أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (١٠٤١) ما فائدة الأسلحة المتطورة إذا كان (عجّل الله فرجه) يستعمل المعجزة؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (١٠٤١) ما فائدة الأسلحة المتطورة إذا كان (عجّل الله فرجه) يستعمل المعجزة؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: علي جاسم الفياض الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٧/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ١٧٢٥ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يخرج معه عصا موسى (عليه السلام) فيخيف بها الأعداء وتبتلع خيولهم، وكل عمل كان يقوم به موسى (عليه السلام) بعصاه يقوم به صاحب الأمر (عجّل الله فرجه).
إذا كان الإمام (عجّل الله فرجه) سوف يستخدم مثل هكذا معاجز فإذن ما فائدة الأسلحة والتطور والجيوش إذا كانت العصا تخيف الأعداء وتبتلع حتى الخيول؟
هل التعبير مجازي أم هنالك تفسير آخر؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
بمراجعة الروايات الشريفة والأحاديث التي تحدثت عن المعارك التي يخوضها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وسبيل انتصاره فيها يمكن أن ننتهي إلى نتيجة واضحة وهي أن المعجزة سيكون دورها حاضراً وثابتاً ولكنه دور تابع للعامل الطبيعي المتوقف على وجود الأنصار والمجاهدين وصولاً إلى التضحيات والشهادة في ذلك السبيل، وهذا المعنى الذي نذكره هو القول الوسط بين رأيين متناقضين يعجزان عن جمع الروايات والأحاديث ولا يستندان إلى دليل، بين رأي يقصر النظر في انتصار الإمام (عجّل الله فرجه) على المعجزة فقط، وبين رأي يخالفه تماماً ويستبعد تبعاً لذلك حضور العوامل الغيبية.
فما نعتقده في الدور الاعجازي أنه يأتي في سياق الجزاء الحسن والمكافأة على صدق الموقف والثبات من قبل أنصار الإمام (عجّل الله فرجه) والمؤمنين بنهضته، مع ما يتطلبه ذلك من جهاد وتضحية وإراقة دماء أولاً، وهذه هي سنة الله تعالى التي جرت في المصلحين والعاملين من أنبيائه وأوليائه، وهذه السنة الإلهية يصدقها القرآن الكريم وتؤكدها الروايات الشريفة يقول تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ فالنصر الإلهي مشروط قبل ذلك بجهادنا ونصرتنا لدينه أولاً وقبل كل شيء ليفيض الله علينا بعد ذلك نصره وتأييده، وهو ذات المعنى الذي يذكره أمير المؤمنين (عليه السلام) في حكايته لطبيعة انتصار الإسلام في بداية الدعوة: ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه. [نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح: ص٩٢]
مع أن الفكرة القائلة بانتصار الإمام (عجّل الله فرجه) بالمعجزة فقط مطروحة قديماً وليست فكرة حادثة، وقد نفاها الإمام الباقر (عليه السلام) حينما حكى بشير النبال له هذه المقولة فأجابه (عليه السلام): كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفواً لاستقامت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٩٤]
وانسجاما مع ما ذكرناه أعلاه فإننا نفهم أن دور مواريث الأنبياء (عليهم السلام) كعصا موسى (عليه السلام) وخاتم سليمان (عليه السلام) وغير ذلك مما يكون بيد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما الهدف منه أثبات حجيته والبرهنة على امامته من الله تعالى، وقد روي عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلّا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء. [اثبات الرجعة لابن شاذان: ص١٠]
ونفس هذا المعنى ينطبق على عصا موسى (عليه السلام) فان الدور الأبرز لها كان اثبات نبوة موسى (عليه السلام) وعلاقته بالسماء وأن تبطل عمل السحرة والمكذبين له، ولذلك وجدناه (عليه السلام) لم يستعملها في قتل أحد من أعدائه من الفراعنة والمناوئين له، وإنما الذي أهلك فرعون وجنوده هو الغرق في البحر الذي شقه موسى (عليه السلام) بعصاه لإنقاذ بني إسرائيل منهم، وهذا ما يرشح أيضاً من الروايات الشريفة التي تحدثت عن تلك العصا من جهة ابطالها للافك والتكذيب الذي يواجهه الإمام (عجّل الله فرجه) في زمن حضوره الشريف، فقد جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): كانت عصا موسى لآدم (عليه السلام) فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها لعندنا وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا (عليه السلام) يصنع بها ما كان يصنع موسى، وإنها لتروع وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به، إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان: إحداهما في الأرض والأخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢٣١]
فالتعبير عنها بأنها تنطق إذا استنطقت وتلقف بلسانها ما يأفكون انما هو ظاهر في هذا المعنى لا في كونها بديلاً عن جهاد المؤمنين وتضحياتهم أو أنها تقتل الأعداء أو تبتلع خيولهم، وهو ما لم يرد فيه حديث ولا خبر، بل الثابت أن حركة الإمام (عجّل الله فرجه) مشروطة بتوفر الأنصار والقواعد المؤمنة به، وأنه لا يخرج حتى تكتمل الحلقة والتي فسرها الإمام الصادق (عليه السلام) بعشرة آلاف رجل [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣١٩] من المجاهدين الصادقين ولا معنى لهذا الشرط أن كانت تلك العصا هي التي تقوم بكل ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016