الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٤٧٣) شرح زيارة آل ياسين (١٥)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٤٧٣) شرح زيارة آل ياسين (١٥)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/١٠/٢٣ المشاهدات المشاهدات: ٣٩٠٥ التعليقات التعليقات: ٠

شرح زيارة آل ياسين (١٥)

الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي

ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات الزيارة المهدوية المباركة، زيارة آل ياسين، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح المقطع: (وَأُشْهِدُكَ يَا مَوْلاَيَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّتُهُ وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَموُسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ موُسَى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ).
تحدّثنا في الشرح السابق أنّ هذه الشهادة الثالثة التي كانت متفرعة على الشهادة الثانية، والتي بدورها متفرعة على الشهادة الأولى كترتيب طولي سببي لما قلناه إنّ المحبوبية الإلهية انحصرت فيهم فتفرعت الشهادة لهم (عليهم السلام) عليها – المحبوبية - وقد قلنا إنّ هذه الشهادة لا تتم إلاّ بوجود شاهد وهو الإمام (عجّل الله فرجه).
ثم جاء المقطع الذي نحن بصدد الحديث عنه ليتحدّث عن الشهادة الثالثة بشكل تفصيلي ويذكر لنا مصاديقها، وفي المقطع لطائف كثيرة للمتأمّل فيه، نذكر بعضاً منها إذ أنّه ذكر الشهادة لكل إمام وأعقبها بحجته مع أنّه كان يمكن أن يذكر الأئمة (عليهم السلام) بأسمائهم ويعقّبها بحججه، وهذا الذكر إفراداً لهم وتعقيباً للإقرار بحجيتهم فرداً فراداً، فضلاً عن استبطانهم التشريف لهم يتضمن ضرورة الإقرار لكل واحد منهم بكونه حجة الله تعالى على الخلق ولا يكفي الإقرار للمجموع بما هو مجموع دون الإقرار للأفراد.
وهنا إشارة أخرى لابدّ أنْ نذكّر بها أنفسنا وهي أنّ هذا الإقرار لهم وجعل الإمام شاهداً وضامناً لها يوم القيامة يجعل المؤمن أمام أئمته عندما يلقاهم في البرزخ أو الرجعة أو القيامة غير محرج أو مآخذ على عدم معرفتهم والإقرار لهم واحداً واحداً، فهذه الزيارة تضمن لهذا الإنسان التخلص من هذا الموقف بهكذا طريقة إقرار.
ولابدّ أنْ نشير إلى نقطة في غاية الأهمية من أنّ الإقرار بهذه الصيغة هو لازم على الجميع وبلا استثناء، فحتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يستثنى من الإقرار بولاية أهل البيت (عليهم السلام) لأنّها من أصل الدين، فكما أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يستثن من الشهادة لنفسه بالرسالة فهو كذلك (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يستثن من الشهادة لهم والإقرار بإمامتهم.
نعم هم ليسوا أئمّة عليه، بمعنى أنّ لهم سلطة أعلى من سلطته وصلاحيات أعلى من صلاحياته أو شأن عند الله تعالى أعلى من شأنه، لأنّ الأدلة قامت على أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلم) أفضل الخلق طرّاً دون تردّد إنّما هذا الإقرار هو كحال سائر العبادات الأخرى التي يأمر بها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الناس وأنّه أوّل من يلتزم بها لأنّها جزء من الدين، فهو يصلّي ويصوم ويحج ويخمّس ويزكّي ويلتزم بسائر العبادات الأخرى رغم أنّها تدخل في تشريع الكثير منها، ونقلها جميعاً.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016