(٩٩)
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ...﴾ إلى قوله: ﴿وَانتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾ (السجدة: ٢٧-٣٠)
١ - مختصر بصائر الدرجات: [من خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) المسمَّاة بالمخزون]: «... وَيَقُولُ اَلقَائِمُ: كُلُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي اَلأَيَّامِ اَلخَالِيَةِ، فَالمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ أَهْلُ صَوَابٍ لِلدِّينِ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلكَلاَمِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر: ٢٢]، فَلَا يَقْبَلُ اَللهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا دِينَهُ اَلحَقَّ، ﴿أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ﴾ [الزمر: ٣]، فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾»(١).
٢ - تأويل الآيات: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاسٍ (رحمه الله): حَدَّثَنَا اَلحُسَيْنُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلخَطَّابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ اِبْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) يَقُولُ فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾، قَالَ: «يَوْمُ اَلفَتْحِ يَوْمٌ تُفَتَّحُ اَلدُّنْيَا عَلَى اَلقَائِمِ لَا يَنْفَعُ أَحَداً تَقَرَّبَ بِالإِيمَانِ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ مُؤْمِناً وَبِهَذَا اَلفَتْحِ مُوقِناً، فَذَلِكَ اَلَّذِي يَنْفَعُهُ إِيمَانُهُ، وَيَعْظُمُ عِنْدَ الله قَدْرُهُ وَشَأْنُهُ، وَتُزَخْرَفُ لَهُ يَوْمَ اَلبَعْثِ جِنَانُهُ، وَتَحْجُبُ عَنْهُ فِيهِ نِيرَانُهُ»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مختصر بصائر الدرجات: ص٢٠١ - ٢٠٢.
(٢) تأويل الآيات الظاهرة: ج٢، ص٤٤٥، ح٩.