أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » متفرقة » (٩٩٣) المعصوم لا يجهزه إلا المعصوم فكيف جهز السفير الأول الإمام العسكري (عليه السلام)؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 متفرقة

الأسئلة والأجوبة (٩٩٣) المعصوم لا يجهزه إلا المعصوم فكيف جهز السفير الأول الإمام العسكري (عليه السلام)؟

القسم القسم: متفرقة السائل السائل: علي شعباني الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٤/٢٤ المشاهدات المشاهدات: ٣٠٥٤ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (قدس سره): أن عثمان بن سعيد السفير الأول هو الذي حضر تغسيل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأموراً بذلك.
ممكن توضيحاً لما ذكره الشيخ الطوسي (قدس سره) لأن هنالك روايات كثيرة تقول المعصوم لا يجهزه ويدفه إلّا المعصوم فكيف في هذه الحالة؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
عديدة هي الروايات التي دلت على أن الإمام لا يغسله إلّا إمام معصوم، فقد روى إبراهيم بن أبي سمال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): إنا قد روينا عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن الإمام لا يغسله إلا الإمام وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟ فكتب إلي: إن الذي بلغك هو الحق. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٣]، وما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): فيما أوصاني به أبي (عليه السلام) أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك، فان الإمام لا يغسله إلا إمام. [مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج٣، ص٣٥١]، وغيرها كثير... وقد تفرعت عن هذه الروايات بعض الاشكالات والشبهات في أذهان البعض وفي أمكانية تطبيقها على جميع الأئمة (عليهم السلام) كما حصل بالنسبة للإمام الكاظم (عليه السلام) حينما كان في سجن الرشيد أو الإمام الرضا (عليه السلام) حينما كان في خراسان وصولاً إلى سؤالكم حول تغسيل الإمام العسكري (عليه السلام)، حتى أن بعض الشيعة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) كانوا يتوهمون أن تغسيل الإمام للإمام الآخر قد يحصل في غير موضعه الذي مات فيه استبعاداً لوصوله إليه، فقد روى الشيخ الكليني عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره، عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: إنهم يحاجونا يقولون: إن الإمام لا يغسله إلا الإمام قال: فقال: ما يدريهم من غسله؟ فما قلت لهم؟ قال: فقلت: جعلت فداك قلت لهم: إن قال مولاي إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق وإن قال: غسله في تخوم الأرض فقد صدق قال: لا هكذا (أي لا تقول هكذا) فقلت: فما أقول لهم؟ قال: قل لهم: إني غسلته، فقلت: أقول لهم إنك غسلته؟ فقال: نعم. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٨٥]
ومفاد هذه الرواية أن البعض كان يحتج على الشيعة عن أمكانية تغسيل الإمام الرضا (عليه السلام) لأبيه الإمام الكاظم (عليه السلام) وهو في السجن مع أن الإمام الرضا (عليه السلام) كان في المدينة، ولأن الراوي (أحمد بن عمر) كان مؤمناً بأن الإمام (عليه السلام) لا يغسله الا إمام مثله التمس جواباً نظرياً عاماً، وحينما راجع الإمام الرضا (عليه السلام) أكد له ما كان يؤمن به وإنما نفى أن يكون غسله في تخوم الأرض وحدودها أو في عالم الملكوت بل حضر عنده في موضعه الذي هو فيه وغسله وأما كيف يحصل ذلك ويتم، فنحن نؤمن أن الأئمة (عليهم السلام) أمكنهم الله تعالى وأكرمهم بقدرات خاصة لا تتوفر لكل أحد وليس في ذلك ما يتعارض مع القرآن الكريم كما نجد ذلك في قضية آصف بن برخيا ونقله لعرش بلقيس في أقل من طرفة عين، وكذا ما رواه الشيخ الكشي عن الإمام الرضا (عليه السلام) من جوابه للبطائني عن استفساره لكيفية غسله لأبيه (عليه السلام) فقال له الإمام (عليه السلام): فأخبرني عن الحسين بن علي (عليه السلام) كان إماماً أو كان غير إمام؟ قال: كان إماماً، قال (عليه السلام): فمن وليَ أمره؟ قال: عليُّ بن الحسين (عليه السلام). قال (عليه السلام): كان محبوساً بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد. فقال البطائني: خرج وهم لا يعلمون حتى وَليَ أمر أبيه ثمَّ انصرف. فقال أبو الحسن (عليه السلام): إنَّ هذا الذي أمكن عليَّ بن الحسين (عليه السلام) أنْ يأتي إلى كربلاء فيلي أمر أبيه فهو يُمكِّن صاحب هذا الأمر أنْ يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثمَّ ينصرف وليس في حبسٍ ولا أسر. [رجال الكشي لمحمد بن عمر الكشي: ج٢، ص٧٦٤]
وبعد هذا البيان نأتي إلى الرواية التي تحدثت عن غسل الإمام العسكري (عليه السلام) والتي رواها الطوسي عن أبي نصر هبة الله عن شيوخه: أنه لما مات الحسن بن علي (عليهما السلام) حضر غسله عثمان بن سعيد (رضي الله عنه وأرضاه) وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأموراً بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٥٦]
والرواية واضحة أن ما فعله السفير الأول كان مأموراً به من قبل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأن ما قام به إنما هو بحسب الظاهر الذي يراه الناس وليس فيها ما ينفي أن يقوم الإمام (عجّل الله فرجه) بتغسيل أبيه (عليه السلام) قبل ذلك بشكل يخفى بل هي دالة عليه وإنما خفي ذلك بسبب الظروف الخاصة المحيطة بالإمام (عجّل الله فرجه) وعدم ظهوره للعلن، وقد ورد ما يشبه ذلك في تغسيل الإمام الجواد (عليه السلام) لأبيه الإمام الرضا (عليه السلام) بشكل خفي لم يطلع احد عليه فقد روى الصدوق بسنده عن هرثمة بن أعين في حديثٍ طويل كان بينه وبين الإمام الرضا (عليه السلام) قُبيل استشهاده ورد فيه: فإذا أنا متُّ سيقول - يعني المأمون - أنا أُغسِّلُه بيدي، فإذا قال ذلك فقل له عنيّ بينك وبينك: لا تتعرَّض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني فإنَّك إنْ فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أُخّر عنك وحلَّ بك أليمُ ما تحذر فإنَّه سينتهي... إلى أن قال: فإنَّه سيُشرف عليك ويقول: يا هرثمة أليس زعمتم أنَّ الإمام لا يُغسِّله إلا إمام مثله، فمَن يُغسِّل أبا الحسن عليَّ بن موسى وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فإذا قال لك ذلك فأجبه وقل له: إنّا نقول: إنَّ الإمام لا يجب أن ُيغسِّله إلا إمام فإنْ تعدَّى متعدٍ وغسَّل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدِّي غاسله ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غُلِب على غسل أبيه، ولو تُرك أبو الحسن عليُّ بن موسى بالمدينة لغسَّله ابنُه محمد ظاهراً مكشوفاً ولا يُغسِّله الآن إلا هو من حيثُ يخفى. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج٢، ص٢٧٦]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016