الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٥٣٠) عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٥٣٠) عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ علي الدهنين تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٤/٠٤/٠٧ المشاهدات المشاهدات: ٤٢٧٣ التعليقات التعليقات: ٠

عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)

الشيخ علي الدهنين

إنّ عقيدتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هي أنّه الحجة ابن الحسن العسكري (عليه السلام)، الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، اسمه وكنيته كاسم وكنية جده محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وأنه خاتم الأوصياء لا وصي بعده، وبه ينتهي العدد الذي نصّ عليه الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقد ورد في روايات متواترة أن عدد الأئمة اثنا عشر، كقوله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)، وفي بعض الألفاظ: (اثنا عشر أميراً). ونعتقد بأنه (عجّل الله فرجه) ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بلا شك ولا ريب، وأنه حي يرزق إلى يومنا هذا، لأن الأرض لا تخلو من إمام.
فعن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: لو خلت الأرض طرف عين من الحجة لساخت بأهلها.
وعن أبي سعيد الخدري، عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
فوجوده (عجّل الله فرجه) خير وبركة، قد كُلِّف برعاية الخلق بإذن الله تعالى، كما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة: واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته.
وأمّا البشارات التي تقول بأنه (عجّل الله فرجه) سيخرج في آخر الزمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً فهي مما اتفق عليه المسلمون كافة.
ونعتقد بأن إمامته (عجّل الله فرجه) مستندة إلى جعل الله (عزَّ وجل)، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [الأنبياء:٧٣]، أي أن الإمامة مجعولة من قبل الله تعالى وليس من قبل غيره حتى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم).
إن الإمامة عهد بين الله وبين الإمام (عجّل الله فرجه)، قال الله تعالى لإبراهيم (عليه السلام): ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين﴾ [البقرة:١٢٤]، فتدل هذه الآية على أن الإمامة عهد بين الله تعالى وبين الإمام وليست عهداً بين الإمام وبين الناس، وكذلك تدل على العصمة أيضاً، لأن الظالم هو من ظلم نفسه بارتكاب المعاصي، لذا نقول: يشترط في الإمام أن يكون مختاراً ومجعولاً من قبل الله تعالى، ونشترط أيضاً أن يكون معصوماً.
والعصمة هي لطف إلهي، يمن الله تعالى به على الإمام، يمنعه عن المعاصي، ولكن لا يسلب منه الاختيار بل يبقى مختاراً، فيطيع الله باختياره ولا يعصيه باختياره أيضاً، إذن عقيدتنا في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أنّه الإمام المعصوم المجعول من قبل الله تعالى، وأنّ طاعته مفروضة.
ونعتقد بأنه يجب علينا إتباعه بدون أي سؤال حتى لو كانت علة أوامره وأفعاله خافية علينا، لأنه معصوم لا يفعل إلا ما يؤمر.
وقد ورد في الروايات أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقتل ذراري بني أمية وأطفالهم، لأنهم راضون بفعل آبائهم، وليس من حق الإنسان أنّ يستشكل على ذلك ويقول له (عجّل الله فرجه): أنت تقتل الذراري بفعل الآباء فما هو ذنبهم؟ لما قلناه من أنهم رضوا بفعال آبائهم ونهجوا مسلكهم، ويقول الإمام الباقر (عليه السلام): إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي إلى أمر خفي. ويعمل بحكم الله الواقعة لا يطلب من أحد بينة.
يقول بعض المحققين عن قصة الخضر (عليه السلام): إن الله لم يورد موضوع الخبر وقتل الغلام إلا تقريباً لزمان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليقول لك بأن القواعد الظاهرية لا يعمل بها أولياء الله الخاصون كالخضر فإن له تكليفاً خاصاً كذلك الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي يتمنى موسى بن عمران مقامه، ويصلي عيسى بن مريم خلفه. له مقام عند الله أعظم من الخضر، وله تكليف خاص لا تدركه عقول الناس، وليس على الإنسان الاعتراض على أفعال وتصرفات الإمام (عجّل الله فرجه)، بل عليه أن يقبل ما يفعله وما يأمره بدون أي قيد وشرط، فقد أعطى الله للإنسان مثالاً لذلك في قصة الخضر وموسى (عليهما السلام)، وقد أخبرنا أن موسى (عليه السلام) كان يعمل بالظواهر، والخضر (عليه السلام) كان محقّاً فيما فعله، لأن له تكليفاً خاصاً بالأولياء، وهكذا الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) له تكليف خاص به، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: بينا رجل على رأس القائم يأمره وينهاه، إذ قال: أديروه، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين إلا خافه. عنده يقين تام بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإنه عظيم، عالم معصوم، لا يضر المؤمنين، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، وأنه (عجّل الله فرجه) يمثل رحمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لأنه سميه وكنيه ومظهره، فإن صفات رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من العلم والرحمة والرأفة كلها متجسدة في شخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) خاتم الأنبياء (عليهم السلام)، والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) خاتم الأوصياء، ويظهر باسم الله المنتقم الذي يهزم أداء الله ويرهب الكفار، وسيقتل من الظالمين ما شاء الله حتى يرضي الله وتعالى.
هذه هي عقيدتنا في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ونمتلك على هذا الاعتقاد عدة أدلة ذكرت مفصلاً في محلها.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016