بعض نشاطات المركز
هيأة التحرير
قام مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام بالكثير من النشاطات العلمية والفنية نذكر منها:
١ ـ أقام مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام بتاريخ ٢٢/ ٧/ ٢٠٠٧ المصادف ٧/ رجب / ١٤٢٨هـ وعلى قاعة جامعة النجف الدينية في النجف الأشرف مؤتمره العلمي الأول حول الفكر والثقافة المهدوية بحضور ممثلي المراجع الكبار في النجف الأشرف وعدد من المفكرين ورجال الدين والأساتذة والباحثين المهتمين بالفكر المهدوي.
وقد حظي المؤتمر بمشاركة أساتذة في الحوزة العلمية وعدد من الباحثين المتخصصين من أساتذة الجامعات وحضر المؤتمر أكثر من ثلاثمائة وخمسين شخصية علمية حوزوية وأكاديمية.
وقد قدم للمؤتمر اثنان وأربعون بحثاً عن الإمام المهدي عليه السلام تعرضت للكثير من جوانب النظرية المهدوية وعقيدة الانتظار، وكان للمرجعية الدينية في النجف الأشرف كلماتها في المؤتمر من خلال ممثليها سنوردها لاحقاً.
بعدها ألقى السيد محمد علي الحلو كلمة اللجنة العلمية المشرفة على المؤتمر ثمن فيها جهود الباحثين الحوزويين والأكاديميين في تقديم البحوث في مختلف الصعد المهدوية، وسينشر قسم منها في مجلة الانتظار تباعاً.
وقد اشترك في كتابة وتقديم البحوث كتاب وباحثون من:
١ ـ العراق بمختلف محافظاته.
٢ ـ الجمهورية الإسلامية.
٣ ـ دولة البحرين.
٤ ـ المملكة المغربية.
٥ ـ السعودية.
كما كان للاعلام والقنوات الفضائية والمحلية والصحف حضور فاعل في تغطية بحوث المؤتمر وفعالياته فقد حضرت عشر قنوات إعلامية.
قراءة القرآن الكريم
اللجنة العلمية للمؤتمر
جانب من السادة الحضور
السيد محمد علي الحلو
السيد محمد القبانجي
خلاصة بحث الاستاذ ولاء اياد طه
خلاصة بحث الاستاذ عماد جميل
خلاصة بحث الاستاذ محسن مشكل
خلاصة بحث الاستاذ احسان العارضي
بدأ المؤتمر فقراته بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم ثم كلمات المرجعيات الدينية وكلمة اللجنة العلمية المشرفة على المؤتمر. ثم تحدث السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في كلمة له عن الأهداف التي جاء بها المركز منذ تأسيسه باعتباره الرابط الثقافي للجماهير بالقضية المهدوية والذي سيسد ثغرة كبيرة في الكيان الثقافي الشيعي لكي لا تنمو حركات معاكسة لاتجاهاتها الصحيحة، وقدم مقارنة لما نشر من إصدارات حول الإمام المهدي عليه السلام مبيناً انها كانت لا تزيد عن (٢٠٠٠) إصدار لحد الآن في حين تم اصدار وتأليف أكثر من مئة ألف بحث عن نابليون الذي عاش قبل ثلاثة قرون، لافتاً النظر إلى الفرق الشاسع بينهما، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد العلمي في سبيل رفد الثقافة المهدوية بما يليق بأهميتها الكبيرة خاصة في المجال الأكاديمي والحوزوي.
وبيّن ان المركز بصدد إنشاء ثلاث موسوعات ضخمة، الأولى: دائرة معارف الانتظار وفيها أكثر من (٥٠٠٠) مصطلح للشخصيات والأماكن والمفاهيم التي ترتبط بقضية الانتظار مرتبة حسب الحروف الأبجدية، والثانية: موسوعة الغيبة الكبرى حيث تم فيها جمع ما يزيد على (١٥٠) مصدراً ضمّت ما في بطون الكتب من بحوث حول الإمام المهدي عليه السلام ، والثالثة: موسوعة الإمام المهدي في الصحافة العربية.
نماذج من الهدايا والجوائز
نماذج من الهدايا والجوائز
توزيع الجوائز والهدايا
توزيع الجوائز والهدايا
وبعد فترة استراحة قصيرة قدمت فيها المرطبات أعلنت أسماء البحوث العشرة الفائزة بجائزة السكة الذهبية وهي:
١ ـ التقاء الحقيقة الوجودية بالحقيقة التاريخية في شخص الإمام الموعود/ الأستاذ يوسف العاملي ـ المغرب.
٢ ـ البصرة عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام / الأستاذ محسن مشكل فهد العبادي ـ البصرة.
٣ ـ الإمام المهدي وخلافة الإنسان في الأرض/ الأستاذ إحسان العارضي ـ بغداد.
٤ ـ العولمة والعالمية المهدوية/ الأستاذ عماد جميل خليف ـ الكوت.
٥ ـ المهدي والمسيح/ الخصائص والهدف المشترك/ الأستاذة سحر جبار يعقوب ـ كلية القانون جامعة الكوفة.
٦ ـ لماذا النهي عن التوقيت/ الأستاذ مجتبى السادة ـ صفوى ـ السعودية.
٧ ـ الرجعة في مفاهيم الحركة المهدوية / الأستاذ ولاء أياد طه ـ الحلة.
٨ ـ أسباب الغيبة/ الشيخ عبد الواحد العلي ـ الحوزة العلمية ـ النجف الاشرف.
٩ ـ أصحاب الإمام المهدي عليه السلام / الصفات الذاتية والفكرية / الأستاذ غسان عدنان حمودي.
١٠ ـ الظهور/ أسبابه وشرائطه/ نادية خضير عبادي الخزرجي.
بعدها قرأ الفائزون بالجوائز ملخصاً لبحوثهم تركز على النقاط المهمة فيها كما ووزعت عليهم الشهادات التقديرية التي تثمن مشاركاتهم في المؤتمر.
وقد تم شمول باقي البحوث المشاركة بالهدايا القيمة والشهادات التقديرية التي تؤيد وتشكر مساهماتهم في المؤتمر.
وفيما يلي كلمات المرجعيات الدينية واللجنة العلمية المشرفة على المؤتمر.
١ ـ كلمة مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ألقاها نجله سماحة السيد محمد حسين الحكيم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون العلماء الأفاضل ورحمة الله وبركاته...
ارتبطت قضية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بقضية العدالة الاجتماعية، فكان صلوات الله عليه أمل الامة على مر العصور والقرون المتوالية، فهو صلوات الله عليه المنتظر لاقامة الدين الحق بجميع تفاصيله واحكامه وما يصدر عنه من عدالة اجتماعية وتوازن وتكافل اجتماعي ونفسي وايماني, فمن هنا صارت قضيته صلوات الله عليه بعد غيبته الشغل الشاغل للطائفة الحقة، التي آمنت بأهل البيت صلوات الله عليهم وحملت لواءهم، وزاد من الاهتمام والترقب له صلوات الله عليه ما عاشته هذه الطائفة من فترات عصيبة خلال القرون الاثني عشر الماضية فنتج عن ذلك حالتان:
الحالة الأولى: هو الترقب وتحديد فترة ظهوره، ففي كل عصر وفي كل قرن يتأمل المؤمنون ويحاولون أن يقربوا ظهوره صلوات الله عليه بعلامات وما يحدث من حوادث واهتزازات في هذا الكون وفي هذه الدنيا سواء من الناحية الاجتماعية من الظلم أو من القتل أو بعض الظواهر الكونية، فهذه دعت المؤمنين إلى ان يكونوا في حالة من الترقب لظهوره صلوات الله وسلامه عليه.
الحالة الثانية: هي الانتظار وهي حالة ان يكون الانسان المؤمن منتظراً مهيئاً لظهوره مستلزمات الانتظار وآلياته، والذي نستفيده من بعض الروايات ان الائمة صلوات الله عليهم وإن ذكروا علامات فاصلة وقاطعة لظهوره صلوات الله عليه إلا انهم في المقابل أكدوا على عدم التوقيت، ونحن نعيش الآن في عصر الظهور أو قريب الظهور ويمكن أن نستفيد من روايات أهل البيت صلوات الله عليهم انهم لا يرغبون بذلك بل في بعضها النهي والتأكيد على عدم تحديد زمن ظهوره صلوات الله عليه, لكن الذي اكدت عليه روايات اهل البيت وسيرتهم هو على الحالة الثانية وهي حالة الانتظار، ففي بعض الروايات ان من مات منتظراً له صلوات الله عليه كان كمن قتل في فسطاطه أو مدافعاً عن فسطاطه في حال ظهوره صلوات الله عليه, فعلينا أن نهتم بهذا الجانب لانه هو الذي يقربنا اليه ويهيئ مستلزمات ظهوره صلوات الله عليه وهو أن يكون الانسان المؤمن متهيئاً منتظراً ومطبقاً لحالة الانتظار، إن من انتظر شيئاً عمل له وهيأ نفسه له، فعلينا أن نكون مهيئين له صلوات الله عليه في جميع جوانبنا وجهاتنا النفسية والايمانية والسلوكية والعقائدية والاجتماعية لان هذا الانتظار هو الذي امرنا به وهو الذي يوجهنا ويتقدم بنا خطوة كبيرة باتجاه ظهوره صلوات الله عليه كما ورد في بعض الروايات انه لو وجد أصحابه الذين يعتمد عليهم والمهيئين له لقيادة هذه الامة بان يكونوا القادة الحقيقيين لهذه الامة بظهوره صلوات الله عليه لظهر، يعني لو كمل أصحابه لظهر صلوات الله عليه، فهذا يدل على أن الأهمية الكبرى هو للمنتظر العامل المتهيئ له صلوات الله عليه.
٢ ـ كلمة مكتب آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي ألقاها نجله سماحة الشيخ علي بشير النجفي:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والصلاة والسلام على خير بريته وأشرف رسله محمد وآله الهداة الميامين واللعنة الدائمة على أعدائـهـم
أجمعين إلى يوم الدين.
قال الله سبحانه وتعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) صدق الله العلي العظيم.
قضية الإمام المنتظر عجل الله فرجه اجماعية بين الأديان السماوية كلها وهناك وعود وبشارات على ألسنة الأنبياء الذين سبقوا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالتبشير بهذا الإمام المنتظر وأنه هو المنقذ للبشرية من ظلمات الجهالة ومبدد الظلمة ومبير الطغاة ومنقذ حقوق المظلومين من أيدي المعتدين.
ومقتضى التأمل الصادق أن الإمام المنتظر عليه السلام ضرورة حتمية بمقتضى قانون العدل والإنصاف الذي دعت إليه الشرائع السماوية كلها لأن الشرائع إنما أنشأت لتطبق العدالة ولم تطبق، ولو لا أن هناك منقذاً موعوداً لظلت جملة وافرة من أحكام الشرائع السماوية معلقة إلى يوم القيامة، حتى بعض الأساسية منها كالتوحيد والنبوة والمعاد، وإذا كان الله سبحانه يعلم أن الأنبياء سوف لن يوفقوا للتطبيق لمعارضة قوى الشر والفساد مع ميل الناس النفسي لما تدعو إليه أهواؤهم، كان إنشاء تلك الجملة الوافرة من الأحكام لغواً تعالى الله عن ذلك، وهذا المعنى يظهر بنحو أجلى بالقياس إلى شريعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حيث إنها شريعة عامة للبشرية جمعاء باعتبارها رسالة الإنسانية وإلى الأبد ما بقي الدهر وتعاقب الليل والنهار، ومن الملموس إنها لم تطبق بكاملها حتى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمكن من تطبيق بعض الأحكام لشدة المعارضة وعدم استعداد حديثي العهد بالإسلام للتقبل فلم يجاهد المنافقين.
ونجد جل البشرية اليوم بعيدة عن تعاليم الإسلام، وهناك الطغاة والظلمة والمستبدون بالغير والمتشبثون بالسلطة ومرافق الحياة كلها يفعلون ما يشاؤون والدين معطل محجوز بين الكتب وأفهام العلماء فلذلك وعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سوف يطبق دينه على يد حفيده المنتظر عليه السلام وبشر بذلك الأئمة الطاهرون، نعم وقع الخلاف بين الأمم في تحديد هوية هذا الإمام كما وقع الخلاف منهم في ولادته سلام الله عليه ونحن نقتضب القول في هذا:
قد تمكن العلماء من إثبات ولادته بنحو لم يبق مجالاً للريب والامتراء فالتشكيك من جهة عمره الشريف لا ينبغي أن يصدر من العاقل لأنه يؤدي إلى التشكيك في قدرة الله سبحانه على إبقائه حياً ولا يدعي أحد من أتباعه سلام الله عليه إنه باقٍ بقدرته الذاتية بل نعتقد أن الله سبحانه أراد استمرار حياته، وفي الرجوع إلى الروايات المثبتة للولادة والمعبرة عن خروجه بالظهور الظاهر في خروجه عن خفاء دون خروجه إلى الوجود مقنع، وموئل تطمئن إليه القلوب.
والحق إن قضية الإمام المهدي عليه السلام تتطلب منا اهتماماً كبيراً لأنه يخص أمر إمامنا وقائدنا وولي أمرنا وملجأ ومهبط قلوبنا وأن العلماء لم يقصروا ولن يقصروا عن التحدث والكتابة حول جوانب هذه القضية إلا أن القضية لسعة شؤونها وعمق غورها ما زالت ظمأى ومثل هذا المؤتمر الذي نحن فيه يصب في هذا القالب.
نرجو الله سبحانه أن يمكن أهل الفضل والكمال للخوض في هذا البحر.
اللهم أكحل عيوننا بالنظر إلى الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره في الدنيا وشفاعته في الآخرة وارزقنا توفيق الإنضواء تحت لوائه والتضحية بكل ما نملك طاعة لأوامره انك أنت أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الميامين.
٣ ـ كلمة مكتب آية الله العظمى سماحة الشيخ محمد اسحاق الفياض ألقاها الشيخ محمد الشمري:
الحجة الموعود حقيقة نورانية ومنظومة تكاملية ومُطهر روحي ومَصحةٌ قلبية ومنشط فكري وصراط حقٍ انحصاري يوصل إلى العروج والكمال وبه تـتـسامـى النفوس، وتتعالى الأرواح الطيبة عن الكدر ويتصل الحق إلى الحق بالحق الموعود، هو الماء المعين في فضاء انحطاط القيم، والنجم المرتقب في سماء كوكبٍ أفلس مجتمعه من الخير، هو الزلال الأبدي والنبع السرمدي والجود المحمدي والورع العلوي، هو السفير المبعوث من السماء والمصطفى من بين الخلائق، هو الوجه الذي يتوجه إليه الأولياء والباب والمحراب الموصل إلى السماء، هو المؤمل المنتظر والعدل المرتقب، هو عصارة الفكر الإلهي ومتوج المسيرة الربانية، هو لوحة الختام الموسوم بريشة الباري المصور المتعال، هو الذي تحدث عنه الأنبياء والأولياء حتى بلغت رواياته وُصِيته عنان السماء، هو نبع الوجود والخير.
هو الموحّد والتوحيد والمؤدى إليه، هو أسماء الله الحسنى وصفاته العليا هو القطب والوتد وقلب العالم واسمه الأعظم، فالإمام المهدي عليه السلام قاموس الحياة الدنيوية والأخروية، هو الفكر والعقيدة والعمل الصالح والمثل الأعلى.
مَنْ اتصل به نال السبيل السوي والصراط المستقيم وأَمِنَ من العذاب وأمّنَ سَيره وطَيّب سريرته.
فلا عجب أن يحتل الإمام المنتظر المرتبةَ العالية من الأهمية المعرفية في المرسوم الديني حتى تظافرت الروايات وبلغتْ النصاب الأكمل فلم يخالف في ميراثه ومنزلته إلا الشاذ المتعصب بل نطقت الشرائع السماوية به وصار طُموحاً يرتقبه الأنبياء وظاهرةً يتمناها الأولياء، بل أساء وتلبس بها أعداء الدين لأنه الحق الثابت الذي لا جدال فيه.
ليسعَ دعاة الحق إلى ان يستكشفوا هذه الذات الربانية حتى تكون رمزاً للفكر والقيم والتقى ومنتهى حركة الإصلاح والصلاح فتسد الثغرات وتحجب عن الانحراف والمتاهات.
فالحديث عن المهدي وأنصاره لابد أن يتأصل ويتجذر وينمو وينتشر في العروق ويسقى بالطريق المبين من العترة الطاهرة فإن الذي حدثنا عن مكنون المهدي عليه السلام بيّن لنا طريق التعرف عليه وطريق الارتباط به وطريق التأدب على مأدبته لاسيما في عهد الغيبة الكبرى الذي يكثر فيه الافتتان وتتسع فجوة وهوة الانحراف فلا مجال للاجتهاد مقابل المنصوص والاستحسان وإعمال الخيال وترك الظلام أن يعشعش في بيت النور وبحر الفضيلة، فلابد من الدعوة إلى أصالة الفكر المهدوي الواصل من مائدة الأطهار الهداة.
فمن تغذى على غيرها فقد لقي شطَطا ونال ناراً لظى وانحرف عن جادة الهدى وفارق السداد.
وأيضاً لابد في مسرح العمل من تطبيق السلوك وفق المنهج السماوي والموسوعة الفقهية فنمنع التغذي من الغير ولا معنى لأن تُقْتَطَع القضية المهدوية عن شجرة زرعها الأنبياء ورعاها الأولياء وسقاها الفقهاء فكل سلوك لا يمت بصلة بفقه الشهيدين والسيدين والجواهري والأنصاري فهو سلوك عقيم وكل ذكر وورد لا مستند له سليم فهو فضول وشعبذة وجزاف وهناك من يخلط الخل بالعسل.
فندعو أرباب التحقيق والقلم والعلم وأصحاب الهمم والإرادات المتعالية ودعاة الحق والحقيقة أن ينسجوا لنا محتوىً ينطلق من التراث إلى الحداثة والجديد والسليم ونبتعد عن الركيك والمنفر ونطرح العقيدة بجمال ورونق وننبه أبناءنا وأجيالنا على أن ما عندنا من الجواهر واللآلئ ليس بموجود عند غيرنا ونستخرج الكنز المدفون ونسوقه في عرصات الوجود والبرهان ونزرع في نفوسهم الثقة وذلك بأن يلمسوا منتوجنا ويقارنوه مع بضاعة الغير ولا يتعبوا أنفسهم في البحث عن الموهوم فان النازل إلينا مطرٌ عذب غزير تربو عليه أرواحنا وضياءٌ تشرق به نفوسنا وحلاوةٌ تتغذى (عليه) عقولنا وهواء نقي تتنفسه أحاسيسنا وتنتعش به نفوسنا (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَْرْضِ).
وعليه فمسيرتنا تنحدر نحو الكلمة الصادقة والمفهوم الواضح والتصديق الرصين المنسجم مع مقولة النقل والعقل.
فلنوضح حقيقة النبوة والإمامة والإمام والغيبة بالميزان القرآني والروائي وليكن لنا معيار وميزان نتحاكم فيه لانتخاب الروايات المتضمنة للمشروع العالمي للإمام ولنعالج المتعارض البدوي بعيدين عن العنف العلمي ولنثقف الأمة بأدب الانتظار ولنمقت التوقيت والإساءة للتطبيق ولنقطع يد الأقلام الأجيرة والأفواه الغريبة ولنخرج قضية الإمام المهدي عليه السلام من حالتها المحلية إلى منزلها ومقامها العالي ومن آن الزمان إلى الدهرية السعية الكونية ولنحصن الظاهرة المهدوية من الآفات التي تمر بها بعض البلدان الإسلامية.
ونستأصل تسييس الإمام المهدي عليه السلام لنجاح مشاريع خاصة ذات طموح ذاتي وفردي.
ولنكتب فيه عليه السلام اعتقاداً منا بوجود الرقيب العتيد وأن مشروعنا ليس بكراً ولا نحن نكرة ونسجل في صفحات التأريخ مضموناً قضيته عليه السلام فنكون ملحمة النور لأجيالنا وتأريخنا فيتفاخرون بميراثهم ونجدد غيبة النعماني والطوسي ونعيش دعاء الكفعمي والمصباح، ولتكن فصول مدرسة القائم عليه السلام متناسقة فكراً وذكراً وفقهاً وعملاً ونهجاً واسلوبا وبرهانا وبيانا، ولنوضح أن الإمام امتداد الأنبياء ومحي معالم الشريعة، مشروعه العدالة الاجتماعية ومنطقه القرآن وهو معجزة الزمان واحكامه الحلال والحرام لسيدنا خير الأنام وأسوته الصديقة الزهراء وهو ابن علي المقدام، أصحابه عيسى والأنبياء وعطاؤه واصل إلينا من السماء كله نقاء وشفاء.
٤ ـ خلاصة كلمة السيد محمد علي الحلو (عضو اللجنة العلمية للمؤتمر)
في خضم التحولات الفكرية والثقافية الخطيرة لواقعنا المعاش، يعقد مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام مؤتمره العلمي الأول حول الإمام المهدي عليه السلام ، وقد وجهت الهيأة العلمية بطلب من رئاسة المركز لبذل الجهد في إنجاح هذا العمل المبارك، فسعت جاهدةً إلى مخاطبة أهل التحقيق من الحوزويين والأكاديميين الذين أجابوا هذه الدعوة ببحوثهم القيمة فوصل أكثر من أربعين بحثاً في مختلف القراءات المعرفية للقضية المهدوية، آملين أن يكون هذا المؤتمر تحفيزاً حقيقياً للأقلام الحوزوية بالنهوض في الواقع العلمي المبدع، ولعل في هذا المؤتمر محاولة لصقل القابليات وتحريك الابداعات، إذا ما عرفنا أن أنظار الجميع تتوجه إلى هذه الحوزة المباركة والتي تقع عليها مسؤولية التمهيد لظهوره المبارك، وهي تعيش في أوساط مجتمع يجب تأهيله لاستقباله ـ صلوات الله عليه ـ أي سيكون دور الحوزة العلمية دوراً مضاعفاً في العمل المعرفي لثقافة الظهور والتمهيد النفسي لقواعد النصرة وطلائع الفتح المبارك، من هنا نشعر بأهمية عقد هذا المحفل العلمي العظيم، ولا يمكن أن نغفل بأن هذه البحوث التي قدّمت إلى المؤتمر قُيّمت من قبل الهيأة العلمية ورشحت عشرة بحوث فائزة بامكانها أن تكون ورقة عمل هذا المؤتمر لتلقى خلاصاتها من قبل أصحابها السادة الباحثين لما تحمله من أفكارٍ ورؤى ودراساتٍ تساهم في بعث الثقافة المهدوية لأجيالنا الثقافية، على أننا لا نغفل أهمية جميع البحوث المقدمة والتي حاول أصحابها ايصال فكرة أو معلومةٍ في هذا الشأن، ويجب التنويه إلى أن بحوث السادة المحققين من الرعيل العلمي المتقدم الذي بحث في هذا المضمار ونشر بحوثه ودراساته من قبل مساهمةً منه لبعث الوعي المهدوي وهم أساتذة التحقيق والتأليف لم تدخل بحوثهم ضمن العشرة الفائزة اذ لم تخضع لفنيات التقييم العادي إجلالاً لكتابها وتثميناً لجهودهم بل خرجت عن التنافس التقليدي المتبع وقيّمت على أنها بحوث أساتذة التحقيق لنكنَّ لها وافر التقدير والاحترام والتجليل وهي فوق التقييم العادي المتبع. لذا فقد أعدت إدارة المركز شهادة الاستاذية في التحقيق المهدوي تقديراً لهذا الجهد الرائع آملين أن تكون مشاركات هذه النخبة من الأساتذة انطلاقا للمزيد من المعارف المهدوية وتسجيلها لجهد تحقيقي متميز على اننا حاولنا دعوة السادة المشاركين من ذوي البحوث الفائزة لكن بعضهم تعذر عن الوصول الى النجف لبُعد الشقة خصوصاً السادة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية والمغرب فضلا عن أن الأخوات المحققات تعذر حضورهن لأسباب خاصة.
وأخيراً فإن التجربة الأولى لعقد مثل هذا المؤتمر العلمي يُعد في الاتجاه الصحيح اذا ما وضعنا في حساباتنا الظروف الاستثنائية التي يعيشها بلدنا الجريح، ونعتقد أن تقييمه بالنجاح أمر واقعي آملين أن تكون المؤتمرات القادمة على خلفيات هذا المؤتمر ليتعزز الجهد التبليغي المهدوي، ولا تخفي الهيأة العلمية تقديرها لأصحاب السماحة المراجع العظام الذين رعوا هذا المؤتمر من خلال إرسال مبعوثيهم ومشاركاتهم مما يعد ذلك دفعاً عظيماً وتأييداً كريما يحضى به هذا العمل المبارك لشعورهم الكريم بأهمية مثل هذا العمل وخطورة المرحلة التي نمر بها سائلين المولى تعالى أن يحفظهم ويجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وأن يسدد خطى الجميع خصوصاً السادة الذين تجشموا عناء الحضور وشاركوا بمشاعرهم وتقديرهم داعين لجميع المراكز العلمية خصوصاً مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام للعمل على مثل هذه المنتديات العلمية العظيمة ومن الله التسديد.
مهرجان ربيع الشهادة
٢ ـ شارك مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في معرض ربيع الشهادة الثالث في منطقة بين الحرمين في كربلاء المقدسة حيث افتتح المعرض عصر يوم الجمعة ١٧/ ٨ / ٢٠٠٧ م، وذلك تزامناً مع ميلاد الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان وقد افتتح المعرض الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني دام ظله.
جوانب من المعرض في كربلاء (بين الحرمين)
وقد شهد جناح المركز بشكل خاص اقبالاً جماهيرياً غفيراً وحضوراً متميزاً كما ان جناح المركز بقي مستمراً لوحده إلى فترة الخامس عشر من شعبان المبارك وذلك بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عن العتبتين المقدستين في كربلاء المقدسة.
علماً أن جناح المركز ضم خمسة أجنحة للعرض كان من ضمنها الكتب واصدارات المركز المتخصصة بالإمام المهدي عليه السلام وهكذا القصص والبرامج الخاصة بالأطفال وكذا تم عرض اللوحات الفنية وكل ما يرتبط بثقافة الانتظار وكما تم عرض الأقراص المهدوية من محاضرات ومواليد وغيرها.
برنامج المصلح في الأديان
سماحة الشيخ فرحان الساعدي
سماحة العلامة السيد سامي البدري
سماحة السيد محمد علي الحلو
الدكتور حسن الحكيم
٣ ـ أقام المركز برنامجاً من ثلاث حلقات بالتعاون مع قناة العراقية ـ مكتب النجف الأشرف ـ تحت عنوان: المصلح والأديان، تحدثت فيه عدة شخصيات أكاديمية وحوزوية متخصصة بهذا الشأن حيث بينوا من خلال البرنامج الأطروحة العالمية التي تؤمن بها جميع الأديان السماوية والوضعية وهو ضرورة وجود المنقذ والمصلح العالمي.
وقد استغرقت كل حلقة ٤٥ دقيقة.
مسابقة لأجمل رسالة
٤ ـ أقيمت في مدينة بلد وتحت اشراف مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام مسابقة لأجمل رسالة موجهة من الأطفال إلى الإمام المهدي عليه السلام وقد شارك في المسابقة (٢٥) طفلاً وطفلة نختار منها هاتين الرسالتين:
الطفل: سجاد علي عبد عباس / بلد
إلى سيدي ومولاي الإمام المنتظر عليه السلام
سيدي، يا صاحب الزمان، أدرك أمة جدك المصطفى فقد غرقت في بحار الذنوب والكوارث، وصار الأخُ يستحل قتل أخيه المؤمن ويستبيح دمه وماله وعرضه بعد أن حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، سيدي: ما أكثر الأيتام والأرامل، وما أبسط تهديم البيوت والمساجد، وقبور الأئمة الأطهار، أدركنا يا سيدي فنحن في الانتظار والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
الطفلة: زهراء شاكر محمود ـ بلد ـ باب السور:
إلى صاحب العصر والزمان الإمام المنتظر عليه السلام:
أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان، أين المعد لقطع دابر الظلمة، وا إماماه، وا سيداه، وا غوثاه لجراح العراق، وا إماماه لمأساة الإسلام والمسلمين، أيها الإمام المحجوب الغائب المنتظر، الغوث لما يحدث لنا في كل مكان، الغوث لدموع اليتامى والثكالى، الغوث لكل جراح عراق الصبر والمظلومية، يا سيدي ادركنا فقد تقرحت حدقات عيوننا من الحزن، وذابت أكبادنا من الألم، وليس لنا غيرك من مغيث ومعين...