتٌ سود لبني العباس، ثمَّ تخرج من خراسان [رايات] أُخرى سودٌ، قلانِسهم سود [أي: الذين تحت تلك الرايات]، وثيابهم بيض، على مُقدِّمتهم رجل يقال له: شُعيب بن صالح من تميم، يهزِمون أصحاب السفياني، حتَّى ينزل بيت المقدس، ويوطِّئ للمهدي سلطانه، ويَمُدُّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أنْ يُسلِّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً).
المؤلِّف:
وأخرج في عقد الدُّرر حديثاً آخر فيه بعض مضامين حديث ابن الصبَّان، وهذا نصُّه فيما يأتي:
٢٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٨) قال: في كتاب السُنن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المُقري، فإنَّه أخرج بسنده عن حذيفة عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وظهور أمره، وقال [فيما قال]:
(... فتخرج [إليه] الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مضر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة فيُبايَع له [أي: المهدي (عليه السلام)] بين زمزم والمقام، ثمَّ يخرج [الإمام المهدي (عليه السلام)] متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مُقدِّمته، وميكائيل على ساقته، يَفرحُ به أهلُ الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمَدُّ الأنهار، وتُضِعف الأرض أُكُلَها وتستخرج الكنوز).
المؤلِّف:
وردت أحاديثُ عديدة بهذه المضامين، مختصرة ومُفصَّلة، ومن جملتها حديث يأتي في رقم (٢٢)، نقلاً من العرف الوردي، ففيه مضامين حديث أبي عمرو عثمان بن سعيد المُقري، وفيه زياداتٌ كثيرة.
٢١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٧٨)، عن عبد الله بن مسعود قال:
(إذا انقطعت التجارات للطرق، وكثرت الفتن، وخرج سبعةُ علماء من آفاقٍ شتَّى على غيرِ ميعاد، يُبايِع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعةَ عشرَ رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، وتُفتح له القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وحليته، فتَّتفِق السبعة على ذلك، فيطلبونه فيصيبونه بمكَّة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فيقول: لا، أنا رجلٌ من الأنصار، حتَّى يَفلِت منهم، فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة، فيُقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، ويطلبونه بالمدينة فيُخالفهم إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ وأُمُّك فلانة بنت فلانة، وفيك آية كذا وكذا، فقد أفْلَتَّ منَّا مرَّة، فمُدُّ يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان الأنصاري، مرُّوا بنا أدلُّكم على صاحبكم، حتَّى يفلت منهم، فيطلبونه بالمدينة، فيصيبونه بمكَّة عند الركن، فيقولون: إثمُنا عليك، ودماؤنا في عنقك، إن لم تمُدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني، قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجلٌ من جرم، فيجلس بين الركن والمقام، فيَمُدَّ يده، فيُبايع له، ويلقي الله محبَّته في صدور الناس، فيسير مع قومٍ أُسْدٍ بالنهار، ورهبانٍ بالليل).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
لم يوجد في الأحاديث المبيِّنة للمكان الذي يُبايَع فيه الإمام المهدي (عليه السلام) حديث بهذا التفصيل، ولم نعرف على التحقيق من هم هؤلاء الغلمان السبعة الذين يأتون من آفاقٍ شتَّى على غير ميعاد، ويمكن تطبيقهم على الذين يخرجون قبل خروج الإمام المهدي، ويمهِّدون له خروجه، ويكونون من أنصاره، ومن رؤساء جيشه (عليه السلام) فيفتحون البلاد وتهدأ الفتنة على أيديهم.
٢٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١، أخرج بسنده عن أبي عمرو الداني، قال: أخرجه في سُننه وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(إذا خرجتِ السودان طلبت العرب مكشوفين، حتَّى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال: ببطن الأردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستِّين وثلاثمئة راكب، حتَّى يأتيَ دمشق، فلا يأتي عليهم شهر حتَّى يُتابعه من كلبٍ [اسم عشيرة] ثلاثون ألفاً [٣٠٠٠٠]، فيبعث جيشاً إلى العراق، فيقتل بالزوراء [بغداد] مئة ألفٍ، وينجرُّون إلى الكوفة فينهبونها، فعند ذلك تخرج رايةٌ من المشرق، يقودها رجلٌ من بني تميم يقال له: شُعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم [أي: ما في أيدي جيش السفياني] من سبي أهل الكوفة، ويقتلهم، ويُخرجُ جيشٌ آخر من جيوش السفياني إلى المدينة [المنورة] فينهبونها ثلاثة أيَّام، ثمَّ يسيرون إلى مكَّة [المكرَّمة] حتَّى إذا كانوا [أي: جيش السفياني] بالبيداء بعث الله عزَّ وجلَّ جبريل [عليه السلام] فيقول: يا جبريل: عذِّبهم، فيضربهم برجله ضربةً يَخسِف الله بهم، فلا يبقى منهم إلاَّ رجلان، فيقدمان على السفياني فيُخبرانه بخسف الجيش، فلا يهوله! ثمَّ إنَّ رجالاً من قُريش يهربون [من السفياني] إلى قسطنطينيَّة، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم، أن يبعث بهم في المجامع، [قال]: فيبعث بهم إليه، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق.
قال حذيفة [راوي الحديث]: حتَّى إنَّه يُطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب [أي: من دون ستر] على مجلسٍ مجلس [من الجالسين في المسجد] حتَّى تأتي فَخِذ السفياني فتجلس، عليه وهو في المحراب قاعد! فيقوم رجلٌ مسلم من المسلمين، فيقول: ويْحَكُم أكفرتم بالله بعد إيمانكم، إنَّ هذا [أي: أن يُطاف بالمرأة في المسجد] لا يحلُّ، فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق، ويقتل كلَّ مَن شايعه على ذلك، فعند ذلك ينادي منادٍ من السماء: أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع عنكم مُدَّة الجبَّارين، والمنافقين، وأشياعهم، وولاَّكم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فالحقوا به بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله.
قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: كيف لنا حتَّى نعرفه؟ فقال: هو رجلٌ من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءتان قطوانيَّتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدُّري [في اللون] في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة [أي: يُرى كابن أربعين سنة] فيخرج [إليه] الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائبُ أهل الشرق (أهل العراق) وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة، فيُبَايَع له بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مقدّمته، وميكائيل على ساقته، فيفرحُ به أهلُ السماء وأهل الأرض، والطير والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتُمَدُّ الأنهار وتضعف الأرض أهلها، وتُستخرج الكنوز، فيَقْدِم الشام، فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبريَّة، ويَقتُل كلباً [أي: عشيرة كلب، الذين هم أصحاب السفياني].
قال حذيفة: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): فالخائبُ مَن خاب يومَ كلب [أي: يوم يُغلَبون وتُؤخذ أموالهم غنيمة] ولو بعقال، قال حذيفة: [قلت] يا رسول الله: كيف يحلُّ قتالهم وهم موحِّدون؟ [أي: قومٌ مسلمون يوحِّدون الله، ليسوا من اليهود ولا من النصارى ولا مشركين] فقال (صلَّى الله عليه [وآله]وسلَّم): يا حذيفة: هم يومئذٍ على رِدَّة [أي: مُرتدِّين عن الإسلام]، يزعمون أنَّ الخمر حلال، ولا يصلُّون...).
المؤلِّف:
ذكرنا في أحاديث الأوصاف في الباب (١٩)، رقم (١٨)، حديثاً فيه سؤال عمران بن الحصين، وفيه بعض مضامين هذا الحديث، والظاهر أنَّ الحديث واحد ولكن اختصره الرواة، وراوي الحديث من الرسول الأكرم حذيفة بن اليمان، ولكن جلال الدين ذكر الحديث في العرف الوردي ولم يذكر من رواه عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهذا من أعماله المخالفة للأمانة.
٢٣- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تأليف الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، ج٤، ص٢١٥، فقد أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرجُ [رجلٌ] من بني هاشم، فيأتي مكَّة، فيستخرجه الناس من بيته، بين الركن والمقام [فيبايعونه] فيُجَهَّزُ إليه جزءٌ من الشام، أخواله من بني كلب، فيُجهِّزُ إليه جيشٌ [أي: يُجهِّز الإمام المهدي (عليه السلام)] جيش فيهزِمهم الله، فتكون الدائرة عليهم، فذلك يوم كلب [أي: يوم مغلوبيَّة عشيرة بني كلب، الذين هم أنصار السفياني]، الخائبُ من خاب من غنيمة [عشيرة] كلب، فيستفتح [الإمام المهدي (عليه السلام)] الكنوز، ويُقسِّم الأموال، ويلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع - أو قال -: تسع).
كذا رواه الحافظ الطبراني في الأوسط [أي: في المعجم الأوسط]، ورجاله رجال الصحيح.
٢٤- وفي كتاب مشارق الأنوار، ص١٠٢، من الفصل (١)، من الباب (٤) وهو باب ذكر فيه بعض علامات الساعة الصغرى [وهو زمان ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)] نقلاً من العارف الشعراني، في حديث أخرجه في مبايعة [الإمام] المهدي (عليه السلام).
قال: إنَّ المهدي (عليه السلام) [عند خروجه وبيعة الناس له] يقول: أيُّها النّاس أخرجوا إلى قتالِ عدوِّ الله وعدوِّكم، فيجيبونه ولا يعصون له أمراً، فيخرج المهدي (عليه السلام) ومَن معه من المسلمين من مكَّة إلى الشام لمحاربة عُروة بن محمَّد السفياني ومن معه من بني كلب.
وقال في مشارق الأنوار أيضاً، عند ذكره أحوال السفياني:
إنَّه رجلٌ من ذُرِّية أبي سفيان بن حرب الأُموي، إلى أنْ قال: - بعد ذكر أعماله - قال: وإنَّه يخرج بجيوشٍ عظيمةٍ هائلةٍ إلى أن ينتهي إلى الشام، فيجتمع عليه قبيلةٌ تسمَّى بنو كلب [وهم] أخواله، وهم أكثر الناس عدداً.
قال: وقال في تذكرة القرطبي: يبعث [أي: السفياني] جيشاً إلى الكوفة فيه خمسةَ عشرَ ألف فارس، ويبعث [أي: السفياني] جيشاً آخر إلى مكَّة لمحاربة [الإمام] المهدي (عليه السلام) ومَن معه ومَن اتَّبعه [بعد ظهوره] قال: فأمَّا الجيش الأوَّل فإنَّه يصل إلى الكوفة، ويتغلَّب عليها، ويسبي من كان فيها من النساء والأطفال، ويقتل الرجال ويأخذ ما يجد فيها من الأموال، ثمَّ يرجع، فتقوم ضجَّة بالمشرق، فيتَبعهم [أي: أصحاب السفياني، وجيش السفياني الذي تغلَّب على الكوفة وأَسَرَ مَن فيها] أمير من أُمراء بني تميم يقال له: شُعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من السبي ويرُدَّه إلى الكوفة.
وأمَّا الجيش الثاني فإنَّه يصل إلى مدينة الرسول (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيقاتلونها ثلاثة أيَّام، ثمَّ يدخلونها عُنوة، ويسبون ما فيها من الأهل والولد، ثمَّ يسير نحو مكَّة لمحاربة المهدي (عليه السلام) ومن معه، فإذا وصلوا إلى البيداء مسخهم الله أجمعين، وذلك قول الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ).
المؤلِّف:
لم يُذكر في الأحاديث المذكور فيها مآل جيش السفياني المرسول إلى مكَّة أنَّهم يمسخون إلاَّ في هذا الحديث؛ ولعلَّ العبارة: (يُخسف بهم أجمعين)، فاشتبه الكاتب فكتب: (يمسخهم الله أجمعين)، أو أنَّ الله تعالى يمسخهم أوَّلاً، ثمَّ يخسف بهم.
وقال في مشارق الأنوار، إنَّ حذيفة قال: يا رسول الله كيف يَحلُّ قتلهم وهم مسلمون موحِّدون؟ فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إيمانهم على رِدَّة.
قال الشعراني: ولأنَّهم خوارج، ويقولون برأيهم: إنَّ الخمر حلال، ومع ذلك فإنَّهم مُحارِبون، قال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ...)، الآية. أي: إنَّهم محاربوا المسلمين فيلزم حربهم حفظاً للمسلمين.
وفي مشارق الأنوار قال: وللسيوطي فيما يتعلَّق بالمهدي (عليه السلام) بيانٌ يذكر أحواله وما يأتي عليه (عليه السلام)، إلى أنْ يقول:
وأمَّا السفياني فيبعث جيشاً من الشام [لحرب الإمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه] فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير السفياني [بنفسه و] بمَن معه، ويسير هو [أي: المهدي (عليه السلام)] بمَن معه إلى السفياني، فتكون النصرة للمهدي، ويذبح السفياني، وهو رجل من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ضخم الهَامة، بوجهه الجدري، وبعينه نكتةٌ بيضاء، يخرج من ناحية دمشق، وعامَّة من يتبعه من بني كلب، يفعل الأفاعيل، ويقتل قبيلة قيس، فيريح الله المسلمين منه بظهور المهدي (عليه السلام).
وفي مشارق الأنوار قال: ذكر النسفي [في كتابه] أنَّ أصحاب السفياني تكون لهم ثلاث فرق:
* فرقة تبقى بالكوفة.
* وفرقة تسير نحو الريّ.
* وفرقة تأتي المدنية، وعليهم رجلٌ من بني زهرة، فيحاصرون المدينة، فيُقتل بالمدينة مقتلةٌ عظيمةٌ، حتَّى يبلغ الدم الرأس المقطوعة.
ويَقتُلُ من أهل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) رجلاً وامرأةً، اسم الرجل: محمَّد، واسم المرأة: فاطمة، ويطلقونهما عاريِّين؛ فعند ذلك يشتدُّ غضب الله عليهم، ويبلغ وليَّ الله المهدي، فيخرج في ثلاثين رجلاً، فيبلغ المؤمنين خروجه، فيأتونه من أقطار الأرض، ويحنُّون إليه كما تحنُّ الناقة إلى فصيلها.
ثمَّ ذكر أموراً - إلى أنْ قال -: فإذا فرغ من بيعة الناس [أي: إذا فرغ الإمام المهدي (عليه السلام) من البيعة معه بمكَّة] بعث خيلاً إلى المدينة [أي: بعث جيشاً إلى المدينة] عليهم رجلٌ من أهل بيته (عليه السلام)، فيقاتل الزهري، فيُقتل من كِلاَ الفريقين مقتلة عظيمة، ويرزق الله وليِّه [المهدي (عليه السلام)] الظفر، فيقتل الزهري، ويقتل أصحابه، فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة بني كلب [وهم أصحاب الزهري، وأنصار السفياني] ولو بعقال.
فإذا بلغ الخبر السفياني [أي: وصل خبر مغلوبيَّة الزهري وقتله] خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداء عسكره - وهو يريد قتالَ وليِّ الله [المهدي (عليه السلام)] وخراب بيت الله - فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نَفَر فرسُ رجلٍ من العسكر، فخرج الرجل في طلبه، فبعث الله جبرئيل فضرب الأرض برجله، فَخَسَف الله عزَّ وجلَّ بالسفياني وأصحابه، ورجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبرئيل فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ [القائل صاحب الفرس] فيضربه جبرائيل بجناحه، فيتحوَّل وجهه مكان القفا، فيمشي القهقرى [إلى أن يُخبِر - بخسف الجيش - المهدي (عليه السلام)].
٢٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٥)، من الباب (١٤)، أخرج حديثاً مفصَّلاً فيه أحوال السفياني بالتفصيل، وذكر ما يفعله السفياني بأهل الكوفة، من قتلِ رجالهم، وسبي نسائهم، وأخذ أموالهم، ويذكر ما يفعله بأهل المدينة، وذكر ما يفعله بالرجل والمرأة من أهل البيت، ثمَّ قال:
(فعند ذلك يشتدُّ غضب الله تعالى عليهم، ويَبلُغ الخبرَ إلى وليِّ الله تعالى [الإمام المهدي (عليه السلام)] فيخرج من قريةٍ من قرى جرش، في ثلاثين رجلاً، فيَبلغ المؤمن خروجه، فيأتونه من كلِّ أرض، ويَحنُّون إليه كما تَحِنُّ الناقة إلى فصيلها، فيجيء فيدخل مكَّة، وتقام الصلاة، فيقولون: تقدَّم يا وليَّ الله... ثمَّ يتداعون عليه بالبيعة تداعي الإبل الهيم [العطاش] يوم ورودها حياضها، فيُبايعونه، فإذا فرغ من البيعة تبعه الناس، ثمَّ يبعث خيلاً إلى المدينة عليهم رجلٌ من أهل بيته ليقاتل الزهري [رئيس جيش السفياني] فيقتل أصحابه، فالخائب يومئذٍ من خاب من غنيمة كلب [وهم أصحاب الزهري] قال: فإذا بلغ الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألفٍ، حتَّى إذا بلغ البيداءَ عسكر بها، وهو يريد قتالَ وليِّ الله، وخراب بيت الله، قال: فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرسٌ لرجلٍ من العسكر، فخرج الرجل في طلبه، وبعث الله إليه جبريل، فضرب الأرض برجله ضربةً فيَخسِف الله تعالى بالسفياني وأصحابه، ويرجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبريل (عليه السلام) فيقول: ما هذه الضجَّة في العسكر؟ فيضربه جبريل (عليه السلام) بجناحه، فيحوِّل وجهه مكان القفا). إلى آخر الحديث.
والحديث مفصَّل جداً، نقلناه في أحاديث أحوال السفياني في الباب (٢٥)، في رقم (٥) نقلاً من عقد الدُّرر، الحديث (١٢٥).
٢٦- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٣٦ طبع حيدر آباد الدكن، سنة () أخرج بسنده من مُسند أحمد، وسنن أبي داود، ومستدرك الحاكم، عن أُمِّ سلمة زوجة رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إنَّها قالت: قال (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرج رجلٌ من أهلِ المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيخرجونه وهو كاره، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبعَثُ إليه بَعثٌ من الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق، فيُبايِعونه بين الركن والمقام، ثمَّ ينشأُ رجلٌ من قُريش [وهو السفياني] أخواله كلب [اسم عشيرة] فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعثُ كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيُقسِّم [أي: الذي بايعوه بين الركن والمقام] المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)؛ [لأنَّه وصيَّه الثاني عشر] ويُلْقى الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض، فيلبثُ سبعَ سنين، ثمَّ [و] يُتَوفَّى، ويصلِّي عليه المسلمون).
(حم، د، ك، عن أُمِّ سلمة).
وأخرجه في، ج ٧، ص١٨٦، وص ١٨٧ بلفظٍ واحدٍ، وفي لفظه الثاني زيادةٌ غير صحيحة، والظاهر أنَّه من الطابع، واللفظين من مصدرٍ واحد.
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٣)، ورقم (٤) حديثان عن أُمِّ سلمة يشبهان هذا الحديث في المعنى، والحديث الثاني الذي في رقم (٤) يشبه في كثير من ألفاظه وفيه اختلاف، والظاهر أنَّ الأحاديث الثلاثة حديثٌ واحد روته أُمُّ سلمة، ولكن الرواة بدَّلوا وغيَّروا؛ فسبَّب الاختلاف.
ثمَّ لا يخفى على طالبي الحقِّ والحقيقة أنَّ هذا الحديث من الأحاديث المُعتبرة الصحيحة، وقد أخرجه أهلُ الصحاح من علماء أهل السُنة كابن ماجه، والنسائي، والترمذي، وأبي داود، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، في مسند أُمِّ سلمة، وأخرجه البيهقي في كُتبه، وأخرجه في الصواعق المُحرقة لابن حجر، وأخرجه الكنجي الشافعي في كتابه البيان، وأخرجه العلاَّمة ابن أعثم الكوفي في تاريخه، وأخرجه علي المتَّقي في ج٧، ص١٨٧ من كنز العمَّال أيضاً، وفي ج٧، ص١٨٨ بلفظ مختصر من سُنن ابن أبي شيبة، ومن المعجم الكبير للطبراني، ومن تاريخ ابن عساكر، عن أُمِّ سلمة.
٢٧- وفي كنز العمَّال، ص١٨٨، أخرج بسنده من سُنن ابن أبي شيبة، ومن مسند أحمد، ومن مستدرك الحاكم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يُبايَع لرجلٍ بين الركن والمقام، ولن يَستحلَّ هذا البيت إلاَّ أهله، فإذا استحلُّوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثمَّ تجيء الحبشة فيُخرِّبونه خراباً لا يَعمُر بعده أبداً، وهم الذين يستخرجون كنزه).
(ش، حم، ك، عن أبي هريرة).
٢٨- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ من فتن نعيم عن محمَّد بن علي [وهو الإمام الباقر (عليه السلام)] قال:
(سيكون عائذٌ بمكَّة [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] يُبعث إليه سبعون ألفاً عليهم رجلٌ من قيسٍ (من قريش) حتَّى إذا بلغوا الثنيَّة - دخل آخرهم، ولم يخرج منهم أوَّلهم - نادى جبرئيل: يا بيداء: يا بيداء: يا بيداء: - يسمع به مشارِقها ومغارِبها - [ونداء جبرئيل] خُذيِهم فلا خيرَ فيهم [فتأخذهم] فلا يظهر على هلاكهم إلاَّ راعي غنمٍ في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا [في الأرض] فيُخبِر بهم، فإذا سَمِع العائذُ - بهم - خرج).
أي: سمع الإمام المهدي - الذي كان عائذاً ببيت الله الحرام - خرج هو مع أصحابه بعد مبايعة الناس وأصحابه الخاصِّين معه إلى الشام.
٢٩- وفي الملاحم والفتن للسيَّد ابن طاووس (رحمه الله)، أخرج بسنده عن الزهري أنَّه قال:
(يخرج المهدي من مكَّة بعد الخسف [وبعد مبايعة أصحابه معه في مكَّة] في ثلاثمئةٍ وأربعةَ عشرَ رجلاً، عدَّة أهل بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتُهم البراذع، وقال: [و] إنَّه يُسمَع يومئذٍ صوتٌ من السماء [وهو] منادياً ينادي: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي - فتكون الدبرة على أصحاب السفياني... فيخبرونه، ويخرج المهدي [عليه السلام] إلى الشام [بعد أن يخسف بجيش السفياني بين مكَّة والمدينة] ويتلقى [ما بقي من جيش] السفياني المهدي ببيعته، ويَتسارع الناس إليه [أي: إلى المهدي (عليه السلام)] من كلِّ وجهٍ، ويملأ الأرض عدلاً).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي في كتابه العرف الوردي، ج ٢، ص٧٤، حديث الزهري، وفيه اختلافٌ لما في الملاحم، وفيه زيادةٌ، وقد أخرج السيِّد حديث الزهري في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨ أيضاً، وقال: الباب (١٢٣) الثالث والعشرون والمائة، فيما ذكره نعيم من التقاء المهدي والسفياني، والمنادي عند ذلك من السماء قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن مروان، عن سعيد بن يزيد التنوخي، عن الزهري قال:
(إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذٍ يُسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي -)، هذا لفظ الحديث.
قال الزهري: قالت أسماء بنت عميس: إنَّ أمارةَ ذلك كفٌّ من السماء مدلاَّة ينظر إليها الناس.
٣٠- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ قال: أخرج الخطيب البغدادي في (المُتَّفِق والمُفترِق) عن أُمِّ سملة إنَّها قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يعوذ عائذٌ في البيت [أي: بيت الله] فيُبعث إليه جيشٌ [أي: يبعث السفياني إليه جيشاً] حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، فلم يَفلِت منهم إلاَّ رجلٌ يُخبِر عنهم).
المؤلِّف:
ثمَّ إنَّ علي المتَّقي الحنفي بعد نقله الحديث المذكور في ج٧، ص١٨٨ قال: وأخرج الحاكم في المستدرك [أي: في ج٤، ص٤٢٩ طبع حيدر آباد الدكن] بسنده عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنَّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، وعامَّة من يتبعه من كلب [أي: من عشيرة كلب] فيقتل حتَّى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجتمع لهم قيس فيقتلها، حتَّى لا يمنع ذنب تلعه، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرَّة [أي: حرَّة المدينة] فيبلغ السفياني [خروجه] فيبعث إليه جُنداً من جُنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتَّى إذا صار ببيداءَ من الأرض خُسِف بهم، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر عنهم).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أي: البخاري ومسلم.
المؤلِّف:
أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٥ وقال: أخرجه الحاكم عن أبي هريرة، ولفظه ولفظ الحاكم سواء.
* بيان
عمق دمشق: هي كورةٌ قرب دابق، وبين حلب وأنطاكية.
المؤلِّف:
وأخرج علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ حديثاً بمعنى الحديث المذكور، وفيه تفصيل عن أحوال الجيش الذي يرسله السفياني، وإليك نصُّه في الرقم الآتي (٣١).
٣١- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ نقلاً من فتن نعيم بسنده عن الإمام [محمَّد بن علي الباقر (عليه السلام)] أنَّه قال:
(سيكون عائذٌ بمكَّة [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] [ف] يُبعَثُ إليه [جيشٌ عددهم] سبعون ألفاً، عليهم رجلٌ من قيس، حتَّى إذا بلغوا الثنيَّة دخل آخرهم ولم يخرج منهم أوَّلهم [أي: من الثنية]، في معجم البلدان، ج٤، ص٢٤ طبع مصر، سنة ١٣٣٤، قال: المراد من الثنيَّة في الحديث: عقبةٌ قُرب مكَّة تهبِط إلى فخٍّ وأنت مقبلٌ من المدينة تريد مكَّة أسفل مكَّة من ذي طوى.
[قال]: [و] نادى جبريل: يا بيداء: يا بيداء: يا بيداء: - يسمع به مشارقها ومغاربها - خذيهم، فلا خير فيهم، فلا يظهر على هلاكهم إلاَّ راعي غنمٍ في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا، فيُخبِر بهم، فإذا سمع العائِذُ - بهم - خرج [من مكَّة المكرَّمة]).
٣٢- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠، أخرج من فتن نعيم بسنده عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا خرجت خيلُ السفياني إلى الكوفة، بعث [جيشاً] في طلبِ أهلِ خُراسان، ويَخرجُ أهلُ خُراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ، على مقدِّمته شُعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمةٌ عظيمةٌ، فتظهرُ الراياتُ السود، وتهرب خيل السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى الناس المهدي ويطلبونه [في مكَّة المكرَّمة]).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي الشافعي حديث أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في العرف الوردي، ج٢، ص٧٧ وفي لفظه اختلاف عمَّا في كنز العمَّال، وتقديم وتأخير في ألفاظ الحديث، وبالتأمُّل في الحديثين تعرف المطلوب، وإليك نصُّ حديث السيوطي في الرقم (٣٣).
* بيان
في معجم البلدان: ج٢، ص٢٧٥ – ٢٧٦ يذكر شرح (إصطخر) شرحاً مفصَّلاً يطول الكتاب بذكره.
٣٣- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٧ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا خرجت الراياتُ السودُ من السفياني - التي فيها شُعيب بن صالح - تمنَّى الناس المهدي؛ فيطلبونه، فيخرج من مكَّة ومعه رايةُ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيصلِّي [بالناس] ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه؛ لِمَا طالَ عليهم من البلايا، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: يا أيَّها الناس ألحَّ البلاء بأُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وبأهلِ بيته خاصَّة، قُهِرنا فهو باغٍ بغى علينا).
المؤلِّف:
الحديث فيه اختصار، وسبَّبَ ذلك الإجمال والتعقيد للحديث، فلا يفهم معنى الحديث بوضوح، والمراجعة إلى الحديث الآتي تَعرف بعض مضامين الحديث.
٣٤- وفي كنز العمَّال ج٧ ص٢٦١، أخرج من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا بعث السفياني إلى المهدي [حين خروجه بمكَّة] جيشاً فخُسِف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فَبَايعهُ وادخل في طاعته وإلاَّ قتلناك، فيُرسِل [السفياني] إليه بالبيعة، ويسير المهدي [(عليه السلام) من مكَّة] حتَّى ينزل بيت المقدس، وتُنْقلَ إليه [عليه السلام] الخزائن، وتدخل العرب والعجم، وأهل الحرب، والروم، وغيرهم في طاعته من غيرِ قتالٍ، حتَّى تُبنى المساجد بالقسطنطينيَّة وما دونها [قال]: ويخرج قَبْلَه [أي: قبل المهدي (عليه السلام)] رجلٌ من أهلِ بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانيةَ أشهرٍ، يَقتُل ويُمثِّل، ويتوجَّه [المهدي] إلى بيت المُقدَّس، فلا يبلُغه حتَّى يموت).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي في العرف الوردي آخر الحديث، أي من قوله: (ويخرج قبل المهدي)، وهذا نصُّه:
٣٥- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٠ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
(يَخرج رجلٌ قَبْل المهدي من أهلِ بيته بالمشرق، يَحمِل السيف على عاتِقهِ ثمانيةَ أشهُر، يقتُل ويمثِّل، ويتوجَّه إلى بيت المقدس [ليلحق بالمهدي (عليه السلام)] فلا يبلغه حتَّى يموت).
المؤلِّف:
بالمراجعة إلى حديثٍ أخرجه في العرف الوردي يُعرف أنَّ الحديث المتَّصل بحديثِ كنز العمَّال حديثٌ آخر مروي عن أمير المؤمنين، ولكن صَعُب على جلال الدين ذكر اسم أمير المؤمنين، وذكرَ الحديث كما عرفت.
وفي كتابه الآخر [أي: العرف الوردي] ذكر الاسم واسم والد الأمير (عليه السلام) من غير التفات إلى ما فعله في كنز العمَّال.
هذا؛ وقد أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٤١ الطبعة الأُولى، ما أخرجه السيوطي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١ من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام) مع اختلاف يسير، ولم يذكر الحديث الأخير مسنداً عن أمير المؤمنين، وذكره كما ذكره السيوطي، وهذا نصُّه في رقم (٣٦).
٣٦- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس، ج١، ص٤١ قال: - فيما ذكر نعيم في الخسف بالجيش الذي يُنْفِذُه السفياني إلى المهدي (عليه السلام) - حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمان [قال]: حدَّثني من سمع علياً يقول:
(إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخُسِف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهلَ الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فَبايِعه وادخل في طاعته وإلاَّ قتلناك! فيُرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتَّى ينزل بيت المقدس، وتُنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم، وأهل الحرب، والروم وغيرهم في طاعته من غيرِ قتالٍ، حتَّى تُبنى المساجد بالقسطنطينيِّة وما دونها، ويخرج قَبله رجلٌ من أهلِ بيته بأهل الشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانيةَ أشهرٍ يقتُل ويُمثِّل، ويتوجَّه إلى بيت المقدس، فلا يبلُغه حتَّى يموت).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في هذا الحديث تعرف الاختلاف في الألفاظ في الحديثين، ويتَّضح لك معنى الحديثين.
٣٧- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١ قال: أخرج نعيم في الفتن بسنده عن علي (عليه السلام) [أنَّه قال]:
(يُبعَث بجيشٍ إلى المدينة، فيأخذون من قدروا عليه من آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وتقتل من بني هاشم رجالاً ونساءً، فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض [المهدي والمنتظر] [المهدي ومنصور] من المدينة إلى مكَّة، فيبعث [السفياني] في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وأمْنِهِ).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ حديثاً مفصَّلاً وفي ضمنه مذكور هذا الحديث، وإليك نصُّ الحديث، وفي الحديث المذكور في كنز العمَّال تحريفٌ وأغلاطٌ واضحةٌ.
٣٨- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن أرطأة قال:
(يدخل السفياني الكوفة فيستلَّها [فيسبيها] ثلاثة أيَّام، ويقتُلُ من أهلها ستِّين ألفاً، ثمَّ يمكث فيها ثمانِ عشرةَ ليلة، يقسِّم أموالها، ودخول الكوفة بعدما يُقاتل الترك والروم بقد فنسيا، ثمَّ يبعث عليهم خلفهم فتن، فترجِع طائفةٌ منهم إلى خُراسان، فيَقتُلُ السفياني ويَهدِمُ الحصون حتَّى يدخل الكوفة، ويطلب أهل خراسان، ويظهر بِخُراسان قومٌ تُذعِن إلى المهدي، ثمَّ يبعث السفياني إلى المدينة، فيُأخذ قوماً من آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حتَّى يودِّيهم الكوفة، ثمَّ يخرج المهدي ومنصور هارِبيْن، ويبعث السفياني في طلبهما، فإذا بلغ المهدي ومنصور الكوفة (مكَّة) نزل جيش السفياني إليهما؛ فيُخسفُ بهم، ثمَّ يخرج المهدي حتَّى يَمُرَّ بالمدينة فيستنقِذَ من كان فيها من بني هاشم، وتُقبل الراياتُ السود حتَّى تنزل على الماء، فيَبلُغ مَن بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون، ثمَّ ينزل الكوفة حتَّى يستنقذ مَن فيها من بني هاشم، ثمَّ يخرج قومٌ من سواد الكوفة يقال لهم: العُصَب ليس معهم سلاح إلاَّ قليل، وفيهم بعض أهل البصرة، قد تركوا أصحاب السفياني، فيستقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتَبعَث الراياتُ السودُ بالبيعة إلى المهدي [عليه السلام]).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف فيه إشارة بالإجمال إلى أمورٍ عديدةٍ قد ورد في كلِّ أمرٍ منها حديث خاصٌّ، وبمراجعته يتَّضح لك ما في هذا الحديث من الإجمال.
وقد وقع في الحديث تحريف أيضاً وذلك في قوله: (فإذا بلغ المهدي ومنصور الكوفة)؛ فإنَّ المهدي (عليه السلام) - وهو المنصور - يبلغ مكَّة بعدما هَرَبَ من المدينة، لا إنَّه يصِل الكوفة، ويدلُّ على ذلك أنَّ الجيش الذي يُخسف به مرسول إلى مكَّة، ويُخسف به بين مكَّة والمدينة.
وممَّا يؤيِّد أنَّ العبارة فيها تصحيف قوله: (ثمَّ يخرج المهدي حتَّى يمرَّ بالمدينة، فيستنقذ مَن فيها من بني هاشم).
فلو كان المهدي في الكوفة فعند خروجه من الكوفة لا يصل إلى المدينة، فهذه العبارة تدلُّ على أنَّ المهدي (عليه السلام) كان (بمكَّة)، ولمَّا خرج منها مرَّ بالمدينة.
وعلى كلِّ حالٍ هذا الحديث لا توَافُق بين صدره وذيله ووسطه؛ فإنَّ صدر الحديث يدلُّ على أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) كان في المدينة وهرب منها، ووسطه يظهر منه أنَّ الإمام يرجع إلى المدينة ويمرُّ بها، وفي آخره أنَّ المهدي ينزل بالكوفة حتَّى يستنقذ مَن فيها من بني هاشم، ولو قلنا أنَّ حديث ابن أرطأة غير صحيح لِمَا فيه من التناقض والمخالفات للأحاديث الصحيحة، كان أقرب إلى الصواب.
٣٩- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦١ قال: أخرج الطبراني في الأوسط عن أُمِّ سلمة [أنَّه] قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يسيرُ مَلِكُ المشرق إلى مَلِكِ المغرب فيَقتُله، فيَبعَث جيشاً إلى المدينة، فيُخسَف بهم [بالبيداء]، ثمَّ يَبعَث جيشاً، فَينْشأُ ناسٌ من أهل المدينة، فيعوذ عائذٌ بالحرم، فيجتمع الناس إليه الواردة المتفرِّقة، حتَّى يجتمع إليه ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً، منهم نِسوةٌ، فيظهر على كلِّ جبَّار وابن جبَّار، ويُظهِر من العدل ما يتمنَّى له الأحياء أمواتهم، فيجيء سبع سنين، ثمَّ ما تحت الأرض خيرٌ ممَّا فوقها).
المؤلِّف:
في هذا الحديث تحريفٌ فإنَّ الجيش الذي يُخسف به جيشٌ يقصِد مكَّة المكرَّمة؛ لأخذ مَن بها من بني هاشم وهدم البيت.
ويؤيِّد ذلك حديث أخرجه مسلم في صحيحه، ج٢، ص٤٩٣، في باب الخسف بالجيش الذي يؤمُّ البيت [أي: البيت الحرام] وهذا نصُّ الحديث - بحذف السند -: عن عبد الله بن القبطيَّة قال: دخل الحرث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان، وأنا معهم على أُمِّ سلمة - أُمِّ المؤمنين - فسألاها عن الجيش الذي يُخسف به؟ فقالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يعوذ عائذٌ بالبيت، فيُبعَث إليه بَعْثٌ، فإذا كانوا ببيداءَ من الأرض خُسِف بهم).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أُميَّة بن صفوان [أنَّه] سمع جدَّه عبد الله بن صفوان يقول: أخبرتني حفصة [بنت عمر] - زوجة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - أنَّها سمعت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(ليَؤمَّنَّ هذا البيت جيشٌ يغزونه، حتَّى إذا كانوا ببيداءَ من الأرض يُخسَف بأوسطهم، وينادي أوَّلهم آخرهم، ثمَّ يُخسَف بهم [أجمع] فلا يبقى إلاَّ الشريد الذي يُخبِر عنهم).
المؤلِّف:
فمن هذين الحديثين ومن غيرهما يظهر أنَّ الجيش الذي يُخسف به هو جيشٌ يقصد مكَّة المكرَّمة، لا الجيش الذي يَقصِد المدينة، وقد تقدَّم أنَّ الجيش الذي يقصِد المدينة يصل إليها ويبيحها ثلاثة أيَّام وينهب ما فيها ويسبي نسائها، بعد أن يقتل رجالها، ثمَّ يقصد مكَّة فيُخسَف بالبيداء.
وقد أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٦١ بسنده عن أُمِّ حبيبة - زوجة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - أنَّها قالت: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يخرج ناسٌ من قِبل المشرق يريدون رجلاً عند البيت، حتَّى إذا كانوا ببيداءَ من الأرض خُسِف بهم).
المؤلِّف:
هؤلاء جيشُ السفياني، وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٠، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة، وعن أنس: أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كان نائماً في بيت أُمِّ سلمة، فانتبه وهو يسترجع! فقالت [له أُمِّ سلمة]: يا رسول الله: ممَّ تسترجع؟ قال:
(من قِبَل جيشٍ يجيء من قِبَل العراق، في طلب رجلٍ من أهل المدينة، [عائذٌ بالبيت] يمنعه الله منهم، فإذا عَلَوُا البيداءَ من ذي الحليفة خُسِف بهم، فلا يُدرِك أعلاهم أسفلهم، ولا يُدرِك أسفلهم أعلاهم إلى يوم القيمة).
المؤلِّف:
المستفاد من هذه الأحاديث المرويَّة من نساء النبي أُمِّ حبية، وأُمِّ سلمة، وحفصة، ومن غيرها من أحاديث الباب أنَّ الجيش الذي يُخسَف بهم هو الجيش الذي قصَد البيت الحرام، لا الجيش الذي يقصِد مكَّة ويمرُّ بالمدينة ثمَّ يخرج منها إلى مكَّة.
فنقول: إنَّ جيش السفياني الذي يُخسف به هو الجيش الذي بُعِث إلى المدينة أوَّلاً، فَقَتَلَ ونَهَب ما في المدينة، وبعد ذلك قصَد البيت الحرام ليفعل به ما فعل في المدينة، فيَخسِف الله به في البيداء قبل وصوله إلى مكَّة؛ فلذا قيل: (جيشٌ بُعِث إلى المدينة)، كما في حديثٍ ذكره السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦١.
٤٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن عباس [أنَّه] قال:
(يبعث صاحب المدينة [أي: الوالي من طرف السفياني] إلى الهاشميِّين بمكَّة جيشاً، فيهزمونهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام، [وهو السفياني] فيقطع إليهم بعثاً فيهم ستمئة غريب (عريف) فإذا أتوا البيداء [بين مكَّة والمدينة] فينزلها في ليلةٍ مُقْمِرة، أقبل راعي ينظر إليهم ويعجب [من كثرتهم] فيقول: يا ويح أهل مكَّة ما جاءهم! [فيتركهم] فينصرف إلى غنمه، ثمَّ يرجع فلا يرى أحداً [منهم] فإذا هم قد خُسِف بهم، فيقول: سبحان الله! ارتحلوا في ساعة واحدة! فيأتي منزلهم فيجد قطيفةً قد خُسِف ببعضها، وبعضها على ظهر الأرض، فيعالجها؛ فيعلم أنَّه قد خُسِف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة، فيبشَّره، فيقول صاحب مكَّة: الحمد لله، هذه العلامة التي كنتم تُخبَرون، فيسيرون إلى الشام).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (١٥) حديث من كتاب العرف الوردي ذكر فيه أحوال المنهزمين من المدينة، واللاَّئذين ببيت الله الحرام مفصَّلاً، وبمطالعته والتأمُّل فيه يتَّضح لك هذا الحديث.
وأمَّا عدد الجيش الذي يبعثه خليفة الشام إلى المدينة، ثمَّ إلى مكَّة، ففي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص٥٠ من الطبعة الأُولى، سنة ١٣٦٨، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن مروان، عن أرطأة، عن تبيع، عن كعب [الأحبار] قال:
(يوجَّه جيشٌ إلى المدينة [ثمَّ منها إلى مكَّة] في اثني عشر ألفٍ، فيخسف بهم بالبيداء).
ثمَّ قال - علي بن موسى بن جعفر بن محمَّد بن محمَّد الطاووس -: والذي يظهر لنا من الأخبار والآثار، أنَّ الجيش الذي يُخسَف به، هو الذي يُبعث به إلى مكَّة، ويمكن أنْ يكون إنفاذ الجيش إلى المدينة وإلى مكَّة، وروينا أنَّ البيداء الذي يكون الخَسف فيها بيداء مكَّة.
ثمَّ قال في بيان البيداء: [قال] ياقوت الحموي في ترجمة البيداء في معجم البلدان:
البيداء: اسم أرضٍ ملساء بين مكَّة والمدينة، وهي إلى مكَّة أقرب، تُعدُّ من الشرق أمام ذي الحليفة.
وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٨ قال ما مُختصره: إنَّ الجيش الذي يُبعث به إلى الذي هو لائذٌ بالكعبة [عددهم] سبعون ألفاً، فيُخسَف بهم بالثنيَّة.
قال الحموي في ترجمة الثنيَّة: هي عقبةٌ قُرْب مكَّة، تهبط إلى فخٍّ وأنت مُقبلٌ من المدينة تريد مكَّة.
٤١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أرطأة قال:
(يدخل الصخري الكوفة، ثمَّ يبلغه ظهور المهدي بمكَّة؛ فيبعث إليه من الكوفة بعثاً، فيُخسَف به، فلا ينجوا منهم إلاَّ بشيرٌ إلى المهدي، ونذيرٌ إلى الإصطخري، فيُقبل المهدي من مكَّة، والصخري من الكوفة نحو الشام، كأنَّهما فرسَا رهانٍ، فيسبقه الصخري، فيقطع بعثاً آخر من الشام إلى المهدي، فيأتون المهدي بأرض الحجاز فيُبايعونه بيعةَ الهدى، ويقبلون معه حتَّى ينتهوا إلى حدِّ الشام - الذي بين الشام والحجاز - فيقيم بها، ويقال له: أنفذ، فيكره المجاز، ويقول: أكتب إلى ابن عمِّي فلان بخلع طاعتي، فأنا صاحبكم، فإذا وصل الكتاب إلى الصخري بايع وسار إلى المهدي، حتَّى ينزل بيت المقدس، ولا يترك المهدي بيد رجلٍ من الشام فِتْراً من الأرض إلاَّ ردَّها على أهل الذمَّة، وردَّ المسلمين إلى الجهاد، فيمكث في ذلك ثلاث سنين، ثمَّ يخرج رجلٌ من كلب يقال له: كنانة، يعينه كوكبٌ، في رهطٍ من قومه، حتَّى يأتي الصخري فيقول: بايعناك ونصرناك حتَّى إذا ملكت بايَعتَ هذا؟! ليَخْرُجنَّ فليُقاتلنَّ، فيقول: فيمن أخرج؟ فيقول: لا تبقي عامريَّة أُمُّها أكبر منك إلاَّ لحقتك، لا يتخلَّف عنك ذاتُ خُفٍّ ولا ظَلَفٍ، فيرحل وترحل معه عامر بأسرها حتَّى ينزل بيسان، ويوجِّه إليهم المهدي رايةً، وأعظمُ رايةٍ في زمان المهدي مئة رجلٍ، فينزلون على ماءٍ، ثمَّ إبراهيم، فتَصفَّ كلب خيلها ورجالها وإبلها وغنمها، فإذا تشاءمت الخيلات، ولَّت كلبٌ أدبارها، وأُخِذ الصخري؛ فيُذبح على الصفا المعترِّضة على وجه الأرض، عند الكنيسة التي في بطن الوادي، على طرفِ درج طور زيتا المقنطرة، التي على يمين الوادي، على الصفا المتعرِّضة على وجه الأرض، عليها يُذبح كما تُذبح الشاة، فالخائب من خاب يوم كلب، حتَّى تُباع العذراء بثمانية دراهم).
المؤلِّف:
الحديث فيه ما فيه من الإجمال فيحتاج إلى حلٍّ صحيح ومراجعة الكتاب.
٤٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٣ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الوليد بن مسلم، قال: حدَّثني محمَّد:
(أنَّ المهدي والسفياني وكلباً يقتتلون في بيت المقدس، حتَّى تستقيله البيعة [أي: حتَّى يستقيل الإمام المهدي (عليه السلام)] البيعة، فيؤتى بالسفياني أميراً (أسيراً) فيَأمر به فيُذبح على باب الرحبة، ثمَّ تُباع نساؤهم وغنائمهم على درج دمشق).
٤٣- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٢ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن الوليد بن مسلم، عن محمَّد بن علي (عليهما السلام) قال:
(إذا سَمِع العائذُ بمكَّة الخَسف خرج مع اثني عشر ألفاً، فيهم الأبدال، حتَّى ينزلوا إيلياء، فيقول الذي بعث الجيش - حين يبلغه الخبر من إيلياء -: لعمر الله، لقد جعل الله في هذا الرجل عبرةً، بَعثتُ إليه ما بَعثتُ فساحوا في الأرض، إنَّ في هذا لعبرةً ونصرةً، فيؤدِّي إليه السفياني الطاعة، فيخرج حتَّى يلقى كلباً، وهم أخواله، فيعيِّرونه بما صنع، ويقولون: كساك الله قميصاً فخلعته! فيقول: ما ترون أستقليه البيعة؟ فيقولون: نعم... فيقيله، ثمَّ يقول: [المهدي (عليه السلام)] هذا رجلٌ قد خلع طاعتي، فيأمر به عند ذلك فيُذبح على بلاطة باب إيلياء، ثمَّ يسير [الإمام المهدي (عليه السلام)] إلى [عشيرة] كلب فينهبهم، فالخائب من خاب يوم نهب كلب).
المؤلِّف:
تكرَّر كثيراً قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقول أهل البيت (عليهم السلام): (الخائب من خاب غنيمة كلب)، ولم يُعرف المراد بوضوح كما يُعرف من هذا الحديث الشريف.
*بيان
إيلياء: اسمٌ لبيت المقدس.

البَابُ الثامِن وَالعِشرُون

١- في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي، ج٤، ص ٥٥٤، وفي كتاب الفتن والملاحم، أخرج بسنده المتَّصل عن محمَّد بن الحنفية، قال: كنَّا عند علي (رضي الله عنه) فسأله رجل عن المهدي، فقال علي (عليه السلام):
(هيهات - ثمَّ عقد بيده سبعاً، فقال: - ذاك يخرجُ في آخر الزَّمان، (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله، قُتِل [أي: إذا ذكر أحدٌ الربَّ قُتل، كما هو موجود حالاً في بعض البلاد النّازيَّة] فيجمع الله تعالى له قوماً قُزعٌ كقُزعِ السحاب، يؤلِّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحدٍ [أي: لا يخافون من أحد] ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم [لعدم اطمئنانهم بهم] [عددهم] على عدَّة أصحاب بدرٍ، لم يسبقهم الأوَّلون، ولا يدركهم الآخرون [وعددهم] على عدد أصحاب طالوت، الذين جاوزوا معه النهر [ولم يشربوا منها]).
المؤلِّف:
ذكر الحاكم الحديث الشريف ثمَّ قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين - أي مسلم والبخاري - ولم يخرجاه؛ لعدم عثورهم عليه، وقد أخرجه جماعة من علماء أهل السُنَّة في كتبهم المُعتبرة.
منهم: الذهبي في تلخيص المستدرك في ذيل الحديث الذي في المستدرك، ج٤، ص٥٥٤.
ومنهم: ابن خلدون في المقدِّمة، ج١، ص٢٦٧ ولفظه يساوي لفظ الحاكم النيسابوري في المستدرك مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه، وفيه زيادة.
ومنهم: علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٥٢ واختصره وزاد عليه زيادةً لا تكون في المستدرك.
ومنهم: الشيخ يوسف الشافعي في عقد الدُّرر، الحديث (٩٤) من الفصل الأوَّل من الباب الرابع، وفيه اختلاف مع ما أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: أخرجه الحاكم في مستدركه.
المؤلِّف:
الأحاديث المبيِّنة لأصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) كثيرة، روتها علماء أهل السُنَّة وعلماء الإماميَّة (عليهم الرحمة) في كتبهم المعتبرة، ومنها الحديث الآتي في رقم (٢) الذي مضمونه مضمون الحديث رقم (١)، وفيه زياداتٌ كثيرةٌ نافعة.
وأخرجه الشيخ يوسف في مورد آخر من عقد الدُّرر في الحديث (١٧٧) من الباب (٥)، وفي لفظه اختلاف يسير مع ما في مستدرك الصحيحين، وقال: أخرجه الحاكم في المستدرك، ج٤، ص٥٥٤ وهذا نصُّه:
عن محمَّد بن الحنفية قال: كنَّا عند علي (رضي الله عنه) فسأله رجل عن المهدي، قال:
(هيهات - بيده سبعاً، فقال -: يَخرجُ في آخرِ الزمان، إذا قال الرجل: الله، الله، قُتِل! فيجمع الله تعالى له قوماً قُزعاً كقُزعِ السحاب، يؤلِّف الله قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحدٍ، ولا يفرحون بأحدٍ دخل فيهم، على عدَّة أصحاب بدرٍ، لم يسبقهم الأوَّلون، ولا يُدركهم الآخرون، على عدَّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر).
قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أَتريدُه؟ قلت: نعم، قال: فإنَّه يخرج من بين هاتين الخشبتين، قلت: لا جرم والله لا أرميهما حتَّى أموت، فمات بها - يعني مكَّة -....
ثمَّ قال: أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يُخرجاه.
٢- وفي مشارق الأنوار، ص١٠٦، من الفصل (٢)، من الباب (٤) قال:
جاء في بعض الروايات أنَّه يُنادي - عند ظهوره (عليه السلام) - فوق رأسه مَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُقبل [إليه] عليه الناس، ويشربون حبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يُبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ تأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، ويبعث الله له جيشاً من خُراسان براياتٍ سودٍ نصرةً له، ثمَّ يتوجَّه (عليه السلام) إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة، والجمع ممكن.
المؤلِّف:
أخرج ابن الصبَّان الشافعي الحديث في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص١٢٦- ١٢٧ مع اختلافٍ قليلٍ في بعض ألفاظه، ولم يذكر الحديث بتمامه، وهذا نصُّه:
جاء في الروايات أنَّه عند ظهوره (عليه السلام) يُنادي مَلَكٌ فوق رأسه: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حبَّه، وأنَّه يَملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يُبايعونه بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، وفي بقيَّة ألفاظه يساوي ما في مشارق الأنوار.
٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٠)، من الفصل السابع قال: ورويَ عن أبي جعفر محمَّد بن علي [الباقر] (عليهما السلام) [أنَّه] قال:
(يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، ومعه راية رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وقميصه، وسيفه، وعلاماتٍ، ونورٍ، وبيانٍ، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: أذكركم الله أيَّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحُجَّة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً، وأنْ تحافظوا على طاعتة وطاعة ورسوله، وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدي، ووزراً على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوداع، وإنَّي أدعوكم إلى الله ورسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سُنَّتهِ، فيظهر [عليه السلام] في ثلاثمئة وثلاثة عشر، عدَّة أهل بدر، على غير ميعادٍ، وقُزعاً كقُزعِ الخريف، رهبانٌ بالليل، أُسْدٌ بالنهار، فيفتح الله تعالى للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فتَبْعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي [عليه السلام] جُنوده في الآفاق، ويميت الجور وأهله، ويستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنيطيَّنة).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٧١، حديث أبي جعفر (عليه السلام) ولفظه أحسن من لفظ عقد الدُّرر، وهذا نصُّه: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يظهر المهدي بمكَّة عند العشاء، معه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقميصه، وسيفه، وعلاماتٍ، ونورٍ، وبيانٍ، فإذا صلَّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكِّركم الله أيُّها الناس ومقامكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحجر، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، ووزراء على التقوى، فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بانصرام، فإنَّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنَّتة، فيظهر [عليه السلام] في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، عدد أهل بدر على غير ميعادٍ، قُزعاً كقُزعِ الخريف، رهبانٌ بالليل أُسْدٌ بالنهار، فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيُبْعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جُنودَه في الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينيَّة).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد الحديث في الملاحم والفتن، ج١ ص٤٠ ولفظه يساوي لفظ عرف الوردي.
٤- وفي نور الابصار للشبلنجي الشافعي، ص١٥٥ قال:
(إذا خرج [المهدي (عليه السلام)] أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ثمَّ يقول: أنا بقيَّة الله وخليفته وحجَّتُه عليكم، فلا يُسلِّم عليه أحدٌ إلاَّ قال: السّلام عليك يا بقيَّة الله في الأرض، فيجتمع عنده العقد، العشرة آلافِ رجلٍ، فلا يبقى يهودي ولا نصراني، ولا أحدٌ ممَّن يعبدُ غير الله تعالى إلاَّ آمن...)، الحديث.
وفي هامش نور الابصار أيضاً في إسعاف الراغبين لابن الصبَّان الشافعي قال: وفي رواياتٍ أنَّه عند ظهوره ينادي فوق رأسه مَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه فيُذعن له الناس ويشربون حبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يُبايعونه بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويَبْعَث الله إليه جيشاً من خُراسان براياتٍ سودٍ، ثمَّ يتوجَّه إلى الشام، وفي روايةٍ إلى الكوفة.
ثمَّ قال: وأنَّ الله تعالى يَمُدَّه بثلاثة آلاف من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه، وأنَّ على مقدِّمة جيشه رجلاً من تميم خفيف اللحية يقال له: شُعيب بن صالح، وأنَّ جبرائيل على مقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وأنَّ السفياني يبعث إليه من الشام جيشاً فيُخسَف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير السفياني بمَن معه [إليه]، ويسير إلى السفياني بمَن معه، فتكون النُّصْرةُ للمهدي، ويُذبَح السفياني.
٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٧)، أخرج بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(يَظهرُ المهدي في يومَ عاشوراء - وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام) - [قال]: وكأنَّي به يوم السبت العاشر من المحرَّم قائمٌ بين الركن والمقام، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وتصير إليه شيعته من أطرافِ الأرض، تُطوى لهم [الأرض] طيَّاً حتَّى يُبايعوه، فيملأُ بهم الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً).
٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٦)، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّها [قالت]: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهلِ المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه الناس من أهلِ مكَّة فيُخرِجونه [من داره] وهو كارهٌ، فيُبايِعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَث إليه بَعثٌ من الشام، فيُخسَف بهم (في) بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك [أي: الخسف بجيش السفياني] أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق، فيبايعونه...)، الحديث.
ثمَّ قال: أخرج الحديث جماعة من علماء أهل السُنَّة في كتبهم، منهم أبو داود السجستاني في سُننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننه، وأبو عبد الرحمان النسائي في سُننه، وأبو بكر البيهقي في كتابه البعْثُ والنشور.
المؤلِّف:
أخرجنا الحديث من طرقٍ عديدةٍ في الأحاديث المبيِّنة لمحلِّ بيعة الناس للإمام المهدي (عليه السلام) في الباب (٢٧)، ومن جملتها الحديث المذكور أخرجناه من كنز العمَّال، ج٦، ص٣٢، وقد أخرجه علي المتَّقي في كنز العمَّال من مسند أحمد، وسُنن أبي داود، ومستدرك الحاكم، وهم أخرجوه بأسانيدهم عن أُمِّ سلمة زوجة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وألفاظهم تساوي لفظ عقد الدُّرر مع اختلاف يسير لا يغيِّر المعنى.
وأخرج حديث أُمِّ سلمة في كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٥ مع الاختصار لألفاظ الحديث، وفيه
أنَّه (عليه السلام) يَغلِبُ جيشَ السفياني (فيستَفتح الكنوز، ويقسِّم الأموال، ويلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض).
وقال: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، ورجاله ثقات، وهم رجال الصحيح.
ويأتي نصُّه في رقم (١٦)، وأخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي، ص١١٢، طبع سنة ١٣٠٨، مع الاختصار لألفاظ الحديث الذي سبَّب عدم فهم الحديث.
وأخرجه علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ وفي لفظه اختلاف لاختصاره وقال: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده، أو سُننه، وأخرجه السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٥٩، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر مع اختلافٍ يسير، وذكر بعد قوله: (فيُبايِعونه) قوله:
(ثمَّ ينشأُ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبعثُ إليهم بعثاً، فيَظهرون عليهم، وذلك بَعْثُ كلبٍ، والخيبة لمَن لم يشهد غنيمة كلب، فيُقسِّم المال، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ويلقي الإسلام بِجِرانِه إلى الأرض، يلبث سبع سنين، ثمَّ يُتوفَّى ويصلِّي عليه المسلمون).
٧- وفي كنز العمَّال، ج٧ ص٢٦١، أخرج بسنده من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخُسِفَ بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهلَ الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبَايعه وادخل في طاعته وإلاَّ قتلناك! فيُرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي [(عليه السلام) من مكَّة] حتَّى ينزلَ بيت المَقْدِس، وتنقلُ إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم، وأهل الحرب، والروم وغيرهم في طاعته من غيرِ قتالٍ، حتَّى تُبنى المساجد بالقسطنطينيَّة وما دونها...). الحديث.
المؤلِّف:
أخرج السيِّد ابن طاووس (رحمه الله) في الملاحم والفتن، ج١، ص٤١ ما أخرجه علي المتَّقي في كنز العمَّال مع اختلاف يسير، وقال فيه:
(إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً، يُخسَف به بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبَايِعْهُ وادخل في طاعته، وإلاَّ قتلناك! فيُرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم، وأهل الحرب، والروم وغيرهم في طاعته من غيرِ قتالٍ، حتَّى تُبنى المساجد بالقسطنطينيَّة وما دونها...). الحديث.
٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٤٢، أخرج بسنده عن الزهري (أنَّه) قال:
(يخرج المهدي من مكَّة بعد الخسف [إلى جيش السفياني] في ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً، عدَّة أهل بدرٍ، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتهم البراذع، وقال: [و] إنَّه يُسمع يومئذٍ صوتٌ من السماء، منادياً ينادي: إلاَّ إنَّ أولياء الله أصحاب فلان - يعني المهدي - فتكون الدُّبرةُ على أصحاب السفياني... ويخرج المهدي [عليه السلام] إلى الشام، ويتلقى السفياني المهدي ببيعته، ويَتسارع الناس إليه من كلِّ وجه، ويملأُ الأرض عدلاً).
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ حديث الزهري مع اختلاف لِمَا في الملاحم والفتن لابن طاووس، وفيه زيادةٌ، وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨، باب (١٢٣) حديث الزهري، وفيه مضامين الحديث المتقدِّم وفيه: أنَّ أسماء قالت:
(إنَّ أمارة ذلك، كفٌّ من السماء مدلاَّة ينظر إليها الناس).
٩- وفي عقد الدُّرر. الحديث (٢٠٨)، أخرج بسنده من كتاب السُنن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المُقري قال: وإنَّه أخرج بسنده عن حذيفة، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في قصَّة [الإمام] المهدي (عليه السلام) وظهور أمره وقال [فيما قال]:
(فتخرج [إليه] الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مضر، وعصائب (أهل العراق) أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة، فيبايع له [عليه السلام] بين زمزم والمقام، ثمَّ يخرج [عليه السلام] متوجِّهاً إلى الشام، وجبرئيل على مُقدِّمته، وميكائيل على ساقته، يفرح أهل الأرض، والطير، والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتُمَدُّ الأنهار، وتُضْعِفُ الأرض أُكُلَها، وتستخرج الكنوز).
المؤلِّف:
أخرج السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٨١ حديثاً مفصَّلاً من سُنن أبي عمرو الداني، يذكر فيه أفعال السفياني وتعدِّياته ومخالفاته للشريعة الإسلامية، وقتل الأبرياء، قال:
(فعند ذلك يُنادي منادٍ من السماء: أيُّها الناس: إنَّ الله قطع عنكم مُدَّة الجبَّارين، والمنافقين، وأشباههم، وولاَّكم خيرَ أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فالحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله، قال حُذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: كيف لنا حتَّى نعرفه؟ فقال: هو رجلٌ من وُلدي، كأنَّه من رِجال بني إسرائيل، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدُّري، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود، ابن أربعين سنة، فيخرج (إليه) الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة فيُبايَع له بين الركن والمقام، ثمَّ يخرج متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مُقدِّمته، وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير والوحوش والحيتان في البحر، وتزيدُ المياه في دولتهِ، وتُمَدُّ الأنهار، وتُضعِفُ الأرض أهلها، وتستخرج الكنوز...). الحديث.
وتمامه ذُكِرَ في الأحاديث التي ذُكِرَ فيها محلُّ بيعة الناس للإمام المهدي (عليه السلام)، في رقم (٢٢) في باب (٢٨).
١٠- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١ هـ قال: قال مقاتل في تفسيره:
والصيحة التي تكون في شهر رمضان، تكون في ليلة الجمعة، ويكون ظهور المهدي [عليه السلام] عقيبه في شوال. [ثمَّ قال]: ومن أمارات خروج الإمام المهدي (عليه السلام) منادٍ يُنادي: إلاَّ إنَّ صاحب الزمان قد ظهر، وهو في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان [قال]: فلا يبقى راقدٌ إلاَّ قام، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وإنَّه يخرج في شوال في وترٍ من السنين، ويبايعه بين الركن والمقام ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من الأخيار كلُّهم شبَّان لا كهل فيهم، ويكون دارُ مُلْكِه الكوفة، ويُبنى له في ظهر الكوفة مسجدٌ له ألف باب.
والحديث له تتمَّة ذُكِرت جميعها في باب علائم ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في الباب (٣٠).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، الطبعة الأُولى ج٢، ص١٠٤ من فتن السليلي قال: فيما ذكره أبو صالح السليلي في صفة أصحاب المهدي (عليه وعليهم السلام) وقال: حدَّثنا ابن أبي الثلج، قال: أخبرنا عيسى بن عبد الرحمان، قال: أخبرنا عبد الرحمان بن موسى الجوي، قال: أخبرنا عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيى الحكيم بن سعد، قال سمعت علياً (عليه السلام) يقول:
(أصحاب المهدي شبابٌ لا كهل فيهم).
١١- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد في الفتن، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(في ذي القعدة تَجاذُب القبائل، وعامئذٍ ينهب الحاجُّ، ستكون ملحمةٌ بِمنى حتَّى يهرب صاحبهم، فيُبايع بين الركن والمقام وهو كاره، يُبايِع مِثْل عدَّة أهل بدر، [و] يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض).
أخرجه نعيم بن حمَّاد في الفتن، والحاكم في المستدرك بسنديهما عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه.
المؤلِّف:
أخرج الحديث في مستدرك الصحيحين للحاكم، ج٤، ص٥٠٣ وفي لفظه زيادةٌ، وإليك نصُّه بلا تصرُّفٍ فيه.
١٢- وفي مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي ج٤، ص٥٠٣، أخرج بسنده المتَّصل، عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(في ذي القعدة تَجَاذُب القبائل، وتُغادر، فيُنهب الحاجُّ، فتكون ملحمةٌ بِمنى يكثرُ فيها القتلى، ويسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عَقَبة الجمرة، وحتَّى يهرب صاحبهم، فيأتي بين الركن والمقام فيُبايع وهو كاره، يقال له: إن أبيت [من قبول البيعة] ضربنا عُنُقك [ف] يُبايِعُه مثل عِدَّة أهل بدر [و] يرضى عنهم ساكن السماء، وساكن الأرض).
المؤلِّف:
بالمراجعة إلى هذا الحديث، والحديث رقم (١١)، تعرف ما فعلوا بالأحاديث النبويَّة من التحريف والاختصار، حسب ميول الرواة، وميول معاصريهم من الملوك والخلفاء الأُموييِّن والعباسييِّن، وقد أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٨٢ حديثاً بمعناه عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(سيكون في رمضانَ صوتٌ، وفي شوال مَعْمَعَةٌ، وفي ذي القعدة تَحارُب القبائل، وعلامتُه ينهب الحاجُّ، وتكون ملحمةٌ بِمنى تكثُر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دمائهم على الجمرة، [و] حتَّى يهرب صاحبهم، فيُؤتى بين الركن فيُبايَع وهو كاره، ويُقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، [يُبايعه مثل عدَّة أهل بدر] يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض).
المؤلِّف:
وبالمراجعة إلى هذا الحديث أيضاً تعرف ما وقع من الاختصار والتحريف في الحديث، فتأمَّل ولا تغفل.
١٣- وفي الملاحم والفتن للسيِّد بن طاووس، ج١، ص٣٩ باب (١٢٦) قال: رويَ عن أبان بن عقبة بن أبي معيط أنَّه سمع ابن عباس يقول:
(يَبْعَث الله المهدي بعد أياس، وحتَّى يقول الناس: لا مهدي [أي: ينكرون وجود المهدي (عليه السلام)] [قال: يُبْعَثُ] وأنصاره من أهل الشام، عدَّتهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، عدَّة أصحاب بدر، يسيرون إليه من الشام حتَّى يستخرجوه من بطن مكَّة من دارٍ عند الصفا، فيُبايعونه كرهاً، فيصلِّي (عليه السلام) بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام، ثمَّ يصعد المنبر).
ثمَّ ذكر حديثاً بسنده عن معمَّر، عن قتادة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تأتيه عصائب [أهل] العراق، وأبدال الشام، فيُبايِعونه بين الركن والمقام).
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٨١ حديث قتادة، وهذا نصُّه، قال:
(يُجاء إلى المهدي في بيته، والناس في فتنةٍ يُهراق فيها الدماء، ويقال له: قُمْ علينا، فيأبى حتَّى يخوَّف بالقتل، فإذا خُوِّف بالقتل قام عليهم، فلا يُهراق بسببه محجَمةُ دم).
المؤلِّف:
وأخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ حديث أبان بن عقبة، مع اختصارٍ واختلافٍ لبعض ألفاظه، وأخرجه في عقد الدُّرر. الحديث (١٦١) عن ابن عباس، ولفظُه يساوي لفظَه، وقال:
(عِدَّة أنصاره من أهل الشام ثلاثمئة وخمسةَ عشرَ).
وهذا من سهوٌ الراوي، ويدلُّ على سهوه أنَّ نفس الحديث أخرجه في الملاحم والفتن لابن طاووس وفيه:
(أنَّ عدَّة أنصاره من أهل الشام ثلاثمئة وثلاثة عشر).
وفي الحديث اشتباه آخر، وهو قوله: (وأنصاره من أهل الشام)، فإنَّ نسبتهم إلى الشام من سهو الرواة؛ لأنَّ أصحابه (عليه السلام) عند خروجه ثلاثمئة وثلاثة عشر وهم من بلاد مختلفة، نعم يكونون معه (عليه السلام) عند مجيئه إلى الشام وغيره.
١٤- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٥٢ قال: أخرج أبو داود، عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخرج رجلٌ من وراء النهر يقال له: الحرث حرَّاث، على مُقدِّمته رجلٌ يقال: منصور، يوطِّئ - أو يُمكِّن - لآل محمَّد، كما مكَّنت قريشٌ لرسول الله، وجَبَ على كلِّ مؤمن نصره، أو قال: إجابته).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (١٧٥)، ولفظه يساوي لفظ العرف الوردي، وقال: أخرجه أبو داود في سُننه، وأبو بكر البيهقي، والشيخ أبو محمَّد الحسين في كتاب المصابيح.
١٥- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ نقلاً من تاريخ ابن عساكر، والمعجم الكبير للطبراني وغيرهم، أخرج عن أُمِّ سلمة أنَّها قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يُبايِع لرجلٍ من أُمَّتي بين الركن والمقام، كعدَّة أهل بدر، فتأتيه عُصَبُ العراق [أي: جماعة من رجالها] وأبدال الشام...).
١٦- وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٥ من نور الأبصار، أخرج عن أُمِّ سلمة أنَّها قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة، فيُخرِجونه وهو كاره، فيُبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَث إليهم بعثٌ من الشام، فيُخسَف بهم بالبيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق، فيُبايِعونه...).
المؤلِّف:
أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦ حديث أُمِّ سلمة، ولفظه يساوي لفظ إسعاف الراغبين.
وقد تقدَّم، في رقم (٦)، أنَّ الحديث أخرجه في كنز العمَّال، ج٦، ص٣٢ ولفظه يساوي لفظ ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، وفيه زيادةُ قوله:
(ثمَّ ينشأُ رجلٌ من قُريشٍ أخواله كلب [وهو السفياني] فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بعث [بني] كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة [بني] كلب! فيُقسِّم (عليه السلام) المال، ويعمل في الناس بِسُنَّةِ نبيِّهم، ويُلقي الإسلام بِجرِانه إلى الأرض....). الحديث.
المؤلِّف:
الجِران: مقدِّمة عُنق البعير من مَذْبَحِه إلى مَنْحَرِه، كما في القاموس، والمراد به في الحديث: أنَّ الإسلام يتمكَّن في الأرض ويستقرُّ بلا معارض.
وهذا الحديث أخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي، ص١٠٢، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٤٢، وفيه أنَّ المهدي (عليه السلام)
(يَخرُج من مكَّة بعد الخسف في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدَّة أهل بدر، فيلتقي هو وأصحاب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتُهم البراذع...). الحديث.
المؤلِّف:
وأخرج الحديث في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص٣١٧ وساقه سياق ما في كنز العمَّال وقال: أخرجه الترمذي في جامعه، وابن ماجة القزويني، وأبو داود كما أخرجناه سواء، وقد تقدَّم في رقم (٦) الحديث نقلاً من مجمع الفوائد ومنبع الفرائد، ج٧، ص٣١٥ للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي مختصراً وإليك نصُّه بلا اختصار في رقم (١٧) من هذا الباب.
١٧- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٥، أخرج عن أُمِّ سلمة قالت: سمعت رسول لله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيَخرُج من بني هاشم فيأتي مكَّة، فيَستخرِجه الناس من بيته بين الركن والمقام، فيُجهِّز إليه جُزءٌ من الشام أخواله من [بني] كلبٍ، فيُجهِّز [الهاشمي] إليه جيشٌ فيَهزِمهم الله، فيكون الدائرة عليهم، فذلك يوم [بني] كلب، الخائبُ من خاب من غنيمةِ [بني] كلبٍ، فيستفتِحُ الكنوز ويُقسِّم [الأموال]، ويُلقي الإسلام بِجِرانه إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع سنين - أو قال -: تسع).
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجلٌ الصحيح.
١٨- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١، أخرج حديثاً مفصَّلاً في أحوال الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام)، وذكر في ضمن الحديث أنَّه (عليه السلام) يخرج ويَمُدَّه الله بثلاثة آلافٍ من الملائكة، يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم، وفيه أنَّه (عليه السلام) يُبعَث وهو ما بين الثلاثين والأربعين.
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٤٧ حديثاً مفصَّلاً حاوياً لِمَا في كنز العمَّال وفيه زياداتٌ مهمَّةٌ نافعةٌ، وهذا نصُّه في رقم (١٩).
١٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٤٧، أخرج بسنده عن [أمير المؤمنين] علي بن أبي طالب (عليهما السلام) [أنَّه] قال:
(المهدي مَولِدُه بالمدينة [أي: مدينة سامراء] من أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كثُّ اللحية، أكحلُ العينين، برَّاق الثنايا، في وجهه خالٌ، أقنى، أجلى، في كَتِفِه علامةُ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، يخرج براية النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) من مِرْط مُخمَلة، سوداء مربعة، فيها حِجْر، لم تُنْشر مُنْذُ توفِّيَ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولا تُنشر حتَّى يخرج المهدي، يَمُدَّه الله بثلاثةِ آلافٍ من الملائكة، يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم، يُبعث [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] وهو ما بين الثلاثين والأربعين [أي: يُرى كذلك]).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٣ مع اختلافٍ في بعض ألفاظه، وأخرج الحديث في نور الابصار، ص١٢٦، وفيه:
(أنَّ الله تعالى يمُدَّه بثلاثة آلافٍ من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه، وأنَّ على مُقدِّمةِ جيشه رجلٌ من تميم خفيف اللحية يقال له: شُعيب بن صالح، وأنَّ جبرائيل على مُقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وأنَّ السفياني يَبعثُ إليه من الشام جيشاً فيُخسَف بهم البيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه السفياني بمن معه، ويسير (الإمام المهدي) إلى السفياني بمن معه، فتكون النُّصرة للمهدي، ويذبح السفياني). الحديث.
المؤلِّف:
وفي الحديث (١٩٢) من عقد الدُّرر قال: ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسير القرآن العزيز، في قصَّة أصحاب الكهف قال:
(... عند خروج المهدي يُسلِّم عليهم فيُحْيِيهم الله عزَّ وجلَّ...). الحديث.
٢٠- وفي مستدرك الحاكم، ج٤، ص٥٠٣، أخرج بسنده عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال:
(يَحُجُّ الناس معاً ويُعرِّفون معاً على غيرِ إمام، فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكَلَب، فثارت القبائل بعضها على بعض واقتتلوا، حتَّى تسيل العقبة دماً، فيَفزعُون إلى خيرهم، فيأتونه وهو ملصقٌ وجهه إلى الكعبة يبكي - كأنَّي أنظر إلى دموعه - فيقولون هلُمَّ فَلْنُبايِعك، فيقول: ويْحَكُم كم عهدٍ قد نقضتموه، وكم (من) دمٍ قد سفكتموه، فيُبايَع كرهاً، فإذا أدركتموه فبايعوه، فإنَّه المهدي في الأرض، والمهدي في السماء).
٢١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦١ قال: أخرج الطبراني في الأوسط، عن أُمِّ سلمة قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَسيرُ مَلِكُ المشرق إلى مَلِكِ المغرب فيَقتُله، فيَبْعثُ جيشاً إلى المدينة فيُخسَف بهم، ثمَّ يَبعَث جيشاً، فينشأُ ناسٌ من أهل المدينة، فيعوذ عائذٌ بالحرم، فيجتمع الناس إليه الواردة المتفرِّقة، حتَّى يجتمع إليه ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً، منهم نسوةٌ، فيَظهَر على كلِّ جبَّار وابن جبَّار، ويُظهِر من العدل ما يتمنَّى له الأحياء أمواتهم...). الحديث.
المؤلِّف:
الأحاديث النبويَّة التي أُشِير فيها إلى عدد أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) لا يوجد فيها ما في هذا الحديث، وهو أنَّ عدَّة أصحاب الإمام (عليه السلام) ثلاثمئة وأربعة عشر غير هذا الحديث، وحديث آخر أيضاً أخرجه في العرف الوردي، ج٢، ص٧٤ وهذا نصُّه قال:
أخرج نعيم بن حمَّاد عن الزهري [أنَّه] قال:
(يَخرُج المهدي بعد الخَسف في ثلاثمئة وأربعةَ عشرَ رجلاً، عدد أهلِ بدرٍ، فيلتقي هو وصاحبُ جيشِ السفياني، وأصحاب المهدي جُنَّتُهم البراذِع...). الحديث.
المؤلِّف:
الرواة غلطوا، أو الطابع في الحديثين، ويشهد على ذلك أنَّ حديث الزهري أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٨، ولفظه يُخالف ما في العرف الوردي، قال: وعن الزهري أنَّه قال:
(يخرج المهدي من مكَّة بعد الخسف في ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً(٦) عدَّة أصحاب بدر، فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتُهم البراذع). الحديث.
وأخرج الحديث في الصواعق المحرقة لابن حجر، ص١٠٢، وفي الملاحم والفتن(٧) ج١، ص٤٢ وفيه أنَّه (عليه السلام):
(يَخرُج من مكَّة بعد الخسف في ثلاثمئة وأربعة عشرَ رجلاً، عدَّة أهل بدر، فيلتقي هو وأصحاب جيشِ السفياني، وأصحاب المهدي يومئذٍ جُنَّتُهم البراذع...). الحديث.
٢٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٣٠، باب (٩٢)، أخرج بسنده عن عبد الكريم أبي أُميَّة، عن محمَّد بن الحنفيَّة قال:
(تَخرُج رايةٌ سوداء لبني العبَّاس، ثمَّ تخرُج من خُراسان أُخرى سوداء، قلانِسُهم سودٌ، وثيابهم بيضٌ، على مُقدِّمتهم رجلٌ يقال له: شُعيب بن صالح - أو: صالح بن شُعيب - من تميم، يَهزِمون أصحاب السفياني، حتَّى ينزل بيت المقدس، يوطِّئ للمهدي سُلطانه، يُمَدُّ إليه ثلاثمئة من الشام، يكون بين خروجه وبين أنْ يُسلِّم الأمر للمهدي [عليه السلام] اثنان وسبعون شهراً).
المؤلِّف:
أي: بعد ستَّة سنين، والظاهر أنَّ هؤلاء الثلاثمئة غير الثلاثمئة والثلاثة عشر الذين هم الأصحاب الخاصِّين للإمام المهدي (عليه السلام)، ثمَّ لا يخفى أنَّ الأحاديث المرويَّة في كُتب علماء أهل السُنَّة، وفيها ذِكْر أحوال شُعيب بن صالح مختلفة المعنى، فمن بعضها يظهر أنَّه هاشمي، ومن بعضها يظهر أنَّه يكون في مُقدِّمة الرجل الهاشمي الذي يخرج قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وإليك نصوص الأحاديث التي عثرنا عليها:
ففي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(تَخرُج راياتٌ سودٌ مُقابٍل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليُسرى خالٌ، وعلى مُقدِّمته رجلٌ من بني هاشم يدعى: شُعيب بن صالح، فيهزم أصحابه).
وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣١، الطبعة الأُولى قال: فيما ذكره نعيم من صفة الشابِّ المنصور من بني هاشم، أنَّ بكفِّه اليُمنى خالٌ، وبين يديه شُعيب بن صالح.
وفيه أيضاً: قال: حدَّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يخرُج شابٌّ من بني هاشم، بكفِّه اليُمنى خالٌ، من خُراسان بِراياتٍ سودٍ، بين يديه شُعيب بن صالح، يُقاتِل أصحابَ السفياني فيَهزِهم).
وفيه أيضاً: ج١، ص٣١، أخرج حديثاً آخر بسنده عن الحسن، قال:
(يَخرُج بالريِّ رجلٌ رُبعةٌ أسمر، مولى لبني تميم، كوسج، يقال له: شُعيب بن صالح... يكون مُقدِّمة [للإمام] للمهدي...).
وهذا الحديث أخرجه في عقد الدُّرر في الحديث (١٧٦)، وهذا الحديث أيضاً أخرجه في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٠، وهذا الحديث أيضاً أخرجه جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ وألفاظ الجميع متقاربة، ويأتي ألفاظ الجميع في رقم (٣٧)، وفي حديثين منها يقول:
(يكون على مُقدِّمةِ المهدي)، وفي حديث آخر يقول: (يكون مُقدِّمةً للمهدي).
والظاهر أنَّ الحديثين أقرب للصواب، ويؤيِّدُهما حديث رويَ عن عمَّار بن ياسر، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣١، قال: وعن عمَّار بن ياسر قال:
(المهديُ على لوائه شُعيب بن صالح).
ويمكن الجمع بأن نقول: يكون أوَّلاً مقدِّمةً له (عليه السلام)، وبعده يكون في مقدِّمةِ جيشه.
٢٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس ج١، ص٤١، باب (١٣٠)، قال: فيما ذكره نعيم: أنَّ جيش [الإمام] المهدي (عليه السلام) في اثني عشرَ ألفاً، أو خمسةَ عشرَ ألفاً.
حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد [أنَّه] سمع ابن زرير الغافقي، سمع علياً (عليه السلام) يقول:
(يخرج المهدي في اثني عشر ألف إنْ قلَّوا، وخمسةَ عشرَ ألفاً إنْ كثروا، ويسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدوٌّ إلاَّ هزمهم بإذن الله، شعارهم: أمِتْ، أمِتْ، لا يُبالون في الله لومةَ لائمٍ، فيَخرُج إليهم سبعُ راياتٍ من الشام فيهزمهم ويَملِك، فترجع إلى الناس محبِّهم، ونعمتهم، وفاصتهم، وبزراتهم، ولا يكون بعدهم إلاَّ الدجَّال [قال]: قلنا: وما الفاصة والبزارة؟ قال: يفيض الأمر حتَّى يتكلَّم الرجل بما شاء، لا يخشى شيئاً).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٤١ الحديث بسند آخر عن ابن زرير، عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) [أنَّه] قال: (يُرسل الله على أهل الشام من يفرِّق جماعتهم، حتَّى لو [أنَّهم] قاتلتهم الثعالب غلبتهم، وعند ذلك يخرُج رجلٌ من أهل بيتي في ثلاثِ راياتٍ، المُكْثِر يقول: خمسةَ عشرَ ألفاً، والمُقْلِل يقول: اثني عشر ألفاً، أمارتهم: أمِتْ أمِتْ، على رايةٍ منها رجلٌ يطلُب المُلْك، أو يُبْتَغى له المُلك، فيقتُلهم الله جميعاً [أي: يقتل الخارجين على المسلمين، وهم السبع راياتٍ التي أُشِير إليها في الحديث السابق] ويردُّ الله على المسلمين، أُلفتهم، وفاصتهم، وبزاراتهم).
المؤلِّف:
الحديث رقم (٢٣) فيه تشويش وإجمال يحتاج إلى التوجيه.
المؤلِّف:
أخرج في كتاب مجمع الفوائد ومنبع الفرائد، ج٧، ص٣١٧ الحديث الثاني مع اختلافٍ، وهذا نصُّه - بحذف السند -: عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(يكون في آخر الزمان فتنةٌ يُحصَّل الناس كما يُحصَّل الذهب والفضَّة من المَعدِن(٨) فلا تسبُّوا أهل الشام، ولكن سبُّوا شرارهم [أشرارهم] فإنَّ فيهم الأبدال، يوشكُ أنْ يُرسل على أهل الشام سببٌ من السماء فيُفرِّق جماعتهم، حتَّى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم، فعند ذلك؛ يَخرُج خارِجٌ من أهل بيتي في ثلاثِ راياتٍ، المُكْثِر يقول: خمسةَ عشرَ ألفاً [يقول: هم خمسةَ عشرَ ألفاً] والمُقِلُّ يقول: هم اثنا عشر ألفاً، أمارتهم: أمِتْ أمِتْ، يلقون سبعَ راياتٍ تحت كلِّ رايةٍ منها رجلٌ يطلب الملك، فيقتلهم الله جميعاً، ويَرُدُّ الله إلى المسلمين أُلفتهم، ونعمتهم، وقاصيهم، ودانيهم).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٦، في الباب (٨)، الطبعة الأُولى الحديث مختصراً، أو نقله بالمعنى، والراوي ابن زرير الغافقي، وقال فيه: سمعت الحديث عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
(الفتِنُ أربعٌ: فتنةُ السرَّاء، وفتنةُ الضرَّاء، وفتنةُ كذا - فذكر معدِن الذهب - ثمَّ يخرُج رجلٌ من أهل بيتي، من عترة النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، يُصلح الله على يديه أمرهم).
وأخرج الحديث الحاكم النيسابوري الشافعي في مستدرك الصحيحين، ج٤، ص٥٥٤ بسنده المتَّصِل عن الحارث بن يزيد حدَّث أنَّه سمع عبد الله بن زرير الغافقي، يقول: سمعت علي بن أبي طالب (عليهما السلام) يقول:
(ستكون فِتنةٌ يُحصَّل الناس منها كما يُحصَّل الذهب في المعدن، فلا تسبُّوا أهل الشام، وسبُّوا ظلمتهم، فإنَّ فيهم الأبدال، وسيرسل الله إليهم سيباً من السماء فيُغرقهم، حتَّى أو قاتلهم الثعالب غلبتهم، ثمَّ يبعث الله عند ذلك رجلاً من عِترةِ الرسول (صلَّى الله عليه وآله) في اثني عشر ألفاً إنْ قلُّوا، وخمسة عشر ألفاً إنْ كثروا، أمارتهم - أو علامتهم - أمِتْ أمِتْ، على ثلاثِ راياتٍ، يُقاتِلهم أهل سبعِ راياتٍ (تسعِ راياتٍ)، ليس من صاحب رايةٍ إلاَّ وهو يطمع بالمُلك، فيَقتتِلون ويُهزمون، ثمَّ يظهر الهاشمي؛ فيَردُّ الله إلى الناس أُلفتهم، ونعمتهم، فيكونون على ذلك حتَّى يَخرُجَ الدجَّال).
ثمَّ قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [أي: البخاري ومسلم].
المؤلِّف:
أخرج الحديث الذهبي الشافعي في تلخيص المستدرك، ج٤، ص٥٥٤ ذيل المستدرك وقال: هذا حديث صحيح [غير أنَّه] قال: (تُقاتِلُهم أهلُ تسعِ راياتٍ) كما أشرنا إليه في الحديث.
هذا وبملاحظة هذا الحديث يُعرف التحريفات وما أُسقِط من الحديث حسب رغبةِ الرواة، وما زِيد في الأحاديث السابقة.
المؤلِّف:
وأخرج الحديث علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٣، الطبعة الأُولى، حيدر آباد الدكن، نقلاً من مستدرك الحاكم، وفتن نعيم وفي لفظه اختلاف يسير، ولفظه أشبه بلفظ الحاكم، وفيه: (أنَّه يُبعث عند ذلك رجلٌ من عترة آل الرسول).
وأخرج علي المتَّقي الحنفي الحديث في كنز العمَّال، ج٤، ص٢٦٠ أيضاً، وفي لفظه اختلافٌ وزيادةٌ يساوي ما تقدَّم نقله من (مجمع الفوائد ومنبع الفرائد)، وقال في آخر الحديث: (ويردُّ الله إلى المسلمين أُلفتهم، ونعمتهم، وقاسيتهم، ودانيتهم).
ثمَّ قال: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، وأخرج الشيخ يوسف الشافعي الحديث في عقد الدُّرر. الحديث (٦٦)، من الباب (٤) غيرَ كاملٍ، وقال فيه: (وسيُرسل الله عليهم سيباً من السماء فيُفرِّقهم).
وقد تقدَّم نصُّه في أنَّ المهدي (عليه السلام) من أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في رقم (٣٩).
٢٤- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٥٣ نقلاً من كتاب اللالكائي، والإصبهاني وقال: إنَّهما أخرجا بسنديهما عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(يَذهب الناس حتَّى لا يَبقى أحدٌ يقول: لا إله إلاَّ الله [أي: لا يبقى موحِّد] فإذا فعلوا ذلك؛ ضرب يَعسُوب الدين بذنبه، فيَجتمِعون إليه من أطراف الأرض، كما يجتمع قُزع الخريف، والله إنِّي لأعرف اسم أميرهم، ومناخَ رِكابهم، يقولون: القرآن مخلوق...). الحديث.
المؤلِّف:
يظهر من هذا الحديث أنَّ أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) يعتقدون في القرآن ما تعتقده الإماميَّة وهو أنَّ القرآن مخلوق، وهو على خلاف ما عليه الأشاعرة من أهل السُنَّة فإنَّهم يقولون: بأنَّ القرآن غير مخلوق، بل هو قديم كما إنَّ الله قديم، فعليه هم يعترفون بتعدد القدماء.
المؤلِّف:
ثمَّ أخرج حديثاً آخر بمعناه وليس فيه (يقولون: القرآن مخلوق... إلخ)، وهذا نصُّه نقلاً من سُنن ابن أبي شيبة [أنَّه أخرج] بسنده عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(يُنْتقَصُ الإسلام [أي: لا يبقى موحِّد] حتَّى لا يُقال: الله الله، فإذا فُعِلَ ذلك؛ ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فَعَلَ ذلك؛ بَعث قوماً يجتمعون كما يجتمع فرع الخريف، (الجريث) والله إنِّي لأعرف اسم أميرِهم، ومناخ رِكابهم!).
المؤلِّف:
يُعرف من هذا الحديث أنَّ قوله: (يقولون: القرآن مخلوق... إلخ) من زيادةِ الرواةِ من أهل السُنَّة؛ فإنَّهم يُنكرون خلقَ القرآن، ويذمُّون من يقول بخلق القرآن، ويجعلون لله شريكاً في قِدَمِه، ويقولون: الله قديم، والقرآن قديم.
هذا؛ وقد نطق القرآن بأنَّه حادثٌ، وذلك قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ...) الآية، والمُراد بالذِكْر: القرآن، وفي القرآن آياتٌ عديدةٌ تدلُّ على أنَّ القرآن ما كانَ، فكان، أي: أنَّ القرآن حادثٌ وليس بقديم.
نعم؛ مَن أنزل القرآن على نبيِّه بواسطة جبرئيل (عليه السلام) قديمٌ منزَّه عن الحدوث، وكلُّ شيءٍ موجود غير الله تبارك وتعالى حادثٌ، ولا يَبعُد أنَّ السيوطي، أو علي المتَّقي، أو غيرهما أسقطا من الحديث الثاني جملة: (يقولون: القرآن مخلوق)؛ لأنَّ ذلك يُخالف ما هو عليه من العقيدة.
٢٥- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٧ أورد ما ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) وهو قوله:
(ألا بأبي وأُمِّي، هم مِن عدَّةٍ أسمائهم في السماء معروفةٌ، وفي الأرض مجهولةٌ، ألا فتوقَّعوا من إدبار أموركم، وانقطاع وصْلِكم، واستعمال صغاركم.... ذاك حيث تسكرون من غيرِ شراب، بل من النعمة والكوفة، والمدينة، وشُعيب بن صالح، والمهدي.
ثمَّ أخرج حديثاً مسنداً عن مُعاذ بن جبل، وإليك نصُّه - بحذف السند -: عن مُعاذ بن جبل، قال:
بينما أنا وأبو عبيدة بن الجرَّاح، وسلمان، جلوسٌ ننتظر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إذ خرج علينا في الهجيرة، مرعُوباً متغيِّرَ اللون، فقال:
(من ذا؟ أبو عُبيدة، مُعاذ، سلمان؟ قلنا: نعم يا رسول الله، فذكر الفتن، ثمَّ قال: تَدخُل مدينةَ الزوراء، فكم من قتيلٍ وقتيلةٍ، ومالٍ مُنْتَهبٍ، وفَرجٍ مُسْتَحلٍّ، رحمَ الله من آوى نساءَ بني هاشم يومئذٍ وهنَّ حُرمتي، ثمَّ تنتهي إلى وكْرِ الشيطان بذي العرس، فيَخرُجُ إليهم فتيانٌ مِن مجالسِهم، عليهم رجلٌ يُقال له: [شُعيب بن] صالح، فتكون الدابِرةُ على أهلِ الكوفة، ثمَّ تنتهي إلى المدينة، فتَقتُلُ الرجال، وتَبْقرُ بطونَ النساء من بني هاشم، فإذا حَضرَ ذلك فعليكُم بالشواهِق - أو خلف الدروب - وإنَّما ذلك حَمْلُ امرأة، ثمَّ يُقبِل الرجلُ التميمي شُعيب بن صالح - سقى الله بلادَ شُعيب - بالرّاية السوداء المهديَّة بنصر الله وكلمته، حتَّى يُبايِع المهدي بين الركن والمقام).
٤٥- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٢، الحديث (٢٩٦٧)، عند ذكره أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، أخرج بسنده عن مُحمَّد بن الحنفيَّة، عن علي (عليه السلام) حديثاً مفصَّلاً ومن جملة ما فيه، أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) الموعود، وأحوال أصحابه، وأنصاره، ثمَّ ذكر بعض فتوحاته، وإليك نصُّ بعض الحديث:
عن مُحمَّد بن الحنفيَّة أنَّ علياً (عليه السلام) قال يوماً في مجلسه:
(والله قد علمتُ لتَقْتُلُنَّنِي ولتَخلُفُنِّي، ولتكفؤنَّ إكفاء الإناء بما فيه، ما يمنع أشقاكم أن يَخضِب هذه - يعني لحيته - بدمٍ من فَود هذه - يعني هامته - فوالله إنَّ ذلك لفي عهد رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إليَّ، وليدالنَّ عليكم هؤلاء القوم باجتماعهم على أهل باطلهم وتفرُّقِكُم على أهلَ حقِّكُم حتى يملكوا الزمان الطويل [أي: ما يزيد على الثمانين سنة] فيستحلُّوا الدمَ الحرام، والفرجَ الحرام، والخمرَ الحرام، والمالَ الحرام، فلا يبقى بيتٌ من بُيوتِ المسلمين إلاَّ دخلت عليهم مَظلمتُهم، فيا ويْحَ بني أُميَّة من ابن أَمَتِهم! يَقتُل زِنْديقَهُم، ويَسيرُ خليفتهم في الأسواق، فإذا كان كذلك ضرب الله بعضهم ببعض، والذي فلقَ الحبَّة وبرأ النَّسمة: لا يزالُ مُلْكُ بني أُميَّة ثابتاً لهم حتى يملك زِنْديقَهُم، فإذا قتلوه ومَلَكَ ابن أَمتِهم خَمْسةَ أشهرٍ ألقى الله بأسَهُم بينهم، فيُخرِّبون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وتُعطَّل الثغور، وتُهراقُ الدماء، وتقع الشحناء في العام، والهرجُ سبعةَ أشهرٍ، فإذا قُتِل زِنْديقَهُم فالويل ثمَّ الويل للناس في ذلك الزمان! يُسلَّطُ بعض بني هاشم على بعض، حتى من الغيرة تَغيِرُ خَمسةُ نَفرٍ على المَلِكِ، كما يَتغايِرُ الفتيان على المرأة الحسناء، فمنهم الهارب والمشؤم، ومنهم السنَّاط الخليع، يُبايِعه جُلُّ أهلِ الشام، ثمَّ يسير إليه حماز الجزيرة، من مدينة الأوثان، فيُقاتِله الخليع ويَغلِبُ على الخزائن، فيُقاتِلُه من دمشق إلى حرَّان(٩) ويعمل عمل الجبابرة الأُولى، فيغضب الله من السماء لكلِّ عمله، فيبعث عليه فتىً من قِبَل المشرق يدعوا إلى أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، هم أصحابُ الراياتِ السودِ المستضعفون، فيُعِزَّهُم الله، ويُنْزِل عليهم النصر، فلا يُقاتِلُهم أحدٌ إلاَّ هزَمُوه، ويسير الجيش القحطاني حتَّى يَستخرِجوا الخليفة وهو كارهٌ خائفٌ، فيَسِير معه تسعة آلافٍ من الملائكة، معه رايةُ النصر، وفتى اليمن في نَحرِ حماز الجزيرة(١٠) على شاطئ نهرٍ، فيلتقي هو وسفَّاح بني هاشم(١١) فيَهزِمون الحماز ويهزمون جيشه ويُغرِقُونهم في النهر، فيسير الحماز حتى يبلغ حرَّان، فيَتْبعُونَه فيَنهزِم منهم، فيأخذ على المدائن التي في الشام على شاطئ البحر، حتى ينتهي البحرين(١٢) ويسيرُ السفَّاح وفتى اليمن حتى ينزلوا دمشق فيَفتحُونها أسرعَ من التماعِ البرق، ويهدِمون سورها، ثمَّ يُبنى ويُعمَّر، ويُساعِدُهم عليها رجلٌ من بني هاشم اسمه اسم نبي، فيَفتحُونها من الباب الشرقي، قَبل أن يمضي من اليوم الثاني أربعُ ساعاتٍ، فيَدخُلها سبعونَ ألفَ سيفٍ مسلُولٍ بأيدي أصحاب الراياتِ السودِ، شعارهم: أَمِتْ أَمِتْ، أكثرُ قتلاها فيما يَلِي المشرق، والفتى في طلب الحماز، فيُدرِكانه فيَقتُلانِه من وراءِ البحرين من المعرتين واليمن، ويُكْمِل الله للخليفة سُلطانه، ثمَّ يَثور سَمِيَّانَ أحدُهما بالشام، والآخر بمكَّة، فيَهلُكُ صاحبَ المسجد الحرام، ويُقبِل حتى يَلْقى جُموعَه جُموع صاحب الشام، فيَهزِمُونَه).
أخرجه ابن المنادي، وهو العلاَّمة أحمد، وله كتاب في الملاحم، ذكر السيِّد في الملاحم والفتن في ملحقاته أحواله في ص١٥٠، الطبعة الأُولى، وأخرج من كتابه السيوطي في العرف الوردي.
٤٦- وفي فرائد السمطين للحمويني الشافعي في آخر الجزء الثاني، أخرج في ضمن حديث مُفصَّل بعض أحوال أصحاب الإمام، وبعض أوصافهم، وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(... إنَّ الله تبارك وتعالى ركَّب في صُلبِ الحسن [العسكري] نطفةً مباركةً زكيِّةً طيِّبةً طاهرةً مُطهَّرةً، يَرضى بها كلُّ مؤمنٍ ممَّن أخذَ الله ميثاقه في الولاية، ويكْفرُ به كلُّ جاحدٍ، وهو إمام تقيٌّ نقيٌّ، سارٌّ مرضي، هادٍ مهدي، يحكم بالعدل، ويأمر به، يُصدِّق الله، ويُصدِّقُه الله في قوله، يَخرُج من تُهامةَ، حتَّى تَظهَر الدلائلُ والعلاماتُ، وله بالطالقان كُنوزٌ! لا ذهبٌ ولا فِضَّةٌ، إلاَّ خُيولٌ مُطهَّمةٌ، ورجالٌ مُسوَّمة، يَجمعُ الله له من أقاصِي البلاد على عددِ أهلِ بدرٍ، ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً، معه صحيفةٌ مَختُومةٌ فيها عددُ أصحابِه باسمائِهم، وأنسابِهم، وبُلدانِهم، وصنايِعهم، وطبايِعهم، وكلامُهم، وكُنَاهُم، كرَّارون مجدُّون في طاعته [عليه السلام]...). الحديث.
وذكر تمام الحديث في باب علائم ظهوره في رقم ()، وفي باب أنَّه (عليه السلام) من أولاد الإمام الحادي عشر، في رقم (٧)، في الباب (١٥).
٤٧- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٢، باب (٩٩)، أخرج بسنده عن كعب، قال:
(إذا مَلَكَ رجلٌ الشام، وآخرُ مِصرَ، فاقْتَتَل الشامي والمصري، وسَبَى أهلُ الشامِ قبائِلَ من مصر، وأقْبَل رجلٌ من المشرق براياتٍ سودٍ صغارٍ قَبلَ صاحبِ الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة إلى المهدي [عليه السلام]، قال أبو قبيل: ثمَّ يَملِك رجلٌ أسمر يملؤها عدلاً، ثمَّ يسير إلى المهدي [عليه السلام]، فيؤدِّي إليه الطاعةَ ويُقاتِلُ عنه).
المؤلِّف:
أخرج ابن حجر الهيتمي الشافعي في كتابه (القول المختصر)، في الباب الثالث الحديث مع الاختصار، وقال:
السادسة عشر: يقاتل قبله [أي: قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)] مَلكُ مصر ومَلِكُ الشام، ويسبي أهلُ الشام قبائل مصر، ويُقبل رجلٌ من المشرق براياتٍ سودٍ قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدِّي الطاعة للمهدي (عليه السلام).
٤٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٢، باب (١٠٠)، أخرج بسنده عن العلاء بن عُتبة، عن الحسن، أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، (حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نَصَرها نَصرَه الله، ومن خَذلَها خَذلَه الله، حتَّى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيُولُّوه أمرَهُم فيؤيُّده الله بِنَصرِه).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٧٤)، باب (٥)، وقال: وعن الحسن أنَّ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ذكر بلاءً يلقاه أهلُ بيته:
(حتَّى يبعث الله رايةً من المشرق سوداء، من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله...). وذكر بقيَّة الحديث، ثمَّ قال: أخرجه نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد، عن الحسن.
ولفظه يساوي لفظ السيِّد في الملاحم.
المؤلِّف:
إذا أطلق الرواة ذكر الحسن أرادوا به: الحسن البصري، ولكن الحسن البصري لا يروي عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بلا واسطة! ويمكن أن يُراد بالحسن: الحسن الزكي (عليه السلام)، حيث إنَّه أدرك جدَّه وروى عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
٤٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٢، باب (١٠١)، أخرج بسنده عن عمرو بن مرَّة الجُهني - صاحب رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) - قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(لتَخْرُجنَّ من خُراسان رايةٌ سوداءٌ حتَّى تَربِط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لهيا [بيت لهيا: وهو حصن بين أنطاكية وحلب] وحَرَستا، [قال]: قلنا: ما نرى بين هاتين زيتونة؟ قال: سَيصِيرُ بينهما زيتون حتَّى ينزِلها أهلُ تلك الراية، فتَربِطَ خيولها بها).
قال عبد الرحمان بن آدم الأزدي: وحدَّثتُ بهذا الحديث عبد الرحمان بن سلمان، فقال:
إنَّما يَربِط بها أهلُ الراية السوداء الثانية - التي تخرج على الأُولى - فإذا نزلوها خرج عليهم خارجي من أهل هذه، فلا يَجِدُ من أهل الراية الأُولى إلاَّ مختفِّياً، فيهزمهم.
٥٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد عن أبي جعفر، وقال:
(تنزِلُ الراياتُ السودُ - التي تَخرُجُ من خُراسان - الكوفةَ، فإذا ظَهر المهدي بمكَّة بَعثَ إليه بالبيعة).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٧٢)، ولفظه هذا عن أبي جعفر مُحمَّد بن علي (عليهما السلام) قال:
(تَنزِلُ الراياتُ السودُ - التي تُقبِلُ من خُراسان - الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكَّة، بعث بالبيعة إلى المهدي). وقال: أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد.
المؤلِّف:
وأخرج الحديث السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٣، باب (١٠٤)، قال: وعن جابر، عن أبي جعفر، قال:
(تنزِلُ الراياتُ السودُ - التي تخرُجُ من خُراسان - الكوفةَ، فإذا ظهر المهدي بمكَّة، بَعَثَت إليه بالبيعة).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في ألفاظ الحديث المستخرج في العرف الوردي، وفي عقد الدُّرر، وفي الملاحم تعرف ما فيها من الاختلاف وإنَّما أخرجنا الألفاظ الثلاثة ليُعرف ذلك الاختلاف.
٥١- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص١٢٧، قال:
وإنَّ أهل الكهف من أعوانه، [ثمَّ قال]: قال السيوطي: وحينئذٍ فُسِّر تأخيرهم إلى هذه المُدَّة، إكرامهم بشرف دخولهم في هذه الأُمَّة [المحمديَّة]، أي: وإعانتهم للخليفة الحقِّ.
المؤلِّف:
أخرج في مشارق الأنوار، ص١٠٦ ما ذكره ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين بلفظ آخر أوضح، وقال:
وفي روايةٍ: أنَّ الله تعالى يؤيِّده [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] بثلاثةِ آلاف من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.
- قال الأُستاذ السيوطي: وحينئذٍ فُسِّر تأخيرهم إلى هذه المُدَّة، إكرامهم بشرف دخولهم في هذه الأُمَّة، أي: وإعانتهم للخليفة الحقِّ - وأنَّ على مقدِّمة جيشه جبريل، وميكائيل على ساقته... الحديث.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر، الحديث ( )، من الباب (٧)، وقال: ذكر الثعلبي في تفسيره في قصَّة أصحاب الكهف أنَّهم أخذوا مضاجعهم بعد انتباههم، وصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي، وقال: عند تفسيره الآية المباركة (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ....). الآية.
رويَ عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال: (أنَّ المهدي يُسلِّم عليهم، ويحييهم الله، فيجيبون سلامه). انتهى بتصرُّف في ألفاظه واختصار.
٥٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه لله)، ج٢، ص١٠٤، باب (٧٩)، أخرج بسنده من فتن السليلي وقال:
فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن، من عدد رجال المهدي (عليه السلام) بذكر بلادهم، فقال:
حدَّثنا الحسن بن علي المالكي، قال: حدَّثنا أبو النضر.... قال: حدَّثنا سليمان بن عثمان النخعي، قال: حدَّثنا سعيد بن طارق، عن سلمة بن أنس، عن الأصبغ بن نُباتة، قال: خطب أمير المؤمنين علي [بن أبي طالب] (عليه السلام) خطبة، فذكر المهدي وخروج من يخرج معه وأسمائهم، فقال له أبو خالد الكلبي: - أو الكابلي - صِفْهُ لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي (عليه السلام):
(ألا إنَّه أشْبَهُ الناس خَلْقاً وخُلقاً وحُسناً برسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ألا أدُلُّكم على رجاله وعددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعتُ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: أوَّلُهم من البصرة، وآخرهم من اليمامة(١٣) [قال]: وجعل علي [عليه السلام] يُعدِّد رجالَ المهدي [عليه السلام] والناس يكتبون، فقال: رجُلان من البصرة، ورجلٌ من أهواز، ورجلٌ من عسكر مُكْرَم(١٤)، ورجلٌ من مدينة تستر، ورجلٌ والنعيم، ويَحلِفون من غير اضطرار، ويكذِبون من غيرِ إحراج، ذاك إذا عضَّكم البلاء كما يَعُضُّ القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء، وأبعدَ هذا الرجاء).
٢٦- ومن كلامِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، في وصف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام)، كما ذكره في ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، قال (عليه السلام):
(... [هم] قومٌ أذِلَّةٍ عند المتكبِّيرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معروفون).
٢٧- ومن كلامِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في حقِّ أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) كما في ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، نقلاً من نهج البلاغة قال (عليه السلام):
(قد طلعَ طالِعٌ، ولمَعَ لامِعٌ، ولاحَ لائِحٌ، واعتدل مائِلٌ، واستبدلَ الله بقومٍ قوماً، وبيومٍ يوماً، وانْتَظَرَنا الغيرُ انتظارَ المُجْدِب المطر، وإنَّما الأئمةُ قُوَّامُ الله على خلقه، وعُرفاؤه على عباده، لا يَدخُل الجنَّة إلاَّ من عَرَفَهُم وعَرَفُوه، ولا يَدخُل النَّار إلاَّ من أنكرَهُم وأنكرُوه).
٢٨- ومن كلامه (عليه السلام) في حقِّ أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) كما في ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، في خطبةٍ خطبها، وقال في ضمنها:
(وطالَ الأمدُ بالناس ليَستكمِلوا الخِزْيَ، ويستوجبوا الغير، حتَّى إذا إخْلولقَ الأجلَ، (جاءَ) قومٌ لم يمنعوا على الله بالصَّبر، ولم يستعظِموا بذلَ أنفُسِهم في الحقِّ، حتَّى إذا وافقَ واردَ القضاء انقطاع مدَّة البلاء، حملوا بصائرَهم على أسيافهم، ودانوا لربِّهم بأمرِ واعِظِهم).
٢٩- ومن قوله (عليه السلام) في وصف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) ما ذكر في ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، طبعة إسلامبول، سنة ١٣٠١ هـ، نقلاً من نهج البلاغة قال: قال (عليه السلام):
(ثمَّ ليَشحذنَّ فيها قومٌ شَحذَ الْقَيْن النَّصْل، تجلَّى بالتنزيل أبْصارَهم، ويُرمى بالتفسير في مَسَامِعِهم، ويُغْبَقُون كأس الحكمة بعد الصبوح).
* بيان:
قوله: شحذه، أي: حدَّه، من باب مَنَعَ وشَحَذَ السكِّين، أي: حدَّه.
وقوله: غَبَقَ، الغَبْق: الشرب بالعشيِّ، ويُقابله الصبوح، وهو الشرب في الصبح. (مجمع البيان).
المؤلِّف:
وله (عليه السلام) كلماتٌ في وصف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) تأتي في رقم (٥٣) من هذا الباب.
٣٠- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، ص٣١٤، طبعة إيران في الباب (٥)، أخرج بسنده عن عبد الله بن الحرث بن جُزء الزبيدي، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يَخرجُ ناسٌ من المشرق فيوطِّئون للمهدي - يعني سلطانه -).
ثمَّ قال الكنجي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ روته الثقات والأثَبَات.
المؤلِّف:
أخرجه أبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننِه، ج٢، ص٢٦٩ - ٢٧٠، ولفظه يساوي لفظ الكنجي في كتاب البيان، وأخرجه الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودَّة، ص٤٣٥، وأخرجه الشيخ يوسف في عقد الدُّرر الحديث (١٦٣) وقال: عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي، ولفظُه يساوي لفظ (البيان) وقال: أخرجه ابن ماجة في سُننِه والحافظ البيهقي في سُننِه.
٣١- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص٣١٤ – ٣١٥، أخرج بسنده عن علقمة، عن عبد الله، قال:
بينا نحن عند رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إذ أقبلَ فِتيةٌ من بني هاشم، فلمَّا رآهم النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) اغرورقت عيناه وتغيَّر لونُه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال:
(إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي سيَلْقَون من بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتَّى يأتي قومٌ مِن قِبَل المشرق ومعهم راياتٌ سودٌ فيَسألون الخير فلا يُعْطَوْنه، فيُقاتِلُون فيُنْصَرون، فيعطون ما سألوه فلا يَقْبلُونه، حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج).
المؤلِّف:
أخرج الحديث جماعةٌ من علماء أهل السُنَّة في كتبهم المعتبرة لديهم.
* منهم: الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، فقد أخرجه في ينابيع المودَّة في ص١٩٣، وفي ص٤٣٣، نقلاً من مسند أبي حاتم، وصحيح ابن حبَّان، وكتاب السري، عن ابن مسعود نقلاً من جواهر العقدين مع اختلافٍ يسير.
* منهم: ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق، ص١٠٠.
* منهم: علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٧، وفي كتابه الآخر (البرهان في علاماتِ مهديِّ آخر الزمان).
* منهم: أبو نعيم، فقد أخرج الحديث في الأربعين حديث الذي جمعه في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، وأخرج ذلك السيِّد في غاية المرام، ص٧٠، نقلاً منه، وقد جمعنا جميع الأربعين حديث، وسيطبع إنشاء الله في ذيلِ كتابنا المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام).
* منهم: الشيخ يوسف الشافعي، في عقد الدُّرر الحديث (١٦٢)، وفي حديثه اختلافٌ وزيادةٌ، وقد نقلنا نصَّه في الأحاديث المُثْبِتة أنَّ المهدي (عليه السلام) من أهل بيت النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في رقم (٨٦)، في الباب (٢)، وهو أحسنُ حديثٍ رويَ في الباب، فراجعه واغتنم.
* منهم: ابن الصبَّاغ المالكي، فقد أخرج الحديث في الفصول المهمَّة في الفصل (١٢)، ولا يخفى على طالبي علوم أهل البيت أنَّ كتاب (البرهان في علاماتِ مهديِّ آخر الزمان) تأليف علي المتَّقي الحنفي، مبوِّب جمعَ الجوامع - الذي سمَّاه بكنز العمَّال - موجودٌ في مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف مخطوطاً.
* منهم: ابن ماجة القزويني، فإنَّه أخرج الحديث في، ج٢، ص٥١٨ من سُننِه، طبعة م مصر، سنة ١٣٤٩ هـ.
* منهم: السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ص٣٠، الطبعة الأُولى، ج١، باب (٩٣)، فإنَّه أخرج حديث إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وفي لفظه اختلافٌ وزيادةٌ ليست في غيره من الروايات، وهذا نصَّه: عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
بينما نحن عند رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إذ جاء فِتيةٌ من بني هاشم، فتغيَّر لونه، فقلنا: يا رسول الله: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ [فقال في جوابهم]:
(إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهلَ بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاءً وتطريداً وتشريداً، حتَّى يأتي قومٌ - من ها هنا - من نحو المشرق، أصحابُ راياتٍ سودٍ، يسألون الحقَّ فلا يُعْطَونه - مرَّتين أو ثلاثاً - فيُقاتِلون فيُنصَرون، فيُعْطَون ما سألوا، فلا يقبلونها حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي، فيملأها عدلاً كما ملؤوها ظلماً، فمَن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّه المهدي).
٣٢- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، ص٣١٣، وص٣١٤، أخرج بسنده عن خالد الحذَّاء ما أخرجه ثوبان، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنَّه قال:
(يَقْتَتِلُ عند كَنْزِكم ثلاثةٌ، كلُّهم ابن خليفة، ثمَّ لا يَصيرُ إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تَطلُع الراياتُ السودُ من قِبَل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يُقْتَله قومٌ [قال]: ثمَّ ذكر شيئاً لا أحفظه، [ثمَّ قال]: فقال [رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)]: فإذا رأيتموه فَبايِعُوه ولو حبواً على الثلج؛ فإنَّه خليفة الله المهدي).
[ثمَّ قال]: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أخرجه ابن ماجة في سُننِه كما سقناه، ولفظُ حديث خالد هذا: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَقْتَتِلُ عند كنْزِكم ثلاثةٌ، ثمَّ يَجيء خليفةُ الله المهدي، فإذا سَمعتُم به فأتوه؛ فإنَّه خليفة الله المهدي). وقال في حديثه: (وتَجيء راياتٌ سودٌ من قِبَل المشرق، كأنَّ قُلُوبَهم زُبَر الحديد، [أي: قطعةً من الحديد] فمن سَمِع بهم فليأْتِهم ولو حبواً على الثلج، حتَّى يأتوا مدينة دمشق فيهدمونها حجراً حجراً، ويقتلون بها أبناء الملوك).
ثمَّ قال الكنجي: وروى الحديث أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام)، عن الطبراني، [و] رُزِقْناه عالياً بحمد الله.
المؤلِّف:
أخرج الحديث جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٤، وقال: أخرجه الحسن بن سفيان، وأبو نعيم، عن ثوبان [أنَّه] قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تجيء الراياتُ السودُ من قِبَل المشرق كأنَّ قُلُوبَهم زُبَر الحديد، فمن سَمِع بهم فَلْيَأْتهم فَلْيُبايعهم، ولو حبواً على الثلج).
وأخرج الحديث في عقد الدُّرر الحديث (١٧٣)، عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تَجيء الراياتُ السودُ من قِبَل المشرق، كأنَّ قُلُوبَهم زُبَر الحديد، فمَن سَمِعَهم فَلْيأْتِهم فيُبايَعهم، ولو حبواً على الثلج).
أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي.
المؤلِّف:
في الحديث اختلاف في بعض الألفاظ، والظاهر أنَّ ذلك من الرواة.
٣٣- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٣، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١ هـ، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(إذا قامَ قائمُ آلِ مُحمَّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، جمعَ الله له أهلَ المشرق وأهلَ المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قُزع الخريف، فأمَّا الرُّفقاءُ فمِن أهل الكوفة، وأمَّا الأبدالُ فمِن أهلِ الشام).
ثمَّ قال: أخرجه ابن عساكر في تاريخه الكبير.
المؤلِّف:
أخرج جماعةٌ من علماء أهل السُنَّة هذا الحديث، أو ما بمضمونه في كُتبهم المعتبرة لديهم.
* منهم: ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق المحرقة، ص١٠١، طبع سنة ١٣٠٨ هـ، فإنَّه أخرج الحديث من تاريخ ابن عساكر مع اختصارِ الحديث وإسقاط ألفاظه، وهذا نصَّه، قال: وأخرج ابن عساكر عن علي [أنَّه قال]:
(إذا قامَ قائِمُ آلِ مُحمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) جمع الله (له) أهل المشرق، وأهل المغرب، (فيجتمعون كما يجتمع قُزع الخريف) فأمَّا الرُّفقاء فمِن أهلِ الكوفة، وأمَّا الأبدالُ فمِن أهلِ الشام).
المؤلِّف:
ما كتب بين هلالين أسقطه في الصواعق المحرقة لابن حجر.
٣٤- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الابصار قال - في ص ١٣٢ -: وأعلم أنَّ المهدي إذا خرج يَفرَحُ به جميع المسلمين، خاصَّتُهم وعامُّتُهم، وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له يتحمَّلون أثقال المملكة عنه ويعينونه على ما قلَّده الله.
المؤلِّف:
وقال في إسعاف الراغبين أيضاً بهامش ص١٣٣ قال محيي الدين في الفتوحات:
... قد استوزر الله تعالى للمهدي طائفة خبَّأهم الله تعالى له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق [وعلى] ما هو أمر الله في عباده، فلا يفعل المهدي شيئاً إلاَّ بمشاورتهم، وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي، لكن لا يتكلَّمون إلاَّ بالعربية، لهم حافظ من غير جنسهم. الحديث.
المؤلِّف:
وقال في إسعاف الراغبين بهامش ص١٣١ من نور الابصار:
أسْعدُ الناس به أهل الكوفة، يُقسِّم المال بالسويَّة، ويعدل في الرعية، يمشي الخضر بين يديه، يقفوا أثر رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) لا يُخطئ، له مَلَك يسدِّده من حيث لا يراه، يفتح مدينة روميَّة بالتكبير، مع سبعين ألف من المسلمين، يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرح عكَّا، يُعزُّ الله به الإسلام بعد ذُلِّه، ويحييه بعد موته، ويضع الجزية، ويدعوا إلى الله تعالى بالسيف، فمن أبى قُتِل، ومن نازعه خُذِل، يحكم بالدين الخالص عن الرأي، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء [الأربعة لأهل السُنَّة، المالكي، والحنفي، والشافعي، والحنبلي].
المؤلِّف:
أخرج في مشارق الأنوار، ص١٠٤، وفي الفصل الثاني ما تقدَّم نقله من إسعاف الراغبين، ولفظه يساوي لفظ ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، وأخرجه غيره من علماء أهل السُنَّة، ومنهم مَن يأتي ذِكْره في رقم (٣٥).
٣٥- وفي تاريخ الخميس، ج٢، ص٣٢١، نقلاً من الفتوحات المكِّية أنَّه قال في ذكر المهدي (عليه السلام):
إنَّه يكون من عترة رسول الله، من وُلد فاطمة (عليها السلام)، اسمه اسم رسول الله [مُحمَّد] وكُنْيتُه كُنيَتَه، جدُّه حسن بن علي، يُبايع بين الركن والمقام، يُبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق، عن شهودٍ وكشفٍ بتعريفٍ إلهي، رجال إلهيون يقيمون دعوته، وينصرونه، هم الوزراء يحملون أثقال المملكة، ويعينونه على ما قلَّده الله تعالى.
ثمَّ قال: فإنَّ الله يستوزر له طائفةٌ خبَّأهم في مكنون غيبه، أطلعهم الله كشفاً وشهوداً على الحقائق، [قال]: وهذا الخليفة يفهم منطق الحيوان، ويسري عدله في الإنس والجانِّ.
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ صاحب تاريخ الخميس أو الطابع اشتبه في قوله: (جدُّه حسن بن علي)، وكذلك في نسبة ذلك إلى الفتوحات؛ فإنَّ المذكور في الفتوحات خلاف ذلك، كما نقله ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الابصار، ص١٣١، وذلك حيث قال: وقال الشيخ محيي الدين في الفتوحات:
اعلموا أنَّه لا بدَّ من خروج المهدي (عليه السلام)، لكن لا يخرج حتَّى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، فيملأها قسطاً وعدلاً، وهو من عترة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، من وُلد فاطمة (رضي الله عنها)، جدُّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام (الحسن العسكري)، ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن الإمام (مُحمَّد الجواد)، مُحمَّد التقي - بالتاء - ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام مُحمَّد الباقر، ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين، ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، يُبايعه المسلمون بين الركن والمقام... الحديث.
٣٦- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٤٤، باب (١٤٢)، أخرج من فتن نعيم، وأخرجه نعيم، عن كعب، قال: قال قتادة:
(المهدي خيرُ الناس، أهلُ نُصرتِه وبَيعتِه أهلُ كُوفان، واليمن، وأبدال الشام، مُقدِّمته جبرئيل، وساقته ميكائيل، محبوبٌ في الخلائق، يُطفئ الله به الفتنةَ العمياء، وتأمنُ الأرض، حتَّى أنَّ المرأة لتحُجُّ في خَمْس نسوةٍ وما مَعهنَّ رجلٌ، لا تتَّقي شيئاً إلاَّ الله، [و] تُعطي الأرض بركاتِها [و] السماء بركاتِها).
المؤلِّف:
سيأتي في الباب (٣٠) أحاديثُ عديدةٍ فيها مضمون هذا الحديث الشريف وزيادة.
٣٧- وفي عقد الدُّرر الحديث (١٧٦)، عن الحسن قال:
(يخرجُ بالريِّ رجلٌ رُبعةٌ أشمُّ، مولى لبني تميم، كوسج، يُقال له: شُعيب بن صالح، في أربعةِ آلافٍ، ثيابُهم بيضٌ، وراياتُهم سودٌ، يكون على مُقدِّمة المهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٠، باب (٩٥) من فتن نعيم، وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه، عن الحسن، قال:
(يخرجُ بالريِّ رجلٌ رُبعةٌ أسمر، مولى لبني تميم، كوسج، يقال له: شُعيب بن صالح، في أربعةِ آلافٍ، ثيابُهم بيضٌ، وراياتُهم سودٌ، يكون مُقدِّمة للمهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه).
المؤلِّف:
وأخرج جلال الدين الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧، حديث إسماعيل، عن الحسن، وفيه [أنَّه قال]:
(يَخرجُ بالريِّ رجلٌ رُبعةٌ أسمر، من بني تميم، محرومٌ كوسج، يقال له: شُعيب بن صالح، في أربعةِ آلافٍ، ثيابُهم بيضٌ، وراياتُهم سودٌ، يكون على مُقدِّمة المهدي، لا يلقاه أحدٌ إلاَّ فلَّه).
المؤلِّف:
على حسب ما يظهر من الأحاديث أنَّ شُعيب بن صالح هاشمي، وهو على مُقدِّمة مَن يُقاتل السفياني، ويهزم السفياني وأصحابه.
وقد تقدَّم أحاديث في رقم (٢٢) ذكر فيها أحوال شُعيب بن صالح بروايةِ مُحمَّد بن الحنفيَّة (عليه الرحمة)، وغيره بألفاظٍ مختلفةٍ من كتبٍ عديدةٍ لعلماء أهلِ السُنَّة.
٣٨- وفي عقد الدُّرر الحديث (١٨٠)، قال: وعن أبي جعفر مُحمَّد بن علي (عليهما السلام)، قال:
(يكونُ لصاحبِ هذا الأمرِ - يعني المهدي (عليه السلام) - غيبةٌ في بعض هذه الشِعاب - وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى - حتَّى إذا كان قَبل خروجه، انتهى المولى الذي يكون معه، حتَّى يَلْقى بعضَ أصحابه، فيقول: كم أنتم ها هنا؟ فيقولون: نحواً من أربعين رجلاً، فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى الجبال لنُنَاوينَّها معه [قال]: ثمَّ يأتيهم من [السُنَّة] القابِلة، فيقول: استبرئوا من رؤساءكم - أو خياركم - عشرة، فيَستبرِئون له، [أي: ينتخبون] فينطلق بهم حتَّى يلقوا صاحبهم، ويَعدَهم الليلة التي يليها).
٣٩- وفي عقد الدُّرر (١٧٨)، قال: وعن عبد الله بن مسعود قال:
(إذا انقطعت التجارات والطرق، وكَثُرت الفتن، خرج سبعة علماء من أفقٍ شتَّى على غير ميعاد، يبايع لكلِّ رجلٍ منهم ثلثمئة وبضعة عشر رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيلتقي السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، وتفتح على يديه القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وحليته، فيتَّفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه بمكَّة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فيقول: لا، بل أنا رجلٌ من الأنصار، حتى يفلِت منهم، فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به، فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، فيطلبونه في المدينة فيخالفهم إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه، فيقولون: أنت فلان بن فلان، وأُمُّك فلانة بنت فلانة، وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلتَّ منَّا مرَّة، فمُدَّ يدك نبايعك، فيقول: لست بصاحبكم، أنا فلان بن فلان الأنصاري، مرُّوا بنا أدُلَّكم على صاحبكم، حتَّى يفلِت منهم، فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم، فيصيبونه بمكَّة عند الركن، فيقولون: إثمُنا عليك، ودماؤنا في عنقك إن لم تمُدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا عليهم رجل من جرم، فيجلس بين الركن والمقام، فيَمُدَّ يده فيُبايَع له، ويلقي الله محبَّته في صدور الناس، فيسير مع قومٍ أُسدٍ بالنهار، رهبانٍ بالليل).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
٤٠- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٣١ الطبعة الأُولى، من فتن نعيم، أخرج بسنده عن عمار بن ياسر [أنَّه] قال: (المهدي على لوائه شُعيب بن صالح).
المؤلِّف:
وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٣١، باب (٩٨)، أخرج بسنده عن سفيان الكلبي، قال:
(يَخرجُ على لواءِ المهدي غلامٌ حديثُ السنِّ، خفيفُ اللحيةِ أصفر، لو قاتلَ الجِبال لهزَّها).
وفي روايةٍ أُخرى قال: (يُقاتل حتَّى ينزِل إيليا).
والظاهر أنَّ هذا الغلام هو: شُعيب بن صالح، ويؤيِّد كون الغلام الذي على لواء المهدي أنَّه شُعيب بن صالح حديثٌ آخر أخرجه السيِّد في الفتن والملاحم، ج١، ص٣٣، من فتن نعيم، وقال فيه: عن أبي زرير قال:
(إذا بلغَ السفياني الكوفةَ، وقَتَلَ أعوان آلِ مُحمَّدٍ، خرجَ المهدي على لوائِه شُعيب بن صالح).
المؤلِّف:
أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٢، نقلاً من مُسند أحمد، وجامع الترمذي، بسنديهما عن أبي هريرة، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، [أنَّه قال]:
(تخرجُ من خُراسان راياتٌ سودٌ فلا يَرُدَّها شيءٌ حتَّى تُنصَب بإيلياء).
المؤلِّف:
وردَ في كثيرٍ من الأحاديث أنَّ الرايات السود التي تخرج من خُراسان تحارب أصحاب السفياني حتَّى تهزِمهم، ثمَّ تنزل بيت المقدس، وبيت المقدس هو إيليا.
المؤلِّف:
أخرج في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠، نقلاً من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام)، [أنَّه] قال:
(إذا خَرَجت خيلُ السفياني إلى الكوفة، بَعثَ في طلبِ أهلِ خُراسان، ويَخرُج أهلُ خُراسان في طلبِ المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ، على مُقدِّمته شُعيب بن صالح، فيَلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمةٌ عظيمةٌ، فتَظهرُ الراياتُ السودُ، وتهربُ خيلُ السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى الناس المهدي ويَطلُبونه).
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩ حديث كنز العمَّال، ولفظُه يساوي لفظَه، وأخرجه ابن حجر الهيتمي في كتاب (القول المختصر)، في الأمر العاشر من مُقدِّمات خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، ولفظُه ولفظُ علي المتَّقي في كنز العمَّال سواء.
وأخرج علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١ الحديث، وفيه: (أنَّه يطلبون الإمام المهدي (عليه السلام) فيجدونه خرج من مكَّة ومعه راية رسول الله). وتمام الحديث في رقم (٤٣).
٤١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٣، قال: وعن سعيد بن المسيَّب قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(تَخرجُ من المشرِق راياتٌ سودٌ لبني العبَّاس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرُج راياتٌ سودٌ صغارٌ تُقاتِل رجلاً من وُلدِ أبي سفيان وأصحابه من قِبَل المشرق، ويؤدُّون الطاعة للمهدي).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد، عن سعيد بن المسيَّب، ولفظه ولفظ السيِّد في الملاحم سواء.
٤٢- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي، قال: روى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(ويحاً لك يا طالقان! فإنَّ لله عزَّ وجلَّ بها كنوزاً ليست من ذهبٍ ولا فضَّةٍ، ولكنْ بها رجالٌ مؤمنون عرفوا الله حقَّ معرفته، وهم أنصار المهدي في آخر الزمان).
المؤلِّف:
أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٣ من كتاب فتن أبو غنم الكوفي وقال: أنَّه أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(ويحاً للطالقان! فإنَّ للهِ فيها كنوزاً ليست من ذهبٍ ولا فضَّة، ولكنْ بها رجالٌ عرفوا الله حقَّ معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان).
المؤلِّف:
في حديث كنز العمَّال تصحيف، وقد أخرج الحديث في ينابيع المودَّة، ص٤٤٩، نقلاً من كتاب الكنجي مُحمَّد بن يوسف الشافعي، وفي لفظه اختلافٌ وزيادةٌ ولم يُعلم أنَّ الاختلاف في نقل الحديث من الشيخ سليمان الحنفي أو من غيره، وهذا نصُّ ما في ينابيع المودَّة، قال: أخرج مُحمَّد بن يوسف الكنجي الشافعي، عن علي (كرَّم الله وجهه) قال:
(بَخٍ بَخٍ للطالقان، فإنَّ للهِ تعالى كنوزاً ليست من ذهبٍ ولا فضَّةٍ، ولكنْ بها رجالٌ مَعرُفون عرفوا الله حقَّ معرفته، وهم أنصار المهدي (عليه السلام) في آخرِ الزمان).
المؤلِّف:
ذكر السيِّد في الملاحم والفتن أنَّ بطالقان يكون أصحاب المهدي، وذكر أنَّ عددهم أربعة وعشرون رجلاً، وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨٢، قال: أخرج أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن، عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) [أنَّه] قال:

(ويحاً للطالقان! فإنَّ لله فيه كنوزاً ليست من ذهبٍ ولا فضَّةٍ، ولكنْ بها رجالٌ عرفوا الله حقَّ معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان).
المؤلِّف:
يظهر من كتاب العرف الوردي أنَّ في كلام الكنجي تحريفٌ؛ وذلك حيث قال: (روى ابن أعثم الكوفي) والصحيح روى أبو غنم الكوفي، ويؤيُّده ما في كنز العمَّال، حيث قال: ومن كتاب فتن أبي غنم الكوفي.
٤٣- تقدَّم في رقم (٤١) أنَّ أصحاب الرايات السود - الذين هم أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) - بعد أنْ يظهروا على أصحاب السفياني، يطلبون الإمام المهدي.
وكذلك ذكر في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١، أنَّ أصحاب الرايات السود - الذين هزموا أصحاب السفياني - يطلبون الإمام المهدي (عليه السلام) فيجدونه يخرج من مكَّة وإليك نصُّ الحديث: ففي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١، نقلاً من فتن نعيم عن علي (عليه السلام) [أنَّه قال]:
(إذا هزمتِ الراياتُ السودُ خيلَ السفياني - التي فيها شُعيب بن صالح - تمنَّى الناس المهدي فيَطلُبونه، فيَخرُج من مكَّة ومعه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فيُصلِّى ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه؛ لِمَا طالَ عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيُّها الناس: ألحَّ البلاء بأُمَّة مُحمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وبأهلِ بيته خاصَّة، قُهِرنا وبُغِيَ علينا).
٤٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٢، ص٩٨، باب (٦٠)، قال:
وفيما نذكره من حديثٍ عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وفتنةُ الزوراء، ورجلٌ من القيروان(١٥)، وخمسة من السوس الأقصى(١٦)*، ورجلان من قبرس(١٧)، وثلاثة من خميم(١٨)*، ورجلٌ من قدس(١٩)*، ورجلٌ من عدن(٢٠)، ورجلٌ من العلالي(٢١)*، وعشرةٌ من مدينة الرسول(٢٢) (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وأربعةٌ من مكَّة(٢٣)، ورجلٌ من الطائف(٢٤)، ورجلٌ من الدير(٢٥)*، ورجلٌ من الشيروان(٢٦)، ورجلٌ من زبيد(٢٧)، وعشرة من صر(٢٨)، ورجلٌ من إحساء(٢٩)، ورجلٌ من القطيف(٣٠)، ورجلٌ من هَجَر(٣١)، ورجلٌ من اليمامة(٣٢)، قال عليه الصلاة والسلام: أحصاهم لي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ثلاثمئة وثلاثة عشرَ رجلاً، بعدد أصحاب بدر، يجمعهم الله من مِشرِقها إلى مغربها في أقلَّ ممَّا يتمُّ الرجل عِشاءَه عند بيت الله الحرام، فبينا أهلُ مكَّة كذلك، فيقولون - أهل مكَّة -: قد كبَسنا السفياني، فيُشرِفون أهلُ مكَّة فينظرون إلى قومٍ حول بيت الله الحرام، وقد انجلى عنهم الظلام، ولاحَ لهم الصبح، وصاح بعضهم ببعض: النجاح، وأشرف الناس ينظرون، وقراؤهم يفكِّرون، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وكأنَّي أنظرُ إليهم، والزيُّ واحدٌ، والقدُّ واحدٌ، والحُسْنُ واحدٌ، والجَمال واحدٌ، واللباس واحدٌ، كأنَّما يطلبون شيئاً ضاع منهم، فهم متحيِّرون في أمرِهم، حتَّى يخرُج إليهم من تحت ستارِ الكعبة في آخرها، رجلٌ أشبهُ الناس برسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) خَلقاً وحسناً وجمالاً، فيقولون: أنت المهدي؟ فيُخرِجهم ويقول: أنا المهدي، فيقول: بايعوا على أربعين خصلة، واشترطوا عشرَ خِصال، قال الأحنف: بأبينا وما تلك الخصال؟ فقال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: يُبايعون على أن لا يسرِقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا، ولا ينتهكوا حريماً، ولا يشتموا مسلماً، ولا يهجموا منزلاً، ولا يضرِبوا أحداً ألاَّ بالحقّ، ولا يركبوا الخيل الهماليج، ولا يتمنطقوا بالذهب، ولا يلبسوا الخزَّ، ولا يلبسوا الحرير، ولا يلبسوا النِّعال الصرارة، ولا يخرِّبوا مسجداً، ولا يقطعوا طريقاً، ولا يظلموا يتيماً، ولا يخيفوا سبيلاً، ولا يحبسوا بكراً، ولا يأكلوا مال اليتيم، ولا يفسقوا بغلام، ولا يشربوا الخمر، ولا؟؟(*) أمانة، ولا يكبسوا طعاماً من برٍّ أو شعيرٍ، ولا يقتلوا مستأمناً، ولا يتبعوا منهزماً، ولا يسفكوا دماً، ولا يُجهزوا على جريحٍ، ويلبسون الخشن من الثياب، ويوَّسِدون التراب على الخدود، ويأكلون الشعير، ويرضون بالقليل، ويجاهدون في الله حقَّ جهاده، ويشمُّون الطِّيْب، ويكرهون النجاسة، ويشرط لهم على نفسه أن لا يتَّخذ حاجباً، ويمشي حيث يمشون، ويكون من حيث يريدون، ويرضى بالقليل، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما مُلئت جوراً، يَعبدُ الله حقَّ عبادته، [ثمَّ قال (عليه السلام)]: يفتح له خُراسان، ويطيعه أهلُ اليمن، وتُقبل الجيوش أمامه من اليمن، فُرسانُ هَمدان وخولان، وجَدُّه(٣٣) يَمدُّه بالأوس والخزرج، ويشدَّ عَضُده بسليمان (سليمان) على مقدِّمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، ويُكثِّر الله جمعه بهم، ويَشُدَّ ظهره بِمُضر، يسبرون أمامه الفتن، وتُحالفه بجيلة وثقيف ونخع وعلاف(٣٤)، ويسير بالجيوش حتى ينزل وادي الفتن(٣٥)، ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً، فيقول له: أنا أحقُّ منك بهذا الأمر، فيقول له: هاتِ علامةً، هاتِ دلالةً، فيومئ [عليه السلام] إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضرَّ ويعشوشب، فيسلِّم إليه الحسني الجيش، ويكون الحسني على مقدِّمته، وتقع الصيحة بدمشق: أنَّ أعراب الحجاز قد جمعوا لكم، فيقول السفياني لأصحابه: ما يقول هؤلاء القوم؟ فيقال له: هؤلاء أصحاب ترك(٣٦) وإبلٍ، ونحن أصحاب خيل وسلاح، فاخرُج بنا إليهم قال الأحنف: [يا أمير المؤمنين]: ومن أيِّ قومٍ السفياني؟ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): هو من بني أُميَّة، وأخواله كلب [أي: بني كلب] وهو عنبسة بن مرَّة، بن كليب، بن سلمة، بن عبد الله، بن عبد المقتدر، بن عثمان، بن معاوية بن أبي سفيان، بن حرب بن أُميَّة، بن عبد شمس، أشدُّ خلق الله شرَّاً، وألْعَنُ خلق الله حدَّاً، وأكثرُ خلق الله ظلماً، فيخرُج بخيلِه وقومِه ورَحْله وجيشه، ومعه مئة ألفٍ وسبعون ألفاً، فينزل بحيرة طبرية، ويسير إليه المهدي، عن يمينه جبرئيل، وعن شماله ميكائيل، وعزرائيل أمامه، فيسير بهم في الليل، ويكمن بالنهار، والناس يتَّبعونه من الآفاق، حتى يُواقع السفياني على بحيرة الطبرية، فيغضب الله على السفياني، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى، فترشقهم الطير بأجنحتها، والجبال بصخورها، والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعة حتى يُهلك الله أصحاب السفياني كلَّهم، ولا يبقى على الأرض غيره وحده [أي: غير السفياني] فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مُدلاَّة على بحيرة الطبرية(٣٧)، ويملك [الإمام المهدي (عليه السلام)] مدينة دمشق، ويخرج مَلِكُ الروم في مئة ألفِ صليبٍ تحت كلِّ صليب عشرة آلاف، فيفتح (طرسوسا)(٣٨) بأسنَّة الرماح، وينهب ما فيها من الأموال والناس، ويبعث الله جبرئيل (عليه السلام) إلى (المصيصة) ومنازلها(٣٩) وجميع ما فيها فيُعلِّقها بين السماء والأرض، ويأتي مَلِكُ الروم بجيشه حتى ينزل تحت (المصيصة) فيقول: أين المدينة التي كان يتخوَّف الروم منها والنصرانية؟ فيسمع فيها صَعْق الديوك، ونباح الكلاب، وصهيل الخيل فوق رؤوسهم). وذكر الحديث.
قال السيِّد ابن طاووس: وهذا لفظ السليلي (في فتنه) نقلناه كما وجدناه.
المؤلِّف:
وإنَّا نقلناه كما في الملاحم والفتن للسيِّد ره وبيَّنَّا البلاد التي أُشير فيها حسب الإمكان وذكرنا مصادر ما نقلناه.
٥٣- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، قال: وأشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في بعض كلماته إلى أوصاف أصحاب المهدي (رضي الله عنهم) بقوله:
(ألاَّ بأبي وأُمِّي هم من عدَّةٍ، أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة... إلخ).
٥٤- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، قال: وأشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في بعض كلماته إلى أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بقوله:
(يُجاهدهم في الله قوم أذلَّةٍ عند المتكبِّرين، في الأرض مجهولون، وفي السماء معروفون... إلخ).
٥٥- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، قال: وأشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في بعض كلماته إلى أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بقوله:
(قد طلع طالع، ولمع لامع، ولاح لائح، واعتدل مائل، واستبدل الله بقوم قوماً، وبيوم يوماً، وانتظرنا الغير انتظار المُجدِب المطر، وإنَّما الأئمَّة قوَّام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنَّة إلاَّ من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلاَّ من أنكرهم وأنكروه... إلخ).
٥٦- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٧، قال وأشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في بعض كلماته إلى أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) بقوله:
(وطال الأمد بالنّاس ليستكملوا الخزي، ويستوجبوا الغير، حتى إذا اخاولق الأجل قوم لم يمنُّوا على الله بالصبر، ولم يستعظموا بذلك أنفسهم في الحقِّ، حتى إذا وافقَ واردُ القضاء انقطاع مدَّة البلاء، حملوا بصائرهم على أسيافهم، ودانوا لربِّهم بأمر واعظهم... إلخ).
٥٧- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٩٣، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) أنَّه قال:
(يَخرُج رجلٌ من وراء النهر يُقال له: الحارث بن حرَّاث، على مُقدِّمته رجلٌ يقال له: منصور، يمِّكن لآل محمَّد كما مكَّنتْ قريش لرسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وجب على كلِّ مسلم نصره أو قال: إجابته).
(د، عن علي).

البَابُ التَاسع وَالعِشرُون

١- في كتاب العرف الوردي في أخبار المهدي، تأليف جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفَّى سنة ٩١١، أخرج بسنده من كتاب نعيم بن حمَّاد، عن عبد الله بن عمرو، قال:
(المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم [من السماء]، ويصلِّي خلفه عيسى).
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر، وهو الحديث (٣١١) من الباب العاشر، ولفظه عن عبد الله بن عمرو قال:
(المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم، ويصلِّي خلفه عيسى).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وسيمرُّ عليك مصادر عديدة لهذا الحديث، والحديث رقم (٢) في أرقم (٥٣)، راجع ذلك وتأمَّل واغتنم.
٢- وفي عقد الدُّرر الحديث (٢٨) من الباب (١)، أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(منَّا الذي يصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي.
المؤلِّف:
تكرَّر في عقد الدُّرر الحديثين، وقد أخرجه في الباب (٧)، و(١٠) أيضاً، عن أبي سعيد، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنَّه قال:
(منَّا الذي يصلِّي عيسى بن مريم خلفه)، من المصدر السابق، وهذا الحديث الشريف هو الحديث (٣٨) من الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله في أربعينه، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر سنداً ومتناً، وأخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٧٠١، قال: ومن الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(منَّا الذي يصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
وهو الحديث (١٠٩) من الأحاديث التي جمعها في غاية المرام، ص٦٩٩، في إثبات إمامة الإمام الثاني عشر (عليه السلام)، وأخرجه الشيخ عبيد الله الآمر تسري الحنفي في (أرجح المطالب)، ص٣٧٨، من حلية الأولياء لأبي نعيم، ومن العرف الوردي، وأخرجه في ينابيع المودَّة، ص٤٤٩، وص٤٩١، عن أبي سعيد الخدري، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر، ونقله من أربعين نعيم بن حمَّاد في المهدي (عليه السلام)، وقد أخرجناه في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): منَّا المهدي (عليه السلام)، في رقم (٨).
٣- وفي عقد الدُّرر في الباب (١٠)، عقد باباً خاصَّاً ذكر فيه بعض الأحاديث الدالَّة على أنَّ الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) يصلِّي عيسى بن مريم (عليهما السلام) خلفه، منها الحديث المتقدِّم، فقد أخرجه في الباب (١)، والباب (١٠)، وأخرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(كيف أنتم إذا نَزلَ ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم).
ثمَّ قال: أخرجه محمَّد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسن مسلم بن الحجَّاج القشيري في صحيحيهما.
المؤلِّف:
أخرج البخاري الحديث في صحيحه، ج١٣، ص٣٥٧، طبع الهند، سنة ١٢٧٢، في كتاب الأنبياء، وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٦٩٧، في الحديث (٤٠)، من الأحاديث التي جمعها في إمامة الإمام الثاني عشر (عليه السلام) من كتب علماء أهل السُنَّة، وقال: أخرجه الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين - البخاري ومسلم - في الحديث (٩) من المتَّفق عليه من البخاري ومسلم في الصحيحين، من مسند أبي هريرة، قال: وأخرجناه من حديث ابن شهاب، عن نافع مولى قتادة الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).
ثمَّ قال السيِّد (رحمه لله): وأخرجه زرير بن معاوية العبدري من كتب الصِّحاح الستَّة في من دورق(٤٠)، ورجلٌ من الباسيان(٤١)، واسمه: علي، وثلاثةٌ من بشم(٤٢): أحمد، وعبد الله، وجعفر، ورجلان من عُمَان، محمَّد، والحسن، ورجلان من سيراف (أو سيراف)(٤٣): شدَّاد وشديد، وثلاثةٌ من شيراز: حفص، ويعقوب، وعلي، وأربعةٌ من أصفهان: موسى، وعلي، وعبد الله، وغلفان، ورجلٌ من إيذج(٤٤)، واسمه: يحيى، ورجلٌ من المرج العرج(٤٥)، واسمه: داود، ورجلٌ من الكرخ(٤٦)، واسمه: عبد الله، ورجلٌ من بروحس(٤٧)، اسمه: قديم، ورجلٌ من نهاوند، واسمه: عبد الرزّاق، ورجلان من الدينور(٤٨): عبد الله، وعبد الصمد، وثلاثةٌ من همدان: جعفر، وإسحاق، وموسى، وعشرةٌ من قُمْ، أسمائهم على أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ورجلٌ من خُراسان، اسمه: دريد، وخمسةٌ من الدنن، أسماؤهم على أسماء أهل الكهف(٤٩) ورجلٌ من آمُل(٥٠)، ورجلٌ آمد(٥١)، ورجلٌ من جُرجان(٥٢)، ورجلٌ من هرات، ورجلٌ من بلخ، ورجلٌ من قراح(٥٣)، ورجلٌ من عانة، ورجلٌ من دامغان(٥٤)، ورجلان من حرحس(٥٥)، وثلاثةٌ من السمسار (أو السيعار)، ورجلٌ من ساوة، ورجلٌ من سمرقند، وأربعة وعشرون من الطالقان - وهم الذين ذكرهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) [بقوله]: في خُراسان كنوزٌ لا ذهبٌ ولا فضةٌ ولكنْ رجالٌ يجمعهم الله ورسوله(٥٦) - ورجلان من قزوين، ورجلٌ من فارس، ورجلٌ من أبهر(٥٧) ورجلٌ من برجان(٥٨) من جموح، ورجلٌ من شاخ(٥٩)*، ورجلٌ من صريح(٦٠)، ورجلٌ من أردبيل، ورجلٌ من بريل* ورجلٌ من مرند(٦١)، ورجلٌ من تدمر(٦٢)، ورجلٌ من أرمينية(٦٣)، وثلاثة من المراغة(٦٤)، ورجلٌ من خوي، ورجلٌ من سلماس، ورجلٌ من دزبيل(٦٥)*، ورجلٌ من بدليس(٦٦)*، ورجلٌ من نسور(٦٧)*، ورجلٌ من بركري(٦٨)، ورجلٌ من ارخيس(٦٩)*، ورجلٌ من منار جرد(٧٠)*، ورجلٌ من خلاط(٧١)، ورجلٌ من قاليقلا(٧٢)*، ورجلٌ من واسط(٧٣)*، وعشرةٌ من الزوراء(٧٤)، وأربعةٌ من الكوفة، ورجلٌ من القادسية(٧٥)، ورجلٌ من سورا [أو سوراء](٧٦)*، ورجلٌ من الصراة(٧٧)، ورجلٌ من النيل(٧٨)، ورجلٌ من صيداء(٧٩)، ورجلٌ من جرجان(٨٠)، ورجلٌ من القصور(٨١)، ورجلٌ من الأنبار(٨٢)، ورجلٌ من عكبري(٨٣) (ورجلٌ من حبار)(٨٤)، [ورجلٌ من جنانة](٨٥)، ورجلٌ من تبوك(٨٦)، ورجلٌ من الجامدة(٨٧)، وثلاثةٌ من عبادان(٨٨)، وستَّة من حديثة الموصل(٨٩)، ورجلٌ من الموصل، ورجلٌ من مغلثايا(٩٠)، ورجلٌ من نصيبين(٩١)، ورجلٌ من أردن(٩٢)، ورجلٌ من فارقين، ورجلٌ من لامد(٩٣)، ورجلٌ من رأس عين(٩٤)، ورجلٌ من الرقَّة(٩٥)، ورجلٌ من حرَّان(٩٦)، ورجلٌ من بالس(٩٧)، (ورجل من منبج)(٩٨) [ورجلٌ من صبج - أو صبح -](٩٩) [اسم أرض بناحية اليمامة، واسم ماء لبني قريط بقرب المدينة]، وثلاثة من طرسوس(١٠٠)، ورجلٌ من القصر(١٠١)، ورجلٌ من أدنة (أو أذنه(١٠٢))(١٠٣) ، ورجلٌ من خمرى(١٠٤)، ورجلٌ من غراز(١٠٥)، ورجلٌ من قورص (أو قورس)(١٠٦)، ورجلٌ من أنطاكية(١٠٧)، وثلاثة من حلب(١٠٨) ورجلان من حمص(١٠٩) وأربعة من دمشق، ورجل من سورية [وهي اسم بلدة بالشام تقع بين خناصرة، وسليمة]، ورجلان من قسوان(١١٠)، ورجلٌ من قيمون(١١١)، ورجلٌ من اصبوربة(١١٢)، ورجلٌ من كراز(١١٣)،(١١٤)، ورجلٌ من أذرح(١١٥)، ورجلٌ من عامر(١١٦)، ورجلٌ من وكار(١١٧)، ورجلان من بيت المقدس، ورجلٌ من الرملة(١١٨)، ورجلٌ من بالسن(١١٩)، ورجلان من عكَّا*، ورجلٌ من صور(١٢٠)، ورجلٌ من عرفات(١٢١)، ورجلٌ من عسقلان(١٢٢)، ورجلٌ من غزَّة(١٢٣)، وأربعةٌ من الفسطاط(١٢٤)، ورجلٌ من ميس(١٢٥)، ورجلٌ من دمياط(١٢٦)، ورجلٌ من المحلَّة(١٢٧)، ورجلٌ من الإسكندرية، ورجلٌ من برقة(١٢٨)، ورجلٌ من طنجة(١٢٩)، ورجلٌ من إفرنجة(١٣٠)، ج (٢) من الأجزاء الثلاثة عن البخاري ومسلم، وقال السيِّد في غاية المرام، ص٦٩٨: أخرج الديلمي في كتاب فردوس الأخبار في كتاب الكاف وقال: وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريمَ فيكم وإمامكم منكم).
٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣٠٩)، من الباب (١٠)، أخرج بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فيَنزِلُ عيسى بن مريم (صلَّى الله عليه وسلم)، فيقول أميرهم [المهدي]: تعالَ صلِّ بنا، فيقول: لا، إنَّ بعضَكم على بعضٍ أمراء، تَكرُمةُ الله تعالى لهذه الأُمَّة). أخرجه الإمام مسلم.
المؤلِّف:
أخرج الحديث محذوف الآخر وستعرف ذلك من الأحاديث الآتية إن شاء الله تعالى.
المؤلِّف:
وفي إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٥ من نور الأبصار، أخرج آخر الحديث وهو قوله:
(ينزل عيسى بن مريم). الحديث، وأخرجه الحافظ أبو نعيم في أربعينه، وهو الحديث (٣٩)، ولفظُه ولفظ عقد الدُّرر متقاربان، وأسقط صدر الحديث، وأوَّل حديثه:
(يَنزِلُ عيسى بن مريم، فيقول أميركم - المهدي -: تعال صلِّ بنا، فيقول: ألا إنَّ بعضُكم على بعضٍ أُمراءَ تَكرُمةً من الله لهذه الأُمَّة). وقد أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠.
٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٢) من الباب (١٠)، أخرج حديث جابر بن عبد الله بلفظ آخر وفيه زيادة، وهذا نصُّه: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله:
(لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي تُقاتلُ على الحقِّ، حتَّى ينزِل عيسى بن مريم عندَ طُلوعِ الفجر ببيت المقدس، يَنزِلُ على المهدي، فيُقال: تقدَّم يا نبيَّ الله فصلِّ بنا، فيقول: هذه الأُمَّة أُمِّرَ بعضُهم على بعض).
أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري، وأخرجه أبو نعيم في أربعينه.
المؤلِّف:
وهو الحديث (٣٩)، وفي لفظه اختلاف والمعنى واحد كما في غاية المرام، وأخرجه السيِّد في غاية المرام ص٧٠٢ نقلاً من الفتوح لابن أعثم الكوفي، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر في الحديث (٣٠٩)، قال: وأخرجه مسلم في صحيحه، ص٧٠٠.
٦- وفي عقد الدُّرر، أخرج بسنده من كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، عن هشام بن مُحمَّد قال:
(المهدي من هذه الأُمَّة وهو يؤمُّ عيسى بن مريم).
المؤلِّف:
هذا هو الحديث (٣١٣) من الباب (١٠)، وأخرج بعده أحاديث عديدة فيها تصريح بأنَّ عيسى (عليه السلام) يصلِّي خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، وفي بعضها إسقاط لبعض ألفاظه؛ وذلك لكي لا يكون دليلاً على أنَّ عيسى (عليه السلام) يصلِّي خلف الإمام المنتظر (عليه السلام)، فإنَّ بعض علماء أهل السنَّة لا يرى ذلك صحيحاً ويقول: كيف يصلِّي الفاضل وراء المفضول؟ وذلك لأنَّ النبي والرسول أفضل عنده من الإمام (عليه السلام).
٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٤)، من الباب (١٠)، أخرج بسنده من كتاب الحِلْية لأبي نعيم ومن كتاب سُنن ابن ماجة الذي يعدُّ من الصحاح الستَّة، ومن كتاب فتن نعيم بن حمَّاد، أخرجوا بأسانيدهم عن أبي أُمامةَ الباهلي قال: خطبنا رسول الله، وذكر الدجَّال، وقال:
(إنَّ المدينة لَتَنْفِي خَبَثها كما يَنْفِي الكيرُ خَبَثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاَص، قالت أُمُّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجُلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالح، فبينما إمامهم قد تقدَّم [للصلاة] يصلِّي بهم الصبح، إذ نزل عيسى بن مريم حين كبَّر للصبح [فيرجع] فرَجعَ ذلك الإمام يَنْكُص؛ ليتقدَّم عيسى يصلِّي بالناس، فيضَعُ عيسى يده بين كتفيه فيقول: تقدَّم فصلِّها، فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم).
أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب الحِلْية، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله بن يزيد بن ماجة في سُننه أتمَّ من هذا، وأخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد بمعناه.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر هذا الحديث مفصَّلاً في رقم (٣٥٠)، من الباب (١٢)، من حديث أبي رافع، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (١٢) من هذا الباب، وفيه زيادات.
وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٥٤، الطبعة الأُولى، حديثاً مفصَّلاً في الباب، وأخرج الحديث الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان)، وفي لفظه اختلافٌ ونقصٌ عمَّا تقدَّم، وقد أخرجناه - بحمد الله - في رقم (٤٢) من هذا الباب.
٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٥)، من الباب (١٠)، أخرج بسنده عن حذيفة، عن رسول الله في قصَّة الدجَّال، قال:
(فإذا كانَ يومُ الجمعةِ من صلاة الغداة، وقد أُقيمت الصّلاة، فالتفت المهدي، فإذا هو عيسى بنُ مَريم، وقد نزلَ من السماء في ثوبين، كأنَّما يَقْطُر من رأسه الماء - فقال أبو هريرة: إنَّ خَرْجَته هذه ليست كخرجته الأُولى، تُلقى عليه مهابةٌ كمهابةِ الموت - فيقولُ له الإمام [المهدي]: تقدَّم فصلِّ بالناس، فيقولُ له عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلفه).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف وما قبله يدُلاَّن على أنَّ الأحاديث المتقدِّمة فيها تحريف وإسقاط، وسيأتي الحديث كاملاً في رقم (١١) من أحاديث الباب.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر في الحديث (٧)، من الباب (١)، عن حذيفة حديثاً بمعناه، ولفظُه يُخالف اللفظ المتقدِّم، وهذا نصُّه: عن حذيفة
قال:
(يلتفتُ المهديُّ، وقد نزل عيسى بن مريم، كأنَّما يَقطُر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدَّم صلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي خلف رجلٍ من وُلدي).
أخرجه الطبراني في معجمه، وأخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وسيمرُّ عليك هذا الحديث مع زيادة في رقم (٤٣)، فراجع وتأمَّل فيه واغتنم، وراجع رقم (٥٤) أيضاً ترى الحديث مع زيادة.
٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٧)، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(يَخرُجُ الدجَّال في خفْقةٍ من الدِّين، وذكرَ الدجَّال، ثمَّ قال: ثمَّ ينزل عيسى فينادي من السحر فيقول: يا أيُّها الناس: ما يمنعُكم أن تخرجوا إلى الكذَّاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجلٌ جِنِّي، فينطلقون، فإذا هم بعيسى بن مريم (عليه السلام)، فتُقام الصلاة، فيقال له: تقدَّم يا روح الله، فيقول: ليتقدَّم إمامكم فليصلِّ بكم، فإذا صلُّوا صلاة الصبح خرجوا إليه، قال: فحين يراه الكذَّاب يَنْماث كما يَنْماث الملح في الماء).
أخرجه الإمام الحافظ احمد بن حنبل في مسنده. المراد من الكذاب: الدجَّال.
١٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٩)، قال: رويَ عن السدِّي أنَّه قال:
(يجتمع المهدي وعيسى بن مريم وقت الصلاة، فيقول لعيسى: تقدَّم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة، فيصلِّي عيسى وراءه مأموماً).
١١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣٤٨)، من الباب (١٢)، أخرج بسنده من سُنن الإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد المُقري، عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): في قصَّة فتح [مدينة] القاطع وغيرها، قال:
(ثمَّ تقفلون منها - يعني مدينة القاطع - إلى بيت المقدس، فيبلُغَكم أنَّ الدجَّال قد خرج في يهود أصبهان، إحدى عينيه ممزوجةٌ بالدم، والأُخرى كأنَّها لم تُخلق، يتناول الطير من الهواء، له ثلاث صيحات، يسمَعَهُنَّ أهلُ المشرق وأهلُ المغرب، يركب حماراً أبتر، بين أُذُنِيه أربعون ذراعاً، يستظلُّ تحت أُذُنيه سبعون ألفاً من اليهود عليهم التيجان، فإذا كان يوم الجُمعة من صلاة الغداة، وقد أُقيمت الصلاة، فالتفت المهدي، فإذا هو بعيسى ابن مريم، قد نزل من السماء في ثوبين، كأنَّما يَقطُر من رأسه الماء - فقال أبو هريرة: إنَّ خَرْجته هذه ليست كخَرْجته الأُولى، تُلقى عليه مَهابةً كمهابةِ الموت - فيقولُ له الإمام [المهدي (عليه السلام)]: تقدَّم فصلِّ بالناس، فيقول له عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلفه [أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام)] قال حذيفة: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): قد أفلحت أُمَّة أنا أوُّلها وعيسى آخرها).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث في رقم (٨) من الباب مع اختصار مخلٍّ لا يُعرف معه المُراد، وفي كتاب غاية المرام للسيِّد هاشم البحراني (قدِّس سرِّه)، ص٦٩٧، أخرج حديثاً مفصَّلاً من تفسير الثعلبي عند تفسيره قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) قال: ذاك عيسى بن مريم (عليه السلام)، وقال: روى عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قال:
(يَنزِلُ عيسى بن مريم (عليه السلام) عند انْفِجار الصُّبح، ما بين مهرودين - وهما ثوبان أصفران من الزعفران - أبيضُ الجسم، أصْهبُ الرأس، أفرَق الشعر، كأنَّ رأسه يَقطُر دُهناً، بيده حربةٌ، يكسِر الصليب ويقتلُ الخنزير، ويُهلِك الدجَّال، ويَقبِضُ أموال [الإمام] القائم (عليه السلام)، ويمشي خلفه أهلُ الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم، وحاجبه، ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامةِ الحُجَّة بن الحسن (عليه السلام)).
وقد أخرج الحديث في الباب الأول من عقد الدُّرر، الحديث (٧)، ولفظه مختصر، وقد تقدَّم نصُّه في رقم (٨).
١٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣٥٠)، من الباب (١٢) من حديث أبي رافع في أحوال الدجَّال، قال:
(وإنَّ من فتنته أنْ يأمُر السماء أنْ تُمطِر فتُمطِر، ويأمُر الأرض أنْ تُنبت فتُنبِت، وإنَّ من فِتنتِهِ أنْ يَمرَّ بالحي فيُكذِبونه فلا تبقى لهم سائِمةٌ إلاَّ هلكت، وإنَّ من فِتنتِه أنْ يَمُرَّ بالحيِّ فيُصدِّقونه، فيأمُرَ السماء أنْ تُمطِرَ فتُمطِر، ويأمُر الأرض أنْ تُنبِت فَتُنبِت، حتَّى تَرُوحَ مواشِيهِم من يومِهِم ذلك أسْمَن ما كانت وأعَظمهُ، وأمده خواصر، وأدرَّه ضروعاً، وإنَّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلاَّ وطَئَهُ وظهرَ عليه، إلاَّ مكَّة والمدينة؛ فإنَّه لا يأتيهما من نَقْبٍ من نِقابِهما إلاَّ لقيته الملائكة بالسيوف صَلِتَةٍ، حتَّى ينزِلَ عند الظريب الأحمر، عند منقطع السَبْخة، فتَرجُف المدينة بأهلها ثلاثَ رَجَفاتٍ، فتَنفي الخَبَثَ منها كما يَنفي الكِيْرُ خَبَثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، قالت أُمُّ شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله: فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي الصبح إذ نزل عيسى بن مريم [حين كبَّر]، فيرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى بن مريم ليُصلِّي بالناس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [المهدي]، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب، فيُفتح، ووراءه الدجَّال معه سبعون ألف يهودي، كلَّهم ذو سيفٍ محلَّىً وساج، فإذا نظر إليه الدجَّال ذابَ كما يَذُوب الملح في الماء، وانطلق هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربةً لن تسبقني بها، فيُدركه عند باب لُدٍّ الشرقي فيَقتُله، ويَهزِم الله اليهود، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهوديٌ إلاَّ أنطق الله ذلك الشيء، ولا حجرٌ، ولا شجرٌ، ولا حائطٌ - إلاَّ الغرقدة [وهو شجر الغضا والعوسج]، فإنَّها من شجرِهم لا تنطق - إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي، فتعال اقتله، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): وإنَّ أيَّامه أربعون سنةً، السنةُ كنصفِ السنة، والسنة كالشهر، الشهر كالجمعة، وآخر أيَّامه كالشَّررة، يُصبحُ أحدكم على بابِ المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتَّى يُمسي، فقيل له: يا رسول الله: كيف يُصلَّى في تلك الأيَّام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة، كما تقدرونها في هذه الأيَّام الطوال، ثمَّ صلُّوا. قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): فيكون عيسى بن مريم في أُمَّتي حَكَماً عدْلاً، وإماماً مُقسِطاً، يدُّق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يُسعى على شاةٍ ولا بعير، وتُرفع الشحناء والتباغض، وتُنزع حِمَّة كلِّ ذاتِ حِمَّة، حتَّى يُدخل الوليد يده في فَمِ الحيَّة فلا تضُرَّه، وتُنفِر الوليد الأسد فلا يضُرَّها، ويكون الذئب في الغنم كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرض من السلْم كما يُملأ الإناء من الماء، وتكونُ الكلمة واحدة، فلا يُعبد إلاَّ الله عزَّ وجلَّ، وتضع أوزارها، وتسلب قريش مُلْكها، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، تُنْبِت نَبْتها بعهد آدم، حتَّى يجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فيُشبَعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكونُ الفرس بدُريهِمات، قيل: يا رسول الله: وما يُرخص الفرس؟ قال: لا تُركب لحربٍ أبداً، قيل: يا رسول الله: وما يُغْلِي الثورَ؟ قال: تَحْرثُ الأرضَ كلَّها، وإنَّ قبل خروج الدجَّال ثلاثُ سنواتٍ شدادٍ، يُصيب الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمُر الله تعالى السماء السَّنةَ الأُولى أنْ تَحبِس ثُلُثَ مَطرِها، ويأمُر الأرضَ فتَحبِس ثلُث نباتها، ثمَّ يأمُر الله تعالى السماء في الثانية فتَحبِسَ ثُلثي مطرِها، ويأمُر الأرض فتَحبِسَ مطَرَها كُلَّه فلا تُقْطٍر قطرةً، ويأمُر الأرض أنْ تَحبِسَ نباتها كُلَّه فلا تَنْبُت خضراء، فلا تبقى ذات ظَلَفٍ إلاَّ هلكت، إلاَّ ما شاء الله تعالى، فقيل: وما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير، والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله مُحمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني، وقال في آخره: سمعت عبد الرحمان المحاربي يقول: ينبغي أن يُدفع هذا الحديث [إلى] المؤدِّب حتَّى يُعلِّمه الصبيان في الكُتَّاب، [أي: المدارس].
*بيان
الكُتَّاب: بالتشديد، محلٌّ يعلَّم فيه الكتابة.
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في كتاب الملاحم والفتن، ج١، ص٥٤، وج ٢، ص١١٠ حديثاً مفصَّلاً يحتوي على ما في هذا الحديث بلفظ آخر؛ ولعلَّ الراوي نقل الحديث بالمعنى فسبَّب الاختلاف والزيادة والنقصان، والحديث برواية عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فقالت له أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذ يا رسول الله ؟ قال: ببيت المقدس... الحديث.
ويأتي الحديث بألفاظه في رقم (١٩) من المصدر المذكور، وأخرج الحديث في سُنن ابن ماجة، ج٢، ص٢٦٧، طبعة مصر، في حديث مفصَّل، وفي ضمنه حديث أُمِّ شريك، ولفظه يُخالف عقد الدُّرر، وفي المعنى موافق، وفي نور الابصار، ص١٥٤، أخرج ما أخرجه في سُنن ابن ماجة، ثمَّ أخرج حديث أبي هريرة المروي في صحيح البخاري من الباب (١٢)، (كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)، ثمَّ أخرج حديث جابر المتقدِّم في رقم (٤).
١٣- وفي عقد الدُّرر في الحديث (٣٥٢)، أخرج بسنده من قصص الأنبياء، لأبي الحسين مسلم بن عبيد الكسائي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في قصَّة الدجَّال، قال (عليه السلام):
(إلاَّ وإنَّ أكثر أتباعه أولاد الزنا، لابسو التيجان، وهم اليهود - عليهم لعنة الله - يأكل ويشرب، له حمارٌ أحمر، طوله سِتُّون خطوةً مَدُّ بصره، أعور اليمين، وإنَّ ربَّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعور، صمدٌ لا يُطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويُقيم الدجَّال أربعين يوماً، أوَّل يوم كسنة، والثاني فأقلَّ، فلا تزال تصغر وتقصر حتَّى تكون آخر أيَّامه كليلةِ يومٍ من أيَّامكم هذه، يَطأُ الأرض كلَّها، إلاَّ مكَّة والمدينة وبيت المقدس، ويدخل المهدي (عليه السلام) بيت المقدس ويصلِّي بالناس إماماً، فإذا كان يوم الجمعة وقد أُقيمت الصلاة؛ نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) بثوبين مشرقين حمر، كأنَّما يَقطُر من رأسه الدهن، رَجِلُ الشَعْرِ، صبيحُ الوجه، أشبهُ خلق الله عزَّ وجلَّ بأبيكم إبراهيم خليل الرحمان (عليه السلام)، فيلتفت المهدي، فينظرَ عيسى (عليه السلام) فيقول لعيسى: يا ابن البتول: صلِّ بالناس، فيقول: لك أُقيمت الصلاة، فيتقدَّم المهدي (عليه السلام) فيصلِّي بالناس، ويصلِّي عيسى (عليه السلام) خلفه، ويبايعه، ويخرج عيسى (عليه السلام) فيلتقي الدجَّال، فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص، ولا تقبل الأرض منهم أحداً، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن: تحتي كافر اقتله، ثمَّ إنَّ عيسى (عليه السلام) يتزوج امرأة من غسَّان، ويُولد له منها مولد، ويخرج حاجَّاً، فيقبض الله تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكَّة).
بعضُ ما رويَ في يأْجوجَ ومأْجوجَ
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر، في الحديث (٣٧٤)، من الباب (١٢)، بعد ذكره حديثاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قصَّة الدجَّال، ونزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، [قال رجلٌ من أصحابه] يا أمير المؤمنين: صِفْ لنا يأجوج ومأجوج، قال:
(هم أُممٌ، كلُّ أُمَّة منهم أربعمئة ألف ألف نَفْسٍ، لا يموتُ الرجلُ منهم حتَّى يرى من ظهرِه ألفَ عينٍ تَطْرُف، صِنفٌ منهم كشَجرِ الأرُز الطِّوال مئةُ ذراعٍ بلا غُلظٍ، والصنفُ الثاني طوله مئةُ ذراعٍ، وعرضُه خمسون ذراعاً، والصنف الثالث منهم - وهم أكثر عدداً - قِصارٌ يلتحِف أحدهم بإحدى أذنيه، ويفترش الأُخرى، مقدِّمتهم بالشام، وآخرهم وساقتهم بخُراسان، لا يُشرِفون على ماءٍ إلاَّ نشف، يلحسُونه وإنَّ بحيرةَ طبريِّة يشربونها، حتَّى لا يكون فيها وزنُ درهمٍ ماءً). وذكر باقي الحديث.
ثمَّ ذكر حديثاً آخر عن الإمام أبي الحسين مُحمَّد بن علي الكسائي في قصص الأنبياء، قال: قال وهب بن مُنَبَّه وكعب الأحبار:
(فعند ذلك - أي: عند قتلِ عيسى بن مريم (عليه السلام) للدجَّال - يتزوَّج بامرأةٍ من العرب، فيمكث ما شاء الله تعالى، ثمَّ يخرُج يأجوج ومأجوج، وهم من كلِّ حَدْبٍ يَنْسِلون؛ فتمتلئ الأرض منهم، حتَّى لا يكون للطير موضعٌ تقرِّ فيه، ولا ينزلون بلداً إلاَّ أبادوا أهله، ثمَّ يسيرون إلى بيت المقدس لقتال عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وإذا بهم قد أتوا إلى البيت المقدَّس، ورموا المدينة بالسهام، حتَّى تَسُدَّ السهام عين الشمس، ويقتلون خلقاً كثيراً، فيدعوا عيسى (عليه السلام) عليهم، فيُرسلُ الله تعالى عليهم عفارِيت الجنِّ، فيَقتلُونهم عن آخرهم، فيفرَحُ المسلمون، حتَّى يَتُمَّ لعيسى (عليه السلام) في الدنيا أربعون سنة، وأَمَرَ الله تعالى مَلَكَ الموت أن ينزل إليه، فيُوقِفه على موضعِ قَبْرِه، ثمَّ يَقْبضه ويُدفنه (صلَّى الله عليه وسلَّم)).
١٤- وفي خاتمة كتاب (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) أخرج ابن حجر الهيتمي الشافعي اقتداءَ عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي المنتظر، وذكر مدَّة حياته، وبعض أحواله، وهذا نصُّ ألفاظه:
قال ابن المنادي - في كتاب دانيال -: إنَّ السفيانيِّين ثلاثةٌ، وإنَّ المهديِّين ثلاثة، الأوَّلُ للسفياني الأوَّل، والثاني للثاني، والثالثُ للثالث، وهذه اختلافات متعارضة في تعدِّده، ومَن يَلِي بعدُ، والذي يتعيَّن اعتقاده ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر الذي يَخرُجُ الدجَّال وعيسى في زمانه، وأنَّه المُراد حيث أُطلق المهدي، والمذكورون قبله لم يصحَّ فيهم شيء، وبعده أُمراء صالحون أيضاً، لكن ليسوا مثله، فهو الأخير في الحقيقة، ومرَّ منها ما هو صريح في أنَّ خروجه قبل نزول عيسى (عليه السلام)، [أي: خروج المهدي (عليه السلام)]، وهو الحقُّ.
وأمَّا ما قيل: إنَّه بعد نزوله فبعيد، والأحاديث تردُّ على قائله، فلا ينظر إليه وأمَّا ما مرَّ من أنَّ نزول عيسى (عليه السلام) ببيت المقدس، فيردَّه ما جاء في حديث الدجَّال:
(المؤمنون يومئذٍ قليل، وجلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالح، فيسير الدجَّال حتَّى ينزل بها، فيحاصرهم [فيها]، فبينما هو محاصرهم، إذ نزل عيسى (عليه السلام)، حين يدخل ذلك الإمام في صلاة الغداة، فإذا رأى الإمام عيسى عرفه؛ فيرجع القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى (عليه السلام) للصّلاة، فيضع عيسى (عليه السلام) يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي عيسى (عليه السلام) وراءه، فإذا سلَّم ذلك الإمام قال عيسى: افتحوا - أو أقيموا الباب، فيفتح ووراءه الدجَّال - معه سبعون ألف يهودي، كلُّهم محلَّى ذو سيفٍ وتاجٍ [أي: طيلسان]، وقيل: مختصٌّ بالمقوَّر، تُنسج كذلك.
وفي الصحيح: (يتبع الدجَّال من يهود أصبهان سبعون ألفاً، عليهم الطيالسة).
فإذا نظر إليهم (إليه) ذاب كما يذوب الملح في الماء، وانساخ، ثمَّ ولَّى هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لم تفتني بها، فيدركه عيسى عند باب لُدٍّ: [هي: قرية قريبة من بيت المقدس] فيقتله... الحديث.
قال ابن حجر: فنزوله عندها [أي: عند بيت المقدس] جاء في عدِّة أحاديث، لكنَّ الجواب أنَّ هذا أوَّلاً، وما مرَّ بعده.
قال ابن حجر: ويروى عن حابس الحضرمي أنَّه قال:
يخرج [الدجَّال] عند المنارة عند الباب الشرقي، ثمَّ يأتي مسجد دمشق حتَّى يقعد على المنبر، فيدخل المسلمون المسجد وكذا النصارى واليهود كلُّهم يرجوه، حتَّى لو ألقيت شيئاً لم يُصِبْ إلاَّ رأس إنسان من كثرتهم، ويأتي مؤذِّن المسلمين وصاحب بوق اليهود والنصارى في المسجد.
ثمَّ يخرج عيسى ومَن معه من أهل دمشق يتبع الدجَّال، إلى أن يأتي بيت المقدس، فيجده مغلقاً قد حصره الدجَّال، فيأمر(عليه السلام) بفتح الأبواب، ويتبعه حتَّى يدركه بباب لُدٍّ، ويذوب كما يذوب الشمع، ويقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة، فيضربه فيقتله الله على يديه.
ثمَّ يمكث في المسلمين ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، ويُهلك الله على يديه يأجوج ومأجوج.
وتُرَدُّ الأرض إلى بركتها، وتكون الحيَّة مع الصبي والأسد والبقرة، ثمَّ يبعث الله ريحاً طيِّبة، يقبض روح كلَّ مؤمن، ويبقى شرار الناس، ثمَّ تقوم الساعة.
المؤلِّف:
وذكر ابن حجر اقتداءَ المسيح عيسى (عليه السلام) بالإمام المهدي (عليه السلام) في الباب الثالث من كتابه القول المختصر، ويأتي نصُّ ألفاظه في رقم (٢١).
١٥- وفي فرائد السمطين آخر ج٢، الحديث (١) في آخر الكتاب، أخرج بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجَجُ الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أوَّلُهم أخي، وآخرهم ولدي، قيل يا رسول الله: مَن أخوك؟ قال: علي بن أبي طالب، قيل: ومَن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً، لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يومٌ واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه [أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام)] وتُشرق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سُلطانه المشرق والمغرب).
المؤلِّف:
أخرج الحديث الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، في كتابه ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، طبع إسلامبول، سنة ١٣٠١، وفي لفظه اختلاف كثير مع الحديث الذي في فرائد السمطين، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (١٧) من هذا الباب، وأخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٤٣، وص٦٩٢، وأخرجه العلاَّمة الحائري في إلزام الناصب، ج١، ص١٨٧ الطبعة الثانية، وأخرجه غير هؤلاء.
١٦- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٣، وص٤٦٩، قال: أخرج الطبراني مرفوعاً [وقال]:
(يلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى (عليه السلام) كأنَّما يَقُطر من شَعْرِه الماء، فيقول المهدي: تقدَّم فصلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصَّلاة لك، فيصلِّي خلفَ رجلٌ من وُلدي). ثمَّ قال: وفي صحيح ابن حبَّان - في إمامة المهدي - نحوه.
المؤلِّف:
في إسعاف الراغبين، بهامش ص١٢٤- ١٢٥، من نور الأبصار، أخرج نحوه من معجم الطبراني، وقال في صحيح ابن حبَّان نحوه.
وقال في ينابيع المودَّة، ص٤٧٠: قد تواترت الأخبار عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بخروج المهدي، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملأ الأرض عدلاً، وأنَّه يُساعد عيسى (عليهما السلام) على قتل الدجَّال بباب لُدٍّ بأرض فلسطين، وأنَّه يؤمُّ هذه الأُمَّة، ويصلِّي عيسى خلفه.
وفي الصواعق المُحرقة لابن حجر، ص١٠١ أخرج الحديث، ولفظُه ولفظ ينابيع المودَّة سواء، وأخرجه في عقد الدُّرر، الحديث (٣١٠)، الباب (١٠) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى بن مريم - ثمَّ ذكر الحديث إلى قوله -: فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من ولدي، فإذا صُلِّيت، قام عيسى حتَّى جلس في المقام فيُبايَعه).
أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي.
١٧- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٤٧، قال: وفي كتاب فرائد السمطين للشيخ مُحمَّد بن إبراهيم الجويني الخراساني الحمويني المحدِّث الفقيه الشافعي [أخرج] بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله:
(إنَّ خلفائي وأوصيائي وحُجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أوَّلُهم علي، وآخرَهم ولدي المهدي، فيَنزِل روح الله عيسى بن مريم فيصلِّي خلف المهدي، وتُشرِق الأرض بنورِ ربِّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).
المؤلِّف:
تقدَّم حديثٌ نحوه مع اختلاف كثير في رقم (١٥) من هذا الباب، وممَّا يورث التعجُّب أنَّ الحديث السابق من هذا المصدر، ومع ذلك يختلف، والله أعلم إنَّ الاختلاف من الراوي، أو الناقل منه، أو الطابع.
١٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ص٥٣، ج١ باب (١٨٢)، أخرج بسنده عن مُحمَّد بن الحنفيَّة قال:
(ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يُبن مثله، يملك أربعين سنة، تكون هُدنةُ الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثمَّ يغدرون به، ثمَّ يجتمعون له بالعمق، فيموت غمَّاً، ثمَّ يَلِي بعده رجلٌ من بني هاشم، ثمَّ تكون هزِيمتُهم [أي: الروم] وفتحُ القسطنطينيَّة على يديه، ثمَّ يسير إلى رومية فيَفتحَها، ويستخرج كنوزها، ومائدة سليمان بن داود، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فينزلها، ويخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه).
[أي: يصلِّي عيسى خلف الهاشمي]، كما يُصرَّح به في غيره من الأحاديث المتقدِّمة والمتأخِّرة.
١٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٤ الطبعة الأُولى، باب (١٨٦)، أخرج بسنده وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عمرو بن عبدالله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي قال:
ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الدجَّال فقالت أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:
(ببيت المقدس، يخرج [أي: الدجَّال] حتَّى يُحاصرهم، وإمام المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالح، فيقال: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم، فإذا رآه ذلك الرجل عرفه، فرجع يمشي القهقرى، فيتقدَّم، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثمَّ يقول: صلِّ فإنَّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: [أي: عيسى لأصحاب الدجَّال] افتحوا الباب، فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، كلُّهم ذو ساج(١٣١) وسيف محلَّى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء، ثمَّ يخرج هارباً، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربة لن تفوتني بها، فيدركه فيُقتل، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ، لا حجر، ولا شجر، ولا دابَّة إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فاقتله، إلاَّ الغرقد فإنَّها من شجرهم فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مقسطاً، ويدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، ولا يُسعى على شاة، وتُرفع الشحناء والتباغض [من بين البشر]، وتُنزع حِمَّةُ كلِّ دابَّة، حتَّى يُدخل الوليدُ يَدَه في فَمِ الحنش فلا يضُرَّه، وتَلقى الوليدة الأسد فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبها، والذئب في الغنم كأنَّها كلُبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مُلْكَهم، ولا يكون مُلكٌ إلاَّ للإسلام، وتكون الأرض كفاثور الفضَّة، وتُنبت نباتها كما كانت على عهد آدم [عليه السلام]، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمَّانة، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات).
المؤلِّف:
*بيان: الحِمَّة: العداوة، والحنش: الحيَّة، والوليدة: الطفل الصغير، وفاثور: القطعة من الفضَّة البيضاء الصافية، والنفر: الجماعة من الناس.
المؤلِّف:
تقدَّم أحاديث عديدة في رقم (١٣)، ورقم (١٤)، وفيها مضامين هذا الحديث الشريف، وليس فيها هذا التفصيل وهذا التوضيح، فهذا الحديث أوضح حديث وأتمُّ حديث رُويَ في هذا الباب عن أبي أُمامة وغيره، فيها اختلاف ونقص، وأسْقَط منه صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام (عليه السلام) لأغراضٍ معلومةٍ صرَّح بها بعض القوم وسكت عنها بعضهم، وحديث رقم (١٢) فيه زيادات مهمَّة لم تكن في غيره، وألفاظه أشبه بحديث أبي أُمامة من غيره.
وفي، ج٢، ص١١٠ من الملاحم والفتن أخرج حديثاً بمعناه من فتن السليلي، وسيمرُّ عليك الحديث في رقم (٤٦)، فراجع واغتنم.
٢٠- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، قال: الحديث (٣٨)، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
أخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٠.
المؤلِّف:
أخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (٢٢٣)، من الباب (٧)، ولفظه عن أبي سعيد عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أنَّه قال:
(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه الشيخ عبيد الله الحنفي في أرجح المطالب، ص٢٧٨ نقلاً من الحِلْية لأبي نعيم، وكتاب (العرف الوردي في أخبار المهدي) لجلال الدين السيوطي الشافعي، وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٤، وقال: ومن كتاب الفتن للحافظ أبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم [معه و] خلفه).
٢١- وفي كتاب (القول المختصر في أحوال المهدي المنتظر) لابن حجر الهيتمي، في الباب الثالث، قال في (٥٢) من الأُمور التي تكون قبل ظهور المهدي (عليه السلام):
الثانية والخمسون: يحاصر الدجَّال المؤمنين ببيت المقدس، فيصيبهم جوعٌ شديدٌ، حتَّى يأكلوا أوتار قسيِّهم من الجوع، فبينما هم على ذلك إذ سمعوا صوتاً في الغلس! فيقولون: إنَّ هذا لصوتُ رجلٍ شبعان، فينظرون فإذا هو عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فتقام الصلاة [للإمام المهدي (عليه السلام)] فيرجع إمام المسلمين المهدي، فيقدِّمه عيسى فيصلِّي بهم تلك الصلاة، ثمَّ يكون عيسى إماماً بعده.
المؤلِّف:
تقدَّم حديث فيه مضامين هذا الحديث، في رقم (١٤)، وفيه تفصيل ليس في هذا الحديث؛ لأنَّ ابن حجر اختصر الحديث، وهو عمل لا يرضى به أهل الحديث؛ لأنَّ اختصاره مخلٌّ بفهم الحديث.
٢٢- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٥٥، في الباب (١٨٧)، قال: فيما ذكره نعيم في صلاة عيسى خلف المهدي - ولم يُسمِّه - وأنَّ عيسى يقول:
(إنَّما بُعثتُ وزيراً ولم أُبْعَث أميراً).
قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا بقيَّة بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، عن شُريح بن عبيد، عن كعب، قال:
(يَهبِطُ المسيح عيسى بن مريم عند القَنْطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي طرف الشجر، تَحملُه غَمامةٌ، واضعٌ يديه على مَنكَبِ مَلَكيْن، عليه ريطتان، مؤتزرٌ بأحديهما، مُرْتَدٍ بالأُخرى، إذا أكبَّ رأسَهُ يَقطُر منه كالجُمان، فيأتيه اليهود، فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، ثمَّ يأتيه النَّصارى فيقولون: نحن أصحابك، فيقول: كذبتم، بل أصحابي: المهاجرون بقيَّة أصحاب المَلْحَمة، فيأتي مَجمَع المسلمين حيثُ هم، فيَجدُ خليفتهم يصلِّي بهم، فيتأخَّر للمسيح حين يراه، فيقول: يا مَسيحَ الله: صلِّ بنا، فيقول: بل أنت فصلِّ بأصحابك، فقد رضي الله عنك، فإنَّما بُعثت وزيراً ولم أُبعث أميراً، فيصلِّي بهم خليفة المهاجرين ركعتين مرَّة واحدة، وابن مريم فيهم...). وذكر تمام الحديث.
وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٦، قال: وفي حديث آخر بإسناده عن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه [قال]:
(فيَهبِطُ عيسى فيُرحِّب به النَّاس ويفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يقول للمؤذِّن: أقِم الصلاة، ثمَّ يقول له النَّاس: صلِّ بنا، فيقول: انطلقوا إلى إمامِكُم فليُصلِّ بكم؛ فإنِّه نِعْمَ الإمام، فيصلِّي بهم إمامهم، فيصلِّي معهم عيسى). وذكر تمام الحديث، وحديث الدجَّال.
٢٣- وفي الملاحم والفتن، ص٥٣، الباب (١٨٢)، أخرج حديثاً مفصَّلاً يذكر فيه مدَّة أُمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، وأنَّه (عليه السلام) يبني البيت المقدَّس أحسن بنيان، وأنَّه (عليه السلام) يفتح القسطنطينيَّة والروميَّة، ويستخرج كُنوزها، ثمَّ يرجع إلى بيت المقدس فيَنزِلها ويَخرج الدجَّال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم من السماء فيصلِّي خلفه (عليه السلام)، وقد أوردنا الحديث بنصِّه في أحاديث مدَّة إمامته (عليه السلام) في رقم (٥٨)، في الباب (٢١) من هذا الكتاب.
٢٤- وفي صحيح البخاري، ج٣، ص٣٥٧ طبعة الهند، سنة ١٢٧٢ هـ، أخرج بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(كيفَ أنتم، إذا نزَلَ ابن مرْيَم فيكم وإمامُكم منكُم).
٢٥- وفي مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي، ج٤، ص٤٧٨ طبعة حيدر آباد الدكن، أخرج بسنده وقال في الحديث:
(... فينزل عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس: تقدَّم يا روح الله، فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم).
٢٦- وفي صحيح مسلم، ج٢، ص٥٠٠، قال: حدَّثنا في الجيش الذي يخرج من المدينة لقتال الروم الذين نزلوا بأعماق، [إلى أن يقول]:
(فينما هم يعدُّون للقتال يسوون الصفوف إذ أُقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم (صلى الله عليه وسلم) فأَمَّهُم (إمامهم)...).
٢٧- وفي الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، قال - في الردِّ على من أنكر أنَّ عيسى يصلِّي خلف المهدي -:
هذا من أعجبِ العجب؛ فإنَّ صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدِّة أحاديث صحيحة، بإخبار رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وهو الصَّادق المصدَّق الذي لا يَخلُف خبره.
ثمَّ قال: ومن ذلك ما رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصحَّحه عن عثمان بن أبي العاص - وذكر الحديث إلى أن قال -:
(فينزل عيسى (عليه الصلاة والسلام) عند صلاة الفجر، فيقول له إمام النَّاس: [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] تقدَّم يا روح الله فصلِّ بنا، فيقول: إنَّكم معشر هذه الأُمَّة أُمراء بعضكم على بعض، تقدَّم أنت فصلِّ بنا، فيتقدَّم فيصلِّي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى (صلوات الله) عليه حربته نحو الدجَّال).
وفيه أيضاً قال: وفي الصحيحين [أي: صحيح مسلم، وصحيح البخاري] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، وإمامكم منكم).
قال: وفي مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يخرج الدجَّال... - فذكر الحديث، إلى أن قال -: فإذا هم بعيسى بن مريم (صلَّى الله عليه وسلم) [نزل من السماء] فتُقام الصلاة، فيقال له: تقدَّم يا روح الله، فيقول: ليتقدَّم إمامكم... [فيتقدَّم المهدي فيصلِّي بهم]).
وفيه أيضاً قال: وفي مسند أبي يعلى، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(لا تزالُ من أُمَّتي ظاهرين على الحقِّ، حتَّى يَنزِل عيسى بن مريم، فيقول إمامهم: تقدَّم [فصلِّ بنا] فيقول: أنتم أحقُّ، بعضكم أُمراء على بعض، أمرٌ أكْرَمَ الله به هذه الأُمَّة).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٤، حديث جابر مع اختلاف في بعض ألفاظه، وهذا نصُّه، قال: أخرج أبو نعيم عن جابر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (ينزَلُ عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعالَ صلِّ بنا، فيقول: ألا وإنَّ بعضكم على بعضٍ أُمراء، تَكرِمةُ الله لهذه الأُمَّة).
وأخرج الحديث في الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، وفي لفظه اختلاف، وقال:
(... إنَّ بعضكم على بعض أمير، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).
وأخرجه في سُنن ابن ماجة، ولفظه يساوي العرف الوردي، وأخرجه أبو نعيم في عواليه.
٢٨- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٢، باب (٧٢)، نقلاً من مشكاة المصابيح، فقد أخرجه في باب أشراط الساعة عن جابر، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
(لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلون على الحقِّ ظاهرين إلى يوم القيمة، قال: فيَنزِلُ عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعالِ صلِّ لنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تَكْرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث نقلاً من مسند أبي يعلى مع اختلافٍ في ألفاظه؛ ولذلك أخرجنا الحديث ثانياً.
٢٩- وفي مشارق الأنوار، ج٢، ص٣٢٢، قال:
ينزل عيسى في زمانه [أي: زمان المهدي (عليه السلام)] بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، والناس في صلاة العصر، فيتنحَّى له الإمام، فيتقدَّم فيصلِّي بالناس، يؤمُّ بسنَّة محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
قال صاحب المشارق: والمراد بالإمام: أمير المهدي على دمشق، وأمَّا هو ففي بيت المقدس، ثمَّ يذهب عيسى إلى بيت المقدس، فيقتدي بالمهدي في صلاة الصبح.
المؤلِّف:
ذكر في مشارق الأنوار، ج٢، ص١١٠، وقال:
نزول عيسى بن مريم من على المنارة البيضاء شرقي دمشق آخر الليل، ويأتيه المهدي فيجتمع إليه، ويطلبه النَّاس وقت الصبح، [أنْ يصلِّي بهم] فيمتنع ويقول: إمامكم منكم، فيتقدَّم المهدي ويصلِّي بعيسى، تكرُمةٌ لهذه الأُمَّة ونبيِّها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر بعض ما يفعله عيسى (عليه السلام) باليهود والدجَّال، ثمَّ قال: ويصلِّي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح، - قال -: وذلك لا يقدح في قدر نبوَّته.
المؤلِّف:
إنَّ هذا القائل لم يلتفت إلى ما قال؛ ولو تأمَّل قليلاً لعرف أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) إمام عصره وخليفة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولولا أنَّه أفضلُ من عيسى ما اقتدى عيسى به، وعيسى (عليه السلام) له المقام العظيم في عصر نبوَّته، وفي عصر الإمام - مع ما له من الفضل - مأمور بمتابعة الإمام، وهو وزيره، كما يأتي في الأحاديث الآتية، فالوزير ليس كالسلطان وإن كان له المقام الرفيع بالنسبة إلى غير الإمام، وتقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة أنَّه (عليه السلام) يقول: (أنا وزير...).
٣٠- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٥، قال: أخرج ابن ماجة، والروياني، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو نعيم واللفظ له، بسنده عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال، وقال:
(فتَنفي المدينةُ الخَبَثَ منها كما يَنقي الكِيرُ خَبَثَ الحديد [الكير: كورةُ الحدَّاد] [قال]: ويُدعى ذلك اليوم: يوم الخلاص، فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجُلُّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجلٌ صالحٌ، يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم، فرَجعَ ذلك الإمامُ يَنْكُص [أي] يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى، فيضعُ عيسى يده بين كَتِفَيْه، ثمَّ يقول له: تقدَّم، فصلِّ فإنَّه لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم).
المؤلِّف:
لا يخفى ما في هذا الحديث من الإسقاط والتحريف؛ ويدلُّ على ذلك ما أخرجه الشبلنجي الشافعي في كتابه: البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، وإليك نصُّ الحديث.
٣١- وفي كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، ص٣٣٥، باب (٢٢)، أخرج تحت عنوان (المهديُ إمامٌ صالح)، قال: ورويَ عن أبي أُمامة قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وذكر الدجَّال [ثمَّ قال]:
(إنَّ المدينة لَتُنقِّي خَبَثَها كما يُنَقِّي الكِيرُ خَبثَ الحديد، ويُدعى ذلك اليوم: يومُ الخلاص، [قال]: فقالت أُمِّ شريك: فأين العرب يا رسول الله يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل، وجُلُّهُم ببيت المقدس، وإمامهم مهدي [المهدي] رجلٌ صالح [قال]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بالنَّاس [الصبح]، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم؛ فرَجَع ذلك الإمام يَنْكُص، يمشي القهقرى لِيَتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس [فيضَع عيسى يده بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ، فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم]).
ثمَّ قال: قلت: هذا حديثٌ حسنٌ، هكذا رواه الحافظ أبو نعيم صاحب (حِلْيَة الأولياء)، ووقع إلينا عالياً بحمد الله.
المؤلِّف:
حديث الكنجي كأنَّ فيه إسقاط، أو سقط منه في الطبع ما يبلغ مقدارَ سطرٍ واحدٍ، وقد أخرجناه وجعلناه بين هلالين، ويشهد على ما قلنا الحديث المتقدِّم عليه المنقول من العرف الوردي؛ فإنَّ العبارة الساقطة موجودة فيه كما ذكرناه.
وقال الكنجي - في كتاب البيان، ص٣١٨، باب (٧) -: أخرج الحديث المتقدِّم نَقلُه من البخاري، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ متَّفق على صحَّته من حديث محمَّد بن شهاب الزهري، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهم، ثمَّ أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله، ثمَّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أخرجه مسلم في صحيحه [ثمَّ قال]: وهذا الحديث غير قابل للتأويل، لأنَّه صريح، بأنَّ عيسى يقدِّم أمير المسلمين، وهو يومئذٍ المهدي (عليه السلام). انتهى باختصار الحديث.
٣٢- وفي كتاب البيان، ص٣١٨، قال: روى حذيفة، وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَلتفتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء، فيقول المهدي [لعيسى]: تقدَّم صلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلفَ رجلٍ من وُلدي). الحديث.
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٨١، وقال: أخرج أبو عمرو الداني في سُننه عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم...). الحديث.
ولفظه يساوي لفظ الكنجي، وفي معجم الطبراني، ومناقب [الإمام] المهدي (عليه السلام) لأبي نعيم، أخرجا عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنَّه قال: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
(يَلتفِتُ المهدي وقد نزَلَ عيسى بن مريم كأنَّما يَقطُر من شعرِهِ الماء...).
وساق الحديث، وأخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر، ص١٠١، وفي إسعاف الراغبين، بهامش نور الابصار ص١٢٤.
٣٣- وفي تاريخ الخميس، ج٢، ص٣٢٢، أخرج حديث جابر بن عبد الله المتقدِّم نقله من مسند أبي يعلى، ومن العرف الوردي، ومن ينابيع المودَّة، وفي لفظ الجميع تحريف وإسقاط لبعض ألفاظ الحديث، وما في تاريخ الخميس أكمل وأوضح، وهذا نصُّه بلا تصرُّف.
قال: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي، يُقاتِلون على الحقِّ حتَّى ينزِلَ عيسى بن مريم عند طُلوع الفجر ببيت المقدس، ينزِلَ على المهدي فيقال: تقدَّم يا نبيَّ الله فصلِّ بنا، فيقول: هذه الأُمَّة أُمراء بعضهم على بعض).
أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري في سُننه.
المؤلِّف:
أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٨٣ حديث جابر نقلاً من سُنن أبي عمرو الداني، ولفظه يساوي لفظ صاحب تاريخ الخميس، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن من فتن نعيم، وفي لفظه اختلاف في اللفظ والمعنى، وأخرجه السيِّد هاشم البحراني في غاية المرام، ص٧٠٢ من كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي، ولفظه يساوي حديث رقم (٢٩) في بعض ألفاظه.
٣٤- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس (رحمه الله) قال: فيما ذكر نعيم من أنَّ عيسى إذا نزل لا يشمُّ رِيحَهُ كافر إلاَّ مات، ويصلِّي وراء المهدي.
حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عن جرَّاح عمَّن حدَّثه عن كعب، قال:
(ينزِلُ عيسى بن مريم عند المنارة، عند باب دمشق الشرقي، وهو شابٌّ أحمر معه مَلَكان، قد لَزِمَ مناكِبهُما، لا يَجِدُ نَفَسَهُ ولا رِيحَهُ كافرٌ إلاَّ مات؛ وذلك أنَّ نَفَسَه تَبلُغ مدَّ بصَرِه، فيُدرِك نَفَسَهُ الدجَّال، فيذوب ذوبان الشمع فيموت، ويسير ابن مريمَ إلى مَن في بيت المقدِس من المسلمين فيُخبرهم بقتله، ويصلِّي وراء أميرهم...). الحديث.
المؤلِّف:
بالمراجعة إلى أحاديثِ هذا الباب تَعرِف أنَّ أمير المسلمين في بيت المقدس هو الإمام المهدي (عليه السلام)، راجع رقم (١٤)، ورقم (١٨)، ورقم (٢٣) وغيرهنَّ.
٣٥- وفي الملاحم والفتن، ج٢، ص١١٠- ١١١ من فتن أبي صالح السليلي قال:
الباب الحادي والثمانون: فيما نذكره من أحاديث الدجَّال، ومن أيِّ موضع يخرُج، ونزول عيسى بن مريم، وصلاته خلف المهدي، وصلاح الدنيا، وزوال الأكدار منها، إلى أن قال: ذكر أبو صالح السليلي في كتاب الفتن حديثاً هذا إسناده، ويرويه الخيَّاط الدينوري بسنده عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ذاتَ يومٍ خطبةً، فكان آخر خطبته، وذكر ما حدَّثهم عن الدجَّال، ثمَّ قال:
(وإمامُ النَّاس يومئذٍ رجلٌ صالحٌ [وهو المهدي (عليه السلام)] فيُقال له: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخلَ في الصلاة نزَلَ عيسى بن مريم [عليه السلام]، فإذا رآه ذلك الرجلُ [أي: المهدي (عليه السلام)] عَرَفه؛ فيَرجعُ يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى بن مريم (عليهما السلام)، فيَضعُ عيسى [عليه السلام] يده بين كتفيه فيقول له: صلِّ فإنّما أُقيمت لك الصلاة، فيصلِّي عيسى بن مريم [عليه السلام] وراءه، ثمَّ يقول: [افتحوا الباب] فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي، ذي ساجٍ وسيف مُحلَّى، فإذا نظَرَ [الدجَّال] إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النَّار، أو الثلجُ في الماء، ثمَّ يخرُجُ هارباً، فيقول عيسى [عليه السلام]: إنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيُدرِكه عند بابِ اللُدِّ الشرقي، فيَقتُله، ولا يبقى شيءٌ ممَّا خلقَ الله، يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقَ الله ذلك الشيء، لا شجرٌ، ولا حجرٌ، ولا دابَّةٌ، إلاَّ قال: يا عبد الله المُسلم: هذا كافرٌ فاقْتُله، إلاَّ الغرقدة، فإنَّها من شجرِهِم [الغرقد: شجر الغضا والعوسج] ولا تنطق [قال]: ويكون عيسى في أُمَّتي حكماً عدلاً، وإماماً مُقسطاً، فيدقُّ الصليب، ويقتلُ الخِنْزير، ويضعُ الجزية، ويتركُ الصدقة، ولا يُسعَى على شاةٍ، ولا تبقى بقرةٌ، وتُرفع الشحناء، والتباغُض، وتُنزع حِمَّة كلِّ دابَّة؛ حتَّى يُدخِل الوليد يده في فَمِ الحنش [الحيَّة الكبيرة] فلا يضُرَّه، وتَلْقَى الوليدةُ الأسدَ فلا يضُرَّها، ويكون في الإبل كأنَّه كلبُها، ويكون الذئبُ في الغنمِ كأنَّه كلبُها، وتُملأ الأرضُ من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مُلكَهم، ولا يكون المُلْكُ إلاَّ للهِ وللإسلام، وتكون الأرضُ كفاثور الفضَّة، تُنبِت نباتَها كما كانت على عهد آدم [عليه السلام]، يجتمع النفر القِثَّاء فتُشبعهم، (ويجتمع النفر على الرغيف فتُشبعهم)، (ويجتمع النفر على القِطْفِ من العنب فتُشبعهم)، ويجتمع النفر على الرمَّانةِ فتُشبعهم، ويكون الفرس بدريهمات).
المؤلِّف:
تقدَّم الحديث بلفظ يختلف مع هذا اللفظ، ويشاركه في المعنى، وفيهما اختلاف في المعنى في بعض المطالب، وفي بعضها زيادات كثيرة، وقد أخرج الحديث ابن ماجة القزويني في سُننه مفصَّلاً، وفيه أنَّ أُمَّ شريك بنت أبي العكبر قالت: يا رسول الله فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم (ببيت المقدس، وإمامهم... قد تقدَّم يصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصُّبح، فرجعَ ذلك الإمام... القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم... [فيتقدَّم الإمام ويصلِّي بهم، ويصلِّي عيسى خلفه]).
٣٦- وفي الأربعين حديثاً الذي جمعه الحافظ أبو نعيم في أَمرِ المهدي (عليه السلام) في الحديث (٣٨)، قال: وبالإسناد إلى أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر في الحديث (٣٩) وقال: وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَنْزِلُ عيسى بن مريم [من السماء]، فيقولُ أميركم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: ألا إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تكرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٣٧)، ورقم (٣٩)، حديثٌ عن جابر ولفظه يقرُب هذا اللفظ مع اختلاف، والظاهر أنَّ الحديث واحدٌ ولكنَّ الرواة نقلوا الحديث بألفاظ مختلفة، والأربعين حديثاً المُشار إليها جمع أبي نعيم، وأخرجها السيِّد في غاية المرام في، ص٦٩٩، إلى ص٧٠١، طبع إيران.
٣٧- وفي غاية المرام ص٧٠٤ قال: وفي حِلْيَة الأولياء في حديثٍ طويل قال:
(في رحلهم - يعني المسلمين - إلى بيت المقدس، إمامهم مهدي [المهدي] رجلٌ صالح [قال]: فبينا إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصُّبح، إذ نزل عيسى بن مريم حتَّى كبَّر للصُّبح، فيرجِعُ ذلك الإمام يَنْكُص [أي: يتأخَّر] ليقدَّم عيسى ليصلِّي بالنَّاس، فيَضعُ عيسى يديه بين كتفيه، فيقول: تقدَّم فصلِّ؛ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامهم [المهدي (عليه السلام)].
المؤلِّف:
تقدَّم في الأحاديث المتقدِّمة في الباب مضمون هذا الحديث بعبارات مختلفة مفصَّلة ومختصرة، والمعنى واحد، ولو تأمَّلت في أحاديث الباب من أوَّله رقم (١)، إلى رقم (٤٨) وجدت في جميعها أنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يطلب من عيسى (عليه السلام) أن يصلِّي بالناس فلا يقبل منه ذلك، ويقول له: أنت الإمام، وأنَّ الصلاة أُقيمت لك؛ فأنت أولى بالصّلاة بالناس، فيصلِّي الإمام المهدي (عليه السلام) بالناس، ويصلِّي معه وخلفه عيسى (عليه السلام) مقتدياً به.
ولا يخفى أنَّ حديث أُمِّ شريك مرويٌ في أغلب الصحاح الستَّة، ومن جملتها سُنن ابن ماجة القزويني، فإنَّه أخرج الحديث في ج٢، ص٢٦٧، طبعة مصر، سنة().
وقد أخرجه السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٤ نقلاً عن أبي نعيم، وفيه تصريح باسم الإمام (عليه السلام)؛ حيث يقول:
(ويقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إنَّ بعضكم على بعض أُمراء، تكْرِمةٌ من الله لهذه الأُمَّة).
وقد تقدَّم أنَّ هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه، مع اختلاف في بعض ألفاظه.
٣٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ج١، ص٥٣ باب (١٨٢)، أخرج حديثاً مفصَّلاً، وفي آخره قال:
(... وفتح القسطنطينيَّة على يديه، ثمَّ يسير إلى روميَّة فيفتحها، ويستخرج كنوزها، ومائدةَ سُليمان بن داود، ثمَّ يرجِعُ إلى بيت المقدس فينزِلها، ويخرُج الدجَّال في زمانه، وينزِلُ عيسى بن مريم [من السماء] فيصلِّي خلفه [أي: خلف الإمام المهدي (عليه السلام)]).
المؤلِّف:
إنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) بعد أنْ يُقاتل - ثلاثة أيَّام - الروم، ويُقتلُ منهم جمعٌ كثير، في اليوم الثالث يفتح القسطنطينيَّة ويأخذ غنائمها.
وقد أخرجنا الحديث بتفصيله في أحاديث مدَّة إمامته (عليه السلام) في رقم (٥٨)، وذكرنا من الحديث ما يُناسب الباب، وقد ذَكَر ما بيَّنَّاه في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يخلينَّ الروم على والٍ من عترتي، اسمه يواطئ اسمي، فيقتتلون بمكان يقال له: العماق). وقد تقدَّم الحديث.
٣٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٤، الطبعة الأُولى، باب (١٨٦) من فتن نعيم، أخرج بسنده عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) الدجَّال، فقالت أُمُّ شريك: فأين المسلين يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:
(ببيت المقدس، يخرُجُ حتَّى يُحاصِرهُم، وإمامُ المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالحٌ، فيُقال [له]: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها [أي: صلاة الصبح] نزل عيسى بن مريم، فإذا (رحمه الله) ذلك الرجل [الصالح المصلِّي] عرفه؛ فرَجَع يمشي القهقرى [في صلاته] فيتقدَّم [عيسى] فيضَع يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: صلِّ، فإنَّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى ورائه...).
المؤلِّف:
الحديث كان فيه تشويش أصلحناه، ولا يخفى أنَّ حديث أُمِّ شريك تقدَّم في الأحاديث السابقة، وليس فيه ما في هذا الحديث؛ ولذلك أخرجناه.
٤٠- وفي الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، قال: وروى أبو داود، وابن حبَّان، بسنديهما عن أبي أُمامة الباهلي [أنَّه قال]:
خطبنا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فحدَّثنا عن الدجَّال، فذكر الحديث، وذكر ما يفعله الدجَّال - إلى أن يقول -:
(وإمامهم [أي: إمام المسلمين] رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصبُّح، إذ نزَلَ عليهم عيسى بن مريم [من السماء] [والإمام (عليه السلام)] في صلاة الصبُّح، فرَجَع (فيرجع) ذلك الإمام يمشي القهقرى؛ ليتقدَّم عيسى يُصلِّي [بهم وهو إمام] فيَضعُ عيسى (عليه السلام) يده بين كتفيه، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أُقيمت، فيصلِّي بهم إمامُهم [أي: بالمسلمين وبعيسى (عليه السلام)] فإذا انصرف [الإمام] قال عيسى (عليه السلام) [لمَن في بيت المقدس]: أقيموا الباب، فيفتح، ووراءه الدجَّال). الحديث.
٤١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٧، باب (١٩٦)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عمرو، قال:
(المهدي: الذي ينزِلُ عليه عيسى ابن مريم [من السماء] ويصلِّي خلفه).
المؤلِّف:
في كتاب الحاوي للفتاوي، ج٢، ص١٦٧، قال: رأيت في مصنف ابن أبي شيبة [قال]: حدَّثنا أبو أُسامة، عن هشام، عن ابن سيرين، أنَّه قال:
(المهدي من هذه الأُمَّة هو الذي يؤمُّ عيسى بن مريم [في الصلاة]).
المؤلِّف:
في العرف الوردي، روى هذا المعنى بسنده عن أبي سعيد، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهذا نصُّه:
٤٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٤، قال: أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد [أنَّه] قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(منَّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
المؤلِّف:
تقدَّم في الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: (منِّي - أو منَّا - المهدي)، في الباب (٢)، في رقم (٣٢)، نقلاً من كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٧. وقد أخرج فيه نقلاً من كتاب المهدي لأبي نعيم، عن أبي سعيد، قال: قال (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(منِّا الذي يُصلِّي عيسى بن مريم خلفه).
وذكرنا في رقم (٨) أيضاً نقلاً من ينابيع المودَّة، ونقله الشيخ سليمان من الأربعين حديث لنعيم بن حمَّاد، أنَّه روى عن أبي سعيد ما أخرجه في العرف الوردي، ولفظُه يساوي لفظَه، وذكر في رقم (٨) أيضاً أنَّ الشيخ عبيد الله الآمر تسري الحنفي أخرج حديث أبي سعيد في أرجح المطالب، ص٣٧٨، نقلاً من حِلْيَة الأولياء لأبي نعيم وذكرنا أنَّ جلال الدين في (العرف الوردي، ج٢، ص٧٨)، أخرج حديث عبد الله بن عمرو الذي نقلاه من الملاحم والفتن لابن طاووس، ولفظُه يساوي لفظَه.
وذكرنا أنَّ الشيخ يوسف الشافعي أخرج في عقد الدُّرر في الحديث (٢٨)، من الباب (١)، حديث أبي سعيد الخدري، ولفظُه ولفظ العرف الوردي سواء.
وأخرج الحديث في عقد الدُّرر في الحديث (٢٢٣)، من الباب (٧) أيضاً، ولفظُه يساوي لفظَه في الباب (١)، وقال: أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام)، وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١١)، من الباب (١٠)، أخرج ما أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ولفظه يساوي لفظ السيِّد سنداً ومتناً، وقال: أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
وأخرج السيِّد في غاية المرام، ص٧٠١ و٧٠٤ حديث عبد الله بن عمرو، وحديث أبي سعيد، ولفظهما يساوي ما في الملاحم والفتن للسيِّد، وما في العرف الوردي للسيوطي الشافعي.
٤٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٣١٠)، من الباب (١٠)، قال: وعن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يلتفِتُ المهدي، وقد نزَلَ عيسى بن مريم [من السماء] كأنَّما يَقطُرُ من شعرِه الماء، فيقول المهدي [له]: تقدَّم وصلِّ بالنَّاس، فيقول عيسى بن مريم: إنَّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلِّي عيسى خلف رجلٍ من وُلدي، فإذا صُلِّيت [الصلاة]؛ قام عيسى حتَّى جلسَ في المقام [بمكَّة] فيُبايعَه [النَّاس]). الحديث، وله تتمَّة.
أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب مناقب الإمام المهدي (عليه السلام).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف له مصادر عديدة، تقدَّمت في الباب في رقم (٨)، ورقم (٤٣)، ولفظ الجميع خالٍ عن قوله: (فإذا صُلِّيَت قام عيسى فجلس في المقام فيُبايعَه [النَّاس])؛ ولذلك أخرجناه في هذا الرقم.
*تحقيق:
لسبط ابن الجوزي شمس الدين قزعلي في كتابه (تذكرة خواصِّ الأُمَّة)، ص٣٧٦، طبع النجف الأشرف، سنة ١٣٦٩ هـ، قال: قال السدِّي: يجتمع المهدي وعيسى بن مريم، فيجيء وقت الصلاة، فيقول المهدي لعيسى: تقدَّم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة، فيصلِّي عيسى ورائه مأموماً.
ثمَّ قال سبط ابن الجوزي قزعلي: قلت: فلو صلَّى المهدي خلف عيسى لم يَجُزْ لوجهين:
أحدهما: لأنَّه يخرج عن الإمامة بصلاته مأموماً فيصير تبع.
والثاني: لأنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (لا نبي بعدي). وقد نسَخَت شريعته جميع الشرائع، فلو صلَّى عيسى بالمهدي لتدنَّس وجْهُ (لا نبي بعدي) بغبارِ الشُّبهة.
ثمَّ قال: وعامَّة الإماميَّة على أنَّ الخلف الحجَّة (عليه السلام) موجود، وأنَّه حيٌّ يُرزق، ويحتجُّون على حياته بأدلَّة منها: أنَّ جماعةً طالت أعمارهم [في الدنيا] كالخضر، وإلياس، فإنَّه لا يُدرى كم لهما من السنين.
المؤلِّف:
مدَّة عُمُرِهما إلى اليوم معلوم، وأنَّهما يجتمعان كلَّ سنةٍ، فيأخذ هذا من شعر هذا، وهذا من شعر هذا، [قالوا]: وفي التوراة أنَّ ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة، والمسلمون يقولون: ألفاً وخمسمئة سنة، وقال محمَّد بن إسحاق: عاش عوج بن عناق ثلاثة آلاف سنة، وكذلك طهمورث، وأمَّا من الأنبياء (عليهم السلام) فخلق كثير.
*منهم: بلغوا الألف، وزادوا عليها كآدم، ونوح، وشيث، ونحوهم، وعاش قينان تسعمئة سنة، وعاش مهلائيل، ثمانمئة سنة، وعاش نفيل بن عبد الله سبعمئة سنة، وعاش سطيح الكاهن - واسمه ربيعة بن عمرو - ستمئة سنة، وعاش عامر بن الضرب خمسمئة سنة وكان حاكم العرب، وكذا تيم الله بن ثعلبة، وكذا سام بن نوح، وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربعمئة سنة، وكذلك أرفخشد، وعاش قس بن ساعدة ثلاثمئة سنة، وعاش سلمان الفارسي مئتين وخمسين سنة، وقيل ثلاثمئة سنة... إلخ، وقيل أزيد.
المؤلِّف:
إن شاء الله تعالى نذكر في خاتمة هذا الكتاب أسماء المعمِّرين عند أهل السنَّة والأماميِّة وغيرهم.
٤٤- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص٣٢٢، باب (٩)، أخرج بسنده عن سهل بن سُليمان، عن أبي هارون العبدي، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له: هل شهدت بدراً؟ فقال: نعم، فقلت: إلاَّ تحدِّثني بشيءٍ ممَّا سمعته من رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) في عليٍّ وفضله، فقال: بلى، أُخبرك أنَّ رسول الله مَرِضَ مَرْضةً نَقِه منها، فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده، وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فلمَّا رأت ما برسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) من الضعف خنقتها العبرة، حتَّى بدت دموعها على خدِّها، فقال لها رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(ما يُبكيكِ يا فاطمة؟... أما علمتِ أنَّ الله تعالى اطَّلعَ إلى الأرض اطَّلاعة، فاختار منها أباك فبعثه نبيَّاً، ثمَّ اطَّلعَ ثانيةٍ فاختار بَعلِكَ... إيَّاك زوَّجك أعلمهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً، فضحكت واستبشرت، فأراد رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) أن يزيدها مزيدَ الخيرِ كلِّه، الذي قسمه الله لمحمَّد وآل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، فقال لها: يا فاطمة: ولعلي ثمانية أضراس - يعني: مناقب - إيمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، يا فاطمة: إنَّا أهل بيتٍ أُعطينا ستَّ خصال لم يُعَطها أحدٌ من الأوَّلين، ولا يُدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا أهل البيت، نبيُّنا خير الأنبياء وهو أبوكِ، ووصيُّنا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمُّ أبيك، ومنَّا سبطا هذه الأُمَّة وهما ابناكِ، ومنَّا مهديُّ الأُمَّة، الذي يُصلِّي عيسى خلفه، ثمَّ ضربَ على مَنكبِ الحسين فقال: مِن هذا مهدي الأُمَّة).

البَابُ الثَّلاثون

١- في عقد الدُّرر، الحديث (٩٨)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن سلمة بن زفر، قال: قيل يوماً عند حذيفة: قد خرج؟ قال:
(لقد أفلحتم إنْ خرج وأصحابُ محمَّد بينكم، إنَّه لا يخرُج حتَّى لا يكون غائبٌ أحبَّ إلى النَّاس منه؛ ممَّا يَلْقون من الشرِّ).
أخرجه أبو عمرو المُقري في سُننه.
٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠١)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
(لا يخرُج المهدي حتَّى يُقتلَ ثُلث، ويموتَ ثُلث، ويَبقى ثُلث).
أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري في سُننه، والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
أخرج يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر(١٣٢) في الحديث (٩١)، بسنده عن كعب الأحبار قال:
(تكون ناحية الفرات في ناحية الشام، أو بعدها بقليل، مجتمعٌ عظيمٌ، فيقتتلون على الأموال، فيُقتل من كلِّ تسعةٍ سبعة، وذاك بعد الهِدَة والواهية في شهر رمضان، وبعد افتراق ثلاثِ راياتٍ، يطلُب كلَّ واحدٍ منهم المُلْك لنفسه، فيهم رجلٌ اسمه عبد الله).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٣)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال:
(لا يكون الأمر الذي ينتظرون - يعني ظهور المهدي (عليه السلام) - حتَّى يتبرَّأ بعضكم من بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعنَ بعضُكم بعضاً، [قال]: فقلتُ: ما في ذلك الزَّمانُ من خيرٍ؟ فقال (عليه السلام): الخيرُ كلُّه في ذلك الزمان؛ يخرُج المهدي، فيرفَع ذلك كلِّه).
٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٤)، أخرج بسنده عن أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام) [أنَّه قال]:
(لا يظهرُ المهدي إلاَّ على خوفٍ شديدٍ من النَّاس وزلزال، وفتنةٍ وبلاءٍ يصيب النَّاس، وطاعون قبل ذلك، وسيفٍ قاطع بين العرب، واختلافٍ شديد في النَّاس، وتَشْتِتٍ في دينهم، وتغيُّرٍ في حالهم، حتَّى يتمنَّى المتمنِّي الموت صباحاً ومساءً؛ من عُظْمِ ما يرى من كَلَبِ النَّاس، وأكل بعضهم بعضاً، فخروجه (عليه السلام) إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصاره، والويل كلُّ الويل لمن خالفه، وخالف أمره).
المؤلِّف:
ذكر ابن حجر الهيتمي الشافعي في القول المختصر، وقال:
الثامنة: يبعث [المهدي (عليه السلام)] على اختلاف وزلزال، وقال:
الثانية والعشرون: ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلاَّ جاش منها جانبان، حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان - أي المهدي - وقال:
السادسة والثلاثون: يظهر (عليه السلام) عند انقطاع من الزمن، وظهور من الفتن، يكون عطاؤه هنيئاً.
٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث ()، من الباب (٤)، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(لا تقومُ السَّاعة حتَّى يخرُج المهدي من وُلدي، ولا يخرُج حتَّى يخرُج ستُّون كذَّاباً، كلُّهم يقول: أنا نبي).
٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٦)، أخرج بسنده عن علي بن محمَّد الأزدي، عن أبيه عن جدِّه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، [قال]:
([إنَّ] بين يدي المهدي موتٌ أحمرٌ، وموتٌ أبيض، وجرادٌ في حينه، وجرادٌ في غير حينه، كألوان الدم، فأمَّا الموتُ الأحمر فالسيف، وأمَّا الموتُ الأبيضُ فالطاعون).
٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٧)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(يظهرُ المهدي يومَ عاشوراء - وهو اليوم الذي قُتِل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام) - [قال]: وكأنِّي به يومَ السبتِ العاشرِ من المحرَّم، قائمٌ بين الرُّكن والمقام، وجبرئيلُ عن يمينه، وميكائيلُ عن يساره، وتَصيِر إليه شيعتُه من أطرافِ الأرض، تُطوى لهم طيَّاً، حتَّى يُبايعوه، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً).
المؤلِّف:
يأتي في الباب السادس والعشرون أحاديث عديدة....، وهذا الحديث أظهر الأحاديث وأوضحها، والجميع تُثبت المطلوب.
٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن يزيد بن الخليل الأسدي، قال:
(كنت عند أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام)، فذكر آيتين تكونان قبل [ظهور] المهدي [عليه السلام] لم تكن مُنْذُ أهبطَ الله تعالى آدم (عليه السلام)، وذلك أنَّ الشمس تنكسف في النِّصف من شهر رمضان، والقمر في آخره، فقال له رجلٌ: يا بن رسول الله: بل الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟! فقال أبو جعفر: أعلمُ الذي تقول، إنَّهما آيتان لم يكونا مُنْذُ هبطَ آدم (عليه السلام)).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين في العرف الوردي، ج٢، ص٦٦، وقال: أخرج الدارقطني في سُننه، عن محمَّد بن علي [أنَّه قال]:
(إنَّ لمهديِّنا آيتين لم تكونا مُنْذُ خلق الله السّماوات والأرض، ينكَسِفُ القمرُ لأوَّل ليلة من رمضان، وتنكَسِفُ الشمسُ في النصف منه، ولم تكونا مُنْذُ خلق الله السماوات والأرض).
وفي العرف الوردي أيضاً، ج٢، ص٨٢، قال: أخرج نعيم، عن شريك، قال:
(بلغني قبل خروج المهدي ينكسف القمر في شهر رمضان مرَّتين).
وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص١٣٥، قال: وفي الفتوحات لمحيي الدين: أنَّ ظهور المهدي (عليه السلام) بعد أنْ يخسف القمر في أوَّل ليلة شهر رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه، فإنَّ مثل ذلك لم يوجد مُنْذُ خلق الله السماوات والأرض.
المؤلِّف:
الظاهر أنَّ في العرف الوردي وقع سهو في التعبير، فقال مكان الخسوف: الكسوف.
٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٩)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:
(إذا قُتل النَّفس الزكيَّة وأخوه بمكَّة - يُقتل بمكَّة ضيعةً - نادى منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرضَ حقاً وعدلاً).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
الأحاديث المرويَّة في قضيَّة قتل النَّفس الزكيَّة مختلفة من حيث السند واللفظ، وإليك بعض ألفاظه بحذف السند.
ففي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٨، الطبعة الأُولى، عن عبد الله بن زرير، عن عمَّار بن ياسر قال:
(إذا قُتل النَّفس الزكيَّة وأخوه - يُقتل بمكَّة ضيعةً - يُنادي منادٍ من السماء: [إنَّ] أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً).
المؤلِّف:
وأخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٦ ولفظُه يساوي لفظَه.
وفي الملاحم والفتن، ج٣، ص١٣٣، الطبعة الأُولى، قال: الباب (٤٨)، فيما ذكره زكريا عن المهدي (عليه السلام)، وخروجه، قال:
حدَّثنا محمَّد بن يحيى، قال: حدَّثنا محمَّد بن عبيد الطنافسي، قال: حدَّثنا موسى الجُهني، عن عمرو بن قيس الماصر، قال: قلت لمجاهد: عندك في شأن المهدي شيء؟ فإنَّ هؤلاء الشيعة لا نصدُّقهم، قال: نعم عندي فيه شيءٌ مُثبت، حدَّثني رجلٌ من أصحاب النَّبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(إنَّ المهدي [عليه السلام] لا يخرُج حتَّى تقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض، فيأتي النَّاس المهدي [وهو في الكعبة] فيَزفُّونه كما تُزَفُّ العروس ليلة عُرسِها، فهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُخرِج الأرض نباتها، وتُمطِر السماء مطرها).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد الحديث في الملاحم والفتن، ج٢، ص٩٩ من فتن السليلي مع اختلاف في لفظه، وفيه زيادة، وإليك نصُّه بحذف السند قال: وعن مجاهد، عن رجل من أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله)، قال:
(لا يخرُج المهدي حتَّى يُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غَضِب عليهم أهل السماء وأهل الأرض، فأتى النَّاس المهدي وزفُّوه إليه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلة عُرسِها، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُمطِر السماء مطراً، تُخرِج الأرضُ نباتها، وتنعم أُمَّتي في ولايته نعمةً لم تَنْعَم بمثلها قطُّ).
المؤلِّف:
أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٥، وفي لفظه اختلاف، وإليك نصُّ ألفاظه، قال: أخرج ابن أبي شيبة، عن مجاهد، قال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) -:
(أنَّ المهدي لا يَخرُج حتَّى تُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتلت النَّفس الزكيَّة غَضِب عليهم مَن في السماء ومَن في الأرض، فأتى النَّاس المهدي فزَفُّوه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلةَ عُرسِها، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتُخرِج الأرضُ نباتها، وتُمطِر السماء مَطَرها، وتنعم أُمَّتي [في] ولايته نعمةً لم تَنْعَمها قطُّ).
المؤلِّف:
بالتأمُّل في اللفظين تَعرِف الفرق، وتعرف الزيادة والنقصان في الحديثين.
المؤلِّف:
ومن الممكن أنَّ مجاهد هذا لم يذكر اسم الراوي تقيَّة، وكان الراوي ممَّن يُخالف أهل عصره فقال: حدَّثني فلان - رجل من أصحاب النبي - فإنَّ الرجل من أصحاب النبي - الذي روى حديث النَّفس الزكيَّة منه - هو عمَّار بن ياسر (عليه الرحمة)، أو غيره.
١٠- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، باب (٦٧)، ص٢٤، أخرج بسنده عن شهر بن حوشب قال: بلغني أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(يكون في رمضانَ صوتٌ، وفي شوالَ مهمهة، وفي ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم ينادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان، فاسمعوا له وأطيعوا).
المؤلِّف:
هذا الحديث الشريف في الملاحم والفتن وغيره رويَ بألفاظٍ مختلفة مختصرة ومفصَّلة، ففي الملاحم والفتن، ص٢٤، أخرج بسنده عن مكحول قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يظهرُ في السماء آية لليلتين تخلوان من شهر رمضان، وفي شوال المهمهة، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، وفي المحرَّم وما المحرَّم!). إلى هنا انتهى الحديث.
المؤلِّف:
إنَّ سبب التعجُّب من المحرَّم وقوع الفرج فيه، وفي ص ٢٤، باب (٦٥)، أخرج بسنده عن عبد الوهَّاب بن بخت [قال]: بلغني أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(في رمضان آيةٌ في السماء كعمودٍ ساطعٍ، وفي شوال البلاء، وفي ذي القعدة المعمعة، وفي ذي الحجَّة يُنتهب الحاجُّ، والمحرَّم وما المحرَّم!). انتهى.
وفي ص٢٤، باب (٦٦)، أخرج بسنده عن أبي هريرة، عن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال:
(تكون آيةٌ في رمضان، ثمَّ تظهرُ عِصابةٌ في شوال، ثمَّ تكون معمعة في ذي القعدة، ثمَّ يُسلب الحاجُّ في ذي الحجَّة، ثمَّ تُنتهك المحارم في المحرَّم، ثمَّ يكون الصوتُ في صفر، ثمَّ تنازُع القبائل في شهري ربيع، ثمَّ العجب كلَّ العجب بين جمادى ورجب، ثمَّ ناقةٌ مقتبةٌ خيرٌ من دسكرة تغلُّ مئة ألف).
المؤلِّف:
أخرجنا الحديث في رقم (٢١)، ورقم (٢٤) من أحاديث النداء السماوي الذي يقع عند ظهور الإمام (عليه السلام) بألفاظ مختلفة مفصَّلة ومختصرة، راجع حتَّى تعرف ألفاظ الحديث وتفهم معناه، راجع باب (٢٣) من الكتاب.
وفي الملاحم والفتن، ص٢٦، باب (٧٥)، أخرج بسنده عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال:
(في رمضان هَدَّة تُوقِظُ النائم، وتُخرِج العواتق من خِدرِها، وفي شوال مهمهة، وفي ذي القعدة تمشي القبائلُ بعضها إلى بعض، وفي ذي الحجَّة تُهراق الدماء، وفي المحرَّم وما المحرَّم! يقولها ثلاثاً...).
المؤلِّف:
إنَّما أظهر التعجُّب من المحرَّم لأنَّ في المحرَّم فرج آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كما في حديث رقم (١). وفي الفتن والملاحم، ص٢٦، باب (٧٦)، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال:
(تكون فِتنةٌ بالشام، كأنَّ أوَّلها لَعِبُ الصبيان، كلمَّا سكنت من جانب طُمَّت من جانب، فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الأمير فلان. [أي: المهدي]).
المؤلِّف:
هذا بعض ألفاظ الحديث، وسيأتي في رقم (٢٢) بلفظ آخر، وفيه زيادة وتحريف، وأخرجنا حديثاً آخر في رقم (٩٢) أيضاً بلفظ آخر مفصَّل يتضمَّن ما في الحديثين.
١١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، باب (٧٢)، ص٢٥، الطبعة الأُولى، أخرج بسنده عن شريك، قال:
(بلغني أنَّه تَنْكَسِفُ الشمس قَبل خُروج المهدي في شَهرِ رمضان مرَّتين).
المؤلِّف:
وهذا يخالف ما عليه العادة في الكسوف والخسوف.
١٢- وفي (القول المختصر) في الباب (٢)، أخرج بعض ما ذكره الصحابة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من الأُمور التي تقع قبل ظهوره، فعدَّ منها ما يّقرُب من أربعين قضيَّة، فقال ما هذا نصُّه:
فيما جاء عن الصحابة - فيه - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
*الأُولى: (تكونُ فتنةٌ تَحصُد النَّاس حصداً، فلا تسبُّوا أهل الشام بل سبُّوا ظلمتهم؛ فإنَّ الأبدال منهم، وسيرُسل الله سيباً من السماء فيُفرِّقهم، حتَّى لو قاتلَتهُم الثعالب غلبتهم، ثمَّ يُبعث المهدي في اثني عشر ألفاً إنْ قلُّوا، أو خمسةَ عشرَ ألفاً إنْ كثروا، علامتهم [إنَّهم يقولون]: أمِتْ أمِتْ، على ثلاثِ راياتٍ، يُقاتلهم أهل سبعِ راياتٍ، ليس من صاحب رايةٍ إلاَّ وهو يطمع بالمُلْكِ، ثمَّ يظهر المهدي، فيردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، فيكونون على ذلك حتَّى يخرُج الدجَّال). ثمَّ قال: وجاء أكثر هذا عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
المؤلِّف:
لا يُعرف المعنى من هذا الحديث للاختصار الذي عمله فيه ابن حجر الهيتمي، وإن أردت فهم الحديث ودرك معناه فعليك بمراجعة الأحاديث التي أخرجناها في قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي من عترتي، أو من أهل بيتي)، من الباب (٣)، وهو الحديث رقم (١١٠)، ورقم (١١١)، ورقم (١١٢)، ورقم (١١٣) وغيرهنَّ. وفي القول المختصر قال:
*الثانية: لا يخرُج [أي: المهدي (عليه السلام)] حتَّى يُقتل النَّفس الزكيَّة، فإذا قُتل غَضِب عليهم مَن في السماء ومَن في الأرض، ثمَّ يأتي النَّاس المهدي فيزفُّونه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها.
المؤلِّف:
أخرجنا حديث قتل النَّفس الزكيَّة في رقم (٩) من هذا الباب بألفاظ مختلفة، راجع حتَّى تعرف ما فعل ابن حجر وغيره في الأحاديث النبويَّة، قال ابن حجر:
*الثالثة: لا يخرُج [المهدي (عليه السلام)] حتَّى يكون قَبْلَه فتنةٌ يُستَحلُّ فيها المحارم كلُّها، ثمَّ تأتيه الخلافة وهو قاعد في بيته، وهو خير أهل الأرض.
*الرابعة: علامة خروجه [أي: خروج المهدي (عليه السلام)] أنْ يُخسف بالجيش بالبيداء.
المؤلِّف:
لا يخفى على أهل الحديث أنَّ الجيش الذي يُخسف به في البيداء هو جيش السفياني الذي أرسله إلى قتال الإمام وأصحابه (عليهم السلام)، فيَخسِف الله بهم جميعاً إلاَّ البشير والنذير، الأوَّل يُبشِّر الإمام (عليه السلام) بما وقع عليهم من البلاء، والثاني يُنذر السفياني بما وقع على جيشه ولا يُبالي، وإن شاء الله تعالى نذكر أخباره في آخر الكتاب في باب (٢٥)، نقلاً من كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة.
*الخامسة: [من علامات ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)] [جيشٌ] يَخرُج من قِبَل المشرق [يهيئ له سلطانه] لو استقبل به [بذلك الجيش] الجبال لهدَّها واتَّخذها طُرُقاً. أشرنا إلى هذا الجيش في رقم (٢٨) من الباب (١)، راجع واغتنم.
المؤلِّف:
إنَّ لهذا الجيش تفصيل يُذكر إن شاء الله عند ذكر جيش السفياني واليماني والخُراساني وغيرهم، قال السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٦: أخرج نعيم بن حمَّاد، وابن عساكر، وتمَّام في (فوائده)، عن عبد الله بن عمرو، قال:
(يخرُج رجلٌ من وُلد حسن، من قِبَل المشرق، لو استقبل به الجبال لهدَّها واتَّخذ فيها طُرُقاً).
وفيه أيضاً، ص٧٠، أخرج حديثاً آخر بمعناه ذكرناه في ما يقع قبل ظهوره (ع) وبعده. قال ابن حجر:
*السادسة: من مقدِّمات ظهوره (عليه السلام): أسعدُ النَّاس به أهل الكوفة.
المؤلِّف:
على ما يظهر من الأحاديث أنَّ أهل الكوفة يرون بلاءً شديداً من السفياني من القتل والأسر والنهب، وبعد ذلك كلِّه إذا ظهر الإمام المهدي (عليه السلام) يكونون أسعدَ النَّاس به (عليه السلام).
*السابعة: [من علامات ظهوره (عليه السلام)] إذا انثال عليكم التُّرك، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويُستخلف بعده رجلٌ ضعيف، فيُخلع بعد سنتين من بيعته، ويُخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثِ نفرٍ بالشام، وخروج أهل المغرب إلى مصر، وتلك أمارة السفياني.
المؤلِّف:
هذه القضايا التي ذُكرت في هذا الرقم وقع بعضها وبقي بعضها ولم تظهر بعد ولم تقع، ومن جملتها خروج السفياني، ولكلِّ قضيَّة حديث خاصٌّ نذكره إن شاء الله تعالى عند ذكر قضايا السفياني وغيره. قال ابن حجر:
*الثامنة: [أي: ممَّا يقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)] إذا نادى منادٍ من السماء: أنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه النَّاس، ويشربون حبَّه، ولا يكون لهم ذكر غيره.
المؤلِّف:
ورد في أحاديث آخر الزمان، وما يقع في آخر الزمان أحاديث عديدة، (منها) في ما يُنادى به من قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وسنذكرها إن شاء الله فيما يأتي مفصَّلاً.
ومن جملتها الحديث الذي يُنادى فيه: أنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). قال ابن حجر:
*التاسعة: [أي: ممَّا يقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)] خروج الرايات السود، قال:
تخرُجُ راياتٌ سودٌ تُقاتل السفياني، فيهم شابٌّ من بني هاشم، في كفِّه اليسرى خالٌ، وعلى مقدِّمته شعيب بن صالح التميمي.
المؤلِّف:
أخرجنا بعض ما رويَ من الأحاديث النبويَّة في الرايات السود، ومن جملتها ما فيه بعض أحوال الشابِّ الهاشمي، راجع الرايات السود التي تخرج قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في باب (٢٤)، حتَّى تعرف قضيَّة الشابِّ وغيره. قال ابن حجر:
*العاشرة: يخرُج قَبله خيلُ السفياني في الكوفة، ويخرج أهل خُراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي براياتٍ سودٍ، على مقدِّمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو والسفياني في باب إصطخر، فيكون بينهم ملحمةٌ عظيمةٌ، فتَظهرُ الرايات السود، وتهرب خيل السفياني؛ فعند ذلك يتمنَّى النَّاس المهدي ويطلبونه.
المؤلِّف:
اختصار ابن حجر للأخبار والأحاديث سبَّب عدم وضوح القضايا، ولو راجعت ما جمعنا في باب (٢٤) من أحاديث الرايات السود - التي يَقْدِمُها شعيب بن صالح، وما يفعله جيش شعيب بن صالح - عرفت ما ذكره في الأمر العاشر. قال ابن حجر:
*الحاديةَ عشرَ: من الأُمور التي تقع قبل ظهوره (عليه السلام): أنَّه يخرُج قَبلَه رجلٌ من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية عشر شهراً، يقتل ويمثِّل، ويتوجَّه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتَّى يموت.
المؤلِّف:
أخرج يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (١٧١)، بسنده عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
(يخرُج رجلٌ قَبْلَ المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانيةَ أشهرٍ، ويَقتُل ويمثِّل، فيتوجَّه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتَّى يموت).
أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
المؤلِّف:
يظهر من بعض الأحاديث المرويَّة في عقد الدُّرر أنَّ الرجل الذي هو من أهل بيته هو أخوه، وفي بعض الأحاديث أنَّه من ولد الحسين (عليه السلام)، ولم يُعيَّن اسمه، وفي بعض الأحاديث أنَّه من بني هاشم، وفي كفِّه اليُمنى خالٌ، وجميع الأحاديث تُشير أنَّه يخرُج من المشرق، وفي بعضها أنَّه يخرُج من خُراسان وعلى كلِّ حالٍ بالرجوع إلى الأحاديث التي يُذكر فيها مقدِّمات الظهور يُعرف الرجل الذي يخرُج قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام). قال ابن حجر:
*الثانيةَ عشرَ: من الأُمور التي تقع قبل ظهوره (عليه السلام)، قال: يكون قبل ظهوره (عليه السلام) بالمدينة وقعةٌ يَغرق فيها [أي: في الدماء الحاصلة منها] أحجار الزيت، ما الحرَّة [أي: وقعتها المشهورة] عندها إلاَّ كضربة سوط، فيَتنحَّى [السفياني] عن المدينة قدر بريدين، ثمَّ يبايع المهدي.
المؤلِّف:
أخرج يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر، الحديث (١١٠) عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
(يبلُغ أهل المدينة خروج الجيش، فيَهرب منها مَن كان من أهل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إلى مكَّة، يَحمِل الشديد الضعيف، والكبير الصغير، فيُدرِكون نفساً من آل محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيَذبَحونه عند أحجار الزيت). أخرجه نعيم بن حمَّاد.
أقول: من الممكن أن يكون مقصود ابن حجر هذه القضيَّة أو هذه الواقعة التي تكون قبل ظهوره (عليه السلام)، كما يظهر من أخباره. قال ابن حجر:
*الثالثةَ عشرَ: [ممَّا يقع قبل ظهوره (عليه السلام) أنَّه] يَبعث صاحب المدينة [أي: واليها من طرف السلطان] إلى الهاشميين بمكَّة جيشاً فيهزمونهم، فيسمع بذلك الخليفة بالشام [في ذلك الوقت] أي السفياني من ذُرِّية أبي سفيان بن حرب، فيقطع إليهم [أي: يبعث] بعثاً، فينزلون بالبيداء في ليلة مُقمرة، فيقول راعٍ نظر إليهم: يا ويح أهل مكَّة ما جاءهم! [إن استولى عليهم هذا الجيش] ويذهب [الراعي] ثمَّ يرجع فلا يراهم! [أي: لا يرى من الجيش أحداً] فيقول: سبحان الله! ارتحلوا في ساعة واحدة؟! فيأتي منزلهم فيجد قطيفة قد خُسف بعضها وبعضها فوق الأرض، فيُعالجها [حتَّى يُخرجها من الأرض] فلا يطيقها؛ فيعلم أنَّهم قد خُسِف بهم، فينطلق إلى صاحب مكَّة [أي: الهاشمي] فيُبشِّره [بخسف الجيش الذي جاء لقتاله] فيحمد الله ويقول: هذه العلامة التي كنتم تنتظرون، فيسيرون [أي: الهاشمي وأصحابه] إلى الشام.
المؤلِّف:
بالمراجعة إلى أخبار السفياني - والتي نذكر بعضها إن شاء الله - تعرف ما أشرنا إليه في هذا الرقم. قال ابن حجر:
*الرابعةَ عشرَ: ينقطع قبل خروجه (عليه السلام) التجارات والطرق، ويكثر الفتن، فيخرج في طلبه (عليه السلام) سبعةُ نفرٍ [أي: سبع راياتٍ محاربات] [مع كلِّ واحدٍ منهم] علماً [و] من أُفقٍ شتَّى، على غير ميعاد بينهم، يُبايع لكلٍّ منهم ثلاثمئة وبضعة عشر، حتَّى يلتقي السبعة ومن معهم بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض ما جاء بكم: فيقول: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، ويفتح القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وجيشه، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه [بمكَّة]، فيقولون: أنت فلان بن فلان [أي: أنت محمَّد بن الحسن]، فيجيبهم بجواب يفهمون منه الإنكار [أي] فينكر، فيهرب إلى المدينة فيلحقونه، فيهرب إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه بها عند الركن، فيقولون: إثمنا عليك ودمائنا (عليك و) في عنقك إن لم تمدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجل من حذام، فيجلس (عليه السلام) بين الركن والمقام ويمدَّ يده فيُبايَع له، فيلقي الله محبَّته في صدور النَّاس فيسيرون [معه]، قومٌ أُسدٌ بالنهار، رهبانٌ بالليل.
المؤلِّف:
في هذا الرقم يُشير إلى أصحابه الخاصِّين الذين عددهم (٣١٣) شخصاً، فسنذكر أحوالهم إن شاء الله تعالى في باب (٢٨). قال ابن حجر:
*الخامسةَ عشرَ: يخرُج قبله (عليه السلام) هاشمي [أي: السيِّد الحسني الذي يُطاوعه ويُبايعه هو وجيشه] يقتُل ويمثِّل [بالناس الذين يخالفونه] ثمانية عشر شهراً، ويتوجَّه لبيت المقدس فلا يبلغه، فيبعث السفياني جيشاً إلى المهدي (عليه السلام) فيُخسَف بهم بالبيداء، فيبلغ أهل الشام فيقولون لخليفتهم: بايع المهدي وإلاَّ قتلناك، فيُرسل بالبيعة، فيسير المهدي حتَّى ينزل بيت المقدس، وينقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتَّى يبني المساجد بالقسطنطينيَّة وما دونهما.
المؤلِّف:
تفصيل هذه القضايا يُعرف بالمراجعة إلى أحاديث السفياني والدجَّال في باب (٢٥)، ولكلِّ قسم منها باب خاصٌّ ذُكر بحمد الله فيما تقدَّم ومنها الحديث (٢٦٩) من عقد الدُّرر. قال ابن حجر:
*السادسة عشر: مهاجره [أي: مسكنه (عليه السلام)] ببيت المقدس، وهذه الخصوصية ورد فيها أحاديث مختلفة في كتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة، ويمكن الجمع بينهما بالنظر إلى عصره (عليه السلام) وطولها وقصرها، وبالمراجعة إلى الأحاديث المُعيِّنة لزمان إمامته ومقدارها يُعرف هذه الخصوصيات، وله باب خاصٌّ، راجع أحاديث مسكنه (عليه السلام) في باب (٢٠) حتَّى تعرف ما تريد. قال ابن حجر:
*السابعة عشر: مولده بالمدينة [أي: مولد الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) بالمدينة].
قال المؤلِّف:
هذه الخصوصية - أي: مولدة (عليه السلام) بالمدينة - أمرٌ يُخالف ما هو المشهور والمتواتر في التاريخ والآثار والأخبار الواردة من الإماميَّة وغير الإماميَّة، في تعيين محلِّ ولادته (عليه السلام)، من غير مخالفة بعضها لبعض، بل جميعها متوافقة في تعيين ذلك، وإنَّه كان بسامراء، والحقُّ إن صدَّقنا الأحاديث التي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) ولد في المدينة أن نقول فيها: إنَّها واردة في مقام التقيِّة؛ حتَّى لا يتبيَّن لأعدائه محلُّ ولادته، ويتمكَّنوا من إلقاء القبض عليه وإعدامه، وأخذه تحت سيطرتهم كما فعلوا بآبائه (عليهم السلام).
هذا والحديث الذي أُشير فيه إلى أنَّه (عليه السلام) يولد في المدينة حديث واحد، ولا تعيين فيه للمدينة التي يولد فيها، فالأولى حمل هذا الإجمال على ما ورد من الأخبار والآثار في تعيين أنَّه (عليه السلام) ولد في مدينة (سامراء)، في داره الذي كان يسكنه الإمام علي الهادي، والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام)، وهو دار معروف مشهور من زمان العباسييِّن الذين حملوا الإمام العاشر (عليه السلام) من مدينة جدِّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إليها.
وقد تعرَّض لبيان هذه الدار في معجم البلدان لياقوت الحموي في لفظ (سامراء)، وذَكره غيره، فلا نحتاج إلى ذِكره، وفيما ذكروه كفاية، وهي تخالف الحديث الذي رويَ فيه أنَّه (عليه السلام) ولد في المدينة إن اتَّخذنا المدينة المذكورة مدينة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ ولعدم تعيين المدينة في الحديث يُعرف منها المقصود من المدينة. قال ابن حجر:
*الثامنة عشر: [أنَّه (عليه السلام)] كثُّ اللحية [أي: ليس بكوسج، ولا خفيف اللحية] وهذه الخصوصية والصِّفة له (عليه السلام) مذكورة في الأحاديث التي أُشير فيها إلى أوصافه (عليه السلام)، وقد تعرَّضنا في باب (١٩) إلى تعيين بعض أوصافه (عليه السلام) ولهذه الخصوصيَّة، وذكرنا في الحديث رقم (١٤) أنَّه (عليه السلام) كثُّ اللحية، أكحل العينين، برَّاق الثنايا، في وجهه خالٌ، أقنى، أجلى، في كتفه علامة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، (وعَلَمُهُ) من مِرْطٍ مُخْملَة مربَّعة [وهو عَلَمُ جدِّه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)] فيها حجر، لم تُنشر منذُ توفِّي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولا تُنشر حتَّى يخرج المهدي (عليه السلام) [وإذا خرج] يمدَّه الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم... الحديث. قال ابن حجر:
*التاسعة عشر: [وأنَّه (عليه السلام)] أكحل العينين.
*العشرون: [وأنَّه (عليه السلام)] برَّاق الثنايا.
*الحادية والعشرون: [وأنَّه (عليه السلام)] في وجهه خال.
*الثانية والعشرون: [وأنَّه (عليه السلام) يكون] في كتفه علامة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) [أي: مهر النبوَّة].
*الثالثة والعشرون: [وأنَّه (عليه السلام)] يخرج براية النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) [وهي من] مِرطٍ مُعلَّمة سوداءَ مربَّعة، لم تُنشر منذُ توفِّي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ولا تُنشر حتَّى يخرج المهدي.
المؤلِّف:
المِرْطُ: كساءٌ من صوف أو خزٍّ، يُتَّخذ منه اللباس والعَلَمُ وغيره، وفي بعض الأحاديث: (أنَّه كان مُعلَّم)، وفي بعض الأحاديث (أنَّه كان من مِرْطِ مخمل) [أي: له خَمَل].
والمِرْط المُعلَّم: ما فيه علامة، ففي الرقم (١٩)، و(٢٠)، و(٢١)، و(٢٢)، و(٢٣) أُشير إليها وفي الحديث المتقدِّم، وقد أخرجه الكنجي الشافعي في كُتب البيان الباب (٩)، ص٣٣٢ طبع إيران، وقد أُشير فيه إلى ما في رقم (١٧)، و(١٨) المتقدِّمان. قال ابن حجر:
*الخامسة والعشرون: [ممَّا يكون قبل ظهوره (عليه السلام)] يبعث وهو [في صورة رجل له من العمر] ما بين الثلاثين والأربعين.
المؤلِّف:
قد أُشير إلى هذه الجهة - أي بيان عمره (عليه السلام) حين خروجه - بأحاديث مختلفة، في بعضها: أنَّه يبعث وهو في هيئة رجل له من العمر ما بين الثلاثين والأربعين، وهذه الحيثيَّة ذُكرت في باب أوصافه (عليه السلام)، الباب (١٩)، وقد أخرجنا من عقد الدُّرر، الحديث (٤٩) من الباب (٣)، وأنَّه (عليه السلام) يخرج كأنَّه رجل من رجال بني إسرائيل، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنَّ وجهه الكوكب الدريُّ، عربي اللُّون، في خدِّه الأيمن خالٌ، كابن أربعين سنة، وفي عقد الدُّرر في الحديث (٥٤)، ذكر أنَّه (عليه السلام) يُبعث وهو بين الثلاثين والأربعين، وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله) في ج١، ص٤٧، الطبعة الأُولى، أخرج أنَّه (عليه السلام) يستوفي على منبر دمشق وهو [في صورة] ابن ثمانية عشر سنة، وفي حديث آخر أنَّه (عليه السلام) يُبعث وهو رجل له ستُّون سنة، فالأحاديث المرويَّة في الباب مختلفة، والتي ذُكر فيها أنَّه (عليه السلام) ابن أربعون سنة أكثر من غيرها، وحديثٌ واحد ذُكر فيه أنَّه (عليه السلام) يُرى كرجلٍ له بين الثلاثين والأربعين. قال ابن حجر:
*السادسة والعشرون: [أنَّه (عليه السلام)] آدم رجل من العرب.
المؤلِّف:
أشار في هذا الرقم أنَّه (عليه السلام) عربي الُّلون، وهذه الخصوصية ذُكرت في أحاديث عديدة ذكرناها في باب أوصافه (عليه السلام) باب (١٩). قال ابن حجر:
*السابعة والعشرون: [أنَّه (عليه السلام)] هاشمي، يدفع الخلافة إلى عيسى بن مريم (عليهما السلام).
المؤلِّف:
هذه الخصوصية اجتهاد من اجتهادات ابن حجر الهيتمي الشافعي، والإماميَّة لا تقلِّده في هذه الفتوى، وله عقائدُ خاصَّة لا يُناسب المقام ذكر ذلك. قال ابن حجر:
*الثامنة والعشرون: [أنَّه] يكون قبله فتن... إلخ.
المؤلِّف:
لا يُنكَر أنَّه يكون قبل ظهوره (عليه السلام) فتنٌ كثيرة صعبة، لكنَّنا لا نوافق ما ذكره ابن حجر الهيتمي منها؛ فإنَّ تلك الأحاديث التي اختارها ابن حجر ضعيفةٌ لا صحَّة له، بل رويَ أحاديث كثيرة غيرها أصحَّ وأقوى منها، وهي أولى بالقبول ممَّا قبلها ابن حجر واعتمد عليها. قال ابن حجر:
*التاسعة والعشرون: ممَّا يقع قبل ظهوره [(عليه السلام) أنَّه] يسير إليه [أصحابه الخاصِّين وعددهم] عدد أهل بدر (٣١٣)، [وبعضهم] من أهل الشَّام [فيجتمعون عليه ويصرُّون عليه] حتَّى يستخرجوه من بطن مكَّة من دارٍ عند الصفا، فيُبايعونه كرهاً، فيصلِّي بهم ركعتين عند المقام، ثمَّ يصعد المنبر [أي: منبر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)].
المؤلِّف:
رويَ في هذه الخصوصيات أحاديث مختلفة مفصَّلة ومختصرة، وقد أخرجناها في باب (٢٧)، وبعضها في الأحاديث التي فيها ذُكِرَ الإمام (عليه السلام) بلقب (المهدي) وهو باب (١٧)، وبعضها في أحاديث الأوصاف، وهو باب (١٩)، ومن جملة الأحاديث التي ذُكر فيها عدد أصحابه الخاصِّين حديث أخرجه يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر، وهو الحديث (١٧٧)، ولفظه عن محمَّد بن الحنفية، قال: كنَّا عند علي (عليه السلام) فسأله رجل عن المهدي، فقال:
(هيهات، ثمَّ عَقَدَ سبعاً فقال: ذاك يَخرُج في آخرِ الزَّمان (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله، قُتِلَ، فيجمع الله له قوماً قُزعٌ كقُزع السحاب، يؤلِّف الله بين قُلُوبِهم، لا يستوحشون إلى أحدٍ، ولا يَفرَحون بأحدٍ دَخلَ فيهم، (عدَّتهم) على عدَّة أصحابِ بدرٍ، لم يَسبقهُم الأوَّلون، ولا يُدرِكهم الآخرون (وعدَّتهم) على عدَّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر). قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده؟ قلت: نعم.... الحديث.
وأخرجه الحاكم في المستدرك للصحيحين، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه.
وفي عقد الدُّرر في الحديث (١١٧)، و(١٥١)، أخرج بسنده عن عمرو بن شعيب، عن ربيعة، عن جدِّه، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
(... تحارب القبائل، وعلامته يُنهب الحاجُّ، فتكون ملحمةٌ بمنى، يَكثُر فيها القتلى، وتسيل فيها الدماء، حتَّى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة، وحتَّى يَهرُب صاحبهم، فيُؤتى بين الركن والمقام، فيُبايع وهو كاره، يقال له: إنْ أبيتَ ضربنا عُنُقك، يُبايعه مثل عدَّة أهل بدر، ويرضى عنه ساكن السماء، وساكن الأرض).
قال ابن حجر:
*الثلاثون: [ممَّا يقع قبل خروجه (عليه السلام) أنَّه] يُبايع بين الركن والمقام، لا يُوقظُ نائماً، ولا يَهرِيقُ دماً [أي: لا يترتَّب على مبايعته إيذاءُ أحدٍ من البشر].
المؤلِّف:
قد ورد هذا الأمر في الحديث رقم (٢١٩) من عقد الدُّرر، وفي غيره، وفي ضمن الحديث (١١٧) من عقد الدُّرر أيضاً، وفي غيره، في أحاديث عديدة في كُتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة، وبذكرها يطول البيان. قال ابن حجر:
*الحادية والثلاثون: يخرج (عليه السلام) بعد أن يُبايع بين الركن والمقام من مكَّة [المشرفة]، ومعه راية رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، [وقد مرَّ وصفه في الأرقام السابقة].
وقد ذَكر في الحديث رقم (٥٤) من كُتب عقد الدُّرر، الحديث مفصَّلاً وقد تقدَّم في رقم (٢٣).
قال ابن حجر: ومن الأعمال التي يقوم بها الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره: أنَّه يُقسِّم خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال.
المؤلِّف:
المراد من البيت: بيت الله الحرام، وقد ورد في الأحاديث المرويَّة في كُتب علماء أهل السنَّة وعلماء الإماميَّة: أنَّه (عليه السلام) يُقسِّم تلك الأموال، وقد رويَ فيه: أنَّ عمر بن الخطاب أراد في عصره أن يُقسِّم تلك الخزينة فمنعه من ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال له: (ليس لك ذلك، وإنَّما يُقسِّمه رجلٌ منَّا يأتي في آخر الزمان).
وقد أشار إلى ذلك الخبر ابن حجر بعد نقله هذه الخصوصية، وقال: قال علي لعمر: - لمَّا قال: ما أدري أدعها أو أُقسِّمها؟ فأجابه: - بأنَّ ليس لك ذلك، وإنَّما يُقسِّمه من يأتي في آخر الزمان، فترك ذلك). راجع الحديث رقم (٢١٤) من عقد الدُّرر فإنَّه أخرج الحديث بكماله وتمامه.
وقد أخرجنا بعض تلك الأحاديث في كتابنا [علي والخلفاء]. قال ابن حجر:
*الرابعة والثلاثون: [أنَّه] يلي المهدي أمر النَّاس ثلاثين أو أربعين سنة.
المؤلِّف:
الأحاديث في تعيين مدَّة مكثه بعد ظهوره مختلفة، ففي بعضها: أنَّه يمكث ثلاثين، وفي بعضها: أنَّه (عليه السلام) يمكث أربعين سنة، وفي بعضها: أنّ سلطانه أزيد من ذلك، وفي بعضها: أقلَّ من ذلك، ويُعلم ذلك بالمراجعة إلى ما جمعناه من الأحاديث في تعيين مدَّة سلطانه بعد ظهوره في الباب (٢١). قال ابن حجر:
*الخامسة والثلاثون: [ممَّا يكون بعد ظهوره (عليه السلام) من الخير والبركة، وتنعُّم النَّاس في زمانه] أنَّ الأرض تُلقي ما فيها من أفلاذِ كَبِدها من الذهب والفضَّة وغيرهما، أمثال الأُسطوانة من الذهب والفضَّة.
المؤلِّف:
أخرج في عقد الدُّرر، الحديث (١٨٥)، وقال - في حديث مفصَّل -:
(أمَّا المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وتأمن البهائم والسّباع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها [قال]: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة).
ثمَّ قال: أخرجه الحاكم في المستدرك للصحيحين وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه - أي: البخاري ومسلم -. قال ابن حجر:
*السادسة والثلاثون: [ممَّا يقع بعد ظهروه]: أنَّه يُطلب منه آية، فيومئ إلى الطير فيسقط على يده، ويغرس قضيباً فيَخضرُّ ويُورِق.
المؤلِّف:
هاتان الكرامتان مذكورتان في كُتب علماء أهل السنَّة وكتب علماء الإماميَّة، وإليك ما في كُتب علماء أهل السنَّة، ومنهم يوسف بن يحيى الشافعي، فإنَّه أخرج في كتاب عقد الدُّرر في الحديث (١٣٧)، و(١٨٧)، بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال:
(تَختلِفُ ثلاثُ راياتٍ: رايةٌ بالمغرب، ورايةٌ بالجزيرة، ورايةٌ بالشام، تَدوم الفتنةُ بينهم سنة، ثمَّ ذكر [عليه السلام] خروج السفياني وما يفعله من الظلم والفجور، ثمَّ ذكر خروج المهدي [عليه السلام] ومبايعة النَّاس له ما بين الركن والمقام، قال: ثمَّ يَسيرُ بالجيوش حتَّى يَصيرَ بوادي القرى، في هدوءٍ ورفقٍ، ويَلحَقه هنالك ابن عمه الحسني، في اثنا عشرَ ألفَ فارس، فيقول له: يا ابن عمِّ: أنا أحقُّ بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن وأنا المهدي، فيقول له المهدي (عليه السلام): بل أنا المهدي، فيقول له الحسني: هل لك من آيةٍ فأُبايعك؟ فيُومئ المهدي (عليه السلام) إلى الطير فيَسقُط على يده، ويَغرِس قضيباً في بقعةٍ من الأرض فيَخْضرُّ ويُورِق، فيقول له الحسني: يا ابن عمِّ: هي لك). قال ابن حجر:
*السابعة والثلاثون: [ممَّا يقع بعد ظهوره (عليه السلام) أنَّه] يفتح سايرَ حصون الروم، ومدينةَ روميَّة بالتهليل والتكبير.
المؤلِّف:
ذُكرت هذه الفتوحات له (عليه السلام) في كُتب علماء أهل السنَّة والإماميَّة، وإليك بعض ما في كُتب علماء أهل السنَّة:
أخرج الشيخ يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٠)، و(٢٦٧) حديثاً مفصَّلاً فيه، وهذا نَصُّه: عن أبي جعفر محمَّد بن علي (رضي الله عنهما) قال:
(يظهرُ المهديُ بمكَّة عِندَ العِشاء، ومعه رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) وقَميصُه، وسيفُه، وعلاماتٌ، ونورٌ، وبيانٌ، فإذا صلَّى العشاء، نادى بأعلى صَوته يقول: أذكِّرُكم الله أيُّها النَّاس، ومقامِكم بين يدي ربِّكم، فقد اتَّخذ الحُجَّة، وبعثَ الأنبياء، وأنزلَ الكتاب، وأمركم أن لا تُشرِكوا به شيئاً، وأن تُحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيى القُرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهَدْي، ووزراً على التَّقوى؛ فإنَّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوادع، وإنِّي أدعُوكم إلى الله وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياءَ سُنَّته، فيَظهرُ في ثلاثمئةٍ وثلاثةَ عشرَ، عدَّة أهلِ بدرٍ، على غيرِ ميعادٍ، وقُزعاً كقُزع الخريف، ورهبانٌ بالليل، أُسْدٌ بالنهار، فيَفتح الله تعالى للمهدي أرضَ الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتَنزِل الراياتُ السودُ الكوفة، فتَبعثُ بالبيعة إلى المهدي، ويَبعثُ المهديُ جُنودَه في الآفاق، ويُميتُ الجَور وأهله، ويَستقيمُ له البلدان، ويَفتحُ الله على يديه القسطنطينيَّة). أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كُتب الفتن.
وقال (عليه السلام) في حديث أخرجه في عقد الدُّرر في رقم (١٨٩)، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرَّم الله وجهه) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وفتوحاته، قال:
(ثمَّ يسيرُ بعد ذلك [أي: بعد فتح الحجاز] ومَن تَبِعهُ من المسلمين، لا يمرُّون على حِصنٍ من بلدِ الروم إلاَّ قالوا عليه: لا إله إلاَّ الله، فتَتَساقَطُ حيِطانُهُ، وتُقْتَلُ مُقاتِلتُه، حتَّى يَنزِلَ على القسطنطينيَّة، فيُكبِّرون عليها تكبيرات، فيَنشفُ خليجُها، ويَسقطُ سورها... ثمَّ يسيرُ المهدي (عليه السلام) إلى روميَّة... فيُكبِّر المسلمون ثلاثَ تكبيرات، فتكون كالرملة على نَشزٍ فيُدخلونها). الحديث. قال ابن حجر:
*الثامنة والثلاثون: [ممَّا يقع بعد ظهوره (عليه السلام)] أنَّه في زمنه (عليه السلام) [يكون أمنٌ وأمان بحيث] ترعى الشاة والذئب في مكانٍ واحدٍ، وتلعب الصبيان بالحيَّات والعقارب لا تضرُّها شيئاً، ويزرع الإنسان مُدَّاً [من الطعام] يخرج له سبعمئة مُدٍّ، ويذهب الرياء، والوباء، والزنا، وشرب الخمور [أي يُترك جميع المعاصي] ويطول الأعمار، وتؤدَّى الأمانة، وتُهْلَك الأشرار، ولا يبقى [على وجه الأرض] من يبغض آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
المؤلِّف:
وردت هذه المضامين في كثير من الأحاديث المرويَّة في كُتب علماء أهل السنَّة، وكتب علماء الإماميَّة، أمَّا المطلب الأوَّل: وهو الأمن والأمان، فقد ورد ذلك في حديثٍ أخرجه الشيخ يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (٢٢٩)، وذكره غيره، وإليك حديث عقد الدُّرر في الحديث رقم (٢٢٩)، وفي غيره، قال: وعن أمير المؤمنين علي (كرَّم الله وجهه) في قصَّة المهدي وفتحِهِ لمدينة القاطع قال:
(فيَبعثُ المهدي (عليه السلام) إلى أُمرائِهِ بسائِر الأمصار بالعدلِ بين النَّاس، وترعى الشَّاةُ والذئِبُ في مكانٍ واحدٍ، وتَلعبُ الصبيانُ بالحيَّات والعقارِب، لا يَضرُّهم شيءً، ويَذهب الشرُّ... ويَذهبُ الزِّنا وشُربَ الخمر والرِّياء، وتُقبِلُ النَّاس على العبادات، والشَّرع والدِّيانة، والصَّلاة في الجماعات، وتَطُول الأعمار وتؤدَّى الأمانة، وتَحمِل الأشجار، وتَتَضاعف البركات، وتَهلَك الأشرارُ، ويَبقى الأخيار، ولا يَبقى من يَبْغَضُ أهل البيت (عليهم السلام)).
وأخرج أيضاً المضامين التي في الحديث (٢٢٩) بلفظ آخرَ وتفصيلٍ أزيد في كتاب الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (١٨٦)، ص٥٤، الطبعة الأُولى في النجف الأشرف، والحديث مفصَّل، وقد أخرجناه في باب صلاة عيسى (عليه السلام) خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، في رقم (١٩)، من باب (٢٩)، وراجع ما رواه أبو أُمامة الباهلي في قصَّة الدجَّال.
قال ابن حجر في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر):
*الأربعون: [من الأُمور التي تقع بعد ظهوره (عليه السلام)]: أنَّه يفتح القسطنطينيَّة والصين وجبل الديلم، فيمكُث على ذلك سبع سنين، مقدار كلِّ سنةٍ عشرون سنة من سنيِّكم هذه، ثمَّ يفعل الله عزَّ وجلَّ ما يشاء.
المؤلِّف:
أخرج علماء أهل السنَّة وعلماء الإماميَّة (رضوان الله عليهم أجمعين) هذه الخصوصية في كتبهم، وإليك ما في كُتب علماء أهل السنَّة، ومنهم الشيخ يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر في الحديث (٣٢٩)، من الباب (١١)، قال: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي قال:
(لا يَترُكُ [المهدي] بدعةً إلاَّ أزالها، ولا سُنَّة إلاَّ أقامها، ويفتح قسطنطينيَّة والصين وجبالَ الديلم، فيَمكُثُ على ذلك سبعَ سنينَ، مِقدارَ كلِّ سنةٍ عشرَ سنينَ من سنيِّكم هذه، ثمَّ يفعل الله ما يشاء). انتهى بلفظه.
والاختلاف في الحديث في تعيين السنين إمَّا من الراوي أو من النُّسَّاخ، وممَّا يؤيد أنَّ في نسخة (القول المختصر) وقع التحريف، حديث أخرجه في عقد الدُّرر في الحديث (٢٩٧)، من الباب (١١)، قال: وعن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي:
(ولا يترك بدعةً إلاَّ أزالها، ولا سُنَّة إلاَّ أقامها، ويفتحُ قسطنطينيَّة والصين وجبالَ الدَّيلم، فيَمكُث على ذلك سبعَ سنين، مِقدار كلِّ سنةٍ عشرَ سنين من سنيِّكم هذه، ثمَّ يفعلُ الله تعالى ما يشاء).
المؤلِّف:
إلى هنا انتهت الأُمور الأربعين التي ذكرها ابن حجر في كتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، وسنذكر إن شاء الله بعدها بعض ما رويَ في سيرته وأوصافه بعد ظهوره (عليه السلام).
١٣- في عقد الدُّرر، الحديث (٢٦٩)، من الباب (٩)، قال: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي قال:
(ويتوجَّه [المهدي (عليه السلام)] إلى الآفاق، فلا تبقى مدينة وطئَها ذو القرنين إلاَّ دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبَّار إلاَّ هلكَ على يديه، ويَشْفِ الله عزَّ وجلَّ قُلوبَ أهلِ الإسلام، ويَحمِل حُلِىَ بيت المقدس في مئةِ مركبٍ تَحُطُّ على غزَّة وعكَّا، ويُحْمَل إلى بيتِ المقدس، ويأتي مدينةً فيها ألفَ سوقٍ، في كلِّ سوقٍ مئة دُكَّان فيفتحها، ثمَّ يأتي مدينةً يُقال لها: القاطع، وهي على البحرِ الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمرُ الله عزَّ وجلَّ، طولُ المدينة ألفَ ميل، وعَرْضُها خمسمئة ميل، فيكبِّرون الله عزَّ وجلَّ ثلاثَ تكبيرات، فتسقُطُ حِيطانُها، فيَقتُلونَ بها ألفَ ألفَ مُقاتِل، ويُقيمونَ فيها سبعَ سنين، يَبلُغ الرجلُ منهم تلك المدينة مِثلَ ما صحَّ معه من سائرِ بلادِ الروم، ويُولدُ لهم الأولاد، ويَعبدون الله حقَّ عبادته، ويَبعثُ المهدي (عليه السلام) إلى أُمرائهِ بسائرِ الأمصار بالعدل بين النَّاس، وترعى الشَّاةُ والذئبُ في مكانٍ واحدٍ، وتلعبُ الصبيان بالحيَّات والعقارب لا تضُرُّهم بشيء، ويذهب الشرُّ، ويبقى الخير، ويَزرعُ الإنسان مُدَّاً يُخرِج سبعمئة مُدٍّ، كما قال الله تعالى: (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ)، ويَذهبُ الربا، والزنا، وشربُ الخمر، والرياء، وتُقبل النَّاس على العبادة، والمشروع، والدِّيانة، والصَّلاة في الجماعات، وتطولُ الأعمار، وتؤدَّى الأمانة، وتحمل الأشجار، وتتضاعفُ البركات، وتَهلك الأشرار، وتبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت (عليهم السلام).
المؤلِّف:
تقدَّم بعض ألفاظ هذا الحديث في آخر الأربعين خصوصيَّة التي ذكرها في (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر)، تأليف ابن حجر الهيتمي الشافعي، وقد أخرجنا ألفاظ الحديث بتمامه وكماله ليزداد النفع منه.
١٤- وفي عقد الدُّرر، في الحديث (١١٦)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة زوجة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنَّها [قالت]: قال: رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (يكونُ اختلافٌ عندَ موتِ خليفة، فيَخرُجُ رجلٌ من أهلِ المدينةِ [أي: يَخرُج المهدي (عليه السلام)] هارباً إلى مكَّة [وهم أصحابه الخاصِّين] فيأتيه ناسٌ من أهلِ مكَّة، فيُخرِجُونه وهو كارهٌ، فيُبايِعُونه بين الرُّكن والمَقام، ويُبعَثُ إليه [من قِبَل السفياني] بَعثٌ من الشام، وعَصائِبُ أهلِ العراق، فيُبايِعُونه، ثمَّ يَنشأُ رجلٌ من قُريش، أخوَالُه كلبٌ، فيَبْعَثُ إليهم بعثاً فيَظهَرونُ عليهم، وذلك بَعْثُ كلبٍ، والخَيبةُ لِمَن لم يَشْهد غنيمة كلبٍ، فيُقسِّم المالَ [أي: يُقسِّم الإمام المهدي (عليه السلام) المالَ بين النَّاس] ويَعملُ في النَّاس بِسُنَّة نبيِّهم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ويُلقي الإسلام بِجِرانِهِ إلى الأرض، فيَلْبثُ سبعَ سنين، ثمَّ يُتوفَّى، ويصلِّي عليه المسلمون).
أخرج هذا الحديث جماعةٌ من أئمَّة الحديث في كُتبهم، منهم الإمام أبو داود السجستاني في سُننه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني في سُننه، وأبو عبد الرحمان النسائي في سُننه، وأبو بكر البيهقي في البَعْثِ والنشور، [قال]: وفي روايةٍ لأبي داود بدل (سبعَ سنين: تِسْع).
المؤلِّف:
أخرج الكنجي الشافعي في كتاب (البيان)، ص٣١٧، من الباب (٧) الحديث مع اختلاف إلى قوله: (فيلبث سبعَ سنين)، ولم يذكر موته وصلاة المسلمين عليه.
وفيه: أنَّ أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) يظهرون على أصحاب القريشي، ويقتلونهم، ويغنمون أموالهم.
وأخرجه في الجمع بين الصِّحاح الستَّة، ولفظُه يساوي لفظَ عقد الدُّرر غير أنَّه قال: (وينشأ رجلٌ من قُريش أخوَالُه كلبٌ، فيَبعَثُ إليه بعثاً، فيظهرون عليهم، وذلك بَعثُ كلبٍ، والخَيْبةُ لمن لم يَشْهَد غنيمةَ كلبٍ، فيُقسِّم المال...). الحديث.
وهذا الحديث (٤٨) من أحاديث غاية المرام في المهدي (عليه السلام)، في ص٦٩٧، والحديث (١٢٧) منه، وفي ص٧٠٢، وسيمرُّ عليك لفظه في رقم (١٩) من الباب؛ إثباتاً للحديث بتكراره من كُتبٍ عديدةٍ.
 ١٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٧)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة (رضي الله عنه)، قالت: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (يُبايع لرجلٍ من أُمَّتي - بين الركن والمقام - كعدَّة أهل بدرٍ، فتأتيه عُصَبُ العراق، وأبدالُ الشَّام، فيأتيهم جيشٌ من الشَّام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَهزِمهُم الله تعالى [قال]: وكان يقال: إنَّ الخائبَ يومئذٍ من خابَ من غنيمةِ كلبٍ).
 أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه.
 المؤلِّف:
 في الحديث إسقاطٌ وتحريفٌ يُعرف ذلك بالتأمُّل فيه، وفي الحديث الآتي.
 المؤلِّف:
 أخرج في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨ حديث أُمِّ سلمة نقلاً من سُنن ابن أبي شيبة، ومن المعجم الكبير للطبراني، ومن تاريخ ابن عساكر، ولفظُه يساوي لفظ عقد الدُّرر، وزاد فيه بعد قوله: (وأبدال الشَّام) قوله:
 (فيأتيهم جيشٌ من الشَّام، حتَّى إذا كانوا بالبيداء خُسِف بهم، ثمَّ يسير إليه رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائب من خاب غنيمة كلب).
 (ش، طب، كر عن أُمِّ سلمة).
 ١٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١١٨)، من الباب (٤)، أخرج بسنده عن ابن عباس قال:
 (يَبعثُ صاحبُ المدينةِ [من طرف السفياني] إلى الهاشميين [في مكَّة المكرَّمة] جيشاً فيهزمونهم، فيسمعُ بذلك الخليفة بالشَّام، فيَبعثُ إليهم جيشاً فيه ستمئةِ عريفٍ، فإذا أتوا البيداء [بين المدينة ومكَّة] فنزلوها في ليلةٍ مُقمِرةٍ، أقْبَل راعٍ [مع غنمه] ينظرُ إليهم ويَعجبُ ويقول: يا ويح [ل] أهل مكَّة ممَّا جاءهم! [من البلاء] فيَنصرِفُ إلى غَنمِه، ثمَّ يرجعُ فلا يرى أحداً، فإذا هُمْ قد خُسِفَ بهم، فيقول: سبحانَ الله، ارتحلوا في ساعةٍ واحدةٍ؟! فيأتي منزِلهُم فيَجدُ قَطيفة، فيَعرف أنَّه قد خُسِف بهم، فيَنطلق إلى صاحب مكَّة [وهو الهاشمي] فيُبشِّره، فيقول:
 صاحبُ مكَّة، الحمدُ لله، هذه العلامةُ التي كُنتم تُخبَرون، فيسيرون إلى الشَّام).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 ١٧- وفي كتاب (البيان)، ص٣١٤، للكنجي الشافعي، أخرج بسنده عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (يَخرُجُ ناسٌ من المشرق، فيوطِّئون للمهدي - يعني - سلطانه).
 هذا حديثٌ حسنٌ صحيح رواه الثقات والأثبات، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله ابن ماجة القزويني في سُننه كما أخرجناه.
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في كتابه العرف الوردي، ص٦٠، وقال: أخرجه أحمد، والترمذي، والطبراني عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (يَخرُجُ ناسٌ من المشرق فيُوطِّئون للمهدي سُلْطانه).
 وأخرجه علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦ من سُنن ابن ماجة، ولفظُه يساوي لفظ الكنجي، وفيه: (فيُوطِّنون للمهدي سُلطانه) - بالنون(١٣٣) - وفي (البيان) و(العرف الوردي) - بالهمزة - وفي العرف الوردي، ج٢ ص٦٦، أخرج حديثاً يُعيِّن الرجل الذي يخرج من المشرق، وقال: هو (رجلٌ من وُلد حسن، معه جيش لو استقبل الجبال لهدَّها).
 وتقدَّم في رقم (١٢) لفظ الحديث.
 ١٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٦٩)، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (إذا انسابت عليكم التُّرك، وجهَّزت الجيوش إليكم، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويَستخلِف من عبده رجلاً ضعيفاً، فيُخلع بعد سنتين، وتخالف الروم والتُّرك، وتَظهرُ الحروب في الأرض، ويُنادي منادٍ على سور دمشق: ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، ويُخسَف بغرب مسجدها، حتَّى يَخرَّ حائِطُها، ويَخرُجُ ثلاثةُ نفرٍ بالشام كلُّهم يَطلُب المُلْك، رجلٌ أبْقع، ورجلٌ أصهب، ورجلٌ من أهل بيت أبي سفيان، يَخرُج ومعه كلب، ويُحْصَر النَّاس بدمشق، ويَخرُجُ أهل المغرب، وينحدرون إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك أمارةُ السفياني، ويَخرُجُ قبل ذلك من يدعوا لآل محمَّد، ويَنزِلُ التُّرك الجزيرة، ويَنزِلُ الرُّوم فلسطين، ويُقبِل صاحبُ المغرِب، فيَقْتُل الرِّجال، ويَسبي النِّساء، ثمَّ يَسير حتَّى يَنزِل الجزيرة إلى السفياني). أخرجه أبو عمرو الداني في سُننه.
 المؤلِّف:
 يأتي الحديث بلفظ آخر وفيه زيادة، في رقم (٢٥) من الباب، وبمراجعته تَعرِف أنَّ الحديث المذكور فيه تحريف.
 ١٩- وفي تاريخ ابن أعثم الكوفي، أخرج بسنده عن أُمِّ سلمة زوج النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) [قالت]: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (يكون اختلافٌ عندَ موتِ خليفة، فيَخرُج رجلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكَّة فيُخرِجُونه وهو كارهٌ، فيُبايِعُونه بين الركن والمقام، ويَبعثُ إليه السفياني بعثاً من الشَّام، ويبعث الله [إليهم] مَلَكاً فيَخسِفُ بهم [في] البيداء بين مكَّة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك، أتاه أبدالُ الشَّام، وعَصائِبُ أهل العراق فيبايعونه، ثمَّ ينشأُ رجلٌ من قُريش أخواله كلب، فيَبْعَثُ إليهم بعثاً فيظهرون عليهم، وذلك بَعْثُ كلب، والخيبةُ لمن لم يَشهد غنيِمةَ كلبٍ، فيُقسِّم المالَ، ويَعملُ في النَّاس بِسُنَّة نبيِّهم، ويلقي الإسلام بِجِرانِهِ إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثمَّ يُتوفَّى ويصلِّي عليه المسلمون).
 قال أبو داود: وقال بعضهم - عن هشام -: (فيلبث تسع سنين)، قال: وهذا سياق الترمذي، وابن ماجة القزويني، وأبي داود.
 المؤلِّف:
 تقدَّم الحديث نقلاً من عقد الدُّرر وفيه اختلاف يسير، وأخرجه السيِّد في غاية المرام، ص٧٠٢، وهو الحديث (١٢٧) منه، وأخرجه علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٣٢، وص ١٨٦، الحديث (١٩٤٤)، نقلاً من مسند أحمد، وسُنن أبي داود، ومستدرك الحاكم عن أُمِّ سلمة مع اختلاف في بعض ألفاظه، وأخرجه في ينابيع المودَّة ص٤٣١ وقال: أخرجه أبو داود في مسنده، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو يعلى في مسنده، وأخرجه البيهقي في سُننه نقلاً من جواهر العقدين.
 ٢٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٧٢)، أخرج بسنده من فتن نعيم بن حمَّاد، عن أبي قبيل، قال:
 (لا يزالُ النَّاس في رخاءٍ حتَّى يَنتقِضَ مُلْكُ بني العبَّاس، فإذا انْتَقضَ مُلكُهم لم يزالوا في فتنٍ حتَّى يقومَ المهدي [عليه السلام]).
 ٢١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٧٣)، أخرج بسنده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال [للراوي]:
 (إلزمِ الأرضَ ولا تُحرِّك يداً ولا رجلاً حتَّى ترى علاماتِ أذكرها لك، وما أراكَ تُدرِكُ ذلك: اختلاف بني العبَّاس، ومنادٍ يُنادي من السماء، وخَسفُ قريةٍ من قُرى الشَّام، ونُزول التُّرك الجزيرة، ونُزول الرُّوم الرَّملة، واختلاف كثيرٌ عند ذلك في كلِّ أرضِ، حتَّى تَخربَ الشَّام، ويكونُ سبُبُ خَرابِها ثلاثُ راياتٍ: منها رايةُ الأصهب، ومنها: رايةُ الأبقع، ورايةُ السفياني).
 ٢٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن سعيد بن المسيَّب [أنَّه] قال:
 (تكونُ فِتنةٌ كأنَّ أوَّلها لَعِب الصبيان، كُلَّما سَكَنت مِن جانبٍ طُمَّت مِن جانبٍ آخر، فلا تَتَناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السَّماء: إلا إنَّ الأمير فلان، ذلكم الأمير حقَّاً [يقول ذلك] ثلاث مرَّات).
 المؤلِّف:
 أخرج علي المتَّقي الحنفي الحديث في كنز العمَّال، ج٦، ص٦٣ إلى قوله: (أميركم فلان).
 وأخرج الحديث في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٦ مع اختلاف، والراوي طلحة بن عبد الله، وأخرج الحديث السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٦ الطبعة الأُولى، وقال في آخره: (فحرَّك بيده فقال: ذلكم الأمير حقَّاً، حتَّى قال: ثلاث مرَّات).
 المؤلِّف:
 يظهر من هذا الحديث أنَّ قوله: (ذلكم الأمير حقَّاً) من كلام سعيد بن المسيَّب....
 وفي عقد الدُّرر، الحديث (٦٧)، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب قال:
 (يكونُ بالشَّام فِتنةٌ، أوَّلُها كَلعِب الصِّبيان، كُلمَّا سَكنت من جانبٍ طُمَّت من جانبٍ آخر، فلا تَتَناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السَّماء: ألا إنَّ الأمير فلان، ثمَّ قال ابن المسيَّب: فذلِكُم الأمير، فذلِكُم الأمير، فذلِكُم الأمير، قال ذلك: ثلاث مرَّات، كنَّى عن اسْمِهِ فلم يَذْكُره، وهو المهدي).
 أخرجه أحمد بن الحسين بن جعفر المُنادي في كتاب الملاحم، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 المؤلِّف:
 أخرج السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ص٣٦، باب (٧٦)، الحديث مع اختلافٍ ونقصٍ، وما في عقد الدُّرر أحسن ألفاظ الحديث الذي عثرنا عليه، ومعناه أوضح من غيره، ويُعرف منه أنَّ قوله: (ذلكم الأمير) كلام ابن المسيَّب وليس من الحديث.
 ٢٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٧٧) عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال:
 (إذا هُدِمَ حائطُ مسجدِ الكوفة ممَّا يلي دار عبد الله بن مسعود، فعند ذلك زوال مُلْكِ القوم، وعند زواله خروج المهدي).
 وعن أبي جعفر محمَّد بن علي (عليهما السلام) قال:
 (لا يَظهرُ المهدي حتَّى يَشمل النَّاس بالشَّام فِتنةٌ، يَطلِبُون المَخرَج منها فلا يَجِدونه، ويكونُ قَتْلٌ بين الكُوفةِ والحِيرة).
 ٢٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٧٨)، عن كعب الأحبار قال:
 (علامةُ خروج المهدي: ألويةٌ تُقبِل من قِبَل المغرب، عليها رجلٌ من كِندةَ أعرج، فإذا ظَهَر أهل المغرب على مصر، فبَطنُ الأرض يومئذٍ خيرٌ لأهل الشام).
 أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري في سُننه، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد، وانتهى حديثه عند قوله: (من كندة)، ولم يذكر بقيَّة الحديث.
 المؤلِّف:
 أخرج السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٧١ بسنده عن كعب قال:
 (علامةُ خروج المهدي ألويةٌ تُقبِل من المغرب، عليها رجلٌ أعرجُ من كندةَ). ولم يذكر بقيَّة الحديث.
 ٢٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨١)، أخرج بسنده عن عمَّار بن ياسر قال:
 (علامةُ خروج المهدي، انسياب التُّرك عليكم، وأنْ يموتَ خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويَستخلِفَ من بعده رجلاً ضعيفاً، فيُخلَعُ بعد سنتين، ويُخسَف بغربي مَسجدِ دمشق، وخروجُ ثلاثةِ نفرٍ بالشَّام، وخروج أهل المغرب إلى مِصر، وتلكَ أمارةُ خروج السفياني).
 قال أبو قبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب (عليهما السلام):
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّدٍ، فَعِندَ ذلك يَظهرُ المهدي على أفواه النَّاس، ويَشرَبُون [حُبَّه] ذِكره، فلا يكونُ لهم ذِكرٌ غيره).
 أخرجه أبو الحسين أحمد بن جعفر المُنادي في كتاب الملاحم، وأخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وانتهى حديثه إلى قوله: (فتلك أمارةُ خروج السفياني). وأخرجه أبو عمرو الداني في سُننه من حديث عمَّار.
 المؤلِّف:
 في الحديث رقم (٢١)، تقدَّم بيان المراد من الثلاثة الذين يخرجون بالشام، وأخرج في عقد الدُّرر في الحديث (١٨٣) حديث أبي رومان في ضمن الحديث وقال:
 (إذا نادى مُنادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، فعند ذلك يَخرُج المهدي).
 ثمَّ قال: أخرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه، وأبو نعيم الأصفهاني في مناقب المهدي، ورواه الحافظ نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وأخرجه الكنجي الشافعي في كتاب (البيان)، باب ١٦، ص٣٠٣، قال: أخبرنا الحافظ يوسف بن جليل بحلب، أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرنا أبو الحسين بن فادشاه، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الرحمان، أخبرنا نعيم، حدَّثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) قال:
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي [عليه السلام]).
 قلت: رواه الحافظ الطبراني في المعجم، وأخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام) عنه، ويأتي الحديث بلفظ آخر في رقم (٤٦).
 ٢٦- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨٣)، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، قال:
 (إذا اختلفَ رمحانِ بالشام لم يَنْجلِ إلاَّ عن آيةٍ من آياتِ الله عزَّ وجلَّ، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفةٌ تكونُ بالشَّام، يَهلكُ فيها أكثر من مئة ألف، يجعلها الله تعالى رحمةً للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحابِ البراذين الشُّهب المُخذْرَفة، والراياتُ الصُّفْر تُقبِل من المغرب حتَّى تَحلَّ بالشَّام، وذلك عند الجوع الأكبر، والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خَسفَ قريةٍ من قُرى دمشق، يقال لها: حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتَّى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي).
 ٢٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨٦)، أخرج بسنده من كتاب الملاحم لأبي الحسين أحمد بن جعفر المُنادي، عن أبي قبيل، قال:
 (يَملِكُ رجلٌ من بني هاشم، فيَقتُل بني أُميَّة فلا يُبقى منهم إلاَّ اليسير، لا يُقتُل غيرهم، ثمَّ يَخرُج رجلٌ من بني أُميَّة، فيُقتُل بكلِّ رجلٍ رجلين حتَّى لا يُبقى إلاَّ النساء، ثمَّ يَخرُج المهدي).
 ٢٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨٧)، أخرج بسنده من كتاب الفتن لأبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، عن عبد الله بن مسلمة، قال: سمعت أبا قبيل يقول:
 (يبعثُ السفياني جيشاً إلى المدينة، فيأمُرُ بقَتلِ كلِّ من كانَ فيها من بني هاشم، حتَّى الحُبالى، وذلك لِمَا صَنعَ الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من الشرق، يقول: ما هذا البلاء كله!! وقَتلِ أصحابي ألا من قتلهم؟ فيأمُر بِقتلِهم فيُقتلُون، حتَّى لا يُعرف منهم بالمدينة أحد، ويَفْترقِوا منها هاربين إلى البوادي والجبال، وإلى مكَّة، حتَّى نساؤهم يضعُ جيشه فيهم السيف أيَّاماً، ثمَّ يَكُفُّ عنهم، فلا يَظهرُ منهم إلاَّ خائفٌ، حتَّى يظهرَ أمرُ المهدي بمكَّة، فإذا ظهر بمكَّة اجتمع كلُّ من شذ منهم إليه بمكَّة).
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ص٧٠، ج٢ بسنده عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
 (يخرجُ رجلٌ قِبَل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحملُ السَّيف على عاتِقِه ثمانيةَ أشهرٍ، يَقتُل ويمثِّل، ويتوجَّه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتَّى يَموت).
 المؤلِّف:
 المشرقي: هو الذي ينتقم السفياني بسببه من بني هاشم.
 وقد أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٠ من فتن نعيم بن حمَّاد، وقد تقدَّم - نقلاً من كتاب المختصر في أحوال المهدي المنتظر، تأليف ابن حجر -: أنَّ الهاشمي يحملُ السيف ثمانيةَ عشرَ شهراً، راجع ما ذكرناه في رقم (١٢) من هذا الباب، ويأتي الحديث بألفاظه في رقم (١٠٣) من الباب، نقلاً من العرف الوردي.
 ٢٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨٨)، أخرج بسنده من كتاب الفتن لنعيم بن حمَّاد، عن أبي هريرة، قال:
 (تكونُ بالمدينة وقْعةٌ تَغرَقُ فيها أحجارُ الزَّيت، ما الحرَّةُ [أي: ما وقعة الحرَّة في المدينة] عندها إلاَّ كضربةِ سوطٍ!! فيتنحَّى - إلاَّ عن المدينة - قدر بريدين [أي: صاحب الوقعة، وهو السفياني] ثمَّ يُبايع إلى المهدي).
 ٣٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٩٤)، أخرج بسنده عن محمَّد بن الحنفية قال: كنَّا عند علي (عليه السلام) وقد سأله رجلٌ عن المهدي، قال:
 (هيهات - ثمَّ عقد بيده سبعاً - فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان (في زمانٍ) إذا قال الرجل: الله الله قُتِل، فيجمع الله تعالى له قوماً قزعاً كقزع السحاب، يؤلِّف الله قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدَّة أصحاب بدرٍ، لم يسبقهم الأوَّلون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب بدر لم يسبقهم الأوَّلون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر...). الحديث.
 أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاري ومسلم، ولم يُخْرِجاه.
 ٣١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٩٦)، أخرج بسنده عن ابن سيرين، عن أبي الجلد، قال:
 (تكونُ فِتنةٌ بعدها الأُخرى، فما الأُولى في الآخرة إلاَّ كَمثلِ السُّوط تتبعه ذُبابُ السَّيف، ثمَّ تكونُ فِتنةٌ تُستَحلُّ فيها المَحارِمُ كُلُّها، ثمَّ تجتمع الأُمَّة على خَيرِها ثانيةً هنيئاً، وهو قاعدٌ في بيته).
 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 ٣٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٠٢)، أخرج بسنده عن قتادة، قال:
 (يجاء إلى المهدي في بيته، والنَّاس لفي فِتنةٍ تُهْرَاقُ فيها الدِّماء، يقال [له]: قُمْ علينا فيأبى [فلا يقوم] حتَّى يُخوَّف بالقتل، فإذا خُوِّف قام عليهم، فلا يُهْراقُ بسببه محجمةُ دم).
 أخرجه الإمام أبو عمرو الداني في سُننه.
 ٣٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٢٧)، أخرج بسنده عن كعب الأحبار قال:
 (لا بُدَّ من نُزولِ عيسى (عليه السلام) إلى الأرض، ولا بُدَّ أنْ يظهر بين يديه علاماتٌ وفتنٌ، فأوَّلُ ما يَخرُج ويَغلِبُ على البلاد الأصهب، يَخرُج من بلاد الجزيرة، ثمَّ يَخرُج من بعده الجُرْهمي من الشَّام، ويَخرُج القحطاني من بلادِ اليمن، قال كعب الأخبار: بينما هؤلاء الثلاثة قد تغلَّبوا على مواضِعِهم بالظُّلم، وإذ قد خرج السفياني من دمشق، وقيل: إنَّه يَخرُج من وادٍ بأرضِ الشَّام، ومعه أخواله من بني كلب، واسمه: معاوية بن عتبة، وهو رُبْعَةٌ من الرِّجال، دقيقُ الوجه، جَهْوري الصُّوت، طويلُ الأنف، عينُه اليُمنى يحسبه من يراه يقول: أعور، ويُظهِر الزُّهد، فإذا اشتدَّت شوكتُه محا اللهُ الإيمان من قلبه، وسَفَكَ الدِّماء، ويُعطِّل الجُمُعةَ والجماعة، ويَكثُر في زمانِهِ الكفر والفسق في كلِّ البلاد، حتَّى يَفجُر الفُسَّاق، ويَكثُر القتل في الدنيا؛ فعند ذلك يجتمعون أهل مكَّة إلى السفياني، يُخوِّفُونه عقوبةَ الله عزَّ وجلَّ، فيأمر بقتلهم، وقَتلِ العُلماء والزُّهاد في جميع الآفاق؛ فعند ذلك يجتمعون إلى رجلِ من قُريش [وهو الإمام المهدي (عليه السلام)] - له اتِّصالٌ برسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) - لهلاك السفياني، ويتَّصل بمكَّة، ويكونون [أي: الذين يجتمعون إلى رجلٍ من قُريش] على عددِ أهل بدرٍ ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً، ثمَّ تَجتمِعُ إليه المؤمنون، وينكسِفُ القَمَر ثلاثَ ليالي مُتوالياتٍ،
 المؤلِّف:
 وقع اشتباهٌ في التعبير، فقال - بدل الخسوف -: الكسوف.
 ثمَّ يظهرُ المهدي بمكَّة، فيَبلُغ خبره إلى السفياني، فيُجيِّشُ إليه ثلاثين ألفاً، ويَنزلون بالبيداء، فإذا استقروا خَسَف الله بهم، وتأخُذهم الأرض إلى أعناقهم، حتَّى لا يَفلتَ منهم إلاَّ رجُلان يَمرَّان، فيُخبَر السفياني، فإذا وصلوا إلى عسكره أصابهما كما أصابهم، ثمَّ يُخسَفُ بأحد الرجلين، والآخر حوَّل الله وجهَهُ إلى قفاه)(١٣٤).
 انتهى بألفاظه إلاَّ ما وقع بين هلالين فمن المؤلِّف كُتِب للتوضيح.
 ٣٤- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٥)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال:
 (إذا نادى منادٍ من السماء: أنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعندَ ذلك يَظهرُ المهدي).
 المؤلِّف:
 أخرج الحديث في مورد آخر من عقد الدُّرر بعد الحديث (١٨٣)، من الباب (٦)، بعد نقله حديثاً آخر - عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرَّم الله وجهه) - وهو أنَّه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (المهدي منَّا أهلَ البيت يُصلِحه الله في ليلةٍ واحدة).
 ثمَّ قال: أخرجه جماعة من الحفَّاظ في كُتبهم منهم:
 أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني في سُننه، والحافظ أبو بكر البيهقي في سُننه، وأبو عمرو الداني، ونعيم بن حمَّاد الأصبهاني، وأبو القاسم الطبراني قال:
 (إذا نادى مُنادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فعند ذلك يخرج المهدي). أخرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه وأبو نعيم الأصبهاني في مناقب المهدي ورواه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 ٣٥- وفي كتاب إسعاف الراغبين للشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي المُتوفَّى سنة (١٢٠٦ هـ)، طبع مصر، سنة ١٣٢٢، بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي، في الباب (٢)، ص١٢٧، وص١٣٨، قال: وجاء في رواياتٍ أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره:
 ينادي فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشَّام، ونجباء مصر، وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشاً من خُراسان براياتٍ سودٍ، ثمَّ يتوجَّه إلى الشَّام - وفي روايةٍ، إلى أهل الكوفة، والجمع ممكن - وأنَّ الله تعالى يَمُدَّه بثلاثة آلاف من الملائكة، وأنَّ أهل الكهف من أعوانه.
 المؤلِّف:
 قال السيوطي في سببِ تأخيرهم - بعضه ما وقع في نظره ونظر علماء أهل السُنَّة -: والصحيح ما أخبر به النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأخبر به أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرِّجس، وعلومهم مأخوذة من الله ومن جدِّهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
 ثمَّ قال ابن الصبَّان: وإنَّ على مقدِّمة جيشه رجلاً من تميم، خفيف اللحية، يقال له: شعيب بن صالح، وإنَّ جبرئيل على مقدِّمة جيشه، وميكائيل على ساقته، وإنَّ السفياني يبعث إليه من الشَّام جيشاً فيُخسف بهم بالبيداء، فلا ينجو منهم إلاَّ المُخبِر، فيسير إليه السفياني بمن معه، فتكون النُّصرة للمهدي (عليه السلام)، ويذبح [المهدي (عليه السلام)] السفياني.
 المؤلِّف:
 أخذ ابن الصبَّان ما بيَّنه من الأحاديث المرويَّة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وجميع ما ذكره أوردنا أحاديثه في الكتاب، كلّ حديثٍ في بابه، وبذكره يطول المقام.
 وقد أخرج الحديث في مشارق الأنوار، ص١٠٦ مع اختلاف في ألفاظه في التقديم والتأخير، وذكر ابن الصبَّان في كتابه إسعاف الراغبين في الباب الثاني أموراً غير ما تقدَّم.
 منها: إنَّه (عليه السلام) يُصادف سنةَ خروجه وظهوره سنينَ الفرد من الهجرة، وإنَّ سُلطانه (عليه السلام) يبلغ المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز [التي تحت الأرض] ويسعى (عليه السلام) في تعمير الدنيا، فلا يبقى في الأرض خراب إلاَّ عمَّره.
 المؤلِّف:
 هذه الأُمور والمطالب جميعها مُشارٌ إليها في الأحاديث المرويَّة في أحواله، وفيما يفعله بعد ظهوره، وكلُّ ذلك ذُكر في محلِّه فلا نحتاج إلى بيانه ثانية، راجع أحاديث أوصافه في باب (١٩)، وأحاديث ما يقع بعد ظهوره، ترى فوق ما تُحبُّ.
 ٣٦- وفي كتاب عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٤)، نقلاً من كتاب الفتن لأبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، قال: رويَ عن سليمان بن يحيى قال:
 بلغني أنَّه على يدي المهدي يَظهرُ تابوتُ السكينة من بحيرة طبريِّة، حتَّى يُحَملَ ويوضعَ بين يديه ببيت المقدس، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلاَّ قليلٌ منهم....
 ٣٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٢٠٨)، نقلاً من كتاب السُنن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المُقري، فإنَّه أخرج بسنده عن حذيفة، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وظهور أمره، قال:
 (فتخرج [إليه] الأبدال من الشَّام وأشباههم، ويَخرُجُ إليه النجباء من مصر، وعصائِب أهل الشرق وأشباههم، حتَّى يأتوا مكَّة، فيُبايع له [عليه السلام] بين زمزم والمقام، ثمَّ يخرج متوجِّهاً إلى الشَّام، وجبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء، وأهل الأرض، والطير والوحوش، والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتُمَدُّ الأنهار، وتُضعِفُ الأرض أُكُلها، ويَستخْرِج الكنوز).
 المؤلِّف:
 قد ورد بمضمون هذا الحديث أحاديث كثيرة، بعضها في هذا الباب، وبعضها في الأبواب الأُخر بالمناسبة، ومنها ما تقدَّم في رقم (٣٥).
 ٣٨- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٤)، من الباب (٦)، أخرج بسنده عن حذيفة اليماني، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في قصَّة المهدي (عليه السلام)، ومبايعته بين الركن والمقام، وخروجه متوجِّهاً إلى الشَّام، قال:
 (وجبريل على مقدِّمته، وميكائيل على ساقته، يفرحُ به أهلُ السماءِ، وأهلُ الأرض، والطيرُ والوحش، والحيتان في البحر).
 أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري في سُننه.
 المؤلِّف:
 تقدَّم الحديث عن حذيفة مفصَّلاً، وهذا مختصره، هذا؛ وقد رويَ الحديث بسند آخر من غير حذيفة.
 ٣٩- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٢)، من الباب (٦)، أخرج بسنده من مناقب المهدي، للحافظ أبي نعيم، وقد رويَ عن عبد الله بن عمر [ابن الخطاب] قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (يَخرجُ المهدي وعلى رأسِهِ غَمامةٌ فيها مَلَكٌ يُنادي: هذا هو المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
 المؤلِّف:
 تقدَّم الحديث في رقم (٣٥) بلفظ مفصَّل، ولم يُذكر الراوي، وأخرجه الكنجي الشافعي في البيان، ص ٣٢٩ الباب (١٥)، بسند متَّصل عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله:
 (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامةٌ فيها منادٍ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).
 [ثمَّ قال]: قلت: هذا حديث حسن، أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه ابن الصبَّاغ المالكي في الفصول المهمَّة، ص٢٨٠، ولفظُه لفظُ عقد الدُّرر، وقال: روته الحفَّاظ كأبي نعيم، والطبراني وغيرهما، وأخرجه جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي في أخبار المهدي.
 ٤٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٥)، من الباب (٦)، أخرج بسنده من المستدرك للحاكم أبي عبد الله النيسابوري الشافعي، عن عبد الله بن عباس، في قصَّة المهدي (عليه السلام)، قال:
 (أمَّا المهدي الذي يملأُ الأرضَ عدلاً كما مُلئت جوراً، وتأمنُ البهائِمُ السباعَ، وتُلقي الأرضُ أفلاذَ كَبِدها [قال]: قُلت: وما أفلاذُ كَبِدها؟ قال: أمثال الأُسطوانة من الذهب والفضَّة).
 المؤلِّف:
 أخرج الحاكم الحديث وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه [أي: البخاري ومسلم].
 وقد ورد مضمون هذا الحديث في ضمن أحاديث عديدة أخرجناها في الكتاب في مواردها بالمناسبة، وذكر الشيخ الطوسي في أماليه، عن أبي سعيد قال: سمعت من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول:
 (لا يَزالُ بكم الأمر [أي: الشدَّة والضُّرُّ] حتَّى يُولدَ في الفتنةِ والجور من لا يَعرِفُ غيرها، حتَّى تُملأَ الأرضُ جوراً، فلا يَقدرُ أحدٌ يقول: الله، ثمَّ يبعث الله (عزَّ وجلَّ) رجلاً منِّي ومن عترتي، فيملأُ الأرضُ عدلاً كما ملأها من كان قَبله جوراً، وتُخرِجُ له الأرضُ أفلاذَ كَبِدها، ويَحثوا المالَ حَثواً ولا يَعُدَّه عدَّاً، وذلك حين يَضرِبُ الإسلام بِجِرانِه).
 وسيأتي في رقم (٤٤) حديث آخر عن ابن عباس فيه مضامين هذا الحديث.
 ٤١- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٦)، من الباب (٦)، أخرج بسنده عن أبي جعفر محمَّد بن علي [الباقر (عليهما السلام)] قال:
 (يُنادي منادٍ من السماء باسم المهدي، فُيسمعُ مَن بالمشرق ومَن بالمغرب، حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ).
 المؤلِّف:
 وروى حديثاً آخر عن الإمام الرضا (عليه السلام) مفصَّلاً يحتوي على أمور كثيرة، منها:
 أنَّ الإمام (عليه السلام) حين ظهوره يُنادي منادٍ يسمعه جميع أهل الأرض يدعوا الناس إليه ويقول: ألا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند البيت الحرام فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ معه وفيه.
 وأخرج ذلك في ينابيع المودَّة، ص٤٤٨، وفي فرائد السمطين أخر ج٢، وقد ذكرنا أحاديث النداء السماوي في باب الثالث والعشرين مفصَّلاً من كتبٍ عديدة لعلماء أهل السنَّة.
 ٤٢- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٨)، من الباب (٦)، أخرج بسنده عن كعب الأحبار - في الأخبار التي يذكرها في فتح القسطنطينيَّة، قال -:
 (يأتي [المهدي (عليه السلام)] فيَركُز لوَاءَه - يعني المهدي (عليه السلام) - ويأتي الماء [البحر] لِيتوضَّأ لصَّلاة الصُّبح، قال: فيَتباعَد منه [الماء]، فإذا رأى ذلك [أي: تباعد الماء] أخَذَ لوَاءَه فاتَّبع الماء حتَّى يَجُوزَ من تلك الناحية، ثمَّ يَرْكُزه، ثمَّ يُنادي أيُّها الناس: أُعبرُوا؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد فَرَقَ لكم البحر كما فَرَقَهُ لبني إسرائيل، قال: فيَجُوزُ الناسُ، فيَستَقبِلُ القسطنطينيَّة، فيُكبِّرون فيهتزَّ حائِطُها، ثمَّ يكبِّرون فيهتزَّ، ثمَّ يُكبِّرون فيَسقُطُ منها ما بين اثني عشر بُرجاً).
 وذكر باقي الحديث، أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المُقري في سُننه.
 المؤلِّف:
 الحديث مفصَّل يأتي بتمامه إن شاء الله فيما بعد في رقم (٤٣) وما بعده أيضاً.
 ٤٣- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٨٩)، من الباب (٦)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرَّم الله وجهه) في قصَّة المهدي (عليه السلام) وفتوحاته، قال:
 (ثمَّ يَسيرُ بعد ذلك [بعد خروجه من مكَّة المكرَّمة] ومن تَبِعه من المسلمين، لا يمرُّون على حصنٍ من بلدِ الرُّوم إلاَّ قالوا عليه: لا إله إلا الله، فتَتَساقط حِيطُانه.... حتَّى يَنزِلَ على القسطنطينيَّة، فيُكبِّرون عليها تكبيرات؛ فيَنشفَ خلِيُجها ويَسقطُ سُورها... ثمَّ يَسيرُ المهدي (عليه السلام) إلى روميَّة... [فإذا نزل عليه] فيُكبِّر المسلمون ثلاثَ تكبيرات، فتكونُ كالرَّملة على نَشَزٍ...). ثمَّ ذكر باقي الحديث.
 ٤٤- وفي عقد الدُّرر في الحديث (٢١٠)، أخرج بسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم أرَ أنَّك مِثْل أهل البيت ما حدَّثتُك بهذا الحديث، قال: فقال مجاهد: فإنَّه في سترٍ لا أذكره لمن تكره، قال: فقال ابن عباس:
 (منَّا أهلُ البيتِ أربعةٌ، منَّا السفَّاح، ومنَّا المُنذِر، ومنَّا المنصور، ومنَّا المهدي، قال مُجاهد: فبيِّنْ لي هؤلاء الأربعة؟ فَذكر له حال السفَّاح، والمُنذِر، والمنصور، ثمَّ قال: وأمَّا المهدي الذي يملأ الأرضَ عدلاً كما مُلئت جوراً، وتأمَنُ البهائِمُ والسِّباع [في عصره]، وتُلقي الأرض أفلاذَ كَبِدها، قال: قلت: ما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأُسطوانة من الذهب والفضَّة).
 أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم [النيسابوري] في مستدركه [للصحيحين] وقال: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه.
 ٤٥- وفي عقد الدُّرر في الحديث (١٨٧)، أخرج بسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
 (تَختلِفُ ثلاثُ راياتٍ، رايةٌ بالمغربِ، ورايةٌ بالجزيرة، ورايةٌ بالشَّام، تَدُومُ الفِتنةُ بينهم سنةً، ثمَّ ذكر خروج السفياني، وما يفعله من الظلم والفجور، ثمَّ ذكر خروج المهدي، ومبايعة الناس له بين الركن والمقام، ثمَّ يسيرُ [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] بالجيوشِ حتَّى يَصيرَ بوادي القُرى، في هدوءٍ ورفقٍ، ويَلحَقه هنالك ابن عمِّه الحسني، في اثنا عشرَ ألفَ فارسٍ، فيقول له: يا ابن عمِّ: أنا أحقُّ بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن وأنا المهدي! فيقولُ له المهدي (عليه السلام): بل أنا المهدي، فيقول له الحسني: هل لك من آيةٍ فأُبايعك؟ فيُومئُ المهدي (عليه السلام) إلى الطَّير فيسقُط على يده، ويَغرِس قضيباً في بُقعةٍ من الأرض فيَخضرُّ ويُورق! فيقول له الحسني: يا ابن عمِّ: هي لك).
 ٤٦- وفي أرجح المطالب، ص٣٨٤ تأليف الشيخ عبيد الله الحنفي، قال: رُويَ عن أبي جعفر [أنَّه] قال:
 (يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ويُنادي منادٍ من الأرض: إنَّ الحقَّ في آلِ عيسى - أو قال: العبَّاس شكَّ فيه - وإنَّما الصوتُ الأسفلُ: كلِمةُ الشيطان، والصوتُ الأعلى: كلِمةُ اللهِ العُليا).
 أخرجه أبو نعيم، والسيوطي.
 المؤلِّف:
 تقدَّم الحديث في رقم (٢٥) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) بلفظ آخر، وليس فيه: أنَّه يُنادي منادٍ من الأرض.
 المؤلِّف:
 أخرج السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨ - من فتن نعيم بن حمَّاد - الحديث الذي تقدَّم في رقم (٢٥)، وفي لفظه اختلاف مع ما في عقد الدُّرر، ثمَّ ذكر حديث النداء من السماء بسنده عن علي أمير المؤمنين، ولفظُه يقرُب لفظ أبي جعفر (عليه السلام)، وإليك الحديثين بنصِّهما: عن عمَّار بن ياسر قال:
 (علامةُ [خروج] المهدي، إذا انسابَ عليكم التُّرك، وماتَ خليفتكم الذي يَجمَعُ الأموال، ويَستخلفُ بَعده ضَعيفٌ؛ فيُخلعُ بعد سنتين من بيعته، ويُخسَف بغربي مسجد دمشق، وخروجُ ثلاثةِ نفرٍ بالشَّام، وخروجُ أهلِ المغرب إلى مصر، وتلكَ أمارةُ السفياني).
 المؤلِّف:
 ثمَّ ذكر حديث النداء وهذا نصُّه: أخرج نعيم، عن علي قال:
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون ذكره، ولا يكون لهم ذِكْرٌ غيره).
 المؤلِّف:
 في عقد الدُّرر قدَّم وأخَّر ألفاظ الحديث المروي عن عمَّار؛ فسبَّب اختلاف اللفظ والمعنى، وهذا عادةُ المحدِّثين ينقلون الحديث بالمعنى، وهو خلاف الورع وخلاف الأمانة، ولو - كانوا يُشيرون - أنَّهم نقلوا الحديث بالمعنى لهان الخطب، ويأتي حديث عمَّار في رقم (١٠٨) بلفظ مفصَّل وفيه زياداتٌ مهمَّة.
 ٤٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٧٨)، من الباب (٥)، أخرج بسنده عن عبد الله بن مسعود قال:
 (إذا انقطعت التجارات للطرق، وكثرت الفتن، وخرج سبعة علماء من آفاق شتَّى على غير ميعاد، يبايع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، حتى يجتمعوا بمكَّة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن، وتفتح له القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته، فتتفق السبعة على ذلك، فيطلبونه، فيصيبونه بمكَّة، فيقولون له: أنت فلان ابن فلان؟ فيقول: لا، أنا رجل من الأنصار، حتَّى يفلت منهم، فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة، فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، ويطلبونه بالمدينة فيُخالفهم إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيصيبونه، فيقولون له: أنت فلان ابن فلان، وأُمُّك فلانة بنت فلانه، وفيك آية كذا وكذا، فقد أفلتَّ منَّا مرَّة، فمُدَّ يدك نبايعك، فيقول: لستُ بصاحِبكم، أنا فلان الأنصاري، مرُّوا بنا أدُلَّكم على صاحِبكم، حتَّى يُفلِت منهم، فيطلُبونه بالمدينة فيُصيبونه بمكَّة عند الركن، فيقولون: إثمُنا عليك ودماؤُنا في عُنقِك، إن لم تَمُدَّ يدك نُبايِعْك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجلٌ من جُرْم، فيجلس بين الركن والمقام، فيَمُدَّ يده فيُبايَعُ له، ويُلقي الله محبَّته في صدور الناس، فيسير مع قومٍ أُسدٍ بالنهار، ورهبانٍ بالليل).
 أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 المؤلِّف:
 مرَّت وتأتي أحاديثُ عديدة في أصحاب الإمام (عليه السلام)، ذُكِر فيها أوصافهم، وعددهم، وكيفية مجيئهم إلى مكَّة عند الإمام (عليه السلام)، ويأتي في رقم (٩٩) حديثٌ فيه ألفاظ هذا الحديث وفيه زيادة واختلاف كثير نقلاً من العرف الوردي، راجع باب (٢٨) في أحوال أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام).
 ٤٨- وفي عقد الدُّرر في الحديث (٧٩)، من الباب (٥) عن أمير المؤمنين علي (كرَّم الله وجهه) [أنَّه قال]: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (يَخرُجُ رجلٌ من أهلِ بيتي، في تسعِ راياتٍ)، يعني [خروجه] بمكَّة).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 ٤٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، باب (١٣٧)، و(١٣٨) أخرج بسنده عن كعب [الأحبار] قال:
 (المهديُ يَبعثُ بعثاً لِقتالِ الرُّوم، يُعطى فِقْهَ عَشَرة [و] يَستخرجُ تابوتَ السَّكينة من غارِ أنطاكية، فيه التُّوراة التي أنْزَلَ الله على موسى، والإنجيلِ الذي أنْزَلَ الله على عيسى، يَحكُم بين أهل التُّوراة بتوراتِهم، وبين أهلِ الإنجيلِ بإنجيلِهم).
 المؤلِّف:
 أخرج السيوطي الحديث في العرف الوردي، ص٧٥ مع اختلاف واختصار، وأخرجه السيِّد في مورد آخر من الملاحم والفتن بلفظٍ آخر، وأخرج ذلك في العرف الوردي، ص٨٣ أيضاً، ولفظهما سواء، ويأتي في رقم (٥٤) لفظه.
 ٥٠- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٥٩)، من الباب (٣)، أخرج بسنده عن جابر بن عبد الله قال: دخل رجلٌ على أبي جعفر محمَّد بن علي الباقر (عليهما السلام) فقال له: اقبض منَّي هذه الخمسمئة درهم؛ فإنَّها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر (عليه السلام):
 (خُذها أنت فَضعْها في جِيرانك من أهلِ الإسلام، والمساكين من إخوانك المسلمين، ثمَّ قال: إذا قامَ مَهديُنا أهلَ البيت قسَّم بالسويَّة وعدَلَ في الرعيَّة، فمَن أطاعَه فقد أطاعَ الله، ومَن عصَاه فقد عصى الله، وإنَّما سُمِّيَ المهدي لأنَّه يهدي إلى أمرٍ خفيٍّ).
 وعن كعب الأخبار: (إنَّما سُمِّيَ المهدي؛ لأنَّه يهدي إلى أمرٍ خفيٍّ، ويستخرجُ التوراة والانجيل من أرضٍ يُقال لها: أنطاكية).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن من وجوه، والحديث له تتمَّة.
 ٥١- وفي ينابيع المودَّة، ص١٠١ نقلاً من دائرة المعارف، قال:
 (إنَّ المهدي (عليه السلام) يستخرِجُ كُتباً من غارٍ بمدينة أنطاكية، ويستخرج الزَّبور من بحيرة طبريِّة، فيها ممَّا تركَ آلُ موسى وهارون تَحملُه الملائكة، وفيها الألواح وعصا موسى (عليه الصلاة السلام).
 ٥٢- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٥ نقلاً من كتاب مُسَامرة الأخبار، للشيخ محيي الدين العربي: أنَّ ابن إسمانوس جاء إلى بيت المقدس، وحارب بني إسرائيل، وأخذ حُلِيَ بيت المقدس، وأحرق منه ما أحرق، وحمل منه ألف وسبعمئة سفينة خالية، فأراد أن يورده في روميَّة (فـ) غرقت السفن.
 أخبر بذلك حذيفة بن اليمان، وذكر فيه أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال:
 (ليَستخرِجنَّ المهديُ ذلك من البحر، حتَّى يؤدِّيه إلى بيتِ المقدس، ثمَّ يسير المهدي ومَن معه إلى البحر المحيط).
 المؤلِّف:
 أخرج الكنجي الشافعي الحديث في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص٣٣٤، في الباب (٢٠)، ولفظه يقرُب ما أخرجه القندوزي في الينابيع، وفيه زيادة، وإليك نصُّه في رقم (٥٣).
 ٥٣- وفي كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، ص٣٣٤، في الباب (٢٠)، أخرج الكنجي الشافعي بسنده عن منصور بن ربعي، عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال:
 (غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل، فسباهم وسبى حُلِيَ بيت المقدس وأحرقها بالنيران، وحمل منها في البحر ألفاً وسبعمئة [وتسعمئة] سفينة حُلِي، حتَّى أوردها روميَّة، قال حذيفة: فسمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول:
 (لَيستخرِجنَّ المهدي ذلك حتَّى يَرُدَّه إلى بيت المقدس، ثمَّ يسيرُ ومَن معه حتَّى يأتون خلف الروميِّة - مدينة فيها مئةُ سوقٍ في كلِّ سوقٍ مئةُ ألفِ سوق - فيفتحونَها، ثمَّ يسيرونَ حتَّى يأتون مدينةً يقال لها: قاطع، على البحر الأخضرِ المُحدِق بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمرُ الله، طولُ تلك المدينة ألفَ ميلٍ وعرضُها خمسمئة ميلٍ، لها ثلاثةُ آلافِ بابٍ، ذلك البحر لا يحملُ جارية [وهي] السفينة؛ لأنَّ ليس له قَعرٌ، وكلُّ شيءٍ ترونه من البحار إنَّما هو خِلْجانٌ من ذلك البحر، جعَله اللهُ منافعَ لابن آدم، قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): فالدنيا مسيرةُ خمسمئة عام).
 المؤلِّف:
 قال الكنجي: نحن بُراءٌ عن عهدته، [ولكن] رواه أبو نعيم في مناقب المهدي.
 ثمَّ لا يخفى أنَّ هذا الحديث أخرجه الشيخ يوسف بن يحيى الشافعي في عقد الدُّرر، في الحديث رقم (٢٦٩)، من الباب (٩)، قال: وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي، قال:
 (ويتوجَّه [أي: المهدي (عليه السلام)] فلا تبقى مدينةٌ وطئها ذو القرنين إلاَّ دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبَّار إلاَّ هلكَ على يديه، ويَشفِ الله عزَّ وجلَّ قلوبَ أهلِ الإسلام، ويَحمِل حُلِيَ بيت المقدس في مئةِ مركبٍ، تحطُّ على غزَّة وعكَّا، ويُحمَل إلى بيت المقدس، ويأتي مدينةً فيها ألفَ سوقٍ، في كلِّ سوقٍ مئة دكانٍ، فيفتحها، ثمَّ يأتي مدينة يقال لها: القاطع، وهي على البحرِ الأخضرِ المُحيط بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمرُ الله عزَّ وجلَّ، طولُ المدينةِ ألفَ ميلٍ، وعرضُها خمسُمئة ميلٍ، فيُكبِّرون الله عزَّ وجلَّ ثلاثَ تكبيراتٍ، فتَسقُط حيطانُها، فيقتلون بها ألفَ ألفَ مُقاتِل، ويقيمون فيها سبعَ سنين، يبلغُ الرجلُ منهم تلك المدينة مثل ما صحَّ معه من سائرِ بلادِ الرُّوم، ويُولد لهم الأولاد، ويعبدون الله حقَّ عبادته، ويبعث المهدي (عليه السلام) إلى أُمرائِه بسائرِ الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشَّاةُ والذئبُ في مكانٍ واحدٍ، وتلعبُ الصبيانُ بالحيَّات والعقارب لا تضرُّهم بشيء، ويَذهبُ الشرُّ، ويبقى الخير، ويزرعُ الإنسان مُدّاً يَخرجُ سبعمئة مُدٍّ... ويذهبُ الرِّبا، والزِّنا، وشربُ الخمرِ، والرِّياء، وتُقبل الناسُ على العبادةِ، والمشروع، والديانة، والصلاة في الجماعات، وتطولُ الأعمار، وتؤدَّى الأمانة، وتَحمِل الأشجار، وتتضاعفُ البركات، وتَهلكُ الأشرار، وتبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغضُ أهلَ البيت (عليهم السلام) ثمَّ يتوجَّه المهدي من مدينةِ القاطعِ إلى القُدس الشريف بألفِ مركبٍ، فينزلون شامَ فلسطين بين عكَّا وصور، وغزَّة وعسقلان، فيُخرِجونَ ما معهم من الأموال، وينزِلُ المهدي بالقُدس الشريف، ويُقيمُ بها إلى أن يخرُجَ الدجَّال، وينزِل عيسى ابن مريم (عليه السلام) فيَقتُلَ الدجَّال).
 المؤلِّف:
 بالنظر إلى هذا الحديث الشريف يَثبُتُ لكَ ما فعلت الأيدي في الأحاديث من اختصار وتغيير وتحريف وغير ذلك من الأُمور التي تُنافي الأمانة.
 وقد أخرج الشيخ يوسف بن يحيى في عقد الدُّرر في الحديث (٢٧٠)، و(٢٧١)، من الباب (٩) الحديث الذي أخرجه الكنجي مع اختلاف بعض ألفاظه، وهذا نصُّه عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل، فسباهم وسبا حُلِيَ بيت المقدس، وأحرقها بالنيران، وحمل منها في البحر ألفاً وتسعمئة سفينةَ حُلِي، حتَّى أوردها روية، قال حذيفة: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يقول:
 (ليستخرجن المهدي ذلك حتَّى يَرُدَّه إلى بيت المقدس.... ثمَّ يسيرون حتَّى يأتوا مدينةً يُقال لها: القاطع، على البحر الأخضر المُحدِق بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمرُ الله تعالى، طولُ المدينة ألفَ ميلٍ، وعرضُها خمسُمئة ميلٍ، لها ثلاثةُ آلافِ بابٍ، وذلك البحر لا يحملُ جارية [وهي] السفينة؛ لأنَّه ليس له قعرٌ، وكلُّ شيء ترونه من البحارِ إنَّما هو خُلجان من ذلك البحر، جعله الله تعالى منافعَ لابن آدم، قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): فالدنيا مسيرةُ خمسمئة عام).
 أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي (عليه السلام).
 المؤلِّف:
 بالتأمُّل في الحديث رقم (٥٣) وهذا الحديث الأخير يظهر لك ما وقع من التغيير والتحريف والزيادة والنقصان في أحاديث النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ فَعَليْهِ الجملة التي في الحديث رقم (٥٣) وهي: (ثمَّ يسيرُ ومَن معه... إلى قوله: فيفتحونها) من زيادة الرواة، وصار سبباً لعدم فهم الحديث، وبإسقاطه يُعرف الحديث.
 ٥٤- وفي كتاب العرف الوردي، ص٦٠، أخرج بسنده عن أحمد بن حنبل، والترمذي، ونعيم بن حمَّاد، قال: أخرجوا بأسانيدهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (تخرُج من خُراسان راياتٌ سودٌ، فلا يَرُدَّها شيءٌ حتَّى تُنصَب بإيلياء).
 [ثمَّ قال]: قال ابن كثير: هذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخُراساني فاستلب بها دولة بني أُميَّة، بل هي راياتٌ سودٌ أُخرى يأتي صحبة المهدي.
 المؤلِّف:
 أخرج الحديث علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦، (١٩٢٨) من مسند أحمد، وجامع الترمذي، عن أبي هريرة، ولفظُه يساوي ما في العرف الوردي.
 وأخرج قَبْلَه من مسند أحمد، وجامع الترمذي حديثاً آخر عن أبي هريرة، وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قِبَل خُراسان فأتوها؛ فإنَّ فيها خليفة الله المهدي).
 (حم، ك عن ثوبان).
 وأخرج أيضاً في الحديث رقم (١٩٣٣) من سنن ابن ماجة بسنده عن عبد الله بن الحارث بن جزء، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (يَخرُجُ ناسٌ من المشرق فيُوطِّئون للمهدي سُلطانه).
 (ه‍ـ، عن عبد الله بن الحارث بن جزء).
 ٥٥- وفي كتاب العرف الوردي ص٦٠، أخرج بسنده عن أحمد ابن حنبل والترمذي والطبراني وقال: أخرجوا بأسانيدهم عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (يَخرُجُ ناسٌ من المشرق فيُوطِّئون للمهدي سُلطانه).
 المؤلِّف:
 أخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦ من سُنن ابن ماجة، عن عبد الله بن الحارث بن جزء، ولفظه:
 (يَخرُجُ ناسٌ مِن المشرق فيُوطِّئون للمهدي سُلطانه).
 الحديث رقم (١٩٣٣)، وقد تقدَّم في رقم (١٢)، و(٥٤) نقلاً من العرف الوردي، ج٢، ص٦٦، أنَّ الخارج رجلٌ من وُلد الحسن (عليه السلام) من قبل المشرق لو استقبل به الجبال لهدَّها واتَّخذها طُرقاً.
 وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٠، أخرج حديثاً أخرج فيه مضامين الحديث وفيه زيادة، وقد أخرجنا الحديث في رقم (٢٨) بألفاظه من العرف الوردي راجع واغتنم.
 ٥٦- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٦، أخرج بسنده من المعجم الكبير للطبراني - الذي جميعُ أحاديثِه صحيحة باصطلاح القوم - ولفظه يختلف مع ما تقدَّم في رقم (٣) من عقد الدُّرر، ولفظ علي المتَّقي أحسنُ الألفاظ، وهذا نصُّه:
 (سيكونُ بعدي خُلفاء، ومن بعد الخُلفاء أُمراء، ومن بعد الأُمراء مُلوك، ومن بعد المُلوك جبابرة، ثمَّ يخرُج رجلٌ من أهلِ بيتي يملأُ الأرضَ عدلاً كما مُلئت جوراً، ثمَّ يُؤمَّر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحقِّ ما هو بدونه).
 (طب، عن حامل الصدفي).
 المؤلِّف:
 وأخرجه علي المتَّقي في ص١٨٩ أيضاً نقلاً من فتن نعيم بن حمَّاد، عن عبد الرحمان بن قيس، عن جابر الصدفي، ولفظُه أحسنُ من اللفظ المتقدِّم، وهذا نصُّه:
 (يكونُ بعدي خلفاء، وبعد الخُلفاء الأُمراء، وبعد الأُمراء المُلوك، وبعد المُلوك الجبابرة، وبعد الجبابرة رجلٌ من أهلِ بيتي يملأُ الأرضَ عدلاً، ومن بعده القحطاني، والذي بعثني بالحقِّ ما هو دونه).
 (نعيم بن حمَّاد في الفتن).
 ٥٧- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، الحديث ١٩٦٢، أخرج بسنده من فتن نعيم بن حمَّاد، ومن المستدرك للحاكم، بسنديهما عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):
 (في ذي العقدة تَجاذُب القبائِل، وعامئذٍ يُنهبُ الحاجُّ؛ ستكونُ ملحمةٌ بِمنى حتَّى يهرُبَ صاحبَهُم، فيُبايَع بين الركن والمقام هو كاره، يُبايِع مِثل عدَّة أهلِ بدرٍ، يرضى عنه ساكِنُ السماء وساكِنُ الأرض).
 (نعيم بن حمَّاد في الفتن، ك، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه).
 المؤلِّف:
 رُويَت مضامين هذا الحديث الشريف بعبارات مختلفة من كتبٍ عديدةٍ وتقدَّم الكلُّ في رقم (١١)، ورقم (١٣)، ورقم (١٥)، ورقم (١٩)، ورقم (٢١)، ورقم (٢٢)، ورقم (٢٤)، ورقم (٢٦)، ورقم (٢٧)، ورقم (٢٨) بألفاظ مختلفة.
 وقد أخرج السيوطي الحديث في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٦٦ ولفظُه يساوي لفظَ علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد، والحاكم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): (... الحديث).
 ٥٨- وفي نور الأبصار، ص١٥٥ للشبلنجي الشافعي، قال: وهذه علاماتُ قيام القائم (عليه السلام) مرويَّة عن أبي جعفر - أي: الإمام الباقر (عليه السلام) - قال: فيما يقع قبل ظهوره (عليه السلام):
 (إذا تشبَّه الرِّجال بالنِّساء، والنِّساء بالرِّجال، [أي: لبِس الرجال لباس النساء، والنساء لبَسنَ لباس الرجال، وترَكنَ الحجاب وخرَجنَ سافرات بلا سترٍ يُواري زينتهنَّ، كما هو معمول في هذه السنة، سنة (١٣٨٧ هـ) وسنة (١٩٦٧م) في أغلب بلاد المسلمين، قال (عليه السلام)]: ورَكبت ذواتُ الفروج السروج [أي: ركِبنَ ما كان يركبه الرجال من الحيوانات وغيرهنَّ، كما هو معمول في هذه السنة التي أشرنا إليها، قال (عليه السلام)]: وأماتَ الناس [أي: المسلمون] الصلوات [فإنَّك ترى المساجد مهجورة والملاهي معمورة، قال (عليه السلام)]: واتَّبعوا الشهوات [أي: المحرَّمات في الدين الإسلامي، كما هو معمول في العصر المُشار إليه، فإنَّك لو راجعت المقاهي والملاهي والأسواق ترى الناس فيها يعملون بالمحرَّمات المذكورة في الكتاب الكريم، والأحاديث النبويَّة، قال (عليه السلام)]: وباعوا الدِّين بالدنيا [أي: ترى الناس يعملون المحرَّمات ويتركون الواجبات ويأخذون على ذلك المال والأموال الطائلة، وترى الفقير الذي ما كان يملك قوت يومه صار غنيَّاً بما أخذه من الأموال التي باع به دينه، قال (عليه السلام)]:... وقطعوا الأرحام [أي: لحبِّ الجاه والمال، فقدَّموا ذلك على صلة الأرحام التي تزيد في العمر والمال، قال (عليه السلام)]: وضنَّوا بالطعام [أي: تركوا الفقراء جياعاً، وخزَّنوا الأموال حبّاً بها وبخلاً، قال (عليه السلام)]: وكان الحِلْمُ ضعفاً [أي: إذا رأوا مظلوماً صبر على ظلم الظالمين وسكت عن أخذ حقِّه قالوا: هذا ضعيف؛ وذمُّوه على ما فعل، قال (عليه السلام)]: والظلم فخراً [أي: ترى الظلمة يفتخرون بما يعملون من ظلم العباد وهدر حقوقهم وغصبها، قال (عليه السلام)]: والأُمراء [أي: الأشخاص الذين وُلُّوا أُمور الناس] فَجَرة [أي: يعملون الفجور من الأعمال القبيحة، كالزنا، وشرب الخمور وغير ذلك من الأعمال المحرَّمة، قال (عليه السلام)]: والوزراء [الذين يُعتمَد عليهم ويُصدَّق أقوالهم] كَذَبَة [قال (عليه السلام)]: والأُمناء [على أموال الناس وأعراضهم] خَوَنة، والأعوان [للسلاطين] ظَلَمة والقُرَّاء [للكتاب، والذين يقرأون القرآن] فَسَقَة [أي: يصدر منهم الفسق المعلوم ويتجاهرون به، قال (عليه السلام)]: وظَهَر [وشاع في الناس] الْجَور [والظلم، أي: قتل النفوس، ونهب الأموال، وهتك الأعراض، قال (عليه السلام)]: وكثُر الطَّلاق [بين المسلمين] وبدأ الفجور [بين المسلمين، فلا يتحاشون منه ولا يُنكرونه] وقُبِلَت شهادةُ الزور [أي: الباطل والكذب] وشُرِبت الخمور [علناً من غير نكير، وكان من الأُمور الممدوحة عند الناس] وركبتِ الذُّكورُ الذكورَ [أي: اكتفوا بهم وعملوا بما نهى الله عنه في كتابه] واستغنتِ النِّساء بالنِّساء [أي: عملن ما يَسخَطَه الشارع وحرَّمه وهو المساحقة] واتَّخذوا الفيءَ مَغنماً [أي: ما رجع إليهم من أموال الناس غنيمة] والصدقةُ مَغرماً [أو إعطاء الصدقات، أي: إعطاء الأُموال في سبيل الخير للفقراء غرامةً - خسارة -، قال (عليه السلام)]: واتُّقيَ الأشرارُ مَخافةَ ألسنتهم، وخرجَ السفياني من الشَّام، واليماني من اليمن، وخُسِف [بقوم] بالبيداء بين مكَّة والمدينة، وقَتلُ غلامٍ من آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بين الركن والمقام [في المسجد الحرام] وصاح صايحٌ من السماء: بأنَّ الحقَّ معه [أي: مع المهدي (عليه السلام)] ومع أتباعه، فعند ذلك خروجُ قائِمنا [قال (عليه السلام)]: فإذا خرَج (عليه السلام) أسندَ ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثةَ عشرَ رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق من هذه الآية: (بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ثمَّ يقول (عليه السلام): أنا بقيَّةُ الله وخليفته، وحجَّته عليكم، فلا يُسلِّم عليه أحد إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّة الله في الأرض، فإذا اجتمع عنده العَقد [أي]: عشرةُ آلافِ رجلٍ، فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا أحدٌ ممَّن يعبدُ غير الله تعالى إلاَّ آمن [به] وصدَّقه، وتكونُ الملَّة واحدةٌ - مِلَّة الإسلام - وكلمَّا كان في الأرضِ من مبعودٍ سوى الله تعالى فيُنزِلُ عليه ناراً فيُحرقه.
 المؤلِّف:
 إلى هنا انتهى الحديث الذي أخرجه في نور الأبصار، ذكرناه بألفاظه، وما ذُكر بين هلالين شرحٌ لألفاظ الحديث من المؤلِّف، وقد أخرج الحديث بكماله في الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي في الفصل (١٢)، وزاد بعد قوله: (مع أتباعه) (فعند ذلك يخرج المهدي، فإذا خرج... إلخ)، وإليك نصُّ حديث ابن الصبَّاغ فإنَّ فيه زياداتٌ كثيرةٌ نافعةٌ، راجع رقع (١١٣) من هذا الباب.
 ٥٩- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الابصار، ص١٢٦-١٢٧ قال: وإنَّ الشيخ مجدولي قال:
 وإنَّ المهدي [(عليه السلام) بعد ظهوره] يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية [ويُخرج] أسفار التوراة من جبل بالشام؛ يُحاجُّ به اليهود؛ فُيسلم كثير منهم، وإنَّه يكون بعده القحطاني: رجل من أهل اليمن، يعدل في الناس ويسير فيهم بسيرة المهدي (عليه السلام)، يمكُث مدَّةً ثمَّ يُقتل.
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ حديثاً بمعناه مع اختلاف في اللفظ.
 ٦٠- وفي فرائد السمطين آخر ج٢، أخرج بسنده المتَّصل عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (إنَّ علي بن أبي طالب أمام أُمَّتي، وخليفتي عليها من بعدي، ومن وُلدِه القائم المنتظر، الذي يملأُ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً إنَّ الثابتين على القول به في زمانِ غيبته لأعزُّ من الكبريتِ الأحمر [قال]: فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله: وللقائم من وُلدك غيبة؟ قال: إي وربِّي ليُمحِّصنَّ الله الذين آمنوا ويَمحَق الكافرين، يا جابر: إنَّ هذا الأمر من الله، وسِرٌّ من سِرِّ الله، [إنَّ هذا أمرٌ من أمرِ الله] مطوي عن عباد الله، فإياك والشكُّ فيه؛ فإنَّ الشكَّ في أمر الله عزَّ وجلَّ كفر).
 المؤلِّف:
 ما كُتب بين هلالين - من الحديث - أخرجه في ينابيع المودَّة، ص٤٨٩ مع اختلاف في بعض ألفاظه، والظاهر أنَّ ذلك من الراوي أو الطابع، وقد نقله من المناقب للخوارزمي الحنفي، وهذا نصُّه - بحذف السند -: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (إنَّ علياً إمامَ أُمَّتي من بعدي، ومن وُلدِه القائِمُ المنتظر الذي - إذا ظهر - يملأُ الأرضَ عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً ونذيراً، إنَّ الثابتين على القول بإمامته في زمانِ غيبته لأعزُّ من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال: يا رسول الله: لِوَلدك القائِم غيبةٌ؟ قال: إي وربِّي ولَيُمحِّصنَّ الذين آمنوا ويمحَقَ الكافرين، يا جابر: إنَّ هذا لأمرٌ من أمرِ الله، وسِرٌّ من سِرِّ الله، مطويٌ عن عباد الله، فإيَّاك والشكَّ فيه؛ فإنَّ الشكَّ في أمرِ الله عزَّ وجلَّ كفرٌ).
 ٦١- وفي فرائد السمطين أيضاً آخرَ ج٢، أخرج بسنده المتَّصل عن محمَّد بن المنذر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (مَن أنكرَ خُروجَ المهدي فقد كفرَ بما أُنزِلَ على محمَّد، ومَن أنكرَ نُزولَ عيسى فقد كفَرَ، ومَن أنكرَ خروجَ الدجَّال فقد كفرَ). الحديث.
 المؤلِّف:
 أخرجه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودَّة ص٤٨٧، نقلاً من الفرائد، ولفظُه يساوي لفظَه.
 ٦٢- وفي فرائد السمطين أيضاً آخرَ ج٢، أخرج بسنده المتَّصل عن أبي جميلة الفضل بن صالح، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله:
 (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكُنيتُه كُنيتي، أشبهُ الناس بي خَلْقَاً وخُلُقاً، تكون له غيبةٌ وحيرة، تَضِلُّ فيه الأُمم، ثمَّ يُقبِل كالشهاب الثاقب، ويملأها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً).
 المؤلِّف:
 أخرج في ينابيع المودَّة، ص٤٨٨ حديث أبي جميلة نقلاً من الفرائد، وقال: (يُقبِل كالشهاب الثاقب) بدون (ثمَّ)، وقد أخرجه القندوزي في الينابيع ص٤٩٣ أيضاً بسند آخر ولفظ آخر يشبه الحديث الآتي في رقم (٦٣)، ويشبه الحديث رقم (٦٢) في أكثر ألفاظه، وهذا نصُّه - بحذف السند -: عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر - محمَّد الباقر - عن أبيه، عن جدِّه، عن أمير المؤمنين علي (سلام الله عليهم)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
 (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبهُ الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غيبةٌ وحيرةٌ في الأُمم، حتَّى تَضِلَّ الخلقُ عن أديانهم، فعند ذلك يُقبِلُ كالشهاب الثاقب، يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً).
 المؤلِّف:
 نقل القندوزي الحديث من المناقب لموفَّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي، وقد طبع جديداً في النجف الأشرف بعد أن طُبع في إيران.
 ٦٣- وفي فرائد السمطين أيضاً آخر ج٢، أخرج بسنده المتَّصل عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمَّد بن علي الباقر، عن أبيه سيِّد العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيِّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه سيِّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضوان الله عليهم أجمعين)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (المهدي من وُلدي، يكونُ له غيبةٌ وحيرةٌ تَضِلُّ فيها الأُمم، يأتي بذخيرةِ الأنبياء (عليهم السلام)، فيملأها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً).
 المؤلِّف:
 أخرج في الينابيع، ص٤٨٨ الحديث وقال: (فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً)، وقال: رواه أبو بصير، عن الصادق جعفر بن محمَّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب (عليهما السلام)] قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكُنيته كُنيتي، وهو أشبهُ الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكونُ له غيبةٌ وحيرةٌ في الأُمم، حتَّى تَضِلَّ الخلقُ عن أديانهم؛ فعند ذلك يُقبِلُ كالشهاب الثاقب، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً). [ثمَّ قال]: ورويَ عن الباقر نحوه.
 المؤلِّف:
 وقد أخرج الشيخ سليمان القندوزي الحنفي الحديث من المناقب لأخْطبِ الخُطباء موفَّق بن أحمد الحنفي، المتوفَّى سنة ٥٦٨ هـ.
 ٦٤- وفي فرائد السمطين آخر الجزء الثاني، أخرج بسنده المتَّصل عن الحسين بن خالد، قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام):
 (لا دينَ لمن لا ورعَ له، ولا إيمانَ لمن لا تقيَّة له، وإنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم - أي أعملكم بالتقيَّة - فقيل: إلى متى يا بن رسول الله؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم - وهو يوم خروج قائمنا - فمن ترك التقيَّة قبل خروج قائمنا فليس منَّا، فقيل له: يا بن رسول الله: ومَن القائمُ منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي، ابن سيِّدة الإماء [أي: نرجس (عليها السلام)] يُطهِّر الله به الأرض من كلِّ جور ويقدِّسها من كلِّ ظلم، وهو الذي يَشكُّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء - يسمعه جميع أهل الأرض - بالدعاء إليه يقول: ألا إنَّ حُجَّةُ الله قد ظهر، عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ فيه ومعه، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)).
 المؤلِّف:
 هذا الحديث الشريف يحتوي على مطالب مهمَّة من أمور الإمام المهدي (عليه السلام)، كلُّ أمرٍ منها يحتاج إلى بيان.
 ذلك، ونقل الأحاديث الخاصَّة الواردة فيه من الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو من أهل بيته الكرام المعصومين (عليهم السلام) أمَّا الأخبار الواردة في وجوب العمل بالتقيَّة فقد تعرَّضنا لبعضها في كتابنا (المواليد والوفيات لأهل البيت (عليهم السلام)) وأمَّا الأحاديث التي تُثبت أنَّه (عليه السلام) من أولاد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، فقد تعرَّضنا لبعضها عند بيان أنَّه (عليه السلام) من أولاد الإمام الثامن (عليهما السلام)، في باب (١٢).
 وأمَّا الأحاديث التي تُثبِت أنَّه (عليه السلام) من أولاد سيِّدة الإماء نرجس (عليها السلام) فقد تعرَّضنا لبعضها في باب أنَّه (عليه السلام) مولودٌ وباقٍ في الحياة إلى أن يأذن الله له في الخروج، وهو الباب (١٦).
 وأمَّا الأحاديث التي ذُكِر فيها أفعاله وأوصافه - عند ظهوره - فقد ذكرنا بعضها في الباب (١٩) عند ذكر أوصافه (عليه السلام).
 وأمَّا الأحاديث التي ذُكِر فيها قضيَّة النداء باسمه والآمِرةُ باللحوق به في الحجاز - في مكَّة المكرَّمة - فقد عقدنا لها باباً خاصَّاً، وذكرنا فيه بعض ما عثرنا عليه ممَّا يناسب ما نحن بصدده وهو باب النداء السماوي باسمه (عليه السلام)، وهو باب (١٣).
 وأمَّا الأخبار المُشار فيها إلى زمان خروجه (عليه السلام) بالإجمال فكثيرة، وقد ذكرنا بعضها في الأبواب المتقدِّمة، وهو باب (١٦).
 ٦٥- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٩٤ قال: حدَّثنا أصحابنا - فذكر الإسناد - إلى أن قال: عن جابر بن يزيد الجُعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
 (يا جابر: إنَّ أوصيائي وأئمَّةُ المسلمين من بعدي أوَّلُهم علي، ثمَّ الحسن، ثمَّ الحسين، ثمَّ علي بن الحسين، ثمَّ محمَّد بن علي - المعروف بالباقر - ستُدرِكُه يا جابر، فإذا لقيته فأقْرِأه منِّي السلام - ثمَّ جعفر بن محمَّد، ثمَّ موسى بن جعفر، ثمَّ علي بن موسى، ثمَّ محمَّد بن علي، ثمَّ علي بن محمَّد، ثمَّ الحسن بن علي، ثمَّ القائم، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، محمَّد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله - تبارك وتعالى - على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبةً لا يَثبُت على القول بإمامته إلاَّ مَن امتحن الله قلبه للإيمان، قال جابر: فقلت: يا رسول الله: فهل للناس الانتفاع به في غيبته؟ فقال: إي والذي بعثني بالنبوَّة، إنَّهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن سترها سحاب، هذا من مكنون سِرِّ الله، ومخزون علم الله، فاكتمه إلاَّ عن أهله).
 المؤلَّف:
 نقل القندوزي الحديث من مناقب الخوارزمي الحنفي، ومن فرائد السمطين مع اختلافٍ وزيادةٍ ونقصانٍ، والله العالم بسبب الاختلاف، والراسخون في العلم يَعرِفون ذلك بتعليم الله ذلك إيَّاهم، ومحبُّوهم يعلمون ذلك ببركة أئمَّتهم (عليهم السلام) وتعليمهم لهم.
 ٦٦- وفي ينابيع المودَّة، ص٤٩٣ نقلاً من المناقب للخوارزمي الحنفي، قال: حدَّثنا محمَّد بن الحسن، ثمَّ ذكر إسناده إلى أن قال: عن أبي حمزة الثُّمالي، عن أبي جعفر محمَّد الباقر (عليه سلام الله)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
 (طوبى لمَن أدركَ قائمَ أهلَ بيتي، وهو يأتمُّ به في غيبته قَبل قيامه، ويتولَّى أولياءه، ويُعادي أعداءه، ذلك من رفقائي وذوي مودَّتي، وأكرم أُمَّتي عليَّ يوم القيامة).
 المؤلَّف:
 ثمَّ قال: ورويَ الحديث بألفاظه عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وزاد بعد قوله: (وهو يأتمُّ به): (ويأتمَّ بأئمَّة الهدى من قبله).
 ٦٧- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨٣، قال: أخرج نعيم من طريق علي بن طلحة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (إذا ماتَ الخامسُ من أهلِ بيتي [أي: الإمام الباقر (عليه السلام)] فالهَرج فالهَرج، حتَّى يموتَ السابع [أي: الإمام الكاظم موسى بن جعفر (عليهما السلام)])، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، كذلك حتَّى يقومَ المهدي (عليه السلام)).
 المؤلَّف:
 في الحديث الآتي إشارة إلى بعض مضامين هذا الحديث، وفيه زيادة.
 وأخرج الحديث في كنز العمَّال، ج٦، ص٦٠، الحديث (١٠٣١) من فتن نعيم، ولفظه يساوي لفظ جلال الدين في العرف الوردي، ج٢، ص٨٣، وأخرج الحديث في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص١٩، باب (٥١)، ولفظُه يساوي لفظ العرف الوردي.
 المؤلَّف:
 قال بعض المحدِّثين: إنَّ المراد من السابع: السابع من ملوك العباسيِّين، وفي بعض الأحاديث يوجد ما يؤيِّد هذا المعنى، وهو اشتباه من الرواة.
 ٦٨- وفي فرائد السمطين، ج٢، باب (١٨)، أخرج بسنده عن علي بن هلال، عن أبيه، قال: دخلت على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهو في الحالة التي قُبِض فيها، فإذا فاطمة (عليها السلام) عند رأسه، فبكت حتَّى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) طَرَفه إليها، فقال:
 (حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشى الضيعة من بعدك [إلى أن يقول] (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): يا فاطمة: ومنَّا سبطا هذه الأُمة وهما ابناك الحسن والحسين، وهما سيِّدا شباب أهل الجنَّة، وأبوهما - والذي بعثني بالحقِّ - خيرٌ منهما، يا فاطمة: والذي بعثني بالحقِّ، إنَّ منهما مهديُ هذه الأُمَّة [ويخرج ويظهر] إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبيرٌ يرحم صغيراً، ولا صغيرٌ يوقِّر كبيراً، فيبعث الله عزَّ وجلَّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غُلْفاً يقوم بالدين في آخر الزمان، كما قمت به في أوَّل الزمان، ويملأُ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً...). الحديث.
 وهو مفصَّل أخرجناه بكامله في باب (المهدي (عليه السلام) من ولد الحسنين (عليهما السلام))، وهو الباب (٦)، وذكرنا هناك مصادر الحديث من غيرِ كتاب فرائد السمطين أيضاً، وذكرنا أنَّ الذي أخرجه من علماء أهل السنُّة:
 (١) الكنجي الشافعي.
 (٢) ويوسف بن يحيى السلمي الشافعي.
 (٣) ومحبُّ الدِّين الطبري الشافعي.
 (٤) والحافظ أبو العلاء الهمداني في أربعينه.
 (٥) والحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله في أربعينه. وقد أخرج جميعه السيِّد في غاية المرام، وهو الحديث السادس منه.
 (٦) وجلال الدِّين الشافعي في العرف الوردي.
 (٧) الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.
 (٨) والحافظ أبو عبد الرحمان في شرح سيرة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
 (٩) وأبو نعيم في حِلْية الأولياء.
 (١٠) والطبراني في المعجم الكبير.
 (١١) والقندوزي الحنفي في ينابيع المودَّة، ص٢٢٣.
 ٦٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٢٢، من فتن زكريَّا، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (يَخرُجُ عند انقطاعٍ من الزمان وظهورٍ من الفتنِ رجلٌ يُقال له: السفَّاح، ويكونُ عطاؤه المالَ حثياً).
 المؤلَّف:
 ثمَّ إنَّ السيِّد بعد ذكره لهذا الحديث قال - في توجيه معنى الحديث -: أقول: قوله (السفَّاح) [في حقِّ الإمام المهدي (عليه السلام)] خلاف أحاديث كثيرة رواها هو وغيره، وعسى يكون ذَكَر السفَّاح نفسه، وما عرفنا أنَّ السفَّاح من بني العبَّاس كان يُعطي المال حثياً. [بل لم يكن يُعطي المال].
 ٧٠- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٢٢، أخرج بسنده عن ابن عباس [أنَّه] قال:
 (لا يَخرُج المهدي (عليه السلام) حتَّى تَطلُع مع الشمس آيةُ).
 المؤلَّف:
 أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٦٥ بسنده عن نعيم بن حمَّاد، وأبي الحسن الحربي - في الأوَّل من الحربيات - عن علي بن عبد الله بن عباس [أنَّه] قال:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى تطلُعَ مع الشمس آيةٌ).
 المؤلَّف:
 أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٥٠ من فتن نعيم، عن ابن عباس [أنَّه قال]: من أنَّ علامة ظهوره (عليه السلام) [أي: ظهور المهدي (عليه السلام)] خروجُ آيةٍ مع الشمس. ثمَّ أخرج الحديث وقال: عن عبد الله بن عباس [أنَّه] قال:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى تطلُع مع الشمس آيةٌ).
 وفي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٧) من الفصل الثالث، من الباب (٤)، قال: وعن ابن عباس قال:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يَطلُع مع الشمس آيةٌ).
 أخرجه الحافظ أبو بكر بن حمَّاد.
 ٧١- وفي كنز العمَّال، ج٤، ص٢٦٠ نقلاً من فتن نعيم، وملاحم ابن المنادي أنَّهما رويا بسنديهما عن علي (عليه السلام) قال:
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواهِ الناس، ويشربون حُبَّه، فلا يكون لهم ذِكرٌ غيره).
 المؤلَّف:
 أخرج في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨ من فتن نعيم بن حمَّاد حديثاً مثله عن علي (عليه السلام)، وقد تقدَّم في رقم (٢٥) الحديث من عقد الدُّرر، الحديث (٨١)، وفيه نَقَل الحديث عن أبي رومان، قال: قال علي بن أبي طالب (عليهما السلام):
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواهِ الناس، ويشربون ذِكْرَه، فلا يكونُ لهم ذِكْرٌ غيره).
 ثمَّ قال: أخرجه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وأبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتاب الملاحم، وقد تقدَّم في رقم (٤٦)، نقلاً من عقد الدُّرر، الحديث (١٨٣)، أنَّ الحديث رواه أبو رومان، ولفظه يساوي لفظ علي المتَّقي في كنز العمَّال، وقال: أخرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه، وأبو نعيم الأصبهاني في مناقب المهدي، وقد أخرج الحديث في كتاب (البيان) للكنجي الشافعي، ص٣٠٣ مسنداً في الباب (١٦)، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر، وترك آخر الحديث وذكره إلى قوله: (فعند ذلك يظهر المهدي).
 وقد تقدَّم في رقم (٤٦) حديث فيه ألفاظ الحديث وفيه زيادة، والرواية عن أبي جعفر [الإمام الباقر (عليه السلام)] وهو حديث آخر لِما فيه من الزيادات.
 وقد أخرج الحديث السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، طبع النجف الأشرف، ص٣٦ مسنداً، وقال: وفيما ذكره نعيم بن حمَّاد، وقال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد ورشدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام)، قال:
 (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه، فلا يكون لهم ذِكرٌ غيره).
 المؤلَّف:
 بالتأمُّل في آخر الحديث وما وقع فيه من الاختلاف في النقل تَعرف كيف وقع الغلط أو التحريف في الأحاديث المرويَّة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وعن أهل البيت (عليهم السلام).
 ففي الحديث الأوَّل قال: (ويشربون حُبَّه)، وفي الحديث الثاني قال: (ويشربون ذِكْرَه)، وفي الحديث الثالث قال: (ويُسرُّون به)، ولعلَّ اللفظ الأخير أقرب إلى الصواب، والله العالم.
 وقد ذكر الحديث - بعضهم - إلى قوله: (وعند ذلك يظهرُ المهدي، أو يَخرُجُ المهدي)، وترك بقيَّة الحديث، وبعضهم ذكر الحديث كاملاً من دون حذف شيء منه، وهم أكثر من الذين تركوا آخر الحديث.
 والحديث المختصر والحديث المفصَّل كلاهما من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ففي عقد الدُّرر، الحديث (١٤٥) من الفصل الثالث ذكر الحديث وقال: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال: (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد؛ فعند ذلك يظهرُ المهدي)، ولم يذكر بقيَّة الحديث.
 وفي عقد الدُّرر، الحديث (٨١)، قال: وعن أبي رومان، قال: قال علي ابن أبي طالب (عليهما السلام): (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آلِ محمَّد؛ فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبَّه [أو يشربون ذكره](١٣٥) فلا يكون لهم ذكر غيره).
 فهذا الاختلاف سبَّب تعقيد معنى الحديث، وسبَّب الاختلاف في أنَّ الحديثين هل هما حديثٌ واحد أو حديثان؟.
 ٧٢- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥٠، أخرج بسنده عن عبد الله بن عمر أنَّه قال: (إذا خُسِف بجيشِ البيداء؛ فهو علامةُ خُروجِ المهدي).
 المؤلَّف:
 قال ياقوت في معجم البلدان: البيداء: اسم أرضٍ ملساء بين مكَّة والمدينة، وهي إلى مكَّة أقرب، تُعدُّ من الشرق أمام ذي الحليفة.
 وقد أخرج الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، وقال: أخرج نعيم، عن عمرو بن العاص [أنَّه] قال: (علامةُ خروجِ المهدي: إذا خُسِف بجيشٍ بالبيداء، فهو علامةُ خروجِ المهدي).
 المؤلَّف:
 الظاهر أنَّه سَقط من الحديث لفظ عبد الله؛ لأنَّ الحديث مرويٌ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، لا عن عمرو بن العاص.
 ٧٣- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥١، أخرج بسنده عن أبي صادق [أنَّه] قال: (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يقومَ السفياني على أغوارها)(١٣٦).
 ثمَّ قال السيِّد في شرح الحديث: ربَّما يعني أعواد مصر.
 المؤلَّف:
 أخرج السيوطي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ عن أبي نعيم، وعن الوليد بن مسلم، أنَّهما قالا:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يقومَ السفياني على أعوادها).
 ففي هذا الحديث ذَكر: (على أعوادها)، وفي الحديث السابق ذكر: (على أغوارها)، والصحيح أغوارها؛ وذلك لأنَّ الأحاديث التي في أحوال السفياني يظهر منها أنَّ خروجه من هذا المحلِّ.
 قال ياقوت في المعجم، ج٦، ص٣١١ – ٣١٢، والغَوْر: له معان كثيرة والأنسب بالمقام قوله: الغَوْر: غورُ الأُردن بالشام بين البيت المقدَّس ودمشق، وهو منخفِض عن أرض دمشق وأرض بيت المقدس؛ ولذلك سمِّي الغور، طوله مسيرة ثلاثة أيَّام، وعرضه نحو يوم، فيه نهر الأُردن وبلاد وقرى كثيرة، وعلى طرفه طبريِّة وبحيرتها، ومنها مأخذ مياهها، وأشهر بلاده بيسان بعد طبريِّة، وهو وخِمٌ شديد الحرِّ غير طيب الماء، وأكثر ما يُزرع فيه قصب السكر، ومن قُراه أريحا مدينة الجبَّارين، وفي طرفه الغربي البحيرة المُنتنة، وفي طرفه الشرقي بحيرة طبريِّة.
 ٧٤- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٥١، الطبعة الأُولى، أخرج بسنده عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر (عليه السلام) [أنَّه] قال: (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى تَرقَى الظَّلَمَة).
 المؤلَّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٧٣ الحديث، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن أبي جعفر [أنَّه قال]:
 (لا يَخرُج المهدي حتَّى تروا الظَّلَمة).
 ٧٥- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٥١ نقلاً من فتن نعيم، قال: أنَّه أخرج بسنده عن المنهال بن خليفة، عن مطر الورَّاق، [أنَّه] قال:
 (لا يَخرُج المهدي حتَّى يُكفر بالله جهرةً).
 المؤلَّف:
 أخرج السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٣، عن مطر الورَّاق، ولفظُه يساوي لفظ ابن طاووس.
 ٧٦- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، قال: أخرج نعيم، عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
 (لا يخرج المهدي حتَّى يُقتَلَ ثُلثٌ، ويموتَ ثُلثٌ، ويبقى ثُلُثٌ).
 المؤلِّف:
 أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ - من فتن نعيم بن حمَّاد - حديثاً قال: في أشراط خروج المهدي (عليه السلام)، وقال: عن علي (عليه السلام) قال:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يُقتَلَ ثُلُثٌ، ويموتَ ثُلُثٌ، ويبقى ثُلُثٌ).
 وقد أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٣٥، الحديث من فتن نعيم، وقال: الباب (١١٥)، فيما ذكره نعيم [أنَّه]: لا يخرج المهدي حتَّى يُقتل ثُلث، ويموت ثُلث، ويبقى ثُلث.
 [قال]: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان الرقَّاشي القصَّار - وكان ثقةً - قال: حدَّثني مولاي قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يُقتَلَ ثُلُث، ويَموتَ ثُلُث، ويبقى ثُلُث).
 المؤلَّف:
 يُفهم من هذا الحديث معنىً آخر غير ما يُفهم من حديث السيوطي وعلي المتَّقي؛ ولعلَّ هذا حديثٌ آخر، أو وقع فيه تحريف.
 وأخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (١٠١) نقلاً من سنن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، ومن فتن أبي عبد الله نعيم بن حمَّاد، فإنَّهما رويا عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال:
 (لا يَخرُجُ المهدي حتَّى يُقتَل ثُلُث، ويَموتَ ثُلُث، ويبقى ثُلُث).
 ٧٧- وفي عقد الدُّرر، الحديث (٩١)، من الباب (٤)، قال: وعن كعب الأحبار قال:
 (تكونُ ناحيةُ الفراتِ في ناحيةِ الشام أو بعدها بقليل مجتمعٌ عظيمٌ، فيقتتلون على الأموال؛ فيُقتل من كلِّ تسعةٍ سبعة، وذاك بعد الهَدَّة والواهية الواقعة في شهرِ رمضان، وبعد افتراقِ ثلاثِ راياتٍ يطلُب كلَّ واحدٍ منهم المُلْكَ لنفسه، فيهم رجلٌ اسمه عبد الله).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 المؤلَّف:
 أخرج السيِّد ابن طاووس الحديث في الملاحم والفتن، ج١، ص٥١ قال:
 (الباب الثالث والسبعون والمائة) فيما ذكره نعيم: [أنَّه] لا يخرج المهدي حتَّى يقتل من كلِّ تسعة سبعة، قال: حدَّثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن ابن سيرين، قال:
 (لا يَخرجُ المهدي حتَّى يُقتلَ من كلِّ تسعةٍ سبعة).
 المؤلَّف:
 وقد أخرج الحديث السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٧٣ بسنده عن ابن سيرين، ولفظُه ولفظُ السيِّد سواء.
 هذا وقد قدَّمنا الحديث في رقم (٢) من هذا الباب، وفي هذا الرقم أخرجنا الحديث من مصادر أُخرى غير ما تقدَّم؛ تقويةً لِما مرَّ في رقم (٢)؛ ولاختلاف الرواة، فيصير بسبب ذلك حديثاً آخر في اصطلاح أهل الحديث.
 ٧٨- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ في كتاب القيامة، أخرج من فتن نعيم بن حمَّاد، عن علي (عليه السلام) [أنَّه] قال:
 (لا يَخرُج المهدي حتَّى يَبصُقَ بعضُهم في وجهِ بعض).
 المؤلَّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٦٨ مع اختلاف في لفظِه، وهذا نصُّه: وعن علي (عليه السلام) قال:
 (لا يَخرُج المهدي حتَّى يَبصُقَ بعضُهم في وجهِ بعض).
 ٧٩- وفي مستدرك الصحيحين، ج٤، ص٥٥٧، وفي كنز العمَّال، ج٧، ص١٨٨، وفي ينابيع المودَّة، ص٤٣٣، أخرجوا الحديث الآتي واللفظ للشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودَّة، قال: ولأحمد [أي: ابن حنبل] أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (لا تقومُ الساعة حتَّى تُملأَ الأرض ظلماً وعدواناً، ثمَّ يَخرُجُ [رجل] من عِترتي مَن يملأُها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً).
 المؤلَّف:
 في أحاديث الملاحم والفتن كثيراً ماعُبِّر عن خروج الإمام المهدي (عليه السلام) بالساعة، والحديث يشهد على أنَّ المُراد بقيام الساعة: خروج الإمام وظهوره، وإصلاح ما في الأرض من ظلمٍ وجورٍ وفسادٍ، ولا يخفى أنَّ في ألفاظ المصادر اختلاف غير مُغِّير للمعنى.
 ٨٠- وفي المناقب الموفَّق بن أحمد الخطيب الحنفي، طبع إيران، أخرج بسنده عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه قال:
 (دفعَ النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) الرايةَ يومَ خيبر إلى علي، ففتح الله بيده، ثمَّ في غدير خُمٍّ أعلمَ الناس أنَّه مولَى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وقال له: أنتَ منِّي وأنا منك، وأنتَ تُقاتِل على التأويل كما قاتَلتُ على التنزيل، وأنت منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، وأنا سِلمٌ لمَن سالمَكَ وحرب لمَن حاربك، وأنت العُروة الوثقى، وأنت تبيِّن ما اشتبه عليهم من بعدي، وأنتَ إمامُ ووليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي، وأنتَ الذي أنزَلَ الله فيه: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ)، وأنت الآخذ بُسنَّتي، وذابُّ البِدعِ عن ملَّتي، وأنا أوَّل من انشقَّ الأرض عنه وأنت معي في الجنَّة، وأوَّل من يدخُلها: أنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة، وإنَّ الله أوحى إليَّ أن أُخبِر فضلك، فقمتُ به بين الناس، وبلَّغتهم ما أمرني الله بتبليغه وذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ...)، إلى آخر الآية، ثمَّ قال: يا علي: اتَّقِ الضغائن التي هي في صدور مَن لا يُظهرها إلاَّ بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاَّعنون، ثمَّ بكى (صلَّى الله عليه وآله) وقال: أخبرني جبرئيل: أنَّهم يظلمونه بعدي، وأنَّ ذلك الظلم يبقى حتَّى إذا قام قائمهم، وعلت كلمتُهم، واجتمعت الأُمَّة على محبَّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثُر المادح لهم، وذلك حين تغيَّرت البلاد وضعف العباد، واليأس من الفرج؛ فعند ذلك يظهر القائمُ المهدي من ولدي بقومٍ يُظهِر الله الحقَّ بهم، ويُخمِد الباطل بأسيافهم، ويتَّبعهم الناس راغباً إليهم أو خائفاً، ثمَّ قال: معاشرَ الناس: أبشروا بالفرج فإنَّ وعد الله حقٌّ لا يَخلُف، وقضائُه لا يُرَدُّ وهو الحكم الخبير، وإنَّ فتح الله قريب، اللهمَّ إنَّهم أهلي فأذهب عنهم الرّجس وطهِّرهم تطهيراً، اللهمَّ اكلأهُم وارعهم وكُنْ لهم وانصرهم وأعزَّهم، ولا تَذُلَّهم، واخلفني فيهم إنَّك على ما تشاء قدير).
 ٨١- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦٠ نقلاً من المعجم الأوسط للطبراني، فإنَّه أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، قال:
 (يكونُ في آخرِ الزَّمان فِتنةٌ تُحصِّل الناس كما يُحصَّل الذهب في المعدن، فلا تسبُّوا أهلَ الشام ولكن سبُّوا شِرارهم؛ فإنَّ فيهم الأبدال، يوشكُ أن يُرسَل على أهلِ الشام سيب من السماء ففرَّق جماعتَهم، حتَّى لو قاتَلتهم الثعالب غلبتهم؛ فعند ذلك يخرُج خارِجٌ من أهل بيتي في ثلاثِ راياتٍ، المُكثِر يقول: خمسةَ عشرَ ألفاً، والمُقْلِل يقول: هم اثنا عشر ألفاً، أمارتهم [أن يقولوا]: أمِتْ أمِتْ [حين الحرب والقتال] يلقونِ سبع راياتٍ تحتِ كلِّ رايةٍ منها رجلٌ يطلُب المُلْك، فيقتُلَهم الله جميعاً، ويَردُّ الله إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم).
 المؤلَّف:
 أخرج الحديث ابن خلدون في المقدِّمة، ص٢٦٧، وأخرجه في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج٧، ص٣١٧، وأخرجه الحاكم في ج٤، ص٥٥٤ من المستدرك، وأخرجه السيِّد ابن طاووس في الملاحم والفتن، ج١، ص٤١، وألفاظهم متقاربة وفيها اختلاف، وإليك بعض ألفاظهم:
 ففي الملاحم والفتن للسيِّد، ج١، ص٤٠ قال: الباب (١٣٠) فيما ذكره نعيم: أنَّ جيش المهدي في اثني عشر ألفاً أو خمسةَ عشرَ ألفاً، حدَّثنا نعيم، حدَّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، سمع ابن زرير الغافقي، سمع علياً (عليه السلام) يقول:
 (يخرج المهدي في اثني عشر ألفاً إنْ قلُّوا، وخمسةَ عشرَ ألفاً إن كثروا، ويسير الرُّعبُ بين يديه، لا يلقاه عدوٌّ إلاَّ هزمهم بإذن الله، شعارهم: أمِتْ أمِتْ، لا يُبالون في الله لومةَ لائم، فيخرج إليهم سبعُ راياتٍ من الشام فيهزمهم [المهدي (عليه السلام) وجيشه] ويملك، فترجع إلى الناس محبَّهم ونعمتهم، وفاصتهم وبزراتهم، ولا يكون بعدهم إلاَّ الدجَّال [قال]: قلنا: وما الفاصَّة والبزارة؟ قال: يفيضُ الأمر حتَّى يتكلَّم الرجل بما شاء، لا يخشى شيئاً).
 وأخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٤١ حديث كنز العمَّال بسنده عن ابن لهيعة، عن عيَّاش بن عباس الزرقي، عن ابن زرير، عن علي (عليه السلام) قال:
 (يُرسِل الله على أهلِ الشام مَن يفرِّق جماعتهم، حتَّى لو قاتَلتهم الثعالب غلبتهم؛ وعند ذلك يخرُجُ رجلٌ من أهلِ بيتي في ثلاثِ راياتٍ، المُكثِر يقول: خمسةَ عشرَ ألفاً، والمُقلِل يقول: اثني عشرَ ألفاً، أمارتهم: أمِتْ أمِتْ، على رايةٍ منها رجلٌ يطلبُ المُلْك - أو يُبتغَى له المُلْك - فيقتُلهم الله جميعاً، ويَرُدُّ الله على المسلمين أُلفتهم وفاصتهم وبزارتهم).
 المؤلَّف:
 بالتأمُّل في حديثي السيِّد في الملاحم والفتن يظهر للطالب أُمورٌ كثيرة، وخرَّج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (٦٦)، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال:
 (ستكونُ فِتنةٌ يُحصَّل الناس منها كما يُحصَّل الذهب في المعدن، فلا تسبُّوا أهلَ الشام، وسبُّوا ظلمتهم، فإنَّ فيهم الأبدال، وسُيرسِل الله تعالى إليهم سيباً من السماء فيُغرِقهم، حتَّى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم، ثمَّ يبعث الله عزَّ وجلَّ عند ذلك رجلاً من عترة الرسول (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) فيَرُدَّ الله تعالى إلى الناس أُلفتهم ونعمتهم).
 أخرجه أبو عبد الله الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
 المؤلَّف:
 هذا اللفظ مع اختصاره أوضح الألفاظ المرويَّة من الحديث.
 ٨٢- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٤٤ نقلاً من المعجم الكبير للطبراني، فإنَّه أخرج بسنده عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) لي:
 (كيف أنت يا عوف إذا افترقت هذه الأُمَّة على ثلاثٍ وسبعين فِرقة، واحدةٌ منها في الجنَّة وسائرهنَّ في النار؟! قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا كثرت الشُّرَطْ، وملكت الإماء، وقعدت الجملاء على المنابر، واتُّخذ القرآن مزامير، وزخرفت المساجد، ورُفِعت المنابر، واتُّخذ الفيء دُولاً والزكاة مغرماً والأمانة مغنماً، وتُفقِّه في الدين لغير الله، وأطاع الرجل امرأته وعقَّ أُمَّه وأقصى أباه، ولعنَ آخرُ هذه الأُمَّة أوَّلها، وساد القبيلة فاسِقُهم، وكان زعيمُ القوم أرذلهم، وأكُرِمَ الرجل اتِّقاء شرِّه، فيومئذٍ يكون ذاك فيه يفزع الناس يومئذٍ إلى الشام وإلى مدينة يقال لها: دمشق من خير مُدنِ الشام، فتُحصِنهم من عدوِّهم، قيل: وهل تُفتَح الشام؟ قال: نعم وشيكاً، تقع الفتن بعد فتحِها، ثمَّ تجيء فِتنةٌ غبراء مظلمة، ثمَّ تتبع الفتن بعضها بعضاً حتَّى يخرُج رجلٌ من أهلِ بيتي يُقال له: المهدي، فإن أدركته فاتَّبعه وكُن من المهتدين).
 المؤلَّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج٢، ص٦٧ الحديث غير كامل، بل أخرج آخر الحديث وقال: أخرج الطبراني، عن عوف بن مالك، إنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال:
 (تجيءُ فِتنةٌ غبراءُ مُظلمةٌ، ثمَّ يتبعُ الفتن بعضها بعضاً، حتَّى يَخرُجَ رجلٌ من أهل بيتي يقال له: المهدي، فإنَّ أدركته فاتِّبعه وكن من المهتدين).
 ٨٣- وأخرج أيضاً في ص٦٧، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن بسند صحيح - على شرط مسلم - عن علي (عليه السلام) قال:
 (الفِتنُ أربعٌ: فِتنةُ السَّراء، وفِتنةُ الضَّراء، وفِتنةُ كذا - فذَكرَ معدن الذهب - ثمَّ [قال]: يَخرُجُ رجلٌ من عترة النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، يُصلِحُ الله على يديه أَمرَهم).
 المؤلَّف:
 أخرج الحديث المتقدِّم في عقد الدُّرر، الحديث (٩٠)، وقال: وعن علي (رضي الله عنه) قال:
 (الفِتنُ أربعةٌ: فِتنةُ السَّراء، وفِتنةُ الضَّراء، وفِتنةُ كذا - فذَكرَ معدن الذهب - ثمَّ يخرُج رجلٌ من عترة النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) يُصلح الله على يديهِ أمرهم).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن.
 ٨٤- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفرائد، طبعة مصر سنة ١٣٥٣، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الشافعي المولود سنة ٧٣٥، والمتوفَّى سنة ٨٠٧ هـ، في ج٧، ص٣١٤، أخرج بسنده عن أبي الصدِّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (أُبشِّركُم بالمهدي يبعث في أُمَّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكنُ السماء وساكن الأرض، يُقسِّم المالَ صِحاحاً، قال له رجل: ما صِحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس... فيقول: مَن له حاجةٌ في مال؟ فما يقوم من الناس إلاَّ رجل، فيقول: أنا، فيقول له: ائت السدَّان [يعني: الخازن] فقل له: إنَّ المهدي يأمُرك أن تعطيني مالاً...). الحديث وله بقية.
 المؤلَّف:
 أخرج هذا الحديث الشريف جماعة من علماء أهل السنُّة في كتبهم، وأخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج٣، ص١٢١ مع اختلاف في بعض ألفاظه وهذا نصُّه - بحذف السند -: عن أبي الصدِّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (أُبشِّركُم بالمهدي، يبعث في أُمَّتي على اختلافٍ من الناس وزلازل، فيملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يرضى به ساكنُ السماء، يُقسِّم المالَ صِحاحاً، قلنا: ما صِحاحاً؟ قال: بالسويَّة بين الناس، فيملأُ الله قلوبَ أُمَّة محمَّد [صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم] غنىً، ويسعهم عدله، حتَّى يأمُر منادياً فينادي: من له في مالٍ حاجة؟ فلا يقوم من الناس إلاَّ رجل، فيقول: أنا، فيقول له: ائت السادن [يعني: الخازن] فقل له: إنَّ المهدي يأمُرك أن تُعطيني مالاً، فيقول له: أحْثُ - يعني: خُذ -، حتَّى إذا جعله في حجره وأبرزه فيقول: كنت أجشع أُمَّة محمَّد [صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم] نفساُ أوَ عجزَ عنِّي ما وسِعهم، قال: فيَرُدَّه [أي: المال] فلا يَقبل منه، فيقول له: إنَّا لا نأخُذ شيئاً أعطيناه، قال: فيكون ذلك سبع سنين - أو ثمان سنين، أو تسع سنين - ثمَّ لا خيرَ في العيش بعده - أو قال: لا خيرَ في الحياةِ بعده -).
 وأخرج الحديث الحاكم في المستدرك، ج٤، ص٤٦٥، بسنده عن أبي الصدِّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري مع اختلاف في كثير من ألفاظه، وفيه اختصار، وأخرجناه في الأحاديث التي ذُكِر فيها مُدَّة إمامة الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره في رقم (٤٧)، باب (٢١).
 وأخرجه في عقد الدُّرر، الحديث (٢٣٦)، مع اختلاف قليل، ولفظه أوضح الألفاظ وفيه زيادة، وقد أخرجناه في رقم (٣٧) من أحاديث المُدَّة.
 وأخرجه في ينابيع المودَّة، ص٤٦٩، وأخرجه في كنز العمَّال ج٦، ص٣٢، وج٧، ص١٨٦ من مسند أحمد وغيره، وقد ذكرنا ألفاظهم في رقم (٣٨) من أحاديث المُدَّة.
 وأخرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي، ص١٠١، وأخرجه في مسند أحمد بن حنبل، ج٣، ص٣٧، وقد أخرجناه في رقم (١٧) من أحاديث المُدَّة في باب (١).
 ٨٥- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (ستكونُ بعدي فِتنٌ، منها: فِتنةُ الأحلاس، يكون فيها حَرَبٌ وهَربٌ، ثمَّ فِتنٌ بعدها فِتن أشدُّ منها، ثمَّ تكونُ فِتنةٌ كلمَّا قيل: انقطعت تمادت، حتَّى لا يبقى بيتٌ إلاَّ دخلته، ولا مسلم إلاَّ صكَّته، حتَّى يخرجَ رجلٌ من عترتي).
 المؤلَّف:
 أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (٧٥)، من الباب (٤) من الفصل الأوَّل منه، وفي لفظه اختلاف وزيادة، وهذا نصُّه: عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (ستكونُ بعدي فِتنٌ، منها فِتنةُ الأحلاس، يكون فيها هَرَبٌ وحَرَبٌ، ثمَّ من بعدها فِتنٌ أشدُّ منها، كلمَّا قيل: انقضت تمادت، حتَّى لا يبقى بيتٌ من العرب إلاَّ دخلته، ولا مسلمٌ إلاَّ وصلته، حتَّى يَخرُج رجلٌ من عترتي).
 أخرجه الحافظ أبو محمَّد الحسين في كتاب المصابيح هكذا، وأخرجه نعيم بن حمَّاد في كتاب الفتن، وله شاهد من صحيح البخاري.
 المؤلِّف:
 وأخرج الحديث في الملاحم والفتن لابن طاووس (رحمه الله)، ص٦، الطبعة الأُولى، بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (ستكونُ بعدي فِتنٌ، منها: فِتنةُ الأحلاس، يكون فيها حَرَبٌ وهَربٌ، ثمَّ فِتنٌ بعدها فِتن أشدُّ منها، ثمَّ تكونُ فِتنةٌ كلمَّا قيل: انقطعت تمادت، حتَّى لا يبقى بيتٌ إلاَّ دخلته، ولا مسلم إلاَّ صكَّته، حتَّى يخرجَ رجلٌ من عترتي).
 ٨٦- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٥، الطبعة الأُولى، قال أبو عبد الله نعيم: وأُخبِرتُ عن ابن عيَّاش، عن سالم بن عبد الله، عن أبي محمَّد، عن رجل من أهل المغرب، قال:
 (لا يَخرُج المهدي حتَّى يَخرُج الرجل بالجارية الحسناء الجميلة ويقول: مَن يشتري هذه بوزنها طعام!! ثمَّ يخرُج المهدي [عليه السلام]).
 ٨٧- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٦، أخرج بسنده عن ابن شوذب، عن بعض أصحابه، قال:
 (لا يخرُج المهدي حتَّى لا يبقى قيل ولا ابن قيل إلاَّ هلك [قال]: والقيل: الرأس [والشخص الكبير]).
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد، عن ضمرة، عن بعض أصحابه، ولفظه يساوي لفظ السيِّد في الملاحم.
 ٨٨- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٥٠، أخرج بسنده عن كعب [الأحبار أنَّه] قال:
 (علامةُ خروجُ المهدي: ألويةٌ تُقبل من المغرب عليها رجلٌ أعرجُ من كِندة).
 المؤلِّف:
 أخرج الحديث في عقد الدُّرر، الحديث (٧٨) وفيه زيادة في اللفظ، وهذا نصُّه: عن كعب الأحبار قال:
 (علامةُ خروج المهدي: ألويةٌ تُقِبل من قِبَل المغرب، عليها رجلٌ من كِندة أعرج، فإذا ظهر أهلُ المغربِ على أهل مِصر فبطنُ الأرض يومئذٍ خيرٌ لأهلِ الشام).
 أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سُننه، وأخرجه أبو عبدالله نعيم بن حمَّاد، وانتهى قوله إلى: (مِن كِندة). وأخرج بعد هذا الحديث عن الأوزاعي، قال:
 (إذا دخلَ أصحابُ الراياتِ الصُّفر مِصر - يعني المغاربة - فليَحفُر أهلُ الشام أسراباً تحتَ الأرض).
 أخرجه أبو عمرو المُقري في سُننه، وفيه أيضاً - بعد الحديث الثاني - عن كعب قال:
 (تكونُ فِتنٌ ثلاثٌ كأمسِكمُ الذاهب، فِتنةٌ تكونُ بالشام ثمَّ الشرقية [فيه] هلاكُ المُلوك، ثمَّ تَتبعُها الغربية - وذكر الرايات الصفر - قال: والغربيةُ هي العمياء).
 أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حمَّاد، وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧١ من فتن نعيم بن حمَّاد قال:
 (علامةُ خروجِ المهدي: ألويةٌ تُقْبِل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة).
 ٨٩- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٦، الطبعة الأُولى، باب (١١٤)، أخرج بسنده عن أبي قبيل قال:
 (يَملِك رجلٌ من بني هاشم فيَقتُل بني أُميَّة - حتَّى لا يبقى منهم إلاَّ اليسير - لا يَقتُل غيرهم، ثمَّ يخرُجُ رجلٌ من بني أُميَّة، فيَقتُل بكلِّ رجلين، حتَّى لا يبقى إلاَّ النِّساء، ثمَّ يخرج المهدي).
 المؤلِّف:
 أخرج السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥، ولفظُه يساوي لفظَه، وقال: أخرجه نعيم بن حمَّاد.
 ٩٠- وفي الملاحم والفتن، ج١، ص٣٣، باب (١٠٥)، قال: أخرج نعيم، عن كعب [الأحبار أنَّه] قال:
 (إذا دارتْ رحى بني العبَّاس، وربطَ أصحابُ الراياتِ السودِ خيولهم بزيتون الشام، ويُهلِك الله لهم الأصعب ويقتُله، وعامَّةُ أهلِ بيته على أيديهم، حتَّى لا يبقى أُمويٌّ منهم إلاَّ هاربٌ ومختفٍ، ويسقطُ السعفتان: بنو جعفر وبنو العباس، ويجلسُ ابن آكلة الأكبادِ على منبر دمشق، ويخرُج البربر إلى سُرَّة الشام، فهو علامةُ خروجِ المهدي).
 ٩١- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٣٣، باب (١٠٣)، أخرج بسنده عن ابن زرير قال:
 (إذا بلغ السفياني الكوفة وقَتلَ أعوانَ آلِ محمَّد، خرجَ المهدي على لوائهِ شُعيب بن صالح).
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العرف الوردي، ج١، ص٦٩، ولفظه يساوي لفظ السيِّد في الملاحم.
 ٩٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٥، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن سعيد بن المسيَّب [أنَّه] قال:
 (تكونُ فِتنةٌ، كأنَّ أوَّلها لَعِبُ الصِّبيان، كلمَّا سكنتْ من جانبٍ طَمَت من جانبٍ آخر، فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ أميركم فلان، ذلكم الأمير حقّاً [قاله] ثلاثَ مرَّات).
 المؤلِّف:
 أخرج السيِّد في الملاحم والفتن ج١، ص٣٦، باب (١١٥)، بسنده عن سعيد بن المسيَّب [أنَّه] قال:
 (تكونُ فِتنةٌ بالشام، كأنَّ أوَّلها لَعِب الصِّبيان، كلمَّا سكنتْ من جانبٍ طَمَت من جانبٍ [آخر] فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: ألا إنَّ الأمير فلان [يعني المهدي (عليه السلام)]).
 المؤلِّف:
 في الحديثين تحريفٌ أو غلط في بعض ألفاظه، وقد أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٢٦، باب (٧٦) الحديث عن سعيد بن المسيَّب، وفي لفظه اختلاف في بعض ألفاظه، وهذا نصُّه: عن سعيد بن المسيَّب قال:
 (تكونُ بالشام فِتنةٌ كلمَّا سكنتْ من جانبٍ طَمَت من جانبٍ، فلا تتناهى حتَّى يُنادي منادٍ من السماء: إنَّ أميركم فلان [أي: المهدي (عليه السلام)]).
 وقد تقدَّم الحديث بهذا اللفظ في رقم (١٠) من الباب، وفي رقم (٢٢)، أخرجنا الحديث ناقصاً كما هو في كتاب كنز العمَّال، ج٦، ص٦٣.
 ٩٣- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٨١، قال: أخرج أبو عمرو الداني عن حذيفة، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
 (تكون وقعةٌ بالزوراء! قالوا: يا رسول الله: وما الزوراء؟ قال: مدينة بالمشرق بين أنهار، يسكنها شِرارُ خلق الله، وجبابرةٌ من أُمَّتي، يُقذفُ بأربعةِ أصنافٍ من العذاب: بالسيف، وخسفٍ (والخسف) وقذفٍ (والقذف) ومسخٍ (والمسخ)).
 المؤلِّف:
 رويَ في الزوراء أحاديثُ كثيرةٍ مفصَّلة ومُجملة، ومن جملتها حديث مفصَّل أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ج٢، ص٩٥، باب (٥٤)، الطبعة الأُولى، وهذا نصُّه: - نقلاً من فتن السليلي - قال: أخرج بسنده عن علي (عليه السلام)، وعن الإمام جعفر بن محمَّد الصادق (عليهما السلام)، وهو الحديث (٩٤) من الباب.
 ٩٤- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس ص٩٥، أخرج بسنده عن جعفر بن محمَّد (عليهما السلام) أنَّه قال:
 (إنَّ لنا بالبصرة وقعةٌ عظيمةٌ، وقد قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) - وذكر ما جرى من حديث علي بن محمَّد صاحب الزنج وغيره - ثمَّ قال: وتعودُ دارُ المُلك إلى الزوراء [بغداد]، وتصير الأمور شُورى، من غَلَب على شيءٍ فعله، فعند ذلك خروج السفياني، فيركبُ في الأرضِ تسعةَ أشهرٍ يَسُومهم سوءَ العذاب، فويلٌ لمِصرَ! وويلٌ للزوراء! وويلٌ للكوفة! والويلُ لواسط! كأنَّي أنظرُ إلى واسط وما فيها مُخبِر يُخبِر، وعند ذلك خروج السفياني، ويقلُّ الطعام، ويقحطُ الناس، ويقلُّ المطر، فلا أرضٌ تُنبِت، ولا سماءٌ تُنزِل، ثمَّ يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الرايةَ من يدِ عيسى بن مريم، ثمَّ خروج الدجَّال من بعد ذلك يَخرجُ الدجَّال من ميسان نواحي البصرة، فيأتي سفوان، ويأتي سنام، فيسحرهما ويسحر الناس، فيَمثُلان كالثريد! - وما هما بثريدٍ - من الجوع والقحط! إنَّ ذلك لشديد، ثمَّ طُلوع الشمس من مغرِبها إلى قيامِ الساعةِ أربعينَ عاماً). والله أعلم بما وراء ذلك.
 المؤلِّف:
 الحديث في بعض ألفاظه إجمال ويُعرف معنى الحديث بالمراجعة إلى ما كتبناه في أحوال الدجَّال في كتاب خاصٍّ، ويُعرف الحديث أيضاً بالمراجعة إلى ما يفعله السفياني، فراجع أحاديث السفياني من هذا الكتاب في باب (٢٥).
 ٩٥- وفي الملاحم والفتن، ج٢، ص٩٦، باب (٥٨)، أخرج بسنده من فتن السليلي قال: فيما نذكره من خطبة مولانا علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، المعروفة باللؤلؤة، ذكر السليلي أنَّه (عليه السلام) خطب بها قبل خروجه من البصرة بخمسة عشر يوماً، يذكر فيها مُلوك بني العباس وما بعدهم، [وقال]: نقتصر منها على ما بعدهم، وفيه ذكر المهدي، فقال فيها - بعد تسمية مُلوك بني العباس -:
 (وثمَّةَ الفتنةُ الغبراء، والقلادة الحمراء، وفي عنقها قائم الحق، ثمَّ أسفر عن وجه بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدَراري، ألا وإنَّ لخُروجِه علاماتٍ عشرة، فأوَّلهنَّ طُلوع الكوكب المذنَّب، ويُقارب من المُحاذي، وأيّ قُرب، ويتبع به هرجٌ وشَغَبٌ، فتلك أوَّل علاماتِ المغيب، ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا انقضت العلاماتُ العشر ظهرَ فيها القمر الأزهر، وتمَّت كلمةُ الإخلاص على التوحيد بالله ربِّ العالمين).
 المؤلِّف:
 أخرج السيوطي في العرف الوردي، ج٢، ص٨٢، بسنده عن نعيم عن كعب قال:
 (يطلُع نجمٌ من المشرق قَبل خروجُ ما له ذنَبٌ يُضيء).
 وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج١، ص٢٥، باب (٧١)، أخرج بسنده من فتن نعيم، بسنده عن الوليد، قال: بلغني أنَّه قال:
 .(يَطلُع نجمٌ من المشرق قَبل خروج المهدي له ذُنابٌ يُضيء لأهلِ الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر)
 وفي الملاحم والفتن ج١ ص٢٥ باب (٧٣) عن كعب، قال:
 (هلاكُ بني العبَّاس عند نجمٍ يظهرُ في الجوف.... والواهية ما بين العشرين إلى أربع وعشرين، ونجمٌ يُرمى به يُضيء كما يُضيء القمر، ثمَّ يلتوي كما تلتوي الحيَّة، حتَّى يكادُ رأساها يلتقيان، والرجفتان في ليلة الفسحين، والنجمُ الذي يُرمى به شهابٌ ينقضُّ من السماء، معه صوتٌ شديدٌ، حتَّى يقع في المشرق، ثمَّ يُصيب الناس منه بلاءٌ شديدٌ).
 ٩٦- وفي الملاحم والفتن، ج٢، ص٩٧، باب (٥٩)، من فتن السليلي قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة فقال - بعد التحميد والتعظيم والثناء على الرسول الكريم -:
 (سلوني، سلوني - في العشر الأواخر من شهر رمضان - قبل أن تفقدوني، ثمَّ ذكر الحوادث بعده، وقتل الحسين صلوات الله عليه، وقتل زيد بن علي (رضوان الله عليه)، وإحراقه وتَذْرِيته في الرياح، ثمَّ بكى (عليه السلام) وذكر زوال مُلك بني أُميَّة ومُلك بني العباس، ثمَّ ذكر ما يحدث بعدهم من الفتن، وقال: أوَّلها السفياني وآخرها السفياني، فقيل له: وما السفياني والسفياني؟ فقال: السفياني: صاحب هَجَر، والسفياني: صاحب الشام - وذكر السليلي أنَّ السفياني الأوَّل: أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي - ثمَّ ذكر ملوك بني العباس، وذكر أنَّ الذي يُخبِر به عن النبي (صلوات الله عليه وآله)، وذكر شيعته ومُحِبَّهُ ومَدَحهم، وقال: هم عند الناس كفَّار، وعند الله أبرار، وعند الناس كاذبون، وعند الله صادقون، وعند الناس أرجاس، وعند الله نِظَاف، وعند الناس ملاعين، وعند الله بارُّون، وعند الناس ظالمون، وعند الله عادلون، فازوا بالإيمان وخسر المنافقون).
 المؤلِّف:
 مُراد الأمير (عليه السلام) من الناس: غير الإماميِّة، وهم أهل السنُّة فإنَّهم ذكروا في كُتبهم المؤلَّفة في الفِرق والمذاهب - وفي غيرها - عند ذكرهم الشيعة والروافض أنَّهم كافرون كاذبون أرجاس ملاعين ظالمون، راجع تاريخ حياة الإماميِّة ترى فيها ما أخبر به إمامهم وسيِّدهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، والمقام لا يناسب ذكر هذه الأمور.
 ولنرجع إلى ذِكر ما يُناسب المقام وهو أنَّ السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج٢، ص٨٤ أخرج حديثاً مفصَّلاً وذكر فيه أنَّ السفياني ثلاثة، وبعد السفياني الثالث خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، وإليك نصُّ ألفاظه في رقم (٩٧).
 ٩٧- وفي العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي، ج٢، ص٨٤، قال: أخرج ابن المنادي وقال - في كتاب دانيال -:
 (إنَّ السفيانيِّين ثلاثةٌ، وأنَّ المهديِّين ثلاثةٌ، فيخرج السفياني الأوَّل، فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأوّل، ثمَّ يخرج السفياني الثاني، فيخرج عليه المهدي الثاني، ثمَّ يخرج السفياني الثالث، فيخرج عليه المهدي الثالث؛ فيُصلح الله به كلَّ ما أُفسِد قَبْله، ويَستنقِذُ الله به أهل الإيمان، ويحيي به السنُّة، ويطفئ به نيران البدعة، ويكون الناس في زمانه أعزَّاء ظاهرين على من خالفهم، ويعيشون أطيب عيش، ويرسل السماء عليهم مِدراراً، وتُخرِج الأرضُ زهرتها ونباتها، فلا تدَّخر من نباتها شيئاً، فيَمكُث على ذلك سبع سنين ثمَّ يموت).
 المؤلِّف:
 إنَّ بعض ما في هذا الحديث يُطابق بعض ما مرَّ من الأحاديث المرويَّة من النبي وأهل البيت (عليهم السلام) في الأمور التي تقع قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، ومن جملتها خروج السفياني، راجع باب (٢٥).
 ٩٨- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٢٦١، في المهدي من كتاب القيامة قال: ذكر ابن المنادي في الملاحم بسنده عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نُباتة، قال: خطب علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال:
 (أيُّها الناس! إنَّ قريشاً أئمَّةُ العرب، أبرارُها لأبرارِها، وفجَّارُها لفجَّارِها، ألا! ولابدَّ من رحىً تطحنُ على ضلالةٍ وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدِّتها، ألا! إنَّ لطحنيها رَوقاً، وروقُها حدَّتها، وفلُّها على الله، ألا! وإنِّي وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلمُ الناس صغاراً، وأحلمُ الناس كباراً، معنا رايةُ الحقِّ، مَن تقدَّمها مَرَقَ، ومن تخلَّف عنها محق، ومن لزمها لَحِق، إنَّا أهلُ الرحمة، وبنا فتِحت أبوابُ الحكمة، وبحكم الله حُكمنا، وبعلمِ الله عِلمُنا، ومن صادق سمعنا، فان تتَّبعونا تنجوا، وإن تتولُّوا يعذبكم الله بأيدينا، بنا فكَّ الله ريق الذلِّ من أعناقكم، وبنا يُختم لا بكم، وبنا يلحق التَّالي، وإلينا يَفيءُ الغالي، فلو لا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمرٍ قد سبق في البشر لحدَّثتُكم بشبابٍ من الموالي وأبناء العرب، ونُبذٍ من الشيوخ كالملح في الزاد - وأقلُّ الزادِ الملح - فينا مُعتَبرٌ ولشيعتنا مُنتَظرٌ، إنَّا وشيعُنا تمضى إلى الله بالبطن والحمى والسيف، إنَّ عدوَّنا يهلك بالداء والدبيلة، وبما شاء الله من البلية والنقمة، وأيمُ الله الأعز الأكرم: أنْ لو حدَّثتُكم بكلِّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذبَ وأرحم! ولو انتقيِتُ منكم مئةٌ قلوبهم كالذهب ثمَّ انتخبتُ من المئة عشرة، ثمَّ حدَّثتُهم فينا أهل البيت حديثا ليِّناً - لا أقولُ فيه إلاَّ حقّاً، ولا أعتمد فيه إلاَّ صدقاً - لخرجوا وهم يقولون: عليٌّ من أكذب الناس، ولو اخترتُ من غيركم عشرة فحدَّثتُهم في عدوِّنا وأهلِ البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون: عليٌّ من أصدق الناس، هلك حاطِبُ الحطب، وحاصر صاحبُ القصب، وبقيت القلوب منها تَقلَّب، فمنها: مُشغب، ومنها: مُجدب، ومنها: مُخصب، ومنها: مُسيب، يا بنيَّ: لِيَبِرْ صِغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغُواة الجُفاة الذين لم يتفقَّهوا في الدين، ولم يُعطوا في الله محضَ اليقين، كبيضٍ بِيْضَ في أداحي، ويحٌ لفراخِ فراخ آلِ محمَّد من خليفة جبَّار عِتريفٍ مُترفٍ، مُستخفٍّ بِخَلفي وخلف الخلف، وبالله: لقد علِمتُ تأويلَ الرسالات، وإنجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكوننَّ من يخلفني في أهل بيتي رجلٌ يأمرُ بالله قويٌ، يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مُكْلِح [أي: موجب للغمِّ] مُفضحٍ [أي: يكشف العورات] يشتدُّ فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويقبل فيه الرشاء، فعند ذلك يَبعثُ الله رجلاً من شاطئ دجلة لأمرِ حِزبِه، يحمله الحقدُ على سفكِ الدِّماء، قد كان في سِترٍ وغطاءٍ، فيَقتُل قوماً وهو عليهم غضبان، شديدُ الحقدِ حرَّان [أي: لا ينقاد] في سنة بَخْتِنَصْر، يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً، مصيره سوط عذابٍ وسيف دمار، ثمَّ يكونُ بعده هنات وأُمورٌ مُشتبهات، إلاَّ من شطِّ الفُرات إلى النجفات باباً إلى القطقطانيات [موضع قُرب الكوفة كان فيه سجن النُّعمان بن المُنذر] في آياتٍ وآفاتٍ متوالياتٍ، يُحدِثْنَ شكاً بعد يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الأُمم، ينفذها شخصَ البصر، وطَمحَ النظر، وعنت الوجوه، وكشفت البال، حتَّى يُرى مُقبلاً مُدبراً، فيا لهفي على ما أعلم! رجب شهرُ ذِكْرٍ، رمضان تمام السنين، شوالُ يُشال فيه أمرُ القوم، ذي القعدة يقتعدون فيه، ذو الحِجَّة الفتحُ من أوَّل العشر، ألا! إنَّ العجب كلَّ العجب بعد جُمادي ورجب، جَمعُ أشتاتٍ، وبَعثُ أمواتٍ وحديثات هونات هونات، بينهنَّ موتات، رافعةٌ ذيلها، دايةٌ عولها، مُعلنةٌ قولها، بدجلة أو حولها، ألا! إنَّ منَّا قائِماً عفيفةً أحسابُه، سادةً أصحابُه، يُنادى - عند اصطلام أعداء الله - باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثاً بعد هَرجٍ وقِتالٍ، وضَنكٍ وخَبَالٍ، وقيام من البلاء، على وإنَّي لأعلم إلى من تُخرِج الأرض ودائعها، وتُسلِّم إليه خزائنها، ولو شئتُ أن أضرب برجلي فأقول: أخرِجي من ها هنا بِيضاً ودروعاً! كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيْمانِكم مُصلَتاتٍ، ثمَّ رمَلتم رَملاتٍ، ليلةَ البيات! ليستخلفنَّ الله خليفة يَثبُتُ على الهدى ولا يأخذُ على حُكمِه الرُّشى، إذا دعا دعواتٍ بعيداتِ المدى، دامغاتٍ للمنافقين، فارجاتٍ على المؤمنين، ألا! إنَّ ذلك كائنٌ على رغم الراغمين، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلاتُه على سيِّدنا محمَّد خاتمِ النبيِّين، وآله وأصحابه [الغرُّ] أجمعين).
 ٩٩- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٢، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن مسعود قال:
 (إذا انقطعت التجارات والطرق، وكثرت الفتن، خرج سبعةُ نفرٍ علماء من أُفقٍ شتَّى على غير ميعاد، يُبايِع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعة عشرَ رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيلتقي السبعة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أنْ تهدأ على يديه هذه الفتن، وتُفتح له القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وجيشه، فيتَّفق السبعة على ذلك، فيطلبونه فيُصيبونه بمكَّة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فيقول: لا، بل أنا رجلٌ من الأنصار، حتَّى يَفلِت منهم، فيصفونه لأهل الخبر منه والمعرفة به، فيقال [لهم]: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة، فيُخالفهم إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيُصيبونه، فيقولون: أنت فلان بن فلان؟ وأمّك فلانة ابنة فلان؟ وفيك آية كذا وكذا؟ وقد أفلتَّ منَّا مرَّة فمُدَّ يدكَ نُبايعك، فيقول: لستُ بصاحبكم، حتَّى يَفلِت منهم، فيطلبُونه بالمدينة فيُخالفهم إلى مكَّة، فيُصيبونه بمكَّة عند الركن، ويقولون له: إثمُنا عليك ودمائُنا في عنقك إن لم تَمُدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجل من حرام، فيجلُس بين الركن والمقام، فيَمُدَّ يده، فيُبايع له، فيلقي الله محبَّته في صدور الناس، فيصير مع قومٍ أُسدٍ بالنهار رهبان بالليل).
 المؤلِّف:
 أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث بلفظ آخر مختصر في العرف الوردي، ج٢، ص٧٤، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن مسعود، وقال:
 (يُبايع المهدي سبعةُ رجالٍ علماء، توجَّهوا إلى مكَّة، من أُفقٍ شتَّى على غيرِ ميعادٍ، قد بايعَ لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، فيجتمعون بمكَّة فيُبايعونَه، ويقذف الله محبَّته في صدور الناس، فيسيرُ بهم، وقد توجَّه إلى الذين بايعوا السفياني بمكَّة، عليهم رجلٌ من جرم، فإذا خرج بين مكَّة خلَّف أصحابه ومشى في إزار ورداء، حتَّى يأتي الحرم فيُبايَعُ له، فيُندمُه كَلْبٌ على بيعته، فيأتيه فيستقيله البيعة، فيقتُله، ثمَّ يَغير جيوشه لقتالِه فيَهزِمهم، ويَهزِم على يديه الرُّوم، ويُذهِب الله على يديه الفقر، ويَنزلُ الشَّام).
 المؤلِّف:
 هذه الأحاديث الثلاثة تُشارك بعضها مع البعض في المضمون، وإنْ كان في الحديث الثالث زياداتٌ لا توجد في غيره، فلو قلنا: إنَّ الرواة نقلوا الحديث بالمعنى واختصروا الحديث، لا يبعُد عن الصواب؛ وإنَّ فعلهم سَببٌ لعدم فهم الحديث؛ وسببُ إجماله، وقد تقدَّم الحديث في رقم (٤٧) من الباب، نقلاً من عقد الدُّرر، وراوي الحديث رجلٌ واحدٌ وهو ابن مسعود، وهو صحابي معروف بعيدٌ منه أن يحدِّث مختلفاً هذا الاختلاف، والله أعلم.
 ١٠٠- وفي الفصول المهمَّة في الفصل الثاني عشر، ص٢٨٢، طبع سنة ١٣٦٩هـ في النجف الأشرف، [قال]:
 علاماتُ قيامِ القائم ومدَّة أيَّام ظهوره.
 قد جاءت الآثار بذِكر علامات زمان قيام القائم المهدي، وحوادث تكون أيَّام قيامه، وأماراتٍ، ودلالات، منها:
 (١) خروج السفياني. (٢) وقتل الحسني. (٣) واختلاف بني العباس في الملك. (٤) وكسوف الشمس في النصف من شعبان. (٥) وخسوف القمر في آخر الشهر، على خلاف ما جرت به العادة [السماويَّة] وعلى خلاف حساب أهل النجوم من أنَّ خسوف القمر لا يكون إلاَّ في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لا غير، وذلك عند تقابل الشمس والقمر على هيئة مخصوصة، وأنَّ كسوف الشمس لا يكون إلاَّ في السابع والعشرين من الشهر، أو الثامن والعشرين، أو التاسع والعشرين، وذلك عند اقترانها على هيئةٍ مخصوصة. (٦) ومن ذلك طلوع الشمس من مغرِبها. (٧) وقتل النفس الزكيَّة، تظهر في سبعين ألفاً من الصالحين. (٨) وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام. (٩) وهدم حائط مسجد الكوفة. (١٠) وإقبالُ راياتٍ سودٍ من قِبَل خُراسان. (١١) وخروج اليماني. (١٢) وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات. (١٣) ونزول الترك الجزيرة. (١٤) ونزول الروم الرملة. (١٥) وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثمَّ ينعطف حتَّى يكاد أن يلتقي طرفاه [لأنَّ له ذنب]. (١٦) وحُمرةٌ تظهر في السماء وتلبث في آفاقها. (١٧) ونارٌ تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجوِّ ثلاثة أيَّام أو سبعة أيَّام. (١٨) وخلعُ العرب أعنَّتها وتملُّكها البلاد وخروجها عن سلطانهم. (١٩) وقتل أهل مصر أميرهم. (٢٠) وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه. (٢١) ودخولُ راياتِ قيسٍ والعرب إلى مصر. (٢٢) و[دخول] راياتِ كِندة إلى خُراسان. (٢٤) وورود خيل من العرب حتَّى تربط بفناء الحيرة. (٢٥) وإقبال راياتٍ سودٍ من المشرق ونحوها. (٢٦) وفتقٌ في الفرات حتَّى يدخل الماء أزقَّة الكوفة. (٢٧) وخروج ستِّين كذَّاباً كلُّهم يدَّعي النبوَّة. (٢٨) وخروج اثني عشر من آل أبي طالب [من بني أبي طالب] كلُّهم يدَّعي الإمامة لنفسه. (٢٩) وإغراق رجلٍ عظيمِ القَدَر من شيعة بني العبَّاس عند الجسر ممَّا يلي الكرخ بمدينة بغداد. (٣٠) وارتفاع ريحٍ سوداء بها في أوَّل النهار. (٣١) وزلزلة حتَّى ينخسف كثير منها. (٣٢) وخوف يشمل أهل العراق. (٣٣) وموتٌ ذريع. (٣٤) ونقصٌ من الأنفُس والأموال والثمرات. (٣٥) وجرادٌ يظهر في أوانه وفي غير أوانه، حتَّى يأتي على الزرع والغلاَّت. (٣٦) وقلت ربع ما يزرع الناس. (٣٧) واختلافٌ بين العجم، وسفك دماءٍ كثيرة فيما بينهم. (٣٨) وخروجُ العبيد عن طاعة ساداتهم. (٣٩) وقتلهم مواليهم. (٤٠) ثمَّ يُختم بعد ذلك بأربعة وعشرون مَطْرة متَّصلة، فيُحيي الأرض بعد موتها، وتُظهر بركاتها، وتزول بعد ذلك كلُّ عاهَةٍ عن مُعتقدي الحقِّ من أتباع المهدي، فيَعرِفون عند ذلك ظهوره [وينتظرون بعد ذلك ظهوره] بمكَّة فيتوجَّهون إليه قاصدين لنُصرته كما جاءت بذلك الأخبار، [قال]: ومن جملة هذه الحوادث [من جملة هذه الأحاديث] ما هو محتوم، ومنها ما هو مُشتَرَط، والله أعلم.
 المؤلِّف:
 إلى هنا انتهى ما في الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، وجميع هذه الأربعين علامة تقدَّمت الإشارة إليها في الباب، في الأحاديث السابقة المرويَّة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) برواية أهل البيت، أو رواية الصحابة الكرام، أو التابعين لهم، وقد تقدَّم أنَّ ابن حجر الهيتمي ذكر في كتابه القول المختصر في المهدي المنتظر جميع هذه العلامات، وتقدَّم نقله في رقم (١٢) من الباب، وأشرنا فيه إلى بعض الأحاديث المرويَّة في عقد الدُّرر وفي غيره، وفيها ذكر تلك العلامات راجع.
 ١٠١- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن كعب [الأحبار] قال:
 (إذا مَلك رجلٌ الشام، وآخر مصر، فاقتتل الشامي والمصري، وسَبى أهلُ الشامِ قبائلَ من مصر، وأقبل رجلٌ من المشرق براياتٍ سودٍ صغارٍ قَتَل صاحبَ الشام [وهو السفياني] فهو الذي يؤدِّي الطاعة إلى المهدي [عليه السلام]).
 المؤلِّف:
 تقدَّمت أحاديثُ عديدة بمضمون هذا الحديث راجع واغتنم.
 ١٠٢- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، أخرج بسنده عن نعيم بن حمَّاد، عن أبي قبيل قال:
 (يكون بأفريقية أمير اثنتي عشر سنة، ويكون بعده فتنة، ثمَّ يملك رجل أسمر يملؤها عدلاً، ثمَّ يسير إلى المهدي، فيؤدِّي إليه الطاعة ويقاتل عنه).
 ١٠٣- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٩، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
 (تخرجُ من المشرق راياتٌ سودٌ لبني العباس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرجُ راياتٌ سودٌ صغارٌ تُقاتِل رجلاً من وُلد أبي سفيان أصحابه، من قِبَل المشرق، يؤدُّون الطاعة للمهدي [عليه السلام]).
 المؤلِّف:
 تقدَّمت أحاديثُ عديدة فيها مضامين هذا الحديث الشريف، والرايات السود الأُولى لأبي مُسلم الخراساني، والرايات السود الأخيرة لشعيب بن صالح التميمي.
 المؤلِّف:
 يأتي في رقم (١٠٧) حديث مفصَّل يُعرف به إجمالُ هذا الحديث.
 ١٠٤- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٧٠، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ضمرة بن حبيب ومشايخهم، قالوا:
 يبعث السفياني خيله وجنوده، فيبلغ عامَّة المشرق من أرض خُراسان وأرض فارس، فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم، ويكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إيَّاه بايعوا رجلاً من بني هاشم، وهم يومئذٍ في آخر المشرق، فيخرج بأهل خُراسان على مقدَّمته رجل من بني تميم - مولىً لهم - يقال له: شعيب بن صالح، أصفر، قليل اللحية، يخرج إليه في خمسةِ آلاف، فإذا بلغه خروجه شايعه، فيُصيِّره على مقدِّمته، لو استقبل بهم الجبال الرواسي لهدَّها، فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم، فيَقتُل منهم مَقتلةً عظيمةً، ثمَّ تكون الغالِبةُ للسفياني، ويهرب الهاشمي، ويخرج شعيب بن صالح مختفياً إلى البيت المقدس، يوطِّئ للمهدي منزله إذا بلغه خروجه [أي: خروج المهدي] إلى الشام [ثمَّ قال]: قال الوليد: بلغني أنَّ هذا الهاشمي [أي: المشار إليه في الحديث] أخو المهدي لأبيه، وقال بعضهم: هو ابن عمِّه، وقال بعضهم: إنَّه لا يموت، ولكنَّه بعد الهزيمة يخرج إلى مكَّة، فإذا ظهر المهدي (عليه السلام) خرج [أي: الهاشمي].

المؤلِّف:
ذُكِر في كتب الإماميِّة أنَّ المهدي (عليه السلام) كان له أخ يسمَّى موسى؛ فعليه يمكن أن يُقال: إنَّ ما ذكره الوليد صحيح، ويظهر من بعض الأحاديث أنَّه السيِّد الحسني الذي يطلب من الإمام العلامة والدليل على أنَّه هو الإمام الذي تجب طاعته، فيُشير الإمام إلى الطير فينزِل من السماء إليه، ويزرع في الأرض العود اليابس فيخضرّ ويُورق؛ فيُسلِّم السيِّد الحسني إليه أصحابه ويبايعه، ويكون من أتباعه ورؤساء عسكره وجيشه، وقد تقدَّم في باب (٢٨) من الكتاب.
١٠٥- وفي عقد الدُّرر، الحديث ()، من الفصل الثالث من الباب (٤)، أخرج بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:
(إذا رأيتم ناراً من المشرق ثلاثة أيَّام - أو سبعة أيَّام - [الترديد من الراوي] فتوقَّعوا فرجَ آل محمَّد إن شاء الله تعالى، ثمَّ قال: ثمَّ يُنادي من السماء منادٍ باسم المهدي، فيسمع مَن بالمشرق ومَن المغرب، حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وقاعد إلاَّ قام على رجليه فزعاً من ذلك، فرحِم الله مَن سمع ذلك الصوت فأجاب؛ فإنَّه صوتُ جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام)).
المؤلِّف:
أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج١، ص٢٤، باب (٦٩) من فتن نعيم، في النار التي تَطلُع من قِبل المشرق قال: وعن خالد بن معدان، قال:
ستبدو آيةٌ - عمودٌ من نارٍ - تطلُع من قِبَل المشرق، يراها أهلُ الأرض كلُّهم، فمن أدرك ذلك فليُعِد لأهله طعام سنة.
١٠٦- وفي ينابيع المودَّة، ص٤١٤، باب (٦٨)، قال: ومن علاماتِ ظهور المهدي (عليه السلام): خروج السفياني، وهو يرسل ثلاثين ألفاً إلى مكَّة، وفي البيداء تَخسِفهم الأرض فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان، وتكون مدَّة حُكمِه ثمانية أشهر، وظهور المهدي (عليه السلام) في هذه السنُّة.
المؤلِّف:
ورد في أحاديث عديدة أنَّ مدَّة مُلك السفياني حَملُ امرأة، ويمكنُ الجمعُ بينها.
١٠٧- وفي العرف الوردي، ج٢، ص٦٨، أخرج بسنده وقال: روى نعيم بن حمَّاد عن أبي هريرة [أنَّه] قال:
(يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان، فيغلب السفياني على ما يليه [في أوَّل خروجه] والمهدي على ما يليه [في أوَّل ظهوره] ثمَّ تكون الغلبة للإمام المهدي (عليه السلام)، فيقتل السفياني وأصحابه، ولا يبقى على وجه الأرض عدوٌّ لآلِ محمَّد، ولا يبقى على وجه الأرض يهودي ولا نصراني ولا غيرهما من مِللِ الكُفْر، بل تكون المِلَّة ملَّةٌ واحدةٌ، ملِّة الإسلام في جميع أقطار الأرض).
١٠٨- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٢، ص٥٩، باب (٦٠)، أخرج بسنده من فتن السليلي وقال: روى بسنده عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في فتنة الزوراء والكوفة والمدينة، وعن قضيَّة شعيب بن صالح والمهدي، وقال: روى مُعاذ بن جبل، وقال: بينما أنا وعبيدة الجرَّاح وسلمان جلوس ننتظر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إذ خرج علينا في الهَجِيرة مرعوباً متغيِّر اللون! فقال:
(من ذا؟ أبو عبيدة، مُعاذ، سلمان؟ قلنا: نعم يا رسول الله، فذكر الفتن، ثمَّ قال: تدخل مدينة الزوراء [أي: الفتن تدخل مدينة الزوراء] فكم من قتيلٍ وقتيلة، ومال منتهب، وفرجٍ مستحل، رحم الله من آوى نساء بني هاشم يومئذٍ وهن حرمتي، ثمَّ تنتهي إلى وكر الشيطان بذي العرس، فيخرج إليهم فتيان من مجالسهم، عليهم رجل يقال له [شعيب بن] صالح، فتكون الدابرة على أهل الكوفة، ثمَّ تنتهي إلى المدينة، فتقتل الرجال، وتبقر بطون النساء من بني هاشم، فإذا حضر ذلك، فعليكم بالشواهق، أو خلف الدروب، وإنَّما ذلك حمل امرأة، ثمَّ يُقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح - سقى الله بلاد شعيب - [يُقبل] بالراية السوداء المهدية بنصر الله وكلمته حتَّى يبايع المهدي بين الركن والمقام).
١٠٩- وفي كنز العمَّال، ج٦، ص٦٧، من فتن نعيم، بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:
(إنَّ لأهل البيت بينكم أماراتٍ، فالزموا الأرض، يَنسابُ التُّرك في خلافة رجلٍ ضعيف! فيُخلعُ بعد سنتين من بيعته، ويُخالف التُّرك بالروم، ويُخسَف بغربي مسجد دمشق، ويَخرجُ ثلاثةُ نفرٍ بالشام، ويأتي هلاكُ مُلكِهم من حيثُ بدأ، ويكونُ بدءُ التُّرك بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيَتبعُ عبدُ الله عبدَ الله، فيلتقي جُنودهما بقرقيسياء على النهر، فيكونُ قتالٌ عظيمٌ، ويسير صاحبُ المغربِ فيَقتُل الرِّجال ويسبي النساء، ثمَّ يَرجِعُ في قيسٍ حتَّى ينزِلَ الجزيرة إلى السفياني، فيَتبعُ اليماني؛ فيَقتُل قيساً بأريحا [أريخ] [وهي مدينة من أرض الأُردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس مسيرة يومٍ للفارس] ويحوز السفياني ما جمعوا، ثمَّ يسيرُ إلى الكوفةِ فيَقتلَ أعوانَ آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يظهر السفياني بالشام على الراياتِ الثلاث، ثمَّ يكونُ كلُّهم وقعةٌ بقرقيسياء عظيمة، ثمَّ ينفتق عليهم فتق من خلفهم؛ فيقتل طائفة منهم حتَّى يدخلوا أرض خُراسان(١٣٧)، وتُقبِل خيلُ السفياني كالليل والسيل، فلا تمرُّ بشيءٍ إلاَّ أهلكته وهدمته، حتَّى يدخلوا الكوفة، فيَقتُلون شيعةَ آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ثمَّ يطلبون أهل خُراسان في كلِّ وجه، ويخرُجُ أهلُ خُراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه).
المؤلِّف:
بهذا الحديث الشريف وما فيه من التفصيل يفهم أحاديث كثيرة تقدَّمت جميعها بالإجمال، وقد تقدَّم حديثٌ بهذا المضمون عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وفيه ذِكر وقعةِ قرقيسا(١٣٨) وغيرهما، وقد تقدَّم أيضاً أحاديث عديدة فيها إشارة إلى ما يعمله السفياني بأهل الكوفة من القتل والأسر والنهب، وبما يفعله بأهل المدينة المنوَّرة وعلى الأخصِّ بالهاشميين الساكنين في المدينة المنورة.
وقد أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠ حديثاً آخر بسنده عن [أمير المؤمنين] علي (عليه السلام)، وفيه بعض مضامين هذا الحديث واليك نصُّه:
١١٠- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠، نقلاً من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام) قال:
(يظهرُ السفياني على الشام، ثمَّ يكونُ بينهم وقعةٌ بقرقيسياء، حتَّى يشبع طيرُ السماء وسباعُ الأرض من جِيفِهم، ثمَّ يُفتَق عليهم فتقٌ من خلفهم؛ فتُقتلُ طائفةٌ منهم حتَّى يدخلوا أرضَ خُراسان، وتُقبِلُ خيلُ السفياني في طلبِ أهلِ خُراسان في طلب المهدي [عليه السلام]).
المؤلِّف:
أخرج في كنز العمَّال، ج٥، ص٦٧ في كتاب الفتن من فتن نعيم، عن عمَّار بن ياسر قال:
(إذا رأيتم الشام اجتمع أمرُها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكَّة).
المؤلِّف:
تقدَّم في رقم (٢١)، وفي رقم (٢٥)، حديث عمَّار بن ياسر مفصَّلاً، وفيه ما في الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وقد أخرج حديث عمَّار في عقد الدُّرر في الفصل الأوَّل من الباب الرابع، في الحديث (٦٩)، وقد ذكرناه في باب أحوال السفياني في رقم (٣٦) فلا نعيده، فمَن أحبَّ الاطِّلاع عليه فليراجع هناك.
١١١- وفي كنز العمَّال، ج٧، ص٧٠، من فتن نعيم، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) قال:
(إذا اختلفَ أصحابُ الراياتِ السود؛ خُسِف بقريةٍ من قُرى إرم(١٣٩)، ويَسقطُ جانبُ مسجدها الغربي، ثمَّ يخرُجُ بالشام ثلاثُ راياتٍ: الأصهب، والأبقع، والسفياني، فيخرُج السفياني من الشام، والأبقع من مِصر، فيظهرُ السفياني عليهم).
١١٢- وفي الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي في الفصل الثاني عشر، ص٢٨٣، طبع النجف الأشرف، قال: وعن جابر الجعفي (رحمه الله)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال لي:
(إلزم الأرض، ولا تتحرك يداً ولا رجلاً، حتَّى ترى علامات، أذكرها، وما أراك تدرك ذلك [ولكن اذكرها لغيرك]:
(١) اختلاف بني العبَّاس.
(٢) ومنادٍ يُنادي من السماء.
(٣) وخَسفُ قريةٍ من قُرى الشام تسمَّى: الجابية.
(٤) ونزولُ التُّرك الجزيرة.
(٥) ونزولُ الروم الرملة.
(٦) واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ الأرض، حتَّى تَخرَبَ الشام، ويكونُ خرابُها اجتماعُ ثلاثُ راياتٍ فيها، (أ) رايةُ الأصهب (ب) ورايةُ الأبقع (ج) ورايةُ السفياني...). الحديث.
المؤلِّف:
وأخرج ابن الصبَّاغ قبل هذا الحديث حديثاً آخر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ذكر فيه بعض ما يقع قبل ظهور الإمام (عليه السلام) وهذا نصُّه.
١١٣- وفي الفصول المهمَّة - في المصدر السابق - قال: رويَ عن علي بن يزيد الأزدي، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام):
(بين يدي القائم [أي: قبل ظهوره يقع] موتٌ أحمر، [ويقع] وموتٌ أبيض، [ويقع] وجرادٌ في حينه [أي: في وقت الجراد] وفي غير حينه [أي: في غير وقت الجراد] [جراد] كألوان الدم [أي: أحمر] [ثمَّ قال]: فأمَّا الموت الأحمر فالسيف، وأمَّا الموت الأبيض فالطاعون).
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر ابن الصبَّاغ سنة خروج الإمام، وشهره، ويومه، وما يقع بعد ظهوره، وقد أخرجنا هذه المطالب في الأبواب السابقة بحسب المناسبة.
١١٤- وفي الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، ص٢٤٨ من الفصل الثاني عشر، طبع النجف الأشرف، قال: رويَ عن أبي جعفر (عليه السلام) [أنَّه] قال:
(المهدي منَّا، منصور بالرعب، مؤيَّد بالظفر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلاَّ عمَّره، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاَّ أخرجته، ويتنعَّم النَّاس في زمانه نعمةً لم يتنعَّموا مثلها قطُّ، قال الراوي: فقلتُ يا بن رسول الله: فمتى يخرجُ قائِمُكم؟ قال:
(١) إذا تشبَّه الرجال بالنساء. (٢) والنساء بالرجال. (٣) وركبت ذوات الفروج السروج. (٤) وأماتَ النَّاس الصّلوات. (٥) واتَّبعوا الشهوات. (٦) وأكلوا الرِّبا. (٧) واستخفُّوا بالدماء. (٨) وتعاملوا بالرِّبا. (٩) وتظاهروا بالزِّنا. (١٠) وشيَّدوا البناء. (١١) واستحلُّوا الكذب. (١٢) وأخذوا الرُّشا. (١٣) واتَّبعوا الهوى. (١٤) وباعوا الدِّين بالدُّنيا. (١٥) وقطعوا الأرحام. (١٦) ومنُّوا بالطَّعام (وظنُّوا بالطَّعام - نسخة -). (١٧) وكان الحِلمُ ضِعاً. (١٨) والظلم فخراً. (١٩) والأُمراء فَجَرةٌ. (٢٠) والوزراءُ كَذَبة. (٢١) والأُمناء خَونة. (٢٢) والأعوان ظلمة. (٢٣) والقُرَّاء فَسَقة. (٢٤) وظَهرَ الْجَوْر. (٢٥) وكثر الطَّلاق. (٢٦) وبدأ الفجور. (٢٧) وقُبِلت شهادةُ الزور. (٢٨) وشُرِبت الخمور. (٢٩) ورُكبَت الذكور الذكور. (٣٠) واستغنت النِّساء بالنِّساء. (٣١) واتَّخذوا الفيءَ مغنماً. (٣٢) والصَّدقة مَغرماً (٣٣) واتُّقي الأشرار مخافةَ ألسنتهم. (٣٤) وخرجَ السفياني من الشَّام. (٣٥) واليماني من اليمن. (٣٦) وخُسِف خَسفٌ بالبيداء بين مكَّة والمدينة. (٣٧) وقَتْلُ غلامٍ من آلِ محمَّد بين الركن والمقام. (٣٨) وصاحَ صايحٌ من السماء: بأنَّ الحقَّ معه ومع أتباعه. (٣٩) فعند ذلك خروجُ قائمنا، فإذا خرجَ أسندَ ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: (بقيَّة اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، ثمَّ يقول: أنا بقيَّة الله وخليفته وحُجَّتُه عليكم، فلا يُسَلِّمُ مُسَلِّمٌ عليه إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّة الله في الأرض، فإذا اجتمع عند العقد، وعشرة ألف رجل، فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا أحدٌ ممَّن يعبدُ غير الله إلاَّ آمن به وصدَّقه، وتكون المِلَّة واحدة مِلَّة الإسلام، وكلمَّا كان في الأرض من معبود سوى الله فيُنزِلُ عليه ناراً من السَّماء فتُحرِقه).
[ثمَّ قال في آخر كلامه]: قال بعض [العلماء و] أهل الأثر: المهدي هو القائم المنتظر [قال]: وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره، وستُسفِر ظلمة الأيَّام والليالي بسفوره، وتنجلَّى برؤيته الظُّلَمُ انجلاء الصبح من ديجوره، ويخرج من سِرَارِ الغيبة فيملأ القلب بسروره، ويسري عدله في الآفاق فيكون أضوأ من البدر المنير في مسيره.
المؤلِّف:
إلى هنا انتهى حديث ابن الصبَّاغ، ومن راجع هذا الحديث والحديث الذي أخرجه الشبلنجي في نور الأبصار عَرَفَ الفَرْق بينهما؛ فإنَّ في هذا الحديث ذَكر أموراً لم تُذكر في نور الأبصار؛ وذلك سبَبُ إخراجِنا للحديث ثانياً، ونشكر الله على هذا التوفيق.
١١٥- وفي فرائد السمطين لإبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، أخرج بسنده المتَّصِل عن أُبيْ بن كعب أنَّه قال: لمَّا بيَّن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أحوال المهدي (عليه السلام)، سأله أُبي و[قال]: وما علامته ودلالته؟ فقال له النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(... له عَلَمٌ إذا حانَ وقتُ خروجه، انتشر ذلك العَلَمُ من نفسه، وأنطقه الله عزَّ وجلَّ، فناداه العَلَم: أخرج يا وليَّ الله، أقتُل أعداء الله، قال: وهما: رايتان وعلامتان، وله سيف مُغْمَد، فإذا حان وقت خروجه اقتُلِع ذلك السيف من غَمدِه وأنطقه الله عزَّ وجلَّ فناداه السيف: أخرج يا وليَّ الله، فلا يحلُّ لك أن تَقعُد عن أعداء الله، فيخرج فيقتل أعداء الله حيث ثَقِفهم، ويُقيم الحدود، ويحكم بحكم الله...). الحديث. وله بقيَّة تقدَّم بعضه في باب (٢٨).
المؤلِّف:
ورد في كُتب علماء أهل السنُّة، وكُتب علماء الإماميِّة أوصاف عَلَمِ الإمام المهدي (عليه السلام)، ومن جملتها ما أخرجه السيوطي في كتابه العرف الوردي، وهذا نصُّه - في العرف الوردي، ج٢، ص٧٥ - قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن عبد الله بن شريك [أنَّه قال]:
(مع المهدي رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) المُعلَّمَة).
وفيه أيضاً قال: وعن ابن سيرين قال: (على رايةِ المهدي مكتوب: البيعة لله).
وفي القول المختصر - لابن حجر - قال:
الثالثة والعشرون: يخرج [أي: الإمام المهدي (عليه السلام)] براية النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، من مَرطٍ، مُعلَّمة سوداء مُربعة، لم تُنشر مُنذُ توفِّيَ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، ولا تُنشر حتَّى يخرج المهدي.

الخَاتِمة

خاتمةٌ لازِمةٌ، نذكر فيها بحول الله وقوَّته بعض أولاد آدم (عليه السلام) المُعمِّرين من الأنبياء والملوك وغيرهم؛ لدفع الاستبعاد لبقاء خاتم الأوصياء المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند جمهور أهل السنُّة.
فنقول أوَّلاً: العِلمُ الجديد في هذا العصر يُثبت أنَّ البشر قابلٌ للبقاء إلى ألف السنين، وذكروا لذلك أدلَّة، وذكروا بعض المعمِّرين، ونحن نذكُر أدلَّتهم وما ذكروا من المعمِّرين، بعد أن نذكر ما في كُتب علماء أهل السنُّة والإماميَّة.
أقوى الأدلَّة: كلام الله المجيد في نوح (عليه السلام)، ففي سورة العنكبوت آية (١٣ - ١٥) قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ ألف سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).
المؤلِّف:
ورد في القرآن الكريم مئة واثنين وعشرين آية في نوح (عليه السلام)، في سورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة هود، وسورة الأنبياء، وسورة المؤمنون، وسورة الفرقان، وسورة الشعراء، وسورة العنكبوت، وسورة الصافات، وسورة المؤمن، وسورة القمر، وسورة نوح، فإنَّ تمام السورة في أحواله (عليه السلام)، وهي السورة (٧١) من سور القرآن التي هي (١١٤) سورة.
المؤلِّف:
الأحاديث المرويَّة عن أهل البيت (عليهم السلام) في عمر نوح (عليه السلام) كثيرة وإليك بعضها: ففي كتاب البرهان، ج٢، ص٨٠٤، أخرج بسنده عن ابن بابويه حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدَّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمَّد (عليهما السلام) قال:
(عاشَ نوحٌ (عليه السلام) ألفي سنةٍ وخمسمئة سنة، منها ثمانمئة سنة وخمسونَ سنة قَبل أن يُبعث، وألفَ سنةٍ إلاَّ خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، ومئتا سنةٍ في عمل السفينة، وخمسمئة عام بعد ما نزل من السفينة ونَضَب الماء، فمصَّر الأمصار، وأسكن ولده البلدان).
وفي حديث آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(عاش نوح (عليه السلام) بعد الطوفان خمسمئة سنة، ثمَّ أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا نوح: إنَّه قد انقضت نبوَّتك، واستكملت أيَّامك، فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوَّة التّي معك فادفعها إلى ابنك سام؛ فإنِّي لا أترك الأرض إلاَّ وفيها عالم تُعرف طاعتي به، وتُعرف به هداي، ويكون نجاة فيما بين مَقبَض النَّبي ومبعث النَّبي الآخر، ولم أكن أترُك الناس بغير حُجَّةٍ لي، وداعٍ إليَّ، وهادٍ إلى سبيلي، وعارف بأمري، فإنِّي قد قضيت أن أجعل لكلِّ قومٍ هادياً أهدي به السعداء، ويكون حجَّةً لي على الأشقياء، قال: فدفع نوح (عليه السلام) الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة إلى سام، وأمَّا حام ويافث لم يكن عندهما عِلمٌ ينتفعان به، قال: وبشَّرهم نوحٌ (عليه السلام) بهودٍ (عليه السلام) وأمرهم باتِّباعه، وأمرهم أن يفتحوا الوصية في كلِّ عامٍ وينظروا فيها ويكون عيداً لهم).
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
(عاش نوح ألفي سنة وثلاثمئة سنة...). الحديث.
المؤلِّف:
لعلَّ الراوي اشتبه في المُدَّة أو إنَّ حديثه غير كامل في تعيين سنين عمر نوح (عليه السلام).
وقال الخازن في تفسيره، ج٣، ص٤١٨، المطبوع سنة (١٣١٧ هـ): إنَّ نوحاً (عليه السلام) عاش ألفاً وخمسين عاماً، ثمَّ قال: وقيل غير ذلك في عمره.
وقال النسفي في تفسيره، ج٣ المطبوع بهامش تفسير الخازن، ج٣، ص٤١٨: كان عمر نوح (عليه السلام) ألفاً وخمسين سنة، بُعِث على رأس أربعين سنة، ولبث في قومه تسعمئة وخمسون سنة، وعاش بعد الطوفان ستِّين سنة، قال: وعن وهب: إنَّه عاش ألفاً وأربعمئة سنة، وفيه قال: إنَّ أصحاب السفينة من أولاده وغيرهم كانوا ثمان وسبعين نفساً، نصفهم ذكور ونصفهم إناث: منهم أولاد نوح: سام، وحام، ويافث ونسائهم.
المؤلِّف:
اشتبه النسفي - في تفسيره - في تعيين عمر نوح (عليه السلام) بعشر سنين.
وفي تفسير القرطبي، ج١٣، ص٣٣٢ – ٣٣٣، عند تفسير سورة العنكبوت قال:
اختلفوا في عمر نوح (عليه السلام)، فقال عون بن شدَّاد والحسن البصري: إنَّ عمره (عليه السلام) بلغ ألفاً وستمائة وخمسون سنة (١٦٥٠)، وقال وهب: إنَّ عمر نوح (عليه السلام) بلغ ألفاً وأربعمئة سنة (١٤٠٠)، وقال كعب الأحبار: إنَّ عمر نوح (عليه السلام) بلغ تسعمئة وخمسون سنة (٩٥٠) قال: ووُلِد نوح (عليه السلام) بعد أن مضى من عمر آدم (عليه السلام) تسعمئة وأربعون سنة (٩٤٠).
ثمَّ ذكر القرطبي نسب نوح هكذا فقال: كان نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس وهو أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (عليه السلام)، وكان اسم نوح - السكن - وولد له سام وحام ويافث، فولد سام: العرب، وفارس، والروم...، وولد حام: القبط، والسودان، والبربر، وولد يافث: الترك، والصقالبة، ويأجوج ومأجوج... وكان لنوح ولد رابع اسمه كنعان وهو الذي لم يركب مع أبيه السفينة فغرق والعرب تسمِّيه يام.
وفي تفسير الدرُّ المنثور، ج٥، ص١٤٣، ذكر ما قيل في عمر نوح (عليه السلام)، وهذا نصُّه - عن عكرمة - قال: كان عمر نوح (عليه السلام) - قبل أن يُبعث إلى قومه وبعد أن بُعث - ألفاً وسبعمئة سنة (١٧٠٠).
وقال ابن عباس: بُعث نوح وهو ابن أربعين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً يدعوهم إلى الله، وعاش بعد الطوفان ستِّين سنة.
المؤلِّف:
فعمُره على قول ابن عباس: ألف سنة وخمسون عاماً، وقال ابن عمر: لبث نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وقال عون بن شدَّاد: إنَّ الله أرسل نوحاً (عليه السلام) إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمئة سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، ثمَّ عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمئة سنة، فعليه يكون عمره ألف وستمئة وخمسون سنة (١٦٥٠).
المؤلِّف:
فعمره (عليه السلام) على قولٍ: ألف وسبعمئة سنة، وعلى قول: ألف وستمئة وخمسون سنة، وعلى قول: ألف وخمسون سنة، وعلى قول: تسعمئة وخمسون سنة.
وفي تفسير الكشَّاف للزمخشري الشافعي، ج٢، ص١٧٦، قال: كان عمر نوح (عليه السلام) ألفاً وخمسين سنة، قال: وعن وهب أنَّه عاش ألفاً وأربعمئة سنة، قال: وكان عدد مَن حملهم نوح (عليه السلام) في السفينة ثمانية وسبعين نفساً، نصفهم ذكور ونصفهم إناث، منهم أولاد نوح (عليه السلام) سام وحام ويافث ونسائهم.
قال: وعن محمَّد بن إسحاق [إنَّهم] كانوا عشرة، خمسةُ رجال وخمسُ نسوة، قال: وقد رويَ عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): [إنَّهم] كانوا ثمانية، نوح وأهله وبنوه الثلاثة.
وفي تفسير القرطبي، ج٩، ص٤٤، قال: حمل نوح في سفينته من أولاد آدم سبعين رجلاً وأربعين امرأة، وفيه أنَّ نوح (عليه السلام) حمل معه في السفينة من جميع الشجر، وكان العَجوة من الجنَّة مع نوح في السفينة، أي: من نخل العجوة.
وقال في، ج٩، ص٤٨، قال ابن عباس: نوح آدم الأصغر، فجميع الخلائق الآن من نسله، ولم يكن معه في السفينة من الرجال والنساء ألاَّ من كان من ذُرِّيته على قول قتادة وغيره، وقال الله تعالى - في القرآن -: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ) بعد الطوفان.
وفي تفسير أبي الفتوح الرازي، ج٤، ص٢٣١، طبع سنة ١٣٥٤هـ، قال: قال ابن عباس:
إنَّ الله أرسل نوحاً وله من العمر أربعون سنة، وكان في قومه قبل الطوفان ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وبقي بعد الطوفان حتَّى تناسلوا وزادوا.
وقال فيه أيضاً: قال العلاَّمة الشيخ أبو جعفر بن بابويه في كتاب النبوَّة: عاش نوح ألفين وخمسمئة عاماً، قال: قال له ملك الموت (عليه السلام): يا شيخ الأنبياء: كيف وجدت الدنيا؟ قال [وجدت الدنيا]: كبيت له بابان دخلت بأحدهما وخرجت من الآخر.
وفي البحار، ج١١، ص٢٨٥، الطبعة الجديدة سنة، قال - في أمالي الصدوق -: أخرج بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام):
(إنَّ نوحاً عاش ألفي سنة وخمسمئة سنة، ثمانمئة وخمسون سنة (٨٥٠) قبل أن يُبعث، وألف سنة إلاَّ خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، ومئتا عامٍ في عمل السفينة، وخمسمئة عامٍ بعدما نزل من السفينة ونَضبَ الماء [أي: غار الماء في الأرض] فمصَّر الأمصار وأسكن ولده البلدان.
وفي قصص الأنبياء مثله، وفي إكمال الدين وإتمام النعمة مثله، وفي مجمع البيان مثله، وفي إكمال الدين وإتمام النعمة ذكر حديثاً آخر وهو أنَّ نوحاً (عليه السلام) عاش ألفي سنة وأربعمئة وخمسين عاماً.
وفي إثبات الوصيَّة للمسعودي، ص١٧، قال: قُبض نوح (عليه السلام) وله ألف وأربعمئة وخمسين عاماً، وقال أيضاً وفي خبر آخر: إنَّ نوحاً كان عمره حين بُعث ثمانمئة وخمسين سنة (٨٥٠)، ولبث في قومه تسعمئة سنة، وعاش بعد خروجه من السفينة خمسمئة سنة، فكان عمره ألفين وثلاثمئة سنة، قال: ورويَ أنَّه (عليه السلام) عاش ألفين وثمانمئة سنة.
المؤلِّف:
الحديث الصحيح المروي عن أهل البيت (عليهم السلام) يُثبت أنَّ نوحاً (عليه السلام) عاش ألفين وخمسمئة عاماً، ولكن الأقوال في عمر نوح (عليه السلام) على ما يظهر في الأقوال المتقدِّمة [ثمانية]:
الأوَّل: ألفين وثمانمئة سنة (٢٨٠٠).
الثاني: - وهو قول أهل البيت وأهل القرآن (عليهم السلام) - ألفين وخمسمئة سنة (٢٥٠٠).
الثالث: ألفين وأربعمئة وخمسين سنة (٢٤٥٠).
الرابع: ألف وسبعمئة سنة (١٧٠٠).
الخامس: ألف وستمئة وخمسون سنة (١٦٥٠).
السادس: ألف وأربعمئة سنة (١٤٠٠).
السابع: ألف وخمسون سنة (١٠٥٠).
الثامن: تسعمئة وخمسون سنة (٩٥٠).
قال المجلسي (عليه الرحمة): القول الثاني أصحُّ الأقوال؛ لأنَّه قول أهل البيت (عليهم السلام)، وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، فلا يَصدُر منهم إلاَّ الصدق، وعلومهم موروثة من جدِّهم الرسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحي يوحى، فكلام أهل البيت يُثبت أنَّ البشر من أولاد آدم (عليه السلام) يمكن أن يعيشَ آلاف السنين كما عاش نوح (عليه السلام)، فلا استبعاد في بقاء الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) إلى هذا الزمان، فيكون عمره (عليه السلام) ألف ومئة وثلاثون سنة (١١٣٠) لأنَّه وُلد (عليه السلام) - على قول علماء الإماميِّة وغيرهم - سنة مئتين وثمانية وخمسين هجرية، وقَبلَ سنة ألف ومئتين وخمس وخمسين، فلا استبعاد في أن يطوِّل الله عمر وليَّه صاحب العصر والزمان (عليه السلام) كما طوَّل عمر نبيه نوح (عليه السلام).
المؤلِّف:
ومن المعمِّرين: الخضر (عليه السلام)، ففي إكمال الدين وإتمام النعمة، ص٢١٩، كان اسم الخضر، خضرويه بن قابيل بن آدم، ويقال: خضرون أيضاً، ويقال: خلعبا، وإنَّما سمِّيَ الخضر لأنَّه جلس على أرض بيضاء فاهتزَّت خضراء؛ فسمِّي الخضر لذلك، وهو أطول الآدمييِّن عمراً.
والصحيح أنَّ اسمه إلياس بن ملكان بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح، كما في بحار الأنوار، ج١٣، ص٣٠٣، الطبعة الثانية، وفيه أيضاً ج١٣، ص٢٨٦ نقلاً من علل الشرايع، ص٣١- ٣٢، بسنده عن جعفر بن محمَّد (عليهما السلام) أنَّه قال:
(إنَّ الخضر كان نبيَّاً مُرسلاً، بعثه الله تبارك وتعالى إلى قومه، فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته أنَّه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلاَّ أزهرت خضراء؛ وإنَّما سُمِّيَ خضراً لذلك، وكان اسمه تاليا بن ملكان بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام) وإنَّ موسى لمَّا كلَّمه الله تكليماً وأنزل عليه التوراة وكتب له في الألواح من كلِّ شيء موعظةً وتفصيلاً لكلِّ شيء، وجعل آيته في يده وعصاه، وفي الطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم، وفلق البحر وغرَّق الله عزَّ وجلَّ فرعون وجنوده؛ عَمِلَتِ البشريَّة فيه حتَّى قال في نفسه: ما أرى أنَّ الله عزَّ وجلَّ خلق خلقاً أعلمَ منِّي، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إلى جبرئيل: يا جبرئيل: أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك، وقل له: إنَّ عند مُلتقى البحرين رجلاً عابداً فاتَّبعه وتعلَّم منه، فهبط جبرئيل على موسى بما أمره به ربُّه عزَّ وجلَّ، فعلَّم موسى (عليه السلام) أنَّ ذلك لِمَا حدَّث به نفسه، فمضى هو وفتاه يوشع بن نون حتَّى انتهيا إلى مُلتقى البحرين، فوجدا هناك الخضر (عليه السلام) يتعبَّد الله عزَّ وجلَّ كما قال الله عزَّ وجلَّ: (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) قال له الخضر: (قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) لأنِّي وكِّلتُ بعلمٍ لا تُطيقه، ووكِّلتَ أنت بعلمٍ لا أُطِيقه، قال موسى: بل أستطيعُ معك صبراً، فقال الخضر: إنَّ القياس لا مجال له في علم الله وأمره (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) قال موسى: (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْراً) فلمَّا استثنى المشيَّة قِبِلَهُ، قال: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)، فقال موسى (عليه السلام): لك ذلك عليَّ: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) الخضر (عليه السلام)، فقال موسى (عليه السلام): (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)، قال: (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)، قال موسى: (قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ [أي: بما تركتُ من أمرك] وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً، فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ) الخضر (عليه السلام)، فغضب موسى وأخذ بتلابيبه، وقال له: (قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً)، قال له الخضر: إنَّ العقول لا تحكم على أمر الله تعالى ذكره، بل أمر اللهٍ يحكم عليها، فسلِّم لما ترى منِّي واصبر عليه، فقد كنتُ عَلِمتُ أنَّك لن تستطيع معي صبراً، قال موسى: (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً)، (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ [وهي الناصرة وإليها تُنسب النَّصارى] اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) فوضع الخضر (عليه السلام) يده عليه فأقامه، فقال له موسى: (فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) قال له الخضر: (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) فقال: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)، فأردتُ بما فعلت أن تبقى لهم، ولا يَغصِبهم الملك عليها، فنسب الإبانة في هذا الفعل إلى نفسه، لِعلَّةِ ذكر التعييب؛ لأنَّه أراد أن يعيبها عند الملك إذا شاهدها، فلا يَغصِبَ المساكين عليها، وأراد الله عزَّ وجلَّ صلاحهم بما أمره به من ذلك [ثمَّ قال]: (وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ) وطلع على الكفر [وطُبِع على الكفر] وعلم الله تعالى ذكره أنَّه إن بقيَ كَفَرَ أبواه وافتتنا به وضلاَّ بإضلاله إيَّاهما، فأمرني الله تعالى ذكره بقتله، وأراد بذلك نقلهم إلى محلِّ كرامته في العاقبة، فاشترك بالإبانة بقوله: (فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)، وإنَّما اشترك في الإبانة لأنَّه خشَي - والله لا يخشى - لأنَّه لا يفوته شيء، ولا يمتنع عليه أحد أراده، وإنَّما خشيَ الخضر من أن يُحال بينه وبين ما أُمِر فيه، فلا يدرك ثواب الإمضاء فيه، ووقع في نفسه أنَّ الله تعالى ذكره جعله سبباً لرحمة أبوي الغلام، فعمل فيه وسط الأمر من البشريَّة، مثل ما كان عمل في موسى (عليه السلام)؛ لأنَّه صار في الوقت مُخبِراً، وكليم الله موسى (عليه السلام) مُخبَراً، ولم يكن ذلك باستحقاق للخضر (عليه السلام) للرتبة على موسى (عليه السلام) وهو أفضل من الخضر، بل كان لاستحقاق موسى للتبيين [ثمَّ قال]:
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) ولم يكن ذلك الكنز بذهب ولا فضَّة، ولكن كان لوحاً من ذهب فيه مكتوب: عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟! عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟! عجب لمن أيقن أنَّ البَعث حقٌّ كيف يظلم؟! عجب لمن يرى الدنيا وتصرُّف أهلها حالاً بعد حال كيف يطمئنُّ إليها؟! [قال]: وكان أبوهما صالحاً كان بينهما وبين هذا الأب الصالح سبعون أباً فحفظهما الله بصلاحه، ثمَّ قال: (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا) فتبرَّأ من الإبانة في آخر القصص، ونسب الإرادة كلَّها إلى الله تعالى ذكره في ذلك؛ لأنَّه لم يكن بقيَ شيءٌ ممَّا فعله فيُخبِر به بعدُ، ويصيرَ موسى (عليه السلام) مُخبَراً ومُصغِياً إلى كلامه تابعاً له، فتجرَّد من الإبانة والإرادة تجرُّد العبد المخلص، ثمَّ صار متَّصلاً (متنصِّلاً) ممَّا آتاه من نسبة الإبانة في أوَّل القصَّة، ومن ادِّعاء الاشتراك في ثاني القصَّة فقال: (رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً)، ثمَّ قال جعفر بن محمَّد (عليهما السلام): إنَّ أمر الله تعالى ذكره لا يُحمل على المقائيس، ومَن حمل أمرَ الله على المقائيس هَلك وأهَلك، إنَّ أوَّل معصية ظهرت: الإبانة من إبليس اللعين، حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لآدم، فسجدوا وأبى إبليس اللعين أن يسجد، فقال عزَّ وجلَّ: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) فكان أوَّلَ كفره قوله: (أنا خير منه) ثمَّ قياسه بقوله: (خلقتني من نار وخلقته من طين) فردَّه الله عزَّ وجلَّ عن جواره ولعنه وسمَّاه رجيماً، وأقسم بعزَّته لا يقيس أحدٌ في دينه إلاَّ قرَنه مع عدوِّه إبليس في أسفل درك من النار).
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر الصدوق (عليه الرحمة) أنَّ موسى (عليه السلام) لم يُدرك أفعال الخضر (عليه السلام) وأسبابه لولا إخبار الخضر بذلك، وقال فيه: لا يجوز القياس للأنبياء العارفين بالعلوم فكيف يجوز للجُهَّال، فالقياس أمرٌ باطل.
إلى هنا انتهى ما في عِلل الشرايع من، ص٣١ – ٣٢، ثمَّ إنَّ المجلسي (عليه الرحمة) أخذ في شرح الحديث وبيان مشكلاته، وبه يُعرف معنى الحديث وألفاظه المُشكِلة، فجزاه الله أحسن الجزاء فيها من أهل البيت (عليهم السلام)، ولولاه لضاع الدين بضياع الكتب التي كان فيها أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ضاع أكثرها وما في أيدينا قليل من كثير، راجع كتاب الذريعة للعلاَّمة الحاج شيخ أغا بزرك الطهراني حتَّى تعرف ما كتب أصحاب الأئمَّة (عليهم السلام) في الأحاديث، وما وصل إلينا منها وما فُقِد منها؛ لأمورٍ لا يمكن إظهارها.
وممَّا ذكر المجلسي في البحار في شرح الحديث الشريف قال: والمراد بالإبانة في المواضع: إمَّا طلب الامتياز وإظهار الفضل، أو إظهار أصل الفعل، [قال]: وربَّما يُقرأ (الأنانيَّة) في المواضع.
وفي الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، طبع النجف الأشرف، ص٢٨١ قال: قال الشيخ أبو عبد الله محمَّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان، في الباب (٢٥)، من الدلالة على كون المهدي (عليه السلام) حيَّاً باقياً مُنذُ غيبته وإلى الآن، وأنَّه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى بن مريم، والخضر، وإلياس من أولياء الله تعالى، وبقاء الأعور الدجَّال، وإبليس اللعين من أعداء الله -:
هؤلاء قد ثبت بقائُهم بالكتاب والسنَّة، أمَّا عيسى (عليه السلام) فالدليل على بقائه قوله تعالى - في سورة النساء آية (١٥٩) -: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ولم يؤمن به منذُ نزلت هذه الآية وإلى يومنا هذا أحدٌ، فلا بدَّ أن يكون هذا في آخر الزمان.
وأمَّا السنُّة: فما رواه مسلم في صحيحه عن ابن سمعان في حديث طويل في قصَّة الدجَّال، قال:
(... فينزِلُ عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين واضعاً كفَّيه على أجنحةِ مَلَكين...).
وأيضاً ما تقدَّم من قوله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).
وأمَّا الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض، وأيضاً ما رواه مسلم في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري قال: حدَّثنا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) حديثاً طويلاً عن الدجَّال، وكان فيما حدَّثنا أنَّه قال:
(يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل نِقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرجُ إليه يومئذٍ رجلٌ هو خيرُ الناس - أو من خير الناس - فيقول...
الدجَّال: أرأيتم إن قَتلتُ هذا ثمَّ أحييته أتشكون في الأمر؟! فيقولون: لا، قال: فيقتله ثمَّ يحييه! فيقول حين يحييه: والله ما كُنتُ فيك قطُّ أشدُّ بصيرةً منِّى الآن، قال: فيُرِيد الدجَّال أن يقتُله فلا يُسلَّط عليه).
قال أبو إسحاق: يقال: إنَّ هذا الرجل هو الخضر (عليه السلام). هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سُقناه سواء. وأمَّا الدليل على بقاء إبليس اللعين فآي الكتاب العزيز وهو قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ).
وأمَّا بقاء المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الكتاب والسنَّة، أمَّا الكتاب فقد قال سعيد بن جبير: - في تفسير قوله تعالى -: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة التوبة، آية (٣٣)، قال:
(هو المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام)).
وقال مقاتل بن سليمان: - ومن تابعه من المفسِّرين - في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) سورة الزُّخرف آية (٦١)، قال:
(هو المهدي، يكونُ في آخر الزَّمان، وبعد خروجه يكون أمارات ودلالاتُ السَّاعةِ وقيامِها).
وفي تذكرة الخواص للعلاَّمة الشهير سبط ابن الجوزي، وهو أبو المظفر يوسف شمس الدين الحنفي المتوفَّى سنة (٦٥٤)، طبع سنة ١٣٦٩ هـ، في ص٣٧٣، قال: قال السدِّي:
يجتمع المهدي وعيسى بن مريم، فيجيء وقت الصلاة، فيقول المهدي لعيسى: تقدَّم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة، فيصلِّي عيسى وراءه مأموماً [ثمَّ قال سبط ابن الجوزي]: قلت: فلو صلَّى المهدي خلف عيسى لم يَجُز لوجهين:
أحدهما: لأنَّه يخرج من الإمامة بصلاته مأموماً فيصيرُ تبعاً.
والثاني: لأن النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) قال: (لا نبيَّ بعدي). وقد نسخ جميع الشرايع، فلو صلَّى عيسى بالمهدي لتدنَّس وجه: (لا نبي بعدي) بغبار الشُّبة.
[قال]: وعامَّة الإماميِّة على أنَّ الخلف الحُجَّة موجود، وأنَّه حيٌّ يُرزق، يحتجُّون على حياته بأدلَّة، منها: أنَّ جماعة طالت أعمارهم كالخضر، وإلياس فإنَّه لا يُدرى كم لهما من السنين، وأنَّهما يجتمعان كلَّ سنة فيأخذ هذا من شعر هذا، وهذا من شعر هذا.
المؤلِّف:
هذه النسبة إلى الإماميِّة غير صحيحة؛ فإنَّ الإماميِّة لا تقول بما نسبه إليهم في أمر الخضر (عليه السلام) وإلياس، وأخذ كلِّ واحد من شعر الآخر، بل يعتقدون أنَّ الخضر وإلياس شخصٌ واحد، وأنَّ الخضر (عليه السلام) اسمه إلياس، ولُقِّب بالحضر لأنَّه كان من إعجازه أنَّه أيَّ مكانٍ كان يجلس كان يخضرُّ ذلك المكان، وقد تقدَّم تفصيله في هذه الخاتمة.
[وعلى كلٍّ] قال: وفي التَّوراة أنَّ ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة، والمسلمون يقولون: ألفاً وخمسمئة سنة، قال: وقال محمَّد بن إسحاق: عاش عوج بن عناق ثلاثة آلاف سنة وستمئة سنة، ولد في حجر آدم، وعناق أُمُّه، وقتله موسى بن عمران، وأبوه سيحان.
وعاش الضَّحاك وهو - بيورشب - ألف سنة، وكذلك طهمورث، وأمَّا الأنبياء [المعمِّرون] فخلق كثير [منهم] بلغوا الألف، وزادوا عليها، كآدم، ونوح، وشيث ونحوهم، وعاش قينان تسعمئة سنة، وعاش مهلائيل ثمانمئة سنة، وعاش نُفيل بن عبد الله سبعمئة سنة، وعاش سطيح الكاهن - واسمه ربيعة بن عمرو - ستمئة سنة، وعاش عامر بن الضَّرب خمسمئة سنة - وكان حاكم العرب - وكذلك تيم الله بن ثعلبة، وكذا سام بن نوح، وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربعمئة سنة، وكذا أرفخشد، وعاش قس بن ساعدة ثلاثمئة وثمانين سنة، وعاش كعب بن جمعة الدّوسي ثلاثمئة وتسعين سنة، وعاش سلمان مئتين وخمسين سنة - وقيل ثلاثمئة - في خلق يطول ذكرهم، انتهى كلام سبط ابن الجوزي الحنفي.
وفي كتاب (البيان) في أخبار صاحب الزمان، تأليف العلاَّمة الحافظ أبو عبد الله محمَّد بن يوسف بن محمَّد الكنجي الشافعي، المتوفَّى سنة (٦٥٨ هـ)، في الباب الخامس والعشرين، قال: ولا امتناع في بقائه [أي: المهدي (عليه السلام)] بدليل بقاء عيسى وإلياس والخضر من أولياء الله، وبقاء الدجَّال وإبليس الملعونين أعداء الله تعالى، [قال]: وهؤلاء قد ثَبت بقائهم بالكتاب والسنَّة، وقد اتَّفقوا عليه، ثمَّ أنكروا جواز بقاء المهدي وها أنا أبيِّن بقاء كلِّ واحد منهم، فلا يُسمع بعد هذا لعاقل إنكار جواز بقاء المهدي (عليه السلام).
قال الكنجي: وإنَّما أنكروا بقائه لوجهين:
أحدهما: طول الزَّمان.
والثاني: إنَّه في سرداب من غير أن يقوم أحدٌ بطعامه وشرابه، وهذا يمتنع عادة.
قال مؤلِّف الكتاب - محمَّد بن يوسف الكنجي -: بحول الله وبعون الله نبتدئ، وإيَّاه نستكفي، وما توفيقي إلاَّ بالله جلَّ جلاله.
أمَّا عيسى (عليه السلام) فالدليل على بقائه قوله تعالى - في سورة النساء، آية (١٥٧) -: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)، ولم يؤمن به أحد مُنذُ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا، ولا بدَّ أن يكون ذلك في آخر الزمان.
وأمَّا السنُّة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصَّة الدجَّال، قال:
(فينزِلُ عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء، شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعاً كفِّيه على أجنحةِ ملَكين). وأيضاً ما تقدَّم من قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (كيف أنتم إذا نزلَ ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).
وأمَّا الخضر وإلياس، فقال ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض، وأيضاً فما رواه مسلم في صحيحه كما أخبر الحافظ محمَّد بن أبي جعفر القرطبي، والعدل الحسن بن سالم بن علي وغيرهما بدمشق، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن علي بن صدقة، أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن الفضل، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر، أخبرنا إبراهيم بن محمَّد، أخبرنا الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجَّاج، حدَّثني عمرو الناقد والحسن الخلواتي، وعبد بن حميد قالوا: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدَّثنا أبو صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عبد الله بن عتبة، أنَّ أبا سعيد الخدري قال: حدَّثنا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): يوماً حديثاً طويلاً عن الدجَّال فكان فيما حدَّثنا قال:
(يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي يلي المدينة، فيخرج إليه يومئذٍ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول له: أشهد أنَّك الدجَّال الذي حدَّثنا رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) حديثه، فيقول الدجَّال: أرأيتم إن قتلت هذا ثمَّ أحييته أتشكون في الأمر؟! فيقولون: لا، فيقتله، ثمَّ يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنتُ فيك قطُّ أشدُّ بصيرة منِّي الآن، قال: فيريد الدجَّال أن يقتله [ثاني] فلا يُسلَّط عليه).
قال أبو إسحاق: - [وهو] إبراهيم بن سعد [إبراهيم بن محمَّد بن سعد] - يقال: إنَّ هذا الرجل هو الخضر [أي: الرجل الذي قتله ثمَّ أحياه، ثمَّ قال ما قال].
المؤلِّف:
إنَّ العلاَّمة الكنجي الشافعي بعد أن استدلَّ على بقاء الخضر (عليه السلام) أخذ في إثبات وجود الدجَّال، واستدلَّ عليه بما لا يُحتاج إليه ولا فائدة في معرفته، ثمَّ أخذ في جواز بقاء الإمام المهدي (عليه السلام) وقال:
أمَّا بقاء المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الكتاب والسنَّة:
أمَّا الكتاب: فقد قال سعيد بن جبير (عليه الرحمة) في تفسيره قوله تعالى عزَّ وجلَّ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، في سورة التُّوبة، آية (٣٣)، قال:
(هو المهدي من عترة فاطمة (عليها السلام)).
قال: وقال مقاتل بن سليمان - ومن شايعه من المفسِّرين - في تفسير قوله عزَّ وجلَّ: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) الزُّخرف آية (٦١) قال:
(هو المهدي (عليه السلام)، يكون في آخر الزمان، وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها).
[قال]: وأمَّا السنُّة [الدالَّة على بقاء الإمام المهدي (عليه السلام)] فما تقدَّم في كتاب (البيان) في أخبار صاحب الزمان، قبل الباب (٢٥) من الأخبار الصحيحة الصريحة في إثبات وجوده وبقائه إلى أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً [ثمَّ قال].
وأمَّا الجواب عن طول الزمان فمن حيث النصُّ والمعنى.
أمَّا النصُّ: فما تقدَّم من الأخبار على أنَّه لابدَّ من وجود ثلاثة في آخر الزمان، وإنَّهم ليس فيهم متبوع غير المهدي، بدليل أنَّه إمام الأُمَّة في آخر الزمان، وأنَّ عيسى [بعد أن ينزل من السماء] يصلِّي خلفه - كما رويَ في الصحاح - ويُصدِّقه في دعواه.
المؤلِّف:
عقدنا باباً خاصَّاً في الأحاديث الدالَّة على أنَّ عيسى (عليه السلام) يصلِّي خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، وهو الباب (٢٩) من كتابنا المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند جمهور أهل السنُّة، وقد ذكرنا لإثباته خمسة وخمسين حديثاً إلى يوم ٢١- ٢- ٨٨ هـ من تاريخ جمع الأحاديث في الباب.
[قال الكنجي]: والثالث هو الدجَّال اللعين وقد ثبت أنَّه حيٌّ موجود.
وأمَّا المعنى، في بقائهم لا يخلو من أحد قسمين: أمَّا يكون بقائهم في مقدور الله أو لا يكون، ومستحيل أن يخرج من مقدور الله؛ لأنَّ مَن بدأ الخلق من غير شيء وأفناه ثمَّ يُعيده بعد الفناء لابدَّ أن يكون البقاء في مقدوره، وإذا ثبت أنَّ البقاء في مقدوره تعالى فلا يخلو أيضاً من قسمين: إمَّا أن يكون راجعاً إلى اختيار الله تعالى أو إلى اختيار الأُمَّة، ولا يجوز أن يكون إلى اختيار الأُمَّة؛ لأنَّه لو صحَّ ذلك منهم لصحَّ من أحدنا أن يختار البقاء لنفسه ولولده، وذلك غير حاصل لنا، غير داخل تحت مقدورنا، فلا بدَّ من أن يكون راجعاً إلى اختيار الله سبحانه، ثمَّ لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين أيضاً: إمَّا أن يكون لسبب، أو لا يكون لسبب، فإن كان لغير سبب كان خارجاً عن وجه الحكمة، وما خرج عن وجه الحكمة لا يدخل في أفعال الله تعالى، فلابدَّ أن يكون لسبب تقتضيه حكمة الله تعالى، [ثمَّ قال الكنجي]: وسنذكر بقاء كلِّ أحد منهم على حِدة.
أمَّا بقاء عيسى (عليه السلام) لسبب وهو قوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) سورة النساء، آية (١٥٩)، ولم يؤمن به منذُ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد، فلابدَّ أن يكون هذا في آخر الزمان.
وأمَّا الدجَّال اللعين لم يُحدِث حَدثاً منذُ عَهِد إلينا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه خارج فيكم الأعور الدجَّال، وأنَّ معه جبالاً من خبز تسير معه إلى غير ذلك من آياته، فلابدَّ أن يكون ذلك في آخر الزمان لا محالة.
وأمَّا الإمام المهدي (عليه السلام) منذُ غيبته عن الأبصار إلى يومنا هذا لم يَملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما تقدَّمت الأخبار في ذلك، فلابدَّ أن يكون ذلك مشروطاً بآخر الزمان، فقد صارت هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم، فعلى هذا اتَّفقت أسباب بقاء الثلاثة؛ لصحَّة أمرٍ معلومٍ في وقتٍ معلومٍ وهم صالحان: نبيٌّ، وإمام، وعدوِّ الله وهو الدجَّال.
وقد تقدَّمت الأخبار من الصحاح بما ذكرناه في صحَّة بقاء الدجَّال، مع صحَّة بقاء عيسى (عليه السلام)، فما المانع من بقاء المهدي (عليه السلام)، مع كون بقائه باختيار الله تعالى، وداخل تحت مقدوره سبحانه، وهو آيةُ الرسول (صلَّى الله عليه وآله)، فعلى هذا هو أولى بالبقاء من الاثنين الآخرين [الدجَّال، وعيسى (عليه السلام)]؛ لأنَّه إذا بقي المهدي (عليه السلام) كان إمام آخر الزمان، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً على ما تقدَّمت الأخبار، فيكون بقائه مصلحة للمكلَّفين ولطفاً لهم في بقائه من عند ربِّ العالمين.
والدجَّال إذا بقي فبقاءه مفسدةٌ للعالمين؛ لِمَا ذُكر من ادِّعائه الربوبيَّة، وفتكِه بالأُمَّة، ولكن في بقائه ابتلاء من الله تعالى؛ ليعلم المطيع منهم والعاصي، والمحسن من المسيء، والمصلح من المفسد، وهذا هو الحكمة في بقاء الدجَّال.
وأمَّا بقاء عيسى (عليه السلام)، فهو سببُ إيمان أهل الكتاب به للآية: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ...) الآية. والتصديق بنبوَّة سيِّدنا محمَّد سيِّد الأنبياء وخاتم النبيِّين ورسول ربِّ العالمين (صلَّى الله عليه وآله الطاهرين)، ويكون بياناً لدعوى الإمام عند أهل الإيمان ومصدِّقاً لما دعا إليه عند أهل الطغيان؛ بدليل صلاته خلفه، ونصرته إيَّاه ودعائه إلى الملَّة المحمديِّة التي هو إمام فيها.
فصار بقاء المهدي (عليه السلام) أصلاً، وبقاءُ الاثنين [الدجَّال وعيسى (عليه السلام)] فرعاً على بقائه، فكيف يصحُّ بقاءُ الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما؟! ولو صحَّ ذلك لصحَّ وجود المسبَّب من دون وجود السبب! وذلك مستحيل في العقول.
[قال]: وإنَّما قلنا إنَّ بقاء المهدي أصلٌ لبقاء الاثنين؛ لأنَّه لا يصحُّ وجود عيسى بالانفراد غيرَ ناصرٍ لملَّة الإسلام، وغير مصدِّق للإمام؛ لأنَّه لو صحَّ ذلك لكان مُنفرداً بدولةٍ ودعوةٍ، وذلك يُبطل دعوةَ الإسلام، من حيث أراد أن يكون تَبعاً فصار متبوعاً، وأراد أن يكون فرعاً فصار أصلاً، والنبي (صلَّى الله عليه وآله) قال:
(لا نبيَّ بعدي). وقال (صلَّى الله عليه وآله): (الحلالُ ما أحلَّ الله على لساني إلى يوم القيامة، والحرام ما حرَّم الله على لساني إلى يوم القيامة). (حلالُ محمَّد حلال إلى يومِ القيامة، وحرامُ محمَّد حرامٌ إلى يوم القيامة).
فلابدَّ من أن يكون [عيسى (عليه السلام)] له عوناً وناصراً ومصدِّقاً، وإذا لم يجد مَن يكون له عوناً ومصدِّقاً [لدعواه] لم يكن لوجوده تأثير، فثبت أنَّ وجود المهدي (عليه السلام) أصلٌ لوجوده، وكذلك الدجَّال اللعين لا يصحُّ وجوده في آخر الزمان، ولا يكون للأُمَّة إمام يرجعون إليه ووزير يعوِّلون عليه؛ لأنَّه لو كان [الأمر] كذلك لم يزل الإسلام مقهوراً ودعوته باطلاً، فصار وجود الإمام أصلاً لوجوده على ما قلناه.
المؤلِّف:
ثمَّ أخذ في جواب مَن قال أنَّه (عليه السلام) في السرداب من غير أن يقوم أحدٌ بطعامه وشرابه، فأجاب بجواب غير مُحتاج إليه؛ فإنَّ بقائه (عليه السلام) في السرداب أمرٌ غيرُ صحيح لم تَقُل به الإماميِّة، وهو منسوب إليهم كما نُسِب إليهم غير ذلك من الأمور التي لم تَقُل بها الشيعة الإماميِّة الاثنا عشريِّة، وهم الفرقة الحقَّة من الإماميِّة وبقيَّة الفَرِق من الإماميِّة غير مُحقَّة في فروعها وأصولها، كأمثال البُهرة وأشباههم الذين يدَّعون أنَّهم إماميَّة، وهم يؤمنون ببعضٍ ويكفرون ببعض، وقد ثبت - بالأحاديث الصحيحة المرويَّة في كُتب صحاح أهل السنُّة وكتب الإماميِّة - أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال:
(إنَّ خلفائي من بعدي اثنا عشر...).
إلى غير ذلك من الأحاديث المرويَّة في الباب، وقد جمعنا أربعين حديثاً من كتب أهل السنُّة في المطلوب سائلين الله تعالى أن يوفِّقنا لطبعه ونشره مع بقيَّة التأليفات إنَّه على ما يشاء قدير.
وقال العلاَّمة كمال الدين محمَّد بن طلحة الشافعي المتوفَّى سنة (٦٥٤ هـ) في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول)، في الباب الثاني عشر بعد ذكر أحول الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام)، ص٨٩ الطبعة الأُولى، وذَكَر الأحاديث المرويَّة في الصحاح في أحواله (عليه السلام)، وقد ذكرنا الأحاديث كلَّها في أبوابها بالمناسبة.
قال محمَّد بن طلحة: هذه الأحاديث النبويَّة الكثيرة بتعدادها، المصرِّحة بجملتها وأفرادها، مُتَّفقٌ على صحَّة أسنادها، ومجمعٌ على نقلها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإيرادها، وهي صحيحة صريحة في إثبات كون المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام)، وأنَّه من رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وأنَّه من عترته، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّ اسمه يُواطئ اسمي، وأنَّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وأنَّه من ولد عبد المطلب، وأنَّه من سادات الجنَّة، وذلك ممَّا لا نزاع فيه، غير أنَّ ذلك لا يدلُّ على أنَّ المهدي الموصوف بما ذكره (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) من الصفات والعلامات هو هذا أبو القاسم محمَّد بن الحسن الحُجَّة الخلف الصالح (عليه السلام)؛ فإنَّ ولد فاطمة (عليها السلام) كثيرون، وكلُّ مَن يُولد من ذُرِّيتها إلى يوم القيامة يصدُق عليه أنَّه من ولد فاطمة، وأنَّه من العترة الطاهرة، وأنَّه من أهل البيت (عليهم السلام)، فيحتاجون مع هذه الأحاديث المذكورة إلى زيادة دليل على أنَّ المهدي المراد هو الحجَّة المذكور ليتمَّ مرامكم.
قال محمَّد بن طلحة: فجوابه: إنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) لمَّا وصف المهدي (عليه السلام) بصفات متعدِّدة من ذكر اسمه ونسبه ومرجعه إلى فاطمة (عليها السلام) وإلى عبد المطلب، وأنَّه أجلى الجبهة أقنى الأنف، وعدَّد الأوصاف الكثيرة التي جمعتها الأحاديث الصحيحة المذكورة آنفا [في أبواب الكتاب] وجعلها علامةً ودلالة على أنَّ الشخص الذي يسمَّى بالمهدي - وثبتت له الأحكام المذكورة - هو الشخص الذي اجتمعت تلك الصفات فيه، ثمَّ وجدنا تلك الصفات المجعولة علامةً ودلالةً مجتمعةً في أبي القاسم محمَّد الخلف الصالح دون غيره، فيلزم القول بثبوت تلك الأحكام له وأنَّه صاحبها، وإلاَّ فلو جاز وجود ما هو علامةٌ ودليل ولا يُثبت ما هو مَدلُوله؛ قدح ذلك في نصبِها علامةً ودلالةً من رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم)، وذلك ممتنع.
فإن قال المُعترِض: لا يتمُّ العمل به بالعلامة والدلالة إلاَّ بعد العلم باختصاص مَن وُجِدت فيه بها دون غيره، وتعيُّنه لها، فأمَّا إذا لم يُعلم تخصيصه وانفراده بها فلا يحكم له بالدلالة، ونحن نسلِّم أنَّه من زمن رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم) إلى ولادة الخلف الصالح الحجَّة محمَّد [بن الحسن] (عليهما السلام) ما وُجِد من ولد فاطمة (عليها السلام) شخصٌ جَمَعَ تلك الصفات - التي هي العلامةُ والدلالةُ - غيره.
لكنَّ وقتَ بعثَةِ المهدي وظهوره وولايته هو في آخر أوقات الدنيا عند ظهور الدجَّال، ونزول عيسى بن مريم، وذلك سيأتي بعد مدَّة مديدةٍ، ومن الآن إلى ذلك الوقت المُتراخي المُمتدِّ أزمانَ متجدِّدة، وفي العترة الطاهرة من سلالة فاطمة (عليها السلام) كَثرةٌ يتعاقبون ويتوالدون إلى ذلك الزمان، فيجوز أن يُولد من السلالة الطاهرة والعِترة النبويَّة من يجمع تلك الصفات، فيكون هو المهدي المُشار إليه في الأحاديث المذكورة، ومع هذا الاحتمال والإمكان كيف يبقى دليلكم مختصَّاً بالحجَّة محمَّد المذكور (عليه السلام)؟.
فالجواب: أنَّكم إذا عرفتم أنَّه إلى وقت ولادة الخلف الصالح وإلى زماننا هذا لم يوجد مَن جمع تلك الصفات والعلامات بأسرها سواه، فيكفي ذلك في ثبوت تلك الأحكام له، عملاً بالدِّلالة الموجودة في حقِّه، وما ذكرتموه من احتمال أن يتجدَّد مستقبلاً في العترة الطاهرة مَن يكون بتلك الصفات، لا يكون قادحاً في إعمال الدِّلالة، ولا مانعاً من ترتيب حكمها عليها، فإنَّ دلالة الدليل راجحة لظهورها، واحتمال تجدُّد ما يعارضها مرجوح، ولا يجوز ترك الراجح بالمرجوح [المُحتمل] فإنَّه لو جوَّزنا ذلك لامتنع العمل بأكثر الأدلَّة المثبِّتة للأحكام؛ إذ ما من دليل إلاَّ واحتمال تَجدُّد ما يُعارضه متطرِّق إليه، ولم يمنع ذلك من العمل به وفاقاً.
المؤلِّف:
ثمَّ أورد محمَّد بن طلحة نظائرها لإثبات مطلوبه، وبذكرها يطول المقام، ولا نحتاج إليها لوضوح الدليل وقوَّته.
وقال في آخر كلامه: إنَّ الدلالة الراجحة لا تُترك لاحتمال المرجوح، [وقال]: ونزيده بياناً وتقريراً فنقول: لزوم ثبوت الحكم عند وجود العلامة والدلالة لمن وُجِدت فيه أمرٌ يتعيَّن العمل فيه والمصير إليه، فمَن تركه وقال: بأنَّ صاحب الصفات المراد بإثبات الحكم له ليس هو هذا، بل شخص غيره سيأتي، فقد عَدَل عن النهج القويم، ووقف نفسه موقف المُليم.
وقال محمَّد بن طلحة الشافعي - في ترك الاستبعاد في طول عمر الإمام (عليه السلام) ما يأتي بألفاظه قال: وليس بِبدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله المخلصين، ولا امتداد عمره إلى حين، فقد مدَّ الله تعالى أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه، ومن مطروديه وأعدائه.
فمن الأصفياء: عيسى، ومنهم الخضر، وخلق آخرون من الأنبياء، طالت أعمارهم حتَّى جاز كلُّ واحدٍ منهم ألف سنة أو قاربها، كنوح (عليه السلام) وغيره.
وأمَّا من الأعداء المطرودين: فإبليس والدجَّال، ومن غيرهم: كعادٍ الأُولى كان فيهم مَن يقارب الألف، وكذلك لقمان صاحب اليد، وكلُّ هذه لبيان اتِّساع القدرة الربَّانيَّة في تعمير بعض خلقه، فأيُّ مانع يمنع من امتداد عمر الصالح الخلف الناصح إلى أن يظهر فيعمل ما حكم الله به.
قال المؤلِّف:
هذا بعض ما ذكره علماء أهل السنُّة في إثبات إمكان بقاء الإمام المهدي الموعود المنتظر(عليه السلام)، وتطويل عمره كما طال أعمار جمعٍ كثير من الأولياء والأعداء قبل ولادته (عليه السلام)، وإليك بعض ما ذكرته علماء الإماميِّة في المقام.
ففي كتاب الغيبة للعلاَّمة الحجَّة محمَّد بن الحسن الإمامي الطوسي (قُدِّس سرَّه القدُّوسي) المتوفَّى سنة (٤٦٠ هـ) الطبعة الأُولى، قال: فأمَّا خروج ذلك عن العادات [بقاء الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الحال] فليس الأمر على ما قالوه، ولو صحَّ لجاز أن يَنقض الله تعالى العادة في ستر شخص، ويُخفي أمره لضربٍ من المصلحة وحُسن التدبير، لِمَا يَعرض من المانع من ظهوره.
وهذا الخضر (عليه السلام) موجودٌ قبل زمانِنا من عهد موسى (عليه السلام) عند أكثر الأُمَّة، وإلى وقتنا هذا باتِّفاق أهل السير، لا يَعرف مستقره ولا يعرف أحدٌ له أصحاباً إلاَّ ما جاء به القرآن من قصَّته مع موسى (عليه السلام)، وما يذكره بعض الناس أنَّه يظهر أحياناً، ويَظنُّ من يراه أنَّه بعض الزُّهاد، فإذا فارق مكانه توهَّمه المسمَّى بالخضر، ولم يكن عرفه بعينه في الحال، ولا ظنَّه فيها، بل اعتقد أنَّه بعض أهل الزمان.
قال: وقد كان من غيبة موسى بن عمران (عليه السلام) من وطنه وهربه من فرعون ورِهطِه ما نطق به القرآن، ولم يظفر به أحدٌ مدَّة من الزمان، ولا عرفه بعينه حتَّى بعثه الله نبيّاً ودعا إليه فعَرَفه الوليُّ والعدوُّ.
وقد كان من قصَّة يوسف بن يعقوب (عليه السلام) ما جاء به سورة في القرآن، وتضمَّنت استتار خبره عن أبيه وهو نبي الله يأتيه الوحي صباحاً (ومساءاً) وما يخفى عليه خبر وَلَدِه، وعن وُلْدِه أيضاً، حتَّى أنَّهم كانوا يدخلون عليه ويعاملونه ولا يعرفونه، وحتَّى مضت على ذلك السنون والأزمان، ثمَّ كشف الله أمره وظهر خبره، وجمع بينه وبين أبيه وإخوته، وإن لم يكن ذلك في عادتنا اليوم ولا سمعنا بمثله.
وكان من قصَّة يونس بن متَّى نبي الله (عليه السلام) مع قومه وفراره منهم حين تطاول خلافهم له واستخفافهم بحقوقه، وغيبته عنهم وعن كلِّ أحدٍ حتَّى لم يعلم أحدٌ من الخلق مستقرَّه، وستره الله في جوف السَّمكة، وأمسك عليه رَمَقه بضرب من المصلحة، إلى أن انقضت تلك المُدَّة وردَّه الله إلى قومه، وجمع بينهم وبينه، وهذا أيضاً خارج عن عادتنا وبعيد من تعارفنا قد نطق به القرآن وأجمع عليه أهل الإسلام.
ومثل ما حكيناه أيضاً قصَّة أصحاب الكهف، وقد نطق بها القرآن وتضمَّن شرح حالهم واستتارهم عن قومهم فراراً بدينهم، ولولا ما نطق القرآن به لكان مخالفونا يجحدونه دفعاً لغيبة صاحب الزمان (عليه السلام)، وإلحاقهم به، لكن أخبر الله تعالى أنَّهم بقوا ثلاثمئة سنة مثل ذلك مستترين خائفين، ثمَّ أحياهم الله تعالى [من رقدتهم] فعادوا إلى قومهم، وقصَّتهم مشهورة في ذلك، وقد كان من أمر صاحب الحمار الذي نزل بقصَّته القرآن، وأهلُ الكتاب يزعمون أنَّه كان نبيَّاً فأماته الله تعالى مئة عامٍ ثمَّ بعثه، وبقي طعامه وشرابه لم يتغيَّر، وكان ذلك خارقاً للعادة.
قال (عليه الرحمة): وإذا كان ما ذكرناه معروفاً كائناً كيف يمكن مع ذلك إنكار غيبة [الإمام] صاحب الزمان (عليه السلام)؟.
قال (عليه الرحمة): وأمثال ما قلناه كثيرة ممَّا رواه أصحاب السِّير والتواريخ من ملوك الفرس وغيبتهم عن أصحابهم مدَّة لا يعرفون خبره، ثمَّ عَوْدِهم وظهورهم لضربٍ من التدبير، وإن لم ينطق به القرآن فهو مذكور في التواريخ، وكذلك جماعةٌ من حكَّام الرُّوم والهند قد كانت لهم غيبات وأحوال خارجة عن العادات لا نذكرها لأنَّ المُخالف لا يقبلها وهو مذكور في التواريخ.
قال (عليه الرحمة): فإن قيل: إنَّ ادِّعاءكم طول عمر صاحبكم أمرٌ خارقٌ للعادات مع بقائه - على قولكم - كاملَ العقل تامَّ القوَّة والشباب...؟!.
[ثمَّ قال]: ولم تجرِ العادة بأنَّ يبقى أحدٌ من البشر هذه المُدَّة فكيف انتقضت العادة فيه، ولا يجوز انتقاضها إلاَّ على يد الأنبياء؟!.
قلنا: الجواب عن ذلك:
إنَّا لا نُسلِّم أنَّ ذلك خارقٌ لجميع العادات، بل العادات فيما تقدَّم قد جرت بمثلها وأكثر من ذلك، وقد ذكرنا بعضها كقصَّة الخضر (عليه السلام)، وقصَّة أصحاب الكهف، وغير ذلك.
وقد أخبر الله تعالى عن نوح (عليه السلام) أنَّه لبث في قومه ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً، وأصحاب السير يقولون: إنَّه عاش أكثر من ذلك.
المؤلِّف:
[وقد أشرنا إلى القائلين في أوَّل الخاتمة] وإنَّما دعا قومه إلى الله تعالى هذه المُدَّة المذكورة بعد أن مضت عليه ستُّون من عمره.
المؤلِّف:
وذكرنا كثيراً ممَّا قالوا في مقدار عمر نوح (عليه السلام) وقد وصلت الأقوال فيه إلى ثمانية.
قال (عليه الرحمة): وروى أصحاب الأخبار أنَّ سلمان الفارسي لقيَ عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وبقيَ إلى زمان نبيِّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وخبره مشهور، وأخبار المعمِّرين من العرب والعجم معروفة مذكورة في كتب التاريخ.
قال (عليه الرحمة): وروى أصحاب الحديث أنَّ الدجَّال موجود وأنَّه كان في عصر النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأنَّه باقٍ إلى الوقت الذي يخرج فيه، وهو عدو الله، فإذا جاز في عدوِّ الله لضربٍ من المصلحة فكيف لا يجوز مثله من وليِّ الله!.
قال (عليه الرحمة): وروى مَن ذَكرَ أخبار العرب أنَّ لقمان بن عاد كان أطول الناس عمراً، وأنَّه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمئة، ويقال: أنَّه عاش عمر سبعة أَنْسُر.
المؤلِّف:
ثمَّ ذكر (عليه الرحمة) جماعةً من المعمِّرين من الملوك وغيرهم من العرب والعجم، وفيما ذكرناه كفاية لمَن ترك التقليد وأخذ بالإنصاف وما عليه العرف من أغلب الناس، ومن أراد الاطِّلاع عليه فليراجع الكتاب فإنَّه (عليه الرحمة) ذكر جمعاً كثيراً من العرب والعجم طالت أعمارهم وبقوا إلى سنين عديدة يخالف ما نحن عليه في هذا العصر.
الفهرس
المفصِّل للأبواب من الثاني والعشرون إلى الثلاثين
الصفحة
٥- الباب الثاني والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة المُبيِّنة بأنَّ سلطانه (عليه السلام) يبلغ المشرق والمغرب، وفيه (١٠) حديثاً.
١٤- الباب الثالث والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة التي تُخبِر بالنداء السماوي قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وتُخبِر بانقطاع مدَّة الجبَّارين، وفيه (٤٢) حديثاً.
٥٦- الباب الرابع والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة التي ذُكِر فيها أهل الرايات السود التي تخرجُ قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وتكون مقدِّمة لخروجه (عليه السلام)، وفيه (٣٣) حديثاً.
٧٩- الباب الخامس والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة وغير النبويَّة لأحوال جيش السفياني، وفيه (٧١) حديثاً.
١٢٥- الباب السادس والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث الدالَّة والمبيِّنة ليوم خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، وفيه (٣) أحاديث.
١٢٧- الباب السابع والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث المُبيِّنة لمحلِّ ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وبيعة الناس معه، وفيه (٤٣) حديثاً.
١٦١- الباب الثامن والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة المُبيِّنة لأوصاف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام)، وفيه (٥٢) حديثاً.
١١٤- الباب التاسع والعشرون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة المُبيِّنة بأنَّ عيسى بن مريم (عليه السلام) ينزِلُ من السماء، ويصلِّي خلف الإمام المهدي (عليه السلام)، وفيه (٤٤) حديثاً.
٢٤٧- الباب الثلاثون: مِنَ (المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام))، وفيه الأحاديث النبويَّة المُبيِّنة لِمَا يقع قبل ظهور الإمام وبعد ظهوره، من الأمور الغربية والشدائد والقتل والقتال ونهب الأموال وهتكِ الأعراض وغير ذلك من الأمور الحتميَّة وقوعها وغير الحتميَّة وفيه (١١٥) حديثاً.
٣٣٨- الخاتمة: اللاَّزمة في بيان أحوال بعض المعمّرين في الدنيا من المؤمنين وغيرهم، نقلاً من كتبِ علماء أهل السنُّة وعن بعض كتب الإماميِّة.
الفهرس
المُختصر للأبواب من الثاني والعشرين إلى الثلاثين
عدد الأحاديث
١٠- الباب الثاني والعشرون: في ذِكر بعض الأحاديث النبويَّة الدالَّة على أنَّ سلطان الإمام المهدي (عليه السلام) يبلغ المشرق والمغرب.
٤٢- الباب الثالث والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث النبويَّة التي ذُكر فيها أنَّه عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) يُنادي منادٍ من السماء، ويُبشِّر الناس بظهوره (عليه السلام).
٣٣- الباب الرابع والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث النبويَّة التي ذُكر فيها أنَّ الرايات السود التي تخرج وتكون مقدِّمةً لخروج الإمام المهدي (عليه السلام).
٧١- الباب الخامس والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث النبويَّة التي ذُكر فيها أحوال السفياني.
٣- الباب السادس والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث المُبيِّنة ليوم خروج الإمام المهدي (عليه السلام) وشهره وسنته.
٤٣- الباب السابع والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث المُبيِّنة لمحلِّ ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، ومحلِّ بيعةِ أصحابه (عليه السلام) معه.
٥٩- الباب الثامن والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث النبويَّة المُبيِّنة لبعض أوصاف أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام)، وبيان عددهم.
٤٤- الباب التاسع والعشرون: في ذكر بعض الأحاديث النبويَّة التي ذُكر فيها أنَّ عيسى (عليه السلام) ينزِل من السماء ويصلِّي خلف الإمام المهدي.
١١٥- الباب الثلاثون: في ذكر بعض الأحاديث المُبيِّنة لما يقع قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) من الأمور الحتميَّة وغير الحتميَّة.
الخاتمة: في بيان بعض أسماء المعمِّرين في الدنيا.

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) بيسان: بالفتح ثمَّ السكون، وسين مُهملة ونون، مدينة بالأُردن بالغور الشامي، ويقال: هي لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين، وبها عين الفلوس، يقال: إنَّها من الجنَّة، وهي عين فيها ملوحة يسيرة، وتوصف بكثرةِ النخل، قال: وهو من علامات خروج الدجال.
(٢) إيلياء: اسم مدينة ببيت المقدّس، ومعناه بيت الله، وقد يعبَّر عنه [إلياء] بحذف الياء الأُولى، وإنَّما سُمِّي إيليا باسم بانيها إيليا بن ارم بن سام بن نوح (عليه السلام)، وهو أخو (دمشق) و(حمص) و(وأُردن) و(وفلسطين)، كانوا إخوان من ولد سام بن نوح، معجم البلدان، ج١.
(٣) في معجم البلدان: ج١، ص٢٩٢، قال: الأعماق: جمع عمق، وهي كورة قرب دابق، بين حلب وأنطاكية.
(٤) في معجم البلدان: ج٤، ص٢٤، بسنة ١٣٢٤ قال: الثنيِّة: كلُّ عقبةٍ في الجبل، والثنيِّة في الحديث: عقبةٌ قُرب مكَّة، تُهبطك إلى فَخٍّ وأنت مُقبل من المدينة تريد مكَّة بأسفل مكَّة من ذي طوى.
(٥) في معجم البلدان: ج٢، ص٢٧٥ – ٢٧٦ قال: إصطخر: بلدةٌ مهمَّة، كانت بها خزائن الملوك، قال: وبين إصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخاً، قال: ومن مشهور مُدن كورتها... وابر قويه ويزد، قال: وطول ولايتها اثنا عشر فرسخاً في مثلها، قال: وفي بعض الأخبار، أنَّ سليمان... كان يسير من طبريَّة إليها من غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان (عليه السلام)، قال: وله قنطرة تسمَّى بقنطرة خُراسان خارجة عن المدينة، على بابها ممَّا يلي خُراسان.
(٦) في الملاحم والفتن: (ثلاثمئة وأربعةَ عشرَ رجلاً). الملاحم والفتن / السيِّد ابن طاووس / الطبعة: الأُولى / سنة الطبع: ١٥ شعبان ١٤١٦ / المطبعة: نشاط - أصفهان / الناشر: مؤسسة صاحب الأمر عجَّل الله فرجه. [الشبكة].
(٧) لم نعثر على تخريج آخر للحديث في الملاحم والفتن. [الشبكة].
(٨) من قوله: (فلا تسبُّوا أهل الشام...) إلى نهاية الحديث غير موجود في مجمع الفوائد بل ذكره في كنز العمَّال / ج١٤ / ص٥٩٨ / تحقيق: الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا / الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان / سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط / ج٤ / ص١٧٦ / تحقيق: قسم التحقيق بدار الحرمين / الناشر: دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع / سنة الطبع: ١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م. ومصادر أخرى. [الشبكة].
(٩) المؤلِّف:
المراد من السفَّاح: الإمام (عليه السلام)، وقد عبَّر بهذا اللقب في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٢٢ قال: رويَ عن أبي سعيد الخِدْري قال: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَخرُجُ المهدي عند انقطاعٍ من الزَّمان، وظهورٍ من الفتنِ رجلٌ يقال له: السفَّاح، ويكون عَطائُه المالَ حثْياً).
المؤلِّف:
لم يُذكر هذا العطاء إلاَّ للإمام المهدي (عليه السلام) وإنَّما عبَّر عنه بالسفَّاح لكثرة ما يَقتُل من أعداء الله.
(١٠) المؤلِّف:
المراد من السفَّاح: الإمام (عليه السلام)، وقد عبَّر بهذا اللقب في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٢٢ قال: رويَ عن أبي سعيد الخِدْري قال: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَخرُجُ المهدي عند انقطاعٍ من الزَّمان، وظهورٍ من الفتنِ رجلٌ يقال له: السفَّاح، ويكون عَطائُه المالَ حثْياً).
المؤلِّف:
لم يُذكر هذا العطاء إلاَّ للإمام المهدي (عليه السلام) وإنَّما عبَّر عنه بالسفَّاح لكثرة ما يَقتُل من أعداء الله.
(١١) المؤلِّف:
المراد من السفَّاح: الإمام (عليه السلام)، وقد عبَّر بهذا اللقب في الملاحم والفتن لابن طاووس، ج٣، ص١٢٢ قال: رويَ عن أبي سعيد الخِدْري قال: قال النبي (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم):
(يَخرُجُ المهدي عند انقطاعٍ من الزَّمان، وظهورٍ من الفتنِ رجلٌ يقال له: السفَّاح، ويكون عَطائُه المالَ حثْياً).
المؤلِّف:
لم يُذكر هذا العطاء إلاَّ للإمام المهدي (عليه السلام) وإنَّما عبَّر عنه بالسفَّاح لكثرة ما يَقتُل من أعداء الله.
(١٢) يلاحظ؟
(١):....
(١٣) اليمامة: بلدةٌ في الإقليم الثالث، فتحها خالد بن الوليد سنة ١٢هـ، وبينها وبين البحرين عشرة أيَّام، وهي من أراضي نجد، ولها اسم آخر. (معجم البلدان).
(١٤) عسكر مُكْرَم: بلدة من نواحي خوزستان. (مراصد الاطِّلاع).
(١٥) القيروان: مدينة عظيمة بافريقية، ولمَّا فتحها المسلمون خربت، ثمَّ مُصِّرت في أيَّام معاوية بن أبي سفيان.
(١٦) السوس، أو - الشوش -: بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي (عليه السلام)، وتسمَّى بهذا الاسم مُدن أُخرى، كما في (معجم البلدان). *السوس الأقصى: كورة بالمغرب مدينتها طرقلة. معجم البلدان ٣: ٢٨١. [الشبكة].
(١٧) قبرس: كورة من أعمال الأندلس، تتَّصل بأعمال قُرطبة. (معجم البلدان).
(١٨) خميم: بلدة معروفة. *في المصدر: (وثلاثةٌ من حميم). [الشبكة].
(١٩) قدس بلدة معروفة من بلاد الشام. *في المصدر: (ورجلٌ من قوس). قوس: وادٍ من أودية الحجاز. معجم البلدان ٤: ٤١٣. [الشبكة].
(٢٠) عدن: بلدةٌ معروفة من ناحية اليمن. (معجم البلدان).
(٢١) العلالي: أو - العوالي -: اسم مكان خارج المدينة بينها وبين المدينة أربعة أميال. *في المصدر: (ورجلٌ من علاقي). العلاقي: حصن في بلاد البجة في جنوبي أرض مصر، به معدن التِّبر، بينه وبين مدينة أسوان في أرض فياحة. معجم البلدان ٤: ١٤٥. [الشبكة].
(٢٢) مدينة الرسول: لا تحتاج إلى بيان لشهرتها.
(٢٣) مكَّة المكرَّمة: لا حاجة لبيانها.
(٢٤) الطائف: بلدة قرب المدينة المنورة معروفة مشهورة.
(٢٥) الدير: اسم للمكان الذي تتعبَّد فيها الرهبان، ولا تكون في الأمصار وإنَّما تبنى في الصحاري، وسمِّي بهذا الاسم أمكنة عديدة لا يسع هذا المختصر ذكرها كلّها، منها: بغوطة مصر، ومنها: بمصر ومنها: نواحي الحيرة ومنها: بالموصل وغيره. *في المصدر: (ورجلٌ من الدبر). الدبر: جبل بين تيماء وجبلي طيء. والدبر: قرية من نواحي صنعاء باليمن. معجم البلدان ٢: ٤٣٧. [الشبكة].
(٢٦) الشيروان: قرية من نواحي بُخارى. (معجم البلدان).
(٢٧) زبيد: مدينة مشهورة باليمن وكانت تسمَّى الحصيب، ثمَّ غلب عليها هذا الاسم فلا تعرف ألاَّ به. (معجم البلدان).
(٢٨) صرّ: بالتشديد للراء - ويُغيَّر التشديد - اسم لحصن باليمن من نواحي أيسين. (معجم البلدان). *في المصدر: (وعشرة من صبرا). [الشبكة].
(٢٩) إحساء: اسم لأمكنة عديدة، منها: إحساء بني سعد، بحذاء هجر، ومنها: إحساء بجُديْلة طي، ومنها: إحساء خرشاف، ومنها: إحساء القطيف، ومنها: إحساء مدينة البحرين، وغيرهنَّ.
(٣٠) القطيف: مدينة في البحرين، وهي أعظم مدنها وتسمَّى بهذا الاسم غيرها. (معجم البلدان).
(٣١) هَجَر: بفتح الهاء والجيم، اسم لأمكنة عديدة، منها: هجر البحرين، ومنها: هجر نجران، ومنها: هجر جازان، ومنها: هجر حصنة، ومنها: هجر المدينة، ومنها: هجر قاعدة البحرين، وهجر بلدة باليمن. (معجم البلدان).
(٣٢) اليمامة: سمِّيت باسم طائر يقال له: يمامة وهي في الإقليم الثاني، وبينها وبين البحرين عشرة أيَّام، وهي نجد، وقاعدتها حجر، وكان اسمها القديم جواً، فسمِّيت اليمامة باليمامة بنت شهم بن طسم. (معجم البلدان).
*هكذا في الأصل. [الشبكة].
(٣٣) الجَدّ: الحظ. لسان العرب ٢: ١٩٨ (جدد). [الشبكة].
(٣٤) علاف: أبو قبيلة. لسان العرب ٩: ٣٥٦ (علف). [الشبكة].
(٣٥) علاف: أبو قبيلة. لسان العرب ٩: ٣٥٦ (علف). [الشبكة].
(٣٦) الترك جمع، والمرد: التركة، وهي: البيضة من الحديد. الصحاح ٤: ١٥٧٧، لسان العرب ٢: ٣١ و٣٢ (ترك). [الشبكة].
(٣٧) قال الأزهري: بحيرة الطبرية عشرة أميال في ستَّة أميال، وغور مائِها علامة لخروج الدجَّال، وبين البحيرة والبيت المقدَّس نحواً من خمسين ميلاً. (معجم البلدان).
المؤلِّف:
تقدَّم في الكتاب بعض ما يرجع إلى بحيرة طبرية في ضمن الأحاديث المرويَّة في أحوال السفياني والدجَّال ويأجوج ومأجوج.
(٣٨) طرسوساً: بفتح أوَّله وثانيه، مدينة من ثغور الشام بين أنطاكية وحلب.
(٣٩) المصيصة: مدينة على شاطئ جيحان (جيحون)، من ثغور الشام، بين أنطاكية وبلاد الروم، قرب طرسوساً وقرية أُخرى من قرى دمشق قرب (بيت ليها)، أو - بيت لا ها -. (معجم البلدان).
(٤٠) دَوْرق: بلدة بخوزستان... يقال لها: دورق الفرس.... وبها الكبريت الأصفر. (مراصد).
(٤١) بلدة باستان - أو باسِيان -: قرية بخوزستان.... يكون بينها وبين الدورق مرحلتان.
(٤٢) بلدة نسيمة - أو أسنمة -: تكون على سبعة أيَّام من البصرة، وقيل غير ذلك. (معجم البلدان)، (ومراصد الاطِّلاع).
(٤٣) بلدة سيراف: على ساحل البحر، وكانت قَصَبةُ أردشير، بينها وبين البصرة سبعة أيَّام، (مراصد). وقال في (معجم البلدان): من سيراف إلى شيراز ستُّون فرسخاً.
(٤٤) بلدة إيذج: لم أعثُر على بلدة بهذا الاسم، ولعلَّه وقع تصحيف في الاسم فالصحيح (إيذح): وهي بلدة بين خوزستان وأصفهان، قنطرة إيذج من عجايب الدنيا، وبلدة أُخرى تسمَّى إيذح: وهي من قُرى سمرقند.
(٤٥) بلدة مرج العرج: لم أعثُر على بلدة بهذا الاسم، ولعلَّه وقع فيه تصحيف.
(٤٦) كَرْخ: بفتح الكاف وسكون الراء، وخاء معجمة، كلمة نبطيَّة، وهي اسم لمواضع عديدة في العراق، كرخ سامراء، وكرخ البصرة، وكرخ بغداد، وكرخ الرقَّة، وكرخ سامراء أقدمهنَّ، ولما بنيت سامراء اتَّصل بها، وكرخ ميسان بسواد العراق، وتدعى استراباذ، وكرخ عبرتا من نواحي النهروان، ويوجد في خوزستان مدينة تسمَّى كرخ خوزستان، وتسمَّى (كرخة).
(٤٧) بَرُوْجِرد: بفتح الباء وضمِّ الراء وسكون الواو وكسر الجيم وسكون الراء والدال، بلدة بين همذان، وبين الكرخ. (معجم البلدان).
(٤٨) الدينور: بلدة من أعمال الجبل قرب (قرميسين)، وبين الدينور وهمذان نيف وعشرون فرسخاً، ومن الدينور إلى شهرزور أربع مراحل، (وقرميسين) معرَّب (كرمنشاه). (معجم البلدان).
(٤٩) إنَّ هذه العبارة غير خالية من التصحيف؛ لأنَّ أصحاب الكهف سبعة، وهم من أصحاب الإمام الحجَّة (عليه السلام) عند المفسرين، وعند المحدِّثين، وقد تعرَّضنا لذلك في هذا الباب بواسطة أحاديث عديدة من كتب علماء أهل السُنَّة.
(٥٠) آمل: بلدة بطبرستان، بينها وبين سارية ثمانية عشر فرسخاً، وتسمَّى بهذا الاسم مدائن أُخرى منها (زم)، ومنها بلدة تكون في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارى من مرو مدينة تسمَّى آمل أيضاً.
(٥١) آمِد – بكسر الميم – لفظة روميَّة... وهي بلدة قديمة على البصرة ودجلة، محيطة بأكثرها كالهلال. (مراصد الإطِّلاع).
(٥٢) بلدة جُرجان مشهورة، وهي بلدة كبيرة بين طبرستان وخراسان، ويسمَّى بهذا الاسم مدائن أُخرى عديدة.
(٥٣) قراح: قرية على شاطئ البحر: وقيل: هي سيف القطيف. (مراصد الإطِّلاع).
(٥٤) بلدة دامغان كبيرة، وهي بين الريِّ ونيسابور، ماؤه يكون من جبل، ثمَّ ينقسم إلى (١٢٠) قسماً في رساتيقها، وفيها قرية معروفة بقرية الجمَّالين، فيها عينٌ ينبع منها سائل على لون الدم، لا يَشكُّ في كونها دم من يرى ذلك السائل.
(٥٥) بلدة خرخس: بلدة قديمة في نواحي خُراسان، بين نيسابور ومرو في وسط الطريق. (معجم البلدان).
(٥٦) طالقان: اسم لبلدتين أحداهما في خُراسان بين مرو وبلخ، والأُخرى بين قزوين وأبهر، وصاحب بن عباد الطالقاني من طالقان قزوين. (معجم البلدان).
(٥٧) أبهر: مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان، من نواحي الجبل، فتحها البراء بن عازب سنة (٢٤)، وتسمَّى بلدة أُخرى (بأبهر) وهي بلدة صغيرة من نواحي أصفهان.
بُرجان: بضم الباء، بلدة من نواحي الخزر، فتحت في أيَّام عثمان، وهي من الإقليم السادس.
(٥٩) لم أعثُر على بلدة بهذا الاسم، ولعلَّه مصحَّف، وصحيحه (شاذياخ) وهي مدينة نيسابور. * في المصدر: ساج: مدينة مشهورة بين كابول وغزنين. (معجم البلدان) ٣: ١٧٠. [الشبكة]. * في المصدر: (ورجلٌ من بريل)، قال ياقوت الحموي في (معجم البلدان) ١: ٤٠٧: أحسبها مدينة بالأندلس. [الشبكة].
(٦٠) قال الحازمي: الصريح: بناءٌ عظيم قرب بابل، يقال: أنَّه كان قصر بخت نصر. (معجم البلدان).
(٦١) بلدة مرند: من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان.
(٦٢) تدمر: مدينة مشهورة بين الشام وحلب، وبينها وبين حلب خمسة أيَّام، وهي من المدن العجيبة البناء، هدم حائطها مروان الحمار؛ وذلك لمَّا خالفوه، فأمر بقتلهم وأمر أن يُوطئ قتلاهم بالخيول، فداسوهم بها وهم قتلى، فصارت لحومهم وعظامهم في سنابك الخيل.
(٦٣) أرمنية - أو أرمينية - اسم لصقعٍ عظيم، ويسمَّى بهذا الاسم أربع مواقع. (معجم البلدان).
(٦٤) مَراغة: أعظم بلدة من بلاد أذربيجان، وكانت تسمَّى (أفراز هروذ) فلمَّا عسكر مروان بن محمَّد مروان بن الحكم بها تمرَّغت دوابَّه فيها؛ فسمِّيت مَراغة لذلك. (معجم البلدان).
(٦٥) دزبيل: معرَّب (دسبيل)، وهي من بلاد خوزستان. * في المصدر: دبيل: موضع يُتاخم أعراض اليمامة، وقيل: هو رمل بين اليمامة واليمن، ويطلق على مدينة بأرمينية تتاخم أران. (معجم البلدان) ٢: ٤٣٨ - ٤٣٩. [الشبكة].
(٦٦) بدليس: قرية من نواحي أرمينية بقرب خلاط. (معجم البلدان). * في المصدر: (ورجل من تدلس).
(٦٧) بلدة نسور: لم أعثُر على بلدة بهذا الاسم؛ ولعلَّه مصحَّف نور - أو نور - وهي قرية من قرى بخارى أو غيره، وفيها مزارات ومشاهد للصالحين. (مراصد الإطِّلاع). * في المصدر: (ورجل من نشوز). نشوز: قرية من قرى الدينور. (معجم البلدان) ٥: ٢٨٦. [الشبكة].
(٦٨) بركري: لعلَّه مصحَّف (بركدي)، وهي قرية من قرى بُخارى. (معجم البلدان).
(٦٩) أرخيس: قرية من قرى سمرقند، بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ. (معجم البلدان). * في المصدر: (ورجل من أرجيش). أرجيش: مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبرى قرب خلاط. (معجم البلدان) ١: ١٤٤. [الشبكة].
(٧٠) منار جرد: هي معرب (منارجرد)، بلدة معروفة مشهورة تقع بين خلاط وبلاد الروم في أرمينية. (معجم البلدان). * في المصدر: (ورجل من منازجرد)، منازجرد: بلدٌ مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدُّ من أرمينية. (معجم البلدان) ٥: ٢٠٢. [الشبكة]
(٧١) خلاط: قصبة أرمينية، وهي بلدة معمورة مشهورة.
(٧٢) قاليقلا: بلدة بأرمينية العظمى، وهي من نواحي خلاط. (مراصد الإطِّلاع). *قاليقلا: مدينة من نواحي خلاط، ثمَّ من نواحي منازجرد من نواحي أرمينية الرابعة. (معجم البلدان) ٤: ٢٩٩. [الشبكة]
(٧٣) واسط: اسم لمواضع عديدة، واسط بين البصرة والكوفة بناها الحجَّاج، وواسط الحجاز، وواسط اليمامة، وواسط العراق، وواسط قرية قرب الحلَّة، وواسط اسم موضع في بلاد بني تميم، وواسط قرية بالدجيل قرب بغداد. (معجم البلدان).
*في المصدر: وثلاثة من واسط. [الشبكة].
(٧٤) الزوراء: اسم لأماكن كثيرة، منها: زوراء غربي بغداد، ومنها: الرصافة: رصافة هشام، وكانت أدنى بلاد الشام.
(٧٥) القادسية: اسم لأمكنة عديدة، منها: التي تقع بين حربي وسامراء، وفي الحال غير معمورة، ويسمونها الجالسية، تسكنها الأعراب.
(٧٦) سورا - أو سوراء -: موضع يجنب بغداد، وموضع آخر بالجزيرة. (مراصد الإطِّلاع).
*سورا: موضع بالعراق من أرض بابل، قريب من الوقف، والحلَّة المزيديَّة. (معجم البلدان) ٣: ٢٧٨. [الشبكة].
(٧٧) الصراة: اسم نهرين ببغداد وعليها جماعة.
(٧٨) النيل: اسم لأمكنة عديدة، منها: بلدة في سواد الكوفة قرب الحلَّة، واسم نهر من أنهار الرقَّة، ونيل مصر معروف.
(٧٩) صيدا: مدينة على ساحل بحر الشام، من أعمال دمشق في شرقي صور، واسم موضع آخر بحوران يقال له: صيدا. (مراصد الإطِّلاع).
(٨٠) جرجان: مدينة عظيمة مشهورة تقع بين طبرستان وخراسان. (مراصد الإطِّلاع).
(٨١) القصور: اسم لأمكنة عديدة، منها قرية في نواحي الموصل، ومنها قرية بأفريقية.
(٨٢) الأنبار: اسم لأمكنة عديدة، منها مدينة قرب الفرات، ومدينة قرب بلخ. (مراصد الإطِّلاع).
(٨٣) عكبرى: كانت بلدة في نواحي الدجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. (معجم البلدان).
(٨٤) الزيادة من المصدر. [الشبكة].
(٨٥) جنانة: ولعلَّ الصحيح (جنَّابة)، بالفتح والتشديد، وألف وباء موحدة، اسم بلدة صغيرة من سواحل فارس، أو بلدة من نواحي البحرين. (معجم البلدان).
(٨٦) تبوك: من أرض الشام، وهي بين عين ونخل، وآخر غزوة غزاها الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) غزوة تبوك. (معجم البلدان).
(٨٧) الجامدة: قرية كبيرة من أعمال واسط، تقع بينها وبين البصرة. (معجم البلدان).
(٨٨) عبَّادان: بتشديد الباء تحت البصرة، قرب البحر المالح، وهي في الجزيرة، وفيها مشاهد ورباطات. (معجم البلدان).
(٨٩) حديثة: قرية قرب الموصل القديم، أحدثها مروان الحمار. (معجم البلدان).
(٩٠) مغلثايا - أو معلثايا -: بلدة صغيرة قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل.
(٩١) نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة، في طريق الموصل إلى الشام، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستَّة أيَّام. (معجم البلدان).
(٩٢) أردن: اسم نهرين يصبُّ أحدهما في بحيرة طبريَّة، والآخر يأخذ من بحيرة طبريَّة. (معجم البلدان).
(٩٣) لامد (لعلَّها هي آمد)، فُعرِّب، وقد تقدَّم (آمد)، ولم أعثُر على مدينة بهذا الاسم.
(٩٤) رأس العين: مدينة كبيرة من مدن الجزيرة بين حرَّان ونصيبين. (معجم البلدان).
(٩٥) الرقَّة: مدينة مشهورة تقع على الفرات، بينها وبين حرَّان ثلاثة أيَّام، وهي من بلاد الجزيرة. (معجم البلدان).
(٩٦) حرَّان: بتشديد الراء وآخره نون، قرية على طريق الموصل والشام والروم، بينها وبين الرقَّة يومان، وقيل: إنَّها أوَّل بلدة بنيت على الأرض بعد الطوفان، وهي الأرض المباركة في قوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِين).
(٩٧) بالس: بلدة بين حلب والشام والرقَّة، سمِّيت باسم أحد أحفاد سام بن نوح الذي كان يسمَّى (بالس). (معجم البلدان).
(٩٨) منبج: قال الحموي في (معجم البلدان): ٥: ٢٠٥: هو بلد قديم، وما أظنُّه إلاَّ رومياً. الزيادة من المصدر. [الشبكة].
(٩٩) هذه الإضافة ليست في المصدر. [الشبكة].
(١٠٠) طرسوس: اسم مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم، وبها قبر هارون الرشيد العباسي.
(١٠١) قصر: اسم لمواضع عديدة، وهي اسم لستِّين موضع تذكر بالإضافة كلُّها، ولم يُذكر شيئاً منها بلا إضافة، منها: قصر شيرين في طريق كرمانشاهان.
(١٠٢) في المصدر: (ورجلٌ من أذنة). [الشبكة].
(١٠٣) أذنه: اسم جبل شرقي (توز) وبلدة أُخرى قرب المصيصة ولأذنه نهر يسمى سيحان ولم أعثُر على بلدة تسمَّى (أدنه) بالدال.
(١٠٤) خمري: هي باخمرى، موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب.
(١٠٥) غراز: قال في (معجم البلدان): اسم لموضع، ولم يعيِّن الموضع.
(١٠٦) قورص - أو قورس - كورة من نواحي حلب. (معجم البلدان).
(١٠٧) أنطاكية: قصبة من ثغور الشامية، وبينها وبين حلب يوم وليلة. (معجم البلدان).
(١٠٨) حلب: بلدة مشهورة بينها وبين أنطاكية يوم وليلة، وبها آثار مهمَّة، منها: مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ومنها: قبر محسن بن الحسين (عليه السلام) السقط من أُسارى أهل البيت إلى الشام، سَقط هناك ودفن هناك، ومنها: مقام لإبراهيم (عليه السلام).
(١٠٩) حمص: بلدة مشهورة تقع بين حلب ودمشق على نصف الطريق.
(١١٠) قسوان - أو قسيان - اسم وادٍ أو صحراء، ولم أعثُر على قرية أو مدينة تسمَّى قسوان.
(١١١) قيمون: حصن قرب الرملة من أعمال فلسطين. (معجم البلدان).
(١١٢) أصبورية: لم أعثُر على مكان بهذا الاسم.
(١١٣) في المصدر: (ورجل من كرار). [الشبكة].
(١١٤) كراز - أو كُران -: بالضم وآخره نون قرية بفارس قرب سيراف.
(١١٥) أذرح: اسم بلدة في أطراف الشام من أعمال الشراة، في نواحي عمَّان قرب الحجاز. (معجم البلدان).
(١١٦) عامر: جبل بمكَّة، و(العامريَّة) باليمامة. (معجم البلدان). *في المصدر: (ورجلٌ من عائر). عائر: جبل في المدينة. (معجم البلدان) ٤: ٧٣. [الشبكة].
(١١٧) وكار: اسم لموضع، كذا في (معجم البلدان). *في المصدر: (ورجلٌ من لاكار). [الشبكة].
(١١٨) الرملة: اسم لأمكنة عديدة، مدينة في فلسطين، ومحلَّة على شاطئ دجلة قرب كرخ بغداد، وقرية في البحرين، واسم محلَّة بسرخس، واسم مكانٍ بنجد.
(١١٩) بالسن: لم أعثُر على مكان يسمَّى بهذا الاسم. *في المصدر: (ورجلٌ من بالس)، وقد تقدَّمت في ص٢٠٥ / الحاشية رقم ١٤. [الشبكة]. *في المصدر: (ورجلان من عكَّار). [الشبكة].
(١٢٠) صور: قريبة على شاطئ الخابور، وموضع من أعمال المدينة. (معجم البلدان).
(١٢١) عرفة: اسم لبضع عشر محلة: وعرفة بالتحريك هي: عرفات الحجاز. (معجم البلدان).
(١٢٢) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزَّة وبيت جبرين، ويقال لها: عروس الشام، واسم قرية من قُرى بلخ. (معجم البلدان).
(١٢٣) غزَّة: مدينة في أقصى الشام، من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل، وهي من نواحي فلسطين في غربي عسقلان، وفيها توفِّيَ هاشم بن عبد مناف جدُّ رسول الله (صلَّى الله عليه (وآله) وسلَّم) وبها ضريحه (عليه السلام)؛ ولذلك تسمَّى غزَّة هاشم. (معجم البلدان).
(١٢٤) الفسطاط: و- فستاط -: اسم مدينة يجتمع فيها الناس، وكلُّ مدينة فسطاط؛ ولذا قيل لمدينة مصر - التي بناها عمرو بن العاص -: الفسطاط. (معجم البلدان).
(١٢٥) ميس، أو - ميسان -: اسم كورة بين البصرة وواسط، قصبتها (ميسان)، وفيها قبر عُزيْر النبي (عليه السلام)، وهي خرابٌ لم يبقَ منها ألاَّ بيوتات لليهود، وهم خدَّام عزير (عليه السلام). (معجم البلدان). *في المصدر: (ورجل من بس). [الشبكة].
(١٢٦) دمياط: اسم مدينة قديمة بين تنيس ومصر، على زاوية بين بحر الروم والنيل. (معجم البلدان).
(١٢٧) المحلَّة: قرية بأرض اليمن.(معجم البلدان).*المحلَّة: مدينة مشهورة بالديار المصريَّة.(معجم البلدان)٥: ٦٣.[الشبكة].
(١٢٨) برقة: يسمَّى بهذا الاسم أمكنة عديدة، منها: قرية بنواحي اليمن، وموضع بالمدينة.(معجم البلدان).*برقة: اسم صقعٍ كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية، واسم مدينتها: إنطابلس. (معجم البلدان)١: ٣٨٨.[الشبكة].
(١٢٩) طنجة: اسم بلدة على ساحل بحر المغرب، مقابل الجزيرة الخضراء، وهو من البرِّ الأعظم، ومن بلاد بربر.(معجم البلدان).
(١٣٠) إفرنجة: اسم لأُمَّةٍ عظيمة من النصارى، ولها بلادٌ واسعة وممالك كثيرة، قيل إنَّ لهم مئة وخمسون مدينة ومدينة. وإفرنجة مجاورة لرومية، والروم هم في شمال الأندلس نحو الشرق. (معجم البلدان).
(١٣١) الساج: الطيلسان الأخضر، وقيل: الطيلسان المقوَّر ينسج كذلك. النهاية - لابن الأثير - [الشبكة].
(١٣٢) لم نجد تخريجاً لهذا الحديث في عقد الدُّرر؟ وقد أخرجه نعيم بن حمَّاد في الفتن ج١ / ص٢٠٧ / تحقيق: الدكتور سهيل زكار / الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان / سنة الطبع: ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م.
(١٣٣) الموجود في كنز العمَّال وسنن ابن ماجه (فيوطئون) بالهمزة. راجع كنز العمَّال/ج١٤/ص٢٦٣/تحقيق: الشيخ بكري حياني/تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا/الناشر: مؤسَّسة الرسالة-بيروت-لبنان / سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
وراجع سنن ابن ماجة / ج٢ / ص١٣٦٨ / تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي / الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. [الشبكة].
(١٣٤) للرواية تكملة في عقد الدُّرر وهي قوله: (فيغنم المهدي أموالهم فذلك قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ). عقد الدُّرر في أخبار المنتظر / ج١ / ص١٨. [الشبكة].
(١٣٥) نصُّ الرواية في كتاب عقد الدُّرر هكذا: قال أبو قبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب: (إذا نادى منادٍ من السماء: إنَّ الحقَّ في آل محمَّد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون ذِكْره، فلا يكون لهم ذِكْر غيره). كتاب عقد الدُّرر / ج١ / ص١٣. [الشبكة].
(١٣٦) في الملاحم والفتن: (على أعوادها). الملاحم والفتن ص١٦٢ / الطبعة: الأُولى / سنة الطبع: ١٥ شعبان ١٤١٦ / المطبعة: نشاط - أصفهان / الناشر: مؤسَّسة صاحب الأمر عجَّل الله فرجه. [الشبكة].
(١٣٧) أرض خُراسان: أرضٌ واسعةٌ أوَّل حدودها ممَّا يلي العراق، وآخر حدودها ممَّا يلي الهند، فُتحت أكثرُ بلادها في إمارة عثمان سنة ٣١ هـ، فتحها الأمير عبد الله بن عامر بن كريز، وسمِّيت خُراسان باسم أحد أولاد سام بن نوح على نبيِّنا وآله وعليه الصلاة والسلام. كما ذكره ياقوت في معجم البلدان، ج٣، ص٤٠٧.
(١٣٨) قرقيسا - الصحيح: قرقيسيا -: وهي بلدةٌ على نهر الخابور قُرب رُحبة مالك بن طوق، على ستَّة فراسخ، وعندها مصبُّ الخابور في الفرات، فهي مثلث بين الخابور والفرات. كما في معجم البلدان، ج٧، ص٦٠.
(١٣٩) قيل: إرم: هي الإسكندرية، وقيل: دمشق، وأمَّا أُرْم: بالضمِّ ثمَّ السكون، صِقع بأذربيجان، وأُرَم: بالضمِّ ثمَّ الفتح، بلدة من نواحي طبرستان قرب سارية، وأهلها شيعة. معجم البلدان، ج١، ص١٩٧.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016