الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إجماع الشيعة أن آباء الأئمة (عليهم السلام) كانوا موحدين غير مشركين، ولم يقولوا بضرورة ذلك في العمود النسبي لأمهات الأئمة (عليهم السلام) لعدم ثبوت النقل في ذلك، مع الاعتقاد بأنهنّ طاهرات في ذواتهن مختارات من قبل الله تعالى وعلى جانب عظيم من التقوى، والانقطاع إلى الله سبحانه، وأما بالنسبة لآباء السيدة نرجس (عليها السلام) فقد روي في الحديث المعتبر عن الفضل بن شاذان في كتاب إثبات الرجعة، عن محمد بن عبد الجبار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي (عليه السلام): يا ابن رسول الله جعلني الله فداك: أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟ فقال: إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني سميُّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنِيُّه، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه، قلت: ممن هو يا بن رسول الله؟ قال: من ابنة ابن قيصر ملك الروم ألا إنه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر. [إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحر العاملي: ج٣، ص٥٦٩]
وفي كل الأحوال لا يمكن لنا الجزم بنفي أن يكون آباؤها على دين إبراهيم (عليه السلام) أو وفق ما ثبت لهم عن النبي عيسى (عليه السلام) أو غيره من الأنبياء (عليهم السلام) بعده أو أن يتدينوا بالدين الذي هو حجة في حقهم، فالمسألة غير مقطوع بها، وذلك لقلة المصادر التأريخية التي تعرضت لتفاصيل أسرتها (عليها السلام)، وليس الأمر كذلك بالنسبة لآباء الأئمة (عليهم السلام) فقد تعاضدت الأدلة بشكل كلي على إيمانهم وأنهم موحدون، فقد نقل الشيخ المفيد (رحمه الله) الإجماع على ذلك في كتابه تصحيح اعتقادات الإمامية ص١٣٩، في أن آباء النبي (صلّى الله عليه واله وسلّم) كانوا موحدين قال أبو جعفر (الشيخ الصدوق) في آباء النبي (صلّى الله عليه واله وسلّم): اعتقادنا فيهم أنهم مسلمون.
قال الشيخ المفيد (رحمه الله): آباء النبي (صلّى الله عليه واله وسلّم) إلى آدم (عليه السلام) كانوا موحدين على الإيمان بالله، حسب ما ذكره أبو جعفر (رحمه الله) وعليه إجماع عصابة الحق.
قال الله تعالى: ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ يريد به: تنقله في أصلاب الموحدين.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)