الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢٧٢) المهدوية حتمية (عند ابن تيمية)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢٧٢) المهدوية حتمية (عند ابن تيمية)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٥ المشاهدات المشاهدات: ٣١٠٨ التعليقات التعليقات: ٠

المهدوية حتمية (عند ابن تيمية)

الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي

يعتبر ابن تيمية الحراني، وهو أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الدمشقي الحنبلي من رواد المذهب السلفي وإليه تنتسب الوهابية بكل فخر واعتزاز، ويصنف ابن تيمية مدرسة فكرية وعقائدية من أشد المدارس الإسلامية إقصاء للآخر وتنكيلاً به، حيث خرّج على مائدته الفكرية الآف العلماء المتشددين الذين يمقتون أفكار غيرهم ويزدرئون منها، بل يصفون كل مخالف لهم بالكفر والزندقة، وهذا المذهب تجلى بشكل واضح في الوهابية المنتشرة في أيامنا هذه في السعودية.
المذهب التيمي مذهب إقصائي لكل ما لا ينسجم وأهواء ابن تيمية وهذا ما يعتبره أتباعه مذهباً تجديدياً، وأن ما قام به ابن تيمية تجاه التراث الإسلامي هو التجديد وإرجاع الإسلام إلى أصله.
وأشد من يعاديهم ابن تيمية هم الشيعة الإمامية وهذا لا يعني أن عداءه للمذاهب الأخرى ليس بظاهر لمن تتبع كتبه ورسائله وأفكاره.
يعترف ابن تيمية بالقضية المهدوية ويؤمن بها وبخروج رجل يسوس العالم في آخر الزمان وينتشر على يديه القسط والعدل، وهذا بحد ذاته يعتبر من أهم الأدلة التي يمكن لمن يؤمن بالمهدوية أن يستدل بها على أتباع هذه المدرسة، وهذا نص كلامه في الجزء الرابع من كتاب (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية).
حيث يقول: (وأما الحديث الذي رواه عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه [وآله] وسلم) يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وذلك هو المهدي).
فالجواب: إن الأحاديث التي تحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داوود والترمذي وأحمد وغيره من حديث ابن مسعود بقوله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) في الحديث الذي رواه ابن مسعود لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني أو من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ورواه الترمذي وأبو داوود برواية أم سلمة وفيه أيضاً: المهدي من عترة فاطمة.
انتهى كلامه.
ففي هذا المقطع يقرر ابن تيمية أن العقيدة المهدوية وانتشار العدل في آخر الزمان أمر حتمي لا يمكن أن يتطرق إليه الشك، وأن الأحاديث التي رويت في القضية المهدوية صحيحة السند.
ثم إننا تتبعنا حديث أبي داوود الذي روى فيه الاسم مع ذكر اسم الأب ووجدناه لا ينسجم والقواعد الرجالية ولا يمكن الالتزام بصحته سندياً فيبقى الحديث الأول راجحاً في نفسه وهذا شيء آخر سلطنا عليه الضوء دفعا لما يرد إلى الأذهان من أن ابن تيمية يؤمن بمهدي غير مهدي الشيعة الإمامية.
والذي نريد أن نقوله أن ما يؤمن به ابن تيمية ليس خرافة ولا من نسج خيال الشيعة وإنما هو حقيقة حتمية ثابتة في الآثار والأخبار قد صرح بصحتها وانتسابها إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن التشخيص لمصداقها الخارجي قضية أخرى لا علاقة لها بأصل القضية، وهذا بحد ذاته يسقط قول كل من يقول إن المهدوية خرافة أو إن المهدوية قضية مذهبية يختص بها الشيعة الإمامية.
هذه جملة من كلام ابن تيمية يمكن للمتأمل أن يستدل بها على من يعتمد كلام (ابن تيمية) ويثبت له من خلالها أن القضية المهدوية قضية حقيقية ليست بذات جذور شيعية فقط ولم يختص بها الشيعة الإمامية دون غيرهم من الفرق الإسلامية.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016