أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (١١٢٩) لماذا عجز الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) عن هداية الناس واختص الإمام (عجّل الله فرجه) بذلك؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (١١٢٩) لماذا عجز الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) عن هداية الناس واختص الإمام (عجّل الله فرجه) بذلك؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: فاطمة محمد الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/١٠/٢٨ المشاهدات المشاهدات: ٢٠١٣ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

عجزت جميع الأنبياء والرسل وأهل البيت (عليهم السلام) عن أن يجعلوا جميع البشرية تسري على خطى المذهب الحق، مذهب التشيع الاثني عشري على مر القرون وبجميع الكتب السماوية والإعجازات التي حصلت على أيديهم جميعاً (عليهم السلام).
والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سوف يأتي ويجعل جميع البشر على المذهب الاثني عشر بوقت أقل بكثير جداً من الوقت الذي استغرقه جميع الرسل والأنبياء وأهل البيت (عليهم السلام)، فما هي الأساليب والقدرات التي لم يستعملها السابقون منهم (عليهم السلام) والتي سوف يجعل من البشرية على المذهب الاثنا عشري بهذا الوقت القليل قياساً بالوقت الذي قضته الرسل من آدم (عليه السلام) إلى الإمام العسكري (عليه السلام).


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن فصل حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن حركة باقي الأنبياء وسعيهم المتصل في هداية الناس وإصلاحهم، وإنما هي ثمرة تلك التضحيات الشاقة والجهود المضنية الحثيثة على مدى مسيرتهم التاريخية الممتدة من أول الخليقة، فدولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هي الدولة الوارثة لكل تلك القيم وذلك التراث الذي جاء به الأنبياء والمرسلون والأئمة (عليهم السلام)، ولا يمكن أن نفهم حصول النجاح لتلك الدولة المباركة على نحو الطفرة والتغير المفاجئ الذي لم يفد من تراكمات ذلك الإرث الكبير والموروث الحي الذي ما زال حاضراً في نفوس الكثير من المؤمنين، وقد سجّلت النصوص الدينية والروايات الشريفة عن المعصومين (عليهم السلام) هذا المعنى بوضوح في عدة أحاديث، فقد روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوله: المهديّ... يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٨٧]، والذخيرة في كلام العرب تعبير لما تم حفظه وصونه لوقت الحاجة إليه، وهو في الحديث كناية عما قدمه الأنبياء والأئمة (عليهم السلام).
ولتأكيد هذا المعنى وإبرازه نجد أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في أول كلام له في مكة يسند ظهره للكعبة المشرفة ويخطب في الناس جميعاً بقوله: يا معشر الخلائق، ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث، ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام، فها أنا ذا نوح وسام، ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل، ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع، فها أنا ذا موسى ويوشع، ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون، فها أنا ذا عيسى وشمعون. ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) فها أنا ذا محمد (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين (عليهما السلام)، فها أنا ذا الحسن والحسين، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) فها أنا ذا الأئمة (عليهم السلام) [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٨٤]
كما أننا لا يمكن أن نغفل أن نفس الغيبة الكبرى للإمام (عجّل الله فرجه) وامتدادها الطويل هي وسيلة من وسائل التربية للأمة والبشرية جمعاء، وللارتقاء بوعيهم وإدراكهم حتى يستوعبوا قيمة الانقطاع والانفصال عن حلول السماء وعناياتها الخاصة، ولا يخفى أن طبيعة الإنسان بشكل عام لا يعرف قيمة الشيء وجدواه إلّا إذا فقده وضيَّعه، فالغالب في الناس أنهم لا يفكرون إلّا فيما ينقصهم ولا يبالون بما عندهم، وعليه فالغيبة سوط مؤلم من سياط السماء وتأديب من الغيب لتنبيه الإنسان وتربيته ليستكشف حقيقة عجزه وفشله في إيجاد الحلول لمشاكله العديدة والتي ستؤدي به في نهاية المطاف إلى اليقين من عدم قدرته على إصلاح أوضاعه وأموره، وهذا معنى ما ورد في الروايات التي عللت غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) بالمحنة والابتلاء، فإن ذلك إحدى الحِكم والأهداف المترتبة عليها، ولذلك تجد أن الابتلاء سوف يزداد كلما تقدمنا من عصر الظهور لإيقاظ الناس من سباتهم وغفلتهم.
ولذلك روي عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قدام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٥٥]، وكذلك ما روي عنه (عليه السلام): لابد أن يكون قدام قيام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وإن ذلك في كتاب الله لبيِّن. ثم تلا هذه الآية ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَـيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّـرِ الصَّابِرِينَ﴾. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٩]
وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا يقوم القائم إلّا على خوف شديد من الناس، وزلازل، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتيت في دينهم، وتغيير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٤٠]
حتى تبلغ الأمور ذروتها في الحلقة الأخيرة من مسيرة الإنسانية قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) ليستشعر الناس حينذاك عجزهم التام عن إصلاح أوضاعهم وليتصل عجزهم من غير أمل يلوح في الأفق، إلّا على يديه المباركتين لتنتهي هذه الأزمات وتتوقف الحروب ويعم السلام ويُقضى على الأوبئة والأمراض التي فتكت بهم، وهذا هو الفرق بين هذا الهلاك الذي ذكرته الروايات كعلامة من علامات الظهور وبين ما وقع من حروب وأمراض سابقة لا ترتبط بتلك العلامات، فإن المجتمعات الإنسانية وإن تعرّضت لكل ذلك على مر التاريخ، ولكنها استطاعت بشكل وآخر أن تنهض ثانية وتخرج من محنتها، ولكن هذه المرة يكون الأمر مختلفاً تماماً، فاليأس والخيبة من الحلول البشرية هو العنوان العام الذي يحكم المجتمعات الإنسانية، جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): فخروجه (عليه السلام) إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٤٠]
كما ينبغي الالتفات بعناية وتدبر أن هذا الابتلاء أو هذه المحن لا تعني انتقاماً إلهياً من الإنسانية وإنما هو أشبه بالدواء المر الذي يُعطى للمريض لغرض شفائه وعلاجه، وليس هو بالأمر الذي أرادته السماء ابتداء أو رغبت فيه، وإنما تركت الأمور والأقدار تأخذ مجراها الطبيعي من دون تدخل وعناية ليجني الإنسان ويحصد ما زرعه بنفسه ليتحقق فعلاً وواقعاً من قصوره وخيبته.
ولا نريد هنا أن ننفي تماماً الخصوصية التي يختص بها عصر الظهور والبركات الخاصة التي تقارن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والتسديد والتأييد الإلهي الذي يقف وراء كل ذلك، كما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام قائمنا (عليه السلام) وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧٥]، وكذلك ما روي عنه (عليه السلام): وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم). [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٤٥]
ومن المعلوم أن الإنسان - أي إنسان - إذا كمل عقله وبلغ رشده، فقد قطع أكثر من نصف الطريق نحو الحقيقة والهداية، مضافاً لما روي من نزول عيسى (عليه السلام) والدور الكبير الذي يقوم به في معاونة الإمام (عجّل الله فرجه) وإنجاح دولته، روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا نصراني إلّا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي. [تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج١، ص١٥٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016