الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (١٦١) معالم دولة العدل والقائمين بها من كلام سيد الوصيين (عليه السلام)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (١٦١) معالم دولة العدل والقائمين بها من كلام سيد الوصيين (عليه السلام)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: أحمد راسم النفيس تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٣ المشاهدات المشاهدات: ٣٩٣٢ التعليقات التعليقات: ٠

معالم دولة العدل والقائمين بها من كلام سيد الوصيين (عليه السلام)

الدكتور أحمد راسم النفيس

إن البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة تتحرك نحو هدفها الموعود وفردوسها المفقود، والذي لم يأت بعد في دولة العدل الإلهي حيث تعود الأمور إلى نصابها ويحق الله الحق بكلماته فتقام دولة خاتم الأوصياء، ولي الله محمد بن الحسن المهدي (عجّل الله فرجه)، ولو كره الكافرون.
والأمر عندها سيكون تصديقاً لكلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نهجه والتي تبين إن الله سبحانه وتعالى سيجمع أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كما تجتمع قزع الخريف، يؤلف الله بينهم ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين حيث لم تسلم عليه قاره، ولم تثبت عليه أكمه، ولم يرد سننه رص طود، ولا حدب أرض، يذعذعهم الله في بطون أوديته، ثم يسلكهم ينابيع في الأرض، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكّن لقوم في ديار قوم، وإنه ليذوبن الظالمون في أيدي أولئك الصالحين كما تذوب الآلية على النار.
فلا يظهر حينها إلا الحق ولا يبقى إلا العدل.
وفي كلامه السديد يؤكد (عليه السلام) عطف الدنيا على آل بيت النبوة (عليهم السلام) بعد شماسها عطف الضروس على ولده، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ﴾.
وفي شذرة من شذرات نهجه يورد الإمام (عليه السلام) معالم تلك الدولة - دولة العدل - ويفصح إنها آتية  - لا ريب - في غدٍ الذي لا محالة سيأتي - وإن من يدير هذه الدولة هو ولي الأمر صاحب الزمان (عجّل الله فرجه).
يديرها بعمال من غير ما ألف الناس من عمال، وإن الله يأتي بقوم صالحين يملؤونها قسطاً وعدل، فتخرج له الأرض حينها أفاذيذ كبده، وتلقي إليه سلم مقاليدها جزاءً لعدل السيرة.
وفي طي كلامه المضيء يوضح سيد الوصيين إن الله يظهر أولئك الصالحين على الظالمين لظلمهم واجتماعهم على باطلهم، واستبعادهم لذوي الحقوق عن حقوقهم.
ودلالة القسم عنده (عجّل الله فرجه) جلية - وإنه لقسم لو تعلمون عظيم - إنه مهما بلغ ظلم الظالمين، وجور الحاكمين، وحتى لو بلغ الأمر أن فرق أولئك الجائرون الناس تحت كل حجر، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك الأرض رجل من سلالته (عجّل الله فرجه)، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
إذن هي حركة لا تنتهي حتى تحقيق العدالة بين البشر في أبعادها الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية. والعاقبة للمتقين

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016