(٤٢)
﴿إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ...﴾ إلى قوله: ﴿كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (يونس: ٢٤)
١ - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا أَبُو اَلحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليهم السلام)، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلطُّوَالُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلطَّبَرِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ يَقُولُ: ... فَقَالَ لِي: «يَا بْنَ مَهْزِيَارَ، كَيْفَ خَلَّفْتَ إِخْوَانَكَ فِي اَلعِرَاقِ؟»، قُلْتُ: فِي ضَنْكِ عَيْشٍ وَهَنَاةٍ، قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِمْ سُيُوفُ بَنِي اَلشَّيْصُبَانِ، فَقَالَ: «قَاتَلَهُمُ اَللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ، كَأَنِّي بِالقَوْمِ قَدْ قُتِلُوا فِي دِيَارِهِمْ وَأَخَذَهُمْ أَمْرُ رَبِّهِمْ لَيْلاً وَنَهَاراً»، فَقُلْتُ: مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ، يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ؟ قَالَ: «إِذَا حِيلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ سَبِيلِ اَلكَعْبَةِ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَاَللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُمْ برَاءٌ، وَظَهَرَتِ اَلحُمْرَةُ فِي اَلسَّمَاءِ ثَلَاثاً، فِيهَا أَعْمِدَةٌ كَأَعْمِدَةِ اَللُّجَيْنِ تَتَلَأْلَأُ نُوراً، وَيَخْرُجُ اَلسَّرُوسِيُّ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ وَآذَرْبيجَانَ يُرِيدُ وَرَاءَ اَلرَّيِّ اَلجَبَلَ اَلأَسْوَدَ اَلمُتَلاَحِمَ بِالجَبَلِ اَلأَحْمَرِ لَزِيقَ جَبَلِ طَالَقَانَ، فَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلمَرْوَزِيِّ وَقْعَةٌ صَيْلَمَانِيَّةٌ، يَشِيبُ فِيهَا اَلصَّغِيرُ، وَيَهْرَمُ مِنْهَا اَلكَبِيرُ، وَيَظْهَرُ اَلقَتْلُ بَيْنَهُمَا، فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا خُرُوجَهُ إِلَى اَلزَّوْرَاءِ، فَلَا يَلْبَثُ بِهَا حَتَّى يُوَافِيَ بَاهَاتَ، ثُمَّ يُوَافِيَ وَاسِطَ اَلعِرَاقِ، فَيُقِيمُ بِهَا سَنَةً أَوْ دُونَهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى كُوفَانَ فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مِنَ اَلنَّجَفِ إِلَى اَلحِيرَةِ إِلَى اَلغَرِيِّ وَقْعَةٌ شَدِيدَةٌ تَذْهَلُ مِنْهَا اَلعُقُولُ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ بَوَارُ اَلفِئَتَيْنِ، وَعَلَى اَللهِ حَصَادُ اَلبَاقِينَ»، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ﴾»، فَقُلْتُ: سَيِّدِي يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، مَا اَلأَمْرُ؟ قَالَ: «نَحْنُ أَمْرُ اَللهِ وَجُنُودُهُ»، قُلْتُ: سَيِّدِي يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، حَانَ اَلوَقْتُ؟ قَالَ: «﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ﴾ [القمر: ١]»(١).
٢ - دلائل الإمامة: عَنْ أَبِي اَلحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ اَلنَّهَاوَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اَلقَاسَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ اَلمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ(عليه السلام)، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَنِي فُلَانٍ ثَلَاثُ آيَاتٍ: قَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهاراً﴾ يَعْنِي اَلقَائِمَ بِالسَّيْفِ، ﴿فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ﴾. وَقَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ٤٤ -٤٥]»، قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام): «بِالسَّيْفِ». وَقَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: ١٢ - ١٣]، «يَعْنِي اَلقَائِمَ (عليه السلام) يَسْأَلُ بَنِي فُلَانٍ عَنْ كُنُوزِ بَنِي أُمَيَّةَ»(٢).
٣ - الغيبة للطوسي: اَلفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ اَلبَجَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي اَلجَارُودِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ اَلهَمْدَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحَنَفِيَّةِ - فِي حَدِيثٍ اِخْتَصَرْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ اَلحَاجَةِ - أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ لِبَنِي فُلَانٍ مُلْكاً مُؤَجَّلاً، حَتَّى إِذَا أَمِنُوا وَاطْمَأَنُّوا وَظَنُّوا أَنَّ مُلْكَهُمْ لَا يَزُولُ، صِيحَ فِيهِمْ صَيْحَةً، فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ رَاعٍ يَجْمَعُهُمْ وَلَا وَاعٍ يَسْمَعُهُمْ، وَذَلِكَ قَوْلُ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾»، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ لِذَلِكَ وَقْتٌ؟ قَالَ: «لَا، لِأَنَّ عِلْمَ اَللهِ غَلَبَ عِلْمَ اَلمُوَقِّتِينَ، إِنَّ اَللهَ تَعَالَى وَعَدَ مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتَمَّهَا بِعَشْرٍ لَمْ يَعْلَمْهَا مُوسَى، وَلَمْ يَعْلَمْهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا جَاوَزَ اَلوَقْتَ قَالُوا: غَرَّنَا مُوسَى، فَعَبَدُوا اَلعِجْلَ، وَلَكِنْ إِذَا كَثُرَتِ اَلحَاجَةُ وَاَلفَاقَةُ فِي اَلنَّاسِ، وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَقَّعُوا أَمْرَ اَللهِ صَبَاحاً وَمَسَاءً»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كمال الدِّين: ص٤٦٥ - ٤٧٠، ب٤٣، ح٢٣.
(٢) دلائل الإمامة: ص٤٦٨ - ٤٦٩، ح٤٥٦/٦٠.
(٣) الغيبة للطوسي: ص٤٢٧، ح٤١٥.