الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٤١) المهدي الموعود في الديانة اليهودية
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٤١) المهدي الموعود في الديانة اليهودية

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد عبد الرسول الموسوي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٣٢٨٠ التعليقات التعليقات: ٠

المهدي الموعود في الديانة اليهودية

السيد عبد الرسول الموسوي

الموعود في الديانة اليهودية:
الملة اليهودية من قبل أن يبعث النبي عيسى (عليه السلام) وحتى بعد بعثته كانت وما تزال تنتظر موعودها المؤمل، فقد أشير باستمرار إلى الموعود في آثار هذه الديانة، وأسفار التوراة وكتب أخرى تشير إلى ذلك.
وإذا أردنا الاعتماد على الأفكار التي جاءت في كتاب (نبوءة هيلد) وحي الطفل فسوف نضع اليد على أفكار كثيرة بصدد ظهور الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) ومقاطع من تاريخ وسيرة النبي وملابسات بعثته، وبعض مؤشرات آخر الزمان لشخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بل هناك إشارات أيضاً يمكن أن نلحظها حول واقعة عاشوراء.
وحيث أن الشعب اليهودي لم يؤمن بالسيد المسيح (عليه السلام) ورسالته فموعودهم لم يظهر حتى الآن، وإذا تأملنا في مجموع التراث اليهودي المقدس نجد فيه تصويراً لملامح موعودين ثلاثة: السيد المسيح (عليه السلام)، الرسول الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ومع وضوح هذه الرؤية وتلك الملامح الواضحة للموعودين الثلاثة في الفكر اليهودي، ولم نر اليهود يتابعون أيا من السيد المسيح (عليه السلام)، والرسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن هنا فإنهم سيظلون قلقين حساسين إزاء قضية الموعود ومفهوم الانتظار، وعلى هذا الأساس فعليهم أن لا يمروا على كل البشائر والإشارات التي وردت في نصوصهم وكتبهم مرور الكرام.
فالملة اليهودية لابد وأن تكون أشد انتظاراً من المنتظرين الآخرين، وأن يعكفوا بشكل أكبر على تأمل مفهوم الانتظار، والاستعداد ليوم الظهور، وأن يرفعوا اليد عن كل ألوان الظلم والخيانة التي يمارسونها بحق البشرية، ويخشوا عواقب الظلم والعدوان، فهؤلاء لم يذعنوا لموعوديهم المسيح بن مريم (عليه السلام) والرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
إلا أنهم سوف لا ينجون من سطوة الموعود الثالث وعدله، ولذا يرد في الروايات أن جماعة من اليهود تلتف حول (الدجال) وتسنده، وبظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ونزول السيد المسيح (عليه السلام) إلى الأرض يقتل هؤلاء قتلا جماعياً لتعود ساحة التاريخ والإنسانية نقية من وجود هذه الجرثومة الملوثة، وهذا نموذج آخر لخبث وانحطاط هؤلاء القوم، فحتى في آخر الزمان لن يخضعوا للحق، بل سوف ينضمون إلى زمرة أنصار الدجال.
وهذه مجموعة من الكتب اليهودية والعهد القديم التي ورد فيها الحديث عن المنتظر الموعود:
١. كتاب دانيال النبي.
٢. كتاب حجي (حكي) النبي.
٣. كتاب صفينا النبي.
٤. كتاب أشعيا النبي.
وقد جاء في زبور داوود (عليه السلام) أيضاً أفكار بهذا الصدد كما تحدث القرآن، وثبت مبدأ غلبة الصالحين حيث قال: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
وأود أن أشير هنا إلى أن البشائر المذكورة في آثار اليهود المقدسة بأجمعها واقعية وصحيحة، وقد تحقق قسم منها، والقسم الآخر سيتحقق، إلا أن اليهود لم يقبلوا منطق الحق لا من النبي عيسى (عليه السلام) ولا من الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، (رغم أن البشارة بهاذين النبيين العظيمين قد وردت في كتب اليهود أنفسهم)، إلا أنهم سيقبلون بحد سيف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
نحن نأمل أن يستوفي أبناء الإسلام الغيارى - قبل ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - ثمن كل ما فعلته أيادي الإجرام الصهيونية اليهودية من قتل وتدمير وإبادة وخيانة ونشر فساد وانحطاط أخلاقي في سائر أرجاء العالم وعلى الخصوص في بلاد المسلمين، وهذا لا يعني إن جميع اليهود مشمولون بهذا الاستيفاء، إذ أنه يوجد من هذه الملة من لا يرضى بتلك الأفعال الشنيعة والظالمة ضد البشرية.
وبغض النظر عن حقانية اليهود وعدمها، وتسلميهم لمنطق الحق وعدمه، فقد جاء بعد نبي الله موسى (عليه السلام) سيدنا عيسى بن مريم (عليه السلام) ونسخ دين موسى وأضحت الديانة اليهودية ديانة منسوخة وشريعة مهملة عملياً.
ومنذ فجر الإسلام وحتى اليوم وإلى قيام الساعة ينفرد الإسلام على وجه الأرض بوصفه الدين السماوي المبني على أساس الوحي والنبوة، ويبقى كتاب الله بين الناس على الدوام (القرآن الكريم)، والموعود هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وبهذه تكون البشائر والإشارات التي وصلتنا عن طريق الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وكبار السلف الصالح صادقة بحق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهي تنظر إليه وتقصده وتلحظ ظهوره فهو المصداق الواقعي لها جميعاً.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016