جهلٌ أم جنون.. أم ضحك على الذقون؟
السيد محمد علي الحلو
إنّ حركة اليماني تغالط في كثير من المبادئ التي دعت لها وذلك للنقاط التالية:
أولاً: إنّها تدعو إلى نصرة اليماني المقيم في البصرة، في حين أنّ اليماني سمّي باليماني نسبةً إلى إقامته في اليمن ومجيئه منها كذلك.
ثانياً: أعلن هذا الدعي أنّ اسمه أحمد بن الحسن وهو ابن الإمام المهدي في حين أنّ الإمام المهدي هو محمد بن الحسن (عليهما السلام) فكيف يكون أحمد بن الحسن ابناً للإمام محمد بن الحسن.
ثالثاً: يدعو هذا المهووس إلى نصرته، وعدم الخروج عن طاعته، ويخاطب في بيان أصدره قبل سنين إلى كون الذين يحوطون بالإمام ويختصون به على أتمّ الاستعداد لنصرته وطاعته وإلاّ فهم معرّضون إلى سخط الله وغضبه، فإذا كان هؤلاء قريبون إلى الإمام، فكيف يأمرهم هذا المهووس بالطاعة له وإلاّ تعرضوا لغضب الله مع أنّ قربهم للإمام لا يكون إلاّ بسبب طاعتهم ومقدار ملازمتهم لأوامره عليه السلام.
رابعاً: حاول أنْ يستعين بأحد الدجالين المعروف بـ (حيدر مشتت) ويدّعي هذا الأخير أنّه التقى بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الرؤيا وأوصاه هو وأحمد أنْ ينصرا الإمام، وهو محتاج إلى نصرتهما في ثورته وهو شيء يثير السخرية، فالثورة الإلهية العالمية للإمام المهدي هي بحاجة إلى هذين الشخصين وليس للمدد الإلهي ولأخيار الناس وللعلماء، ثم متى جعلنا المنامات هي ملاكات لأحكام المكلفين؟ (إِنْ هذَا إلاّ اخْتِلاقْ).
خامساً: إنّ الروايات تشير إلى أنّ اليماني لابدّ أنْ يزامنه عند خروجه ظهور السفياني والخراساني، إذ ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ...خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً...، أي أنّ هناك تلازماً فيما بين اليماني والخراساني من جهة وبين السفياني من جهة أخرى، فادّعاء خروج أحدهم دون الآخرين غير صحيح، إذ أنّ الإمام (عليه السلام) أكّد على هذه الملازمة والترتيب بقوله (عليه السلام) ونظام يتبع بعضه بعضاً، إذن فمن غير الممكن أنْ ندّعي خلاف ما قاله الإمام (عليه السلام) من تلازم خروج الثلاثة، وادعاء ذلك دجل واحتيال، بل وتكذيب لأقوال الإمام (عليه السلام).
وهكذا يحاول هؤلاء استغلال عواطف الناس ومحبتهم ليعملوا على تمرير مدعياتهم وابتزاز البسطاء من الناس لاستخدامهم دروعاً بشرية من أجل الاحتماء بتصديقهم وإظهارهم بمظهر الواعي لقضيته والمصدق لدعواه الضالة.