فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » أنصار الإمام المهدي عليه السلام من الإنس والجن والملائكة وغيرهم
 كتب أخرى

الكتب أنصار الإمام المهدي عليه السلام من الإنس والجن والملائكة وغيرهم

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: السيد معين الحيدري تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠١/٢٥ المشاهدات المشاهدات: ٢١٤٣٧ التعليقات التعليقات: ٣

أنْصَارُ الإمَامِ الْمَهْدِيّ عليه السلام مِنَ الإنْسِ وَالْجِنّ وَالْمَلائِكَةِ وَغَيْرِهِمْ
(صِفَاتُهُمْ، أنْوَاعُهُمْ، أسْمَاءُهُمْ، عِدّتُهُمْ، بَعْضُ أحْوَالِهِمْ)

تَألِيفُ: مُعينُ الْحَيْدَريّ

ألْفَهْرَس

الإهْدَاءُ
ألْمُقَدّمَةُ
القسم الاول: صفاتهم العامّة
القسم الثاني: أنواعهم وعددهم
من البشر: ثلاثمائة وثلاثة عشر
من البشر: عشرة آلاف
من البشر: سبعون ألْفَاً
ألنَّبيُّ عيسى بن مريم عليه السلام
ألنّبيُّ إلْيَاس عليه السلام
الخضر عليه السلام
أصحاب الكهف
يوشع بن نون عليه السلام وصي موسى عليه السلام
خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى عليه السلام
مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ
سَلْمَانُ الْمُحَمّديّ
أبُو دُجَانَةِ الأنْصَاريّ وَمَالِكُ الأشَتَرُ
ألنّفْسُ الزّكيّةُ
اليمانيّ
الخراساني
شعيب بن صالح
من النصارى
قسم من الملائكة
جبرئيل وميكائيل
قسم من الجنّ
قِسْمٌ: في الظّاهِرِ مِنَ الأنْصَارِ لا حَقيقَةً
ألْقِسْمُ الثّالِثُ: بُلْدَانُهُمْ وَأسْمَائُهُمْ
القسم الرابع: أنصاره عليه السلام من النساء
القسم الخامس: بعض الحوادث المتعلقة بهم
أهَمّ الْمَصَادِر

الإهْدَاءُ

إليكُمْ أيّهَا الأنْصَار...
إليكُمْ أيّهَا الْخصّيصُونَ...
إليكُمْ يَا حكّامَ الأرْضِ وَيَا قُضاتها...
إليكُمْ يا أسْدَ النّهَارِ وَرُهْبَانَ اللّيْلِ...
إليكُمْ يا أنْصَارَ الإمام الْمَهْديّ عَجّلَ اللهُ تَعَالَى فَرَجَهَ الشّريف...
أهْدي إليكُمْ هَذَا الكِتَاب...

العبد المسكين المستكين الحيدري الموسوي النجفي معين

ألْمُقَدّمَةُ

بسْم اللهِ الرّحْمَنِ الرَّحيمِ الْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارينَ، مُبيرِ الظّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظّالِمينَ صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكّانُها، وَتَرْجُفُ الأرْض وَعُمّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أنْ هَدانَا اللهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي يَخْلُقُ، وَلَمْ يُخْلَقْ وَيَرْزُقُ، وَلا يُرْزَقُ وَيُطْعِمُ، وَلا يُطْعَمُ وَيُميتُ الاَْحياءَ وَيُحْيِي الْمَوْتى وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، أفْضَلَ وَأحْسَنَ، وَأجْمَلَ وَأكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى أحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، أللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَأخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، وَالْخَلَفِ الْهادي الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيّ اَمْرِكَ الْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ يا رَبَّ الْعالَمينَ، أللّهُمَّ اجْعَلْهُ الدّاعِيَ إلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، اِسْتَخْلِفْهُ في الأرْض كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، أللّهُمَّ أعِزَّهُ وَاَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاْفتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ، اَللّهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِن الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اما بعدُ:
فَهَذِهِ رِسَالَةٌ مختَصَرَةٌ في أحوال أنصار الإمَامِ عَجّلَ اللهُ تعالى فَرَجَهُ الشريف وأصحابه، التقطتُها مِنْ هُنَا وَهُنَاك للتعرف على هَذِهِ المسألة الْمهمّة، وَلَقَدْ عَلّقْتُ مختصراً على بعض ما جاء فيها، أو مشيراً إلى بعض الأقوال، وَلَقَدْ وَضَعْتُهَا لِيَنْتَفِعَ الْمُؤْمنُونَ مِنْهَا، وَلَقََدْ رَتّبْتُهَا كَالتّالي:
القسم الاول: صفاتهم العامّة.
القسم الثاني: أنواعهم وعددهم.
القسم الثالث: بلدانهم وأسمائهم.
القسم الرابع: أنصاره عليه السلام من النساء.
القسم الخامس: بعض الحوادث المتعلقة بهم.
وَكَتَبَ بيَدِهِ الْجَانِيَةِ الْعَبْدُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الموسويُّ الْحَيْدَريُّ مُعينٌ في عَاصِمَةِ الإمام المهديّ عَجّلَ اللهُ تَعَالَى فَرَجَهُ الشّريف وَجَعَلَنَا مِنْ خُدّامِهِ وَمُطيعِيهِ في مَدِينَةِ الْكُوفَةِ الْعَلَوِيّةِ الْمُقَدّسَةِ بَيْنَ مَسْجدِ الْكُوفَةِ وَالسّهْلَةِ، وَفُرِغَ مِنْهُ في شَهْرِ رمضان المبارك من سنة ١٤٣٥ هـ

ألْقِسْمُ الأوّلُ: صِفَاتُهُمُ الْعَامّةِ

((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: يمكننا أنْ نُقَسّمَ صِفَات أنْصَارِ الإمَامِ عليه السلام عَلَى نَوْعَين: الأخلاقية والخَلْقيّة، وَلَقَدْ وَرَدَ الإشارة إلى ذَلِكَ في بعض الآيات والرّوايات، نذكر منها:
ألْقُوّةُ وَ الْشَجَاعَةُ
* في إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ أبي ‌بَصير قَالَ: قَالَ أبُو عَبْد اللهِ عليه السلام: ما كَانَ قَوْلُ لُوطٍ عليه السلام لِقَوْمِهِ: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) إلاّ تَمنيّاً لقوة القائم عليه السلام، ولا ذكر ركن إلاّ شِدةَ أصْحَابِهِ، فَإنَّ الرّجُلَ مَِنْهُم يُعطى قُوّةَ أرْبَعين رَجُلاً، وإنّ قَلْبَهُ لأشَدّ مِنْ زبر الحديد، وَلَوْ مَرّوا بِجِبَالِ الحديدِ لَقَطَعُوهَا، لا يكفون سيُوفَهُمْ حَتّى يَرْضَى الله عز وجل.(١)
* وَفِيهِ: عَنْ أبي الجارود زياد بن المنذر عَنْ أبي جَعْفَرٍ محمد بن علي الباقر عَنْ أبيه عَنْ جَدّهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر: يخرج رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي في آخِرِ الزّمَانِ، أبيض اللّون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان: شامة على لونِ جلدِهِ وَشَامَةٌ عَلَى شبه شامة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، لَهُ اسْمَانِ: اسْمٌ يخفَى وَاسْمٌ يُعْلَنُ، فَأمّا الّذي يخفى فَأحْمَدٌ، وَأمّا الّذي يُعْلَنُ فَمُحَمّد، إذَا هَزّ رايته أضَاءَ لَهَا مَا بين المشرق والمغرب، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رؤوس العباد، فَلا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إلاّ صَارَ قَلْبُهُ أشَدّ مِنْ زبر الحديد، وأعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى قوّةَ أرْبعينَ رَجُلاً، ولا يَبْقَى مَيّتٌ إلاّ دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ في قَلْبِهِ وَهُوَ في قَبْرِهِ، وَهُمْ يَتَزَاوَرُونَ في قُبُورِهِمْ، وَيَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ.
* وفي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ حِمْرانَ عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: كَانَ يقرأ (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أولِي بَأسٍ شَدِيدٍ) ثُمَّ قَالَ: وهو القائم وأصحابه أولي بَأْسٍ شَدِيدٍ.(٢)
* وفي الإختصاص: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُول: إذَا كَانَ عند خروج القائم عليه السلام ينادي منادٍ من السَّمَاء: أيّها النّاس؛ قطع عنكم مدّة الجبارين، وولي الأمْر خير أمَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالحقوا بمكّة، فيخرج النجباء بمصر، والأبْدَال مِنَ الشام، وعصائب العراق، رهبان بالليل، ليوث بالنَّهَار، كَانَ قلوبهم زبر الحديد...الحديث(٣).
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ أبان بن تغلب قَالَ: قَالَ أبو عبد الله عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام فإذا استوى على ظهر النجف لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأبيض، فينتفض هو بها، فيستديرها عليه، فيغشاها بخداعة من استبرق، ويركب فرساً لَهُ أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضة، لا يَبْقَى أهْلُ بَلَدٍ إلاّ وَهُمْ يَرَوْنَ أنّهُ مَعَهُمْ في بَلَدِهِمْ، وَيَنْشرُ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، عمودها من عمد عرش الله، وسايرها مِنْ نصر الله، ما يهوي بها إلى شيء إلاّ أهلكه الله، قُلْتُ: أمخبو هي أم يؤتى بها؟ قَالَ: بل يأتي بها جبرئيل عليه السلام، فإذَا هَزّهَا لَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ إلاّ صَارَ قَلْبُهُ أشَدّ مِنْ زُبُرِ الحديد، وأعطي قوّة أربعين رجلاً...الحديث(٤).
* وفي معجم أحاديث المهدي: في حديث طويل:...ثُمَّ قَال عليه السلام: فيجمع الله عز وجل أصحابه، على عدد أهل بدر، وعلى عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، كأنّهُمْ لُيُوثٌ خَرَجُوا مِنْ غَابَةٍ، قلوبهم مثل زبر الحديد، لو هَمّوا بإزالة الجبال لأزالوها عَنْ مَوْضِعِهَا، الزّيُّ وَاحِدٌ، واللّبَاسُ وَاحِدٌ، كأنما آباؤهم أبٌ واحِدٌ.
ثُمَّ قَالَ أميرُ المؤمنين عليه السلام: وإنّي لأعرفهم وأعرف أسماءهم، ثُمَّ سَمّاهُمْ، وَقَالَ: ثُمَّ يجمعهم الله عز وجل مِنْ مَطْلَعِ الشّمْسِ إلى مغربها، في أقلّ مِنْ نِصْفِ لَيِلَةٍ، فيأتون مكّة، فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم...الحديث.(٥)
ألْعِبَادَةُ الْعَظِيمَةُ: رُهْبَانٌ في اللّيْلِ
* في الإخْتِصَاصِ بسندِهِ: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُول: إذَا كَانَ عند خروج القائم عليه السلام ينادي منادٍ من السَّمَاء: أيّها النّاس؛ قطع عنكم مدّة الجبارين، وولي الأمْر خير أمَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالحقوا بمكّة.
فيخرج النجباء بمصر، والأبْدَال مِنَ الشام، وعصائب العراق، رهبان بالليل، ليوث بالنَّهَار، كَانَ قلوبهم زبر الحديد...الحديث(٦).
* وفي كتاب الفتن: عَنْ جابر عَنْ أبي جَعْفَرٍ قَالَ: ثُمَّ يظهر المهدي بمكة..فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً عدة أهل بدر على غير ميعاد، قزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار...الحديث.(٧)
ألْمَعْرِفَةُ وَ التّسْليمُ
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: إعْلَمْ أيّهَا الْبَاحِثُ عَنْ الْمَعْرِفَةِ أنّ أصْحَابَ وَأنْصَارَ الإمَامِ عَجّلَ اللهُ فَرَجَهُ عَلَى قِسْمَينِ بِحَسَبِ: ألْمَعْرِفَةِ أوِ التّسْليم، وَفي ذَلِكَ بَحْثٌ لَطِيفٌ عَمِيقٌ:
* فَفِي رَوْضَةِ الكَافي: عَنْ ابن محبوب عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أبي عبد الله عليه السلام أنّهُ قَالَ: كَأنّي بِالْقَائِمِ عَلَى مِنْبَرِ الكُوفَةِ عَلَيْهِ قُبَاء، فيخرج مِنْ وريَانِ قُبَائِهِ كِتَابَاً مختُومَاً بخَاتَم مِنْ ذَهَبٍ، فيفكّه فَيقرأهُ عَلَى النَّاسِ، فَيَجفُلُونَ عَنْهُ إجْفَال الْغَنَمِ، فَلَمْ يَبْقَ إلاّ النّقَبَاءُ، فَيَتكلّم بكَلامٍ، فَلا يَلْحقُونَ مَلْجَأ حَتّى يَرْجعُوا إليهِ، وَإنّي لأعرف الكلام الذي يتكلم بهِ.(٨)
* وفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ الْمفضّل بنِ عُمَر قَالَ: قَالَ أبو عبدالله عليه السلام: كأنّي أنظُرُ إلى الْقَائِمِ عليه السلام عَلَى منبر الكُوفَةِ وَحَوْلُهُ أصْحَابُهُ ثلاثمائة وثلاثة عَشَرَ رَجُلاً، عدّة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكّام الله في أرضه على خلقه، حَتّى يَسْتَخْرجَ مِنْ قُبَائِهِ كِتَابَاً، مَخْتُومَاً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ، عَهْدٌ مَعْهُودٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَجْفلُونَ عَنْهُ إجْفَالَ الْغَنَمِ الْبكْمِ، فَلا يَبْقَي مَِنْهُم إلاّ الْوَزير وَأحَدَ عَشَرَ نَقيبَاً، كَمَا بَقُوا مَعَ مُوسَى بنَ عِمْرَانٍ عليه السلام فَيَجُولُونَ في الأرْضِ وَلا يَجدُونَ عَنْهُ مَذْهَبَاً، فَيَرْجعُونَ إليهِ، وَاللهِ إنّي لأعْرفَ الكَلامَ الّذي يَقُولُهُ لَهُمْ فيكْفرُونَ بهِ.(٩)
* قَالَ المجلسيُّ: تَوْضيحٌ: أجْفَلَ الْقَوْمُ، أيْ: هَرَبُوا مُسْرعينَ.(١٠)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: لشرح هَذَا الحديث الشريف نحتاج إلى وَقْتٍ طَويلٍ وَمُقَدّمات عديدَةٍ، ولكن مِنْ بَابِ لا يسقط الْميسور بالْمعسور نَقُولُ: إعْلَمْ: أنّ النّاسَ مَنَازلٌ ومراتبٌ، فمنهم: العارفون وَهُمْ عَلَى مَرَاتِبَ، ومنهم: الْمُسَلّمون -أهل التسليم- وهم أدنى مِنَ العارفين وهم على مراتب أيضاً، وكذلك أصحاب الإمام عليه السلام، فإنّ فيهم العارف وفيهم الْمُسَلّم:
* فَفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ الْمُفضّل بن عُمَر قَالَ: قَالَ أبوعبد الله عليه السلام: إنهم ليفتقدون عَنْ فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قَالَ: قُلْتُ: جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً؟ قَالَ: الذي يسير في السّحاب نَهَارَاً.(١١)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ أبي الجارود زياد بن المنذر قَالَ: قَالَ أبو جَعْفَر محمد ابن علي الباقر عليه السلام: إذَا ظَهَرَ القائم عليه السلام ظَهَرَ براية رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وخاتم سليمان وحجر إبراهيم وعصى مُوسَى، ثُمَّ يأمر مناديه فينادي: ألاّ يحملنَّ رَجُلٌ منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً، فيقول أصْحَابه: إنَّهُ يريد أنْ يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش؟ فيسير ويسيرون معه، فأوّل منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف، فيأكلون ويشربون، هم ودوابهم حَتّى ينزلوا النجف بظهر الكوفة.(١٢)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: قوله عليه السلام: (فيقول أصْحَابه) يعني: بعضهم لا كلّهم، وهم المسلّمون ذوي المعرفة الأدنى من العارفين، أو المراد منهم: مِنْ غير الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً:
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ الْعَارِفِينَ قُدّسَ سِرُّهُ: ((أقُولُ: إنَّهُ عليه السلام يُظْهرُ لَهُمْ بَاطِنَ مَا أظْهَرَهُ جَدُّهُ أميرُ الْمُؤمِنِينَ عليه السلام لكُميل حين قَالَ: (ما الحقيقة يا أمير الْمُؤمِنِينَ؟ فقال عليه السلام: ما لك والحقيقة يا كميل؟! قَالَ: أوَ لستُ صَاحِبَ سِرّكَ؟ قَالَ: بلى؛ ولكن يرشح عليك ما يطفح مني...الحديث)(١٣) فَإنَّ ما عرض عليه السلام عَلَى أصْحَابه باطن ما رشح عَلَى كميل، والذي يظهر لي: أنّ عيسَى بن مريم عليه السلام هو الوزير، وأنّ الأحد عشر نقيباً مَِنْهُم سلمان الفارسي، وَكَانَ قد أعْلَمَهُ عَلِيٌّ عليه السلام باطن ما أظهر لكميل: مِنْ قَوْلِ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ -يَعْني: الفضيل بن يسار-: (قَالَ عليه السلام لي: تروي ما يروي النَّاس: أنّ عليّاً عليه السلام قَالَ في سلمان: أدْرَكَ عِلْمَ الأوّل وَعِلْمَ الآخَر؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَدْري مَا عَنَى؟ قَالَ: قُلْتُ: عِلْمَ بَني إسرائيل وَعِلْمَ النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا يَعْني، وَلكِنْ عِلْمَ النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلِيّ عليه السلام، وأمر النَّبيّ وأمر عليّ صلوات الله عليهما)(١٤) ولِمْثَل هَذَا قَالَ عليه السلام: (لَوْ يَعْلَمُ أبُو ذَرّ مَا في قَلْبِ سَلْمَانٍ لَكَفّرَهُ أوْ لَقَتَلَهُ)(١٥)))(١٦).

ألْقِسْمُ الثّاني: أنْوَاعُهُمْ وَ عَدَدُهُمْ

((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: يمكننا - وَمِنْ خِلال الرّوَاياتِ الْوَاردَة إلينا والّتي سنعرض بعضها إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى- أنْ نُقَسّمَ أصْحَاب وأنصار الإمام عليه السلام على أنْوَاع وَأعْدَاد:
من البشر: ثلاثمائة وثلاثة عشر (٣١٣)
* في إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ سَيّد العابدين عليّ بنِ الحسين عليهما السلام قَالَ: ألْمفقودون عَنْ فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدّة أصْحَاب بدر، فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) وهم أصْحَاب القائم عليه السلام.(١٧)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ جابر الجعفي، قَالَ: قَالَ أبو جعفر عليه السلام: يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدّةُ أهل بدر.
فيهم: النجباء مِنْ أهْلِ مصر، والأبدال مِنْ أهْلِ الشام، والأخيار مِنْ أهْلِ العراق، فيقيم ما شاء الله أنْ يُقيمَ.(١٨)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ إسحاق بن عبد العزيز عَنْ أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أمَّةٍ مَعْدُودَة) قَالَ: العذاب خروج القائم عليه السلام، والأمّة الْمعدودة عدّةُ أهْلِ بَدْرٍ وأصحابه.(١٩)
* وَفِيهِ: عَنْ محمد بن مسلم عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام في قوله تعالى: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ) قَالَ: نزلت في القائم عليه السلام، وَكَانَ جبرئيل عليه السلام على الميزاب، في صورة طير أبيض، فيكون أوّل خلق الله مبايعة له - أعني جبرئيل- ويبايعه الناس الثلاثمائة وثلاثة عشر، فَمَنْ كَانَ ابتلي بالمسير وافى في تلك الساعة، وَمَنْ لَمْ يُبْتَلَ بالمسيرِ فُقِدَ مِنْ فِرَاشِهِ، وهو قول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: المفقودون مِنْ فرشهم، وهو قول الله عز وجل: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قَالَ: الخيرات الولاية لنا أهل البيت.
* وَفِيهِ: عَنْ أبان بن تغلب عَنْ أبي عبد الله عليه السلام أنّهُ قَالَ: سيبعث الله ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً إلى مسجد ب‍مكّة، يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا مِنْ آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كُلّ كلمة مفتاح ألف كلمة، ويبعث الله الريح مِنْ كُلّ وَادٍ، تَقُولُ: هَذَا الْمَهْدِيُّ، يحكم بحكم داود ولا يريد بَيّنَةً.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي الجارود عَنْ أبي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ: أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهاراً، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه فيوافيه في مكة على غير ميعاد.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام: إنّ القائم يهبط من ثنية ذي طوى، في عدة أهل بدر - ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً- حتى يسند ظهره إلى الحجر الأسود، ويهزّ الرّاية الغالبة.
* وفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ عبد العظيم بن عبد الله الحسني قَالَ: قُلْتُ لمحمّد بْنِ عَليّ بْنِ مُوسى عليهم السلام: إني لأرجو أن تكون القائم مِنْ أهْلِ بيت محمد الذي يملأ الأرْض قِسْطَاً وَعَدْلاً كما ملئت جَوْرَاً وَظُلْمَاً، فَقَالَ عليه السلام: يا أبا القاسم؛ مَا مِنّا إلاّ وهو قائم بأمر الله عز وجل، وهادٍ إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرْض مِنْ أهْلِ الكفر والجحود ويملأها عَدْلاً وَقِسْطَاً، هو الذي تخفى عَلَى النَّاسِ ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه، وهو الذي تطوى له الأرْض، ويذل له كل صعب، ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي الأرْض، وذلك قول الله عز وجل: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) فإذا اجتمعت له هَذِهِ العدة مِنْ أهْلِ الإخلاص، أظْهَرَ اللهُ أمْرَهُ، فإذا كملَ لَهُ العقد، وهو عشرة آلاف رجل، خَرَجَ بإذْنِ الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضي الله عز وجل، قَالَ عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي؛ وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي؟ قَالَ: يلقي في قلبه الرّحمة...الحديث.(٢٠)
* وفيه: عَنْ المفضل بن عمر قَالَ: قَالَ أبو عبد الله عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً عدة أهل بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه..الحديث.
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ ابن محبوب رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قَالَ: إذا خسف بجيش السفياني (إلى أنْ قَالَ): والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيراً بها...فيجمع الله له أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، فيجمعهم الله على غير ميعاد، قزع كقزع الخريف ثُمَّ تلا هَذِهِ الآية: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِ الآبَاءُ، فإنْ أشكل عليهم مِنْ ذَلِكَ شيء فإنّ الصّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه.(٢١)
* وَفِيهِ: وبالإسناد المذكور يرفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام في ذكر القائم عليه السلام في خبر طويل قَالَ: فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيَقُول: يا عبد الله؛ ما يجلسك ههنا؟
فيَقُول: يا عبد الله؛ إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة، وأكره أن أخرج في هَذَا الحر، قَالَ: فيضحك، فإذا ضحك عَرَفَهُ أنّهُ جبرئيل، قَالَ: فيأخذ بيده ويصافحه ويسلم عليه ويقول له: قُمْ، ويجيئه بفرس يُقَالُ لَهُ: البراق، فيركبه ثُمَّ يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعليّ، فيكتبان لَهُ عَهْدَاً مَنْشُورَاً يقرؤه على الناس، ثُمَّ يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها.
قَالَ: فيقوم رجل منه فينادي: أيها الناس؛ هَذَا طلبتكم قد جاءكم يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَ: فيقومون، قَالَ: فيقوم هو بنفسه فيَقُول: أيها الناس؛ أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله، فيقومون إليه ليقتلوه، فيقوم: ثلاثمائة ونيف على الثلاثمائة فيمنعونَهُ، مَِنْهُم خمسون مِنْ أهْلِ الكوفة، وسائرهم مِنْ أفناء الناس، لا يعرف بعضهم بعضاً، اجتمعوا على غير ميعاد.
* وَفِيهِ: عَنْ محمد بن مسلم قَالَ: سمعت أبا جعفر عليه السلام: (الى ان قال): .. إذا خَرَجَ أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً، وأول ما ينطق به هَذِهِ الآية: (بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) ثُمَّ يَقُول: أنَا بَقيّةُ اللهِ في أرْضِهِ...الحديث.
* وفي معجم أحاديث المهدي: في حديث طويل:...ويخرج السفياني وبيده حربة فيأخذ امرأة حاملاً فيدفعها إلى بعض أصحابه ويَقُول: افجر بها في وسط الطريق، فيفعل ذلك، ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أمه، فلا يقدر أحد أن يغير ذلك، فتضطرب الملائكة في السماء، فيأمر الله عز وجل جبريل عليه السلام فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي عليه السلام خارج مِنْ مَكَّةَ فأجيبوه، ثُمَّ قَال عليه السلام: ألا أصفه لكم؛ ألا وإنّ الدّهْرَ فينا قسمت حدوده، ولنا أخذت عهوده، وإلينا ترد شهوده، ألا وإن أهل حرم الله عز وجل سيطلبون لنا بالفضل، مَنْ عَرَفَ عودتنا فهو مشاهدنا، ألا فهو أشبه خلق الله عز وجل برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، واسمه على اسمه، واسم أبيه على اسم أبيه، مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ ابنة محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلم، من ولد الحسين، ألا فَمَنْ تَوالى غَيْرَهُ لَعَنَهُ اللهُ.
ثُمَّ قَال عليه السلام: فيجمع الله عز وجل أصحابه على عدد أهل بدر، وعلى عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، كأنهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زبر الحديد لو هَمّوا بإزالة الجبال لأزالوها عَنْ موضعها الزي واحد واللباس واحد، كأنما آباؤهم أبٌ وَاحِدٌ.
ثُمَّ قَالَ أمير المؤمنين عليه السلام: وإني لأعرفهم، وأعرف أسماءهم، ثُمَّ سَمّاهُمْ، وقَالَ: ثُمَّ يجمعهم الله عز وجل من مطلع الشمس إلى مغربها في أقل من نصف ليلة، فيأتون مكة فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم فيقولون: كبسنا أصحاب السفياني، فإذا تَجَلّى لَهُمُ الصّبْحُ يَرَوْنَهُمْ طَائِعينَ مُصَلّينَ فَينكرُونَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُقيّضُ اللهُ لَهُمْ مَنْ يعرفهم الْمهديّ عليه السلام وهو مختف، فيجتمعون إليه فَيَقُولُونَ لَهُ: أنْتَ الْمَهْديّ؟ فيَقُول: أنا أنصاري، والله ما كذب وذلك أنه ناصر الدين، ويتغيب عنهم، فيخبرونهم: أنّهُ قَدْ لحقَ بقبر جَدّهِ عليهما السلام ، فيلحقونه بالمدينة، فإذا أحس بهم رجع إلى مكة، فلا يزالون به إلى أن يجيبهم، فيقول لهم: إني لست قاطعاً أمراً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً، ولكم علي ثمان خصال.
قالوا: قد فعلنا ذَلِكَ فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم، فيخرجون معه إلى الصفا فيَقُول: أنا معكم على أن:
لا تولوا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرماً، ولا تأتوا فاحشة، ولا تضربوا أحداً إلاّ بحقّه، ولا تكنزوا ذهباً ولا فضةً ولا تبراً ولا شعيراً، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما تعلمون، ولا تخربوا مسجداً، ولا تقبحوا مسلماً، ولا تلعنوا مؤاجراً إلاّ بحقّه، ولا تشربوا مسكراً، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها رباً، ولا تسفكوا دماً حراماً، ولا تغدروا بمستأمن، ولا تبقوا على كافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب على الخدود، وتجاهدون في الله حَقَّ جِهَادِهِ، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عَنْ المنكر، فإذا فعلتم ذَلِكَ فعلي أن: لا أتخذ حاجباً، ولا ألبس إلاّ كما تلبسون، ولا أركب إلاّ كما تركبون، وأرضى بالقليل، وأملأ الأرْض عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً، وأعبد الله عز وجل حَقّ عبادته، وأفي لكم وتفوا لي، قالوا: رضينا واتبعناك على هذا، فيصافحهم رَجُلاً رجلاً، ويفتح الله عز وجل له خراسان، وتطيعه أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه، ويكون همدان وزراءه، وخولان جيوشه، وحمير أعوانه، ومضر قواده، ويكثر الله عز وجل جمعه بتميم، ويشد ظهره بقيس، ويسير ورايته أمامه، وعلى مقدمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، وتخالفه ثقيف...الحديث.
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: في معجم أحاديث المهدي الذي نقلنا منه هَذَا الحديث: ٦٣٩- المصادر: ملاحظة: (لم نجد أصلا لهذا الحديث الطويل في مصادر الفريقين إلا مرسلة عقد الدرر، ولكن جملة من مضامينه وفقراته وردت في روايات مسندة، ولكن تفضيل الشام في عصر المهدي عليه السلام على المدينة المنورة لم نجده في رواية أخرى ولا نظن وجوده) عقد الدرر: ص ٩٠ - ٩٩ ب ٤ ف ٢ - مرسلا عَنْ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قَالَ: وفي: ص ١٣٧ - ١٣٨ ب ٦ - بعضه، مرسلا، برهان المتقي: بعضه، عَنْ عقد الدرر ظاهرا، فرائد فوائد الفكر بعضه، مرسلا عنه عليه السلام، الهدية الندية: على ما في العطر الوردي، العطر الوردي بعضه عَنْ الهدية الندية، إلزام الناصب.(٢٢)
مِنَ الْبَشَرِ: عَشْرَةُ آلافٍ
* في إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ أبي ‌بَصير قَالَ: سَألَ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ الكوفة أبا عَبْد اللهِ عليه السلام: كَمْ يخرج مع القائم عليه السلام فَإنَّهُمْ يقولون: إنَّهُ يخرج مثل عدة أهْل بدر ثلثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً؟ قَالَ: ما يخرج إلاّ في أولي قوة، وما يكون أولوا القوة أقلّ مِنْ عشرة آلاف.(٢٣)
* وَفِيهِ: عَنْ عبد العظيم بن عبد الله الحسني..(إلى أنْ قال عليه السلام): ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي الأرْض، وذلك قول الله عز وجل: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) فإذا اجتمعت له هَذِهِ العدة مِنْ أهْلِ الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خَرَجَ بإذن الله عز وجل...الحديث.
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ أبي بصير قَالَ: قَالَ أبوعبد الله عليه السلام: لا يخرج القائم عليه السلام حَتّى يَكُونَ تكملة الحلقة، قُلْتُ: وكم تكملة الحلقة؟ قَالَ: عشرة آلاف؛ جبرئيل عَنْ يمينه، وميكائيل عَنْ يساره، ثُمَّ يهز الراية ويسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلاّ لَعَنَهَا! وهِيَ رَايَةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَزَلَ بِهَا جَبْرئيلُ يَوْمَ بَدْرٍ...الحديث.(٢٤)
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام (في حديث طويل إلى أن قال عليه السلام): حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى، في ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً عدّة أهل بدر حتى يأتيَ المسجدَ الحرامَ، فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الاسود، ثُمَّ يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ويصلي عليه، ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحَدٌ مِنَ النّاس، فيكون أوّل مَنْ يضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل، ويقوم معهما رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتاباً جديداً هو على العرب شديد بخاتم رطب، فيقولون له: اعمل بما فيه، ويبايعه الثلاثمائة وقليلٌ مِنْ أهْلِ مكة، ثُمَّ يخرج مِنْ مَكَّةَ حَتّى يَكُونَ في مثل الحلقة، قُلْتُ: وما الحلقة؟ قَالَ: عشرة آلاف رجل، جبرئيل عَنْ يمينه، وميكائيل عَنْ شماله، ثُمَّ يهز الراية الجلية وينشرها، وهِيَ رَايَةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السحابة، ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السابغة، ويتقلد بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذي الفقار، وفي خبر آخر: ما مِنْ بَلدة إلاّ يخرج معه مَِنْهُم طائفة إلاّ أهل البصرة، فإنّهُ لا يخرج مَعَهُ منها أحَدٌ.(٢٥)
* وَفِيهِ: عَنْ محمد بن مسلم قَالَ: سمعت أبا جعفر عليه السلام يَقُول: القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون، فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام...إذا خَرَجَ أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رَجُلاً وأول ما ينطق به هَذِهِ الآية: (بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) ثُمَّ يَقُول: أنا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد، وهو عشرة آلاف رجل خَرَجَ فلا يبقى في الأرْض معبود دون الله عز وجل من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله مَنْ يطيعه بالغيب ويؤمنُ به.
مِنَ الْبَشَرِ: سَبْعُونَ ألْفَاً
* في بِحَارِ الأنْوَارِ عَنْ كتاب الأنوار المضيئة تصنيف الشيخ علي بن عبد الحميد، قَالَ: روى أيضاً باسناده عَنْ الفضل بن شاذان بإسناده عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: إذا ظَهَرَ الْقَائِمُ وَدَخَلَ الكُوفَةَ بَعَثَ اللهُ تَعَالَى مِنْ ظَهْرِ الكُوفَةِ سَبْعينَ ألْفِ صِدّيقٍ، فَيَكُونُونَ في أصْحَابِهِ وَأنْصَارِهِ.(٢٦)
عيسى بن مريم عليه السلام
* في الْغَيْبَةِ: عَنْ سليم بن قيس الهلالي قَالَ: لَمّا أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام نزل قريباً من دير نصراني إذ خَرَجَ علينا شيخ من الدير جميل الوجه حسن الهيئة والسمت معه كتاب حتى أتى أمير المؤمنين فسلم عليه، ثُمَّ قَالَ: إني مِنْ نسل حواري عيسى بن مريم وَكَانَ أفضل حواري عيسى -الاثنى عشر- وأحبهم إليه وآثرهم عنده، وأن عيسى أوصى إليه ودفع إليه كتبه وعلمه حكمته، فلم يزل أهل هَذَا البيت على دينه، متمسكين بملته، لم يكفروا ولم يرتدوا ولم يغيروا، وتلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده، فيها كلّ شيء يفعل الناس من بعده، واسم ملك ملك من بعده منهم، وأن الله تبارك وتعالى يبعث رَجُلاً من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من أرض يقال لها: تهامة، من قرية يقال لها: مكة، يُقَالُ لَهُ: أحمد، له اثنا عشر اسما، وذكر مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وما يعيش، وما تلقى امته بعده إلى أن ينزل عيسى بن مريم من السماء، وفي ذَلِكَ الكتب ثلاثة عشر رَجُلاً من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من خير خلق الله، ومن أحب خلق الله إليه، والله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدى، ومن عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مكتوبة أسماؤهم وأنسابهم ونعوتهم، وكم يعيش كل رجل مَِنْهُم واحد بعد واحد وكم رجل مَِنْهُم يستتر بدينه ويكتمه من قومه، ومن الذي يظهر مَِنْهُم وينقاد له الناس حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على آخرهم فيصلى عيسى خلفه ويَقُول: إنكم لأئمة، لا ينبغي لاحد أن يتقدمكم، فيتقدم فيصلى بالناس وعيسى خلفه في الصف...وتسعة من ولد أصغرهما واحد بعد واحد، آخرهم الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.(٢٧)
* وفي حلية الأبرار: عَنْ الفاضل عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ينزل عيسَى بن مريم عليه السلام عند انفجار الصبح، ما بين مهرودين -وهما ثوبان اصفران من الزعفران- أبيض الجسم، أصهب الرأس، أفرق الشعر، كَانَ رأسه يقطر دهناً، بيده حربة، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويهلك الدّجّال ويقبض أموال القائم عليه السلام ويمشي خلفه أهْل الكهف وهو وزير الأيمن للقائم عليه السلام وحاجبه ونائبه...ويؤمر في سبعين ألفاً: مَِنْهُم أصْحَاب الكهف.. ثُمَّ تقبل ريح باردة صفراء ألْيَنُ من الحرير مثل المسك، فيقبض الله بها روح عيسَى بن مريم عليه السلام.(٢٨)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: قَالَ الشيخ الأحسائي قُدّسَ سِرُّهُ: ((أقولُ: وقوله عليه السلام: (وزير الأيمن للقائم عليه السلام) لَعَلَّ الوزير الأيسر النَّبيّ إلياس عليه السلام)).(٢٩)
* وفي صحيح مسلم: عَنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم:: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟(٣٠)
ألنّبيّ إلْيَاس عليه السلام
* في الكافي: عَنْ الحسن العباس بن الحريش عَنْ أبي جَعْفَرٍ الثاني عليه السلام قَالَ: قَالَ أبو عبد الله عليه السلام: بينا أبي عليه السلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر، قَدْ قيّضَ لَهُ، فَقَطَعَ عليه اسبُوعَهُ حَتّى أدْخَلَهُ إلى دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا، فَأرْسَلَ إليّ فكُنّا ثَلاثَةٌ فَقَالَ: مَرْحَبَاً يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأسي وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيكَ يَا أمينَ اللهِ بَعْدَ آبَائِهِ.
يا أبا جعفر؛ إنْ شِئْتَ فَأخْبرني، وَإنْ شِئْتَ فَأخْبَرْتُكَ، وَإنْ شِئْتَ سَلْني، وَإنْ شِئْتَ سَألْتُكَ، وَإنْ شِئْتَ فَأصْدِقْنِي، وَإنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ؟ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ أشَاءُ، قَالَ: فإيّاكَ أنْ يَنْطُقَ لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْألتي بأمْرٍ تَضْمِرُ لي غَيْرَهُ، قَالَ: إنّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ في قَلْبِهِ عِلْمَان، يخالِفُ أحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وإنّ الله عز وجل أبى أنْ يَكُونَ لَهُ عِلْمٌ فيهِ اخْتِلافٌ، قَالَ: هَذِهِ مَسْألَتي وَقَدْ فَسّرْتَ طَرفَاً مِنْهَا، أخْبرني عَنْ هَذَا الْعِلْمِ الّذي ليس فيه اختلافٌ مَنْ يَعْلَمُهُ؟
قَالَ: أمّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ فَعِنْدَ اللهِ جَلّ ذِكْرُهُ، وَأمّا مَا لابُدَّ لِلْعِبَادِ فَعِنْدَ الأوْصِيَاءِ.
قَالَ: فَفَتَحَ الرّجُلُ عَجيرتَهُ وَاسْتَوَى جَالِسَاً وَتَهَلّلَ وَجْهُهُ وَقَالَ: هَذِهِ أرَدْتُ، وَلَهَا أتَيْتُ، زَعَمْتَ أنّ عِلْمَ مَا لا اخْتِلافَ فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الأوْصِيَاءِ، فكَيْفَ يَعْلَمُونَهُ؟
قَالَ: كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَعْلَمُهُ إلاّ أنّهُمْ لا يَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَرَى، لأنّهُ كَانَ نَبياً وَهُمْ مُحَدّثُونَ، وَأنّهُ كَانَ يَفِدُ إلى اللهِ عز وجل فَيَسْمَعَ الْوَحيّ وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ.
فَقَالَ: صَدَقْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؛ سآتيكَ بِمَسْألَةٍ صَعْبَةٍ: أخْبرني عَنْ هَذَا الْعِلْمِ مَا لَهُ لا يَظْهَرُ كَمَا كَانَ يَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم؟
قَالَ: فَضَحكَ أبي عليه السلام وَقَالَ: أبَى اللهُ عز وجل أنْ يُطْلِعَ عَلَى عِلْمِهِ إلاّ مُمْتَحَنَاً لِلايمانِ بهِ، كَمَا قَضَى عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يَصْبِرَ عَلَى أذَى قَوْمِهِ وَلا يُجَاهِدُهُمْ إلاّ بأمْرِهِ، فكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بهِ حَتّى قِيلَ لَهُ: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ) وأيم الله؛ أن لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذَلِكَ لكَانَ آمِنَاً، ولكنّهُ إنّمَا نَظَرَ في الطّاعَةِ، وَخَافَ الخلافَ فَلِذَلِكَ كَفّ، فَوَدَدَتَ أنّ عَيْنَكَ تكُونُ مَعَ مَهْدِيّ هَذِهِ الأمة، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض، تُعَذّبُ أرْوَاحَ الكَفَرَةِ مِنَ الأمْوَاتِ، وَتُلْحِقُ بهِمْ أرْوَاحَ أشْبَاهَهُمْ مِنَ الأحْيَاءِ.
ثُمَّ أخْرَجَ سَيْفَاً ثُمَّ قَالَ: هَا؛ إنّ هَذَا مِنْهَا، قَالَ: فَقَالَ أبي: إي والّذي اصْطَفَى محمّدَاً عَلَى الْبَشَرِ، قَالَ: فَرَدّ الرّجُلُ اعْتِجَارَهُ.
وَقَالَ: أنَا إلْيَاسُ، مَاسَألْتُكَ عَنْ أمْرِكَ وَبي مِنْهُ جَهَالَةٌ، غَيْرَ أنّي أحْبَبْتُ أنْ يكُونَ هَذَا الحديث قُوّةً لأصْحَابِكَ...الحديث.(٣١)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: تَقَدّمَ قَوْلُ الشّيخ أحْمَد الأحْسَائي قُدّسَ سِرُّهُ: ((أقولُ: وقوله عليه السلام: (وزير الأيمن للقائم عليه السلام) لَعَلَّ الوزير الأيسر: النَّبيّ إلياس عليه السلام)).(٣٢)
ألْخَضِر عليه السلام
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: أخْتِلفَ في الخضر عليه السلام هَلْ هُوَ مِنَ الأنْبيَاءِ أمْ هُوَ وَليٌّ صَالحٌ، لِكُلّ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ، وَبَعْضُ الرّوَايَاتِ تُشيرُ إلى أنّهُ يكُونُ مَعَ الإمَامِ الْمَهْديّ عَجّلَ اللهُ فَرَجََهُ الشّريف:
* في إكْمَالُ الدّينِ: عَنْ الحسن بن عليّ بن فضال قَالَ: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يَقُول: إنّ الخضر عليه السلام شَربَ مِنْ مَاءِ الحيَاةِ، فَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ حَتّى يُنْفَخَ في الصُّورِ، وإنّهُ ليأتينا فَيُسلّم فَنَسْمَع صَوْتَهُ وَلا نَرَى شَخْصَهُ، وَإنّهُ لَيَحْضَر حَيْثُ مَا ذُكِرَ، فَمَنْ ذَكَرَهُ مِنْكُمْ فَلْيُسَلّمَ عَلَيْهِ، وإنّهُ لَيَحْضَر الْمَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ فَيَقْضيَ جَميعَ الْمَنَاسِكِ، وَيَقِف بعَرَفَةٍ فَيُؤمّن عَلَى دُعَاءِ الْمُؤمنينَ، وَسَيُؤنسُ اللهُ بهِ وَحْشَةَ قَائِمِنَا بهِ في غَيْبَتِهِ وَيَصِلُ بهِ وَحْدَتَهُ.(٣٣)
أصْحَابُ الْكَهْفِ
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إستخرجَ مِنْ ظَهْرِ الكَعْبَةِ سبعة وعشرين رَجُلاً؛ خمسة وعشرين(٣٤) من قوم مُوسَى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أصْحَاب الكهف، ويوشع وصي مُوسَى، ومؤمن آل فرعون، وسلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر.(٣٥)
قَالَ الشّيْخُ أحْمَدُ الأحْسَائيُّ قُدّسَ سِرُّهُ: ((أقُولُ: وَالظّاهِرُ أنّ أصْلَ الحديث سَبْعَةٌ وَعشرين، وَأمّا مَا في الهامشة من كتابة: (ثلاثين) وعليه رمز: (الظاهر)، فَإنَّهُ غَلَطٌ، وأنّ نسخة الحديث في الكتب الصحيحة: (خمسة‌ عشر من قوم مُوسَى...الخ) ووجه الغلط: أنّ بعض النساخ لَمّا وَجَدَ أنّ الذين من قوم مُوسَى خمسة وعشرين، كَتَبَ عَلَى سبعة وعشرين: أنّ الظّاهِرَ (سبعة وثلاثين) فَغَلَط الأوّل الذي في الهامشة نشأ من غلط الثاني، لأنَّ الهادين مِنْ قَوْمِ مُوسَى خمسة عشر، فافهم.
وقوله عليه السلام: (استخرج مِنْ ظَهْرِ الكعبة) لَعَلَّ المراد منه: أنّ هؤلاء السبعة والعشرين حين بعثوا عند أول شهر رجب مِنْ قُبُورهم ساروا إلى الكعبة المشرفة انتظاراً لخروجه لأنَّهُ إنَّمَا يخرج بعد بعثهم بستة أشْهر وعشرة أيّام فأخفاهم الله في ظهر الكعبة فَلَمَّا خَرَجَ عجل الله فرجه استخرجهم))(٣٦)
* وفي إرْشَادِ الْقُلُوبِ: عَنْ هَرون بن سعيد قَالَ: سَمعْتُ أمير الْمُؤمِنِينَ عليه السلام (إلى أنْ قَالَ):.. يظهر رَجُلٌ مِنْ وُلْدي، يَمْلأ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يأتيهِ اللهُ بِبَقَايَا قَوْمِ مُوسَى، وَيُحْيي لَهُ أصْحَابَ الْكَهْفِ وَيُؤَيّدُهُ اللهُ بالْمَلائِكَةِ والجنّ وَشِيعَتِنَا الْمُخْلِصينَ.(٣٧)
يوشع بن نون عليه السلام وصي موسى عليه السلام
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إستخرج مِنْ ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً...ويوشع وصيّ مُوسَى.(٣٨)
خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى عليه السلام
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً؛ خمسة عشر من قوم مُوسَى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون...الحديث.(٣٩)
* وفي إرْشَادِ الْقُلُوبِ: عَنْ هرون بن سعيد قَالَ: سَمعْتُ أمير الْمُؤمِنِينَ عليه السلام (إلى أنْ قَالَ):..يظهر رَجُلٌ مِنْ وُلْدي يَمْلأ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً يأتيهِ اللهُ بِبَقَايَا قَوْمِ مُوسَى وَيُحْيي لَهُ أصْحَابَ الْكَهْفِ وَيُؤَيّدُهُ اللهُ بالْمَلائِكَةِ والجنّ وَشِيعَتِنَا الْمُخْلِصينَ..(٤٠)
مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قَائِمُ آلِ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم إسْتَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ الكَعْبَةِ سَبْعَةً وَعِشْرينَ رَجُلاً...وَمُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ.(٤١)
سَلْمَانُ الْمُحَمّدِيّ
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِاللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً...وسلمان الفارسي..(٤٢)
أبُو دُجَانَةِ الأنصاري ومالك الأشتر
* في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً...وأبا دجانة الأنصاري ومالك الأشتر.(٤٣)
ألنَّفْسُ الزّكيّةُ
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: الظاهر من بعض الروايات تعدّدهما، وأنهما اثنان، يحملان هَذَا اللقب والوصف، أحدهما يقتل بين الركن والْمقام في مكة ليس بين قيام قائم آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وبين قتله إلاّ خمسة عشر ليلة، وعلى هَذَا أكثر الروايات كما ستأتي الإشارة إليها إن شاء الله تعالى، والثاني: يُقتلُ بظهر الكوفة يعني: في النجف، وعلى هَذَا قليل من الرّوايات:
* ففي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ الأصبغ بن نباتة قَالَ: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول للناس:...وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والْمقام...الحديث.(٤٤)
وقد ذَكَرَ بَعْضُ العلماء أنّ الثّاني يقتل مِنْ قِبَلِ السّفياني:
* ففي الرجعة: ((والخسف بالبيداء: خسف بعسكر السفياني لاينجو مَِنْهُم إلاّ رجلان من جهينة، فلذلك جاء الْقَوْل: وعند جهينة الخبر اليقين، وَذَلِكَ بعد أن ترد عساكره جيشين: جيش إلى بابل وجيش إلى المدينة، وينحدرون من بابل إلى الكوفة وتكثر فيها سفك الدماء ويهدم حائط مسجد الكوفة ويقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين))(٤٥)، والآن هَذِهِ بعض الروايات الواردة في النفس الزكيّة:
* في الْغَيْبَةِ: عَنْ عمر بن حنظلة عَنْ أبي عبد الله عليه السلام أنه قَالَ: للقائم خمس عَلامَات: ظهور السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء.(٤٦)
* وَفِيهِ: عَنْ عبد الله بن سنان عَنْ أبي عبد الله عليه السلام أنه قَالَ: النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكَفٌّ يطلع من السماء من المحتوم، قَالَ: وفزعة في شَهْرِ رَمَضَانَ توقظ النائم، وتفزع اليقظان...الحديث.
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ محمد بن مسلم قَالَ: سمعت أبا جعفر عليه السلام يَقُول: القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الأرْض وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون. فلا يبقي في الأرْض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلي خلفه، فقلت له يا ابن رسول الله مَتَى يخرج قائمكم؟ قَالَ: إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدل، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزناء، وأكل الربا، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بين الركن والمقام، اسمه محمد ابن الحسن، النفس الزكية، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته، فعند ذَلِكَ خروج قائمنا، فإذا خَرَجَ أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رَجُلاً وأوّل ما ينطق به هَذِهِ الآية: (بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين) ثُمَّ يَقُول: أنا بقية الله في أرضه، فإذا اجتمع إليه العقد، وهو عشرة آلاف رجل، خَرَجَ فلا يبقى في الأرْض معبود دون الله عز وجل، من صنم وغيره إلاّ وقعت فيه نار فاحترق، وذلك بعد غيبة طويلة، ليعلم الله مَنْ يطيعه بالغيب ويؤمن به.(٤٧)
* وَفِيهِ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام (في حديث طويل إلى أن قال): يقول القائم عليه السلام لأصحابه: يا قوم؛ إنّ أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أنْ يحتج عليهم، فيدعو رَجُلاً من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وأنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منّا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هَذَا فنحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هَذَا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذَلِكَ الامام قَالَ لاصحابه: ألا أخبرتكم: أنّ أهل مكة لا يريدوننا...الحديث.
* وَفِيهِ: عَنْ محمد بن الصامت عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: قلت له: ما من علامة بين يدي هَذَا الأمر؟ فقَالَ: بلى، قُلْتُ: ما هي؟ قَالَ: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقُلْتُ: جعلت فداك؛ أخاف أنْ يَطُولَ هَذَا الأمر، فقَالَ: لا؛ إنّما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً.
* وَفِيهِ: عَنْ ميمون البان عَنْ أبي عبد الله الصادق عليه السلام قَالَ: خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.
* وَفِيهِ: عَنْ صالح مولى بني العذراء قَالَ: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يَقُول: ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلاّ خمسة عشر ليلة.
* وفي الإرْشَادِ: عَنْ صالح بن ميثُمَّ قَالَ: سمعت ابا جعفر عليه السلام يَقُول: ليس بين قيام القائم عليه السلام وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة.(٤٨)
* وَفِيهِ: عَنْ سفيان بن إبراهيم الجريري أنه سمع أباه يَقُول: النفس الزكية غلام من آل محمد، اسمه محمد بن الحسن، يقتل بلا جرم ولا ذنب، فإذا قتلوه لم يبقَ لهم في السماء عاذر، ولا في الأرْض ناصر، فعند ذَلِكَ يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل، فإذا خرجوا بكى لهم الناس، لا يرون إلا أنهم يختطفون، يفتح الله لهم مشارق الأرْض ومغاربها، ألا وهم المؤمنون حقا ألا إن خير الجهاد في آخر الزمان.
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ يعقوب السراج، قَالَ: قلت لابي عبد الله عليه السلام: مَتَى فرج شيعتكم؟ فقَالَ: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم.. حتى ينزل بأعلى مكّة، فيخرج السيف مِنْ غِمْدِهِ، ويلبس الدّرع، وينشر الرّاية والبردة، ويعتمّ بالعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره، فيطلع على ذَلِكَ بعض مواليه، فيأتي الحسني فيخبره الخبر، فيبتدره الحسني إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه، ويبعثون برأسه إلى الشامي، فيظهر عند ذَلِكَ صاحب هَذَا الأمر، فيبايعه الناس ويتبعونه...الحديث.(٤٩)
ألْيَمَانيّ
* في الْغَيْبَةِ: عَنْ أحمد بن محمد بن أبي نصر عَنْ أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قَالَ: قبل هَذَا الأمر السفيانيّ، واليمانيّ، والْمَرْوَانيّ، وشعيب بن صالح، فكَيْفَ يَقُولُ هَذَا هَذَا؟!(٥٠)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: قَالَ العلامة المجلسي: بيان: أي كيف يقول هَذَا الذي خَرَجَ أني القائم، يعني: محمد بن إبراهيم أو غيره.(٥١)
* وَفِيهِ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ محمد بن عليّ عليهما السلام أنّهُ قَالَ:..خروج السفيانيّ واليمانيّ والخراسانيّ في سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، في شَهْرٍ وَاحِدٍ، في يَوْمٍ وَاحِدٍ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس مِنْ كُلّ وَجْهٍ، وَيْلٌ لِمَنْ ناواهم، وليس في الرَّايَاتِ راية أهْدَى مِنْ رَايَةِ اليماني، هِيَ رَايَةُ هدى لأنّهُ يدعو إلى صاحبكم، فإذا خَرَجَ اليماني حرم بيع السلاح عَلَى النَّاسِ وكل مسلم، وإذا خَرَجَ اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحلّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَلْتويَ عَلَيْهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فهو مِنْ أهْلِ النار، لأنّهُ يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم...الحديث.
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ بكر بن محمد الازدي عَنْ أبي عبدالله عليه السلام قَالَ: خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، في شَهْرٍ وَاحِدٍ، في يَوْمٍ وَاحِدٍ، وليس فيها راية بأهْدَى مِنْ رَايَةِ اليماني، يَهْدي إلى الحقّ.(٥٢)
* وَفِيهِ: عَنْ محمد بن مسلم قَالَ: يخرج قبل السفياني مصري ويماني.
* وَفِيهِ: وتقبل رايات مِنْ شرقي الأرْض غير معلّمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الاكبر، يسوقها رجل من آل محمد، تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الاذفر يسير الرعب أمامها بشهر، حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم، فبينما هم على ذلك، إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني، يستبقان كأنهما فرسي رهان، شعثٌ، غبرٌ، جردٌ، أصلاب نواطي وأقداح إذا نظرت أحدهم برجله باطنه فيَقُول: لا خير في مجلسنا بعد يومنا هَذَا أللّهُمّ فانا التائبون وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ونظراؤهم من آل محمد.
* وَفِيهِ: ثُمَّ يخرج مَلِكٌ مِنْ صنعاء اليمن، أبيض كالقطن، اسمه حسين أو حسن، فيذهب بخروجه غمر الفتن، فهناك يظهر مباركاً زكياً، وهادياً مهدياً، وَسَيّدَاً عَلَويّاً، فيفرج الناس إذا أتاهم بمنّ الله الذي هداهم، فيكشف بنوره الظلماء، ويظهر به الحق بعد الخفاء، ويفرق الأموال في الناس بالسواء...الخ.
* وفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ محمد بن مسلم الثقفي الطحان قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وأنا أريد أنْ أسْأَلَه عَنْ القائم مِنْ آل محمد صلى الله عليه وعليهم.
فَقَالَ لي مُبْتَدِئَاً: يا محمّد بن مسلم؛ إنّ في القائم من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم شبهَاً مِنْ خمسةٍ مِنَ الرّسُل...وإنّ من عَلامَات خروجه: خروج السفياني مِنَ الشّام، وخروج اليماني مِنَ اليمن، وصيحة من السماء في شَهْرِ رَمَضَانَ، ومناد ينادي من السماء باسمه واسم أبيه.(٥٣)
ألْخُرَاسَانيّ
* في الْغَيْبَةِ: عَنْ أحمد بن محمد بن أبي نصر عَنْ أبي الحسن الرضا عليه السلام أنّهُ قَالَ: قَبْلَ هَذَا الأمْرِ السّفيانيّ، واليمانيّ، والمروانيّ، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هَذَا هذا؟(٥٤)
* وَفِيهِ: عَنْ أبي بكر الحضرمي عَنْ أبي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام أنه سمعه يَقُول: لابُدَّ أنْ يَمْلكَ بَنُو العباس، فإذا مَلَكُوا واختلفوا وتَشَتّتَ أمْرُهُمْ خَرَجَ عليهم الخراساني والسفياني، هَذَا من المشرق، وهذا من المغرب.
يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هَذَا مِنْ ههنا، وهذا مِنْ ههنا، حَتّى يَكُونَ هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون مَِنْهُم أحداً أبَدَاً.
* وَفِيهِ: عَنْ أبى بصير عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: قلت له: جعلت فداك؛ مَتَى خروج القائم عليه السلام؟ فقَالَ: يا أبا محمد؛ إنا أهل بيت لا نُوَقّتُ، وَقَدْ قَالَ محمّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم: كَذَبَ الْوَقّاتُونَ، يا أبا محمد؛ إنّ قُدّامَ هَذَا الأمر خمس عَلامَات: أوليهن النداء في شَهْرِ رَمَضَانَ، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ محمد بن علي عليهما السلام أنّهُ قَالَ:..إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم، فعند ذَلِكَ فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلاّ في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شَهْرِ رَمَضَانَ وخروج القائم عليه السلام إنّ الله يفعل ما يشاء، وَلَنْ يَخرُجَ القائِمُ، وَلا ترون ما تحبون، حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كَانَ كَذَلِكَ طَمَعَ النّاسُ فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني.
وقَالَ: لابُدَّ لبني فلان مِنْ أنْ يملكوا، فإذا مَلَكُوا ثُمَّ اختلفوا تَفَرّقَ ملكهم، وتشتت أمرهم، حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني، هَذَا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان.
هَذَا مِنْ هُنا، وَهَذَا مِنْ هُنَا، حَتّى يَكُونَ هَلاكُ بني فُلانٍ عَلَى أيديهما، أما أنهم لا يبقون مَِنْهُم أحداً.
ثُمَّ قَالَ عليه السلام: خروج السفياني واليماني والخراساني في سَنَةٍ وَاحِدَةٍ، في شَهْرٍ وَاحِدٍ، في يَوْمٍ وَاحِدٍ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً.
فيكون البأس مِنْ كُلّ وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرَّايَاتِ راية أهْدَى مِنْ رَايَةِ اليماني، هِيَ رَايَةُ هدى، لأنّهُ يدعو إلى صاحبكم.
فإذا خَرَجَ اليمانيّ حرم بيع السلاح عَلَى النَّاسِ وكلّ مسلم، وإذا خَرَجَ اليماني فانهض إليه، فإنّ رايته راية هدى، ولا يحلّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَلْتَويَ عليه، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ أهْلِ النّار، لأنّهُ يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
ثُمَّ قَالَ لي: إنّ ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ وَهُوَ سَاهٍ عَنْهَا فَأنكَسَرَتْ، فَقَالَ حينَ سَقَطَتْ: هَاهٍ - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا، أغفل ما كانوا عَنْ ذهابه.
* وَفِيهِ: عَنْ يعقوب بن السراج، قَالَ: قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: مَتَى فرج شيعتكم؟ قَالَ: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم، وطمع فيهم مَنْ لَمْ يَكُنْ يطمع، وخلعت العرب أعنّتَهَا، وَرَفَعَ كُلّ ذي صيصية صيصيته، وَظَهَرَ السّفيانيّ، وأقبل اليمانيّ، وَتَحَرّكَ الحسَنيّ، خَرَجَ صَاحِبُ هَذَا الأمر مِنَ المدينة - إي: مكّة - بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قُلْتُ: وَمَا تُرَاثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم؟ فَقَالَ: سيفه، ودرعه، وعمامته، وبرده، ورايته، وقضيبه، وفرسه، ولامته وسرجه.
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ جابر عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: تنزل الرايات السود التي تخرج مِنْ خراسان إلى الكوفة فَإذا ظَهَرَ الْمَهديّ بَعَثَ إليه بالبيعة.(٥٥)
شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ
* في الْغَيْبَةِ: عَنْ عمار بن ياسر أنّهُ قَالَ: إنّ دَوْلَةَ أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرْض، وكفّوا حتّى تجيئ إماراتها...ثم يخرج المهدي عَلَى لِوَائِهِ شعيب بن صالح...الحديث.(٥٦)
* وَفِيهِ: وروى حذلم بن بشير قَالَ: قلتُ لعليّ بن الحسين عليهما السلام: صِفْ لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعَلامَاته؟ فقَالَ: يكون قبل خروجه خروج رجل يُقَالُ لَهُ: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثُمَّ يكون خروج شعيب بن صالح مِنْ سمرقند، ثُمَّ يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى الْمَهْديّ، ثُمَّ يخرج بعد ذلك.
* وفي كتاب الفتن: عَنْ محمد بن الحنفية قَالَ: تخرج راية سوداء لبني العباس، ثُمَّ تخرج مِنْ خراسان أخرى سوداء، قلانسهم سود، وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يُقَالُ لَهُ: شعيب بن صالح بن شعيب، من تميم، يهزمون أصحاب السفياني، حتّى ينزل ببيت المقدس، ويوطئ للمهدي سلطانه، ويمدّ إليه ثلثمائة من الشام، يكون بين خروجه وبين أنْ يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً.(٥٧)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: في معجم أحاديث المهدي قَالَ: ملاحم ابن طاووس: ص ٤٩ ب ٣٨ كما في رواية ابن حماد الثانية، وفيه: وسعيد بن صالح، إثنان وسبعون يوماً.(٥٨)
* وَفِيهِ: حدثنا عبد الله بن إسماعيل البصري عَنْ أبيه عَنْ الحسن قَالَ: يخرج بالري رجل، ربعة، أسمر، مولى لبني تميم، كوسج، يُقَالُ لَهُ: شعيب بن صالح، في أربعة آلاف، ثيابهم بيض، وراياتهم سود، يكون على مقدمة الْمهديّ، لا يلقاه أحَدٌ إلاّ فَلّهُ.(٥٩)
* وَفِيهِ: عَنْ عمار بن ياسر قَالَ: المهدي عَلَى لِوَائِهِ شعيب بن صالح.
* وَفِيهِ: عَنْ جابر عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: يخرج شاب مِنْ بَنِي هاشم، بكفّه اليمنى خال، من خراسان، برايات سود، بين يديه شعيب ابن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم.
* وَفِيهِ: عَنْ سفيان الكلبي قَالَ: يخرج على لواء المهدي غلام حديث السن خفيف اللحية أصفر - ولم يذكر الوليد: أصفر- لو قاتل الجبال لهزها - وقال الوليد: لهدها- حتى ينزل أيلياء.
* وَفِيهِ: عَنْ كعب قَالَ: إذَا مَلَكَ رَجُلٌ الشّامَ وآخَرٌ مِصْرَ، فاقتتل الشّاميُّ والمصري، وسبى أهل الشام قبائل من مصر، وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار، قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدي الطاعة إلى الْمهديّ.
* وَفِيهِ: قَالَ أبو قبيل: يكون بإفريقية أميرٌ اثنا عشر سنة، ثُمَّ تكون بعده فتنة، ثُمَّ يملك رجل أسمر، يملؤها عدلاً، ثُمَّ يسير إلى المهدي فيؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه.
* وَفِيهِ: عَنْ الحسن: أنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ذكر بلاء يلقاه أهل بيته: حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء مَنْ نَصَرَهَا نصره الله، وَمَنْ خَذَلَهَا خَذَلَهُ الله، حتى يأتوا رَجُلاً اسمه كاسمي فيوليه أمرهم فيؤيده الله وينصره.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي رومان عَنْ علي قَالَ: تخرج رايات سود تقاتل السفياني فيهم شاب مِنْ بَنِي هاشم في كتفه اليسرى خال وعلى مقدمته رجلٌ مِنْ بَنِي تميم يدعا: شعيب بن صالح، فيهزم أصحابه.
* وَفِيهِ: عَنْ عمار بن ياسر قَالَ: إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خَرَجَ المهديُّ عَلَى لِوَائِهِ شعيب بن صالح.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي رومان عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ: إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة، بعث في طلب أهل خراسان، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود، على مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب اصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود، وتهرب خيل السفياني، فعند ذَلِكَ يتمنى الناس المهدي ويطلبونه.
* وَفِيهِ: عَنْ جابر عَنْ أبي جَعْفَرٍ قَالَ: يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد، فيبلغه فرعه من وراء النهر مِنْ أهْلِ خراسان، فتقبل أهل المشرق عليهم قتلاً، ويذهب نجيهم، فإذا بلغه ذَلِكَ بعث جيشاً عظيماً إلى اصطخر، عليهم رجل مِنْ بَنِي أمية، فتكون لهم وقعة بقومس، ووقعة بدولات الرّيّ، ووقعة بتخوم زرنج، فعند ذَلِكَ يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة، عند ذَلِكَ تقبل الرايات السود من خراسان، على جميع الناس شاب مِنْ بَنِي هاشم، بكفّه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه، ثُمَّ تكون له وقعة بتخوم خراسان، ويسير الهاشمي في طريق الرّيّ، فيسرح رجل مِنْ بَنِي تميم من الموال يُقَالُ لَهُ: شعيب بن صالح إلى أصطخر إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر، فتكون بينهما ملحمة عظيمة، عليهم رجل مِنْ بَنِي عدي، فيظهر الله أنصاره وجنوده، ثُمَّ تكون وقعة بالمدائن بعد وقعتي الري، وفي عاقرقوفا وقعة صيلمية، يخبر عنها كل ناج، ثُمَّ يكون بعدها ذبح عظيم ببابل، ووقعة في أرض من أرض نصيبين، ثُمَّ يخرج على الأخوص قَوْمٌ مِنْ سوادهم، وهم العصب، عامّتهم من الكوفة والبصرة، حتى يستنقذوا ما في أيديه مِنْ سبي كوفان.
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ أحمد بن محمد بن أبي نصر عَنْ أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قَالَ: قبل هَذَا الأمر السفياني، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هَذَا هذا؟(٦٠)
* وفي معجم أحاديث المهدي عَنْ بعض مصادر العامة من حديث طويل وفيه: تكون وقعة بالزوراء، قالوا: يا رسول الله؛ وما الزوراء؟ قَالَ: مدينة بالمشرق، بين أنهار يسكنها شرار خلق الله، وجبابرة من أمتي، تقذف بأربعة أصناف من العذاب: بالسيف، وخسف، وقذف، ومسخ، وقال صلى الله عليه (وآله) وسلم: إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى لحقوا ببطن الأرض - أو قَالَ ببطن الأردن- فبينما هم كذلك، إذ خَرَجَ السفياني في ستين وثلاثمائة راكب، حتّى يأتيَ دمشق، فلا يأتي عليه شهر حتّى يبايعه مِنْ كلب ثلاثون ألفاً، فيبعث جيشاً إلى العراق، فيقتل بالزوراء مائة ألف، وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها، فعند ذَلِكَ تخرج راية من المشرق، يقودها رجل مِنْ بَنِي تميم، يُقَالُ لَهُ: شعيب بن صالح، فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم...الخ.(٦١)
* وفيه عَنْ كتاب الملاحم لابن طاوس: عَنْ عمار بن ياسر قَالَ: ألْمَهْدِيُّ عَلَى لِوَائِهِ شعيب بن صالح.
* وفيه عَنْ كتاب القول المختصر قَالَ: صاحب رايته الفتى التميمي الذي يقبل من المشرق.
* وفيه عَنْ كتاب الملاحم لابن طاوس وغيره: مدينة الزوراء، فكم من قتيل وقتيلة ومال منتهب وفرج مستحل، رحم الله مَنْ آوى نساء بني هاشم يومئذ وَهُنَّ حرمتي، ثُمَّ ينتهي إلى ذكر السلطان بذي الغريين، فيخرج إليهم فتيان مِنْ مجالهم عليهم رجُلٌ يُقَالُ لَهُ: صالح، فتكون الدائرة على أهل الكوفة، ثُمَّ تنتهي إلى المدينة، فتقتل الرجال، وتبقر بطون النساء مِنْ بَنِي هاشم، فإذا حَضَرَ ذَلِكَ فعليكم بالشواهق وخلف الدّروب، وإنما ذَلِكَ حمل امرأة، ثُمَّ يقبل الرجل التميمي: شعيب بن صالح - سقى الله بلاد شعيب- بالراية السوداء المهدية بنصر الله وكلمته، حتى يبايع المهدي بين الركن والمقام.
* وفي مشارق أنوار اليقين: خطبة لامير المؤمنين عليه السلام:..يَا جابِرُ؛ إِذَا صَاحَ النَّاقُوسُ، وَكَبَسَ الكَابُوسُ، وَتَكَلَّمَ الجَامُوسُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَجَائِبُ وَأَيُّ عَجَائِبٍ؟! إذَا أَنَارَتِ النَّارُ بِبُصْرى، وَظَهَرَتِ الرَّايَةُ العُثْمانِيَّةُ بِوَادِي سَوْدَاءَ، واضْطَرَبَتِ البَصْرَةُ وَغَلَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَصَبَا كُلُّ قَوْمٍ إلى قَوْمٍ، وَتَحَرَّكَتْ عَسَاكِر خُراسَانُ، وَتَبَعَ (وَنَبَعَ) شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيميُّ مِنْ بَطْنِ الطَّالَقَانِ، وَبُويِعَ لِسَعِيدِ السَّوسِيِّ بِخُوزِسْتَانَ، وَعُقِدَتِ الرَّايَةُ لِعَمَالِيقَ كُرْدَانَ، وَتَغلَّبَتِ الْعَرَبُ عَلَى بِلادِ الأرْمَنِ والسِّقْلابِ، وَأَذْعَنَ هِرْقَلُ بِقُسْطَنْطِينَةَ لِبَطَارِقَةِ سِينَانَ، فَتَوَقَّعُوا ظُهُورَ مُكَلِّمِ مُوسَى مِنَ الشَّجَرَةِ عَلَى الطُّور، فَيَظْهَرُ هَذَا ظِاهِرٌ مَكْشُوفٌ، وَمُعايَنٌ مَوْصوفٌ...الخطبة.(٦٢)
مِنَ النَّصَارَى
* في بِحَارِ الأنْوَارِ:..ويَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ نجران يَسْتجيبُ للإمام، فيكون أوّل النّصارى إجَابَةً، فيهدم بيعته، ويدقّ صَليبَهُ...الحديث.(٦٣)
قِسْمٌ: مِنَ الْمَلائِكَةِ
* في إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ محمد بن يحيى العطار قَالَ: حدثني أبو علي الخيزراني عَنْ جارية...قال أبو علي: فحدثتني أنها حضرت ولادة السيد عليه السلام وأن اسم أم السيد صقيل وأنّ أبا محمد عليه السلام حدثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعو الله عز وجل لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمد عليه السلام وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: هَذَا قبر أمّ محمد، قَالَ أبو علي: وسمعت هَذِهِ الجارية تذكر أنه لَمّا ولد السيد عليه السلام رأت لها نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أفق السماء ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثُمَّ تطير.
فأخبرنا أبا محمد عليه السلام بذلك فضحك ثُمَّ قَالَ: تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج.
* وفي الثاقب في المناقب: عَنْ أبي علي الحسن الابي قَالَ: حدثتني الجارية التي أهديتها لابي محمد عليه السلام قَالَتْ: لما ولد السيد عليه السلام رأيت نوراً ساطعاً قَدْ ظَهَرَ مِنْهُ وَبَلَغَ أفقَ السّماء، ورأيتُ طيوراً بيضاءَ تهبط من السّماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثُمَّ تطير، فأخبرنا أبا محمد عليه السلام بذلك فضحك ثُمَّ قَالَ: تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خَرَجَ بأمر الله عز وجل.(٦٤)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ عبد الرحمن بن كثير عَنْ أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) قَالَ: هو أمرنا، أمر الله عز وجل أن لا تستعجل به حتى يؤيده الله بثلاثة أجناد؛ الملائكة والمؤمنين والرعب، وخروجه عليه السلام كخروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَق)(٦٥)
* وَفِيهِ: عَنْ أبي حمزة الثمالي قَالَ: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يَقُول: لو قد خَرَجَ قائم آل محمد عليهم السلام لَنَصَرَهُ اللهُ بالملائكة المسومين، والمردفين، والمنزلين، والكروبيين، يكون جبرئيل أمامه، وميكائيل عَنْ يمينه، وإسرافيل عَنْ يساره، والرعب يسير مسيرة شهر أمامه، وخلفه، وعن يمينه، وعن شماله، والملائكة الْمقربون حذاه، أوّل مَنْ يتبعه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام الثاني، ومعه سيف مخترط، يفتح الله له الروم والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر.
يا أبا حمزة؛ لا يقوم القائم عليه السلام إلاّ على خوفٍ شديدٍ وزلازلٍ وفتنةٍ وبلاءٍ يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتّت في دينهم، وتغيّر مِنْ حالهم حتى يَتَمَنّى الْمُتَمَنّي الْمَوْتَ صَبَاحَاً وَمَسَاءً مِنْ عظم ما يرى مِنْ كَلَبِ النّاس، وأكلِ بعضهم بعضاً، وخروجه إذا خَرَجَ عند الإياس والقنوط.
فيا طوبى لِمَنْ أدركه وَكَانَ مِنْ أنْصَارِهِ، والويل كُلّ الويل لِمَنْ خَالَفَهُ وَخَالَفَ أمْرَهُ وَكَانَ مِنْ أعْدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يقوم بأمر جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلاّ القتل، ولا يستتيب أحداً، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
* وفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ أبان بن تغلب قَالَ: حدثني أبو حمزة الثمالي قَالَ: قَالَ أبو جعفر عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام قد ظهر على نجف الكوفة، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعمودها من عمد عرش الله تعالى، وسائرها من نصر الله عز وجل، ولا تهوي بها إلى أحد إلا أهلكه الله تعالى، قَالَ: قُلْتُ: أو تكون معه أو يؤتى بها؟ قَالَ: بلى؛ يؤتى بها، يأتيه بها جبرئيل عليه السلام.(٦٦)
* وَفِيهِ: عَنْ أبان بن تغلب قَالَ: قَالَ أبُو عَبْد اللهِ عليه السلام: كأنّي أنظر إلى القائم عليه السلام عَلَى ظهر النجف فَإذا استوى عَلَى ظهر النجف ركَبَ فَرَسَاً أدهم، أبلق، بين عينيه شمراخ، ثُمَّ ينتقض به فرسه، فلا يَبْقَى أهْل بلدة إلاّ وهم يظنون أنَّهُ معهم في بلادهم، فَإذا نشر رايةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم انحط عليه ثلاثة عشر ألف مَلَكٍ، كُلّهُمْ ينتظر القائم عليه السلام، وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، وكانوا مع عيسَى حين رفع، وأربعة آلاف مسومين ومردفين، وثلاثمائة وثلاثة عَشَرَ مَلكَاً يوم بدر، وأربعة آلاف الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن عليّ عليهما السلام، فَلَمْ‌ يُؤْذَنْ لَهُمْ، فَصَعَدُوا في الإستيذان، وَهَبَطُوا وَقَدْ قُتِلَ الحسين عليه السلام، فَهُمْ شُعْثٌ، غُبْرٌ، يبكونَ عند قبر الحسين بن عليّ عليهما السلام إلى يوم الْقِيَامَة، وما بين قبره إلى السَّمَاء مختلف الملائكة.
* وفي الهداية الكبرى في حديث المفضل الطويل: ويكون ذَلِكَ اليوم أوّل طلوع الشمس بيضاء نقيّة، فإذا طَلَعَتْ وَابْيضّتْ صَاحَ صَائِحٌ بالخلائق من عين الشمس بلسان عربيّ مبين يسمعه مَنْ في السموات والأرْض: يا معاشر الخلائق؛ هَذَا مَهْديُّ آلِ محمّد - ويسمّيه باسم جَدّهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ويكنيه بكنيته وينسبه الى أبيه الحسن الحادي عشر- فاتبعوه تهتدوا، ولا تخالفوه فتضلوا، فأوّل مَنْ يُلَبّي نِدَاءَهُ الملائكةُ، ثُمَّ الجنّ، ثُمَّ النّقَباء، ويقولون: سمعنا وأطعنا...الحديث.(٦٧)
* وَفِيهِ: قَالَ المفضل: يا سيدي؛ وتظهر الملائكةُ والجنّ للنّاس؟ قَالَ: إي والله يا مفضل؛ ويخالطونهم كما يكون الرجل مع جماعته وأهله، قُلْتُ: ياسيدي؛ ويسيرون معه؟ قَالَ: إي والله؛ ولينزلنّ أرض الهجرة، ما بين الكوفة والنجف، وعدد أصحابه ستة وأربعون ألفاً مِنَ الملائكة، وستة آلاف من الجنّ، بهم ينصره الله ويفتح على يده...الحديث.
* وفي النجم الثاقب: وفي رواية أخرى: ومثلها من الجنّ، بهم ينصره الله ويفتح على يده.(٦٨)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ أبان بن تغلب قَالَ: قَالَ أبو عبد الله عليه السلام: كأني أنظر إلى القائم عليه السلام، فإذا استوى على ظهر النجف لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأبيض فينتفض هو بها فيستديرها عليه فيغشاها بخداعة من استبرق، ويركب فرساً له أدهم أبلق، بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد إلاّ وهم يرون أنّهُ معهم في بلدهم، وينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمودها من عمد عرش الله، وسايرها من نصرالله، ما يهوي بها إلى شيء إلاّ أهلَكَهُ اللهُ، قُلْتُ: أمخبو هي أم يؤتى بها؟ قَالَ: بل يأتي بها جبرئيل عليه السلام فإذا هزها لم يبق مؤمن إلاّ صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطي قوة أربعين رجلاً، ولا يبقى مؤمن ميت إلاّ دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم عليه السلام وينحط عليه ثلاثة عشر ألفاً وثلاثمائة وثلاثة عشر مَلَكَاً، قَالَ: فقُلْتُ: كُلّ هؤلاء كانوا مع أحَدٍ قَبْلَهُ مِنَ الأنبياء؟ قَالَ: نعم؛ وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف كانوا مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً كانوا يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السلام، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ فَرَجَعُوا في الاستيمار، فهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يُقَالُ لَهُ: منصور، فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه، ولا يودعه مودع إلاّ شيّعوه، ولا مريض إلاّ عادوه ولا يموت ميت إلاّ صلّوا عليه واستغفروا له بعد موته، فكُلّ هؤلاء ينتظرون قيام القائم عليه السلام.(٦٩)
* وفي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: قَالَ أبو جعفر عليه السلام: لكأني أنظر اليهم مصعدين من نجف الكوفة، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، كَانَ قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عَنْ يمينه، وميكائيل عَنْ يَسَارِهِ، يسير الرّعْبُ أمَامَهُ شَهْرَاً وَخَلْفَهُ شَهْرَاً، أمَدّهُ اللهُ بخمسة آلافٍ مِنَ الْملائكة مسومين، حتى اذا صعد النجف، قَالَ لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه، فيبيتون بين راكع وساجد، يتضرعون إلى الله، حتى اذا أصبح، قَالَ: خذوا بنا طريق النخيلة، وعلى الكوفة جُنٍدٌ مُجَنّدٌ، قُلْتُ: جُنْدٌ مُجَنّدٌ؟ قَالَ: إي والله؛ حتى ينتهي إلى مسجد ابراهيم عليه السلام بالنخيلة، فيصلى فيه ركعتين، فيخرج إليه مَنْ كَانَ بالكوفة مِنْ مُرْجِئِهَا وَغَيْرِهِمْ مِنْ جَيْشِ السّفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم، ثُمَّ يَقُول: كِرُّوا عَلَيِْهْم، قَالَ أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز - والله- الخندقَ مَِنْهُم مخبرٌ، ثُمَّ يدخل الكوفَةَ.(٧٠)
جبرئيل وميكائيل
* في دلائل الإمامة: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إذَا أرَادَ اللهُ قِيامَ القائم عليه السلام بَعَثَ جبرئيل في صورة طائر أبيض، فَيَضَعْ إحدى رجليه عَلَى الكعبة، والأخرى عَلَى بيت ‌المقدس، ثُمَّ ينادي بأعلى صوته: (أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) قَالَ: فيحضر القائم عليه السلام فيصلي عند مقام إبراهيم عليه السلام ثُمَّ ينصرف وحواليه أنصاره، وهم ثلاثمائة وثلاثة ‌عشر رجلاً، إنّ فيهم لَمَنْ يسري من فراشه ليلاً، فيخرج ومعه الحجر، فيلقيه فتعشب الأرْض.(٧١)
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ عَنْ كتاب الأنْوَار المضيئة: عَنْ أبي ‌بَصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام -في حديث طويل إلى أنْ قَالَ-: حَتّى يأتيَ المسجد الحرامَ فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الاسود ثُمَّ يحمد الله ويثني عليه ويذكر النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم ‌يتكلم به أحدٌ مِنَ النّاس فيكون أوّل مَنْ يضرب عَلَى يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل، ويقوم معهما رَسُولُ اللهِ وأمير الْمُؤمِنِينَ صَلّى الله عليهما وآلهما فيدفعان إلَيْهِ كتاباً جديداً، هو عَلَى العرب شديد، بخاتم رطب، فيقولون لَهُ: إعمل بما فيه، ويبايعه الثلثمائة وثلاثة ‌عشر رجلاً، وقليل مِنْ أهْلِ مكة حَتّى يَكُونَ في مثل الحلقة، قُلْتُ: وما الحلقة؟ قَالَ: عشرة ‌آلاف رجل، جبرئيل عَنْ يمينه، وميكائيل عَنْ شماله، ثُمَّ يهزّ الراية الجليلة وينشرها وهِيَ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم السحاب، ودرع رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم السابغة، ويتقلد بسيف رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ذي ‌الفقار.(٧٢)
قِسْمٌ: مِنَ الْجِنّ
* في إرْشَادِ الْقُلُوبِ: عَنْ هرون بن سعيد قَالَ: سَمعْتُ أمير الْمُؤمِنِينَ عليه السلام (إلى أنْ قَالَ):...يظهر رَجُلٌ مِنْ وُلْدي، يَمْلأ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً، يأتيهِ اللهُ بِبَقَايَا قَوْمِ مُوسَى، وَيُحْيي لَهُ أصْحَابَ الْكَهْفِ، وَيُؤَيّدُهُ اللهُ بالْمَلائِكَةِ، والجنّ، وَشِيعَتِنَا الْمُخْلِصينَ...الحديث.(٧٣)
* وفي الهداية الكبرى في حديث المفضل الطويل: ويكون ذَلِكَ اليوم أوّل طلوع الشمس بيضاء نقيّة، فإذا طَلَعَتْ وَابْيضّتْ صَاحَ صَائِحٌ بالخلائق من عين الشمس بلسان عربيّ مبين يسمعه مَنْ في السماوات والأرْض: يا معاشر الخلائق؛ هَذَا مَهْديُّ آلِ محمّد - ويسمّيه باسم جَدّهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ويكنيه بكنيته، وينسبه الى أبيه الحسن الحادي عشر- فاتبعوه تهتدوا ولا تخالفوه فتضلوا، فأوّل مَنْ يُلَبّي نِدَاءَهُ الملائكةُ ثُمَّ الجنّ ثُمَّ النّقَباء، ويقولون: سمعنا وأطعنا...الحديث.(٧٤)
* وَفِيهِ: قَالَ المفضل: يا سيدي؛ وتظهر الملائكة والجن للناس؟ قَالَ: إي والله يا مفضل؛ ويخالطونهم كما يكون الرجل مع جماعته وأهله، قُلْتُ: يا سيدي؛ ويسيرون معه؟ قَالَ: إي والله؛ ولينزلنّ أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد أصحابه ستة وأربعون ألفاً مِنَ الملائكة، وستة آلاف من الجنّ، بهم ينصره الله ويفتح على يده...الحديث.
قِسْمٌ: في الظّاهِرِ مِنَ الأنْصَارِ لا حَقيقَةً
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: إعْلَمْ أيَُّها الطّالِبُ لِلْمَعْرِفَةِ: أنّ الأمُورَ بخواتيمها، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ)(٧٥) (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ)(٧٦) (ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(٧٧) وقَالَ أميرُ الْمُؤمِنِينَ صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين: (لَتبلبلنّ بلْبَلَةً، وَلَتغرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطنّ سَوْطَ الْقِدْرِ، حَتّى يَعُودَ أعْلاكُمْ أسْفَلكم، وأسفلكم أعلاكم...الحديث)(٧٨) وَتَدُلّ بَعْضُ الرّواياتِ عَلَى أنّ هُنَاكَ مَنْ يكون أوّلاً مَعَ أنصار الإمام عليه السلام ظاهراً، ولكنّه ينقلب على عقبيه آخراً:
* ففي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ أبي ‌بَصير عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: يقضي القائم عليه السلام بقضايا ينكرها بعضُ أصْحَابِهِ، مِمّنْ قَدْ ضَرَبَ قُدّامَهُ بالسّيف، وَهُوَ قَضَاءُ آدم عليه السلام، فيقدمهم فَيَضْرِبَ أعْنَاقَهُمْ.
ثُمَّ يقضي الثانية فينكرهَا قَوْمٌ آخَرُونَ مِمّنْ قَدْ ضَرَبَ قدّامَهُ بالسيف، وَهُوَ قَضَاءُ دَاوُد عليه السلام، فَيُقَدمهم فَيَضْرِبَ أعْنَاقهم.
ثُمَّ يَقْضي الثالثة فينكرها قَوْمٌ آخَرُونَ مِمّنْ قَدْ ضَرَبَ قُدّامَهُ بالسّيْفِ، وَهُوَ قَضَاءُ إبراهيم عليه السلام فيقدمهم ويضرب أعْنَاقهم.
ثُمَّ يقضي الرابعة وهو قضاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينكرهَا أحَدٌ عليه.(٧٩)
* وفي إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ بسنده: عَنْ أبان بن تغلب قَالَ: قَالَ أبُو عَبْد اللهِ عليه السلام: دمان في الإسْلام حَلالٌ من الله عز وجل، لا يقضي فيهما أحَدٌ بحكم الله، حَتّى يبعث الله عز وجل القائم مِنْ أهْلِ البيت، فيحكم فيهما بحكم الله، لا يريد عَلَى ذَلِكَ بَيّنة؛ الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكوة يضرب عنقه(٨٠).

ألْقِسْمُ الثّالِثُ: بُلْدَانُهُمْ وَأسْمَائُهُمْ

* في الإختصاص بسنده: عَنْ حذيفة قَالَ: سَمعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُول: إذَا كَانَ عند خروج القائم عليه السلام ينادي منادٍ من السَّمَاء: أيّها النّاس قطع عنكم مدة الجبارين وولي الأمْر خير أمَّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالحقوا بمكة، فيخرج النجباء بمصر، والأبْدَال من الشام، وعصائب العراق...الحديث.(٨١)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: في كتاب الرّجعة: ((أقُولُ: النّجباء: جمع النجيب، وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ الأولياء، قَالَ في الرسالة الصوفية الْمسمّاة بـ: (الحقيقة المحمدية): النّجباءُ وهم الأربعون، وقِيلَ: السبعون، القائمون بإصلاح أمور الناس وحمل أثقالهم، المتصرفون في حقوق الخلق لا غيرهم، أهْل القلوب تخلّقوا بأخلاق الله وتجلّى لَهُمْ الغيبُ وانكشَفَ لَهُمْ السّرّ وَظَهَرَ عندهم حقيقة الأمْر وتحققوا بالأنْوَار الإلهيّة وتقلبوا في الأطوار الربوبية، إنْتَهى.
وقِيلَ: إنهم تحتّ الأبْدَال فوقَ الصّالحين، لأنَّهُمْ يقولون: إنَّهُ لابُدَّ للنظام في تمامه مِنْ قطب وهو محلّ نظر الله من العالم، وأربعة أرْكَان، وأربعين بَدَلاً، وسبعينَ نجيباً، وثلاث مائة وستين صالحاً، فلوِ اخْتَلّ هَذَا الْعَدَدُ مِنَ العالم بَطَلَ النّظام، وَنَقَلَهُ مِنّا الشَّيْخ إبراهيم الكفعمي في حاشية كتابه: (الجنة) أخَذَهُ عنهم، وَلَمْ نجدْ لِذَلِكَ في أخْبَارنَا إلاّ ما أشَارَ إلَيْهِ عليُّ بْنُ الحسين عليهما السلام في حديث الخيط الأصفر في قوله: (معرفة التوحيد أوّلاً، ومعرفة المعاني ثانياً، ومعرفة الأبواب ثالثاً، ومعرفة الإمَام رابعاً، ومعرفة الأرْكَان خامساً، ومعرفة النقباء سادساً، ومعرفة النجباء سابعاً)(٨٢) وَلَمْ ‌يذكرْ شَيْئَاً مِنْ عَدَدِ الأرْكَان ولا النقباء ولا النجباء.
نَعَمٌ؛ رُوِيَ في أخْبَارِنَا في ذِكْرِ حَالِ الحجّة عليه السلام في قوله عليه السلام: (نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَيْبَة وَمَا بثَلاثينَ مِنْ وَحْشَةٍ)(٨٣) ويمكن إرادة الأبْدَال، وانّهُمْ ثلاثون، وَأمّا قول أهْل التصوف وَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ بأنَّ الأبْدَال أربعون، فَلَمْ نَجدْهُ في أخْبَارنَا، وفي القاموس: والأبْدَالُ قَوْمٌ بهم يقيم الله عز وجل الأرْض، وهم سبعون؛ أربعون بالشام وثلاثون بغيرها لا يموتُ أحَدُهُمْ إلاّ قَامَ مكَانَهُ آخَرُ مِنْ سَائِر النّاس.
وَهَذَا التفصيل أيْضَاً ما وَقَفْتُ عليه مِنْ طرقنا، (وبالجملة): مَعْنَى البدل ما ذكره في القاموس))(٨٤)
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: مَا مِنْ بَلْدَةٍ إلاّ يَخْرُجُ مَعَهُ مَِنْهُم طَائِفَةٌ إلاّ أهْلَ الْبَصْرَةِ، فَإنّهُ لا يخرجُ مَعَهُ مِنْهَا أحَدٌ.(٨٥)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: وَرَدَ في بَعْضِ الكُتُبِ أنّ مِنَ البصرة يخرج ثلاثة رجال:
* ففي دلائل الإمامة بإسناده: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي عبدالله عليه السلام (إلى أنْ قال عليه السلام): ومن البصرة: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، وأحمد بن مليح، وحماد بن جابر.(٨٦)
فَلابُدَّ مِنْ حَمْلِ الحديثِ السّابق النّافي عَلَى بَعْضِ المحامل، أو رَدّ عِلْمِهِ إلى أهلِهِ صلوات الله عليهم أجمعين.
* وفي دلائل الإمامة بإسناده: ١٣٠ـ..عن أبي بصير عَنْ أبي عبدالله عليه السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ؛ هَلْ كَانَ أميرُ المؤمنين عليه السلام يعلم أصحاب القائم عليه السلام كما كَانَ يعلم عدتهم؟ قَالَ أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي عليه السلام قَالَ: والله لقد كَانَ يعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم رَجُلاً فرجلاً، ومواضع منازلهم ومراتبهم، وكل ما عرفه أمير المؤمنين عليه السلام فقد عرفه الحسن عليه السلام، وكل ما عرفه الحسن عليه السلام فقد عرفه الحسين عليه السلام، وكل ما عرفه الحسين عليه السلام فقد عرفه علي بن الحسين عليه السلام، وكل ما علمه علي بن الحسين عليه السلام فقد علمه محمد بن علي عليه السلام، وكل ما علمه محمد بن علي عليه السلام فقد علمه وعرفه صاحبكم - يعني نفسه عليه السلام - قَالَ أبو بصير: قُلْتُ: مكتوب؟ قَالَ: فقال أبو عبد الله عليه السلام: مكتوب في كتاب محفوظ في القلب، مثبت في الذكر لا ينسى، قَالَ: قُلْتُ: جعلت فداك، أخبرني بعددهم وبلدانهم ومواضعهم، فذاك يقتضي من أسمائهم؟ قَالَ: فقال عليه السلام: إذ كَانَ يوم الجمعة بعد الصلاة فائتني، قَالَ: فلما كَانَ يوم الجمعة أتيته.
فقَالَ: يا أبا بصير، أتيتنا لما سألتنا عنه؟ قُلْتُ: نعم، جعلت فداك، قَالَ: إنك لا تحفظ، فأين صاحبك الذي يكتب لك؟ قُلْتُ: أظن شغله شاغل وكرهت أن أتأخر عَنْ وقت حاجتي، فقال لرجل في مجلسه: اكتب له: هَذَا ما أملاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين عليه السلام وأودعه إيّاه مِنْ تسمية أصحاب المهدي عليه السلام، وعدة مَنْ يُوافيهِ مِنَ المفقودين عَنْ فرشهم وقبائلهم، السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة، وذلك عَنْ استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر الله عز وجل، وهم النجباء والقضاة والحكّام على الناس:
مِنْ طاربند الشرقي رجل، وهو المرابط السياح، ومن الصامغان رجلان، ومِنْ أهْلِ فرغانة رجل، ومِنْ أهْلِ الترمد رجلان، ومن الديلم أربعة رجال، ومن مرو الروذ رجلان، ومن مرو اثنا عشر رجلا، ومن بيروت تسعة رجال، ومن طوس خمسة رجال، ومن الفارياب رجلان، ومن سجستان ثلاثة رجال، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلا، ومن جبال الغور ثمانية رجال، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلا، ومن هراة اثنا عشر رجلا، ومن بوسنج أربعة رجال، ومن الري سبعة رجال، ومن طبرستان تسعة رجال، ومن قم ثمانية عشر رجلا، ومن قومس رجلان، ومن جرجان اثنا عشر رجلا، ومن الرقة ثلاثة رجال، ومن الرافقة رجلان، ومن حلب ثلاثة رجال، ومن سلمية خمسة رجال، ومن دمشق رجلان، ومن فلسطين رجل، ومن بعلبك رجل، ومن طبرية رجل، ومن يافا رجل، ومن قبرس رجل، ومن بلبيس رجل، ومن دمياط رجل، ومن أسوان رجل، ومن الفسطاط أربعة رجال، ومن القيروان رجلان، ومن كور كرمان ثلاثة رجال، ومن قزوين رجلان، ومن همدان أربعة رجال، ومن موقان رجل، ومن البدو رجل، من خلاط رجل، ومن جابروان ثلاثة رجال، ومن النوا رجل، ومن سنجار أربعة رجال، ومن قاليقلا رجل، ومن سميساط رجل، ومن نصيبين رجل، ومن الموصل رجل، ومن تل موزن رجلان، ومن الرها رجل، ومن حران رجلان، ومن باغة رجل، ومن قابس رجل، ومن صنعاء رجلان، ومن مازن رجل، ومن طرابلس رجلان، ومن القلزم رجلان، ومن القبة رجل، ومن وادي القرى رجل، ومن خيبر رجل، ومن بدا رجل، ومن الجار رجل، ومن الكوفة أربعة عشر رجلا، ومن المدينة رجلان، ومن الربذة رجل، ومن خيوان رجل، ومن كوثى ربا رجل، ومن طهنة رجل، ومن تيرم رجل، ومن الأهواز رجلان، ومن إصطخر رجلان، ومن المولتان رجلان، ومن الديبل رجل، ومن صيدائيل رجل، ومن المدائن ثمانية رجال، ومن عكبرا رجل، ومن حلوان رجلان، ومن البصرة ثلاثة رجال، وأصحاب الكهف وهم سبعة رجال، والتاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية وغلامهما وهم ثلاثة نفر والمستأمنون إلى الروم من المسلمين وهم أحد عشر رجلا، والنازلان بسرنديب رجلان، ومن سمندر أربعة رجال، والمفقود من مركبه بشلاهط رجل، ومن شيراز -أو قَالَ: سيراف، الشك من مسعدة- رجل، والهاربان إلى سردانية من الشعب رجلان، والمتخلي بصقلية رجل، والطواف الطالب الحق من يخشب رجل، والهارب من عشيرته رجل، والمحتج بالكتاب على الناصب من سرخس رجل.
فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر(٨٧) رَجُلاً بعدد أهل بدر، يجمعهم الله إلى مكة في ليلة واحدة، وهي ليلة الجمعة، فيتوافون في صبيحتها إلى المسجد الحرام، لا يتخلّف مَِنْهُم رَجُلٌ وَاحِدٌ، وينتشرون بمكة في أزقتها، يلتمسون منازل يسكنونها، فينكرهم أهل مكة، وذلك أنهم لم يعلموا برفقة دخلت من بلد من البلدان لحج أو عمرة ولا لتجارة، فيقول بعضهم لبعض:
إنا لنرى في يومنا هَذَا قوماً لَمْ نكنْ رأيناهم قبل يومنا هذا، ليسوا من بَلَدٍ وَاحِدٍ ولا أهل بدو، ولا معهم إبل ولا دواب!
فبينا هم كذلك، وقد ارتابوا بهم، إذ يقبل رجل مِنْ بَنِي مخزوم يتخطى رقاب الناس، حتى يأتي رئيسهم فيَقُول: لقد رأيتُ ليلتي هَذِهِ رؤيا عجيبة، وإني منها خائف، وقلبي منها وجل، فيقول له: أقصص رؤياك، فيَقُول: رأيت كبة نار انقضت من عنان السماء، فلم تزل تهوي حتى انحطت على الكعبة، فدارت فيها، فإذا هي جراد ذوات أجنحة خضر كالملاحف، فأطافت بالكعبة ما شاء الله، ثُمَّ تطايرت شرقاً وغرباً، لا تَمرّ ببلد إلاّ أحرقته، ولا بحصن إلا حطمته، فاستيقظت وأنا مذعور القلب وجل، فيقولون: لقد رأيت هؤلاء، فانطلق بنا إلى الأقيرع ليعبرها، وهو رجل من ثقيف، فيقص عليه الرؤيا، فيقول الأقيرع: لقد رأيت عجباً، ولقد طرقكم في ليلتكم جند من جنود الله، لا قوة لكم بهم، فيقولون: لقد رأينا في يومنا هَذَا عجبا، ويحدثونه بأمر القوم.
ثم ينهضون من عنده ويهمون بالوثوب عليهم، وقد ملأ الله قلوبهم مَِنْهُم رعباً وخوفاً، فيقول بعضهم لبعض، وهم يتآمرون بذلك: يا قوم لا تعجلوا على القوم، إنهم لم يأتوكم بعد بمنكر، ولا أظهروا خلافاً، وَلَعَلّ الرّجل مَِنْهُم يكون في القبيلة من قبائلكم، فإن بدا لكم مَِنْهُم شر فأنتم حينئذ وهم، وأما القوم فإنا نراهم متنسكين وسيماهم حسنة، وهم في حرم الله تعالى الذي لا يباح من دخله حتى يحدث به حدثا ولم يحدث القوم حدثا يوجب محاربتهم.
فيقول المخزومي، وهو رئيس القوم وعميدهم: إنا لا نأمن أن يكون وراءهم مادة لهم، فإذا التأمت إليهم كشف أمرهم وعظم شأنهم، فتهضموهم وهم في قلة من العدد وغربة في البلد قبل أن تأتيهم المادة، فإن هؤلاء لم يأتوكم مكة إلا وسيكون لهم شأن، وما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقا، فخلوا لهم بلدكم وأجيلوا الرأي، والأمر ممكن.
فيقول قائلهم: إن كَانَ من يأتيهم أمثالهم فلا خوف عليكم منهم، فإنه لا سلاح للقوم ولا كراع ولا حصن يلجأون إليه، وهم غرباء محتوون، فإن أتى جيش لهم نهضتم إلى هؤلاء أولا، وكانوا كشربة الظمآن، فلا يزالون في هَذَا الكلام ونحوه حتى يحجز الليل بين الناس، ثُمَّ يضرب الله على آذانهم وعيونهم بالنوم، فلا يجتمعون بعد فراقهم إلى أن يقوم القائم عليه السلام، وإن أصحاب القائم عليه السلام يلقى بعضهم بعضا كأنهم بنو أب وأم، وإن افترقوا عشاء التقوا غدوة، وذلك تأويل هَذِهِ الآية: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قَالَ أبو بصير: قُلْتُ: جعلت فداك، ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟ قَالَ: بلى، ولكن هَذِهِ العدة التي يخرج الله فيها القائم عليه السلام، هم النجباء والقضاة والحكام والفقهاء في الدين، يمسح بطونهم وظهورهم، فلا يشتبه عليهم حكم.(٨٨)
* وَفِيهِ: ١٣١- عَنْ سماعة بن مهران قَالَ: سأل أبو بصير الصادق عليه السلام عَنْ عدّة أصحاب القائم عليه السلام؟ فأخبره بعدتهم ومواضعهم، فلما كَانَ العام القابل قَالَ: عدت إليه فدخلت عليه، فقُلْتُ: ما قصة المرابط السائح؟ قَالَ: هو رجل من أصبهان، من أبناء دهاقينها، له عمود فيه سبعون منا لا يقله غيره، يخرج من بلده سياحاً في الأرض وطلب الحق، فلا يخلو بمخالف إلا أراح منه، ثُمَّ إنه ينتهي إلى طاربند، وهم الحاكم بين أهل الاسلام والترك، فيصيب بها رَجُلاً من النصاب يتناول أمير المؤمنين عليه السلام، ويقيم بها حتى يسرى به.
وأما الطواف لطلب الحق، فهو رجل مِنْ أهْلِ يخشب، قد كتب الحديث، وعرف الاختلاف بين الناس، فلا يزال يطوف في البلاد يطلب العلم حتى يعرف صاحب الحق، فلا يزال كَذَلِكَ حتى يأتيه الأمر، وهو يسير من الموصل إلى الرها، فيمضي حتى يوافي مكة.
وأما الهارب من عشيرته ببلخ فرجل مِنْ أهْلِ المعرفة، لا يزال يعلن أمره، ويدعو الناس إليه وقومه وعشيرته، فلا يزال كَذَلِكَ حتى يهرب مَِنْهُم إلى الأهواز، فيقيم في بعض قراها حتى يأتيه أمر الله فيهرب منهم.
وأما المحتج بكتاب الله على الناصب من سرخس فرجل عارف يلهمه الله معرفة القرآن فلا يلق أحداً مِنَ الْمخالفين إلاّ حَاجّة فيثبت أمرنا في كتاب الله.
وأما المتخلي بصقلية، فإنه رجل من أبناء الروم، من قرية يقال لها: قرية يسلم، فينبو من الروم، ولا يزال يخرج إلى بلد الاسلام، يجول بلدانها، وينتقل من قرية إلى قرية، ومن مقالة إلى مقالة حتى يمن الله عليه بمعرفة الأمر الذي أنتم عليه، فإذا عرف ذَلِكَ وأيقنه أيقن أصحابه فدخل صقلية وعبد الله حتى يسمع الصوت فيجيب.
وأما الهاربان إلى السردانية من الشعب رجلان: أحدهما مِنْ أهْلِ مدائن العراق، والآخر من جبانا، يخرجان إلى مكة، فلا يزالان يتجران فيها ويعيشان حتى يتصل متجرهما بقرية يقال لها الشعب، فيصيران إليها، ويقيمان بها حينا من الدهر، فإذا عرفهما أهل الشعب آذوهما وأفسدوا كثيراً من أمرهما، فيقول أحدهما لصاحبه: يا أخي، إنا قد أوذينا في بلادنا حتى فارقنا أهل مكة، ثُمَّ خرجنا إلى الشعب، ونحن نرى أن أهلها ثائرة علينا مِنْ أهْلِ مكة، وقد بلغوا بنا ما ترى، فلو سرنا في البلاد حتى يأتي أمر الله من عدل أو فتح أو موت يريح، فيتجهزان ويخرجان إلى برقه، ثُمَّ يتجهزان ويخرجان إلى سردانية، ولا يزالان بها إلى الليلة التي يكون فيها أمر قائمنا عليه السلام.
وأما التاجران الخارجان من عانة إلى أنطاكية، فهما رجلان: يقال لأحدهما: مسلم، وللآخر: سليم، ولهما غلام أعجمي يُقَالُ لَهُ: سلمونة، يخرجون جميعاً في رفقة من التجار، يريدون أنطاكية، فلا يزالون يسيرون في طريقهم حتى إذا كَانَ بينهم وبين أنطاكية أميال يسمعون الصوت فينصتون نحوه، كأنهم لم يعرفوا شيئاً غير ما صاروا إليه مِنْ أمرهم ذَلِكَ الذي دعوا إليه ويذهلون عَنْ تجاراتهم ويصبح القوم الذين كانوا معهم مِنْ رِفَاقِهِمْ وقد دخلوا أنطاكية فيفقدونهم فلا يزالون يطلبونهم فيرجعون ويسألون عنهم من يلقون من الناس فلا يقعون لهم على أثر ولا يعلمون لهم خبراً فيقول القوم بعضهم لبعض: هل تعرفون منازلهم؟ فيقول بعضهم: نعم، ثُمَّ يبيعون ما كَانَ معهم من التجارة ويحملونها إلى أهاليهم ويقتسمون مواريثهم فلا يلبثون بعد ذَلِكَ إلا ستة أشهر حتى يوافون إلى أهاليهم على مقدمة القائم عليه السلام فكأنهم لم يفارقوهم.
وأما المستأمنة من المسلمين إلى الروم، فهم قوم ينالهم أذى شديد من جيرانهم وأهاليهم ومن السلطان، فلا يزال ذَلِكَ بهم حتى أتوا ملك الروم فيقصون عليه قصتهم، ويخبرونه بما هم فيه من أذى قومهم وأهل ملتهم فيؤمنهم ويعطيهم أرضا من أرض قسطنطينة، فلا يزالون بها حتى إذا كانت الليلة التي يسرى بهم فيها، يصبح جيرانهم وأهل الأرض التي كانوا بها قد فقدوهم، فيسألون عنهم أهل البلاد فلا يحسون لهم أثرا، ولا يسمعون لهم خبرا، وحينئذ يخبرون ملك الروم بأمرهم وأنهم قد فقدوا، فيوجه في طلبهم، ويستقصي آثارهم وأخبارهم، فلا يعود مخبر لهم بخبر فيغتم طاغية الروم لذلك غما شديدا، ويطالب جيرانهم بهم، ويحبسهم ويلزمهم إحضارهم. ويَقُول: ما قدمتم على قوم آمنتهم وأوليتهم جميلا؟ ويوعدهم القتل إن لم يأتوا بهم وبخبرهم، وإلى أين صاروا فلا يزال أهل مملكته في أذية ومطالبة، ما بين معاقب ومحبوس ومطلوب، حتى يسمع بما هم فيه راهب قد قرأ الكتب، فيقول لبعض من يحدثه حديثهم: إنه ما بقي في الأرض أحد يعلم علم هؤلاء القوم غيري وغير رجل من يهود بابل. فيسألونه عَنْ أحوالهم فلا يخبر أحدا من الناس، حتى يبلغ ذَلِكَ الطاغية، فيوجه في حملة إليه، فإذا حضره قَالَ له الملك: قد بلغني ما قلت، وقد ترى ما أنا فيه فأصدقني إن كانوا مرتابين قتلت بهم من قتلهم. ويخلص من سواهم من التهمة، قَالَ الراهب: لا تعجل - أيها الملك - ولا تحزن على القوم، فإنهم لم يقتلوا ولن يموتوا، ولا حدث بهم حدث يكرهه الملك، ولا هم ممن يرتاب بأمرهم ونالتهم غيلة، ولكن هؤلاء قوم حملوا من أرض الملك إلى أرض مكة إلى ملك الأمم، وهو الأعظم الذي لم تزل الأنبياء تبشر به وتحدث عنه وتعد بظهوره وعدله وإحسانه.
قال له الملك: ومن أين لك هذا؟ قَالَ: ما كنت لأقول إلا حقا، فإنه عندي في كتاب قد أتى عليه أكثر من خمسمائة سنة، يتوارثه العلماء آخر عَنْ أول، فيقول له الملك: فإن كَانَ ما تقول حقا، وكنت فيه صادقا، فاحضر الكتاب فيمضي في إحضاره، ويوجه الملك معه نفراً من ثقاته، فلا يلبث حتى يأتيه بالكتاب فيقرأه، فإذا فيه صفة القائم عليه السلام واسمه واسم أبيه، وعدة أصحابه وخروجهم، وأنهم سيظهرون على بلاده، فقال له الملك: ويحك، أين كنت عَنْ إخباري بهذا إلى اليوم؟ قَالَ: لولا ما تخوفت أنه يدخل على الملك من الإثم في قتل قوم أبرياء ما أخبرته بهذا العلم حتى يراه بعينه ويشاهده بنفسه، قَالَ: أو تراني أراه؟ قَالَ نعم، لا يحول الحول حتى تطأ خيله أواسط بلادك، ويكون هؤلاء القوم أدلاء على مذهبكم، فيقول له الملك: أفلا أوجه إليهم من يأتيني بخبر منهم، وأكتب إليهم كتابا؟ قَالَ له الراهب: أنت صاحبه الذي تسلم إليه وستتبعه وتموت فيصلي عليك رجل من أصحابه، والنازلون بسرنديب وسمندر أربعة رجال من تجار أهل فارس، يخرجون عَنْ تجاراتهم فيستوطنون سرنديب وسمندر حتى يسمعوا الصوت ويمضون إليه.
والمفقود من مركبه بشلاهط: رجل من يهود أصبهان، تخرج من شلاهط قافلة فيها هو فبينما تسير في البحر في جوف الليل إذ نودي، فيخرج من المركب على أرض أصلب من الحديد، وأوطأ من الحرير، فيمضي الربان إليه وينظر، فينادي: أدركوا صاحبكم فقد غرق. فيناديه الرجل: لا بأس علي إني على جدد، فيحال بينهم وبينه، وتطوى له الأرض، فيوافي القوم حينئذ مكة لا يتخلف مَِنْهُم أحد.
* وَفِيهِ: ١٣٢- وبالإسناد الأول: أن الصادق عليه السلام سمى أصحاب القائم عليه السلام لأبي بصير فيما بعد، فقال عليه السلام: أما الذي في طاربند الشرقي: بندار ابن أحمد من سكة تدعى بازان، وهو السياح المرابط، ومِنْ أهْلِ الشام رجلان: يقال لهما إبراهيم بن الصباح. ويوسف بن صريا، فيوسف عطار مِنْ أهْلِ دمشق، وإبراهيم قصاب من قرية سويقان، ومن الصامغان: أحمد بن عمر الخياط من سكة بزيع، وعلي بن عبد الصمد التاجر من سكة النجارين، ومِنْ أهْلِ سيراف: سلم الكوسج البزاز من سكة الباغ، وخالد بن سعيد بن كريم الدهقان، والكليب الشاهد من دانشاه، ومن مرو روذ: جعفر الشاه الدقاق، وجور مولى الخصيب ومن مرو اثنا عشر رجلا، وهم: بندار بن الخليل العطار، ومحمد بن عمر الصيدناني، وعريب بن عبد الله بن كامل، ومولى قحطبة، وسعد الرومي، وصالح بن الرحال، ومعاذ بن هاني، وكردوس الأزدي، ودهيم بن جابر بن حميد، وطاشف بن علي القاجاني، وقرعان بن سويد، وجابر بن علي الأحمر، وحوشب بن جرير، ومن باورد تسعة رجال: زياد بن عبد الرحمن بن جحدب، والعباس بن الفضل بن قارب، وسحيق بن سليمان الحناط، وعلي بن خالد، وسلم بن سليم بن الفرات البزاز، ومحمويه بن عبد الرحمن بن علي، وجرير بن رستم بن سعد الكيساني، وحرب بن صالح، وعمارة بن معمر، ومن طوس أربعة رجال: شهمرد بن حمران، وموسى بن مهدي، وسليمان بن طليق من الواد - وَكَانَ الواد موضع قبر الرضا عليه السلام - وعلي بن السندي الصيرفي، ومن الفارياب: شاهويه بن حمزة، وعلي بن كلثوم من سكة تدعى باب الجبل، ومن الطالقان أربعة وعشرون رجلا: المعروف بابن الرازي الجبلي، وعبد الله بن عمير، وإبراهيم بن عمرو، وسهل بن رزق الله، وجبريل الحداد، وعلي بن أبي علي الوراق، وعبادة بن جمهور، ومحمد بن جيهار، وزكريا بن حبة، وبهرام بن سرح، وجميل بن عامر بن خالد، وخالد وكثير مولى جرير، وعبد الله بن قرط بن سلام، وفزارة بن بهرام. ومعاذ بن سالم بن جليد التمار، وحميد بن إبراهيم بن جمعة الغزال، وعقبة بن وفر بن الربيع، وحمزة بن العباس بن جنادة من دار الرزق، وكائن بن حنيذ الصائغ، وعلقمة بن مدرك، ومروان بن جميل بن ورقاء، وظهور مولى زرارة بن إبراهيم، وجمهور بن الحسين الزجاج، ورياش بن سعد بن نعيم، ومن سجستان: الخليل بن نصر مِنْ أهْلِ زنج، وترك بن شبه، وإبراهيم بن علي، ومن غور ثمانية رجال: محج بن خربوذ، وشاهد بن بندار، وداود بن جرير، وخالد بن عيسى، وزياد بن صالح، وموسى بن داود، وعرف الطويل، وابن كرد، ومن نيسابور ثمانية عشر رجلا: سمعان بن فاخر، وأبو لبابة بن مدرك، وإبراهيم بن يوسف القصير، ومالك بن حرب بن سكين، وزرود بن سوكن، ويحيى بن خالد، ومعاذ بن جبرئيل، وأحمد بن عمر بن زفر، وعيسى بن موسى السواق، ويزيد بن درست، ومحمد بن حماد بن شيت، وجعفر بن طرخان، وعلان ماهويه، وأبو مريم، وعمرو بن عمير بن مطرف، وبليل بن وهايد بن هرمرديار، ومن هراة اثنا عشر رجلا: سعيد بن عثمان الوراق، وما سحر بن عبد الله بن نيل، والمعروف بعلام الكندي، وسمعان القصاب، وهارون بن عمران، وصالح بن جرير، والمبارك بن معمر بن خالد، وعبد الأعلى بن إبراهيم بن عبدة، ونزل ابن حزم، وصالح بن نعيم، وآدم بن علي، وخالد القواس، ومِنْ أهْلِ بوسنج أربعة رجال: طاهر بن عمرو بن طاهر، المعروف بالأصلع، وطلحة بن طلحة السائح، والحسن بن الحسن بن مسمار، وعمرو بن عمر بن هشام، ومن الري سبعة رجال: إسرائيل القطان، وعلي بن جعفر بن خرزاد، وعثمان ابن علي بن درخت، ومسكان بن جبل بن مقاتل، وكردين بن شيبان، وحمدان بن كر، وسليمان بن الديلمي، ومن طبرستان أربعة رجال: حرشاد بن كردم، وبهرام بن علي، والعباس بن هاشم، وعبد الله بن يحيى، ومن قم ثمانية عشر رجلا: غسان بن محمد بن غسان، وعلي بن أحمد بن برة بن نعيم بن يعقوب بن بلال، وعمران بن خالد بن كليب، وسهل بن علي بن صاعد، وعبد العظيم بن عبد الله بن الشاه، وحسكة بن هاشم بن الداية، والأخوص بن محمد بن إسماعيل بن نعيم بن طريف، وبليل بن مالك بن سعد بن طلحة بن جعفر بن أحمد بن جرير، وموسى بن عمران بن لاحق، والعباس بن زفر بن سليم، والحويد بن بشر بن بشير، ومروان بن علابة بن جرير، المعروف بابن رأس الزق، والصقر بن إسحاق بن إبراهيم، وكامل بن هشام، ومن قومس رجلان: محمود بن محمد بن أبي الشعب، وعلي بن حمويه بن صدقة من قرية الخرقان، ومن جرجان اثنا عشر رجلا: أحمد بن هارون بن عبد الله، زرارة ابن جعفر، والحسين بن علي بن مطر، وحميد بن نافع، ومحمد بن خالد بن قرة بن حوية، وعلان ابن حميد بن جعفر بن حميد، وإبراهيم بن إسحاق بن عمرو، وعلي بن علقمة بن محمود وسلمان، بن يعقوب، والعريان بن الخفان، الملقب بحال روت، وشعبة بن علي، وموسى بن كردويه، ومن موقان رجل، وهو: عبيد بن محمد بن مأجور، ومن السند رجلان: سياب بن العباس بن محمد، ونصر بن منصور، يعرف بناقشت، ومن همدان أربعة رجال: هارون ابن عمران بن خالد، وطيفور بن محمد بن طيفور، وأبان بن محمد بن الضحاك، وعتاب بن مالك بن جمهور، ومن جابروان ثلاثة رجال: كرد بن حنيف، وعاصم بن خليد الخياط، وزياد ابن رزين، ومن النوا رجل: لقيط بن الفرات، ومِنْ أهْلِ خلاط: وهب بن خربند بن سروين، ومن تفليس خمسة رجال: جحدر بن الزيت، وهاني العطاردي، وجواد بن بدر، وسليم بن وحيد، والفضل بن عمير، ومن باب الأبواب: جعفر بن عبد الرحمن، ومن سنجار أربعة رجال: عبد الله بن زريق، وسحيم بن مطر، وهبة الله بن زريق ابن صدقة، وهبل بن كامل، ومن قاليقلا: كردوس بن جابر، ومن سميساط: موسى بن زرقان، ومن نصيبين رجلان: داود بن المحق، وحامد صاحب البواري، ومن الموصل رجل: يقال له سليمان بن صبيح من القرية الحديثة، ومن تل موزن رجلان: يقال لهما بادصنا بن سعد بن السحير، وأحمد بن حميد بن سوار، ومن بلد رجل: يقال له بور بن زائدة بن شروان، ومن الرها رجل: يقال له كامل بن عفير، ومن حران: زكريا السعدي، ومن الرقة ثلاثة رجال: أحمد بن سليمان بن سليم، ونوفل بن عمر، وأشعث بن مالك، ومن الرافقة: عياض بن عاصم بن سمرة بن جحش، ومليح بن سعد، ومن حلب أربعة رجال: يونس بن يوسف، وحميد بن قيس بن سحيم بن مدرك ابن علي ابن حرب بن صالح بن ميمون، ومهدي بن هند بن عطارد، ومسلم بن هوارمرد، ومن دمشق ثلاثة رجال: نوح بن جرير، وشعيب بن موسى، وحجر بن عبد الله الفزاري، ومن فلسطين: سويد بن يحيى، ومن بعلبك: المنزل بن عمران، ومن طبرية: معاذ بن معاذ، ومن يافا: صالح بن هارون، ومن قرمس: رئاب بن الجلود، والخليل بن السيد، ومن تيس: يونس بن الصقر، وأحمد بن مسلم بن مسلم، ومن دمياط: علي بن زائدة، ومن أسوان: حماد بن جمهور، ومن الفسطاط أربعة رجال: نصر بن حواس، وعلي بن موسى الفزاري، وإبراهيم بن صفير، ويحيى بن نعيم، ومن القيروان: علي بن موسى بن الشيخ. وعنبرة بن قرطة، ومن باغة: شرحبيل السعدي، ومن بلبيس: علي بن معاذ، ومن بالس: همام بن الفرات، ومن صنعاء: الفياض بن ضرار بن ثروان، وميسرة بن غندر بن المبارك، ومن مازن: عبد الكريم بن غندر، ومن طرابلس: ذو النورين عبيدة بن علقمة، ومن أبلة رجلان: يحيى بن بديل، وحواشة بن الفضل، ومن وادي القرى: الحر بن الزبرقان، ومن خيبر رجل: يقال له سليمان بن داود، ومن ربدار: طلحة بن سعد بن بهرام، ومن الجار: الحارث بن ميمون، ومن المدينة رجلان: حمزة بن طاهر، وشرحبيل بن جميل، ومن الربذة: حماد بن محمد بن نصير، ومن الكوفة أربعة عشر رجلا: ربيعة بن علي بن صالح، وتميم بن إلياس بن أسد، والعضرم بن عيسى، ومطرف بن عمر الكندي، وهارون بن صالح بن ميثم، ووكايا بن سعد، ومحمد بن رواية، والحر بن عبد الله بن ساسان، وقودة الأعلم، وخالد بن عبد القدوس، وإبراهيم بن مسعود بن عبد الحميد، وبكر بن سعد بن خالد، وأحمد بن ريحان بن حارث، وغوث الأعرابي، ومن القلزم: المرجئة بن عمرو، وشبيب بن عبد الله، ومن الحيرة: بكر بن عبد الله بن عبد الواحد، ومن كوثي ربا: حفص بن مروان، ومن طهنة: الحباب بن سعيد، وصالح بن طيفور، ومن الأهواز: عيسى بن تمام، وجعفر بن سعيد الضرير، يعود بصيرا، ومن الشام: علقمة بن إبراهيم، ومن إصطخر: المتوكل بن عبيد الله، وهشام ابن فاخر، ومن المولتان: حيدر بن إبراهيم، ومن النيل: شاكر بن عبدة، ومن القندابيل: عمرو بن فروة، ومن المدائن ثمانية نفر: الأخوين الصالحين محمد وأحمد ابني المنذر، وميمون بن الحارث، ومعاذ بن علي بن عامر بن عبد الرحمن بن معروف بن عبد الله، والحرسي بن سعيد، وزهير بن طلحة، ونصر، ومنصور، ومن عكبرا: زائدة بن هبة، ومن حلوان: ماهان بن كثير، وإبراهيم بن محمد، ومن البصرة: عبد الرحمن بن الأعطف بن سعد، وأحمد ابن مليح، وحماد بن جابر، وأصحاب الكهف سبعة نفر: مكسلمينا وأصحابه، والتاجران الخارجان من أنطاكية: موسى بن عون، وسليمان بن حر، وغلامهما الرومي، والمستأمنة إلى الروم أحد عشر رجلا: صهيب بن العباس، وجعفر بن حلال وضرار بن سعيد، وحميد القدوسي، والمنادي، ومالك بن خليد، وبكر بن الحر، وحبيب بن حنان، وجابر بن سفيان، والنازلان بسرنديب، وهما: جعفر بن زكريا، ودانيال بن داود، ومن سندرا أربعة رجال: خور بن طرخان، وسعيد بن علي، وشاه بن بزرج، وحر بن جميل، والمفقود من مركبه بشلاهط: اسمه المنذر بن زيد، ومن سيراف - وقيل: شيراز، الشك من مسعدة -: الحسين بن علوان، والهاربان إلى سردانية: السري بن الأغلب، وزيادة الله بن رزق الله، والمتخلي بصقلية: أبو داود الشعشاع، والطواف لطلب الحق من يخشب: وهو عبد الله بن صاعد بن عقبة، والهارب من بلخ من عشيرته: أوس بن محمد، والمحتج بكتاب الله على الناصب من سرخس: نجم بن عقبة بن داود، ومن فرغانة: أزدجاه بن الوابص، ومن الترمد: صخر بن عبد الصمد القنابلي، ويزيد بن قادر، فذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً بعدد أهل بدر.

ألْقِسْمُ الرّابعُ: أنْصَارُهُ عليه السلام مِنَ النّسَاءِ

((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: وَرَدَ في بَعْضِ الرّوَايَاتِ أنّ هُنَاكَ مِنَ النّساءِ - وبنسبة جَيّدةٍ - يكنّ مَعَ أنصار الإمام عليه السلام:
* ففي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ جابر الجعفي عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُول: إلْزَمِ الأرْضَ، لا تحركنَّ يَدَكَ ولا رجْلَكَ أبَداً، حتى ترى عَلامَات أذكرُهَا لَكَ في سَنَةٍ، (إلى أنْ قَالَ عليه السلام): ويجيئ واللهِ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكّة على غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضاً، وهي الآية التي قَالَ الله: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)...الحديث.(٨٩)
* وفي مدينة المعاجز: روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه عَنْ مفضل بن عمر قَالَ: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يَقُول: يكرّ مَعَ القائم عليه السلام ثلاثة عشرة امرأة! قُلْتُ: وما يصنع بهنّ؟ قَالَ: يداوين الجرحى، ويقمنَ على المرضى، كَمَا كُنَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، قُلْتُ: فَسَمّهِنَّ لي؟ قَالَ: القنواء بنت رشيد، وأمّ أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمّار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية.(٩٠)
((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: قَدْ يُقَالَ: لِمَاذَا وُجُودُ النّسَاء؟
((فنقول)): وذلك لأسباب عديدة منها:
((١)) لأنّهُنّ قَدِ اخْتَرْنَ ذَلِكَ مِنْ عَالَمِ الذّرّ والتكليف حين قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)(٩١) وَهَذَا بَحْثُهُ وَتَفْصيلُهُ لَيْسَ هَاهُنَا.
((٢)) لحاجتهنّ في أمور وقضايا هنّ أفضل مِنَ الرجال في أداءها، كمداواة الجرحى والمرضى، وغيرها مِنَ الأسْبَابِ.

ألْقِسْمُ الْخَامِسُ: بَعْضُ الْحَوَادِثِ الْمُتَعَلّقَةِ بِهِمْ

((يَقُولُ)) الْعَبْدُ الْمِسْكينُ مُعينٌ: وَهَذِهِ بَعْضُ الأمور العامة التي لها علاقة - وَلَوْ مِنْ بَعيدٍ - بأنْصَارِ الإمام الْمَهديّ عَجّلَ اللهُ فَرَجَهُ الشّريف، تَصَيّدْنَاهَا مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ:
* في إكْمَالِ الدّينِ وَإتْمَامِ النّعْمَةِ: عَنْ المفضل بن عمر قَالَ: قَالَ أبو عبد الله عليه السلام:..إنهم ليفتقدون عَنْ فرشهم ليلاً، فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب، يعرف باسمه واسم أبيه، وحليته ونسبه، قَالَ: قُلْتُ: جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً؟ قَالَ: الذي يسير في السحاب نهاراً.(٩٢)
* وَفِيهِ: عَنْ عَبْد اللهِ بن عجلان قَالَ: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فقُلْتُ لَهُ: كيف لنا بعلم ذَلِكَ؟ فقَالَ: يُصْبحُ أحدُكُمْ وتَحْتَ رأسِهِ صحيفةٌ عَلَيْهَا مكتوب: طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ.
* وَفِيهِ: قَالَ أبو محمد العلوي (رضي الله عنه): فحدثنا هَذَا الشيخ أعني على بن عثمان المغربي ببدء خروجه من بلدة حضرموت، وذكر أنّ أباه خَرَجَ هو وعمه محمد، وخرجا به معهما يريدون الحج وزيارة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فخرجوا من بلادهم من حضرموت وساروا أياماً، ثُمَّ أخطأوا الطريق وتاهوا في المحجة، فأقاموا تائهين ثلاثة أيام، وثلاث ليال علي غير محجة فبيناهم كَذَلِكَ إذا وقعوا على جبال رمل يقال لها: رمل عالج، متصل برمل إرم ذات العماد، قَالَ: فبينما نحن كَذَلِكَ إذا نظرنا إلى أثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثرها، فأشرفنا على واد وإذا برجلين قاعدين على بئر أو على عين، قَالَ: فلما نظرا إلينا قام أحدهما فأخذ دلوا فأدلاه فاستقى فيه من تلك العين أو البئر، واستقبلنا وجاء الى أبي فناوله الدلو، فقال أبي: قد أمسينا ننيخ على هَذَا الماء ونفطر إن شاء الله، فصار إلى عمي وقال له: اشرب، فرد عليه كما رَدّ عليه أبي، فناولني وقال لي: اشرب، فشربت فقال لي: هنيئا لك إنك ستلقى عليّ بْنَ أبي طالب عليه السلام فأخبره أيها الغلام بخبرنا وقل له: الخضر وإلياس يقرئانك السلام، وستعمر حتى تلقى المهدي وعيسى بن مريم عليهما السلام فإذا لقيتهما فأقرئهما منا السلام...الخ.
 * وفي تأويل الآيات الظاهرة: عَنْ محمد بن الفضيل عَنْ أبي الحسن الماضي عليه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ: قوله عز وجل (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ)؟ قَالَ: الهدى الولاية (آمَنَّا بِهِ) أي: بمولانا، فَمَنْ آمَنَ بولاية مولاه (فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) قُلْتُ: هَذَا تَنْزيلٌ؟ قَالَ: لا؛ تأويل، قُلْتُ: قوله (إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) قَالَ: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا الناس إلى ولاية عليّ عليه السلام، فاجتمعت إليه قريش وقالوا: يا محمد؛ اعفنا مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُمْ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هَذَا إلى الله ليس إلي، فَاتّهَمُوهُ وخرجوا من عنده، فأنزل الله عز وجل (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ إن عصيته أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاّ بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) فِيَّ وَفي عَلِيّ، قُلْتُ: هَذَا تنزيل؟ قَالَ: نعم، ثُمَّ قَالَ توكيداً: (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في ولاية عليّ (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) قُلْتُ: (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً)؟ قَالَ: يعني بذلك: القائم وأنصاره.(٩٣)
* وفي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ مسعدة بن صدقة عَنْ جعفر بن محمد عَنْ أبيه عَنْ جَدّهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: يا أيّها النّاس؛ سلوني قبل أن تفقدوني، فإنَّ بين جوانحي عِلْمَاً جَمّاً، فسلوني قبل أنْ تَشْغَرَ برجلها فتنةٌ شرقيّةٌ، تطأ في خطامها، ملعونٌ ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والْمتحرز فيها، فكَمْ عندها مِنْ رافعة ذيلها، يدعو بويلها، دخله أو حولها، لا مأوى يكنها، ولا أحَدٌ يَرْحَمُهَا، فإذا استدار الفلك، قُلْتُمْ: مَاتَ أوْ هَلَكَ؟ وأيّ وَادٍ سَلَكَ؟ فَعِنْدَهَا تَوَقّعُوا الْفَرَجَ، وهو تأويل هَذِهِ الآية: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) والذى فلق الحبة وبرء النسمة ليعيش إذْ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل مَِنْهُم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين مِنْ كُلّ بدعة وآفة، والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات.(٩٤)
* وَفِيهِ: عَنْ جابر الجعفي عَنْ أبي جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُول: الزم الأرْض لا تحركن يدك ولا رجلك أبَدَاً، حَتّى ترى عَلامَات أذكرها لك في سنة، وترى منادياً ينادى بدمشق، وخسف بقرية مِنْ قراها، ويسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جازوها، فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في كُلّ أرض من أرض العرب، وانّ أهل الشام يختلفون عند ذَلِكَ على ثلث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني، وَمَنْ مَعَهُ بني ذنب الحمار مُضَر، وَمَعَ السّفياني أخواله من كلب، فيظهر السفياني وَمَنْ مَعَهُ على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شيء قط، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا لم يقتله شيء قط وهو مِنْ بَنِي ذنب الحمار، وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالى: (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ويظهر السفياني وَمَنْ مَعَهُ حتى لا يكون له هِمّةٌ إلاّ آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم، فيبعث بعثا إلى الكوفة، فيصاب بأناس مِنْ شِيعَةِ آل محمّدٍ بالكوفة قَتْلاً وَصَلْبَاً، وتقبل راية مِنْ خراسان حتى تنزل ساحل الدّجلة، يخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه، فيصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً، ويهرب الْمهديُّ والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك مَِنْهُم أحد إلاّ حبس، ويخرج الجيش في طلب الرجلين، ويخرج المهديّ منها على سنة موسى خائفاً يترقب، حتّى يقدم مكة وتقبل الجيش حَتّى إذا نزلوا البيداء، وهو جيش الهملات، خسف بهم، فلا يفلت مَِنْهُم إلاّ مخبر، فيقوم القائم بين الركن والْمقام، فيصلي وينصرف وَمَعَهُ وَزيرُهُ، فيَقُول: ياأيها الناس؛ إنّا نستنصر على مَنْ ظَلَمَنَا وَسَلَبَ حَقّنَا، مَنْ يحاجّنا في الله فَإنّا أولى بالله، وَمَنْ يُحاجّنا في آدم فَإنّا أولى النّاس بآدم، وَمَنْ حَاجّنا في نوح فَإنّا أولى الناس بنوح، وََمَنْ حَاجّنا في ابراهيم فَإنّا أولى الناس بابراهيم، وَمَنْ حَاجّنا بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم فَإنّا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وَمَنْ حَاجّنا في النّبييّن فَإنّا أولى الناس بالنّبييّن، وَمَنْ حَاجّنا في كتاب الله فَنَحْن أولى الناس بكتاب الله، إنا نشهد وكلّ مسلم اليوم أنّا قَدْ ظُلِمْنَا وَطُرِدْنَا وبُغِيَ علينا، وأُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأمْوالنا وأهالينا وقهرنا، الا انا نستنصر الله اليوم وكل مسلم ويجيئ واللهِ ثلثمائة وبضعة عشر رَجُلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا وهي الآية التي قَالَ الله: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وهي القرية الظالمة أهلها.
ثُمَّ يخرج مِنْ مَكَّةَ هو وَمَنْ مَعَهُ الثلثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام، وَمَعَهُ عَهْدُ نبيّ الله، ورايته وسلاحه، ووزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره مِنَ السماء، حتى يسمعه أهل الأرْض كلهم، اسمه اسم نبيّ، ما أشكل عليكم فَلَمْ يشكل عليكم عهد نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ورايته وسلاحه، والنفس الزكية من ولد الحسين، فإنْ اشكل عليكم هَذَا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاكَ وَشُذّاذ مِنْ آل محمّد، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات، فالزم الأرْض ولا تتبع مَِنْهُم رَجُلاً أبدَاً حتّى ترى رَجُلاً مِنْ وُلْدِ الحسين، مَعَهُ عَهْدُ نبيّ الله، ورايته وسلاحه، فإنّ عَهْدَ نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثُمَّ صار عند محمد بن علي، ويفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء أبداً، وإيّاك وَمَنْ ذَكَرْتُ لَكَ، فإذَا خَرَجَ رَجُلٌ مَِنْهُم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رَجُلاً وَمَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم عامدَاً إلى المدينة حتى يَمرّ بالبيداء، حتى يَقُول: هكذا مكان القوم الذين يخسف بهم، وهي الآية التي قَالَ الله: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِين) فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنّة يوسف، ثُمَّ يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها، ثُمَّ يسير حتى يأتي العذراء هو وَمَنْ مَعَهُ وَقَدْ لحق به ناس كثير، والسفياني يومئذ بوادي الرّملة، حتى اذا التقوا، وهم يوم الإبدال، يخرج أناس كانوا مع السفياني مِنْ شيعة آل محمّد، ويخرج ناس كانوا مع آل محمّد إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم، ويخرج كُلّ ناس إلى رايتهم وهو يوم الإبدال.
* وَفِيهِ: عَنْ أبي سمينة عَنْ مَوْلىً لأبي الحسن قَالَ: سَألْتُ أبَا الحسن عليه السلام عَنْ قوله: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)؟ قَالَ: وذلك والله أنْ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا، يجمع الله إليه شيعتنا مِنْ جميع البلدان.
* وفي بِحَارِ الأنْوَارِ: عَنْ أبي بصير قَالَ: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يَقُول: مَنْ يَضْمِنُ لي مَوْتَ عَبْدِ اللهِ أضْمِنُ لَهُ الْقَائِمَ، ثُمَّ قَالَ: إذَا مَاتَ عَبْدُاللهِ لَمْ يَجتمعِ النّاسُ بَعْدَهُ عَلَى أحَدٍ وَلَمْ يتناه هَذَا الأمر دون صاحبكم إنْ شَاءَ اللهُ ويذهب ملك سنين ويصير ملك الشهور والأيّام، فَقُلْتُ: يَطُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَلاّ.(٩٥)
* وَفي الْغَيْبَةِ: عَنْ عمار بن ياسر أنه قَالَ: إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان، ولها إمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرْض وكفوا حتى تجيئ إماراتها، فإذا استثارت عليكم الروم والترك، وجهزت الجيوش، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال، واستخلف بَعْدَهُ رَجُلٌ صَحيح، فيخلع بعد سنين مِنْ بَيْعَتِهِ، ويأتي هلاك ملكهم مِنْ حيث بدأ، ويتخالف الترك والرّوم، وتكثر الحروب في الأرْضِ، وينادي مُنَادٍ مِنْ سُورِ دمشق: وَيْلٌ لأهل الأرْضِ مِنْ شَرّ قَدِ اقْتَرَبَ، ويخسف بغربي مسجدها حتّى يخرّ حائطها، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الْمُلْكَ، رَجُلٌ أبْقَعٌ، وَرَجُلٌ أصْهَبٌ، وَرَجُلٌ مِنْ أهْلِ بيت أبي سفيان، يخرج في كلب، ويحضر الناس بدمشق، ويخرج أهل الغرب إلى مصر، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني، ويخرج قبل ذَلِكَ مَنْ يدعو لآل محمد عليهم السلام ، وتنزل الترك الحيرة، وتنزل الرّوم فلسطين، وَيَسْبِقُ عَبْدُ اللهِ عَبْدَ اللهِ، حَتّى يلتقيَ جنودهما بقرقيسياء على النّهر، ويكون قتالٌ عظيمٌ، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثُمَّ يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني، فيسبق اليماني فيقتل ويحوز السفياني ما جمعوا، ثُمَّ يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويقتل رَجُلاً من مسميهم، ثُمَّ يخرج المهدي عَلَى لِوَائِهِ شعيب بن صالح.(٩٦)
* وفي الإختصاص: عَنْ أبي بصير قَالَ: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده رجل مِنْ أهْلِ خراسان وهو يكلّمه بلسان لا أفهمه، ثُمَّ رَجَعَ إلى شيء فهمته، فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يَقُول: اركض برجلك الأرْضَ، فإذا بحر تلك الأرض على حافتيها فرسان، قد وضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم، فقال أبو عبدالله عليه السلام: هؤلاء أصحاب القائم عليه السلام.(٩٧)
* وفي دلائل الإمامة: عَنْ أبي بصير قَالَ: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده رجل مِنْ أهْلِ خراسان، وهو يكلمه بلسان لم أفهمه، ثُمَّ رجعا إلى شيء فهمته، فسمعت أبا عبد الله يَقُول: اركض برجلك الأرض، فإذا بحر تحت الأرض، على حافته فارسان، قد وضعا أذقانهما على قرابيس سروجهما، فقال أبوعبدالله عليه السلام: هؤلاء مِنْ أنصار القائم عليه السلام.(٩٨)
* وَفِيهِ: عَنْ يونس بن ظبيان قَالَ: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فَذَكَرَ أصْحَابَ الْقَائِمِ عليه السلام، فقَالَ: ثلاثمائة وثلاثة عشر، وكُلّ وَاحِدٍ يَرَى نَفْسَهُ في ثَلاثمائة.
* وفي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ عبد الاعلى الحلبي قَالَ: قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: تكون لصَاحِب هَذَا الأمْر غيبة في بعض الشعاب، ثُمَّ أومئ بيده إلى ناحية ذي ‌طوي، حَتّى إذَا كَانَ قبل خروجه بليلتين إنْتَهى المولى الذي يكون بين يديه حَتّى يلقى بعض أصْحَابه فيَقُول: كم انتم هيهنا؟ فيقولون: نحو من أرْبَعين رَجُلاً، فيَقُول: كيف انتم لو قد رأيتم صَاحِبكم؟ فيقولون: والله لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه، ثُمَّ يأتيهم من الْقَابلة فيقول لَهُمْ: أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة، فيشيرون إلَيْهِ، فينطلق بهم حَتّى يأتوا صَاحِبهم ويعدهم إلى الليلة التي تليها، ثُمَّ قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: واللهِ؛ لكأني أنظر إلَيْهِ وقد أسند ظهره إلى الحجر الأسود ثُمَّ ينشد الله حقه ثُمَّ يَقُول: أيّهَا النَّاس مَنْ يُحاجّني في اللهِ فَإنّا أولى النَّاس بالله،(٩٩) يا أيّهَا النَّاس من يحاجني في إبراهيم فَإنّا أوْلى النَّاس بابرهيم يا أيّهَا النَّاس مَنْ يحاجني في مُوسَى فَإنّا أوْلى النَّاس بموسى، يا أيّهَا النَّاس مَنْ يُحاجني في عيسَى فَإنّا أوْلى النَّاس بعيسى، يا أيّهَا النَّاس مَنْ يُحاجني في محمد صلى الله عليه وآله وسلم فَإنّا أوْلى النَّاس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، يا أيّهَا النَّاس مَنْ يُحاجني في كتاب الله فَإنّا أوْلى النَّاس بكتاب الله، ثُمَّ ينتهي إلى الْمقَام فيصلي عنده ركعتين، ثُمَّ ينشد الله حَقّهُ، ثُمَّ قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: هُوَ واللهِ المضطر في كتاب الله، وهو قول الله تَعَالَى: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْض) وجبرئيل عَلَى الميزاب في صورة طائر أبيض، فيكون أوّل خلق الله يبايعه جبرئيل ويبايعه الثلاثمائة والبضعة العشر رَجُلاً، قَالَ: قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام فَمَنِ ابتليَ في الْمسير وافاه في تلك الساعة، وَمَنْ لَمْ ‌يبتل بالْمسير فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ،ثُمَّ قَالَ: هو والله قولُ عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ألْمفقودون عَنْ فرشهم وهو قول الله: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) أصْحَاب القائم عليه السلام الثلثمائة والبضعة عشر رَجُلاً، قَالَ: هُمْ والله الْمعدودة التي قَالَ، يجمعون في ساعة واحدة، قزعاً كقزع الخريف، فيصبح بمكة، فيدعو النَّاس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيجيبه نفر يسير، ويستعمل عَلَى مكة، ثُمَّ يسير فيبلغه أنْ قد قتل عامله، فيرجع إلَيْهِمْ فيقتل المقاتلة، لايزيد عَلَى ذَلِكَ شَيْئَاً، يَعْني: السبي، ثُمَّ ينطلق يدعو النَّاس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والولاية لعلي بن أبي‌طالب والبراءة مِنْ عَدوّهِ، ولا يسمي أحَدَاً حَتّى ينتهي إلى البيداء، فيخرج إلَيْهِ جيش السفياني، فيأمر الله الأرْض فتأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ) يَعْني: بقائم آل‌ محمد (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ) يَعْني: بقائم آل محمد، إلى آخر السورة، فلا يَبْقَى مَِنْهُم إلاّ رجلان يقال لهما: وتر ووتيرة، مِنْ: (مراد) ووجوههما في أقفيتهما، يمشيان القهقرى، يخبران النَّاس بما فعل الله بأصْحَابهما، ثُمَّ يدخل المدينة، فتغيب عنهم عند ذَلِكَ قريش، وهو قول علي بن أبي‌طالب: واللهِ لَوَدّتْ قريش أنّ عندها موقفاً واحداً، جزر جزور بكلّ ما مَلَكَتْ، وكل ما طلعت عليه الشّمْس أوْ غربت، ثُمَّ يحدث حدثاً، فَإذا هو فعل ذَلِكَ قالت قريش: أخرجوا بنا إلى هَذِهِ الطاغية فوالله أنْ لو كَانَ محمديّاً ما فعل، ولو كَانَ فاطميّاً ما فعل، فمنحه الله أكتافهم، فيقتل الْمقاتلة، ويسبي الذرية، ثُمَّ ينطلق حَتّى ينزل الشقرة، فيبلغه انهم قتلوا عامله، فيرجع إلَيْهِمْ فيقتلهم، ليس قتلة الحرة إليها بشيئ، ثُمَّ ينطلق فيدعو النَّاس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والولاية لعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما وآلهما والبراءة من عدوه، حَتّى إذَا بلغ الثعلبية قام إلَيْهِ رجل من صلب أبيهِ، وهو أشَدّ النَّاس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صَاحِب هَذَا الأمْر، فيَقُول: يا هَذَا ما تصنع فوالله انك لتجفل النَّاس اجفال النعم(١٠٠)، أفبعهد رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أم بماذا؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة: والله لتسكتن أوْ لأضربنّ الذي فيه عيناك، فيقول القائم عليه السلام: اسكت يا فلان والله إنّ معي عَهْدَاً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم هات لي فلان العيبة والزنفلجة، فيأتيه بها، فيقرأه العهد مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فيَقُول: جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله، فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثُمَّ يَقُول: جعلني الله فداك؛ جدّد لنا بيعة، فيجدد لَهُمْ بيعته.
قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: لكأنّي أنظر إلَيْهِمْ مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رَجُلاً كَانَ قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عَنْ يمينه، وميكائيل عَنْ يساره، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، أمدّهُ الله بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين حَتّى إذَا صَعَدَ النّجَفَ قَالَ لأصْحَابه: تَعبّدُوا ليلتكم هَذِهِ، فيبيتون بين راكعٍ وساجدٍ، يتضرعون إلى الله حَتّى إذَا أصبح قَالَ: خذوا بنا طريق النخيلة وعَلَى الكوفة خندق مخندق، قُلْتُ: مخندق؟ قَالَ: إي واللهِ؛ حَتّى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة، فيصلي فيه ركعتين، فيخرج إلَيْهِ مَنْ كَانَ بالكوفة مِنْ مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصْحَابه: استطردوا لَهُمْ، ثُمَّ يَقُول: كرّوا عليهم، قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: لا يجوز والله الخندق مَِنْهُم مخبر، ثُمَّ يدخل الكوفة، فلا يَبْقَى مؤمن إلاّ كَانَ فيها أوْ حَنّ إليها، وهو قول أمير الْمُؤمِنِينَ عليه السلام، ثُمَّ يقول لأصْحَابه: سيروا إلى هَذِهِ الطاغية فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فيعطيه السفياني من البيعة سلما، فيقول لَهُ كلب وهم أخواله: ما هَذَا؟! ما صنعتَ؟ والله ما نبايعك عَلَى هَذَا أبداً، فيَقُول: ما أصنع؟ فيقولون له: استقبله، ثُمَّ يقول لَهُ القائم عليه السلام: خذ حذرك فإنّي أدّيتُ إليك، وَأنَا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم، ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به فيذبحه بيده، ثُمَّ يرسل جريدة خيل إلى الروم ليستحضروا(١٠١) بقية بني أمية، فَإذا انتهوا إلى الروم قَالُوا: أخرجوا إلينا أهْل ملتنا عندكم، فيأبون ويقولون: والله لا نفعل، فتقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناكم، ثُمَّ يرجعون إلى صَاحِبهم فيعرضون ذَلِكَ عليه فيَقُول: انطلقوا فاخرجوا إلَيْهِمْ أصْحَابهم فَإنَّ هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم، وهو قول الله: (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُون) قَالَ: يَعْني: الكنوز التي كنتم تكنزون، (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ) لا يَبْقَى مَِنْهُم مخبر، ثُمَّ يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رَجُلاً إلى الآفاق كُلّهَا، فيمسح بين أكتافهم وعَلَى صدورهم فلا يتعايون في قضاء، ولا يَبْقَى أرْض إلاّ نودي فيها الشهادة: أنْ لا اله إلاّ الله وحده لا شريك لَهُ وأنّ محمّداً رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ولا يقبل صَاحِب هَذَا الأمْر الجزية كما قبلها رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وهو قول الله عز وجل: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ) قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: يقاتلون والله حَتّى يوحد الله ولا يشرك به شيء وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحَدٌ، ويخرج الله من الأرْض بذرها وينزل من السَّمَاء قطرها، ويخرج النَّاس خراجهم عَلَى رقابهم إلى المهدي عليه السلام، ويوسع الله عَلَى شيعتنا، ولولا ما يدركهم من السعادة لَبَغَوْا، فبينا صَاحِب هَذَا الأمْر قد حكم ببعض الأحْكَام وتكلم ببعض السنن إذْ خَرَجَتْ خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لأصْحَابه: إنطلقوا، فيلحقونهم في التّمّارين، فيأتون بهم أسرى، فيأمر بهم فيذبحون، وهي آخر خارجة تخرج عَلَى قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.(١٠٢)
((أقُولُ: قوله عليه السلام: (إنْتَهى المولى الذي يكون بين يديه) إلى الآن لم ‌يظهر لي اسمه من الأخْبَار التي وقفت عَلَيْهَا، والذي يجول في خاطري: إنَّهُ المسيح عليه السلام والله أعلم.
قوله عليه السلام: (نحو من أرْبَعين رَجُلاً) هؤلاء من النقباء من جملة الثلثمائة والثلاثة عشر، غير الثلثين الذين معه عليه السلام في طيبة.
قوله عليه السلام: (وجبرئيل عَلَى الميزاب) يَعْني: ميزاب الكعبة، لأنَّ عمدة ندائه إسماع أهْل الشام والمدينة وَمَنْ يَليهم لشدة طغيانهم وبغيهم عَلَى الإمَام عليه السلام، لأنَّهُمْ حين النداء كانت كور الشام الخمس في ملك السفياني وطاعته فكَانَ عَلَى الميزاب مما يلي حجر إسمعيل عليه السلام ليسمعهم الدعوة، وَلَعَلّ وقوعه عند البيعة عَلَى الميزاب منبه لَهُمْ في مقابلته عند البيعة لقائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي دعاهم إلَيْهِ، وسماه لَهُمْ باسمه.
قوله عليه السلام: (فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل عليه السلام) يراد منه: المبايعة التي هي: الطاعة والإمتثال والإنقياد للخدمة لا مطلق المبايعة، وإلاّ لشملَتْ مبايعة الإذن، فلا يكون جبرئيل عليه السلام أوّل خلق الله مبايعة للقائم عليه السلام بل أوّل مَنْ يبايعه محمّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ صلوات الله عليه، وهي مبايعة الإذن بالقيام:
فعن أبي حمزة الثمالي قَالَ: (سَمعْتُ أبا جعفر محمّدَ بْنَ عَلِيّ عليهما السلام يَقُول: لو خَرَجَ قائم آل محمد عليهم السلام لَنَصَرَهُ اللهُ بالملائكة المسوّمين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرئيل أمَامَهُ وميكائيل عَنْ يمينه وإسرافيل عَنْ يساره والرّعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، والملائكة الْمقرّبون حذائه أوّل مَنْ يُبايعُهُ محمّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلِيٌّ عليه السلام الثاني ومعه سيف مخترط يفتح الله به الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر.
يا أبا حمزة؛ لا يقوم القائم عليه السلام إلاّ عَلَى خَوْفٍ شَديدٍ، وَزَلْزَالٍ، وفِتْنَةٍ، وَبَلاءٍ يُصيبُ النَّاسَ، وَطَاعُونٍ قبل ذَلِكَ، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد من النَّاس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حَتّى يتمنى الْموت صباحاً ومساءً، مِنْ عِظْمِ ما يرى مِنْ كَلَبِ النَّاس، وأكل بعضهم بعضاً، وخروجه إذَا خَرَجَ عند الآيَات والقنوط، فيا طوبي لِمَنْ أدركه، وَكَانَ مِنْ أنْصَارِهِ، والويل كُلّ الويل لِمن ناواه وخالف أمره، وَكَانَ مِنْ أعْدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يقوم بأمْرٍ جَديدٍ، وكتاب جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، عَلَى العرب شديد، ليس شأنه إلاّ القتل، لا يستتيب أحَدَاً، لا تأخذُهُ في اللهِ لَوْمَةُ لائِم)
أقُولُ: إنّ أوّلَ مَنْ يُبايعه محمّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلِيٌّ صلوات الله عليه الثاني، مبايعة الرّخصة لَهُ والإذن في الظهور وفي القيام بما يراد منه، وهذه لابُدَّ أنْ تكون سابقة وَأمّا مبايعة جبرئيل عليه السلام فمبايعة الطاعة وامتثال الأمْر فافهم.
وقوله عليه السلام: (فمن ابتلي في الْمَسير..إلى آخره) لأنَّ النقباء عرفوا قيامه بالعَلامَات الخاصة وهي الواقعة في سنة قيامه فَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ إلى مكّة وما يقرب منها، إسْتعداداً لِلِقَائِهِ عليه السلام، فَإذَا خَرَجَ عليه السلام وافاه عند أوّل خروجه عجل الله فرجه، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَسْرِ، وليس لعدم الإستعداد، بل لَعَلّهُ للإستعداد، أوْ لإيمانه بأنَّهُ لا يتأخر إذَا دعاه، إما لأنَّ الأرْض تطوى لَهُ أوْ لأنَّ السّحابَ تَحْمِلُهُ، وذلك عَلَى حسب إيمانهم:
وروى الْمفضلُ بْنُ عُمَر قَالَ: (قَالَ أبُو عَبْد اللهِ عليه السلام: إذَا أذن الإمَام عليه السلام دعا الله عز وجل باسمه العبراني فانتخب(١٠٣) أصْحَابه الثلاثمائة والثلاثة عشر، قزع كقزع الخريف، وهم أصْحَاب الألوية:
منهم: مَنْ يفتقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة.
وَمِنْهُمْ: مَنْ يسير في السحاب نهاراً، يعرف باسمه واسم أبيهِ وحليته ونسبه، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ؛ أيّهُمَا أعظم إيماناً؟ قَالَ: الذي يسير في السحاب نهاراً، وهم المفقودون، وفيهم نزلت: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(١٠٤)، قوله عليه السلام: (والله المعدودة) أيْ: الفئة المعدودة، كنايةً عَنْ قِلّتِهَا، كما قَالَ اللهُ تَعَالَى: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) وعن انتصارها عَلَى مَنْ عَادَاهَا، والظاهر أنّ الْمراد بالْمعدودة: الأمّة التي قَالَ اللهُ تَعَالَى فيها: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) فإنّهَا في أصْحَاب القائم عليه السلام، أوْ إلى مُدّةِ قِيَامِ القائم عليه السلام:
ففِي تَفْسيرِ عَلِيّ بْنِ إبْرَاهِيمِ للمعنى الأوّل: (عَنْ عَلِيّ عليه السلام في قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ) قَالَ: الأمّة المعدودة أصْحَاب القائم عليه السلام الثلثمائة والبضعة عشر)
وَلِلْمَعْنَى الثاني: قَالَ في الآية الشريفة: (إنْ مَتّعناهم في هَذِهِ الدّنْيَا إلى خروج القائم عليه السلام فنردهم ونعذبهم (لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ) أيْ: يقولون: ألا يقوم القائم عليه السلام ولا يخرج؟ عَلَى حَدّ الإستهزاء، فقَالَ اللهُ: (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
وفي تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: (عن الحلبي قَالَ: قَالَ أبو جَعْفَر عليه السلام: أصْحَابُ القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رَجُلاً هم والله الأمّة المعدودة التي قَالَ اللهُ في كتابه: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)
قَالَ: يجمعون لَهُ في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف)، وقوله عليه السلام: (قزعا كقزع الخريف) القزع: جمع قزعة، وهي القطعة من السحاب، وخصّ الخريف لأنَّهُ أوّلُ الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقاً غير متراكم ولا مطبق ثُمَّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذَلِكَ لأنَّهُمْ متفرقون مَِنْهُم بالشام وَمِنْهُمْ بالمدينة وَمِنْهُمْ في غيرهما فيصبح يوم السبت وهم معه جميعاً.
وقوله عليه السلام: (فيقتل الْمقاتلة لا يزيد عَلَى ذَلِكَ شَيْئَاً) يَعْني: السبي، لَعَلّهُ عليه السلام إنَّمَا لم ‌يسب العيال لعلمه بأنّهم غير راضين بفعل رجالهم، أوْ غير عالمين بنكثهم، أوْ ليستميل قلوب العرب ويرغبهم في قبول طريقته باظهار العفو والعدل.
قوله عليه السلام: (فلا يَبْقَى مَِنْهُم إلاّ رجلان يقال لهما: وتر ووتيرة من مراد) وتقدم فيما روي انهما من جهينة، قَالَ: فلذلك جاء الْقَوْل: وعند جهينة، وظاهره: أنَّهُ مأخذ الْمثل، وفي تفسير السهيلي: (إنّ آخر مَنْ يخرج من النار يوم الْقِيَامَة رجل يُقَالُ لَهُ: جهينة، فَإذا دخل الجنة اجتمع عليه أهْل الجنة يسئلونه عَنْ حال أهْل النار ويقولون: عند جهينة الخبر اليقين)(١٠٥)
رواه عَنْ النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وظاهره أنَّهُ مستند الْمثل، ويأتي بعض ذكره في حديث المفضل بن عمر إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وقوله عليه السلام: (جزر جزور) أيْ: إنّ قريشاً يودّون أن يعطوا كلّما مَلَكُوا وكلّ ما طلعت عليه الشّمْس أوْ غربت -لو كَانَ لَهُمْ- ويأخذوا موقفاً يقفون فيه ويختفون به عنه عليه السلام بحيث لا يراهم، قدر زمان ذبح جزور، ويحتمل أنْ يُرَادَ به: مكان ذبح جزور، لأنَّهُ أخسّ الأمكنة لِمَا فيهِ مِنْ دم الجزور وفرثها.
وقوله عليه السلام: (ثُمَّ يحدث حدثاً) الظاهر أنّ المراد من هَذَا الحدث: نبش الأعرابيين وحرقهما، فلذا سمّوه بـ: الطاغية، استعظاماً لفعله، حَتّى أنَّهُ عليه السلام لَمّا دَعَاهُمْ إلى البراءة منهما قَالُوا: بل نبرء منك ونتولاهما.
وقوله عليه السلام: (فَمَنَحَهُ اللهُ أكْتَافَهُمْ) أيْ: جعله مستولياً عليهم، لأنَّ الاكتاف هي محل القوة، فَإذا ملكه الله إياها استولى عليهم، كَأنَّهُ راكب عَلَى أكتافهم أوْ كناية عَنْ نهاية الإقتدار عليهم كَأنَّهُ يستخرج أكتافهم التي هي لَهُ.
وقوله عليه السلام: (حَتّى ينزل الشَّقِرَة) هي بفتح الشين المعجمة وكسر القاف وفتح الراء، وقِيلَ: بضم الشين وسكون القاف، موضع معروف في طريق مكة من المواضع التي يخسف بها.
وقوله عليه السلام: (انك لتجفل النَّاس إجفال الغنم) يَعْني: تزعجهم بسرعة لعظيم ما أتيتهم به.
وقوله عليه السلام: (هات لي فلان العيبة أوْ الزنفلجة) ألْعَيْبَةُ بفتح العين: زنبيل من أدم، والزِّنفلجة بكسر الزاي، ظرف من الجلود المدبوغة يعلق عَلَى الكتف، والاتيان بـ: (أو) يشعر بأنهما معاً عنده عليه السلام، وفي كلّ واحدٍ منهما نسخة العهد المطلوب.
وقوله عليه السلام: (مصعدين من نجف الكوفة) أيْ: ماضين منه.
وقوله عليه السلام: (صعد النجف) أيْ: أتَاهُ.
وقوله عليه السلام: (عَلَى طريق النُّخَيْلَة) كجهينة، موضع بالعراق، مقتل عليّ عليه السلام وفيه مسجد إبراهيم عليه السلام.
وقوله عليه السلام: (مرجئها) ألْمرجئة قِيلَ: هُمْ فرقة من فرق الإسْلام، يعتقدون أنَّهُ لا يضرّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقِيلَ: سُمّوا بذلك لاعتقادهم أنّ الله سبحانه أرجأ تعذيبهم عَلَى المعاصي، أيْ: أخَّرَهُ عَنْهُمْ، وَقَالَ قتيبة: هم الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل، سموا بذلك لأنَّهُمْ يقدمون الْقَوْل ويؤخرون العمل، وقِيلَ: هم الفرقة الجبرية الذين يقولون: إنّ العبد لا فعل لَهُ أصلاً وإنما الفعل من الله سبحانه، سموا بذلك لأنَّهُمْ يؤخّرون أمر الله، ويرتكبون الكبائر، وفي المغرب: سموا بذلك لإرجائهم حكم أهْل الكبائر إلى يوم الْقِيَامَة، وفي بعض الأحَاديث: (المرجئ يَقُول: مَنْ لَمْ ‌يُصَلّ وَلَمْ ‌يَصمْ ولم ‌يغتسل من جنابة، وَهَدَمَ الكعبةَ ونكَحَ أمّهُ فهو عَلَى إيمان جبرئيل وميكائيل) وروي في الحديث خطاباً للشّيعة: (أنتم أشَدّ تقليداً أم المرجئة) قِيلَ في هَذَا الحديث: أرَاد ما عدا الشيعة، سموا بذلك لزعمهم: أنّ الله عز وجل أخّرَ نصب الإمَام وجعله بإختيارهم، وفي الحديث: (الْقُرآن يخاصم المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به) وفسر المرجيئ: بالاشعري، والقدري بالمعتزلي، وفيه أقْوَال أخَرٌ.
وقوله عليه السلام: (فيعطيه السفياني البيعة سلماً) يَعْني بهِ: إنَّهُ يبايعه مهادنة لا عَنْ إيمان وانقياد، فلم يقبل منه، لعلمه بأنَّهُ لَمْ يَكُنْ صادقاً، لأنَّهُ لعنه الله إنَّمَا خَرَجَ يطلب ثاره بقتل الثالث من جميع الأئِمّة عليهم السلام وشيعتهم وَمَنْ مَالَ إلَيْهِمْ بقتلهم ومحو آثارهم، فجميع مَنْ قَتَلَ إنَّمَا قَتَلَهُ لأجل إيمانه: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) فلا يوفق للتوبة النصوح، بل عَلَى حَدّ قَوْلِهِ تَعَالَى: (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) فلذا قَالَ عليه السلام: (خذ حذرك فإنني أديت إليك وَأنَا مقاتلك) وإنما قبل منه المبايعة أوّلاً لإقامة الحجة عليه، فَلَمَّا نكَثَ لَمْ ‌يقبل منه.
وقوله عليه السلام: (ثُمَّ يرسل جريدة خيل إلى الروم) الجريدة من الخيل: الجماعة، لأنَّهَا جرّدت عما سواها لا رجالة فيها.
وقوله عليه السلام: (ويخرج النَّاس عَلَى رقابهم إلى الْمهدي عليه السلام) المراد بالنَّاس: العامة، إذَا استولى عليهم يأتونه منقادين لطلب السلامة عَلَى دمائهم، فَمَنْ تولّى بالأئِمّة عليهم السلام وتبرأ من أعْدَائهم صادقاً: (فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) وهو من المؤمنين، ومن لَمْ يَكُنْ صادقاً يكون ذا مَعِيشَةٍ ضَنْكاً، حَتّى أنَّهُ يأكل العذرات، لأنَّهُ لا تحلّ لَهُ الزكوة ولا يعطى منها، ولا يعطيه التجارة ولا الزراعة ولا يعامله المؤمنون ولا ينازلونه، بل يكون بحكم الكلاب السائبة التي لا أهْلَ لَهَا.
وقوله عليه السلام: (ويوسع الله عَلَى شيعتنا ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا) أشَارَ بقوله: (ولولا ما يدركهم من السعادة) إلى جواب اعتراض بقوله تَعَالَى: (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْض-الآية)
(وبيانُهُ): إنّ اللهَ قد أخْبرَ بلزوم البغي للبسط فكيف يوسع عَلَى الشيعة في دولة الحق فأجَابَ عليه السلام: إنّ في ذَلِكَ الزمان يشمل اللطف والتسديد والرضوان جميع الشيعة لِعِلَةِ وجود صَاحِب الحق والعدل عليه السلام بين ظهرانيهم، وجذبه إيّاهم في متابعته، ومحوه أسْبَاب البغي مِنْ أهْلِ الأرْض من شيعته، فلا يتفاوت الحال عند الشيعة في ذَلِكَ الزمان بين التوسعة والضيق، لقوة عقولهم وكمال إيمانهم ببركة الإمَام عليه السلام.(١٠٦)
في غيبة النعماني: عَنْ العوام بن الزبير قَالَ: قَالَ أبُو عَبْد اللهِ عليه السلام: يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأرْبَعين رَجُلاً من تسعة أحياء: مِنْ حَيّ رجل وَمِنْ حَيّ رجلان وَمِنْ حَيّ ثلاثة وَمِنْ حَيّ أربعة وَمِنْ حَيّ خمسة وَمِنْ حَيّ ستة وَمِنْ حَيّ سبعة وَمِنْ حَيّ ثمانية وَمِنْ حَيّ تسعة ولايزال كَذَلِكَ حَتّى يَجْتَمِعَ لَهُ الْعَدَدُ
أقُولُ: ظاهر هَذَا الحديث أنّ اجتماعهم من الأحْيَاء والبلدان عَلَى نحو الكمال الشعوري، فَإنِ اعتبرنا ذَلِكَ كانوا من خمسة وعشرين حيّاً؛ ثلاثمائة وخمسة وعشرين رَجُلاً، فيزيدون اثني عشر رَجُلاً.
فلابُدَّ من حمل قوله عليه السلام: (ولا يزال كذلك) عَلَى أنّهُمْ يَجتمعونَ مِنَ الأحْيَاءِ وإنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى ذَلِكَ النحو حَتّى يتم العددُ، أوْ نقول هَذَا الترتيب إنَّمَا يكون في الأرْبَعين، أوْ أغلبي، أوْ في الثلاثمائة، لكن المذكور في خطبة البيان ينافي ذَلِكَ كلّه، ويمكن الجمع بينهما في الخمسة والأرْبَعين، أوْ يقَالَ: بأنَّ خطبةَ البَيَانِ غير معتبرة، وما ذكره محمد باقر المجلسي رحمه الله كما نقل عنه: مِنِ اشتهارها بين الخاصة والعامة، عَلَى تقدير صحّتِهِ فإنّما هو في أصل وقوعها منه عليه السلام وأمّا ما اشتملت عليه فمتغير مختلف حَتّى لا تكاد تَجد نسختين منها متفقتين فلا يصلح منها جمع ولا تفريق.
وفي غيبة الطوسي: (عن أبي ‌بَصير قَالَ: سَمعْتُ أبا عَبْد اللهِ عليه السلام يَقُول: كَانَ أمير الْمُؤمِنِينَ عليه السلام يَقُول: لايزال النَّاس ينقصون حَتّى لا يقَالَ: اللهُ، فَإذا كَانَ ذَلِكَ ضرب يعسوب الدين بذنبه فيبعث اللهُ قَوْمَاً من أطرافها يجيئون قزعا كقزع الخريف، والله إني لأعرفهم وأعرف أسْمَائهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف يشاء، من القبيلة الرّجُل والرجلان، حَتّى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رَجُلاً، عدة أهْل بدر، وهو قول الله: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) حَتّى أنّ الرّجُل ليحتبي فلا يحل حبوته حَتّى يبلغه الله ذلك)
أقُولُ: يشعر هَذَا الحديث بأنَّ الترتيب الشعوري إنَّمَا هو في الخمسة والأرْبَعين، وَأمّا الباقي فَعَلَى الاتفاق، وهذا يشعر بأفضلية الخمسة والأرْبَعين، لاشتمال عددهم واجتماعهم عَلَى الكمال الشعوري، قَالَ الجزري: (اليعسوب: السيد والرئيس والْمقدم وأصله فحل النحل، ومنه حديث علي عليه السلام أنَّهُ ذكر فتنة فقَالَ: إذَا كَانَ ذَلِكَ ضرب يعسوب الدين بذنبه، أيْ: فارق الفتنة وضرب في الأرْض ذاهباً في أهْل دينه واتباعه الذين يتبعونه عَلَى رأيه وهم الأذناب)، وَقَالَ الزمخشري: (الضرب بالذنب هيهنا مثل الإقامة والثبات، يَعْني: أنَّهُ يثبت هو وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الدين).
أقُولُ: إنّ فحل النحل إذَا أرَادَ اللبثَ في مكانه ألْصَقَ بذنبه الأرْض، كما أرَاد الزمخشري، وعَلَى توجيه الجزري إنّ الفحل إذَا أرَادَ أنْ يلدغَ ضَرَبَ بذنبه، لأنَّ الشوكة فيه، وَشَبّهَ أتْبَاعَ الحجة عليه السلام يَعْني: أنصارَهُ بالذّنَب-مُحركاً- لأنَّهُ لاحق به وبه يلدغ كَذَلِكَ الحجة عليه السلام يضرب بأنصاره في الأرْض فيبعثهم شرقاً وغرباً حَتّى يفتح الله بهم الحصون ويملأ بهم الأرْض قِسْطَاً وَعَدْلاً))(١٠٧)
بسمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرَّحيمِ
ألْحَمْدُ للهِ رَبّ الْعَالَمْينَ وَصَلّى اللهُ عَلَى خَيْرِ الخلْقِ أجْمَعين، محمّدٍ وآلِهِ الطّيّبينَ الطّاهِرينَ، وَهَذَا آخِرُ مَا أرَدْنَا ذِكْرَهُ في هَذَا الْمُخْتَصَرِ عَنْ أنْصَارِ الإمَامِ الْمَهْديّ عَجّلَ اللهُ فَرَجَهُ الشّريف.
أسْأَلُ اللهَ عَزّ وَجَلّ أنْ يَنْفَعَ بهِ طَالِبيهِ وَالحمْدُ للهِ أوّلاً وآخِرَاً وَظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً وَصَلّى اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ تَسْليمَاً كَثيراً.

أهَمّ الْمَصَادِر

ألْقُرْآنُ الْكَريمُ
إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
الإخْتِصَاصُ لِلْمُفِيدِ.
إرشاد القلوب للديلمي.
بحار الانوار للمجلسي.
تفسير العياشي للعياشي.
تأويل الآيات الظاهرة لشرف الدين النجفي.
تفسير حقي
الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي.
حلية الابرار لهاشم البحراني.
جمع الجوامع أو الجامع الكبير.للسيوطي
دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي) ت ٣١٠ هـ
رجال الكشّي.
الرجعة لأحمد الاحسائي تحقيق معين الحيدري.
صحيح مسلم لمسلم النيسابوريّ.
عوالم العلوم للبحراني.
الغَيْبَةُ للنّعْمَانيّ.
ألْغَيْبَةُ لِلطّوسيّ.
الْفِتَنِ لِنَعيم ِبْنِ حَمّادٍ.
الكافي للكليني.
الكشكول للبهائي.
معجم أحاديث المهدي لِمُؤسّسة المعارف الاسلامية.
مدينة المعاجز لهاشم البحراني.
مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي.
النجم الثاقب للميرزا حسين النوري.
الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي.
وغيرها من المصادر.


 

 

 

 

 

 

 

 

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(٢) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٣) الإخْتِصَاصُ لِلْمُفِيدِ.
(٤) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٥) معجم أحاديث المهدي مؤسسة المعارف الاسلامية.
(٦) الإخْتِصَاصُ لِلْمُفِيدِ.
(٧) كِتَابُ الْفِتَنِ لِنَعيم ِبْنِ حَمّادٍ.
(٨) ألْكَافِي لِلْكُلَيْنيّ.
(٩) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(١٠) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(١١) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(١٢) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(١٣) الكشكول للبهائي، وغيره.
(١٤) رجال الكشّي.
(١٥) في ألْكَافِي لِلْكُلَيْنيّ: عَنْ مسعدة بن صدقة عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: ذكرت التقية يوماً عند عليّ بن الحسين عليهما السلام فقَالَ: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما فما ظنكم بسائر الخلق! إنّ علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلاّ نبيٌّ مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فقَالَ: وإنما صار سلمان من العلماء لأنّهُ أمرءٌ مِنّا أهل البيت، فلذلك نسبته إلى العلماء.
* وفي الإختصاص للمفيد: عَنْ عيسى بن حمزة قَالَ: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الحديث الذي جاء في الأربعة؟ قَالَ: وما هو؟ قُلْتُ: الأربعة التي اشتاقت إليهم الجنة، قَالَ: نعم؛ مَِنْهُم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار، قُلْتُ: فأيهم أفضل؟ قَالَ: سلمان، ثُمَّ أطرق، ثُمَّ قَالَ: علم سلمان علماً لو علمه أبو ذر كفر.
(١٦) ألرَّجْعَةُ لأحْمَدَ الأحْسَائيّ تحقيق معين الحيدري.
(١٧) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(١٨) ألْغَيْبَةُ لِلطّوسيّ.
(١٩) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٢٠) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(٢١) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٢٢) مُعْجَمُ أحَاديثِ الإمَامِ الْمَهديّ عليه السلام - مؤسسة المعارف الإسلامية.
(٢٣) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ للصّدُوقِ.
(٢٤) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٢٥) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٢٦) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٢٧) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٢٨) حلية الأبرار لهاشم البحراني.
(٢٩) رسالة الرجعة للشيخ أحمد الاحسائي تحقيق معين الحيدري.
(٣٠) صحيح مسلم لِمُسْلم النيسابوري.
(٣١) ألْكَافِي لِلْكُلَيْنيّ.
(٣٢) رسالة الرجعة للشيخ أحمد الاحسائي تحقيق معين الحيدري.
(٣٣) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ للصّدُوقِ.
(٣٤) في تفسير العياشي المطبوع الآن: عَنْ المفضل بن عمر عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أصحاب الكهف، ويوشع وصي موسى ومؤمن آل فرعون، وسلمان الفارسي، وابا دجانة الانصاري، ومالك الاشتر.
(٣٥) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٣٦) الرجعة للشيخ احمد الاحسائي تحقيق معين الحيدري
(٣٧) إرشاد القلوب للديلمي، ومثله في الهداية الكبرى وغيرهما.
(٣٨) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٣٩) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٤٠) إرشاد القلوب للديلمي، ومثله في الهداية الكبرى وغيرهما.
(٤١) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٤٢) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٤٣) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٤٤) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٤٥) الرجعة لأحمد الأحسائي تحقيق معين الحيدري.
(٤٦) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٤٧) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٤٨) ألإرْشَادُ لِلْمُفيدِ.
(٤٩) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٥٠) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٥١) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٥٢) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٥٣) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ للصّدُوقِ.
(٥٤) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٥٥) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٥٦) الغيبة للطوسي.
(٥٧) كِتَابُ الْفِتَنِ لِنَعيم ِبْنِ حَمّادٍ.
(٥٨) مُعْجَمُ أحَاديثِ الإمَامِ الْمَهديّ عليه السلام - مؤسسة المعارف الإسلامية.
(٥٩) كِتَابُ الْفِتَنِ لِنَعيم ِبْنِ حَمّادٍ.
(٦٠) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٦١) مُعْجَمُ أحَاديثِ الإمَامِ الْمَهديّ عليه السلام - مؤسسة المعارف الإسلامية.
(٦٢) مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي.
(٦٣) بحار الانوار للمجلسي.
(٦٤) الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي.
(٦٥) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٦٦) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ للصّدُوقِ.
(٦٧) الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي.
(٦٨) النجم الثاقب لحسين النوري.
(٦٩) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٧٠) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٧١) دلائل الامامة للطبري الشيعي.
(٧٢) بحار الأنوار للمجلسي عَنْ كتاب الأنوار الْمضيئة.
(٧٣) إرشاد القلوب للديلمي، ومثله في الهداية الكبرى وغيرهما.
(٧٤) الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الخصيبي.
(٧٥) ال عمران / ١٤٣ .
(٧٦) البقرة / ٢١٥.
(٧٧) العنكبوت / ٢-٣.
(٧٨) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(٧٩) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٨٠) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(٨١) الإختصاص للمفيد.
(٨٢) بحار الأنوار للمجلسي.
(٨٣) في الْكَافِي لِلْكُلَيْنيّ: عَنْ أبي بصير عَنْ أبي عبد الله عليه السلام قَالَ: لابُدّ لصاحب هَذَا الامر من غيبة، ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة، وما بثلاثين من وحشة.
(٨٤) الرجعة والإمام المهدي عليه السلام لأحمد الأحسائي تحقيق معين الحيدري
(٨٥) بحار الأنوار للمجلسي عَنْ السيد علي بن عبد الحميد في الأنوار المضيئة.
(٨٦) دلائل الإمامة لابن جرير الطبري الشيعي.
(٨٧) في الهامش: عدتهم في الحديث ثلاثمائة وسبعة رجال، وفي الحديث (١٣٢) عدة الرجال بالأسماء ثلاثمائة، وعدتهم بالأرقام المنصوص عليها قبل ذكر الأسماء ثلاثمائة وخمسة رجال على أن المتواتر بالروايات أن عدتهم بعدة أهل بدر، ولعل الوهم نشأ من الرواة أو النساخ، والملاحظ أن بعض أسماء المدن المذكورة في هَذَا الحديث غير موجودة في الحديث (١٣٢) وبالعكس، فتأمل.
(٨٨) دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري (الشيعي) ت ٣١٠ هـ
(٨٩) تَفْسيرُ الْعَيّاشيّ لِلْعَيّاشيَ.
(٩٠) مدينة المعاجز لهاشم البحراني.
(٩١) الأعراف / ١٧٢.
(٩٢) إكْمَالُ الدّينِ وَإتْمَامُ النّعْمَةِ لِلصّدُوقِ.
(٩٣) تأويل الآيات الظاهرة لشرف الدين النجفي.
(٩٤) تفسير العياشي للعياشي.
(٩٥) بِحَارُ الأنْوَارِ لِلْمَجْلِسيّ.
(٩٦) الغيبة للطوسي.
(٩٧) الاختصاص للمفيد.
(٩٨) دلائل الامامة للطبري الشيعي..
(٩٩)(يا أيها النَّاس من يحاجني في نوح فَإنّا أولى النَّاس بنوح، خ ل).
(١٠٠) ((الغنم، خ ل))
(١٠١) ((ليحضروا، خ ل))
(١٠٢) تفسير العياشي للعياشي.
(١٠٣) ((فانتجب، خ ل)) وفي المصدر: فأتيحت له صحابته.
(١٠٤) ألْغَيْبَةُ لِلْنّعْمَانيّ.
(١٠٥) في جمع الجوامع أو للسيوطي: ((آخر من يدخل الجنة رجل من جُهَيْنَة يُقَالُ لَهُ: جُهَيْنَة، فيقول أهل الجنة: عند جُهَيْنَة الخبر اليقين سلوه هل بقي من الخلائق أحد يعذب؟ فيَقُول: لا))... وحكى السهيلي أنه جاء أن اسمه: هناد.
* وفي تفسير حقي: عَنْ ابن عباس: إنّ ثمانين ألفاً وهم السفياني وقومه يخرجون في آخر الزمان، فيقصدون الكعبة ليخربوها، فإذا ادخلوا البيداء - وهي أرض ملساء بين الحرمين كما في القاموس- خسف بهم، فلا ينجو مَِنْهُم إلاّ السرىّ الذي يخبر عنهم، وهو جهينة، فلذلك قيل: عند جهينة الخبر اليقين.
(١٠٦) ألرَّجْعَةُ لأحْمَدَ الأحْسَائيّ تحقيق معين الحيدري.
(١٠٧) الرجعة والامام الْمَهْديّ لأحمد الأحسائي تحقيق معين الحيدري.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٢ / ٥.٠
 التعليقات
الدولة:
الإسم: نهر الكوثر
كربلاء
النص: احسنتم وبارك الله بكم كتاب قيم بمعنى الكلمه ووفقكم لرفدنا بالمزيد وارجو ان اعرف كيف تحميل الكتاب
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٢/١٧ ٠٣:٥٥ ص
إجابة التعليق

الدولة:
الإسم: علي سعد
العراق
النص: نشكر مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي وسماحة المرجع الكبير اية الله المفدى علي الحسيني السيستاني
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٢/١٧ ١١:٥٧ ص
إجابة التعليق

الدولة:
الإسم: صاحب الكردي القرة لوسي
العراق - بغداد - الكفاح
النص: كتاب اكثر من رائع شكرا جزيلا لكل من شارك في تأليفه ونشره
تاريخ الإضافة: ٢٠١٥/٠٦/٣٠ ٠٤:٣٥ م
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016