(٣٦)
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: ٣٣)
١ - تفسير العيَّاشي: عَنْ سَمَاعَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام): ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾، قَالَ: «إِذَا خَرَجَ اَلقَائِمُ لَمْ يَبْقَ مُشْرِكٌ بِاللهِ اَلعَظِيمِ وَلَا كَافِرٌ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ»(١).
٢ - تفسير القمِّي: «قَوْلُهُ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ وَهُوَ اَلإِمَامُ اَلَّذِي يُظْهِرُهُ اَللهُ عَلَى اَلدِّيِنِ كُلِّهِ فَيَمْلَأُ اَلأَرْضَ قَسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَهَذَا مِمَّا ذَكَرْنَا أَنَّ تَأْوِيلَهُ بَعْدَ تَنْزِيلِهِ»(٢).
٣ - الهداية الكبرى: [جاء في رواية المفضَّل بن عمر، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)]: ... قَالَ اَلمُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ بَقِيَ لِي: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾، مَا كَانَ رَسُولُ اَللهِ يَظْهَرُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ؟ قَالَ: «يَا مُفَضَّلُ، ظَهَرَ عَلَيْهِ عِلْماً وَلَمْ يَظْهَرُ عِلْمُهُ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ ظَهَرَ عَلَيْهِ، مَا كَانَتْ مَجُوسِيَّةٌ وَلَا يَهُودِيَّةٌ وَلَا جَاهِلِيَّةٌ وَلَا عُبِدَتِ اَلأَصْنَامُ وَاَلأَوْثَانُ، وَلَا صَابِئَةٌ وَلَا نَصْرَانِيَّةٌ وَلَا فِرْقَةٌ وَلَا خِلَافَةٌ وَلَا شَكٌّ وَلَا شِرْكٌ وَلَا أُولُو اَلعِزَّةِ وَلَا عُبِدَ اَلشَّمْسُ وَاَلقَمَرُ وَاَلنُّجُومُ وَلَا اَلنَّارُ وَلَا اَلحِجَارَةُ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ فِي هَذَا اَليَوْمِ، وَهَذَا اَلمَهْدِيُّ، وَهَذِهِ اَلرَّجْعَةُ، وَقَوْلُهُ: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾ [الأنفال: ٣٩]»(٣).
٤ - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ اَلمُتَوَكِّلِ (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلحُسَيْنِ اَلسَّعْدَآبَادِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللهِ اَلبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾، فَقَالَ: «وَاَللهِ مَا نَزَلَ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ، وَلَا يَنْزِلُ تَأْوِيلُهَا حَتَّى يَخْرُجَ اَلقَائِمُ (عليه السلام)، فَإِذَا خَرَجَ اَلقَائِمُ (عليه السلام) لَمْ يَبْقَ كَافِرٌ بِاللهِ اَلعَظِيمِ، وَلَا مُشْرِكٌ بِالإِمَامِ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ، حَتَّى أَنْ لَوْ كَانَ كَافِراً أَوْ مُشْرِكاً فِي بَطْنِ صَخْرَةٍ لَقَالَتْ: يَا مُؤْمِنُ، فِي بَطْنِي كَافِرٌ فَاكْسِرْنِي وَاقْتُلْهُ»(٤).
٥ - الاحتجاج: [قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على بعض الزنادقة]: «... وَلَمْ تُطِقِ اَلأُمَّةُ اَلصَّبْرَ عَلَى مَا أَظْهَرَهُ اَلثَّالِثُ مِنْ سُوءِ اَلفِعْلِ، فَعَاجَلَتْهُ بِالقَتْلِ، فَاتَّسَعَ بِمَا جَنَوْهُ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَنِفَاقِهِمْ مُحَاوَلَةُ مِثْلِ مَا أَتَوْهُ مِنَ اَلاِسْتِيلَاءِ عَلَى أَمْرِ اَلأُمَّةِ، كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ اَلنَّظِرَةُ اَلَّتِي أَوْحَاهَا اَللهُ تَعَالَى لِعَدُوِّهِ إِبْلِيسَ، إِلَى أَنْ يَبْلُغَ اَلكِتَابُ أَجَلَهُ، وَيَحِقَّ اَلقَوْلُ عَلَى اَلكَافِرِينَ، وَيَقْتَرِبَ اَلوَعْدُ اَلحَقُّ اَلَّذِي بَيَّنَهُ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: ٥٥]، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلإِسْلَامِ إِلَّا اِسْمُهُ، وَمِنَ اَلقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، وَغَابَ صَاحِبُ اَلأَمْرِ بِإِيضَاحِ اَلغَدْرِ لَهُ فِي ذَلِكَ، لاِشْتِمَالِ اَلفِتْنَةِ عَلَى اَلقُلُوبِ حَتَّى يَكُونَ أَقْرَبُ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤَيِّدُهُ اَللهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا، وَيُظْهِرُ دِيْنَ نَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) - عَلَى يَدَيْهِ - ﴿عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾»(٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير العيَّاشي: ج٢، ص٨٧، ح٥٢.
(٢) تفسير القمِّي: ج٢، ص٣١٧.
(٣) الهداية الكبرى: ص٤٢٩.
(٤) كمال الدِّين: ص٦٧٠، ب٥٨، ح١٦.
(٥) الاحتجاج: ج١، ص٣٨٢.