فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » حقائق عن الإمام المهدي (عليه السلام)
 كتب أخرى

الكتب حقائق عن الإمام المهدي (عليه السلام)

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: السيد محمد الشيرازي قدس سره تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٧/٢٧ المشاهدات المشاهدات: ١٢٠٠٣ التعليقات التعليقات: ٠

حقائق عن الإمام المهدي (عليه السلام)

تأليف: السيد محمد الحسيني الشيرازي
الناشر: مركز الجواد (عليه السلام)
تاريخ الطبع: ١٤٢٦ ق- الطبعة الخامسة

الفهرس

كلمة الناشر
وجود الإمام المهدي (عليه السلام)

القرآن يعد بالفتح
الوعد بظهور الدين
الإمام المهدي (عليه السلام) في السنّة
أخبار الظهور
الأمة المرتبطة بالسماء
فصل: عقيدتنا في الإمام المهدي (عليه السلام)
البشارة بالإمام المهدي (عليه السلام)
العدالة في الأرض
التعامل مع القلوب

أي عدالة ينشرها الإمام المهدي (عليه السلام)؟
السير بسيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
امتثال أمر الإمام الحجّة (عليه السلام)
فصل: عِدل القرآن
التأثر بالقرآن

في رحاب العترة الطاهرة (عليهم السلام)
عبر من الحديث

لن يفترقا أبداً
مسؤولية العباد

الإمام المهدي (عليه السلام) وحكمة الغيبة
من بركات الإمام الحجّة (عليه السلام)
قصّة وعبرة
إظهار الدين
كمال العقول

اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلي آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.
كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام علي الهادي البشير والسراج المنير محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
أمّا بعد، فقد تصاعدت حملات التشكيك وإثارة الشبهات ضدّ العقائد الحقة في الآونة الأخيرة، وأخذ أصحاب المصالح والأحقاد الدفينة يتفنّون في طرح شبهاتهم وبثّ سمومهم الضالّة في العالم الإسلامي. وحيث إنّ مثل هذه الحملات الضالّة لا يدعمها سوي كيد الشيطان وأهل الضلال والانحراف فإنّ عمرها قصير جدّاً، فما أن يتصدّى إليها شخص وإن كان من أبسط الناس إلاّ ويكشف كذبها وزيفها. ومن هذه الشبهات التي أخذ يروّجها أصحاب المصالح وأهل الضلال، هي الشبهات الكثيرة حول منقذ البشرية الإمام الحجّة بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حيث عمد الكثير ممّن لا حظّ لهم بالعلم والتحقيق إلي إثارة العديد من الشبهات الضعيفة، الدالّة علي ضيق أُفق أهلها ودنو مستواهم العلمي.
وعلي الرغم أنّ كيد أمثال هؤلاء خطير ومدروس بدقّة، إلاّ أنّ عناية السماء والتدخّل الإلهي الذي يرعي قضية الإمام المهدي (عليه السلام) حال دون وصولهم إلي مآربهم وأغراضهم الخطيرة.
فقد انقلب السحر علي الساحر، وازدادت علاقة العالم بمنقذ البشرية، وانبعث الأمل من جديد في نفوس الشعوب المحرومة، التي تترقّب منذ مئات السنين قدوم المصلح الحقيقي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلًا بعد ما تملأ ظلماً وجوراً. من جانب آخر فقد انبري العديد من الفضلاء وعلي رأسهم العلماء الأعلام لتثبيت عقائد الناس وردّ تلك الشبهات عبر أساليب منطقية مختلفة، منها الطرح المنهجي لقضية الإمام المهدي (عليه السلام) وتعريف المجتمعات بحقيقة وجوده وبركاته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في عصر الغيبة.
وكان المرجع الديني الراحل آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلي الله درجاته) من أولئك الذين تحمل المسؤولية، فكتب أكثر من كتاب حول الإمام المنتظر (عليه السلام) وتطرّق إلي أهم المباحث الحسّاسة في هذا الباب.

مركز الجواد للتحقيق والنشر
١٣ / بيروت لبنان ص.ب: ٥٩٥٥

وجود الإمام المهدي (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام علي محمّد وآله الطاهرين.
لقد ورد أكثر من خمسين آية كريمة في القرآن الكريم في شأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)(١) إلاّ أنّ بعضها دلالتها عامّة، منها:
* قوله تعالى: (وَمِمّنْ خَلَقْنَا أُمّة يهْدُونَ بِالْحَقّ وَبِهِ يعْدِلُونَ)(٢). الظاهرة في أنّ من سنن الله عزّ وجلّ في الأرض أنها لا تخلو من حجّة(٣).
أمّا من هو الذي سيهدي العباد؟!، الآية لا تشير إلي ذلك إلاّ على نحو العموم.
* وقوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَي الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(٤) وبالرغم أنّ الآية نزلت في قوم نبي الله موسى (عليه السلام) إلاّ أنّ ظاهرها أنّ السنّة جرت على جعل المستضعفين في الأرض وارثين علي طيلة التاريخ، فإن كلمة (نريد) التي هي بصيغة فعل المضارع تدل علي الثبوت والاستمرار، كما ذكر في محله. وقد قال تعالى في آية أُخري متمّمة للآية السابقة: (وَلَقَدْ كتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكرِ أَنّ الأرْضَ يرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ)(٥).
بالطبع المراد من الآية ليس كلّ مستضعف فليس المراد به المستضعف الملحد وإنّما المراد هو المستضعف المؤمن، فنبي الله موسى (عليه السلام) كان مستضعفاً، وكذلك أخوه هارون (عليه السلام)، وهكذا بنو إسرائيل في قبال الفراعنة. فالآية الكريمة تشير إلي أنّه سيأتي زمان توكل فيه الأُمور لهؤلاء المستضعفين.
ومما يدلّ علي ما ذكر من الاستمرارية وأنها سنة كونية قوله تعالى: (أَنّ الأرْضَ يرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ)(٦) بطبيعة الأمر إنّه مقيد بالصلاح وليس مطلق العباد هم الذين يرثون الأرض.
* وقوله تعالى في حقّ الفراعنة: (كمْ تَرَكواْ مِن جَنّاتٍ وَعُيونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كرِيمٍ * وَنَعْمَة كانُواْ فِيهَا فَاكهِينَ)(٧) التي ختمت بقوله تعالى: (كذَلِك وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ)(٨).
وفي آيات أخرى: (فَأَخْرَجْنَاهُمْ مّن جَنّاتٍ وَعُيونٍ * وَكنُوزٍ وَمَقَامٍ كرِيمٍ * كذَلِك وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)(٩).
فبقيت قصور فرعون لبني إسرائيل. فإنّ مثل هذه الوراثة في الآية ليس المراد منها الإرث بمعني الانتقال من أحد لآخر بالإرث الشرعي المقرر حسب طبقات الإرث، بل وقوع ذلك الشيء تحت تصرّف الآخرين.
أمّا الآية الأخصّ من الآيات السابقة من حيث الدلالة علي قضية الإمام المهدي (عليه السلام) فهي قوله تعالى: (هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كلّهِ وَلَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ)(١٠) حيث نصّت علي أنّ إظهار دين الحق سيتحقق لا محالة، وهذه البشارة ليست لمطلق الصلحاء والمستضعفين، بل هي لنبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وللدين الإسلامي الحنيف، ولذلك تعد أخصّ من الآيات السابقة، فإن الدين الذي سيظهر على الأديان الأُخرى هو الدين الإسلامي حيث سيحكم القرآن والعترة الطاهرة (عليهم السلام) علي جميع الأرض.
نعم، ذهب البعض إلي أنّ المراد من قوله (ليظهره) أي إظهار برهاني إلاّ أنّ ذلك يخالف ظاهر الآية.
كما ورد نظير هذه الآية في سورة الفتح حيث قال تعالى:
(هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كلّهِ وَكفَي بِاللهِ شَهِيداً)(١١).
وهي تدلّ بوضوح علي أنّ الله تعالى قد عهد إلي نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإظهار الدين الإسلامي وسيادته علي جميع الأديان في الأرض.
وبما أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ارتحل عن هذه الدنيا ولم تتوفّر الظروف والشرائط لتتحقق هذه البشارة الإلهية بشكل كامل حيث إنّه توفّي والإسلام لم يكن سائداً علي الأرض كله، بل كان في الحجاز، واليمن، وحدود اليمامة، وحدود الشام، والكويت، و...، فإنّ حفيده الثاني عشر الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) سيقوم بأعباء هذه المسؤولية، ويحيي شريعة الإسلام في العالم كله، وستتحقق البشارة الإلهية في عهده (عليه السلام) حيث يرث الأرض كلها وترفرف راية الإسلام علي المعمورة بأجمعها.
القرآن يعد بالفتح
إنّ الله تعالى وعد رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالفتح في موضعين: أحدهما تحقّق في قصة فتح مكة، والآخر سوف يتحقق بظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف). قال تعالى في سورة الفتح: (إِنّا فَتَحْنَا لَك فَتْحاً مّبِيناً)(١٢) حيث نزلت في قصة الحديبية وهي تشير إلى فتح مكة.
إلاّ أنّ المسلمين في بداية الأمر لم يتمكنوا من دخول مك ة، وذلك حينما أشار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليهم بالعمرة، وكان عددهم ما يقارب (١٤٠٠) رجل أو أكثر(١٣)، وقد استعدّوا للذهاب مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للعمرة، وقد أمر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن تجعل الذبائح أمام القافلة ليعلم الجميع أنّهم جاءوا للعمرة لا للقتال. وبعدما اقترب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكة إذا بالعيون تخبره أنّ قريش أخرجت جميع نسائها وأطفالها ليمنعوهم من دخول مكة، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّنا نريد العمرة وننحر الذبائح ونوزّع عليهم لحومها ليأكلوا منها، فلم يقبلوا، فنزل (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحديبية وكان السفراء يتردّدون هنا وهناك.
فاضطرّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يرجع وقد شقّ ذلك علي بعض المسلمين، فارتفعت الأصوات.
روي العلامة المجلسي رحمة الله عليه في البحار، عن تفسير القمي في قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنا لَك فَتْحاً) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم أن الله عز وجل أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج، فخرجوا، فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ستا وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات مجللات، فلما بلغ قريش ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا ليستقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان يعارضه على الجبال.
فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال وصلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالناس.
فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم في الصلاة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجيء لهم الآن صلاة أخري أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم.
فنزل جبرئيل (عليه السلام) علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بصلاة الخوف في قوله (وإِذا كنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ)(١٤) الآية.
فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحديبية وهي علي طرف الحرم، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يستنفر الأعراب في طريقه معه فلم يتبعه منهم أحد ويقولون: أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم إنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا.
فلما نزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزي لا يدعون محمدا يدخل مكة وفيهم عين تطرف، فبعث إليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أني لم آت لحرب وإنما جئت لأقضي نسكي وأنحر بدني وأخلي بينكم وبين لحماتها.
فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه (وَقَالُواْ لَوْلَا نُزّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَي رَجُلٍ مّنَ الْقَرْيتَينِ عَظِيمٍ)(١٥) فلما أقبل إلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عظم ذلك وقال: يا محمد، تركت قومك وقد ضربوا الأبنية وأخرجوا العوذ المطافيل يحلفون باللات والعزي لا يدعوك تدخل حرمهم وفيهم عين تطرف، أفتريد أن تبير أهلك وقومك يا محمد؟
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما جئت لحرب وإنما جئت لأقضي نسكي فأنحر بدني وأخلي بينكم وبين لحماتها.
فقال عروة: بالله ما رأيت كاليوم أحدا صد عما صددت، فرجع إلي قريش وأخبرهم، فقالت قريش: والله لئن دخل محمد مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترئن علينا العرب.
فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ويح قريش قد نهكتهم الحرب ألا خلوا بيني وبين العرب فإن أك صادقا فإنما أجر الملك إليهم مع النبوة، وإن أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب لا يسأل اليوم امرؤ من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلا أجبتهم إليه.
قال: فوافوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالوا: يا محمد، إلي أن ننظر إلي ما ذا يصير أمرك وأمر العرب علي أن ترجع من عامك هذا، فإن العرب قد تسامعت بمسيرك فإن دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا ونخلي لك البيت في القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا.
فأجابهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى ذلك.
وقالوا له: وترد إلينا كل من جاءك من رجالنا ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك.
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه ولكن علي أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام.
فقبلوا ذلك.
فلما أجابهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلي الصلح أنكر عليه عامة أصحابه وأشد ما كان إنكارا عمر، فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟
فقال: نعم.
قال: فنعطي الدنية في ديننا.
فقال: إن الله قد وعدني ولن يخلفني.
قال: لو أن معي أربعين رجلا لخالفته.
ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلي قريش فأخبراهم بالصلح.
فقال عمر: يا رسول الله، ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلقين؟
فقال: أمن عامنا هذا وعدتك، قلت لك: إن الله عزّ وجلّ قد وعدني أن أفتح مكة وأطوف وأسعي وأحلق مع المحلقين.
فلما أكثروا عليه قال لهم: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم.
فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب وحملوا عليهم فانهزم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هزيمة قبيحة، ومروا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فتبسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم قال: يا علي خذ السيف واستقبل قريشا. فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) سيفه وحمل علي قريش، فلما نظروا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) تراجعوا وقالوا: يا علي، بدا لمحمد فيما أعطانا.
قال: لا.
فرجع أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ألستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل الله فيكم: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكمْ فَاسْتَجابَ لَكمْ أَنِّي مُمِدُّكمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكة مُرْدِفِينَ)(١٦)، ألستم أصحابي يوم أحد (إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ والرَّسُولُ يدْعُوكمْ فِي أُخْراكمْ)(١٧)، ألستم أصحابي يوم كذا، ألستم أصحابي يوم كذا..
فاعتذروا إلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وندموا علي ما كان منهم وقالوا: الله أعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك.
ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالا: يا محمد، قد أجابت قريش إلي ما اشترطت من إظهار الإسلام وأن لا يكره أحد على دينه.
فدعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالمكتب ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: اكتب فكتب أمير المؤمنين (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم.
قال سهيل بن عمرو: لا نعرف (الرحمن)، اكتب كما كان يكتب آباؤك (باسمك اللهم).
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اكتب (باسمك اللهم)، فإنه اسم من أسماء الله.
ثم كتب: هذا ما تقاضي عليه محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والملأ من قريش.
فقال سهيل بن عمرو: ولو علمنا أنك (رسول الله) ما حاربناك، اكتب هذا ما تقاضي عليه محمد بن عبد الله، أتأنف من نسبك يا محمد؟
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنا رسول الله وإن لم تقروا، ثم قال: امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله.
فقال أمير المؤمنين (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما أمحو اسمك من النبوة أبدا.
فمحاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بيده.
ثم كتب: هذا ما تقاضي عليه محمد بن عبد الله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا علي وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض وعلي أنه لا إسلال ولا إغلال، وأن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة، وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد وعقده فعل، وأنه من أحب أن يدخل في عقد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتي محمدا بغير إذن وليه يرده إليه، وأنه من أتي قريشا من أصحاب محمد لم يردوه إليه، وأن يكون الإسلام ظاهرا بمكة لا يكره أحد علي دينه ولا يؤذي ولا يعير، وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام ولا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب.
وكتب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشهد علي الكتاب المهاجرون والأنصار، ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا علي، إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة، فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلي مثلها وأنت مضيض مضطهد، فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): صدق الله وصدق رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أخبرني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بذلك ثم كتب الكتاب)(١٨).
والملفت للانتباه أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كتب بنداً مهمّاً في صلح الحديبية ربما غفل عن أهميته سهيل، ألا وهو: أنّ الإسلام حرّ في مكة.
وبعد ذلك (جاء أبو جندل وهو ابن سهيل هارباً من مكة إلي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكان قد أسلم، حتى جلس إلي جنبه، فقال أبوه سهيل: رده علي!
فقال المسلمون: لا نرده.
فقام (صلّى الله عليه وآله وسلّم): وأخذ بيده فقال: اللهم إن كنت تعلم أن أبا جندل لصادق فاجعل له فرجا ومخرجا. ثم أقبل علي الناس وقال:
(إنه ليس عليه بأس إنما يرجع إلي أبيه وأمه وإني أريد أن أتم لقريش شرطها)، ورجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة وأنزل الله في الطريق سورة الفتح: (إِنَّا فَتَحْنا لَك فَتْحاً مُبِيناً)(١٩)،(٢٠).
وبعد سنة فتحت مكة وتحرّر المسلمون وأخذوا يبلّغون للدين. علماً أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا قدم مكة كان معه ما يقارب عشرة آلاف مقاتل. وكان هذا هو الوعد الأول الذي وعد الله رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالفتح.
الوعد بظهور الدين
أمّا الوعد الآخر الذي وعد به الله نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في القرآن، فهو قوله تعالى في سورة الصفّ: (يرِيدُونَ لِيطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَلَوْ كرِهَ الْكافِرُونَ)(٢١) فقد ورد في بعض التفاسير أنّ ذلك يكون عند ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) الذي سيظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلًا بعد أن تملأ ظلماً وجوراً.
قال علي إبراهيم القمّي رحمة الله عليه في تفسيره لهذه الآية الكريمة، قوله: (يرِيدُونَ لِيطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَلَوْ كرِهَ الْكافِرُونَ). قال: بالقائم من آل محمّد (عليهم السلام) حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كلّه حتى لا يعبد غير الله وهو قوله (عليه السلام): (يملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وجوراً)(٢٢).
وقال سبحانه في سورة التوبة: (اتّخَذُوَاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيمَ وَمَا أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيعْبُدُوَاْ إِلَهاً وَاحِداً لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمّا يشْرِكونَ * يرِيدُونَ أَن يطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيأْبَى اللّهُ إِلاّ أَن يتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كرِهَ الْكافِرُونَ * هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ لِيظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كلّهِ وَلَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ)(٢٣).
وفي الكافي الشريف قال: (يظهره علي جميع الأديان عند قيام القائم (عليه السلام)).
وفي البحار عن ابن عباس في قوله تعالى: (لِيظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كلِّهِ وَلَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ)(٢٤) قال: (لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا دخل في الإسلام، حتى يأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية، وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، وذلك قوله (لِيظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كلِّهِ وَلَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ) وذلك يكون عند قيام القائم (عليه السلام))(٢٥).
وعن سعيد بن جبير في تفسير قوله عزّ وجلّ: (لِيظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كلِّهِ ولَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ) قال: (هو المهدي من عترة فاطمة)(٢٦).
وهذا هو الوعد الثاني بالنصر وظهور الإسلام ظهوراً كاملًا تاماً.
الإمام المهدي (عليه السلام) في السنّة
هناك روايات متواترة في الإمام المهدي (عليه السلام) وهي ثابتة عند الفريقين. منها: ما روي من أنّ نبي الله عيسي (عليه السلام) يأتي:
فيقول له إمام العصر (عجل الله فرجه): (صلّ). فيقول عيسي (عليه السلام): (بل تقدّم لنقتدي بك)(٢٧).
وقد نُقل هذا المضمون في روايات كثيرة(٢٨).
كما روي أبناء العامّة أنّ المراد من ظهور شخص ينشر الإسلام في الأرض ويظهر الإسلام علي جميع الأديان هو المهدي (عليه السلام) من أولاد فاطمة (عليها السلام)(٢٩).
عن الترمذي بسنده عن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ثم لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي). قال أبو عيسي: وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح(٣٠).
وعن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال: (ثم إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً (عليها السلام) زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: (سنين قال: فيجيء إليه رجل، فيقول: يا مهدي أعطني، أعطني قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله (عليها السلام). قال أبو عيسي: هذا حديث حسن)(٣١).
وابن حبان عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال?: ثم لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي... فيملؤها قسطاً وعدلًا (عليها السلام)(٣٢).
وفي كنز العمال: عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)?: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتى يجيء قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، ... فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلًا كما ملؤها جوراً وظلماً، فمن أدرك ذلك منكم أو من أعقابكم فليأتهم ولو حبوا علي الثلج، فإنها رايات هدي (عليها السلام)(٣٣).
وفي بعض رواياتهم: (يخرج رجل من ولد الحسين لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها، واتخذ فيها طرقاً)(٣٤).
وقال: (المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤم عيسي بن مريم (عليهما السلام))(٣٥).
وقال: (لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً، ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً وعدلًا كما مُلئت ظلماً وعدواناً)(٣٦).
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
(أبشركم بالمهدي، يبعث علي اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما مُلئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً). قال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: (بالسوية بين الناس، ويملأ الله قلوب أمة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غناء ويسعهم عدله، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد. فيقول: أنا.
فيقول: ائت السدان، يعني الخازن. فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالًا. فيقول له: احث حتى إذا جعله في حجره وائتزره، ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو عجز عني ما وسعهم. قال: فيرده فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا ينفذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده) أو قال: (ثم لا خير في الحياة بعده)(٣٧).
وقال: (المهدي مني، أجلي الجبهة، أقني الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين)(٣٨).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام)).
ورد ذكره في أحاديث أفردها بعض الحفاظ بالتأليف: منهم الحافظ السخاوي في كتاب سماه (ارتقاء الغرف)، ومنهم ابن حجر الهيثمي في جزء سماه (القول المختصر في أحوال المهدي المنتظر)، وكذلك ذكر كثيراً منها في (الفتاوي الحديثية)، وكذلك الشيخ البرزنجي في (الإشاعة). فمن تلك الأحاديث: ما أخرجه أبو داود، وابن ماجه، عن أم سلمة مرفوعاً: (المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام). ومنها ما رواه الطبراني، عن علي مرفوعاً: المهدي منا يختم الدين به كما فتح بنا (عليها السلام).
ومنها ما رواه الطبراني، وغيره عن ابن مسعود، رفعه بلفظ?: المهدي من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي (عليها السلام).
ومنها ما أخرجه الروياني في مسنده، وأبو نعيم عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): المهدي رجل من ولدي، لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، علي خده الأيمن خال كأنه كوكب دري، يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جوراً، يرضي بخلافته أهل الأرض وأهل السماء، والطير في الجو (عليها السلام)(٣٩).
أخبار الظهور
لقد وردت أخبار قطعية صحيحة السند بل متواترة في ظهور إمام الزمان (عجل الله فرجه)، ففي الخبر عن أبي الحسن (عليه السلام):
(إنّ الأرض لا تخلو من حجّة)(٤٠).(٤١)
ومنذ أن خلق الله عزّ وجلّ آدم (عليه السلام) حتى اليوم لم تشهد الأرض مدّة انقطع فيها الحجّة.
وبعبارة أُخرى: إنّ الله تعالى قبل أن يخلق البشر خلق لهم معلّمهم، فلولا الأنبياء (عليهم السلام) لم يعرف الكثير من الناس الله عزّ وجلّ ولما عبدوه، وتدلّ علي ذلك آيات كثيرة منها قوله تعالى: (الله لا إله إلاّ هو الحي القيوم * نزّل عليك الكتاب)(٤٢) إذ أنّ هناك ارتباطاً بين (القيوم) ونزّل عليك الكتاب).
ولعلّ منشأ جميع الروايات الشريفة هو قوله تعالى:
(وممّن خلقنا أُمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون)(٤٣) وهذا غير مقتصر علي إمام الزمان (عليه السلام) بل إنّ من سنن الله أن يكون هادياً للحقّ بين البشر دائماً.
فقد صرّحت الروايات المشهورة أنّ عدد الأنبياء ١٢٤ ألف، وصرّح بعضها أنّ لكلّ نبي وصي(٤٤)، أو أوصياء:
فيوشع بن نون وصي النبي موسى (عليه السلام).
وشمعون الصفا وصي النبي عيسي (عليه السلام).
وآصف بن برخيا وصي النبي سليمان (عليه السلام).
ومنذر وصي النبي يحيى (عليه السلام).
وهكذا.. إلى النبي الخاتم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأوصياؤه أثنا عشر أولهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي (عليهم السلام).
قال علي (عليه السلام) في حديث: (لقد سُئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنا عنده عن الأئمة بعده؟ فقال للسائل: والسماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور، إن عددهم كعدد الشهور.
فقال السائل: فمن هم يا رسول الله؟
فوضع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يده علي رأسي فقال: أولهم هذا وآخرهم المهدي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن أحبهم فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، ومن أنكرهم فقد أنكرني، ومن عرفهم فقد عرفني، بهم يحفظ الله عزّ وجلّ دينه، وبهم يعمر بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم نزل القطر من السماء، وبهم يخرج بركات الأرض، هؤلاء أصفيائي وخلفائي وأئمة المسلمين وموالي المؤمنين)(٤٥).
الأمة المرتبطة بالسماء
نقل أنّ شخصاً فرنسياً يدعي (كرين) جاء إلي طهران والتقي بأحد علماء الشيعة وأخذ يسأله عن (الشيعة) ومعتقداتهم.
فذكر له العالم: عدد الأوصياء والأئمة (عليهم السلام) وأن الإمام المهدي (عليه السلام) حي وهو الرابط بيننا وبين السماء، وقال له: لا ينبغي أن تذكر اسم الأئمّة إلا وتقول: (صلوات الله عليهم) أو (عليهم السلام) فإنهم حجج الله على الأرض.
وقال له أيضاً: نحن المسلمين نناجي الله ونتوسل إليه بالأدعية المأثورة عن أئمتنا (عليهم السلام) ونتوسل بهم إلي الباري عزّ وجلّ، أمّا أنتم المسيحيون فلستم كذلك.
فقال الفرنسي: بل نحن كذلك أيضاً.
قال العالم: كيف تناجون وتتوسلون وقد ورد في الإنجيل إنّ النبي عيسي (عليه السلام) حضر حفلة زواج ثمّ شرب الخمر!..
وأنّه (عليه السلام) أتي بمعجزة حين حوّل الماء إلي الخمر فشرب منه الجميع!
هذا هو الإنجيل(٤٦).
أمّا التوراة فحدّث ولا حرج(٤٧).
أما نحن فنقول في مناجاة الله تعالى:
(اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما دعاك به عبادك الذين اصطفيتهم لنفسك المأمونون علي سرّك ...) الخ(٤٨).
إلى غيره من الأدعية المأثورة في كتب الدعاء.
وحينما عاد الرجل إلي بلاده عقد مؤتمراً ذكر فيه: أنّ الأُمّة الوحيدة التي حفظت ارتباط الإنسان بالله عزّ وجلّ، هم الشيعة. وذلك عبر الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، فإنها مرتبطة بالسماء، أما سائر الأمم فقد انقطع ارتباطها وذلك لعدم اعتقادها بخليفة الله في الأرض.
فصل عقيدتنا في الإمام المهدي (عليه السلام)
من أهمّ الأحاديث الشريفة الدالّة علي عصمة الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) وصدق خلافتهم لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو حديث الثقلين المعروف وهو حديث متواتر لا شك في سنده ولا في دلالته.
يدل حديث الثقلين مضافاً إلي خلافة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علي عصمة الأئمّة (عليهم السلام) وضرورة الرجوع إليهم كما يرجع إلى القرآن الكريم وهما لا يفترقان حتى يردا ويرد العباد علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند الحوض، وليس لأحد عذر في عدم الأخذ منهم (عليهم السلام).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إني تارك فيكم الثقلين خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(٤٩).
وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع: (إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(٥٠).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كأني قد دُعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(٥١).
وقد روي هذا الحديث جمع من كبار علماء السنّة(٥٢) مضافا إلى كبار علماء الشيعة، ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (ينابيع المودّة) لأحد علماء السنّة(٥٣).
وهناك أيضاً حديث آخر متواتر بين الفريقين وهو:
أن خلفاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اثنا عشر، حيث قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّ الأئمّة أو الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الأئمة بعدي اثنا عشر)(٥٤). وعن ابن مسعود عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل)(٥٥).
وعن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (يكون بعدي اثنا عشر أميرا) ثم تكلم فخفي علي ما قال، فسألت أبي ما الذي قال؟ فقال: قال: (كلهم من قريش)(٥٦).
وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة قال: جئت مع أبي إلى المسجد والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخطب فسمعته يقول: (يكون من بعدي اثنا عشر خليفة)(٥٧)، الحديث.
وعن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب الحسين تسعة والتاسع قائمهم، فطوبي لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم)(٥٨).
وعن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):
(الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، تاسعهم قائمهم، ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل)(٥٩).
وعن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله علي أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر)(٦٠).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم علي، ورابعهم وثامنهم علي، وعاشرهم علي، وآخرهم مهدي)(٦١).
وعن الأنس قال: سألت النبي (عليه السلام): من حواريك يا رسول الله؟ فقال: (الأئمة من بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة، وهم حواريي وأنصار ديني، عليهم من الله التحية والسلام)(٦٢).
وقد روي حديث (الخلفاء) وأنهم (أثنا عشر) الكثير من علماء السنة(٦٣).
وطبق الحديث فإنّ خلفاء النبي اثنا عشر خليفة، لا أكثر ولا أقل، ويجب أن نأخذ العلم منهم، ولهم إدارة شؤون المجتمع أيضاً.
فمن هو الثاني عشر من هؤلاء الأطهار، إنه الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) دون غيره، وليس بإمكان أي مذهب أن يعدد هؤلاء الأطهار الاثني عشر غير مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
وفي زيارة الجامعة نقرأ: (بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا)(٦٤).
ويكفي الإنسان أن يراجع عقائد الآخرين ليعرف قوة وصحة عقيدة الشيعة التي أخذوها من أهل البيت (عليهم السلام).
فقد نقل: إنّ أحد الأُمراء جمع علماء المذاهب الأربعة الحنفية، والحنبلية، والمالكية، والشافعية وقال: إنّي أُريد أن يكون اعتناقي لإحدى هذه المذاهب عن قناعة، فليقم زعيم كل مذهب وليصلّ، فمن عجبتني صلاته اتّبعت مذهبه.
فقام الشافعي وقال: سيدي أنا أُؤدّي صلاتين.
فقال: لماذا؟
قال: واحدة عنّي علي أساس مذهبي والأُخرى علي مذهب أبي حنيفة.
فقال: صلّ، فارتدي فروة كلب لأنّ أبا حنيفة يقول بطهارتها إذا دبغت، ثمّ أتي بنجاسة كلب جافّة ووضعها للسجود، فكبّر وقال: ورقتان خضراوتان، ثمّ ركع وهوي للسجود من دون ذكر، وهكذا في الركعة الثانية وبدلاً من السلام أحدث.
فقال العالم الحنفي: هذا كذب.
فقال: لا، ليس كذباً، فهذه رسالة أبي حنيفة. أفلا تقولون بكفاية آية واحدة بدلًا من الحمد والسورة، وأنه يكفي معناها وأنا ذكرت معنى قوله تعالى (مدهامتان)(٦٥) فما هو الإشكال؟ أليس إنّكم تقولون: (رفع الرأس من الركوع ليس بلازم وأنّ الذكر ليس واجباً ويمكن للمصلّي أن يخرج من الصلاة بالحدث)(٦٦) وهكذا في سائر الفروع وحتى الأصول. فإنّ كلّ من يراجع عقائد البقية في النبوّة والتوحيد والمعاد يعرف معني قوله (عليه السلام):
(بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا)(٦٧).
فالله عندهم له رجل ويد وعين و...(٦٨).
وقد أفتي بعضهم بعدم جواز الصلاة خلف من يقول: إنّ الله لا يري يوم القيامة.
وقالوا: إنّ الله يركب الحمار، وينزل إلي السماء الرابعة كلّ ليلة جمعة وينادي: هل من تائب فأتوب عليه(٦٩).
وقالوا: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يبول في المزبلة وأمام أصحابه(٧٠).
هكذا يصوّرون النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
أمّا الإمامة عندهم فهم يعتقدون بإمامة كلّ حاكم بر أو فاجر(٧١) فهو أمير المؤمنين! في نظرهم، حتى مثل معاوية ويزيد، وقد ألّف أحدهم كتاباً تحت عنوان: (أمير المؤمنين يزيد)!.
وصرّح الغزالي في إحياء العلوم فقال: لعن يزيد لا يعلم جوازه بل هو ليس بجائز(٧٢).
ونقل: أنّ أحدهم كان في مقام إبراهيم (عليه السلام) فرأي شخصاً تجري الدماء من رجله، فأتي بخرطوم الماء ليطهّره وإذا بالشرطة المنتشرة في الحرم تطارده ويصيحوا به قائلين: لقد لوّثت جميع الأماكن، فجلبوا سطلًا صغيراً فيه ماء قليل وقطعة قماش قديمة وجعلوا يمسحون به النجاسة... بل كثيراً منهم يعتقد أنّ النوم لا ينقض الوضوء إلاّ في حالات خاصّة ولذا تجدهم ينامون ولمّا يستيقظون يقيمون صلاتهم من دون تجديد لوضوء.. من هنا ولكي نعرف العقائد السليمة ينبغي أن نطرق باب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليبّصرنا معالم ديننا، فهو (عليه السلام) باب علم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)(٧٣).
ولأن علياً (عليه السلام) هو أعرف الخلق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبشريعته وبالقرآن وعلومه.
وقد طرح ابن أبي الحديد المعتزلي بحثاً تناول فيه السؤال التالي: لماذا لم يمدح النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحدا من الصحابة مثلما مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)؟.
فأجاب علي ذلك قائلًا: إنّ سائر الصحابة لم يعرفوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقد حرص أهل البيت (عليهم السلام) علي تأديب شيعتهم وتسليحهم بالعقائد الصحيحة حتى بلغ الأمر أنّهم إذا كانوا في أسواق البصرة كانوا يعرفون من سيماهم وأخلاقهم ومعاملتهم، فكان يستدلّ عليهم بأنّهم شيعة علي (عليه السلام)، ففي الحديث عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: (كثيراً ما كنت أسمع أبي يقول: ليس من شيعتنا من لا تتحدّث المخدّرات بورعه في خدورهنّ، وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم من خلق الله أورع منه)(٧٤).
وروي أنّ فرداً كان مديناً لابن أبي عمير وسمع أنّه أفلس فانطلق وباع داره وجاء ليعطيه دَينه، فقال ابن أبي عمير: لم يكن عندك مال فمن أين أتيت بها؟ قال: لقد بعتُ داري. فقال: كنتُ محتاجاً لدرهم أما والله لا أقبل منك هذه النقود فإنّي سمعت الإمام الصادق (عليه السلام) يقول: (إنّ المرء لا يبيع داره من أجل قرضه)(٧٥). هذا هو الرجل العالم بوظيفته الشرعية.
ومن العقائد الحقة: هو الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) وهو الثاني عشر من خلفاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أما سائر المذاهب فمن هو الخليفة الثاني عشر عندهم؟ وقد صرح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأن خلفاءه اثنا عشر؟
ومن هو إمام زمانهم وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)(٧٦).
البشارة بالإمام المهدي (عليه السلام)
إنّ الروايات المبشّرة بالإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) كثيرة جداً، جمع البعض منها ٦٥٧ حديثاً، ومن بين هذه الأحاديث هناك: ٣٨٩ حديثاً في (منتخب الأثر) تصرّح أنّ المهدي الموعود (سلام الله عليه) من أهل البيت (عليهم السلام).
وأنّ ٢١٤ حديثاً تصرّح بأنّه (عليه السلام) من أولاد علي (عليه السلام).
و١٩٢ حديثاً تفيد أنّه من أولاد فاطمة وعلي (عليهما السلام)، أي أنّه ليس من ذرية محمّد بن الحنفية أو سائر أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام).
و١٠٧ أحاديث تنص علي أنّه من أولاد الحسنين (عليهما السلام).
و١٨٥ حديثاً تدلّ أنّه من أولاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبذلك تصبح الدائرة أضيق.
و١٦٠ حديثاً تنصّ علي أنّ المهدي الموعود (عليه السلام) من الأئمّة التسعة من أولاد الحسين (عليه السلام).
و١٤٨ حديثاً تصرّح أنّه التاسع من ذرّية الإمام الحسين (عليه السلام) وهم: الإمام السجّاد، الباقر، الصادق، الكاظم، الرضا، الجواد، الهادي، العسكري، والتاسع هو المهدي (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
و١٨٥ حديثاً تدل علي أنّه من أولاد علي بن الحسين (عليه السلام).
و١٠٣ أحاديث تدلّ علي أنّه من ذرّية الإمام الباقر (عليه السلام).
و١٠٣ أحاديث تدل علي أنه من ذرّية الإمام الصادق (عليه السلام).
و١٠١ حديثاً تشير بأنّه من ذرّية الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام).
و٩٨ حديثاً تدلّ علي أنّه الابن الخامس للإمام الكاظم (عليه السلام).
و٩٥ حديثاً تدلّ علي أنّه الولد الرابع للرضا (عليه السلام).
و٩٠ حديثاً تدلّ علي أنّه الولد الثالث للجواد (عليه السلام).
و٤٦ حديثاً تدلّ علي أنّه من أولاد أبي محمّد (عليه السلام) يعني الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وقد ذكر باسمه واسم أبيه.
و١٢٣ حديثاً تنصّ علي أنّه يملأ الأرض عدلًا وقسطاً.
العدالة في الأرض
إنّ العدالة كلمة حلوة إلاّ أنّ طعمها مرّ في بعض الأحيان كمرارة الدواء، ولذلك ينبغي كما ندعو لتعجيل الفرج، أن ندعو لكي يجعلنا الله مستعدين لظهوره فنقول في الدعاء: اللهمّ اجعلنا مستعدّين لظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وخروجه.
وإلا فهل نحن مستعدون للعدالة التي يأتي بها الإمام (عليه السلام) في حكومته؟
ففي الروايات إنّ الذين لم يرتدّوا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة أو أربعة فقط(٧٧).(٧٨)
وكذا الحال بالنسبة للإمام الحسن (عليه السلام)، وسيد الشهداء (عليه السلام) وسائر الأئمّة (عليهم السلام) مع أنّهم لم يأمروا بشيء مرّ، بل سايروا حتى الأعداء والمنافقين.
التعامل مع القلوب
إن الأئمة (عليهم السلام) مرتبطون بحقائق الكون، فهم ينظرون إلي القلوب ولا يخدعهم صورة الشخص وظاهره.
خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجّهاً إلي داره وقد مضي ربع من الليل ومعه كميل بن زياد وكان من خيار شيعته ومحبّيه، فوصل في الطريق إلي باب رجل يتلو القرآن في ذلك الليل ويقرأ قوله تعالى: (أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللّيلِ سَاجِداً وَقَائِماً يحْذَرُ الآخِرَةَ وَيرْجُواْ رَحْمَة رَبّهِ قُلْ هَلْ يسْتَوِي الّذِينَ يعْلَمُونَ وَالّذِينَ لَا يعْلَمُونَ إِنّمَا يتَذَكرُ أُوْلُو الألْبَابِ)(٧٩) بصوت شجي حزين، فاستحسن كميل ذلك في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت (صلوات الله عليه وآله) إليه وقال: يا كميل! لا تعجبك طنطنة الرجل إنّه من أهل النار وسأُنبئك فيما بعد.
فتحير كميل لمكاشفته له علي ما في باطنه، ولشهادته بدخول الرجل النار مع كونه في هذا الأمر وتلك الحالة الحسنة.
ومضي مدّة متطاولة إلي أن آل حال الخوارج إلى ما آل وقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانوا يحفظون القرآن كما أنزل، فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده ورؤوس أُولئك الفجرة علي الأرض، فوضع رأس السيف علي رأس من تلك الرؤوس وقال: (يا كميل (أَمّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللّيلِ سَاجِداً وَقَائِماً)(٨٠) أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ القرآن في تلك الليلة فأعجبك حاله)، فقبّل كميل قدميه واستغفر الله وصلّى على مجهول القدر(٨١).
نعم، إنّ أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الإمام المهدي (عليه السلام) يتعاملون مع قلوبنا، ولا ينظرون إلي صورنا وأشكالنا، ولذلك علينا أن نقول الحقّ ونعتقد به ونعمل وفقه، وندعو الله قائلين: (رّبّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لّي مِن لّدُنْك سُلْطَاناً نّصِيراً)(٨٢).
أي عدالة ينشرها الإمام المهدي (عليه السلام)؟
إن العدالة التي ينشرها الإمام المهدي (عليه السلام) هي نفس عدالة جده أمير المؤمنين (عليه السلام)، روي: أنّه استعدي رجل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) عمر بن الخطّاب والإمام علي (عليه السلام) جالس، فالتفت عمر إليه فقال: قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك.
فقام (عليه السلام) فجلس معه وتناظرا، ثمّ انصرف الرجل ورجع الإمام علي (عليه السلام) إلي محلّه، فتبين عمر التغير في وجهه، فقال: يا أبا الحسن! ما لي أراك متغيراً أكرهت ما كان؟
قال: نعم.
قال: وما ذاك؟
قال: كنّيتني بحضرة خصمي، هلّا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك(٨٣)؟
نعم علي هذا المنهج من العدالة يسير حفيد أمير المؤمنين (عليه السلام) الإمام الحجّة بن الحسن (عليه السلام) ويحيي العدالة الحقيقية التي حرم منها العالم منذ شهادة الإمام علي (عليه السلام)..
السير بسيرة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
ورد في العديد من الأخبار أنّ نهج إمام الزمان (عليه السلام) هو نفس نهج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبذلك يملأ الأرض قسطاً وعدلًا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً(٨٤).
فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أُمّتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، ليظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة، فيعلي أمر الله، ويظهر دين الله، ويؤيد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض عدلًا وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)(٨٥).
وعن محمّد قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن القائم إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟
فقال (عليه السلام) بسيرة ما سار به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى يظهر الإسلام.
قلت: وما كانت سيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
قال: (أبطل ما كانت في الجاهلية، واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم (عليه السلام) إذا قام يبطل ما كانت في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل)(٨٦).
امتثال أمر الإمام الحجّة (عليه السلام)
ينقل أنّ رجلًا من أهل الحلّة كان قد جرح في فخذه فسال دمه، قال: فاتّجهت إلي بغداد حيث فيها سيد جرّاح وهو معروف، وحين رأي الجرح قال: لا يمكن معالجة هذا الجرح فقد بلغ إلي الشريان ولا يمكن قطعه وإصلاحه فلعلّك تموت!.
ثمّ قال له: ارجع إلى بيتك فلا علاج.
يقول الرجل: فانطلقت إلي سامراء لأزور سيدي ومولاي الحجة بن الحسن (عليه السلام) وأعود إلي البيت، فنزلت السرداب المقدّس وأخذت بالبكاء ثمّ خرجت وقصدت نهر دجلة وأخذت أغسل الجرح وأُنظّفه وقصدت الزيارة.
يقول الرجل: بقيت مسافة قليلة على بوّابة سامراء فرأيت ثلاثة أو أربعة فرسان قدموا من ذلك الجانب من المدينة فاقتربت منهم فناداني أحدهم باسمي قائلًا: فلان تعال هنا.
تعجّبت كيف عرف اسمي؟
فقال: دعني أري جرحك كيف أصبح.
يقول: قلت في نفسي إنّ هذا العربي لا يحسن الطهارة والنجاسة فكيف يمسك بلباسي وماذا أفعل.
يقول: أخيراً ضغط علي الجرح ثمّ ركب فرسه وقال: إذا ذهبت إلي بغداد وأعطاك الحاكم العباسي نقوداً فلا تأخذها، وأرسل رسالة ووصية إلي السيد قل له هذه الكلمات، ثمّ انصرف.
فتقدّم نحوي أحد مرافقيه وقال: عرفت من كان هذا؟
قلت: لا قال: هذا إمام زمانك.
قال: فتبعته فبلغته.
فقال (عليه السلام): ارجع، فلم أرجع ثمّ أعادها ثانية فلم أفعل.
حتى قال أحد أصحابه: يا لك من رجل يقول لك الإمام ارجع فلا ترجع، فوقفت في مكاني وانطلقوا. ونظرت إلي الجرح فلم أر أي أثر له، بل كان قد ظهر الشعر فيها.
نعم يجب إطاعة الإمام (عليه السلام) حتى فيما إذا قال: (ارجع) أو ما أشبه.

فصل: عِدل القرآن

إن الإمام المهدي (عليه السلام) وكذلك سائر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم عدل القرآن الكريم. حيث ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)(٨٧).
وهنا يطرح سؤال مهمّ ينبغي لكلّ المسلمين الالتفات إليه، وهو: كيف ينبغي التعامل مع هذين الثقلين؟ بل إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (انظروا كيف تخلفوني فيهما)(٨٨).
يتضح الجواب من كلمات الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، فمن كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) يصف فيه المتّقين قال:
(أمّا الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتّلونه ترتيلًا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء داءهم)(٨٩).
وورد في المقاتل أنّ أحد الرواة قال: بلغت خيمة للإمام الحسين (عليه السلام) وكان جالسا فيها يرتّل القرآن وتجري دموعه على خدّيه.
مضافاً إلي الكثير من الروايات التي تبين لزوم العمل بتعاليم القرآن وعدم الاكتفاء بالقراءة المجردة.
إذن وظيفتنا تجاه الثقل الأكبر (القرآن) ليست القراءة لوحدها بل لابدّ من القراءة والعمل. وكما في الحديث الشريف: (ربّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه)(٩٠).
التأثر بالقرآن
ينقل أنّ أحد السرّاق أراد أن يسرق شخصاً كان يقرأ سورة الذاريات، وقد وصل إلي قوله تعالى: (وَفِي السّمَاءِ رِزْقُكمْ وَمَا تُوعَدُونَ)(٩١).
وإذا بالسارق قال: من يقول هذا؟
فأجابه الرجل: الله!
قال السارق: الله يقول رزقكم في السماء؟
قال: أجل.
فترك السرقة وانطلق.
وبعد سنة التقي اللص بالرجل وقال له: أعد علي قراءة الآية.
فقرأ الرجل: (وَفِي السّمَاءِ رِزْقُكمْ وَمَا تُوعَدُونَ)(٩٢).
فقال السارق: إنّني منذ تركت السرقة لم أجد فقراً أبداً.
علي كلّ فإنّ القرآن الكريم هو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض(٩٣) ولابدّ من الاهتمام والعمل به حتى نلقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد أطعناه فيما أوصانا به، هذا مضافاً إلي لزوم التمسك بالثقل الثاني وهو أهل البيت (عليهم السلام).
في رحاب العترة الطاهرة (عليهم السلام)
إن الثقل الآخر الذي أوصي به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث الثقلين، هم أهل البيت (عليهم السلام) الذين قال عنهم القرآن: (قُل لاّ أَسْأَلُكمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَي)(٩٤).
ففي الخبر عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: (قُل لاّ أَسْأَلُكمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَي)) قلت: جعلت فداك إنّهم يقولون: إنّها لأقارب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). قال: (كذبوا، إنّما نزلت فينا خاصّة أهل البيت، في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصحاب الكساء (عليهم السلام))(٩٥).
وعن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (قُل لاّ أَسْأَلُكمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَي)(٩٦) قال: (هم الأئمّة (عليهم السلام))(٩٧).
وهذا هو معني أنّ الإمام (الحسين (عليه السلام) مصباح الهدي وسفينة النجاة)(٩٨)، فإنّ الإمام الحسين (عليه السلام) وشعائره المقدسة تنير للعالم درب الحق، وصراط الفضيلة والتقوى.
ومن هنا نري مدي اهتمام الإمام المهدي (عليه السلام) بالشعائر الحسينية حتى قال في زيارة جده (عليهما السلام): (السلام عليك سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلي الله بمحبتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المسكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه من حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك علي من بغي عليك، وفداك بروحه وجسده وماله وولده، وروحه لروحك الفداء، وأهله لأهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرتك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً، حسرة عليك وتأسفا وتحسراً علي ما دهاك، وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب)(٩٩).
إن البكاء علي الإمام الحسين (صلوات الله عليه) يوجب غفران الذنوب ويورث الأدب والحنان، ويعلّم الإنسان التضحية والفداء، ويلقنه الشجاعة والبطولة، وينزل ألطاف الله تعالى عليه، فضلًا عن سائر آثار مجالس العزاء الكثيرة والتي منها تعلّم معالم الدين وأحكام الشريعة، وشفاء المرضي وقضاء الحوائج وسعة الرزق و...
عبر من الحديث
إنّ العترة الطاهرة (عليهم السلام) مبينة للقرآن ومفسّرة له ولذلك فإنّها لن تفترق عنه، كما في حديث الثقلين.
ففي الخبر عن الإمام الحسن (عليه السلام) قال:
(نحن نعلم تأويله)(١٠٠).
وعليه، فإنّ إمام الزمان (عليه السلام) وحده في هذا العصر يتقن تأويل القرآن ويعلم جميع علومه من ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه وأوله وآخره.
فأهل البيت (عليهم السلام) لا يتحدّثون بخلاف القرآن، بل كلّ ما يقولونه فهو من القرآن وإلي القرآن، ويدلّ على ذلك الحديث الوارد عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في هذه الآية:
(بَلْ هُوَ آياتٌ بَينَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ) (أما والله يا أبا محمّد ما قال بين دفتي المصحف).
قلت: من هم جعلت فداك؟
قال: من عسى أن يكونوا غيرنا(١٠١).
فكما أنّ القرآن الكريم تبيان لكلّ شيء، كذلك العترة الطاهرة (عليهم السلام) فإنّهم تبيان لكلّ شيء.
لن يفترقا أبداً
ثم إنه لما كان رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو خاتم النبيين وشريعته خاتمة الأديان وكتابه خاتم الكتب، فأوصياؤه (عليهم السلام) أيضا خاتمة الأوصياء، وإذا كان: (حلال محمّد حلال أبداً إلي يوم القيامة وحرام محمّد حرام أبداً إلى يوم القيامة)(١٠٢) كما عن الإمام الصادق (عليه السلام). وأنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (لا نبي بعده) فيلزم أن يكون القرآن حاكماً إلى يوم القيامة، وما دام القرآن موجوداً فالإمام (عليه السلام) موجود، وذلك لأن الكتاب والعترة لن يفترقا حتى يردا علي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحوض في يوم القيامة، فلا يمكن أن يكون القرآن موجوداً ولا يكون الإمام موجوداً، وهذا من الشواهد علي وجود الإمام المهدي (عليه السلام) في هذا الزمان.
مسؤولية العباد
إن حديث الثقلين يحملنا الكثير من المسؤوليات في زماننا هذا تجاه القرآن الكريم والإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).
فليست هذه الوصية والتأكيد الكبير من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعترته الطاهرة (عليهم السلام) لمجرد التوسّل بهم أو البكاء على مصابهم، بل إن مراده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذا الحديث: هو لزوم التمسك بأهل البيت (عليهم السلام) والاهتداء بهديهم، والسير على طريقتهم المؤدية إلي الله عزّ وجلّ ومرضاته.
فقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) و(إنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(١٠٣). أي إن الأمة إذا تركت العترة الطاهرة (عليهم السلام) فهي لا تحسن فهم القرآن وتفسيره وعلومه، لأن الذي يحسن ذلك فقط هم أهل البيت (عليهم السلام) فإنهم ورثة علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهم (الراسخون في العلم)(١٠٤) وهم الذين عندهم (علم الكتاب)، وهذا معني القول بأنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) هو القرآن الناطق، أي أنّه مفسّر ومبين لكتاب الله عزّ وجلّ.
إذن فإنّ لطف الله لم ينته بنزول القرآن فحسب، بل من لطفه أيضاً تعيين أئمة حق (عليهم السلام) يهدون بأمره ويفسرون كتابه.
ولا يوجد أحد أعرف بكتابه من أهل البيت (عليهم السلام)، ففي الخبر عن الأصبغ بن نباتة قال: لمّا قدم علي (عليه السلام) الكوفة صلّى بهم أربعين صباحاً فقرأ بهم (سبّح اسم ربّك الأعلى)(١٠٥)، فقال المنافقون: والله ما يحسن أن يقرأ ابن أبي طالب القرآن، ولو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة!.
قال: فبلغه ذلك فقال: (ويلهم إنّي لأعرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وفصاله من وصاله، وحروفه من معانيه، والله ما حرف نزل علي محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ وأنا أعرف فيمن اُنزل، وفي أي يوم نزل، وفي أي موضع نزل، ويلهم أما يقرؤون: (إنّ هذا لفي الصحف الأُولى * صحف إبراهيم وموسى)(١٠٦) والله عندي ورثتها من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وورثها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من إبراهيم وموسى، ويلهم والله إنّي أنا الذي أنزل الله في (وتعيها أُذن واعية)(١٠٧) فإنّا كنّا عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفاً)(١٠٨).
وفي الخبر: أنّ أحد أهل الشام جاء ليناظر الإمام الصادق (عليه السلام) فأحاله علي هشام بن الحكم وقال (عليه السلام) له: (كلّم هذا الغلام) يعني هشام بن الحكم.
فقال: نعم.
ثمّ قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذا يعني أبا عبد الله (عليه السلام).
فغضب هشام حتى ارتعد ثمّ قال: أخبرني يا هذا أربّك أنظر لخلقه أم هم لأنفسهم؟
فقال الشامي: بل ربّي أنظر لخلقه.
قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟
قال: كلّفهم وأقام لهم حجّة ودليلًا علي ما كلّفهم وأزاح في ذلك عللهم.
فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟
قال الشامي: هو رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
قال هشام: فبعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مَن؟
قال: الكتاب والسنّة.
قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة فيما اختلفنا فيه حتى رفع عنّا الاختلاف ومكننا من الاتّفاق؟
قال الشامي: نعم.
فقال له هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت وجئت لنا من الشام تخالفنا وتزعم أنّ الرأي طريق الدين وأنت مقرّ بأنّ الرأي لا يجمع علي القول الواحد المختلفين؟
فسكت الشامي كالمفكر.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما لك لا تتكلّم؟
قال: إن قلت: إنّا ما اختلفنا كابرت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت لأنّهما يحتملان الوجوه، لكن لي عليه مثل ذلك.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): سله تجده ملياً.
فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربّهم أم أنفسهم؟
فقال هشام: بل ربّهم أنظر لهم.
فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويرفع اختلافهم ويبين لهم حقّهم من باطلهم؟
قال هشام: نعم.
قال الشامي: من هو؟
قال هشام: أمّا في ابتداء الشريعة فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأمّا بعد النبي فغيره.
فقال الشامي: ومن هو غير النبي القائم مقامه في حجّته؟
قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟
قال الشامي: بل في وقتنا هذا.
قال هشام: هذا الجالس يعني أبا عبد الله (عليه السلام) الذي تشدّ إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جدّ.
فقال الشامي: وكيف لي بعلم ذلك؟
قال هشام: سله عمّا بدا لك.
قال الشامي: قطعت عذري(١٠٩).
وهذا من الأدلة علي ضرورة وجود الإمام (عليه السلام) في كل عصر وزمان.
الإمام المهدي (عليه السلام) وحكمة الغيبة
أحياناً يسأل البعض: لماذا يتأخّر ظهور الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه الشريف)؟
في جوابه نقول: لغيبته (عليه السلام) علل وحكم كثيرة، منها امتحان الأمة، ومنها حفظ الإمام (عليه السلام) حيث أراد الأعداء القضاء عليه كما قضوا علي آبائه وأجداده الطاهرين (عليهم السلام) والمسألة تتعلق بإرادة الله عزّ وجلّ وميشئته.
وسيبقي الإمام (عليه السلام) غائباً حتى يأذن الله له بالظهور، والدعاء بتعجيل الفرج يؤثر في تعجيل الظهور وقد اُمرنا بذلك، كما أن ذنوبنا تؤخر الفرج الذي هو فرجنا أيضاً، ففي التوقيع الشريف عنه (عليه السلام): (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم)(١١٠).
وفي الدعاء: (اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء)(١١١).
من جانب آخر أحياناً يطلب الإنسان بعض الحوائج دون أن يمتلك المؤهّلات في الإجابة، وربما لم تكن الظروف والشرائط مناسبة للإجابة.
فعن الإمام السجّاد (عليه السلام) قال: مرّ موسى بن عمران (عليه السلام) برجل وهو رافع يده إلي السماء يدعو الله، فانطلق موسى في حاجته فغاب سبعة أيام ثمّ رجع إليه وهو رافع يده إلي السماء، فقال: يا ربّ هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له؟
قال: فأوحي الله إليه، يا موسى! لو دعاني حتى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته(١١٢).
خلاصة القول: أحياناً يريد البعض شيئاً ليس له فيه صلاحه وبعد فترة من الزمن يعرف أنّ هذه الحاجة لم تكن صالحة له، وإلاّ فإنّ الله تعالى مجيب الدعاء ويقدّر لعباده ما فيه صلاحهم، فإذا لم تكن فيه مصلحة دنيوية فإنّ فيه مصلحة أُخروية، كحصول الإنسان على ثواب عبادة الدعاء، إذ أنّ الدعاء من أفضل العبادات وأكثرها أجراً، وقد أشار الإمام المهدي (عليه السلام) في (دعاء الافتتاح) إلى تقدير المصلحة في إجابة الدعاء فقال:
(ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأُمور)(١١٣).
ومع كل ذلك فإنا قد اُمرنا بالدعاء لمولانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام) ولتعجيل فرجه الشريف.
وهذه بعض تلك الأدعية والزيارات المأثورة:
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْحُجَّة مِنْ بَعْدِهِ، إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ)(١١٤).
(اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَة الرَّشِيدةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ، وَاكحُلْ بَصرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ ظَهْرَهُ، وَطَوِّلْ عُمُرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْي بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّك قُلْتَ وَقَوْلُك الْحَقُّ: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كسَبَتْ أَيدِي النَّاسِ)(١١٥)، فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيك وَابْنَ بِنْتِ نَبِيك، الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِك صَلَوَاتُك عَلَيهِ وَآلِهِ، حتى لا يظْفَرَ بِشَيءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلا مَزَّقَهُ، وَيحِقَّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكلِمَاتِهِ وَيحَقِّقَهُ، اللَّهُمَّ اكشِفْ هَذِهِ الْغُمَّة عَنْ هَذِهِ الأمَّة بِظُهُورِهِ، إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ)(١١٦).
(أَنْجِزْ لِوَلِيك وَابْنِ نَبِيك، الدَّاعِي إِلَيك بِإِذْنِك، وَأَمِينِك فِي خَلْقِك، وَعَينِك فِي عِبَادِكَ، وَحُجَّتِك عَلَي خَلْقِك، عَلَيهِ صَلَوَاتُك وَبَرَكاتُك، وَعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَيدْهُ بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ وَقَوِّ أَصْحَابَهُ وَصَبِّرْهُمْ، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْك سُلْطَاناً نَصِيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَمْكنْهُ مِنْ أَعْدَائِك وَأَعْدَاءِ رَسُولِك يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)(١١٧).
(اللهم عجل فرجه، وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم علي من نصب له وكذب به، وأظهر به الحق وأمت به الجور، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل، وأنعش به البلاد وأقتل به جبابرة الكفرة واقصم به رؤوس الضلالة، ودلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها)(١١٨).
(اللهم عجّل فرجه، وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واجعلنا من أنصاره وأعوانه، الذابين عنه، المجاهدين في سبيله، والمستشهدين بين يده)(١١٩).
من بركات الإمام الحجّة (عليه السلام)
هناك روايات كثيرة تدلّ علي بركات وجود الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) في الأرض، ومنها قوله (عليه السلام): (لو خلت الأرض طرفة عين من حجّة لساخت بأهلها)(١٢٠).
ونحن نقرأ في زيارة الجامعة: (من أراد الله بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، موالي لا أُحصي ثنائكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار)(١٢١).
نعم، إنّ الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بما فيهم إمام الزمان (عليه السلام)، من البشر ولكن يفرقون عن بقية الناس العاديين بأنهم أولياء الله وخلفاؤه في الأرض. كما قال تعالى بالنسبة إلي نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي)(١٢٢).
وقال سبحانه: (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن علي من يشاء من عباده)(١٢٣).
نعم إن أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم صاحب الزمان (عليه السلام)
(قلوبهم أوعية لمشيئة الله)(١٢٤) وبيدهم (عليهم السلام) مقاليد الكون، ولذلك نندب إمام العصر (عليه السلام) في دعاء الندبة، فإننا نعيش في غيبته ولا ندري أين هو؟ ولكنّنا نعلم أنّه يرانا ويسمع ندبتنا.
فقد نقل أنّ شخصاً كان يلقي عريضة كلّ يوم في الماء، وذات يوم رجع فرأي سيداً جليلًا سأله قائلًا: من أين ترجع، أتعتقد أنّ إمام الزمان (عليه السلام) لا يدري أنّك تذهب كلّ يوم وتطرح عريضتك؟!
وفي دعاء الندبة:
(ليت شعري أين استقرت بك النوي، بل أي أرض تقلك أو ثرى، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟ عزيز علي أن أري الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى)(١٢٥).
(هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل قُذيت عين فساعدتها عيني علي القذي، هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتُلقي، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى، متى نرد مناهلك الروية فنروي، متي ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى، متي نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا، متي ترانا ونراك وقد نشرتَ لواء النصر تري، أترانا نحف بك وأنت تأم الملأ وقد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة الحق، وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين ونحن نقول الحمد لله رب العالمين)(١٢٦).
علي كلّ، فإنّ بركات إمام العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) على الكون لا تخفى على ذوي الألباب، ويشهد لهذه البركة الكونية لأهل البيت (عليهم السلام) ما ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): (بكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها، وبكم يكشف الله الكرب وبكم ينزل الله الغيث)(١٢٧).
بل هناك رواية عن الإمام الرضا (عليه السلام) تنصّ أنّ الله يدفع البلاء عن أهل قم ببركة زكريا بن آدم، فإذا كان البلاء يدفع عن أهل قم المقدّسة ببركة زكريا بن آدم(١٢٨)، فهل من المعقول أن لا تدفع البلايا والمخاطر عن العالم ببركة بقية الله الأعظم (عليه السلام) الذي ادّخره الله تعالى لإظهار دينه وإعلاء كلمته في العالم الأكبر.
قصّة وعبرة
ومن بركات الإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته هو دعاؤه لشيعته وقضاء حوائجهم عند الشدة، والقصص في هذا المجال كثيرة.
وقد ورد في التوقيع الشريف للشيخ المفيد رحمة الله عليه عن الإمام الحجة (عليه السلام):
(وإنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء)(١٢٩).
نقل أحد الموالين قائلًا: نفدت نقودي في مكة فبلغت مقام إبراهيم (عليه السلام) وقلت في نفسي: إلهي ممّن استقرض؟ وإذا برجل يسألني قائلًا: هل نفد مالك؟
ونقل تلميذ السيد بحر العلوم رحمة الله عليه فقال: إنّ السيد كان يدرس لسنتين في مكة وكان يحضر درسه عدد من مذهب الشافعية فيدرّسهم وكذا الحنابلة، فقلت له يوماً: ليس عندنا نقود وليس في مكة من استقرضه.
وفي اليوم التالي بينما كنّا جالسين وكان السيد يدخن الغليون طُرق الباب ففتحتها وإذا برجل أعرابي فدخل وجلس في الحجرة وقد جلس السيد بحر العلوم عنده بكلّ أدب، ثمّ أخذ يسأل السيد عن أحواله ثمّ انصرف وودّعه بحر العلوم إلي الباب وكانت هناك ناقة نائمة فركبها ومضي، ثمّ رجع السيد وأعطاني حوالة قائلًا: اذهب إلي السوق وخذ هذه الحوالة.
فذهبت إلي دك ان الصرّاف وأعطيته الحوالة فقال: اذهب واجلب أربعة حمّالين ليحملوا لك النقود فجئته بالحمّالين وأخذنا النقود، وقد حفظت العنوان لذلك الدكان قرب من أحد القصّابين وحين رجعت ووضعت النقود جئت ثانية فلم أُشاهد دكاناً ولا قصّاباً ولم يكن في السوق صرّاف أبداً. فعرفت أن ذلك كان حوالة من مولانا بقية الله الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقضية علي بن مهزيار الذي تشرف بزيارة الإمام (عليه السلام) مشهورة ومعروفة. وهكذا المئات من القصص بل الآلاف منها.
إظهار الدين
ومن البركات العظيمة التي يحقّقها إمام الزمان (عليه السلام) حين ظهوره هي بركة إظهار الدين، وإلي ذلك يشير قوله تعالى: (هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كلّهِ وَلَوْ كرِهَ الْمُشْرِكونَ)(١٣٠).
وقوله سبحانه: (هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيظْهِرَهُ عَلَي الدّينِ كلّهِ وَكفَي بِاللّهِ شَهِيداً)(١٣١).
وقوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَي الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ)(١٣٢).
وقال تعالى في آية أُخرى: (وَلَقَدْ كتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكرِ أَنّ الأرْضَ يرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ)(١٣٣).
ولا يخفي أنّ هناك أقوالًا عديدة في تفسير قوله تعالى: (من بعد الذكر? فربما يكون المراد من الآية بملاحظة قوله سبحانه: (أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون) التأكيد علي أنّ هذا الأمر أي وراثة الأرض، غير مختصّة بنبي الله داود (عليه السلام).
كمال العقول
ومن البركات العظيمة في عصر الإمام الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) أنّ الله يكمل عقول الناس، ففي الخبر عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا قام قائمنا (عليه السلام) وضع يده علي رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم)(١٣٤).
بل وكما في خبر آخر: إنّ الشيعة يكلّمون إمام الزمان (عليه السلام) من كلّ مكان، أي إنّ الروابط تكون سهلة وبهذا الشكل.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلّمهم فيسمعون وينظرون إليه، وهو في مكانه)(١٣٥).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّه إذا تناهت الأُمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كلّ منخفض من الأرض وخفض له كلّ مرتفع حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها)(١٣٦).
وفي عهد إمام الزمان (عليه السلام) وكما أشير في الخبر تكمل العقول وتستغني النفوس فلا فقر ولا حرمان، ومع ذلك تري الناس يزهدون في الأموال.
فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أُبشّركم بالمهدي، يبعث في أُمّتي علي اختلاف من الناس وزلازل، يملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت جوراً وظلماً، يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً.
فقال رجل: ما صحاحاً؟
قال: بالسوية بين الناس، ويملأ الله قلوب أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غني ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً ينادي يقول: من له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد، فيقول: أنا. فيقول: ائت السدان، يعني الخازن فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أُمّة محمّد نفساً أعجز عمّا وسعهم فيردّه ولا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه(١٣٧).

* * *

وفي الختام نسأل الله عزّ وجلّ أن يعجل فرج مولانا وصاحبنا المهدي المنتظر ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
اللَّهُمَّ كنْ لِوَلِيك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه فِي هَذِهِ السَّاعَة وَفِي كلِّ سَاعَة وَلِياً وَحَافِظاً، وَقائداً وَنَاصِراً وَدَلِيلًا وَعَيناً، حتى تُسْكنَهُ أَرْضَك طَوْعاً وتُمَتِّعَهُ فِيهَا طَوِيلا.

قم المقدسة
محمد الشيرازي

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) راجع في هذا المجال كلّ من كتاب (إلزام الناصب) للحائري. و(المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة) للسيد هاشم البحراني. و(قادتنا كيف نعرف) للسيد الميلاني. و(المهدي (عليه السلام) في القرآن) للمرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله).
(٢) سورة الأعراف: ١٨١.
(٣) ويؤيده الحديث الشريف: (إنّ الأرض لا تخلو من حجّة) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٦ ب ٣٣ ح ٢١٤٧٥.
(٤) سورة القصص: ٥.
(٥) سورة الأنبياء: ١٠٥.
(٦) سورة الأنبياء: ١٠٥.
(٧) سورة الدخان: ٢٥-٢٧.
(٨) سورة الدخان: ٢٨.
(٩) سورة الشعراء: ٥٧-٥٩.
(١٠) سورة التوبة: ٣٣. سورة الصف: ٩.
(١١) سورة الفتح: ٢٨.
(١٢) سورة الفتح: ١.
(١٣) انظر بحار الأنوار: ج ٩٦ ص ٣٢٩ ب ١٠ ح ٢ عن دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال: خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عام الحديبية ومعه من أصحابه أزيد من ألف رجل يريد العمرة ... وفي الصراط المستقيم: (ولم يحارب في الحديبية ومعه ألف وسبعمائة).
(١٤) سورة النساء: ١٠٢.
(١٥) سورة الزخرف: ٣١.
(١٦) سورة الأنفال: ٩.
(١٧) سورة آل عمران: ١٥٣.
(١٨) بحار الأنوار: ج ٢٠ ص ٣٤٧-٣٥٣ ب ٢٠ غزوة الحديبية ح ٤.
(١٩) سورة الفتح: ١.
(٢٠) بحار الأنوار: ج ٢٠ ص ٣٦٣ ب ٢٠ ح ١٠.
(٢١) سورة الصفّ: ٨.
(٢٢) تفسير القمّي: ج ٢ ص ٣٦٥.
(٢٣) سورة التوبة ٣١-٣٣.
(٢٤) الكافي: ج ١ ص ٤٣٢ باب فيه نكت ونتف من التنزيل ح ٩١.
(٢٥) سورة التوبة: ٣٣. سورة الصف: ٩.
(٢٦) بحار الأنوار: ج ٥١ ص ٦١ ب ٥ ضمن ح ٥٩.
(٢٧) كشف الغمة: ج ٢ ص ٤٩٠ ب ٢٥.
(٢٨) فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (منّا الذي يصلّي عيسي بن مريم (عليه السلام) خلفه). بحار الأنوار: ج ٥١ ص ٧٦.
(٢٩) راجع الكافي: ج ٨ ص ٤٩ ح ١٠، بحار الأنوار: ج ١٤ ص ٣٤٩ ب ٢٤ ح ١٢، الاحتجاج: ج ١ ص ٤٨، إعلام الوري: ص ٣٩١ ف ٢، تفسير، فرات الكوفي: ص ٤٦٥ ح ٦٠٧، الخرائج والجرائح: ج ٣ ص ١١٣٧، دلائل الإمامة: ص ٢٣٤، الصراط المستقيم: ج ٢ ص ١١٤ ب ١٠ ف ٣ العمدة: ص ٤٤٢، غيبة النعماني: ص ٥٨، كشف الغمّة: ج ١ ص ٥٢، كشف اليقين: ص ٢٧٠ ب ٢، وغيرها.
(٣٠) راجع كتاب: (المهدي (عليه السلام) في السنّة) لآية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي رحمة الله عليه.
(٣١) سنن الترمذي: ج ٣ ص ٣٤٣ باب ما جاء في المهدي ح ٢٣٣٢. ط دار الفكر.
(٣٢) سنن الترمذي: ج ٣ ص ٣٤٣ باب ما جاء في المهدي ح ٢٣٣٣.
(٣٣) صحيح ابن حبان: ج ١٥ ص ٢٣٦ ح ٦٨٢٤.
(٣٤) كنز العمال، للمتقي الهندي: ج ١٤ ص ٢٦٧ ح ٣٨٦٧٧.
(٣٥) الفتن، لنعيم بن حماد: ج ١ ص ٣٧٣ ح ١١٠١.
(٣٦) الفتن، لنعيم بن حماد: ج ١ ص ٣٧٣ ح ١١٠٧.
(٣٧) فيض القدير: ج ٥ ص ٢٦٢.
(٣٨) مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٣١٣-٣١٤ باب ما جاء في المهدي (عليه السلام).
(٣٩) الجامع الصغير، لجلال الدين السيوطي: ج ٢ ص ٦٧٢ ح ٩٢٤٤.
(٤٠) انظر كشف الخفاء، للعجلوني: ج ٢ ص ٢٨٨ ح ٢٦٦١.
(٤١) الكافي: ج ١ ص ١٧٩ باب إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ح ٩.
(٤٢) سورة آل عمران: ٢-٣.
(٤٣) سورة الأعراف: ١٨١.
(٤٤) فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إنّ أوّل وصي كان علي وجه الأرض هبة الله بن آدم، وما من نبي إلاّ وله وصي، كان عدد جميع الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، خمسة أُولوا العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسي ومحمّد (عليهم السلام)، وإنّ علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمّد، ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما إنّ محمّداً ورث علم من كان قبله من الأنبياء . والمرسلين). بحار الأنوار: ج ١١ ص ٤١ ب ١ ح ٤٣.
(٤٥) كمال الدين: ج ١ ص ٢٥٩-٢٦٠ ب ٢٤ باب ما روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في النص علي القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) ح ٥.
(٤٦) راجع في هذا المجال كتاب (ماذا في كتب النصارى) للمؤلّف رحمة الله عليه.
(٤٧) راجع كتاب (هؤلاء اليهود) للمؤلّف رحمة الله عليه.
(٤٨) إقبال الأعمال: ص ٢٩.
(٤٩) راجع بحار الأنوار: ج ٢٣ ص ١٠٨ ب ٧ ح ١٢.
(٥٠) الاحتجاج: ج ١ ص ٢٦٣.
(٥١) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ٢ ص ٣٠-٣١ ب ٣١ ح ٤٠.
(٥٢) روي حديث الثقلين بألفاظ عديدة ولها معني واحد وهو أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ترك لأمته القرآن وأهل بيته، انظر: صحيح الترمذي: ج ٥ ص ٣٢٨ ح ٣٨٧٤ وح ٣٨٧٦ ط دار الفكر بيروت، وج ١٣ ص ١٩٩ و٢٠٠ ط مكتبة الصاوي مصر، وج ٢ ص ٣٠٨ ط بولاق مصر. مسند أحمد: ج ٣ ص ١٧ و٢٦ و٥٩ وج ٤ ص ٣٦٦ و٣٧١، وج ٥ ص ١٨١ ط الميمنية بمصر. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب: ج ٢ ص ٣٦٢ ط عيسي الحلبي، وج ٧ ص ١٢٢ ط صبيح، وج ١٥ ص ١٧٩ ط مصر بشرح النووي. ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص ٢٣١ و٢٣٢ ط مطبعة القضاء النجف. وينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص ٢٩ و٣٠ و٣١ و٣٦ و٣٨ و٤١ و١٨٣ و١٩١ و٢٩٦ و٣٧٠ ط اسلامبول. وتفسير ابن كثير: ج ٤ ص ١١٣ ط دار احياء الكتب العربية مصر. ومصابيح السنة للبغوي: ص ٢٠٣ و٢٠٦ ط القاهرة. وج ٢ ص ٢٧٨ ط صبيح، وجامع الأصول لابن الأثير: ج ١ ص ١٨٧ ح ٦٥ و٦٦ ط مصر. والمعجم الكبير للطبراني: ص ١٣٧. ومشكاة المصابيح: ج ٣ ص ٢٥٥ و٢٥٨ ط دمشق. وإحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف: ص ١١١ و١١٤ و١١٦ ط الحلبي. والفتح الكبير للنبهاني: ج ١ ص ٢٥٢ و٤٥١ و٥٠٣ وج ٣ ص ٣٨٥ ط دار الكتب العربية بمصر. والشرف المؤبد للنبهاني: ص ١٨ ط مصر. وأرجح المطالب: ص ٢٣٦ أو ٣٣٦ ط لاهور. ورفع اللبس والشبهات للإدريسي: ص ١١ و١٥ ط مصر. والسيف اليماني المسلول: ص ١٠ ط الترقي بدمشق. والدر المنثور للسيوطي: ج ٢ ص ٦٠، وج ٦ ص ٧ و٣٠٦. وذخائر العقبي ص ١٦. والصواعق المحرقة: ص ١٤٧ و٢٢٦ ط المحمدية، وص ٨٩ ط الميمنية مصر. المعجم الصغير للطبراني: ج ١ ص ١٣٥. أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الشافعي: ج ٢ ص ١٢. وتفسير الخازن: ج ١ ص ٤. علم الكتاب للسيد خواجة الحنفي: ص ٢٦٤ ط دهلي. منتخب تاريخ ابن عساكر: ج ٥ ص ٤٣٦ ط دمشق. مشكاة المصابيح للعمري: ج ٣ ص ٢٥٨. وتيسير الوصول لابن البديع: ج ١ ص ١٦ ط نور كشور. والتاج الجامع للأصول: ج ٣ ص ٣٠٨ ط القاهرة. مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٩ ص ١٦٢ و١٦٣. الجامع الصغير للسيوطي: ج ١ ص ٣٥٣ ط مصر. وأرجح المطالب للآمرتسري الحنفي: ص ٣٣٥ ط لاهور. ومناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لابن المغازلي الشافعي ص ٢٣٤ ح ٢٨١ وص ٢٣٥ ح ٢٨٣ ط طهران. والمناقب للخوارزمي الحنفي: ص ٢٢٣. وفرائد السمطين للحمويني الشافعي: ج ٢ ص ١٤٣ ب ٣٣. وإسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: ص ١٠٨ ط السعيدية، السيرة النبوية لزين دحلان المطبوع بهامش السيرة الحلبية: ج ٣ ص ٣٣٠ و٣٣١ ط البهية مصر. الطبقات الكبري لابن سعد: ج ٢ ص ١٩٤ دار صادر بيروت. المواهب اللدنية: ج ٧ ص ٧ ط مصر. راموز الأحاديث للشيخ احمد الحنفي: ص ١٤٤ ط آستانة. الأنوار المحمدية للنهباني: ص ٤٣٥ ط الأدبية لبنان. فرائد السمطين: ج ٢ ص ٢٧٢. ح ٥٣٨. وتاريخ دمشق لابن عساكر: ج ٢ ص ٣٦ ح ٥٣٤ و٥٤٥. وأنساب الأشراف للبلاذري: ج ٢ ص ١١٠. وحلية الأولياء: ج ١ ص ٣٥٥ و٩٥٣ و٩٥٨ و١٦٥١ و١٦٥٨ و١٦٦٨. وكفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص ٥٣ ط - ٩٤٧ و٩٥٠ - وكنز العمال: ج ١ ص ١٥٨ ح ٨٩٩ و٩٤٣ الحيدرية، و... أما الحديث في مصادر الشيعة فأكثر من ذلك، راجع مثلًا: عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ٢ ص ٦٢ ح ٢٥٩ ب ٣١ وفيه: قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض). ومستدرك الوسائل: ج ١١ ص ٣٧٤ ب ٤٩ ح ١٣٢٩٤.
(٥٣) هو الشيخ سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي: من أهل بلخ، ولد سنة ١٢٢٠ ه، كان من مشايخ الصوفية النقشبندية، توفي في القسطنطينية سنة ١٢٩٤ ه. من تصانيفه: أجمع الفوائد، مشرق الأكوان، ينابيع المودة لذوي القربي وهو في مناقب أهل البيت ومناقب الأئمة (عليهم السلام)، وطبع كتابه كراراً في إسلامبول وبيروت والهند ومشهد وطهران وأخيراً في النجف.
(٥٤) من لا يحضره الفقيه: ج ٤ ص ١٧٩-١٨٠ باب الوصية من لدن آدم (عليه السلام) ح ٥٤٠٦.
(٥٥) الأمالي للصدوق: ص ٣١٠ المجلس ٥١ ح ٧.
(٥٦) بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ٢٣٤ ب ٤١ ح ٢٠.
(٥٧) المناقب: ج ١ ص ٢٩١ فصل فيما روته العامة.
(٥٨) بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ٢٩١ ب ٤١ ح ١١٥.
(٥٩) كفاية الأثر: ص ٣٨-٣٩ باب ما جاء عن أبي ذر الغفاري.
(٦٠) كمال الدين: ج ١ ص ٢٥٩ ب ٢٤ ح ٤.
(٦١) جامع الأخبار: ص ١٧ ف ٧.
(٦٢) المناقب: ج ١ ص ٣٠٠ فصل في النكت والإشارات.
(٦٣) انظر صحيح مسلم: ج ٣ ص ١٤٥٢ و١٤٥٣ كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش. صحيح ابن حبان: ج ١٥ ص ٤٣-٧١٦ وج ٤ ص ٥٤٦ ط دار الكتب العلمية بيروت. مسند أبي - ٤٥ ط ٢ مؤسسة الرسالة بيروت. المستدرك علي الصحيحين: ج ٣ ص ٧١٥ عوانة: ج ٤ ص ٣٦٩ و٣٧٠ و٣٧١ و٣٧٢ و٣٧٣ دار المعرفة بيروت ط ١. مجمع الزوائد للهيثمي: ج ٥ ص ١٩٠ باب الخلفاء الاثني عشر ط دار الريان للتراث القاهرة. سنن أبي داود: ج ٤ ص ١٠٦ ط دار الفكر. المعجم الأوسط للطبراني: ج ١ ص ٢٦٣ وج ٦ ص ٢٦٨ ط دار الحرمين القاهرة. مسند أحمد بن حنبل: ج ٥ ص ٨٦ و٨٧ و٨٨ و٨٩ و٩٠ و٩٢ و٩٣ و٨٩ و١٠٠ و١٠١ و١٠٦ و١٠٧ ط مؤسسة قرطبة مصر. مسند الطيالسي: ج ١ ص ١٠٦ و١٨٠ ط دار المعرفة بيروت. مسند أبي يعلي: ج ١٣ ص ٤٥٦ ط دار المأمون للتراث دمشق. الآحاد والمثاني لأبي بكر الشيباني: ج ٣ ص ١٢٦ و١٢٨ ط دار الراية الرياض. مسند ابن الجعد: ج ١ ص ٣٩٠ ط مؤسسة نادر بيروت. المعجم الكبير للطبراني: ج ٢ ص ١٩٥ و١٩٦ و١٩٧ و١٩٩ و٢٠٦ و٢٠٨ و٢١٤ و٢٣٢ و٢٥٣ و٢٥٥ ط مكتبة العلوم والحكم الموصل. السنة لابن أبي عاصم: ج ٢ ص ٥٣٢ ط المكتب الإسلامي بيروت. السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المقرء الداني: ج ٢ ص ٤٩٢ وج ٥ ص ٩٥٥ ط دار العاصمة الرياض. الفتن لنعيم بن حماد: ج ١ ص ٩٥ ط مكتبة التوحيد القاهرة. الفردوس بمأثور الخطاب لشيرويه الديلمي: ج ٥ ص ١٠٢ ط دار الكتب العلمية بيروت. فتح الباري للعسقلاني الشافعي: ج ١٣ ص ٢١١ و٢١٣ ط دار المعرفة بيروت. عون المعبود: ح ١١ ص ٢٤٥ و٢٤٦ و٢٤٨ ط دار الكتب العلمية بيروت. تحفة الأحوذي للمباركفوري: ج ٦ ص ٣٩١ و٣٩٤ ط دار الكتب العلمية بيروت. شرح النووي علي صحيح مسلم: ج ١٢ ص ٢٠١ ط ٢ دار احياء التراث العربي بيروت. تفسير ابن كثير: ج ٢ ص ٣٣ وج ٣ ص ٣٠٣ ط دار الفكر بيروت.
(٦٤) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٦١٦ الزيارة الجامعة ح ٣٢١٣.
(٦٥) سورة الرحمن: ٦٤.
(٦٦) وقد نقل العلّامة الحلّي (قدّس الله روحه الزكية) القصّة في منهاج الكرامة فقال: وحكي بعض الفقهاء لبعض الملوك وعنده بعض فقهاء الحنفية صفة صلاة الحنفي، فدخل داراً مغصوبة، وتوضّأ بالنبيذ، وكبّر بالفارسية من غير نية، وقرأ (مدهامتان) لا غير بالفارسية، ثمّ طأطأ رأسه من غير طمأنينة، وسجد كذلك، ورفع رأسه بقدر حدّ السيف، ثمّ سجد وقام ففعل كذلك ثانية، ثمّ أحدث، فتبرّأ الملك وكان حنفياً من هذا المذهب. منهاج الكرامة: ص ٤٨.
(٦٧) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٦١٥ (زيارة الجامعة) ح ٣٢١٣.
(٦٨) فقد حكي الكعبي عن بعضهم: أنّه كان يجوّز رؤيته تعالى في الدنيا، وأنّه يجوز أن يزورهم ويزورونه، وقال الظاهري: إنّ معبوده جسم ولحم ودم، وله جوارح وأعضاء وكبد ورجل ولسان وعينين وأُذنين، وحكي أنّه قال عنه تعالى: هو مجوّف من أعلاه إلى صدره، مُصمت ما سوي ذلك، وله شعر قطط، حتى قالوا: اشتكت عيناه فعادته الملائكة، وبكي علي طوفان نوح حتى رمدت عيناه، وأنّه يفضل من العرش عنه من كلّ جانب أربع أصابع. انظر (الملل والنحل) للشهرستاني: ج ١ ص ١٤٩.
(٦٩) فقد ذهب بعضهم أنّه تعالى ينزل كلّ ليلة جمعة علي شكل أمرد حسن الوجه راكباً علي حمار، حتى أنّ بعضهم ببغداد وضع على سطح داره معلفاً، يضع كلّ ليلة جمعة فيه شعيراً وتبناً؛ لتجويز أن ينزل الله تعالى علي حماره علي ذلك السطح، فيشتغل الحمار بالأكل، ويشتغل الربّ بالنداء: هل من تائب، هل من مستغفر؟ انظر (الملل والنحل) للشهرستاني: ج ١ ص ١٥٣-١٥٤.
(٧٠) فقد نقل البخاري ومسلم عن حذيفة ... فأتي النبي والعياذ بالله سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه، فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ. صحيح البخاري: رقم ٢٢٣، وصحيح مسلم: ج ٣ ص ١٦٥.
(٧١) فمن كلام لأحمد بن حنبل في طاعة الحاكم وإن كان فاجراً قال فيه: السمع والطاعة للأئمّة وأمير المؤمنين البرّ والفاجر، ومن ولي الخلافة فأجمع الناس ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف وسمّي أمير المؤمنين، والغزو ماض مع الأُمراء إلي يوم القيامة، البرّ والفاجر، وإقامة الحدود إلي الأئمّة وليس لأحد أن يطعن عليهم وينازعهم، ودفع الصدقات إليهم جائز، من دفعها إليهم أجزأت عنهم برّاً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفه وخلف كلّ من ولي جائزة إقامتها، ومن أعادها فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنّة. ومن خرج علي إمام من أئمّة المسلمين وكان الناس قد اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأي وجه من الوجوه، أكان بالرضا أو بالغلبة فقد شقّ عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإن مات الخارج عليه، مات ميتة جاهلية. تاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة: ج ٢ ص ٣٢٢.
(٧٢) فقد قال في إحياء العلوم: فإن قيل: هل يجوز لعن يزيد لأنّه قاتل الحسين أو أمر به؟ قلنا: هذا لم يثبت أصلًا، فلا يجوز أن يقال: إنّه قتله أو أمر به ما لم يثبت فضلًا عن اللعنة لأنّه لا تجوز نسبة مسلم إلى كبيرة من غير تحقيق... إلى أن يقول: فإن قيل: فهل يجوز أن يقال: قاتل الحسين لعنه الله أو الآمر بقتله لعنه الله؟ قلنا: الصواب أن يقال: قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنه الله لأنّه يحتمل أن يموت بعد التوبة. إحياء العلوم: ج ٣ ص ١٠٨ الآفة الثامنة اللعن.
(٧٣) فقد ذهب الحنفية أنّ النوم لا ينقض الوضوء بنفسه علي الصحيح. خلافاً للشافعية والحنابلة حيث ذهبوا أنّه ينقض الوضوء في ثلاثة أحوال:
١ – أن ينام مضطجعاً.
٢ – أن ينام مستلقياً علي قفاه.
٣ – أن ينام علي أحد وركيه. وعلّلوه أنّه في مثل هذه الأحوال لا يكون المكلّف ضابطاً لنفسه لاسترخاء مفاصله. أمّا إذا نام وهو جالس ومقعدته متمكنة من الأرض أو غيرها فإنّه لا وضوء عليه علي الأصحّ. فإذا كان في هذه الحالة مستنداً إلي وسادة مخدة ونحوها. ثمّ رفعت الوسادة وهو نائم فإن سقط وزالت مقعدته عن الأرض انتقض وضوؤه، أمّا إذا بقي جالساً ولم تتحوّل مقعدته فإنّ وضوءه لا ينتقض. وكذا لا ينتقض وضوؤه إذا نام واقفاً أو راكعاً ركوعاً تامّاً كركوعه في الصلاة، أو ساجداً، لأنّه في هذه الحالة يكون متماسكاً انظر (الفقه علي المذاهب الخمسة): ج ١ ص ٧٤.
(٧٤) تأويل الآيات الظاهرة: ص ٢٢٦ سورة يونس.
(٧٥) الكافي: ج ٢ ص ٧٩ باب الورع ح ١٥.
(٧٦) راجع وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٣٤١ ب ١١ باب إنه لا يلزم الذي عليه الدين بيع ما لابدّ له منه ح ٢٣٨٠٥.
(٧٧) انظر مسند أحمد: ج ٤ ص ٩٦ ط مؤسسة قرطبة مصر، وفيه: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية). ومثله في مسند الشاميين للطبراني: ج ٢ ص ٤٣٧ ط مؤسسة الرسالة بيروت. ومثله في مسند الطيالسي: ج ١ ص ٢٥٩ ط دار المعرفة بيروت. ومسند أبي يعلي: ج ١٣ ص ٣٦٦ ط دار المأمون للتراث دمشق، وفيه: (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية). والمعجم الكبير للطبراني: ج ١٩ ص ٣٨٨ ط مكتبة العلوم والحكم الموصل. السنة لأبي عاصم: ج ٢ ص ٥٠٣ ط المكتب الإسلامي بيروت. تفسير ابن كثير: ج ١ ص ٥١٨ ط دار الفكر بيروت، وفيه: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية). وصحح ابن حبان: ج ١٠ ص ٤٣٤ ط مؤسسة الرسالة بيروت، وفيه: (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية). والأحاديث المختارة للحنبلي المقدسي: ج ٨ ص ١٩٨ ط مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة، وفيه: (من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية). ومجمع الزوائد: ج ٥ ص ٢١٨ و٢١٩ و٢٢٣ و٢٢٤ و٢٢٥، ط دار الريان للتراث القاهرة، رواه بألفاظ مختلفة. مسند ابن أبي شيبة: ج ٧ ص ٤٥٧ ط مكتبة الرشد الرياض. المعجم الأوسط للطبراني: ج ٦ ص ٧٠ وج ٧ ص ٢٨٧ ط دار الحرمين القاهرة. حلية الأولياء: ج ٣ ص ٢٢٤.
(٧٨) هذه إشارة إلي الحديث الوارد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذرّ والمقداد. وقوله (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا قبض صار الناس كلّهم أهل جاهلية إلاّ أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذرّ.
(٧٩) سورة الزمر: ٩.
(٨٠) سورة الزمر: ٩.
(٨١) بحار الأنوار: ج ٣٣ ص ٣٩٩ ب ٢٣ باب قتال الخوارج واحتجاجاته ح ٦٢٠.
(٨٢) سورة الإسراء: ٨٠.
(٨٣) شرح نهج البلاغة: ج ١٧ ص ٦٥ فصل في القضاة وما يلزمهم وذكر بعض نوادرهم.
(٨٤) الأمالي للصدوق: ص ٣٣٨ ح ٢٤، المجلس ٥٤.
(٨٥) بحار الأنوار: ج ٥٢ ص ٣٧٩ ب ٢٧ ح ١٨٧.
(٨٦) بحار الأنوار: ج ٥٢ ص ٣٨١ ب ٢٧ ح ١٩٢.
(٨٧) مستدرك الوسائل: ج ٣ ص ٣٥٥ ب ١ ح ٣٧٦٦.
(٨٨) وسائل الشيعة: ج ٢٧ ص ١٨٨ ب ١٣ ح ٣٣٥٦٥. بحار الأنوار: ج ٢ ص ٩٩ ب ١٤ ح ٥٩.
(٨٩) نهج البلاغة: الخطب ١٩٣ من خطبة له (عليه السلام) يصف فيها المتّقين.
(٩٠) مستدرك الوسائل: ج ٤ ص ٢٤٩ ب ٧ ح ٤٦١٦.
(٩١) سورة الذاريات: ٢٢.
(٩٢) سورة الذاريات: ٢٢.
(٩٣) بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ٢٠ ب ٢٧.
(٩٤) سورة الشورى: ٢٣.
(٩٥) الكافي: ج ٨ ص ٩٣ حديث الرياح ح ٦٦.
(٩٦) سورة الشورى: ٢٣.
(٩٧) الكافي: ج ١ ص ٤١٣ باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ح ٧.
(٩٨) إشارة إلي الحديث المروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، انظر بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ٢٠٤ ب ٤٠ ح ٨ وفيه: (والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، فإنه لمكتوب على يمين عرش الله: مصباح هدي وسفينة نجاة وإمام غير وهن، وعز وفخر وبحر علم).
(٩٩) بحار الأنوار: ج ٩٨ ص ٢٣٨-٢٣٩ ب ١٨.
(١٠٠) الكافي: ج ١ ص ٢١٣ باب أن (الراسخون في العلم) هم الأئمّة (عليهم السلام) ح ١.
(١٠١) الكافي: ج ١ ص ٢١٤ باب أنّ الأئمّة (عليهم السلام) قد اُوتوا العلم... ح ٣.
(١٠٢) الكافي: ج ١ ص ٥٨ باب البدع والرأي والمقاييس ح ١٩.
(١٠٣) وسائل الشيعة: ج ٢٧ ص ٣٣ ب ٥ ح ٣٣١٤٤.
(١٠٤) سورة آل عمران: ٧ (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم).
(١٠٥) سورة الأعلى: ١.
(١٠٦) سورة الأعلى: ١٨-١٩.
(١٠٧) سورة الحاقة: ١٢.
(١٠٨) بحار الأنوار: ج ٤٠ ص ١٣٨ ب ٩٣ ح ٣١.
(١٠٩) بحار الأنوار: ج ٤٨ ص ٢٠٣ ب ٨ ح ٧.
(١١٠) بحار الأنوار: ج ٥٢ ص ٩٢ ب ٢٠ ح ٧.
(١١١) دعاء كميل. انظر (الدعاء والزيارة) للإمام الشيرازي ص ١٢٣ ط مؤسسة البلاغ. و(مفاتيح الجنان) للمحدث القمي رحمة الله عليه.
(١١٢) بحار الأنوار: ج ٢ ص ٢٦٣ ب ٣٢ ح ٩.
(١١٣) إقبال الأعمال: ص ٥٩ فصل فيما نذكره من دعاء الافتتاح وغيره.
(١١٤) البلد الأمين: ص ٢٣٠ شهر رمضان.
(١١٥) سورة الروم: ٤١.
(١١٦) مستدرك الوسائل: ج ٥ ص ٧٤-٧٥ ب ٢٢ ح ٥٣٨٨.
(١١٧) مصباح الكفعمي: ص ٣٢ ف ٧.
(١١٨) جمال الأسبوع: ص ٥٢٥ ذكر دعاء آخر يدعي له به.
(١١٩) بحار الأنوار: ج ٩٩ ص ١٩٤ ب ٨.
(١٢٠) علل الشرائع: ج ١ ص ١٩٨-١٩٩ ب ١٥٣ ح ٢١.
(١٢١) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٦١٥ الزيارة الجامعة لجميع الأئمّة (عليهم السلام) ح ٣٢١٣.
(١٢٢) سورة الكهف: ١١٠. سورة فصلت: ٤١.
(١٢٣) سورة إبراهيم: ١١.
(١٢٤) راجع دلائل الإمامة: ص ٢٧٤ معرفة من شاهده في حياة أبيه (عليه السلام) وفيه: (قلوبنا أوعية)....
(١٢٥) دعاء الندبة، انظر (الدعاء والزيارة) للإمام الشيرازي رحمة الله عليه ص ٦٢٨ ط مؤسسة البلاغ. و(مفاتيح الجنان) للمحدث القمي.
(١٢٦) دعاء الندبة، انظر (الدعاء والزيارة): ص ٦٢٩.
(١٢٧) تهذيب الأحكام: ج ٦ ص ٥٥ ب ١٨ ح ١.
(١٢٨) يقول زكريا بن آدم: قلت للإمام الرضا (عليه السلام): إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء، فقال (عليه السلام): (لا تفعل فإنّ أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن (عليه السلام)). الاختصاص: ص ٨٧.
(١٢٩) الاحتجاج: ج ٢ ص ٤٩٧ ذكر طرف مما خرج أيضاً عن صاحب الزمان (عليه السلام).
(١٣٠) سورة التوبة: ٣٣. سورة الصف: ٩.
(١٣١) سورة الفتح: ٢٨.
(١٣٢) سورة القصص: ٥-٦.
(١٣٣) سورة الأنبياء: ١٠٥.
(١٣٤) راجع الكافي: ج ١ ص ٢٥ كتاب العقل والجهل ح ٢١.
(١٣٥) بحار الأنوار: ج ٥٢ ص ٣٣٦ ب ٢٧ ح ٧٢.
(١٣٦) بحار الأنوار: ج ٥٢ ص ٣٢٨ ب ٢٧ ح ٤٦.
(١٣٧) بحار الأنوار: ج ٥١ ص ٩٢ ب ١ باب ما ورد من إخبار الله وإخبار النبي زبر بالقائم.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016